تجارب إدارية .. عبد الله بن سليمان

[نور]

تجارب إدارية .. عبد الله بن سليمان



الإسلام اليوم

د. سعد بن عبد الله العباد

السؤال (1): سيرتكم الذاتية

جواب:الاسم : عبد الله بن سليمان الخلف *
المؤهلات : خريج كلية الهندسة – قسم كهرباء 1399هـ
- ماجستير في الهندسة الكهربائية
- أول تعيين كان في وزارة الصناعة والكهرباء – نائب مدير الإدارة الهندسية والمشروعات الهندسية في وزارة الصناعة و الكهرباء لمدة سنتين ونصف .
- انتقلت إلى المصنع في بداية شهر شوال 1400هـ بدأت كمدير للصيانة ثم مدير الإدارة الفنية بعدها مدير عام المصنع ولا زلت، مدة عملي في المصنع إلى الآن 21 سنة بمختلف المناصب، لم تتح الفرصة لتحضير الدكتوراة ولكن -إن شاء الله - عن قريب وتكون في إدارة الأعمال .

السؤال (2):لكل أمر بداية ، فما هي بداية الإدارة لسعادتكم ؟

جواب:طبعاً كنت أعمل مهندسًا بإدارة الهندسة والمشروعات في وزارة الصناعة والكهرباء ، وكان الأمر أحياناً يستوجب أن نعمل في الإدارة لمدة معينة ، ساعدني في ذلك حرصي ومواظبتي الشديدة على الدوام المبكر حتى إن بعض المقيمين كان يعمل معي في الإدارة نفسها ، وقال : لي ذات مرة أنت لست سعوديًا ، وسألته لماذا؟ قال : إن السعوديين لا يواظبون على الدوام، الأمر الآخر المعاملة الحسنة لمن حولي ساعدتني في تحصيل المعلومات التي لا نعلمها، لذا تحتاج لمن حولك فمتى عاملتهم بالحسنى أعطوك ما لديهم من معلومات ، وهذه السياسة هي المفترض على كل شخص نهجها إن أراد الحصول على ما لدى الغير ، فمتى ما كسبتهم أخذت ما عندهم، إضافة إلى الراحة النفسية التي كنت أتمتع بها .

السؤال (3): ما رؤيتك ورسالتك في العمل ، وهل يعرفها جميع العاملين؟

جواب:هكذا السؤال صعب؛ لأنه ما كل ما يتمنى المرء يدركه ، ولكن أتمنى إدارة دون مشاكل ، وهذه إدارة نموذجية ، ولكن مع ذلك فهذه المشاكل هي التي تعطي الإدارة طعمًا جميلاً؛ لأنه يتطلب علينا في الإدارة الخروج من الروتين، فمتى ما بدأ الروتين فيمكنك إدارة منشأتك وأنت خارجها ، كذلك أنا أحرص على الحصول على درجة القبول من الجميع وهذه -ولله الحمد- أتوقع أنني حصلت على 80% منها لدى العاملين.

السؤال (4): كيف تمكنت من الحصول على هذه النسبة من القبول ؟

جواب:بالتعامل الطيب مع العاملين وبالتسامح وبالابتسامة ، وهذه الأمور نابعة من ديننا الحنيف ( تبسمك في وجه أخيك صدقة) وكذلك يجب عدم التفريق بين العاملين على حسب الجنسية أو اللون أو الديانة من باب العدل ، فلا بد أن يقال للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت بغض النظر عن الأمور السابقة ، أما العمالة غير المسلمة فهؤلاء نستفيد منهم ونرغبهم في الإسلام بالمعاملة الطيبة معهم، فالإسلام انتشر في الغرب والشرق بسبب المعاملة الطيبة التي كان يتعامل بها التجار المسلمون مع غيرهم . فمتى ما كسبت من حولك، نفذت أوامرك دون نقاش لأنهم يثقون بك، وهذا هو المهم في الإدارة .

