"وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوْكَ عَن سَبِيِلِ الْلَّهِ ، إِنْ يَتَّبِعُوْنَ إِلَا الْظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَا يَخْرُصُوْنَ (116) الْأَنْعَـامّ ،
"وَمَا أَكْثَرُ ُالنَّاسِ وَلَوْ ْحَرَصْتَ بِمُؤْمِنِيْنَ (103) يُوَسُفَ
"قُلْ لَايَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالْطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيْثِ . . . (100) الْمَائِدَة
وَقَالَ ابْنِ مَسْعُوْدٍ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُ :
"الْجَمَاعَةِ مَا وَافَقَ الْحَقَّ وَلَوْ كُنْتَ وَحْدَكَ"
(رَوَاهُ الْلَّالِكَائِيّ فِيْ شَرْحِ أُصُوْلِ اعْتِقَادِ أَهْلِ الْسُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ (1/122) رَقِمٌ(160) وَصَحَّحَ سَنَدِهِ الْشَيْخّ الْأَلْبَانِيُّ كَمَا فِيْ تَعْلِيْقِهِ عَلَىَ مِشْكَاةِ الْمَصَابِيْحِ (1/61) وَرَوَاهُ الْتِّرْمِذِيُّ فِيْ سُنَنِهِ (4/467)
قَالَ الْفُضَيْلُ ابْنَ عِيَاضٍ رَحِمَهُ الْلَّهُ :
"عَلَيْكَ بِطَرِيْقِ الْهُدَىَ وَإِنْ قَلَّ الْسَّالِكُوْنَ ، وَاجْتَنِبْ طَرِيْقِ الْرَّدَى وَإِنْ كَثُرَ الْهَالِكُونَ"
ذَكَرَهُ الْشَّاطِبِيُّ فِيْ الْإِعْتِصَامِ (1/83) ، وَالْنَّوَوِيُّ فِيْ الْمَجْمُوْعِ (8/275) ، وَالْإِيْضَاحِ لَهُ صَ219 ، وَالْسُّيُوْطِيُّ فِيْ الأْمُرْ بِالإِتِّبَاعٍ وَالْنَّهُيَ عَنْ الْإِبْتِدَاعَ صَ152)
وَقَدْ فَهِمَ هَذَا الْأَمْرَ الْإِمَامُ الأَوْزَاعِيُّ رَحِمَهُ الْلَّهُ حِيْنَ قَالَ :
"عَلَيْكَ بِآثَارِ مِنَ سَلَفَ ، وَإِنْ رَفَضَكَ الْنَّاسُ ، وَإِيَّاكَ وَآَرَّاءَ الْرِّجَالِ ، وَإِنْ زَخْرَفُوْهُ بِالْقَوْلِ ، فَإِنَّ الأَمْرَ يَنْجْلي وَأَنْتَ عَلَىَ طَرِيْقٍ مُسْتَقِيْمٍ"
(رَوَاهُ الْخَطِيْبُ الْبَغْدَادِيُّ فِيْ شَرَفِ أَصْحَابِ الْحَدِيْثِ صَ26 ، وَالْآجُرِّيُّ فِيْ الْشَّرِيعَهْ صَ58 بِإِسْنَادٍ صَحِيْحٍ)
قَالَ شَمْسُ الْدِّيْنِ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ الْلَّهُ [فِيْ إِعْلامِ الْمُوَقِّعِيْنَ : 3 / 398] :
"اعْلَمْ أَنَّ الْإِجْمَاعَ وَ الْحُجَّةِ وَ الْسَّوَادِ الْأَعْظَمِ هُوَ الْعَالِمُ صَاحِبُ الْحَقِّ ، وَ إِنْ كَانَ وَحْدَهُ ، وَ إِنْ خَالَفَهُ أَهْلُ الْأَرْضِ ، فَإِذَا ظَفِرْتَ بِرَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْ أُوْلِيْ الْعِلْمِ ، طَالِبٍ لِلِدَّلِيلِ ، مُحْكَمَ لَهُ ، مُتَّبِعٌ لِلْحَقِّ حَيْثُ كَانَ وَأَيْنَ كَانَ ، وَمَعَ مَنْ كَانَ ، زَالَتْ الْوَحْشَةُ وَحَصَلَتْ الْأُلْفَةُ ...... "
يَقُوْلُ نَعِيْمٍ بْنِ حَمَّادٍ :
