يعبأ الفطر للاستهلاك المباشر (طازجاً) في عبوات بلاستيكية خفيفة ذات سعة مختلفة (250غ أو 400 غ، أو 1 كغ) وتغلف هذه العبوات بسلوفان خاص شفاف رقيق ، ويوضع على العبوة لصاقة تحتوي على بيانات ضرورية:
مثل : الجهة المنتجة – الوزن الصافي – تاريخ الإنتاج الخ... وقليلاً مايباع الفطر مجزءاً حسب الطلب (فرط).
يفضل أن تنقل عبوات الفطر إلى منافذ الاستهلاك في الليل أو في الصباح الباكر، وإذا كان الجو حاراً أو كانت جهة البيع بعيدة ينقل الفطر مبرداً.
ويبقى الفطر قابلاً للتسويق إذا حفظ مبرداً في واجهات العرض للبيع إلى المستهلك ، لمدة 5-7 أيام ودرجة الحرارة المنصوح بها هي +2 - +4 م°.
انتهاء الدورة المزرعية:
يمكن أن تعطي المزرعة فطراً قابلاً للقطف لمدة تصل إلى 50 يوم ولكن الكمية الناتجة بعدها تصبح غير اقتصادية ، ويفضل إنهاؤها وبدء دورة مزرعية جديدة.
الرمة:
(مخلفات مزرعة الفطر) ، وهي كمية الدمال الذي نمت فيه مشيجة الفطر وبقايا رؤوس الفطر وسوقه وكعوبه وتراب التغطية على اختلاف تركيبه. وتبلغ نسبة الرطوبة فيها 50-60% والرمة مادة عضوية عالية القيمة للنبات بشكل عام ولنباتات الزينة ونباتات الظل والمزهرة بشكل خاص وبعد معالجتها تصبح ذات استعمالات مختلفة في هذه المجالات.
التفريغ:
تفرغ أماكن وأوعية الزراعة من بقايا الزراعة كلها وتنظف جيداً جداً ، وتعقم بمادة كيماوية مناسبة مثل : محلول الفورمالين أو الكلوركس أو بإطلاق البخار الساخن جداً. وتجهز لاستقبال دورة مزرعية تالية.
مدة الدورة:
يحسب الزمن اللازم لإنجاز كل عملية من العمليات السابق ذكرها، تحت ظروف عمل صحيحة
مع توفر الإمكانيات والمستلزمات الضرورية ، كما يلي :
نقع القش بالماء حتى التشبع 3 أيام
التكويم بعد النقع 3 أيام
التسطيب ثم إضافة الجبس والتقليب الأول 4 أيام
التقليب الثاني 4 أيام
التقليب الثالث 2 يوم
التقليب الرابع 1 يوم
مجموع عمليات التخمير الأولي 17 يوم
البسترة والتخمير النهائي 8 أيام
الزرع والتحضين الأول 15 يوم
التتريب والتحضين الثاني 15 يوم
التحضير للإثمار والقطاف الأول 7أيام
قطاف 6 أفواج بفاصل أسبوع 42 يوم
تفريغ أماكن الزراعة والتنظيف والتعقيم 3 أيام
مجموع الدورة 107 يوم
إن المدة التي تشغل فيها أماكن الزراعة والإنتاج بالفطر فعلاً هي ثلاثة أشهر فقط حيث أن عملية نقع القش والتخمير الأولي تتم في مكان خاص معزول بعيد عن أماكن الزراعة.
وهذه المدة ، كما هو واضح ، يمكن أن تقل عن ذلك لتصبح شهرين فقط إذا استخدمت أماكن الزراعة للإنتاج والقطاف وأجريت العمليات السابقة لذلك في أماكن أخرى كما هو الحال في نظام الزراعة متعدد الأمكنة.
وبعملية حسابية بسيطة نجد أن المكان الواحد في المزرعة يمكن إنتاج الفطر فيه أربع مرات في السنة أو ست مرات حسب نظام الزراعة المتبع.
