الوقت
صحيفة الوقت البحرينية - يومية سياسية مستقلة
العدد 137- الجمعة 11 جمادى الآخرة هـ -7 يوليو 2006
»قبل الدواء«
استشاري جراحة وأمراض العيون والشبكية نورة الكبيسي لـ «الوقت»:
%25 من مـرضى السكر يصابون بالاعتـلال الشبـكي للعـين
يعتبر مرض السكر أحد الأمراض المزمنة المنتشرة في البحرين وغيرها من دول العالم، وتكمن خطورته في المضاعفات التي تنتج عنه في كافة أعضاء الجسم، ومنها القلب والكلى والشرايين والعين .
والمعروف أن الإبصار نعمة لا يمكن تعويضها بأي حال، وللسكر مضاعفات خطيرة على العين، إلا أنه على رغم خطورتها، يمكن الوقاية منها وعلاجها مبكرا.
من هنا كان اللقاء الذي أجرته ‘’الوقت’’ مع استشاري جراحة وأمراض العيون والشبكية نورة الكبيسي
بداية، ما هي المضاعفات التي تتعرض لها العين لدى المصاب بالسكر؟
ـ يعتبر الاعتلال الشبكي السكري أحد أخطر وأكثر المضاعفات شيوعا، حيث يصاب به 52% من مرض السكر، وذلك بحسب المسح الصحي للعين الذي نقوم به. يليه ارتخاء عضلات العين نتيجة إصابة الأعصاب التي تغذي العين. كما قد يتعرض مريض السكر للإصابة بارتفاع ضغط العين والذي نطلق عليه ‘’الماء الأسود’’ وكذلك الإصابة بالماء الأبيض وجفاف العين وإصابة العصب البصري وانسداد الأوعية الدموية المغذية للشبكية والالتهاب العام في العين والقنوات الدمعية. كل تلك المضاعفات قد تحدث لمريض السكر ومنها ما له علاقة بمكان الإصابة بالسكر ومنها ما يتعلق بمدى المحافظة على نسبة السكر في الدم.
هل تختلف هذه المضاعفات لدى المريض المصاب بالسكر من النوع الأول مقارنة بالسكر من النوع الثاني؟
ـ نعم، تختلف هذه المضاعفات في نسبة الإصابة فمرضى السكر من النوع الأول كلهم يصابون بالاعتلال الشبكي بعد 02 سنة من الإصابة بالسكر بينما نجد أن 06 % فقط من المصابين بالسكر من النوع الثاني يصابون باعتلال الشبكية.
ونجد أن نسبة 12% من المصابين بالسكر من النوع الثاني يتم تشخيص مرض السكر لديهم من خلال طبيب العيون الذي قد يكتشف مضاعفات السكر على العين قبل أن يعي المريض كونه مصابا بالسكر.
نأتي للاعتلال الشبكي، ما هو؟ وكيف يتم تشخيصه؟
ـ هو عبارة عن تغيرات تحدث في طبقات الشبكية نتيجة لاعتلال الأوعية المغذية للشبكية والذي بدوره يؤدي إلى زيادة في عملية الترشيح من خلال جدران هذه الأوعية نتيجة لتهتك هذه الجدران، حيث يتم ترشيح السوائل والدهون والدم من هذه الأوعية في طبقات الشبكية. كما قد يحدث انسداد كامل في هذه الأوعية مما يعيق وصول الأوكسجين للشبكية والنتيجة حدوث تعطش للأوكسجين مما يدفع الشبكية إلى تكوين أوعية دموية جديدة ولكنها تكون هشة وقد تنزف في أية لحظة وتتسبب في حدوث نزيف داخل الجسم الزجاجي للعين وقصور في النظر. أو قد يحدث تليف في سطح الشبكية مما يؤدي إلى انفصال الشبكية وبالتالي قصور شديد في النظر ومن ثم الإصابة بالعمى.
يعتمد تشخيص هذه الحالة بالدرجة الأولى على الفحص الدوري لعين مريض السكر، حيث أن اعتلال الشبكية لا يعطي أية أعراض في بدايته. ومن هنا تأتي أهمية فحص عين مريض السكر سنويا كنظام أساس من متابعة مريض السكر.