أذكر مرة أثناء حرب الخليج لما ضرب جهاز الإنذار خرج العمال من المصنع خوفاً من الصواريخ فتعطل العمل في المصنع ، ولو اتبعت سياسة الفصل لم يبق أحد، ولكنني خرجت لهم وقلت لهم إذا كنتم خائفين ادخلوا -على الأقل- تحت المظلة حتى تحميكم، فدخلوا تحت المظلة عند المكائن، فقلت لهم : هل هذا مصنعي ، قالوا: لا ، قلت: هل أنا موظف مثلكم قالوا: نعم ، قلت : لو كان فيه خطر هل سوف أخاطر بحياتي، أنا أتيت المصنع وجلست معكم، وليس معقولاً أن أخاطر بحياتي لو كان فيه أدنى خطر لكنت تركتكم تذهبون وذهبت معكم، هذا الكلام كان الساعة 7 صباحاً، الساعة 7.45 جميع آلات المصنع تعمل .

السؤال (5): وضوح الأهداف وتحديدها، كيف تتعاملون معها؟

جواب:لا شك أن وضوح الأهداف وتحقيقها أمر مهم، ولكن في بعض الأحيان يكون تحقيقها ليس بيد الإدارة أو بيد العمالة؛ لأن –مثلاً- المصنع يريد أن يرفع إنتاجيته لزيادة أرباحه لكن –أحياناً- الطلب لا يكون مناسبًا أو لا يمكن الاستيلاء على جميع المناقصات فروح المنافسة تدخل فيها بعض الأمور مثل التلاعب بالمناقصات ومنهجنا في المصنع أن نخسر المناقصة ولا نخسر السمعة، لذلك هذا المصنع يصنف ضمن المصانع الأوروبية للجودة العالية أكسب المصنع سمعة طيبة وهذا الهدف الأساس لنا، وهو بناء اسم وسمعة للمصنع، والبقاء في النهاية للأفضل ، ومن الأهداف أيضاً الاستغلال الأمثل للمخلفات، وأذكر أن ناسًا من اليمن يريدون هذه المخلفات فوقعنا عقدًا معهم ومن الصدف حضرت مجموعة أيضاً من اليمن تريد هذه المخلفات فأخبرناهم أننا وقعنا عقد مع آخرين فأخذوا يجعلون واسطات بيننا لشراء هذه المخلفات، فاتصل بي أحد مدراء المصنع يتوسط في الأمر وقال – مازحاً-: مصانع لا تستطيع أن تصرف إنتاجها ومصانع يتنازع على مخلفاتها .

السؤال (6): ضع الرجل المناسب في المكان المناسب، هل يأخذ به سعادتكم ؟

جواب:هذه المقولة صحيحة، ولكن متى تجد الرجل المناسب، أو كيف تعرف أن هذا الرجل مناسب لهذا المكان؟؛ لأنه قد ينجح شخص في مصنع ولا ينجح في قطاع حكومي، وقد ينجح شخص في مجال بينما لا ينجح في مجال آخر، إضافة إلى أن الرجل المناسب لن يكون مناسباً إلا إذا تعلم وتدرب وكان كفأً للمكان الذي يوكل إليه ، كذلك عند اختيار الرجل المناسب من وجهة نظري يجب أن أعطيه أسباب النجاح الوظيفي المحدد له من الصلاحيات وغيرها، كذلك يجب أن يعطى الرجل المناسب فكرة كاملة عن المكان والوظيفة التي سوف يشغلها، فمثلاً نرى في الشركات أو المؤسسات العائلية قد يوضع رجل غير مناسب في مكان بالغ الخطورة فيتدهور الوضع لأن السبب في ترشيحه هو مكانة هذا الرجل في عائلته .

السؤال (7): يختلف عطاء وسلوكيات العاملين من شخص لآخر ، كيف يتم التعامل مع المحسن والمقصر من وجهة نظركم ؟

جواب:أتوقع أنك إذا كافأت المحسن اتعظ المسيء ، وإذا سمحت للمسيء فقدت المحسن ، فمن أمن العقوبة أساء الأدب ، يجب إعطاء كل ذي حق حقه، ومقولة (الخير يخص والشر يعم)، هذه المقولة أنا لا أقتنع بها، لأنه متى ما عممت الشر فقدت الخير، فيجب أن يحفز المحسن ولو بالكلمة الطيبة، ويحاسب المقصر لتقويم اعوجاجه .

السؤال (8):هل أنت قائد أم مدير ؟.