أماكن زراعة الفطر:
لايزرع الفطر في العراء، فهو يحتاج إلى ظروف بيئية مضبوطة كالحرارة والرطوبة النسبية والتهوية
(حسب المرحلة). أما الضوء فإنه غير ضروري وربما كان الظلام أنسب له،
بل إن ضوء الشمس يضر بالأجسام الثمرية.
وهذه الظروف لاتتوفر إلا في أبنية يفضل أن تكون جيدة العزل الحراري سهلة التهوية
جيدة الارتفاع متصلة بطريق، فالكهوف الطبيعية وأبنية المداجن المهجورة والخانات
ومعاصر الزيت القديمة والبيوت الريفية الطينية والقبب الطينية والأقبية ،
كلها أمكنة يمكن أن يزرع الفطر فيها بعد إجراء بعض التعديلات عليها وإضافة بعض التجهيزات،
والأفضل منها جميعاً إنشاء أبنية خاصة بمواصفات ومقاسات معينة ،
معروفة في مزارع الفطر الحديثة وذلك إذا توفرت الإمكانيات المالية، وهي عالية التكاليف.
بذار الفطر:
ليس للفطر بذار بالمعنى المعروف, ونما هي خيوط بيضاء رفيعة بل نوع من العفن كالذي يشاهد
على الخبز الرطب القديم أو المواد الغذائية والثمار والخضر المتعفنة. وهذا العفن هو مادة تكاثر الفطر وزراعته.
يحضر هذا البذار في مخابر خاصة جداً وبإشراف مختصين حيث ينمى على بعض أنواع الحبوب
مثل القمح أو الشيلم الحبي أو الدخن.. الخ مع ضمان التعقيم الجيد والكامل لهذه البذور قبل الزرع
وذلك لضمان عدم تلوثها. ثم توضع في حاضنات خاصة على حرارة 25 م° لمدة شهر تقريباً
تصبح بعدها جاهزة لزراعة الدمال المحضر كما ذكر في الصفحات السابقة.
بذار الفطر مستورد في الوقت الحاضر ويمكن إنتاجه محلياً بخبرات وطنية
مما يسهل الحصول عليه بشكل دائم ويخفض ثمنه كثيراً.
إذا لم يستعمل البذار مباشرة بعد إنتاجه يجب حفظه وتخزينه لحين الحاجة في برادات خاصة
على حرارة +2 م° بلا انقطاع وأي ارتفاع في درجة الحرارة أو تذبذبها يعرض البذار للتلف ويقصر مدة حفظه.
يمكن حفظ البذار تحت ظروف مبردة نظامية لمدة 2-3 أشهر فقط أما إذا حفظ في درجة حرارة 15-20 م° فإنه يتلف بعد عدة أيام. ومن السهل معرفة جودة البذار من مظهره الخارجي حيث يكون معبأ
في أكياس من البلاستيك الشفاف. فإذا كان ملوثاً ظهر عفن أزرق أو أخضر عليه
وإذا كان قديماً تغير لونه إلى اللون البني وأطلق رائحة حمضية غريبة منفرة.
إن البذار الجيد أو مشيجة الفطر (الميسيليوم ) لايحتاج إلى اختبارات نقاوة أو تقدير نسبة إنبات أو حيوية وهي الاختبارات المطلوبة لبذار المحاصيل الأخرى (قمح – قطن – خيار – بندورة) ولايحكم على صلاحية البذار إلا بالنظر ودون فتح العبوة التي تحويه . إن فتح العبوة دون استعمال محتوياتها ، يعرض البذار للتلف خلال مدة قصيرة لأنه يتلوث فوراً من الهواء فلايصلح بعدها للزراعة.
آفات الفطر البستاني:
يتعرض الفطر المزروع للإصابة بعدد من الآفات المرضية والحشرية والعناكبية وبالديدان الثعبانية (النيماتودا) وغيرها، مثله في ذلك مثل باقي الزراعات الأخرى.
