العودة   شبكة صدفة > المنتدى السياحـى > سياحة الدول العربيه

سياحة الدول العربيه السياحة العربية في تونس والمغرب والجزائر ومصر والاردن وليبيا ولبنان وسوريا وعثمان، السياحة في شرم الشيخ، السياحة في المناطق الطبيعية العربية، سياحة الأثار العربية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 09-05-2010, 01:43 PM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: تاريخ القدس

الاستعداد لحصار طويل:
كانت الشدائد والأهوال التي لقيها صلاح الدين ومن معه بعد تحرير القدس ـ أكبر بكثير مما عانوه قبل الفتح وعند دخولهم المدينة المباركة، فقد حفز فتح المسلمين للقدس كل قوى أوروبا، فخرجوا في أعداد كبيرة، واستعدادات حربية ضخمة، وقاد ملوكهم الكبار الجيوش بأنفسهم، بحثًا عن موضع لهم في الأرض المباركة.
وقد عانى المسلمون الكثير وصبروا صبرًا عظيمًا في حصار الصليبيين لعكا، لعلم صلاح الدين ومن معه أن سقوط عكا يفتح الطريق أمام الصليبيين نحو القدس، لكن المدينة الساحلية سقطت في يد ريتشارد وجنوده في جمادى الآخرة سنة خمسمائة وسبع وثمانين، وراح السلطان صلاح الدين والمسلمون يستعدون بقوة لمواجهة حصار صليبي قاس للقدس.
لم يكن صلاح الدين يرى أن الاستعداد المادي يكفي وحده لمواجهة العدو؛ لذا لم تتوقف جهوده عند حفر الخنادق حول القدس، وتقوية سورها، وتعزيز نقاط الدفاع فيها، وردم العيون خارج السور لكي لا ينتفع بها العدو القادم ـ وإنما تجاوزت جهود المجاهد الكبير ذلك إلى الجانب القلبيّ والنفسيّ، فقام جنودُه ـ بإشارة من العماد الأصفهاني الكاتب ـ بالمبايعة على الموت عند صخرة المعراج، كما كان الصحابة يفعلون، ووقف صلاح الدين في جنوده خطيبًا، يحملهم مسئولية عظيمة، وهي حماية الأمة المسلمة كلها.
ووجد صلاح الدين إجابة حسنة من جماعة المسلمين، ففرح لذلك، ووزع القوات بحيث يتبقى بعضها داخل المدينة يدافع عنها، ويبقى البعض الآخر خارج القدس: يشغل الصليبيين، ويبقى لحماية باقي ديار الإسلام، وكان اليوم جمعة، فلما حضر صلاح الدين للصلاة، "وأذن المؤذن للظهر ـ قام فصلى ركعتين بين الأذانين، وسجد وابتهل إلى الله ـ تعالى ـ ابتهالاً عظيمًا، وتضرع إلى ربه وتمسكن، وسأله فيما بينه وبينه كشف هذه الضائقة العظيمة".
وكان الله مع خَلْقِه وعبادِه، فكشَف الغُمة بخلافٍ وقع في معسكر الصليبيين، الذين مالوا إلى طلب الصلح. ولم يمكث صلاح الدين في القدس بعد ذلك إلا أياما قليلة.
آخر أيام صلاح الدين في القدس:
وجْهُ صلاح الدين تعرفه القدس جيدًا مجاهدًا رحيمًا، وتملأ البسمة فمها حينما تذكره كواحد من أعظم أبطالها، ووجه القدس يعرفه صلاح الدين جيدًا، ويملأ الحزن قلبه من قسوة الناس مع هذه المدينة المباركة، الجالسة فوق رُبا عالية، تنظر إلى الناس في كبرياء وجلال جيلاً وراء جيل.
وقد عاد صلاح الدين إلى القدس بعد صلح الرملة الذي عقده مع ريتشارد قلب الأسد في شعبان من سنة خمسمائة وثمان وثمانين، وأخذ يرتب أمور المدينة المقدسة، وينظم شؤونها الإدارية، ووسع في أوقاف المدارس والصوفية.
ثم اشتاق قلبه إلى الحج، وطار به الشوق إلى سماء مكة والمدينة وأرضهما، فعزم على الحج، لكن أصحاب الرأي من المسلمين، رأوا أن يؤجل السلطان حَجَّه إلى عام آخر، خوفًا على البلاد من الصليبيين، فاستجاب صلاح الدين للنصح، ومكث في بيت المقدس بقية شعبان وجميعَ شهر رمضان قضاه في صيام وصلاة وقرآن في رحاب المسجد الأقصى وعند الصخرة، وكان يُكْرِم ملوك الفرنجة إذا وفدوا عليه، تأليفًا لقلوبهم، ومنعًا لشرورهم عن المسلمين.
وفي الخامس من شوال ركب السلطان الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب وعساكرُه الخيول ونيتُه دمشق، بعد أن عين عز الدين جوردبك نائبًا له على القدس، وبهاءَ الدين بن يوسف بن رافعٍ الشافعيَّ قاضيًا عليها، وراحت الخيل تخرج من القدس متثاقلة، فهي الخطا الأخيرة هنا لصلاح الدين فوق هذا التراب الغالي؛ إذ توفي ـ رحمه الله ـ في دمشق أواخر شهر صفر من العام التالي، وترك القدس وغيرها أمانة في أعناق خلفائه من بني أيوب.
صلح الرملة:
استهلكت مواجهة الحملة الصليبية الثالثة (التي جاءت لاسترداد القدس من المسلمين) جهودا ضخمة من صلاح الدين وجيوشه، حتى ملَّ كثيرٌ من جنوده طولَ القتال وشدتَه، لكن القائد الباسل وكبار رجاله راحوا يحثون الناس على الثبات والصبر، ويحمّلونهم مسئولية الذود عن الأمة الإسلامية وعن دينها..
ولم يكن الصليبيون أقلَّ مللا للقتال، الذي كان يكلفهم كل يوم ثمنا باهظا من القتلى والأسرى والأموال والسلاح.. ومع هذا ظلَّ الموقف الحربي ـ في الغالب ـ ثابتا بين الفريقين، فالصليبيون عاجزون عن استعادة بيت المقدس، والمسلمون غير قادرين على إجلاء الغزاة عن السواحل الشامية..
في هذه الأجواء مال الخصمان إلى المسالمة، واتفقا على عقد هدنة بينهما، فعُقدت وتضمنت بنودا: أولها ثبات كل فريق على ما تحت يده من الأرض (وكان للفرنجة حينها الشريط الساحلي الممتد من صور إلى حيفا).. وثاني بنود الاتفاقية: إتاحة الفرصة للصليبيين لزيارة بيت المقدس بغير ضريبة يدفعونها، وثالثها: إيقاف الحرب بين الطرفين ثلاث سنوات..
وهذا البند الأخير يؤكد أن معاهدة الرملة ليست رضىً بالاحتلال، ولا سكوتا على اغتصاب أرض المسلمين، وإنما كان اتفاقا مؤقتا لالتقاط الأنفاس المتسارعة من كثرة الحروب بلا جدوى..
العلاقات السياسية في العالم الإسلامي أيام خلفاء صلاح الدين:
بعد رحيل صلاح الدين عن الحياة (عام 589هـ) بقي الأيوبيون فرسانَ الحلْبة وأقوى سلطة في العالم الإسلامي، وإن ظلت الفُرقة والتشرذم والتقاتل الداخلي أشياء مألوفة في البيت الأيوبي منذ رحيل السلطان العظيم صلاح الدين إلى أن زال ملك الأيوبيين بعد تولي المماليك السلطنة في مصر والشام وكسرهم التتار سنة 658هـ.
كان أكبر خطأ وقع فيه الأيوبيون، هو تفتيت دولة صلاح الدين بين أفراد أسرته، فتولى أخوه العادل العراق وديار بكر، وجاءت مصر في نصيب العزيز بن صلاح الدين، والقدس ودمشق للأفضل بن صلاح الدين، وتملك الظاهرُ بن صلاح الدين حلب. وبقيت حمص وحماة وبعلبك واليمن لأبناء عمومة السلطان الراحل.
وتكرر نفس الخطأ عقب وفاة العادل سنة 615هـ، فقد تقاسم أولاده مملكته (التي وسّعها على حساب بقية سلاطين بني أيوب)، فدمشق (وتتبعها القدس) للمعظم عيسى، ومصر للكامل، وميافارقين وما يتبعها لنجم الدين، والأشرف له العراق.
كان هذا الوضع ـ في كل الأحوال ـ كفيلا بأن يحاول كل سلطان من هؤلاء الوثوب للاستيلاء على دولة الآخر، وتوسيعِ مملكته على حسابه. وانتقالُ القدس من سلطان إلى آخر من الأيوبيين نموذج على هذا التنافس، فبعد صلاح الدين تولى عليها ابنه الأفضل، ثم انتزعها منه عمه العادل، وورثها عنه ابنه المعظم، وبوفاة المعظم سنة 624هـ تولى أمر القدس ابنه الناصر داود، لكنها لم تدم في يده طويلا؛ إذ انتزعها منه سريعا عمه الكامل سلطان مصر.
أما الخليفة العباسي، فلم تكن سلطاته تتجاوز بغداد ومساحات أخرى حولها، حتى عجز عن قيادة حركة التحرير ضد الغزوين الشرسين الصليبي والمغولي، وهو ما تولاه مجاهدون عظماء من الزنكيين والأيوبيين والمماليك.
وكل ما بقي للخلافة هي قيمة معنوية في العالم الإسلامي، إذ كان السلاطين والملوك المسلمون يستمدون شرعيتهم من هذه الخلافة، فعل هذا صلاح الدين نفسه وأخوه العادل ، ومَن بعدهما من بني أيوب.
كانت هناك قوة سياسية أخرى في العالم الإسلامي، وهم السلاجقة الذين كان لهم سلطان واسع في القرن الخامس الهجري، لكنهم كانوا أثناء القرن السادس في مرحلة الأفول، فقد سيطر الزنكيون على أملاكهم في الشام سنة 511هـ، وأزال الخوارزميون ملكهم من العراق سنة 590هـ، وبقيت لهم أرضهم في آسيا الصغرى إلى ما بعد الأيوبيين.
خلفاء صلاح الدين والقدس
أدت اتفاقية الرملة بين صلاح الدين وريتشارد قلب الأسد عام 588 هـ ـ إلى حالة من الاستقرار النسبي في القدس وفي عموم المنطقة، إلا أن هذه الحال لم تطل فيما بعد بسبب النزاع بين خلفاء صلاح الدين، الذي قُسمت مملكته عقب وفاته بين أبنائه وإخوته وصارت القدس تحت ولاية ابنه الأكبر الأفضل نور الدين عليّ حاكم دمشق، ثم خرج العزيز ابن صلاح الدين على أخيه الأفضل، وتنازعا حول دمشق، فأصلح عمهما العادل بينهما، على أن تدخل القدس تحت أملاك العزيز حاكم مصر، ثم تعاون العادل وابن أخيه العزيز في الاستيلاء على دمشق، وآلت مصر ودمشق وفلسطين وأكثر مملكة صلاح الدين إلى العادل بعد وفاة العزيز سنة 595 هـ، وجعل العادل ولاية القدس إلى ابنه المعظم، وفي ولايته سنة ستمائة وسبع حاول الصليبيون غزو القدس، لكنهم طلبوا الصلح حين رأوا ثبات المسلمين وصبرهم.
لقد ترك صلاح الدين في نفوس الصليبيين ميراثا كبيرا من البغض للمسلمين؛ لأن آمالهم في البقاء بالقدس وغيرها من أرض الإسلام قد أصبحت أحلاما ضائعة أمام ثبات صلاح الدين وجهاده، الذي تواصل حتى لقي الله تعالى، لذلك لم يكن خلفاء صلاح الدين يلتقطون أنفاسهم من قتال الفرنجة الصليبيين في موقعة حتى تُشَنّ عليهم حرب صليبية من ناحية أخرى، فبعدما عُقد الصلح في الشام سنة ستمائة وسبع، أقبل الصليبيون بجحافلهم إلى مصر في سنة ستمائة وتسع، فاجتمع لهم الملك العادل، وابناه الفائز والمعظم والي القدس واشتدوا وأعدوا قواتهم، فبلغ العادلَ أن أحد الأمراء التابعين له ثار في الشام وحاول الاستيلاء على دمشق والقدس وغيرهما، فسارع العادل لكي يَسُدَّ الخلل، ويعالج الأمور قبل أن تخرج عن سيطرته، وأرسل ابنه المعظم ليقضي على الفتنة، فسارع بقواته نحو القدس حتى سبق إليها، وحاول أن يرد الثائر إلى الطاعة بالملاطفة والحكمة، لكنه رفض الاستجابة، فمال عليه المعظم بقواته حتى شرده وقبض عليه، واستولى على ما تحت يده من المال والثروة.
وبوفاة العادل أخي صلاح الدين، مات الأمراء الأقوياء من بني أيوب، وأصبح الأبناء أكثر استعدادًا للتقاتل فيما بينهم من أجل النفوذ والسلطان، واشتدت الهجمات الصليبية على مصر لإبطال وإضعاف قدرة المسلمين فيها على حماية الشام والقدس، حتى أيقن الكامل بن العادل أن هجمات الفرنجة على ممتلكاته في مصر لن تنقطع إلا بتسليمهم القدس التي انتزعها من الناصر ابن أخيه المعظم، فعقد معهم صلحا على ذلك، وبات المسلمون في حزن عام لا يصدقون ما حدث، حتى عادت المدينة المقدسة في سلطنة الملك الصالح نجم الدين أيوب إلى رحاب المسلمين، بعد أن حررها السلطان الناصر داود تحريرا مؤقتا.