جواب:أنا اعدّ نفسي قائدًا للآتي :
أولاً: القائد يمشي عليه ما يمشي على جنوده، أما المدير فهو يدير من خلف الكواليس.
ثانياً: أنا لا أحب الانعزال في مكتبي، بل أحتك بالموظفين، وأنزل إلى المصنع فأشجع المحسن وأحذر المقصر وأحاسبه وابتسم في وجوه العاملين وأسألهم عن أحوالهم .

السؤال (9): كيف أمكن التعامل مع المستجدات والمتغيرات ، وكيف تمكنتم من توظيفها لخدمة إدارتكم ؟

جواب:الحقيقة بدأ المصنع عام 1982م بدأ التطور في هذا المصنع شبه يومي، مثل إدخال الحاسب الآلي والآن نحن نبحث عن إدخال "الربوت" في المناطق التي تحتاج إلى عمالة كثيرة وفي الوقت نفسه سوف يزيد " الربوت" من إنتاجية المصنع ،إضافة إلى عمل بعض الأبحاث في المصنع .

السؤال (10): هل يستطيع المهندس عبد الله أن يذكر ما حدث في العام الماضي نفس تاريخ اليوم ؟

جواب:لو قلت لي 1384هـ يمكن أتذكر، لأنني أتصور أن الواحد يستطيع أن يتذكر في الصغر أكثر من الكبر، فأنا حقيقة لا أذكر ما حدث في العام الماضي.

السؤال(11): يتميز سعادتكم بالاتصال الفاعل مع العاملين ، كيف وصلتم إلى النجاح؟

جواب:لعل الأمر الذي خدمني هو تدرج المناصب في المصنع فكنت أحتك مع العاملين احتكاكًا شبه يومي مع بقاء معاملتي الطيبة لهم مهما تدرجت في المنصب، فالعاملون يشعرون أنني قريب منهم، فمتى أشعرت العامل بقيمته وقربك منه أعطاك كل ما عنده ، وعندما أصبحت مديرًا عامًاحتفظ الموظفون بهذا الود بيني وبين الموظفين، ويجب ألا يشعر الموظفون أن بينك وبينهم حواجز، لذا أخبرتهم في أول اجتماع أنني المهندس عبد الله الخلف هو عبد الله الخلف نفسه في أي منصب يتولاه، ولكن لكل منصب يجبرك على فعل أمر معين فأرجو أن لا تعدوا هذا تكبراً وتغييرًا ولكنه من باب المسؤولية عن الشيء .

السؤال (12): هل ترون أنكم حققتم كل طموحاتكم ورؤاكم الإدارية ؟

جواب:لا أتصور ذلك، لأنني إذا عرفت أنني حققت كل طموحاتي الإدارية فيجب أن أعطي المكان لغيري، فمتى ما توقف عنصرا التجديد والتطوير لدى الشخص فقد أعطى كل ما عنده، ويجب عليك ألا تقتنع بما تحصل عليه بل تطلب الأكثر .

السؤال (13): يقال إن الآخرين هم مرآة لنا، فماذا تتوقع أن يقول الآخرون عن إدارة سعادتكم ؟

جواب:الإنسان قد يحكم من منطلقات عدة، فبعضهم يرى تقربك إلى العامل وكسب وده يعد ذل، لذا أرى أن الجميع ينظرون لإدارة المصنع نظرات مختلفة .

السؤال(14): إجابات سريعة تتطلب لياقة إدارية:

جواب:01 موقف إداري لن تنساه ؟
الجواب : عندما استقال المدير العام وكان ملمًا بالمواد الخام التي وتعد عصب المصنع، وإذا اتصلت بالمدير العام فلن أتعلم ، لذا .. لا بد من أن أكافح بنفسي وأجد الطريقة المثلى، فبقيت أسبوع كامل أجلس إلى الساعة العاشرة مساءً حتى أصل إلى درجة أن المصنع يعمل دون تعطيل.

02 موقف إداري لا تتمناه ؟
الجواب : عندما تطلب منك الإدارة العليا للمصنع أن تسرح أحد الموظفين، لأنك تعاملت مع بشر وكسبتهم وأعطوا ما عندهم والاختيار صعب .