ولعل أهم مايصيب الفطر ذبابة صغيرة الحجم يفقس بيضها ديداناً صغيرة تتغذى عليه فتؤدي إلى تلفه ، وبالتالي يصبح غير صالح للأكل.
لايتسع المجال لذكر هذه الآفات هنا ولكن لابد من ذكر بعض التوصيات الأساسية للوقاية من الإصابات المختلفة ومنها:
النظافة التامة في أداء جميع الأعمال المزرعية التي ذكرناها باختصار
القيام بأعمال المكافحة الحشرية الوقائية حسب برنامج خاص.
عدم ترك أية بقايا فطر في أماكن الزراعة وماحولها.
تحري الدقة الكاملة في تأمين جميع ما تحتاجه الزراعة من شروط بيئية ( كالحرارة والرطوبة والتهوية ..الخ) والفنية ( التركيب الكيماوي للدمال وتراب التغطية .. الخ).
إجراء التحاليل المخبرية من وقت لآخر لمعرفة تركيب المواد الداخلة في زراعة الفطر والناتجة عنها.
زراعة الأصناف البذار الأكثر ملاءمة للبيئة المحلية ، ولايمكن التعرف على هذه الأصناف إلا بعد تجربة أو اللجوء إلى مصادر موثوقة لإنتاج بذار الفطر.
الفطر السام:
نسمح بين الحين والآخر أن بعض الناس أكلوا الفطر فماتوا أو أصيبوا بانسمام غذائي.
فما علاقة الفطر السام بالفطر البستاني؟
في الطبيعة مئة ألف نوع من الفطر أو يزيد، وهي شديدة الاختلاف فيما بينها ،
فمنها الصغير المجهري ومنها الكبير والكبير جداً ( يزن بضعة كيلو غرامات)
ولها ألوان مختلفة تشمل جميع أنواع ألوان الطيف. ومنها ما يؤكل ومنها السام ومنها القاتل
ومنها مالا يعرف له قيمة غذائية.
ومن الأنواع النافعة فطر البنسلين المستخدم في الطب وجميع المشابهات الأخرى له،
وفطور الخمائر والأجبان.. الخ. ومن أنواع الفطر المأكولة ، وهي كثيرة، الكمأة على اختلاف أنواعها،
وكذلك الفطر البستاني ، وهو نوع مستقل بذاته ثابت في خواصه وتركيبه.
ولايمكن أن ينقلب ساماً أو ضاراً كما لايمكن أن يتحول البطيخ إلى حنظل أو الباذنجان إلى قرع.
التمييز بين الفطر السام وغيره
ليس للفطر السام على اختلاف أنواعه ، خواص تميزه عن غيره ، فليس له لون خاص به ولاشكل ولاحجم ولا بيئة خاصة ينمو فيها ولاينمو سواه، ولايمكن أن يميزه إلا خبير أو مجرب، تماماً كما يعرف الفلاح نبات القمح من نبات الشعير.
والفطر السام، في جميع الأحوال ، فطر بري ، لايزرع وفي تناول الفطر البستاني أمان تام من أي مغامرة غذائية تؤكل فيها فطور برية قد تؤدي إلى مالا تحمد عقباه.
الجدوى الاقتصادية من زراعة الفطر:
أول مابدأت زراعة الفطر كانت يدوية، ثم تطورت وتطورت حتى أصبحت الآن آلية تماماً يسيطر
عليها بالحاسوب (الكومبيوتر) وينتج بعضها ألوف الأطنان في اليوم الواحد،
ومن الطبيعي أن يكون حجم الاستثمار المالي في شكل الإنتاج ، اليدوي أو الآلي ، قليلاً أو ضخماً.
لكن الزراعة اليدوية تبقى ممكنة وتعطي عائداً اقتصادياً جيداً.
وقد نفذ مشروع تنمية المجتمع الريفي في جبل الحص تجربة رائدة زرع فيها الفطر يدوياً أي
أن جميع العمليات اللازمة للتحضير والبسترة والزراعة والتتريب الخ..
التي سبق ذكرها تمت باليد ودون استعمال آلة كما أن التجهيزات اللازمة للبسترة والزراعة والتعبئة الخ...