وهنا لابد من أن أذكر أن اعتلال الشبكية يعتمد على مدة الإصابة بمرض السكر وليس على مستويات ضبط السكر في الدم بعكس مضاعفات العين الأخرى.
وما العلاج المتوفر لاعتلا ل الشبكية؟
ـ إذا كان الترشيح الحاصل في الشبكية بعيدا عن مركز الإبصار لا يستدعي هنا أي تدخل علاجي غير المتابعة المستمرة من أجل التدخل مبكرا إذا ما وصل الترشيح إلى مركز الإبصار. والعلاج يكون هنا من خلال الليزر، حيث يتم كي الأوعية المصابة. و في الغالب يحتاج المريض إلى جلسة واحدة وفي بعض الحالات الصعبة إلى أكثر من جلسة بحسب درجة استجابة المريض. وهنا لابد من التنويه إلى أن العلاج يكون هنا بغرض المحافظة على ما تبقى من النظر ولا يمكننا بأي حال استرجاع النظر الذي فقد. وهذه للأسف حقيقة يجب أن يعيها المصاب حتى لا يكون لديه انطباع بفشل العلاج. كما أنه لابد أيضا من علاج أية حالات مصاحبة للسكر مثل ضبط ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكولسترول وفقر الدم والقصور الكلوي والتي تسهم في التأثير على الحالة ومدى استجابتها للعلاج.
هل هناك جديد في علاج مشكلات الشبكية غير الليزر؟
ـ نعم، لقد استحدثت خلال السنوات الثلاث الأخيرة علاجات جديدة لبعض الحالات المستعصية والتي لا تستجيب لعلاج الليزر فنستطيع الآن حقن الكورتيزون داخل العين وقد أعطى نتائج مذهلة، ونحن بالفعل قمنا بعلاج حالات عدة باستخدام الكورتيزون ولدينا حالات استجابة للعلاج بشكل ممتاز من دون مضاعفات، ولله الحمد. وهناك في الطريق أدوية جديدة سنبدأ في تطبيقها قريبا تعيد الأمل للحالات التي كان يعتقد أنه ميؤوس من علاجها.
ماذا عن ارتخاء عضلات العين؟
ـ عادة ما يشكو المريض هنا فجأة من ازدواجية في الرؤية وارتخاء في الجفن وهذا عائد لإصابة العصب الثالث نتيجة ضعف تغذية هذا العصب بسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم. وهذه الحالة تتحسن من دون أي تدخل علاجي خلال شهرين إلى ثلاثة إذا ما تم التحكم في مستوى السكر في الدم.
ذكرت أن احدى مضاعفات السكر على العين الإصابة بارتفاع ضغط العين، فما هي أعراضه وعلاجه؟
ـ يصاب 03% من مرضى السكر بارتفاع ضغط العين أو ما نطلق عليه ‘’الماء الأسود’’ أكثر من غيرهم ممن لا يعانون من السكر. وفي الواقع يطلق عليه ‘’الماء الأسود’’ بسبب أن مجال الرؤية يتقلص لدرجة يصبح وكأن المصاب يرى من خلال قناة ضيقة محاطة بالسواد، فهنا المشكلة ليست قصورا في النظر بل نقصانا في مجال الرؤية. وعادة ما يصاب مريض السكر بنوع من ارتفاع ضغط العين الذي لا يعطي أي أعراض، ومن هنا أيضا تأتي أهمية الفحص الدوري لعين مريض السكر. والعلاج هنا يكون من خلال قطرات العين الخاصة ولا يحتاج المريض إلى تدخل جراحي. والعلاج مهم حيث أن تركه من دون علاج يؤدي إلى ضمور في العصب البصري وبالتالي قصور في مجال الرؤية.
ولابد هنا من التنبيه أن الاعتلال الشبكي قد يؤدي إلى الإصابة بارتفاع ضغط العين وفي هذه الحالة يكون مصحوبا بآلام شديدة وهي حالة خطرة ولا تستجيب للعلاج ولذا لابد لنا من السيطرة على الاعتلال الشبكي لتفادي هذه المضاعفات الخطرة.