العادل وبيت المقدس:
أعظم السلاطين الأيوبيين بعد صلاح الدين هو أخوه الملك العادل أبو بكر، الذي اكتسب خبرة كبيرة في الحرب والإدارة؛ نتيجة لاشتراكه مع أخيه صلاح الدين في معاركه ومفاوضاته وإدارته لأقاليم الدولة، واشتَهر بالكفاية والدهاء والدراية بشؤون الحكم.
كان العادل بمنزلة النائب لأخيه صلاح الدين، حتى ناب عنه في مصر عند رحيل السلطان إلى بلاد الشام لجمع الشمل المسلم وحرب الصليبيين هناك. وفي جولة تحرير القدس أرسل صلاح الدين إلى أخيه العادل في مصر، فأقبل عليه في قواته، وشاركه في تحريرها، كما شاركه في جولات أخرى كثيرة.
وبعد وفاة صلاح الدين سنة 589هـ كانت العراق وديار بكر هي نصيب العادل من تركة أخيه الراحل. وتولى أبناء صلاح الدين: العزيزُ على مصر، والأفضلُ على دمشق وبيت المقدس، والظاهرُ على حلب.
ولم يطل الأجل بالسلطان الشاب العزيز عماد الدين؛ إذ سقط عن فرسه وهو في رحلة صيد فمات سنة 595هـ، ولم يكن له من الولد من يصلح للسلطنة، فضم العادل مصر إلى مملكته، وكان قد أخذ من الأفضل ما تحت يده سنة 591هـ، وأبقى له ناحية صغيرة على شاطئ الفرات تُسمَّى سُمَيساط..
وهكذا اتسع سلطان العادل، حتى صار الوريثَ الأكبر لمملكة أخيه صلاح الدين، فحكم الحجاز ومصر والشام واليمن وديار بكر وأرمينية..
ولكي يضمن العادل وحدة مملكته وضع أبناءه نوابا عنه على بعض أنحائها، فكانت دمشق والقدس تحت ولاية ابنه المعظم، ومصر مع ابنه الكامل، وأعطى ابنَه أيوب ميافارقين..
وقد مكث العادل أيام حكمه في جهاد متواصل وحروب مريرة مع الصليبيين، لا توقفها إلا معاهدات مؤقتة، ربما تنازل لهم فيها عن مال أو أرض، وربما انتصر عليهم، وقد ينتصرون هم.. لكنه أضاع الكثيرَ من جهده في سبيل الاستيلاء على المزيد من تركة أخيه الراحل.
وتوفي العادل سنة ستمائة وست عشرة حزنا وكمدًا لاستيلاء القوات الصليبية على برج السلسلة الواقع في جزيرة شمال النيل عند التقائه بالبحر المالح، وكان البرج "كالقفل على ديار مصر.. وحين وصل الخبر إلى الملك العادل، وهو بمرج الصُّـفّر، تأوه لذلك تأوها شديدا - أي تألم وتوجع - ودق بيده على صدره أسفا وحزنا على المسلمين وبلادهم ومرض من ساعته مرض الموت".
المعظم عيسى وبيت المقدس:
وصف المؤرخون الملك المعظم عيسى بن العادل بأنه "جُمع له بين الشجاعة والبراعة والعلم"، وإن كانت له هفوات وأخطاء قاتلة، وقد كان للمعظم نصيب في ولاية القدس والدفاع عنها، فوُلّيَ دمشق والقدس في حياة أبيه، ثم انفرد بهما سنة 615 هـ حتى توفي سنة ستمائة وأربع وعشرين.
لم يكن الصليبيون يَمَلُّون من محاولاتهم استعادة القدس منذ خرجت من أيديهم، بل واصلوا الحرب تلو الحرب أملاً في استردادها، وفى سنة ستمائة وسبع كانت لهم محاولة إلى ذلك، فتحركوا بقواتهم ناحية القدس، وارتكبوا بعض المفاسد، فخرج إليهم المعظم عيسى بجنوده، وقام أهل العلم يحضون الناس على الجهاد في سبيل الله، وكان بدمشق حينئذ عالم كبير وواعظ جليل هو سبط ابن الجوزي، يجلس ويلتف الناس حوله بالآلاف، فقام في ربيع الأول من هذا العام وخطب في الناس، وحضهم على الجهاد في سبيل الله، وأخرج لهم شَعرًا لأناس تابوا بين يديه، وصنعوا منها ما يفيد في عون المجاهدين، فلما رآها الناسُ في مجلس الوعظ بكوا بكاء شديدًا، وقطعوا من شعورهم مثلها، وخرج العالِم من دمشق راكبا فرسه "والناس من بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله، فخرج من باب الفرج، وبات بالمصلى، ثم ركب من الغد في الناس.. ومعه خلائق كثيرون، خرجوا بنية الجهاد إلى بلاد القدس...".
وحين وصل الركب إلى نابلس تلقاهم المعظم عيسى، فلما رأى ما صُنع من شعور التائبين، "جعل يقبِّلها ويمرِّغها على عينيه ووجهه ويبكى"، والتقى سبط ابن الجوزي بجمهوره في نابلس ووعظهم، وحضهم على الجهاد في سبيل الله، ثم خرجوا في جيش المعظم نحو الفرنجة، فقتلوا منهم كثيرًا، وخربوا أماكن لكي لا يستفيد منها الصليبيون في الهجوم على المسلمين، وغنم المسلمون وعادوا سالمين، وحصن المعظم جبل الطور بالقدس ليكون مجالاً لإرباك الصليبيين.
ورأى الفرنجة الصليبيون أن المسالمة في هذه الحال أفضل لهم، فراسلوا الملك العادل والد المعظم، وصالحوه على هدنة بين الطرفين، فوافقهم على ذلك.
وفى سنة ستمائة وأربع عشرة انقضت المهلة، فعاد الصليبيون إلى الإفساد في الأرض، فنهبوا ما كان في بيسان من الغلات والدواب، وقتلوا وسبوا كثيرا من المسلمين، وانتشروا بين بيسان وبانياس يقطعون الطريق ويقتلون ويأسرون، فتحرك الملك المعظم بقواته حتى نزل بين القدس ونابلس "خوفًا على القدس منهم، فإنه هو الأهم الأكبر" فرجعوا دون مرادهم من القدس.
وفي السنة التالية قاتل المعظم الصليبيين عند القيمون، فغلبهم، "وقتل منهم خلقا، وأسر من الداوية - وهي قوات خاصة - مائة، فأدخلهم إلى القدس منكَّسةً أعلامهم".
لكن المعظم أخطأ خطئًا كبيرا حين هدم سور القدس، وذلك في المحرم من سنة 616هـ، فصعَّب على المسلمين فيما بعد مهمة حماية المدينة وحراستها من العدو المتربص، وهرب المقدسيون من المدينة مخافة أن يفاجئهم الصليبيون، "وتركوا أموالهم وأثاثهم، وتمزقوا في البلاد كل ممزق".
الكامل الأيوبي والقدس
أصبحت تركة العادل وميراثه ثقيلا على من بعده، سواء في مصر أم الشام، فتحمل ابنه الكامل أثقل المسئوليات؛ إذ كانت ولايته على مصر، وصار لزامًا عليه أن يواجه الحملة الصليبية القوية، والتي تقدمت سنة ستمائة وخمس عشرة (في أواخر حياة أبيه) حتى استولت على دمياط، وقتلوا العباد وخربوا البلاد.
هنالك استنجد الكامل بالمسلمين وأمرائهم ليدركوا المسلمين قبل أن يملك الفرنجة مصر، ويتحكموا منها في مصير المنطقة، فأقبلت العساكر الإسلامية إليه من كل مكان، وكان أولَ من قدم عليه أخوه الأشرف، ثم المعظم. وهاجمت قوات المسلمين الفرنجة في السنة التالية، بعد أن كمل استعدادها، فهُزم الصليبيون، وقُتل منهم عشرة آلاف، وأخذ المسلمون منهم خيلا وأموالا كثيرة، دون أن يحرروا دمياط.
كل هذا والقدس هدف أعز منالا على السهام الصليبية، لكنها بقيت متنقلة بين أيادي بني أيوب كما كان حالها معهم دائما، فبعد صلاح الدين تولى عليها ابنه الأفضل، ثم أخذها منه عمه العادل، وورثها عنه ابنه المعظم، وبوفاة المعظم سنة 624هـ تولى أمر القدس ابنه الناصر داود، لكنها لم تدم في يده طويلا؛ إذ انتزعها منه سريعا عمه الكامل سلطان مصر.
كان الكامل يقاتل الصليبيين وهو يعلم أنهم قصدوا مصر لكسر شوكتها والاستيلاء عليها، ليسهُل لهم الاستيلاء على بيت المقدس، فحرص على ألا يعطيهم الفرصة لتحقيق هذا الهدف الكبير. لكنه حين أحس بضعف التحالف الذي بينه وبين إخوته، ووقعت وحشة بينه وبين أخيه الأشرف، عرض على الصليبيين المعسكِرين في دمياط أن يأخذوا بيت المقدس وكل ما أخذه صلاح الدين منهم، مقابل أن يتركوا دمياط ويرحلوا عنها، لكن الصليبيين ظنوا أن الكامل لن يدعهم مادامت في مصر قوة، فلم يقبلوا ما عرضه عليهم.
وجاء القدر الإلهي بنجدة المسلمين، حيث ضاقت الأقوات على الصليبيين في دمياط، وجاءهم الطعام من البحر فاستولى عليه أسطول المسلمين، وفتح بعض المسلمين عليهم سدًا على النيل عند دمياط، حتى غرقت المدينة، وصار الصليبيون فيها محصورين من الجهات الأربع، وشدد المسلمون الحصار عليهم، حتى اضطر الصليبيون إلى طلب الصلح مع الجلاء، فوافقهم الكامل ولم يعطهم من الأرض شيئًا.
وفى سنة خمس وعشرين وستمائة جدد الصليبيون دماءهم بقوات جديدة أقبلت من صقلية في الحملة السادسة، فاستولوا على صيدا وانتزعوها من يد المسلمين، وزحف الكامل بقواته من مصر إلى الشام حتى دخل بيت المقدس لحمايتها، وحين اطمأن إلى وجود أخيه الأشرف وقواته في الشام عهد إليه بحفظ بيت المقدس، وهمّ بالعودة إلى مصر، لكن الأشرف خشي على بيت المقدس من الفرنجة، فرجا أخاه أن يبقى إلى جواره لحماية المدينة المقدسة، فبقي الملكان هناك "يحوطان القدس من الفرنج".
وأتى العام التالي بمفاجأة غير سارة للمسلمين، إذ وقع الخلاف والتنازع بين أبناء البيت الأيوبي، والصليبيون على مقربة منهم، والكامل مقيم بنواحي بيت المقدس، ووجد الصليبيون فرصتهم الذهبية في النزاع البادي بين المسلمين، فدخلوا مع الكامل في مفاوضات أملوا فيها شروطهم برد القدس وما استعاده صلاح الدين منهم، وأُمضي الصلح على إعادة بيت المقدس إلى الصليبيين بمنتهى اليسر والسهولة، وهي التي استردها المسلمون بالأمس بدماء الشهداء، وبذلوا لأجلها أقصى ما يمكنهم بذله. لذلك كان وقع هذا الحادث مؤلما على المسلمين، وبقي نقطة سوداء في تاريخ السلطان الكامل الأيوبي.
تأثر المسلمين بتسليم القدس للصليبيين:
بقيت أمجاد تحرير الأيوبيين الأولِ للقدس سنة 583هـ أغنية ينشدها المسلمون، وأحبوا جهاد بني أيوب وحفْظهم للمدينة المباركة، ووضعوا القائد الكبير صلاح الدين موضع الاحترام الشديد..
لكن لم تمر اثنتان وأربعون سنة على تحرير صلاح الدين للقدس، أي في سنة ستمائة وست وعشرين، حتى جاء من البيت الأيوبي من يدخل في هدنة ومفاوضات يصالح فيها الصليبيين مقابل أن يتنازل لهم عن درة المدن وزهرتها الغالية (القدس) ما عدا الحرم القدسي، وهو السلطان الكامل ابن أخي صلاح الدين، وأراد من ذلك أن يتخلص من المنافسة مع الصليبيين، ليتفرغ لتوسيع ممتلكاته على حساب غيره من السلاطين الأيوبيين!!
ودخل الإمبراطور فرديرك الثاني قائدُ الحملةِ بيتَ المقدس في ربيع الآخر، في احتفال مهيب، وهو مملوء بالفخر لما حققه بغير قتال من نصر لم تستطع أوروبا أن تحققه بالحرب والقتال في أربع حملات صليبية جاوزت قواتها المليون من الجنود.
وما سمع المسلمون بالخبر، حتى صاروا في ذهول شديد، لا يصدقون ما جرى، وتألمت القلوب له تألما شديدًا، وبكى المسلمون في شوارع دمشق وبيوتها ومساجدها، وفى شتى بلاد المسلمين، حتى لم يمر على دمشق يوم بكت فيه كبكائها في هذا اليوم!!
"وبقي أهل بيت المقدس مع الفرنج في الدار، ونطق الناقوس، وصمت الأذان، وعد الناس ذلك وصمة في الدين، وتوجهت به اللائمة من الخلافة (والمسلمين) قاطبة على الكامل".










آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 09-05-2010, 01:46 PM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: تاريخ القدس

"القدسُ عربيةٌ منذ فجر التاريخ"


عروبة القدس الشريف تتجاوز ذلك الحيز الزمني لدعوة الإسلام في صدر الدولة الإسلامية، إنها تسبقها حقباً ضاربة في القدم، منذ أن ظهر فيها العرب عرقاً من الأعراق البشرية، ولذا فإنه من المسلّمات التاريخية بأن شهادة ميلاد القدس الشريف تؤكد أنها عربية الأصل في النشأة والتكوين، إسلامية الهوية في الحضارة والإنسانية .

ولقد صمدت هذه المدينة المقدسة لنوائب الزمان بجميع أنواعها :"حتى أنه لم يبق فاتح من الفاتحين أو غاز من الغزاة المتقدمين والمتأخرين الذين كانت لهم صلة بهذا الجزء من الشرق إلا ونازلته فإما أن يكون صرعها، أو تكون هي قد صرعته". ولقد حوصرت مراراً ودمرت تكراراً، وأعيد بناؤها ثماني عشرة مرة ، في التاريخ ... بيد أنها على الرغم مما أصابها ظلت قائمة وظل اسمها شامخاً في طليعة المدن .

إن اليهود يزعمون اليوم أن القدس مدينتهم الخالدة، ونحن بدورنا نتساءل: أين هي القدس التي يبحثون عنها؟ … هل هي أورشليم التي هدمها الرومان مرتين، وأزالوها من الوجود تماماً، أم أنها أورشليم التي اندثرت بسببهم، ثم جاء المسلمون وفتحوا المدينة، ولم يأخذوها من اليهود، بل من الرومان أعداء اليهود، وحافظوا على كنائسها ومعابدها، وفي أثناء الحكم الإسلامي وحده شرع اليهود يعودون إليها ويقيمون فيها المعابد وفق الشروط التي وضعها الإسلام لأهل الذمة .

ولم تعرف المدينة المقدسة سلماً ولا أمنا، إلا في العهد الإسلامي باعتراف الكثير من المنصفين، حيث عاش المسلمون والمسيحيون واليهود في أمن وسلام .

أسماء القدس
عرفت مدينة القدس بأسماء كثيرة أقدمها اسم "يبوس" نسبة إلى العرب اليبوسيين الذين يعتبرون أول من بنى القدس، وهم بطن من بطون العرب الأوائل نشئوا في جنوب شبه الجزيرة العربية ثم رحلوا إلى الشمال مع القبائل الكنعانية واستوطنوا في هذه المنطقة، وكان ملكهم: "ملكي صادق" قد بنى المدينة، وفي سجلات الفراعنة تسمى :"يابيثي"، وعرفها الكنعانيون باسم: "أورسالم" أي مدينة السلام، ومن السخرية أن مدينة السلام لم تر إلا القليل من السلام عبر تاريخها الطويل، وقد اشتقت منها العبرية :"أورشليم" (التي تأثرت باللغة العربية الكنعانية والمصرية القديمة والآرامية والإغريقية وكذلك الهيروغليفية التي كانت أول لغة كتبت بها التوراة) حيث اشتقت منها أسماء أخرى كثيرة، و"أور" هي مدينة في بابل وهي مسقط رأس إبراهيم عليه السلام، أما "شليم" فاسم لواحد من عشرات الآلهة الوثنية التي كانت تعبد في المنطقة، ولا علاقة لهذا الاسم بكلمة: "شالوم" العبرية التي تعني سلام، وإن كان اليهود نسبوا الاسم للغتهم لإثبات قدم علاقتهم بالمدينة المقدسة، ومن أسماء هذه المدينة أيضاً: "مدينة داود"، وأسماها اليونان: "بروساليم"، أما الرومان فأسموها: "هيروساليما"، ومن هذا الاسم اشتقت أوربا اسم :"جيروساليم" الذي ورد في الكتابات الفرنسية في القرن الثاني عشر الميلادي، وفي سنة 135 م سماها الإمبراطور "إيليوس هادريانوس" :"إيليا كابيتولينا" وهذا الاسم مأخوذ نصفه من اسم الامبراطور الأول (إيليوس) .. ونصفها الثاني (كابيتولينا) مأخوذ من اسم الإله الوثني الروماني (جوبتر كابيتولينوس)، وظلت تعرف باسم "إيليا" حتى أوائل الفتح الإسلامي عام 15 هـ / 635 م ، ومن أسمائها كذلك :" الأرض المباركة، والساهرة، والقرية، وبيت المقدس، والأرض المقدسة، والزيتون، والمسجد الأقصى، والقدس" .