كانت بسيطة للغاية ومما هو متوفر في القرية، والصورتان 10 و 11 تظهران نتائج زراعة الفطر
في صناديق ضمن القبب الطينية.
وكان الإنتاج معقولاً : 11 كغ /م2 وهي الكميات التي تم تسويقها فعلاً!! إن العامل المحدد في الإنتاج اليدوي هو كمية الدبال التي يجب تحضيرها وتخميرها وبسترتها بشكل فني معتمد ، ونرى أن الحد الأدنى في ذلك هو طن واحد من القش مع الإضافات الأخرى. وهي الكمية التي كانت محور التجربة المشار إليها أعلاه.
يستعمل رأس المال المستثمر في إنتاج الفطر لإنشاء المفطرة (نفقات التأسيس) وللإنفاق الجاري (نفقات تشغيل) . لن نذكر هنا تكاليف تأسيس مزرعة فطر (مفطرة) لأن هذه التكاليف تختلف كثيراً حسب المعطيات التالية:
الطاقة الإنتاجية للمفطرة
نظام الإنتاج المتبع ، وسياسة الإنتاج المنتظرة
نوع البناء
مصدر التجهيزات : مستوردة أو مصنعة من السوق المحلية
إن كمية الدبال المحضرة تكفي لزراعة 35 م2
ينتج المتر المربع الواحد في ظروف فنية عادية 12 كغ وسطي
ويباع الكيلو غرام الواحد بالجملة بمبلغ 100 ل.س
وبعملية حسابية بسيطة نجد أن إنتاج المواد المذكورة أعلاه من الفطر:
35م2 ×12 كغ = 420 كغ
وثمنها : 420 كغ × 100 ل.س = 420000 ل.س
ويكون الربح الناتج عن استثمار نفقات التشغيل المذكورة أعلاه هو :
420000 – 16800 = 25200 ل.س
ويضاف إلى المبلغ ثمن الرمة الناتجة بعد انتهاء الدورة المزرعية والمقدرة بـ 900 كغ :
900 × 2 = 1800 ل.س
أي أن الدخل الكلي من زراعة 35 م2 بالفطر خلال ثلاثة أشهر هو :
25200 + 1800 = 27000 ل.س
ولكي تكون الأرقام التي أوردناها أقرب إلى الواقع وأكثر وضوحاً لابد من ذكر الملاحظات التالية:
الكمية التي حسبنا تكاليف الإنتاج على أساسها ، قليلة ، ومن المعروف أن زيادة الكميات المنتجة يقابلها انخفاض في التكاليف وزيادة في صافي الربح.
حسبت التكاليف مع الفرض بأن العمل يدوي، والعمل اليدوي مكلف، وإذا ما استخدمت الآلات، وخاصة في الإنتاج الكبير (100 طن في السنة مثلاً) فإن التكاليف ستكون أقل ونوعية العمل أفضل، مما ينعكس زيادة في المردود وارتفاعاً إضافياً في صافي الربح.
اعتمدت بعض المواد المستوردة في الإنتاج مثل البذار وتراب التغطية (التورب) ,
وهذا في البداية لابد منه، لكن إنتاج البذار محلياً ممكن وكذلك إيجاد بعض البدائل لمادة التورب. مما يخفض تكاليف الإنتاج مرة أخرى.
زراعة الفطر زراعة جديدة في سورية وتعتمد بالدرجة الأولى على الخبرة الفنية وعلى جودة تجهيزات المزرعة، ومدى الدقة في تنفيذ العمليات الزراعية المختلفة،ويتوقف مردود المتر المربع الواحد ارتفاعاً وانخفاضاً على مدى السيطرة على هذه العوامل.
لابد من الأخذ بعين الاعتبار ، بناء على ماذكر تدريب العاملين في المفطرة من خلال التشغيل في مراحله الأولى، وأن هذا التدريب قد يواجه بعض الصعوبات وهو أمر طبيعي في بداية أي عمل جديد.