03موقف إداري مضحك ؟
الجواب : أيام كنت مدير الإدارة الفنية فاستدعاني المدير العام وقال: توجد قطع غيار مطلوبة مرتين بقيمة سبعين ألف ريال وهذه مسؤوليتك ، فقلت له : مستحيل ولكن أحضر الأوراق حتى نتأكد من الأمر؛ لأنني كنت متأكدًا من عملي، فأخذ يعاتبني على هذا التقصير، ولما أحضرنا الأوراق وجدنا أن المدير العام هو الذي طلب الطلب الثاني، فضحكت ضحكاً شديداً وفي الوقت نفسه شعرت بالانتصار .

السؤال (15) : ماذا تعني لك المفاهيم التالية ؟

جواب:الفاعلية : الإنتاج الكامل
الفشل : توقف جهاز
الفرصة : إنتاج أكبر كمية بأقل وقت
الخبرة : مرور السنين
الإبداع : فن التعامل
الموهبة : البساطة
الوقت : ذهب
الولاء : إلى حد معين لمصلحة العمل
التطوير : استقدام كل ما هو جديد بأقل تكلفة
التغيير : مطلوب إلى حد معين
الابتسامة : حياتي
الرقابة : إلاهيه
العدالة : أعط كل ذي حق حقه
الثقة : تمنح للجميع ما لم يتبين عكس ذلك
الرياضة : النشاط
الشهرة : إن بحثت عنها لم تبحث عنك
الحكمة : مخافة الله

السؤال (16): أسباب نجاح الشركات الكبرى بينما تفشل الأخرى؟

جواب:نحتاج إلى التكافل ، فالشركات الكبرى تحاول إنتاج كل شيء فلا تدع مجالاً للشركات الصغرى في الإنتاج ، يجب أن أستفيد من قيام شركات صغرى لإنتاج أشياء جانبية لإنتاج الشركات الكبرى ، فمتى عملت هذا كان عندي تكافل، يجب ألا أنظر إلى أكون مصنعًا متكاملاً ، فيجب أن أترك بعض الأمور لإنتاج الشركة الصغرى، وقد تكلف المصنع أكثر مما لو تركها لهذه الشركات ، لذا يجب أن يكون هناك تكافل وتكامل بين الشركات الكبرى والصغرى .

السؤال(17): ماذا يحتاج القطاع الخاص لكي ينجح ؟

جواب:يحتاج إلى التنسيق بينه وبين الآخرين حتى ينجح ، ويحتاج إيقاف نزيف الأموال من تكرر الصناعة في مجال واحد مما يؤدي إلى قلة الطلب وإقفال بعض الشركات وإهدار أموالها ، يجب التكافل مع بعضنا . أنا أنتج منتجًا معينًا وعندما يريد مصنع تطوير منتجي أو تطوير مواد الخام فلا حرج ، ولكن لا يجب أن ينتج منتجي نفسه لأن المنافسة سوف تكون صعبة ولا يمكن الاتفاق بين المنافسين، مهما كان فسوف تحدث المشاكل .

السؤال (18) ما دور مدير المستقبل في المملكة في ظل وجود المستثمر الأجنبي ؟

جواب:أنا لا أتصور أنه منافس ما لم أعطه فرصة المنافسة . فأولاً يجب أن أثق أن إنتاجي وصل إلى درجة معينة من الجودة تجعلها مقبولة عند العميل ومنافسة.
الأمر الثاني معاملتي مع المستهلكين يجب أن تكون طيبة حتى لا أعطيهم الفرصة لكي يبحثوا عن غيري فهذه الأمور في يد مدير المستقبل ، فمتى ما كسب العملاء وحافظ على جودة منتجه فهذا بمثابة بناء السد المنيع ضد المستثمر الأجنبي .

السؤال: (19) لو كنت مكاني، ما السؤال الذي سوف تطرحه على نفسك ؟

جواب:هذا السؤال صعب ، ولكن أستطيع أن أسأل نفسي: لو خيرت بين منشأة أخرى هل تختار المنشأة نفسها (المصنع)؟

والجواب : نعم أختار المنشأة نفسها (المصنع السعودي لأسطوانات الغاز (أنا غاز).

[ملكة بإحساسي]

يعطيكي العافيه غاليتي نور

على هيك موضوع مميز

الله لايحرمنا من ابداعاتك

تقبلي مرو ي المتواضع

[أحمد اسماعيل]

نووور

يسلمووا على روووووعة الاختيار


اسعدك الله ويسر امورك

دعواتى لك بالصحة والعافية