"إنَّ الْجَمَاعَةَ مَا وَافَقَ طَاعَةَ الْلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَاذّا فَسَدَتْ الْجَمَاعَةُ فَعَلَيْكَ بِمَا كَانَتْ عَلَيْهِ الْجَمَاعَةُ قَبْلَ أنْ تُفْسِدُ ، وَإنْ كُنْتَ وَحْدَكَ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْجَمَاعَةُ"
وَقَالَ أَحمُدُ بِن حَنبَلٍ رَحِمَهُ اللهُ :
"وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِيْ جَعَلَ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ فَتْرَةً مِنْ الْرُّسُلِ ، بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ، يَدْعُوَنَّ مِنْ ضَلَّ إِلَىَ الْهُدَىَ ، وَيَصْبِرُوْنَ مِنْهُمْ عَلَىَ الْأَذَى ، يُحْيُوْنَ بِكِتَابِ الْلَّهِ الْمَوْتَىَ ، وَيُبَصِّرُونَ بِنُوْرِ الْلَّهِ أَهْلَ الْعَمَىْ ، فَكَمَنْ مِنْ قَتِيْلِ لُإِبْلِيْسَ قَدْ أَحْيَوْهُ ، وَكَمْ مِنْ ضَالٍّ تَائِهٍ قَدْ هَدَوْهُ ، فَمَا أَحْسَنَ أَثَرَهُمْ عَلَىَ الْنَّاسِ ، وَأَقْبَحُ أَثَرَ الْنَّاسِ عَلَيْهِمْ ، يَنْفُونَ عَنْ كِتَابِ الْلَّهِ تَحْرِيْفَ الْغَالِيْنَ ، وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِيْنَ ، وَتَأْوِيْلُ الْجَاهِلِيَنَ ، الَّذِيْنَ عَقَدُوْا أَلْوِيَةَ الْبِدْعَةِ ، وَأَطْلَقُوْا عِقَالَ الْفِتْنَةِ ، فَهُمْ مُخْتَلِفُوْنَ فِيْ الْكِتَابِ ، مُخَالِفُوْنَ لِلْكِتَابِ ، مُجْمِعُوْنَ عَلَىَ مُفَارَقَةِ الْكِتَابِ ، يَقُوْلُوْنَ عَلَىَ الْلَّهِ ، وَفِيْ الْلَّهِ ، وَفِيْ كِتَابِ الْلَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ، يَتَكَلَّمُوْنَ بِالْمُتَشَابِهِ مِنْ الْكَلَامِ ، وَيَخْدَعُوْنَ جُهَّالَ الْنَّاسِ بِمَا يُشَبِّهُونَ عَلَيْهِمْ ، فَنَعُوْذُ بِالْلَّهِ مِنْ فِتَنِ الْمُضِلِّيْنَ ...... "
(مِنْ خِطْبَتِه فِيْ الْرَّدِّ عَلَىَ الزَّنَادِقَةِ الْجَهْمِيَّةِ صَ6)
فَلَا يَهُمَّكَ أَيُّهَا الْمُوَحِّدُ كَثْرَةِ الْمُخَالِفِيْنَ ،،
وَلَكَ فِيْ سِيْرَةِ الْامَامُ أَحْمَدُ ، وَسِيْرَةُ شَيْخٌ الْاسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
رَوَىَ مُسْلِمٌ فِيْ صَحِيْحِهِ عَنْ الْرَّسُولَ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنَّهُ قَالَ :
"لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِيْ يُقَاتِلُوْنَ عَلَىَ الْحَقِّ ، ظَاهِرِيْنَ إِلَىَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ".
وَفِيْ رِوَايَةٍ :
"مِنْ يَرِدُ الْلَّهُ بِهِ خَيْراً يُفَقِّهْهُ فِيْ الْدِّيْنِ ، وَلَا تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ الْمُسْلِمِيْنَ يُقَاتِلُوْنَ عَلَىَ الْحَقِّ ظَاهِرِيْنَ عَلَىَ مَنْ نَاوَأَهُمْ ، إِلَىَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ".