سكان القدس وفلسطين الأصليين :
تعتبر فلسطين جسر يربط آسيا بأفريقيا ويصل الجزيرة العربية بالبحر الأبيض المتوسط، ومدينة القدس ـ قلب فلسطين النابض ـ هي جزء من هذه المنطقة من الوطن العربي، سكنها الكنعانيون وأحفادهم الفلسطينيون منذ أقدم العصور، حيث أقاموا فيها وأنشئوا حضارة مزدهرة. وقد كانت فلسطين قبل أن يكون هناك ذكر في التاريخ لليهود لعشرات القرون مأهولة بشعوب عربية تنحدر من العمالقة، ومن الشعب الكنعاني، فكان العماليق يسكنون في الجنوب الفلسطيني، ومن مدنهم: غزة والخليل وبئر السبع ورحبوت، وكان الكنعانيون يسكنون الساحل من غزة إلى شمال عكا ونابلس وجنين وطولكرم وبيسان. وقد انتظم الكنعانيون في جماعات صغيرة على رأس كل منها ملك وصل إلى الحكم بعد انتسابه إلى طبقة الأشراف الملاكين، وكانت كل جماعة تتجمع حول مدينة حصينة لها سور وذات أبراج عالية للدفاع عنها، ويمكن لسكان الريف المجاورين الالتجاء إليها وقت الخطر، وفي وقت السلم تشكل هذه المدن سوقاً تجارية ومركزاً اجتماعياً. وقد ذُكرت هذه المدن في تقرير حملات تحتمس الثالث (في مطلع القرن 15 ق.م )، وكانت مساحة هذه المدن صغيرة وأسوارها سميكة، تلك الأسوار التي ألقت الرعب فيما بعد في جواسيس بني إسرائيل الذين أرسلهم موسى عليه السلام حين أرسلهم للتجسس عليها ونقل أخبارها تمهيداً لدخولها وقالوا له كما ورد في العهد القديم: "إن الشعب الساكن في الأرض معتز والمدن عظيمة جداً وقد رأينا بني عناق هناك: العمالقة ساكنون في أرض الجنوب والحثيون واليبوسيون والأموريون ساكنون في الجبل، والكنعانيون ساكنون عند البحر وعلى جانب الأردن. إن فيها أناساً طوال القامة، والجبابرة بني عناق فكنا في أعيننا كالجراد وهكذا في أعينهم" .



هذا الشعب العربي الكنعاني كان له نتاج حضاري، لم يقتصر على الزراعة وتربية المواشي، بل اندفعوا إلى مجال الصناعة، فمهروا في صناعة النحاس والبرونز وصنع الفولاذ، كما استعملوا الأواني الفضية وبرعوا في الصياغة، ولقد اكتشفت أنواع الحلي النسائية والأسلحة الحربية والزجاج التي تعود إلى أربعة آلاف عام قبل الميلاد في عصر الكنعانيين. وتذكر وثائق نوزي منذ عام 1500 ق.م الصوف الكنعاني والقطن، وصفوة القول أن الصناعات عندهم سدت حاجات الإنسان المتحضر في ذلك الزمن من عربات الحرب التي يجرها الخيول إلى السيوف والفئوس والسكاكين إلى الإبر والأزرار والدبابيس وبرعوا في صناعة النسيج ولبسوا الحلل الفاخرة. ولقد ألقت الاكتشافات الأثرية شعاعاً على تراث الكنعانيين وما قدموه في عصرهم في الآداب والشرائع، وتبين لنا أن الكثير من هذا التراث الزاهر وخصوصاً في الآداب أخذه اليهود وأدخلوه في كتاباتهم المقدسة، وفي القطع الغنائية. أما أعظم المنح التي قدمها الكنعانيون للعالم والتي تعتبر مفتاح التحضر الإنساني هي الأبجدية التي لا تزال تعرف باسمها العربي الألف باء .

وإلى جانب الكنعانيين يستقر الفلسطينيون في هذه المنطقة، حيث ورثوا الحضارة الإيجينية في سواحل إيجين وفي جزيرة كريت غرب البحر الأبيض المتوسط، وإن لغتهم سامية وديانتهم كذلك وقد سكنوا مدن: اشدود وغزة وعسقلان وجت، وقد كان الفلسطينيون جزءاً من الكنعانيين هاجروا إلى جزيرة كريت، ثم عادوا إلى فلسطين ثانية لتدافع عن وطنها الأم ضد هجوم الفراعنة، فاستقرت في بلاد أجدادها الكنعانية، ولم تكن عودتها عودة الغازين كما يصوره اليهود وبعض مؤرخي الغرب، إذ لو كان الفلسطينيون غزاة غرباء عن الأرض لجلوا عنها تحت ضغط انتصارات الفراعنة، بل صمدوا مع إخوانهم الكنعانيين، وكانت مدنهم حصينة وذات هيبة خاصة بهم. وهذه المدن الحصينة بقيت بعيدة عن اليهود لم يستطيعوا دخولها أثناء مجيئهم إلى أرض كنعان، ويظهر لنا أن شدة الفلسطينيين واستماتتهم في الدفاع عن أرضهم ضد الغزوات الأجنبية أكسب المنطقة فيما بعد كلها اسم فلسطين .



لقد ورد اسم اليبوسيين العرب أهلاً للقدس في مواضع عديدة من العهد القديم، وهم ينسبون إلى "اليبوسي بن كنعان" وقد رد المؤرخون اليبوسيين إلى أصول عربية كنعانية "وأرض كنعان في اللغة العربية هي الأرض المنخفضة"، وأنهم بطن من بطون العرب الأوائل نشئوا في جنوب شبه الجزيرة العربية ثم نزحوا عنها مع من نزح من القبائل الكنعانية. ويشير المؤرخ الطبري وابن خلدون إلى أن أهل الشام وأهل مصر من العماليق العرب الذين يقال لهم الكنعانيون. وقد كشفت حفريات مدرسة الآثار البريطانية منذ عام 1961 أن مدينة القدس القديمة إنما شهدت منذ الألف الرابعة ق.م استقراراً بشرياً وعمرانياً، ودلالة ذلك أن "سالم اليبوسي" الكنعاني العربي ( حوالي سنة 3500 ق.م) أسس مدينة القدس لتكون عاصمة لدولة يبوس، ولتقوم كذلك بالربط ما بين القسم الجنوبي والشمالي للدولة لضمان سيطرة اليبوسيين على دولتهم الجبلية، وأطلق عليها "أور سالم" أي مدينة سالم باللغة الكنعانية القديمة، وقد وجد عالم الآثار "برنارد" من جامعة "ويلز" آثار لقبائل هاجرت إلى نواحي القدس قبل حوالي "3000 سنة قبل الميلاد"، وهذا ينفي مزاعم اليهود بأن القدس تأسست حوالي "سنة 1000 ق.م"، وأن المدينة شهدت منذ العصر البرونزي الأول (أي بداية الألف الثالثة ق.م) مرحلة العمران المبكر، وكذلك في العصر البرونزي الوسيط (حوالي 2500 ق.م)، وكما يتضح أيضاً من رسائل تل العمارنة ـ التي اكتُشفت في مصر والتي تعود إلى عام "1450 ق.م" ـ أن الموجة السامية الثانية الوافدة من الجزيرة العربية إلى فلسطين وسوريا منذ العصر البرونزي الوسيط إنما هم من العرب الذين وُصفوا بأنهم أهل وغي، كما اشتغلوا بالتجارة وجاسوا الديار والممالك، حتى امتد سلطانهم إلى مدينة حماة، وقد استقر أغلبهم في فلسطين، وظلت لهم السيادة حوالي 1500 عام متواصلة، ويؤيد هذا الاستقرار العربي في فلسطين ما تبين من الحفريات الأثرية عن بقايا أسوار القدس القديمة التي أقامها اليبوسيون. وكما وردت أيضاً أخبار عن القدس في النصوص المصرية القديمة ما يؤكد استقرار اليبوسيين في القدس في الفترة السابقة، ويؤيد ذلك ما ورد في العهد القديم أن ملك القدس اليبوسي: "ملكي صادق" كان ملكاً على أورشليم وكاهناً لله العلي زمن إبراهيم الخليل عليه السلام. وقد اتخذ اليبوسيون من القدس عاصمة لإدارة مملكة يبوسية ذات كيان سياسي وديني، وظلت كذلك حتى دخلها بني إسرائيل. وهكذا فإننا بصدد عاصمة مملكة لا مدينة قائمة بذاتها وقد تزعمت القدس إدارة هذه المملكة وفق النظام السياسي الذي اصطلح على تسميته: اتحاد المدن، أو المدينة الدولة، وقد فرض اليبوسيون سيادتهم على بقاع عديدة كانت "يبوس" قبلتها الدينية والإدارية، ووفقاً لسفر نحميا أن "يبوس" هي " أورشليم مدينة القدس"، وهذا يعني أن اليبوسيين قد كانوا أهلاً للقدس بدلالتها الدينية المعروفة لنا قبل نزوح بني إسرائيل عن مصر بستة قرون على الأقل، وأُطلق عليها هذا الاسم قبل عهد نحميا بأربعة عشر قرناً. فالقدس هي القدس عبر كل العصور. وبما أن يبوس ـ كما أسلفنا ـ هي فرع من قبيلة عربية هي قبيلة كنعان، والكنعانيون عرب نزحوا من الجزيرة العربية، فإن شهادة ميلاد القدس تؤكد أنها مدينة عربية أصيلة .