من المضاعفات الشائعة في العين ‘’الماء الأبيض’’ فهل يقتصر على مرضى السكر؟
ـ الماء الأبيض هو عتمة في عدسة العين التي من المفترض أن تكون شفافة تسمح باختراق الأشعة وتكوين الصورة على الشبكية، وهذه العتمة شيء طبيعي حدوثها مع التقدم في العمر ولكن نجدها تحدث مبكرا في مريض السكر وتكوينه يكون أسرع لدى الأشخاص غير المصابين بالسكر. والعلاج يكمن في إزالة العدسة المصابة وزرع عدسة صناعية بدلا منها.
يشكو مريض السكر من الجفاف في العين فكيف يمكن علاج هذه الحالة؟
ـ يحدث الجفاف لدى مريض السكر نتيجة تأثير السكر على الأعصاب المغذية للقرنية فتقل حساسية هذه القرنية مما يؤدي إلى قلة إفراز الدموع فيحدث جفاف في العين وعندها يشعر المريض بحرقان ووجود تراب في العين، والعلاج يكون باستخدام قطرات الدموع الاصطناعية بشكل متكرر خلال اليوم.
ما هي المضاعفات الأخرى التي قد تؤدي إلى قصور في النظر وربما فقد البصر نهائيا؟
ـ قد يحدث قصور مؤقت في البصر نتيجة إصابة في الأوعية الدموية المغذية للعصب البصري وهي حالة يمكن السيطرة عليها من خلال السيطرة على نسبة السكر.
و قد يحدث قصور مفاجئ في البصر في حالة إصابة الشريان المغذي للشبكية وهي حالة طارئة وللأسف فإن الإصابة بالعمى نتيجة حتمية لذلك.
أما إذا حدث القصور نتيجة إصابة الوريد المغذي للشبكية فهذه حالة يمكن علاجها بالأدوية الحديثة من أجل إنقاذ بصر المصاب.
هل هناك خطورة على المرأة المصابة بالسكر عند حدوث الحمل وتحديدا على العين؟
ـ الحمل في حد ذاته يعتبر عامل خطورة يزيد من احتمالات الإصابة باعتلال الشبكية أو قد يؤدي إلى تطور الحالة إن كانت موجودة قبل الحمل. وعليه أنصح جميع المصابات بالسكر عند التفكير بإنجاب طفل بضرورة مراجعة الطبيب لفحص قاع العين وتقديم العلاج قبل حدوث الحمل.
ما هي نصيحتك لمرضى السكر للوقاية من مضاعفات السكر على العين؟
ـ معظم مضاعفات السكري على العين يمكن الوقاية منها إذا ما تم التحكم في مستوى السكر في الدم، كما يمكن علاجها مبكرا قبل استفحالها إذا ما التزم المريض بالفحص الدوري لقاع العين. وهذه هي نصيحتي ‘’الفحص الدوري والتحكم بالسكري قبل أن يتحكم في المريض’’.
يشكو كثير من المرضى من طول فترة الانتظار للتحويل على استشاري العيون وهذا قد يعيق عمل الفحص الدوري الذي تنصحون به، فهل وضعتم خطة تقلل هذه الفترة؟
هذا صحيح، فالضغط على عيادة العيون بمجمع السلمانية كبير باعتباره المستشفى الرئيس في المملكة وبالفعل قمنا بحل المشكلة من خلال توفير كاميرا رقمية موصلة بجهاز كمبيوتر متوافر في المراكز الصحية بحيث يتم أخذ صورة لقاع العين يتم إرسالها عن طريق الكومبيوتر إلى مجمع السلمانية وبدورنا نقوم بالتعليق عليها وتحويل فقط أولئك الذين يحتاجون إلى علاج متقدم. وقد تم تنفيذ هذه التقنية في كل من محافظة المحرق والوسطى ونأمل قريبا تطبيقها في جميع المحافظات.
*رابط الصورة : http://www.alwaqt.com/img.php?id=6354&from=articles
*رابط المقال : http://www.alwaqt.com/art.php?aid=6354
© 2006 صحيفة الوقت، جميع الحقوق محفوظة.
www.alwaqt.com
05-03-2008, 09:28 PM
%25 من مـرضى السكر يصابون بالاعتـلال الشبـكي للعـين
رد: %25 من مـرضى السكر يصابون بالاعتـلال الشبـكي للعـين
