انْظُرْ سُخْطَ الحُزْنِ يَرْوِي الأهْدَابَ سَفْكًا .. يَنْبِتُ شَوْكًا .. فَ يُؤجِّجُ نَزْفُ الدُّمُوع عِنْدَ إطْبَاقَةَ الجِفْنَيْن بِ شَبَقِ الذِّكْرَى ,
انْظُر وَجْنَتَيّ – قِطْعَتيّ الحَلْوَى كَمَا كنَّيْتهُمَا تَسِيلُ عَلَيْهُما حلاوَةَ الأحْلام وشَهْدَ قُبُلاتُك مذَابٌ بِهِ سُكّر حَدِيثِك .. وحَدِّقْ كَيف يَلْعَقُهُم – يَبْتَلِعُهُم العَدَم .. ويمْتَدُّ فَاهُ نَحْوَ المَزِيد ,
اسْألْ أوْرَاقَ الزَّيْتُون المتَسَاقِطَة – شَوَارِعَ الشَّام كَيْف صَيَّرْتُ الخَرِيفَ فِي كَانُون والشِّتَاءَ فِي تِشْرِين ،
اسْأَلْ الآلامَ المتصَالِبَةَ فِي صَدْرِي عَن تَلابِيبِ الرُّوح كَيفَ اعتَنَقَت مَشْنَقَةَ الحَنِين ،
واسْألْ الشَّحَارِير كَيفَ أثْمَلْتُهَا بِ النَّايِ الحَزِين ..،
حِينَهَا وَفَقَط
أجْزِمُ بِ أنَّ رَتَابَتَكَ سَ تَبْلِغُ حِنْقَةَ فَوْضَاهَا ..
سَ تَعْصِفُ رِيحَ النَّدَم سَكَنَ رُوحِك - تُشَرِّدُ الارتِبَاطَاتِ العَالِقَة،
سَ تَمْلأُ زِيَارَةَ المَقَابِرِ جَدْوَلَ أعْمَالِك .. سَ تَكُونُ أضْرِحَةَ مَاضِينَا مَهْدَ سَاعَتُكَ الرّوليكس عنْدَمَا تَتَثَاءَب - فيكُونَ لدَيكَ الوقت الكَافِي لِ تفقدَنِي ،
سَ تثْـأرُ مِن نَفْسِكَ بِ نَفْسِك كلَّمَا وَجَدْتَ شِلْوًا مِنِّي مَزَّقْـتَه ،
سَ تَكْمِشُ جَسَدَك وَ تُضَيِّقهُ فِي ظلِّ أشْجَار العَسْبَق التِّي أتْخَمْتَنِي منْ ثمرِهَا قَهْرًا لِ تَتَفيَّأ كلَّمَا يتَّقِدُ فِيكَ لَهِيبُ الحَنِين .. وتَأكُل مِنْهَا كلّمَا تَضَوَّرَت أحْشَاؤُك ،
سَ تَخْنِقُ نَفْسَك وَ أنتَ تُحَاوِل أنْ تَجْمَعَ لِي أَنْفَاسًا لِ أَسْتَفِيق ،
سَ تُمَزِّقُ أهْدَابَك لِ تَرَّقَ جُرُوحِي ،
سَ تُؤمِن أنَّ عَذْرَاءَكَ مُعْجِزَةُ حبٍّ كلَّمَا صَلَبَكَ الأنِين
لَنْ أُكَابِر هذِهِ المَرَّة .. لَنْ أزَوِّرَ أحْدَاثًا أرَّخَتْهَا أجْدَاثِي لِ العَالَمِين ,
لَن أدّعِي كِذْبًا استِقَامَة حَدَبَات ِعُرُوقِي مِن حِمْلِ الألَم أوْ نَقَاءَ كُرَيَاتِي مِنْه والخَلايَا مَاتعِيشُ إلا لِ وَجَع .. ومَا تُتْئِمُ إلاّ لِ جَزَع ,
لَنْ أسْقُطَ مِن عَيْنِيّ ذَاتِي وأنَا أحَاوِلُ التَشَدَّق مِلءُ فِيّ لِ أظْهَرَ ابتِسَامَةً بَلْهَاء وَ خُطُوطُ شَفَتِي تَنْزَلِقُ بَيْنَهَا خَمْرَةُ آهَاتِي ,
لَن أُنْكِرَ أنِّي أمُوتُ فِي كلِّ ثَانِيَةٍ ستِّينَ مَرَّةٍ حَاجَةً إلَيْك .. أغسِّلُ نَفْسِي بِ كوَافِيرِ الدُّمُوع – أكفِّنُنِي بِ أنِينٍ وَ أنِين– أقْبِرُنِي فِي تَوَابِيتِ أوْجَاعِي – أُرْثِينِي بِ النَّشِيج.. وأَعِيشُ ثَانِيَةً لِ حُلْمٍ لَنْ يَحِين ..