وإذا عدنا مرة أخرى إلى الملك : "ملكي صادق" فهو أول حاكم للمدينة، وكان معاصراً لسيدنا إبراهيم عليه السلام حوالي 1900 ق.م، ولما كان سور اليبوسيين هو أقدم أثر ينسب إليهم في المدينة ويؤرخ له بحوالي 1850ـ1800 ق.م فإنه يتعين علينا التأريخ به لظهور الاسم: "يبوس" اسماً للمدينة، ربما بعد وفاة "ملكي صادق" الذي صارت مكانته رتبة للأتقياء والصالحين التي قد ترقى إلى منزلة الرسل والصديقين في العصور اللاحقة. وقد ورد في العهد القديم الكثير من الأسماء العربية وقف منها قاموس الكتاب المقدس صامتاً على الرغم مما درج عليه من رد المفردات إلى أصولها اللغوية وخاصة العبرية، وقد شغل هؤلاء مراكز يُشار إليها بالبنان، وكان بعضهم آباء لملوك وقادة لفرق الجيوش العربية. ولأن العهد القديم كُتب من وجهة نظر يهودية بحتة، تتصل بأخبار بني إسرائيل وتاريخهم، فمن البديهي ألا نجد إلا أخباراً قليلة بل حتى نادرة فيما يتصل بالعرب أحفاد إسماعيل عليه السلام إلا في مواضع هامشية رغم حتميتها، لأن العرب كانوا طرفاً فيها، وكأنما التوراة تريد أن تقول أن ميراث عقيدة التوحيد إنما ألقي على إسحاق، ومن بعده يعقوب دون غيرهم، ولكن أين ذهب إسماعيل وهو الابن الأكبر لإبراهيم ؟. على الرغم من الشرف الذي ناله مع أبيه في المشاركة ببناء الكعبة ـ. أما عندما تجري الأحداث على أرض فلسطين ويكون العرب طرفاً فيها يصفهم العهد القديم بأنهم قوم بدو رحل لا مقر لهم ولا وطن، وإن تفضّل على العرب بلقب ملك أو ملوك فهم هناك في البرية لا في المدينة. وكما تحدث سفر نحميا النبي عن "جشم" الذي كان ملكاً على العرب القداريين الذي ينتهي ينتهي نسبهم إلى قيدار بن إسماعيل عليه السلام، وكما تبين من الحفريات الأثرية حيث ذُكر اسم الملك "قينو بن جشم ملك قيدار"، وهذا يعني أن العرب الإسماعيليين الذين أشار إليهم العهد القديم قد جاسوا في أراضي فلسطين من شمالها إلى جنوبها، وأن ظهور اسم القيداريين كأمة ذات مجد عظيم يتزامن مع تواري ذكر اليبوسيين. وفي قراءة أخرى لسفر نشيد الأنشاد المنسوب إلى سليمان عليه السلام، يلقي مزيداً من الضوء على التواجد العربي في القدس القديمة "..قد افتقدت هنا من أحبهم من العرب، لم لا وهم أهلها ... وكان من بني قيدار من هم حضر يسكنون الشقق والديار"، وما ذُكر في العهد القديم في الإصحاح التاسع عشر من سفر "قضاة" عندما يعرض لقصة الرجل اللاوي الإسرائيلي عند مروره بمدينة القدس "يبوس" يؤكد ما ذهبنا إليه: "قال الغلام لسيده تعال نميل إلى مدينة اليبوسيين هذه ونبيت فيها، فقال له سيده: لا نميل إلي مدينة غريبة حيث ليس أحد من بني إسرائيل هنا"، ويستخلص مما تقدم أن العرب من بني إسماعيل والقداريين منهم خاصة قد سكنوا القدس القديمة، وقد انضووا مع بني جلدتهم العرب اليبوسيين، ولم يستطع بنو إسرائيل أن يخرجوهم من أرضهم طيلة تاريخهم الطويل فاكتفى سليمان عليه السلام فيما بعد بفرض السخرة عليهم كما ورد في العهد القديم .



أما داود عليه السلام فلم يستطع فرض سيطرته على القدس كلها إذ شغل منها حصن صهيون فقط في الجزء الجنوبي من التل الشرقي. ونقل داود تابوت الرب إلى مدينته، الذي كان غالباً ما يصحبه في حروبه، وهكذا فإن مدينة داود لم تكن عاصمة سياسية ولا دينية لبني إسرائيل، وإنما كانت تمثل في الحقيقة نقطة حصينة ومركزاً عسكرياً أحاطه بسور، ولم يكن الاتصال بين مدينة داود ومدينة القدس "يبوس" سوى إطار شكلي يمثل اتصال سور قلعة داود بالسور الذي أقامه اليبوسيون حول المدينة قبل عهد داود بوقت طويل، ويؤكد ذلك ما قاله نحميا النبي عندما يشير إلى إعادة بناء السور: "فبنينا السور واتصل كل السور" ولعل ما فعله داود عندما طلب من أرونة اليبوسي بيدره ليبني فيه مذبحاً للرب ليشير بوضوح إلى اعترافه بملكية اليبوسيين في القدس .



وقد ظلت المملكة اليبوسية متماسكة حتى نهاية القرن الثامن عشر ق.م وبداية القرن السابع عشر ق.م حيث تزعزعت مملكتهم إبان ضربات الهكسوس وغزوهم لفلسطين، إلا أنهم ظلوا صامدين في بلدهم ولم يخرجوا منها وظلت القدس تحت حكم اليبوسيين أهلها حتى دخول بني إسرائيل ـ كما أسلفنا ـ أرض فلسطين بعد نزوحهم عن مصر، وقد ظل اليبوسيون في رباط دفاعاً عن المدينة في وجه بني إسرائيل وخاصة سبط بنيامين وبني يهوذا إلى أن تولى الملك داود خلفاً لشاؤل، وقد ظلت حقوق اليبوسيين محفوظة حتى نهاية عهده، وقد حدث تراجع لليبوسيين في المدينة إزاء مشروعات سليمان عليه السلام العمرانية .
اليهود والقدس



يرى معظم المؤرخين أن بداية تاريخ اليهود يبدأ بخروج بني إسرائيل من مصر بقيادة موسى عليه السلام بين الأعوام 1240 – 1230 ق.م. أما قصة الهيكل في تاريخ بني إسرائيل فبدأت منذ عهد موسى عليه السلام حينما خرج ببني إسرائيل من مصر واستقر بهم في سيناء يريد الأرض المقدسة، وتجدر الإشارة أن النبي موسى عليه السلام رسول بني إسرائيل، لم يأت إلى القدس ولم يدخلها غازياً أو فاتحاً، ومن ثم فليس هناك أية رابطة أو علاقة مادية أو روحية أو دينية تربط اليهود بالقدس، وعلى جبل الطور كلم الله موسى، وكانت المعجزات المتتابعة، والقرآن الكريم يذكر ذلك في سورة البقرة "الآيات : 49 ، 50 ، 51" ، وسورة الأعراف "آية: 138" وتذكر التوراة ذلك أيضاً في سفر الخروج، ولكنها هنا تخالف ما جاء في القرآن الكريم، إذ تجعل من هارون صانعاً للتماثيل كي يعبدها بني إسرائيل، بينما القرآن الكريم ينزه هارون عن ذلك، ويذكر شخصاً آخر هو الذي فتن بني إسرائيل يعرف بالسامري كما قال تعالى :"قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري". وغضب الله على بني إسرائيل، ونزل موسى من الجبل وفي يده لوحا الشهادة، فوجد قومه يعبدون العجل ، ويؤيد القرآن الكريم هذه الرواية :"ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون" ، ثم صعد موسى الجبل وكتب عهد الرب :"فكتب على اللوحين كلمات العهد الكلمات العشر" ويؤيد القرآن الكريم هذه الرواية أيضاً :"وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلاً لكل شيء"، ويذكر ابن خلدون أن هذه الكلمات العشر عبارة عن وصايا تمثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

ومع موسى في أرض سيناء تتحدد النواة الأولى لتابوت العهد ، الذي سيحوي ألواح موسى ليحملها بنو إسرائيل أينما ذهبوا ويقدسونها ، ويحافظون عليها بداخل هيكل في سيناء على شكل خيمة ، فقد أعطى الله لموسى لوحي العهد ، وطلب منه صناعة تابوت توضع فيه هذه الشهادة ، وقد وصفت التوراة ذلك بكثير من التفصيل، هذه الخيمة وما احتوت هي هيكلهم الأول ، الذي يؤدون فيه عبادتهم، وذلك على الرغم من ارتدادهم عن دينهم ونبيهم موسى بينهم حي يرزق ، حيث لم تنتزع عبادة الأوثان من قلوبهم وأنهم اختلفوا مع موسى عليه السلام، واختلفوا على كلام الله الذي جاءهم في الألواح أثناء وجوده ، وبعد مماته ، ولقد حدثت محاولات كثيرة منهم في سيناء لقتل موسى عليه السلام وإيذاءه لقوله تعالى في سورة الصف: "وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم، فلما زاغوا، أزاغ الله قلوبهم، والله لا يهدي القوم الفاسقين" .

حينما حاول موسى الدخول ببني إسرائيل إلى الأرض المقدسة عصوا أمره ورفضوا خائفين مذعورين ، وقد عبر القرآن الكريم عن ذلك في سورة المائدة من كلام موسى موجهاً إلى اليهود :" يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ، ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين . قالوا : يا موسى إن فيها قوماً جبارين ، وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها ، فإن يخرجوا منها فإنا داخلون " إلى قوله تعالى في نفس الآيات :" قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها ، فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون . قال : رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين . قال : فإنها محرمة عليهم ، أربعين سنة يتيهون في الأرض ، فلا تأس على القوم الفاسقين "

عندما عبر بني إسرائيل سيناء بعد موت موسى وصلوا إلى كنعان ومعهم الخيمة ـ وقد قاومهم الكنعانيون مقاومة شديدة ـ وبقيت هذه الخيمة إلى عهد داود ، فلما أتم سليمان عليه السلام بناء الهيكل نقل الخيمة مع كل أثاثها إليه .

ارتحل اليهود إلى فلسطين حيث خرج بهم من التيه يشوع بن نون الذي خلف موسى عليه السلام ووقع الصدام بينهم وبين الفلسطينيين الكنعانيين أصحاب هذه الأرض يساندهم الصيدونيين (أهل صيدا) وسكان جبل لبنان إلى مدخل حماة، حيث ورد أثناء ذلك في رسائل تل العمارنة التي تعود إلى سنة "1450 ق.م" اسم "أدوني صادق" ملك أورشليم اليبوسي الذي اتحد مع ملوك حبرون ولخيش وعجلون إلى ساحل البحر إلى لبنان، وأجمع هؤلاء معاً على محاربة بني إسرائيل والتصدي لهم، ومنذ ذلك الحين بدأ يشوع وقومه يتلقون ضربات أهل البلاد ، ولم يعد من السهولة لهم وضع قدم فيها بالحرب ، وعندما حدث زلزال عام 1927 في أريحا وما حولها ، أدى إلى تدمير الكثير من المباني مما أدى إلى ظهور أنقاض مدينة أريحا القديمة، وبعد فحص هذه الأنقاض وخاصة الأدوات الفخارية من قبل علماء الآثار وعلى رأسهم : الأستاذ جارستارج مدير مصلحة الآثار الفلسطينية في عهد الانتداب البريطاني تبين أنها تعود للفترة التي هاجم فيها يشوع بن نون أرض كنعان بعد خروجهم من سيناء ، واستطاع علماء الآثار تحديد تاريخ هذه الغزوة بعام 1400 ق.م . وقد بقيت مناطق فلسطينية كثيرة لم يستطع يشوع بن نون مهاجمتها لحصانتها تشمل كل أراضي الفلسطينيين على طول الساحل ، وجزء من أرض الكنعانيين ، وأرض الجبال إلى لبنان ، أما المناطق التي احتلوها فتبدأ من أريحا إلى الشمال ، أما جنوب أريحا ، وهو المساحة العظمى من أرض فلسطين غرب الأردن والبحر الميت إلى العقبة فلم تكن لإسرائيل أدنى علاقة بها في عهد يشوع بن نون ، ولا بعده ، حتى عام 1948 م !