وَأَحَادِيْثُ الْطَّائِفَةُ الْمَنْصُوْرَةُ مُتَوَاتِرَةٌ وُمَقْطُوْعُ فِيْ صِحَّتِهَا ، وَمِنْ أَهَمِّ خَصَائِصِهَا أَنَّهَا قَلِيْلَةً الْعَدَدِ فِيْ مُقَابِلِ مُخْذِلَيُّهَا مِنْ الْقَاعِدِيْنَ عَنْ نُصْرَتِهَا وَ مُخَالِفِيْهَا الَّذِيْنَ وَقَفُوْا ضِدّهَا وَكَذَلِكَ مَنْ خَصَائِصِهَا أَنَّهَا طَائِفَةٌ مُقَاتَلَةً وَأَنَّهَا لَا تَزَالُ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ تَتَوَزَّعُ فِيْ سَائِرِ الْبِلَادِ وَالانْحَاءً ،
وَقَدْ كَانَتْ هَذِهِ الْطَّائِفَةٌ هِيَ :
أَهْلٌ الْحَدِيْثِ ، الَّذِيْنَ جَمَعُوْا بَيْنَ الْعِلْمِ وَالْجِهَادِ ، مِثْلَ الْامَامِ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَشَيْخٍ الْاسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ ،
وَسَتَبْقَىَ هَذِهِ الْفِئَةُ الْقَلِيلَةٍ مَنْصُوْرَةٌ وَظَاهِرَةً عَلَىَ عَدُوّهَا حَتَّىَ يُقَاتِلَ آخَّرَهُمْ الْمَسِيْحِ الْدَّجَّالِ
وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلِيهِ وَسَلَّمَ :
"إِنَّ الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِيْبا ، وَ سَيَعُوْدُ غَرِيْبا كَمَا بَدَأَ ، فَطُوْبَى لِلْغُرَبَاءِ"
قِيَلَ : مَنْ هُمْ يَا رَسُوْلَ الْلَّهِ ؟
قَالَ : "الَّذِيْنَ يُصْلِحُوْنَ إِذَا فَسَدَ الْنَّاسُ"
(السِّلْسِلَةِ الْصَّحِيْحَةِ)
وَقَالَ
"يُوْشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَىَ عَلَيْكُمْ ، كَمَا تَدَاعَىَ الْأُكَلَةُ إِلَىَ قَصْعَتِهَا"
فَقَالَ قَائِلٌ : وَ مَنْ قِلَّةِ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ ؟
قَالَ : بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيْرٌ ، وَ لَكِنَّكُمْ غُثَاءِ كَغُثَاءِ الْسَّيْلِ ، وَ لِيَنْزِعَنَّ الْلَّهُ مِنْ صُدُوْرِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ ، وَ لَيَقْذِفنّ الْلَّهُ فِيْ قُلُوْبِكُمْ الْوَهْنَ"
فَقَالَ قَائِلٌ : يَا رَسُوْلَ الْلَّهِ ، وَ مَا الْوَهَنِ ؟
قَالَ : "حُبُّ الْدُّنْيَا وَ كَرَاهِيَةِ الْمَوْتِ"
(السِّلْسِلَة الْصَّحِيْحَة)
وَفِيْ رِوَايَةٍ عِنْدَ أَحْمَد فِي مُسْنَدِهِ
عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ قَالَ :
سَمِعْتُ رَسُوْلَ يَقُوْلُ لِثَوْبَانَ :
"كَيْفَ أَنْتَ يَا ثَوْبَانُ إِذَا تَدَاعَتْ عَلَيْكُمْ الْأُمَمُ كَتَدَاعِيَكُمْ عَلَىَ قَصْعَةِ الْطَّعَامِ يُصِيْبُونَ مِنْهُ ؟
قَالَ ثَوْبَانُ : بِأَبِيْ وَأُمِّيَ يَا رَسُوْلَ الْلَّهِ ، أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا ؟
قَالَ : لَا ، أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيْرٌ ، وَلَكِنْ يُلْقَيى فِي قُلُوْبِكُمْ الْوَهَنُ"
قَالَ : وَمَا الْوَهَنُ يَا رَسُوْلَ الْلَّهِ ؟
قَالَ : حُبُّكُمْ الْدُّنْيَا وَكَرَاهِيَتُكُمْ الْقِتَالَ"
فَكُوْنُوْا مَعَ الْطَّائِفَةِ الْمَنْصُوْرَةِ ، نَّاصِرِيْنَ لَهَا غَيْرَ خَاذَلِينَ لَهَا ، تَسْلَمُوْا وَتَغْنَمُوا ،
وَاعْلَمُوا أنَّهُ لَنْ يُصِيْبَكُمْ إلَا مَا كَتَبَ الْلَّهُ لَكُمْ ، فَقُوْلُوْا الْحَقََّ وَلَا تَخْشَوا فِي الْلَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ ..
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ !!
(منقول )