أنَا نُبُوءَةٌ لِ الخُذْلانِ افـتَدِيَ لأجْلِهِ أبِيهَا بهَا, أثْكِلَت فِي يَمِّ ضَيَاعِهَا أمُّهَا , عَذْرَاءٌ أنْجَبَت يُتْمَ عَاطِفة مِنْ رَجُلٍ مَا زَالَ حَيّـا ,
أنَا مِنْ بَعْدِكَ يَـا رَجُلِي غُصْنًا مَبْتُور هَجَرَتْهُ العَصَافِير .. مَزَّقَتْهُ الأعَاصِير .. أتَاهَتْهُ ريَاحُ الغُرْبَةَ مِنْك فِي زُقَاقٍ حَقِير وَاجْتَمَعَت لإقْصَائِهِ فُصُولٌ مُتَنَاقِضَة .. تُمْطِرُهُ حُزْنًا وبُكَاء .. تَصْهَرُهُ خَيْبَةً وَشَقَاء .. وتُسَاقِطُه فِي كَفٍّ سَقِير ،
أنَـا دُونك طَائِرٌ أسِير .. مُقْتَصَّةٌ أجْنِحَتَهُ مِنْ قَدَرٍ يَنْعَقُ قَهْرًا .. مَسْلُوبَةٌ حِيلَتَه .. بَكْمَاءٌ حَسْرَتَهُ وأمْثَالَهُ يُتَغَنَّوْنَ بِ فُحُولَةِ التَّحْلِيق
أنَا يَـ رُوحِي انْكِسَارٌ مُمَوْسِقٌ بِ الأنَّات .. مزمَارٌ مُحَشْرَجٌ بِ النَّحِيب .. قِيثَارَةٌ مَبْتُورَةُ الأوْتَارِ مِنَ الوَرِيدِ إلَى الوَرِيد .. ونَايُ رُفَاتٍ مَبْحُوحٌ بِ العَوِيل .. ألْحَانُهُ تَجْرَحُ شَظَايَاهُ كلَّ الرَّغْبَات مَا دُونَ البُكَاء
كَفِرْتُ بِ كِبْرِيَائِي لإجْلِك .. أرَدْتُكَ أُسْطُورَةً تُخْرِسُ بِهَا كلَّ العَرَّافَات , وُجُودٌ تَنْحَنِي لَهُ كلَّ الهَامَات .. وَشْمٌ عَلَى سَاعِدِ العِشْق
تُدَثِّرُنِي بِ ثَوبِ زِفَافٍ لا كَفَن .. تُدْفِئُنِي بِ أحْضَانِكَ لا تُحْرِقُنِي ..أخْتَمِرُ بِك لا مِنْ فَقْدِك .. أُرِيدُكَ تَقْتَلِعُ مِنَ اللُّحُودِ أحْلامِي .. تَغْرِسُنِي فِي عمْقِ أغْصَانِك وَ أُزْهِر
أهْرِب مِنْ غُرْبَتِي بكَ إلَيْك .. أتُوهُ فِيكَ لا عَنْك
أتَحَرَّرُ بِك .. أُحلِّقُ نَحْوِك .. وأُغَرِّدُ بَاشِقُ حبِّي بِ ألْحَانِ الوَجْدِ لا الفَقْد
أغْتَسِلُ مْن ظَمَئِي فِي كَوْثَرِك وتَنْتَعِشُ الخَلايَا حبًّا بِك.. فَ أَطْهَرُ مِن نَزْفِي ,
مدّ يَدِك أيَا كلُّ نَبْضِي فَ احْتَوِينِي .. فلا زَالَت كلُّ أرْكَانِي يَ عَاشِقِي تَنْتَمِي إلَيْك .. وَ وَفَائِي لكَ مَنْقُوشٌ عَلَى وَتِينِي حَتَّى أُحْشَر ,’.
م0ن