وإذا قلنا أن الأرض الفلسطينية التي نزل فيها اليهود لا تتجاوز 10% - 15% من مساحتها الكلية واتخاذ هذه المساحة المحدودة لإقامة اليهود، قهراً، وبقوة السلاح لم يستمر، إلا وقتاً يسيراً لم يتجاوز ثمانين عاماً كما سنذكر بعد قليل، فكيف سيكون لهم حقاً تاريخياً فيها ؟!!.

استطاع الفلسطينيون بعد موت يشوع تحقيق النصر على اليهود، الذين هربوا إلى تابوت الله لينقذهم ، ولكن الفلسطينيون استولوا عليه وبقي معهم سبعة أشهر ، ثم أعادوه إليهم ثانية .

وعندما أذلت الملوك المجاورة لبني إسرائيل قبائلهم ، هربوا إلى نبيهم صموئيل أو شموئيل بن بالي واستغاثوا به وطلبوا منه تعيين ملكاً عليهم يكون قادراً على توحيد صفوفهم لمواجهة خطر الفلسطينيين، فاختار لهم طالوت، أو "شاؤل" من بني نيامين، فرفضه بني إسرائيل واستنكروا اختياره مع أنهم طلبوا منه ذلك بأنفسهم، وورد ذلك في القرآن الكريم: "وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكاً، قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعةً من المال، قال إن الله قد اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم"، وفي آية أخرى وضح القرآن الكريم آية ملكه: "وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وهارون تحمله الملائكة، إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين" . ومع أن اليهود نجحوا في إقامة ملك في جزء من أرض فلسطين لفترة محدودة تقارب الثمانين عاماً بقيادة داود وسليمان، إلا أن القبائل اليهودية لم تستطع تكوين كيان سياسي موحد له حدود محددة ونظام إداري مركزي، فعندما تولى داود الملك على بني إسرائيل (1012-972) استطاع قتل جالوت في قصة تذكرها التوراة والمصادر العربية، وحكم لمدة أربعين عاماً: في حبرون سبع سنين، وفي جزء من يبوس ثلاثاً وثلاثين سنة، أراد داود عليه السلام أن يجعل لملكه عاصمة يستقر فيها، فتوجه إلى أورشليم أي "يبوس"، لكن أهلها قاوموه وصدوه عنها فأقام عاصمة ملكه في حصن صهيون في نهاية القرن الحادي عشر ق.م "حوالي سنة 1049 ق.م"، وجاء في العهد القديم :"وذهب داود وكل إسرائيل إلى يبوس، وهناك اليبوسيون سكان الأرض، وقال سكان يبوس لداود لا تدخل إلى هنا، فأخذ داود حصن صهيون، وهي مدينة داود" .





* أراد داود عليه السلام بناء مكان مقدس للعبادة، وبدأ بالتحضير لذلك ، ولكنه بُني في عهد ولده سليمان عليه السلام الذي اعتلى ملك بني إسرائيل بعد أبيه، حيث تم البناء خلال سبع سنوات وذلك في عام 1007 ق.م، وقد قص الله تعالى نبأ سليمان ، وأخبر أنه سخر له الجن والإنس وكل شيء بقوله تعالى :"وحًشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون" ،وفي آية أخرى "فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاءً حيث أصاب ، والشياطين كل بناء وغواص"، وقد جاء البناء على شكل خيمة الاجتماع ، معبدهم الأول في عهد موسى ، بضعف المساحة والمقاييس والزينة .

وقد ذكرت المصادر العربية هذا البناء لبيت المقدس ، والمعبد الذي فيه بين الإيجاز والتفصيل والتحليل ، فقد أشار إليه الطبري بقوله :"وفي سنة أربع من ملكه ـ أي سليمان ـ ابتدأ ببناء بيت المقدس" بينما جاء ابن خلدون بوصف مفصل لبيت المقدس، أما السيوطي فيوضح مشاركة الإنس والجن في البناء، ولكن ابن كثير جاء بتحليل لأصل هذا البناء الذي يذكره بالمسجد ، وأن الذي بدأ بالبناء هو يعقوب، بل ويذهب السيوطي إلى أبعد من ذلك بقوله : " إن الأساس القديم الذي كان لبيت المقدس وضعته الملائكة بعد وضع أساس المسجد الحرام " ، وفي قول آخر أن آدم عليه السلام هو أول من بنى مسجد بيت المقدس ، وقيل أيضاً أن الذي أسسه سام بن نوح ، كما قيل أن إبراهيم عليه السلام هو الذي وضع أساسه بعد الفراغ من بناء الكعبة التي أمره الله تعالى ببنائها بأربعين سنة كما جاء الحديث الشريف ، عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ، قال : سألت رسول الله عن أول مسجد وضع على الأرض ، فقال : "المسجد الحرام" ، قلت : ثم أيّ ؟ ، قال :"المسجد الأقصى" ، قلت : وكم بينهما ؟ قال : "أربعون عاماً ثم الأرض لك مسجداً فحيثما أدركتك الصلاة فصلّ فيه " ، وقيل : أول من بناه يعقوب ، أو أنه طور البناء الذي كان قائماً فقط، ويجمع المؤرخون أن البقعة الطاهرة التي بني عليها المسجد الأقصى كانت معروفة لليبوسيين الكنعانيين ، ثم بناه داود عليه السلام وسليمان على ذلك الأساس القديم ، وما قاله ابن كثير والسيوطي ينهي أحقية داود وسليمان في تأسيس هذا البيت ، إذ اقتصر عملهما على إعادة تجديده عندما أصبح لهما مملكة ، وهذا ما يتخذه اليهود اليوم ذريعة محمومة للبحث والحفر عن هيكل اندثر ، فيطمسون كل ما هو قائم من أجل ما قد فني واندثر .

* عندما تقدمت السن بسليمان عليه السلام ، وضعفت قبضته على بني إسرائيل حاول شعبه التمرد عليه كعادتهم وتطلعوا إلى ملك جديد هو ابنه يربعام ، الذي فر إلى مصر خوفاً من والده وبقي فيها حتى وفاة والده سنة 935 ق.م ، وقد نصب اليهود عليهم بعد سليمان ابنه رحبعام ، إلا أنهم سرعان ما انقلبوا عليه وانحاز أغلبهم لأخيه يربعام ، ولم يبق مع رحبعام سوى سبط يهوذا وبنيامين ، وبذلك سرعان ما تفسخت هذه المملكة وانقسمت على نفسها إلى مملكتين متنازعتين ( وكانت أصلاً منقسمة قبل توحيدها على يد داود وسليمان ) إحداهما في الشمال ، وتسمى إسرائيل وعاصمتها نابلس/السامرة بقيادة يربعام ، وقد انتهت هذه المملكة سريعاً في عام 721 ق.م على يد سرجون الثاني ملك بابل ، والثانية في الجنوب وتسمى يهوذا وعاصمتها القدس بقيادة رحبعام التي انتهت عام 586 ق.م، ووقع بين المملكتين حروب وسادهما الاضطراب، وفي السنة الخامسة للملك رحبعام هاجم "شيشنق" ـ الذي كان من الضباط الأجانب في جيش فراعنة مصر ـ بعد أن بسط نفوذه على مصر اليهود في القدس مستغلاً انقسام مملكة سليمان وضعفها، واحتل "يبوس" أو القدس حوالي سنة 926 ق.م ، فكان أول تدمير للهيكل ولكيان اليهود في القدس. أما العرب والفلسطينيون فقد حاولوا استرداد القدس بالهجوم عليها عام "845 ق.م" وقد جرت محاولات أخرى للاستيلاء على القدس أهمها محاولة "سنحاريب" ( 704-681 ق.م ) ملك آشور حينما هاجم فلسطين في السنة الرابعة عشرة لملك يهوذا"حزقيا بن آحاز" واستطاع القائد الآشوري من محاصرة أورشليم سنة 713 ق.م ودكّ أسوارها كما استولى على جميع مدن مملكة يهوذا، وهزم الجيش المصري الذي كان يساندها ، ولم يستقر الآشوريون طويلاً وعادوا بعد هذه الحملة نظراً لانتشار الطاعون في ذلك الوقت .

وفي عهد نبوخذ نصر ( 604-562 ق.م) ، ثار ملك يهوذا "يهوياقيم" (609-598 ق.م) على سيده البابلي مما دفع نبوخذ نصر إلى التوجه إلى فلسطين والقضاء على الثورة ، وأخذ الملك عبداً عنده ثلاث سنوات ثم أعاده ، فعاد ثانية إلى التمرد على سيده ، ثم عاد لقمع الثورة مرة أخرى ، وبعد موت يهوياقيم جاء من بعده ولده "يهوياكين" الذي تذكره المصادر العربية باسم:"يوياحين بن يوياقيم" ، وقد وقع بمملكته تحت حصار نبوخذ نصر الذي أخذه وأهل أورشليم أسرى إلى بابل ، وهو ما عرف "بالسبي البابلي الأول" سنة 597 ق.م، أما السبي البابلي الثاني على يد نبوخذ نصر أيضاً ـ وهو المشهور ـ فكان في عام (587 ق.م) في عهد صدقيا حاكم القدس بسبب تمرده مما جعله يحاصر القدس ثمانية عشر شهراً ، ثم دخلها وتم تدمير الهيكل وكل بيوت أورشليم ، وهدم جميع أسوارها وسبى جميع من بها .

وتشير المصادر العربية إلى هذا السبي البابلي لليهود ، وخراب الهيكل على يد نبوخذ نصر الذي يذكره المؤرخ الطبري باسم :"بخترشة". وتتفق المصادر العربية في أن سبب قدوم نبوخذ نصر إلى أورشليم هو قتل اليهود لنبيهم يحيى بن زكريا، فحلّ غضب الله على بني إسرائيل فأرسل عليهم نبوخذ نصر، فحكم فيهم حكم الجاهلية وبطش الجبارين، وهدم بيت المقدس، وسبى بني إسرائيل إلى بابل، وبذلك ضاع معبد سليمان وهيكل بني إسرائيل ومعه البقية المفترضة من التابوت منذ عهد موسى عليه السلام. فمن هذا التاريخ الثابت، أي منذ ستة قرون قبل الميلاد، انتهى التاريخ السياسي لبني إسرائيل في القدس وفلسطين، وظلوا بعد ذلك خاضعين لدولة الفرس، ثم اليونان، ومن بعدهم الرومان .



وفي سنة 538 ق.م سمح الملك الفارسي قورش ـ بعد أن احتل بابل ـ لليهود بالعودة إلى القدس، كما سمح لهم بإعادة بناء الهيكل الذي كان خرباً .

دخلت القدس العهد اليوناني عندما احتلها المقدونيون بقيادة الإسكندر سنة 332 ق.م ، وقد استقبلتهم المدينة بالرضا والارتياح ، وقد ضاع بذلك الكيان السياسي لليهود الذين أصبحوا طوع حكام اليونان حتى أنهم بنوا مذابح للآلهة اليونانية ، ونبذوا كل أحكام الشريعة اليهودية .

