قيلت هذه القصيدة بمناسبة البدء في إصلاح الأزهر الشريف في سنة 1924 م ومنها:
وانثر على سمع الزمان الجوْهرا
قمْ في فم الدنيا وحيِّ الأزْهرا
في مدْحه خرز السًماء النًيرا
واجْعل مكان الدر إنْ فصًلْتهُ
لمِساجدِ اللًهِ الثلاثَة فكْبرا
وَاذكرْهُ بعْد المسجديْنِ معظَماَ
طَلَعُوا بِهِ زهْرًا وَمَاجوا أَبْحُرَا
وَاخْشعْ مَليا واقْضِ حقً أَئِمًةٍ
وَأعزً سلْطَاناً وأفْخمَ مَظْهَرَا
كَانُوْا أجَلً مِنَ المُلُوكِ جَلالَةً
حَرَمَ الأمَانِ وَكانَ ظِلًهُمُ الذَّرَا
زَمَن المَخاَوِفِ كَانَ فِيْه جَنَابُهُمْ
ويُريكة الخلق العَظيمُ غَضَنفْرَا
مِنْ كُل بَحْرِ فيِ الشَريِعَة زَاخِرٍ
يَجدُوْن كل قَديْمِ شَيء منكْرا
لا تَحذ حَذْو عِصَابَةٍ مَفْتُوُنَةٍ
مَنْ مَاتَ مِنْ آبائِهمْ أَوْ عُمِّرِاَ
وَلوِ اسْتَطاعُوا فِي الَمَجَامعِ أنْكَرُوْا
وإِذَا تَقَدمَ للْبنايَةِ قَصَّرَا
مِنْ كُل مَاضٍ في القَدِيمْ وَهَدْمِهِ
وَالْعلمِ نَزْراً والبيانِ مُثَرْثِراَ
وَأتى الحضَارَة بالصَناعةِ رثةً
* * *
وَطوَى اللَيَالي ركْنُهُ والأعصرَا
يَا مَعْهَداً أفْنَى القرونَ جِدَارهُ
وَأضَاءَ أبْيَضَ لُجِّهَا والأحْمَرَا
وَمشَى عَلَى يَبَس المَشَارِقِ نُوْرُهُ
وَيَذُوْد عَنْ نُسُكٍ وَيَمْنَعُ مَشْعرَا
وأتى الزمَاَنُ عَلَيْهِ يَحْمِي سُنةً
وَحيًا مِنَ الفُصْحَى جَرَى وَتَحذَرَا
عَيْن مِنَ الفُرْقَانِ فَاضَ نَمِيُرهَا
وَعَلَى كَواكِبِهِ تَعَلَمتُ السُّرَى
مَا ضَرنِي أنْ لَيْس أُفْقُك مَطْلَعِي