ثم خضعت القدس للرومان ، وعلى عهد يوليوس قيصر "سنة 49 ق.م" تنفس اليهود الصعداء ، حيث عينوا هيرودس "سنة 37 ق.م" حاكماً عليهم الذي ثبّت أقدام الرومان في البلاد ، وحاول هيرودس أن يضفي على نفسه مجد سليمان بدأ في "سنة 20 ق.م" بترميم الهيكل ، واستغرق ذلك ثماني سنوات كما يرى ابن خلدون، بيد أن اليهود لم يلبثوا أن حولوا هذا الهيكل الجديد إلى بناء قذر، إذ جعلوه سوقاً للبيع والشراء، ومكاناً للتجارة والمساومة بدلاً من الصلاة والعبادة، فلما رأى عيسى المسيح عليه السلام ذلك تألم وقال لليهود: "مكتوب بيتي بيت الصلاة وأنتم جعلتموه مغارة لصوص"، وقال الناسك يوحنا لليهود وهو يبشر بالمسيح حينما كانوا يتجمعون حوله على شاطئ النهر: "يا أولاد الأفاعي، متى أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي، فاصنعوا أثماراً تليق بالتوبة، ولا تفكروا أن تقولوا لأنفسكم: لنا إبراهيم أباً، لأني أقول لكم أن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولاداً لإبراهيم"، وقد قال المسيح لتلاميذه نبوءة تحققت بعد ذلك :" فقال لهم يسوع أما تنظرون جميع هذه . الحق أقول لكم أنه لا يترك هنا حجر على حجر لا ينقض"، ومن الواضح أن طبائع اليهود لم تتغير بمضي الزمن إلى أيام السيد المسيح عليه السلام ، الذي خاطبهم موجهاً كلامه إلى أورشليم بقوله: "يا أورشليم، يا أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمعُ الدجاجةُ فراخها تحت جناحيها ولم تريدي، هو ذا بيتكم يترك لكم خرابا" .



في عصر نيرون الروماني "سنة 66 م" ، تمرد اليهود في أورشليم ، فتوجه قائد الجيش الروماني "تيطس" في ديسمبر "سنة 69 م" لمهاجمة القدس الذي دمرها وأسر أهلها "عام 70 م" . وقد أدى سقوط المدينة وتدمير الهيكل إلى هجرة كثير من اليهود إلى بلاد العرب الشمالية والحجاز ، استقرت في يثرب وخيبر ووادي القرى وتيماء. وقد ذكرت المصادر العربية ما حصل في القدس على يد تيطس من خراب ، فالطبري يوضح ما فعله تيطس بالمدينة من نسف وسبي ، ويذكر في هذا السياق نبوءة عيسى المسيح عليه السلام حينما قال لتلاميذه: "حتى لا يترك هنا حجر على حجر"، أما ابن خلدون فيحمل اليهود مسؤولية ما حصل من تدمير للقدس على يد الرومان ، حيث كثرت فتنهم وفسادهم ومؤامراتهم فيها ، مما حذا بالرومان بقيادة تيطس للزحف عليها وحصارها وتدميرها .

أما تدمير الهيكل بشكل نهائي كما تجمع المصادر القديمة والحديثة فجاءت على يد الإمبراطور الروماني "إيليوس هادريانوس" سنة 135 م" ، حيث هدم كل مدينة القدس وبنى مكانها مدينة رومانية خالصة أسماها :"إيليا كابيتولينا" ، كما أقام مكان الهيكل معبداً للإله الوثني الروماني "جويبتر" ، وزينها بالأبنية الوثنية والملاهي والحمامات ، إلى أن انتشرت المسيحية وأصبحت الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية ، وبنيت كنيسة القيامة فيما بعد على يد الملكة هيلانة ، ومُنع اليهود من دخول المدينة .



وهكذا فقد انقطعت صلة اليهود بفلسطين مدة " 1800 عام " أي ثمانية عشر قرناً متواصلة . وبقيت القدس تتمتع بالأمن والسلام منذ عام " 135 م " إلى "سنة 614 م" حينما احتلت جيوش الفرس بلاد الشام من الرومان ، ودخلت القدس ومعها عدد من اليهود ، وأحرقت خلال ذلك كنيسة القيامة بعد نهب تحفها وكنوزها ، كما هدمت الأديرة والكنائس في مختلف أنحاء فلسطين بتحريض من اليهود. إلا أن حكم الفرس في القدس لم يدم طويلاً فقد انتصر عليهم الإمبراطور هرقل عام 627 م ودخل القدس في العام التالي ، واحتفل برفع الصليب الذي نقله الفرس إلى بلادهم . وبقيت القدس تحت حكم الرومان إلى أن فتحها المسلمون في القرن الأول الهجري / السابع الميلادي .



وهنا نسمح لأنفسنا أن نقف وقفة المتأمل ونسأل لماذا انهارت هذه الدولة إن صح تسميتها دولة بهذه السرعة القصيرة في عمر الأمم ؟ والإجابة : أن الإسرائيليين كانوا غرباء عن هذه المنطقة ، وأنهم كانوا بدو رحل ورعاة حلوا وسط شعوب لها حضاراتها ونظمها ، وأنهم جاءوا لا ليسكنوا مع أهل البلاد بأمن وسلام ، ولكنهم جاءوا غزاة ليستأصلوا السكان ويحطموا حضارتهم ، وأنهم أسسوا دولتهم على حساب أهل البلاد الأصليين ، وأخذوا يهددون الممالك المجاورة التي أطبقت عليهم من أجل حفظ السلام في المنطقة ، وهكذا نرى أن اليهود قد طُردوا من القدس ، وسمح لهم العرب المسلمون فيما بعد بزيارتها والإقامة فيها حتى بعد أن طردتهم قوات الصليبيين منها .



خاتمة :



ومن خلال هذا العرض الموجز نجد أن اليهود قد نجحوا في الاستيلاء على أرض يبوس من أهلها ، وأقاموا لهم حكماً في فترة ليست طويلة من عمر التاريخ ، إلا انه لسوء إدارتهم السياسية ، وعدم قدرتهم على الخروج من القبلية ، انقسموا وتفرقوا وتقاتلوا وهان عليهم كل شئ حتى معبدهم ، الذي كانوا يجردونه مما فيه ليقدموا ذهبه وفضته هدايا أو ليسرقونها ، فكان المصير المحتوم في توجيه الضربات إليهم على يد شيشنق ملك مصر ، وعلى يد نبوخذ نصر ملك بابل ، الذي دمر أورشليم ، وبعد تدمير الرومان لها سنة 70 م لم يعد هناك أثر لمعبد سليمان ، إذ تحققت نبوءة عيسى ـ عليه السلام ـ إذ :" لم يبقى فيها حجر على حجر " .

ومما تقدم يتضح أن حقائق التاريخ تؤكد أن مدينة القدس عربية الأصل في النشأة والتكوين ، أما المزاعم التي يرددها الإسرائيليون ، والخطط التي راحت إسرائيل تضعها لاستلاب هذه المدينة العربية الإسلامية ، ما هي إلا تزييف لحقائق التاريخ ، حاولت بها خداع العالم وتضليله .

ثم أين هذه القدس التي يتحدثون عنها ؟ ، إنها أورشليم التاريخية .. ، التي بحثوا عن أي أثر لها في منطقة القدس ، فلم يجدوا سوى آثار لمواقع إسلامية ورومانية ، ومع ذلك زادت ادعاءاتهم التي ليس لها من سند إلا القوة العسكرية وظروف الشرعية الدولية العرجاء .



أورشليم هذه التي يتحدث عنها الإسرائيليون ، هدمها الرومان ، وأزالوها من الوجود ، أورشليم تلك اندثرت ، ثم جاء المسلمون وفتحوا المدينة ، التي لم يأخذوها من اليهود ، بل أخذوها من الرومان أعداء اليهود ، وقد استمر حكم المسلمين فيها اثني عشر قرناً من الزمان ، حكم فيها الشام بما فيه فلسطين والقدس الشريف ، ثم إن المسلمين تملكوا أرضها بالطرق الشرعية ، وأوقفوا أكثرها على الخير والبر والعبادة ، فلم تهدم ، ولم تحرق ، ولم يُروّع سكانها ، ولم يحدث في تاريخ القدس ما يشكك في أصولها العربية ، وهويتها الإسلامية .





المراجع:



التوراة الهيروغليفية، فتوح البلدان، إتحاف الأخصا، تاريخ الإسلام، المجتمع اليهودي، مدخل لدراسة مطامع اليهود في فلسطين قديماً وحديثاً، تاريخ سوريا ولبنان وفلسطي ، سفر العدد، تاريخ مصر من فجر التاريخ حتى إنشاء مدينة الإسكندرية، تاريخ فلسطين ولأردن، سفر التكوين، سفر خروج، سفر يشوع، سفر قضاة، لسان العرب، القدس تاريخياً وجغرافياً، القدس عربية إسلامية، تاريخ الطبري، تاريخ ابن خلدون، القدس الخالدة، قاموس الكتاب المقدس، سفر أخبار الأيام الأول، سفر نحميا، سفر الملوك الثاني، مصر والشرق الأدنى القديم، اليبوسيون في القدس القديمة، تاريخ مصر، البداية والنهاية، اليهود واليهودية ،عقيدة وتاريخاً، تاريخ مصر من أقدم العصور إلى الفتح الفارسي، في تاريخ الشرق الأدنى القديم، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، القدس الخالدة، إنجيل متى، تاريخ اليهود، تاريخ العرب قبل الإسلام، بلدانية فلسطين العربية .







آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 09-05-2010, 02:00 PM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: تاريخ القدس



كروم العنب في الخليل - تنتج الخليل أجود أنواع العنب وتشتهر به وبالدبس المصنوع منه



إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.


مشهد للغروب من بحيرة الحولة - بحيرة في شمال فلسطين تم تجفيفها كليا من قبل اليهود



إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.


حديقة البهائيين في حيفا - تأسر الألباب بجمال أشجارها ونباتاتها،(بناها اليهود في حيفا لتشجيع البهائيين على الاساءة للاسلام حيث يعتبرون هذا المكان تجمعا لهم ويحجون اليه سنويا على اعتبار انه مكان للحج لديهم)



إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.


معالم أثرية في بيسان



إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.


جدار عكا - انهزم امامه نابليون ببأسه وقوته ... صامد منذ ذلك الوقت يبكي وحدته
إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.







آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 09-05-2010, 02:02 PM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: تاريخ القدس

بحرية طبريا
إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.


مسجد على شواطئ قيسارية



إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.


اشجار الزيتون في تلال الجليل



إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.


صفد..... التلة الحزينة
إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.


ميناء عكا القديمة



إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.


الغروب في بحيرة الحولة



إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.


بيوت قديمة في يافا



إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.


الحرم الابراهيمي بالخليل - استولى اليهود على أكثر من نصفه وحولوه إلى كنيس لهم، وطبعا لا يمكن نسيان المجزرة التي وقعت فيه فجر أحد ايام رمضان بحق المصلين وهم ساجدين ....... رحمهم الله جميعا







آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 09-05-2010, 02:04 PM رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: تاريخ القدس



إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.


اسدود



إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.


البلدة القديمة في قرية الرملة



إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.


اشجار الورد في كفر كنا



إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.


أشجار الزيتون في القدس .... هناك أشجار قديمة جدا من ايام العهد الروماني .. تمتد جذورها في الأرض عميقا ... صامدة صمود الشعب



إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.


المثلث - في شمال فلسطين - لوحة يعجز أعظم الرسامين عن رسمها



إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.


الغروب في طبريا - بحيرة فلسطين العذبة الراااااائعة



إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.


وادي سخنين - عندما تجتمع قوة الأشجار وصلابتها بنعومة الزهور ورقتها ... تكون سخنين



إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.


صحراء النقب .... حتى صحراء فلسطين تنبض بالجمال



إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.


نهر بانياس - يسير سريان دموع الثكلى واليتامى



إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.


مسجد بقرب شاطئ في يافا - حيث يرفع الأذان وسط أحياء اليهود الذين استولوا على قسم كبير من يافا عام 1948



إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.


جبل الكرمل - يعانق سهول حيفا فيشكلان ثنائيا جميلا حيث لا تذكر حيفا إلا ويذكر الكرمل



إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.


صورة اخرى لنهر بانياس



إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.


شلالات في بيسان



إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.


قوس الرحمن يظهر وسط الغيوم في سماء بيسان ليبعث الأمل في قلوب اهلها
إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.


بيت لحم - أحد معالمها الأثرية - كنيسة قديمة
إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.


بحيرة الحولة التي تم تجفيفها



إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.


المصلى المرواني - صورة قديمة بعض الشيء حيث تم تجديده مؤخرا - حاول اليهود الاستيلاء عليه لكن الأوقاف الاسلامية سارعت بترميمه








آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 09-05-2010, 02:05 PM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: تاريخ القدس



إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.


بحيرة طبريا



إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.


صحراء النقب في جنوب فلسطين



إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.


المصلون في المسجد الأقصى
إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.


صورة تم رسمها للقدس قديما








آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 09-05-2010, 02:07 PM رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: تاريخ القدس


هل تعرفون هذه الصور أين موقعها ؟؟؟!!!!!


إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.

لعلكم تقولون انها في متحف


إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.

أو نموذج لبناء عظيم


او تصميم معماري بارع
إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.

لكن .. لا

هي ليست هذا و لا ذاك

هذه النماذج قريبة جدا


قريبة !!!! بل لصيقة بمكان نحبه جميعا





هل عرفتم ما هو؟؟؟








إنه المسجد الأقصى المبارك!!!!!!!!!!!

نعم .. هذه الغرف بناها اليهود تحت المسجد الأقصى المبارك..

تحت المسجد الأقصى الذي قال الله تعالى فيه "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الإقصى الذي باركنا حوله"

تحت المسجد الإقصى مسرى رسولنا صلى الله عليه وسلم يوجد كنيس يُعبد فيه غير الله !!


متى سننهض؟ .. متى سنصحو من غفلتنا ؟؟

متى سنصلح حالنا؟

أرأيتم ما أعدوا لبناء الهيكل المزعوم ... فماذا أعددنا لتحرير المسجد الأقصى؟

أسأل نفسي هذا السؤال وأبحث عن أجابته ...لأنني سأسئل عنه يوم القيامة أمام الله جل وعلا..يوم لا ينفع مال و لابنون

فأعدووللسؤال جواباً!

لا تنسوا المسجد الأقصى من دعائكم

اللهم حرر المسجد الأقصى وأرزقنا صلاة فيه قبل الممات
اللهم آمين







آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 09-05-2010, 02:13 PM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: تاريخ القدس

تعرف على بعض مدن و قرى فلسطين :





القدس :

يبلغ عمر تلك المدينة حوالي 35 قرنا .. و قد أقيمت النواة الأولى لها في بقعة جبلية هي جزء من جبال القدس ، ترتفع 750م عن سطح البحر . وقد كانت النشأة الأولى على تلال ( الطور) المطلة على قرية سلوان الى الجنوب الشرقي من المسجد الأقصى .. وقد أختير هذا الموضع لتوفير الحماية ..

وساعدت مياه عين ( أم الدرج ) على توفير المياه للسكان . ويحيط وادي جهنم ( قدرون ) بالمدينة القديمة من الناحية الشرقية ، ووادي (الربابة) من الجهة الجنوبية ، ووادي (الزبل ) من الجهة الغربية . وكونت تلك الأودية حواجز دفاعية تحمي المدينة ، ولا يمكن دخولها الا من الجهتين الشمالية والشمالية الغربية .

وقد ترك الناس بمرور الزمن تلك النواة وانتقلوا لنواة على تلال أخرى ، مثل مرتفع بيت الزيتون ( بزيتا) في الشمال الشرقي ، ومرتفع ساحة الحرم (موريا) في الشرق ، و مرتفع (صهيون) .. وهي المرتفعات التي تقع داخل ما يعرف اليوم ب ( القدس القديمة) .. ثم توسعت المدينة حتى التحم بها قرى مثل (شعفاط) و (بيت حنينا ) و (سلوان) و (عين كارم) ..

الاسم و التــاريخ :

أقدم اسم لها (أور شالم) .. يعني الإله شالم ، أي اله السلام لدى الكنعانيين وورد هذا الاسم في التوراة ..

و أطلق على المدينة اسم (يبوس) ، نسبة الى اليبوسيين من بطون العرب الأوائل في الجزيرة العربية .. وهم سكان القدس الأصليون ، نزحوا مع من نزح من القبائل الكنعانية حوالي 3500 ق م .. وسكنوا التلال المشرفة على المدينة القديمة ، وبنى هؤلاء حصنا ، وبقي بأيديهم ( حتى بعد مجيء الموسويين) زهاء ثلاثة قرون لعجزهم عن اقتحامه ..


حتى تولى حكمهم داوود عليه السلام ، فبقي الكنعانيون واليبوسيون يشكلوا أغلب سكان المدينة بالرغم أن من حكمها هم اليهود لمدة ألف سنة ، حتى فتحها نبوخذ نصر البابلي في سنة 586 ق م .. ودمرها ونقل يهودها الى بابل .. ثم أعادهم كورش الفارسي سنة 538 ق م ..

وبعد الفرس دخلها الاسكندر المكدوني في سنة 332 ق م ، والرومان سنة 63 ق م .. و قام أحد الأباطرة بهدمها و تأسيس مستعمرة رومانية باسم (إيليا) بقي متداولا ، حيث وجد في عهد الأمان الذي كتبه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما دخلها سنة 15 هـ .. و أخذت اسم القدس و بيت المقدس في العهد الاسلامي ..

وهكذا يتبين لنا أن الباني الحقيقي للقدس هم الكنعانيون ، ومن ملوكهم عليها (ملكي صادق) ، وكان موحدا ، واتخذ من بقعة الحرم الشريف معبدا له ، وكان يقدم ذبائحه في موقع الصخرة ، وما قام به داود و سليمان عليهما السلام من البناء ، كان على أساس قديم ، هو ما بناه ( ملكي صادق) وليسا هما المؤسسين لبيت المقدس ...

جبال القدس :

أ ـ جبل الموريا ، وعليه الحرم الشريف ..
ب ـ جبل بزيتا ، بالقرب من باب الساهرة .
ج ـ جبل أكرا ، حيث توجد كنيسة القيامة
دـ جبل صهيون ، الواقع عليه مقام النبي داود عليه السلام .

وهذه الجبال ليست الا آكاما مستديرة على هضبة عظيمة ، بينها أودية جافة أكثر أيام السنة . وأشهر قمم جبال القدس : تل العاصور وجبل النبي صموئيل وجبل المشارف وجبل الطور أو جبل الزيتون وجبل المكبر ، وتصل جبال القدس بسهل فلسطين الساحلي عدة أودية منها : وادي جريوت ، وباب الواد أو وادي علي ، ووادي الصرار ، ووادي الخليل .

أبواب القدس :

يعود بناء سور القدس الى السلطان سليمان القانوني 1542 م حيث بنى سورا بطول 4كم ، يحيط بالقدس القديمة ، وله سبعة أبواب :

أ ـ باب العمود : وهو معروف بباب دمشق ، في منتصف الحائط الشمالي .
ب ـ باب الساهرة : ويعرف بباب ( هيرودوس) ويقع الى الجانب الشمالي .
ج ـ باب الأسباط : ويسميه الغربيون باب القديس أسطفان يقع في الحائط الشرقي .

د ، هـ ـ باب المغاربة ، وباب النبي داود في الحائط الجنوبي .
و ـ باب الخليل : ويسميه الغربيون باب ( يافا) ويقع في الحائط الغربي .
ز ـ الباب الجديد : حديث العهد ، يقع في الجدار الشمالي ، يعود لسنة 1898
· القدس ( المسافات ) :

تبعد القدس عن البحر الابيض المتوسط 52 كم ، وعن البحر الميت 22كم وعن دمشق 290 كم وعن القاهرة 528 كم وعن بغداد 1040 كم .

· المسجد الأقصى :

يتألف من مسجدين ، مسجد الصخرة والمسجد الاقصى والمسافة بينهما 500م وقد بناه عبد الملك بن مروان ، مستخدما خراج مصر كوقف للبناء لمدة سبع سنوات ، وقد أكمل في عهد ابنه الوليد ..











آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 09-05-2010, 02:13 PM رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: تاريخ القدس

بيت لحم



ظن البعض أن بيت لحم أخذت اسمها من قبائل لخم العربية (اللخميين في العراق) .. لكن الصحيح أن لخمو اله الخبز عند الكنعانيين هو من أعطاها الاسم ف (لخم .. خبز و لحم و غذاء ) عند العرب قبل 4000 عام .. و لحم عند الآراميين هو الخبز ..

كان اسمها قبل ذلك (أفرات ) أو ( أفراته) .. لقد سكنها الكنعانيون حوالي 2000 ق م .. وبقيت قرية متواضعة تحيط بها ثلاث وديان عميقة من جهاتها الثلاث .. وكانت تشتهر بزراعة القمح لحقولها الخصبة ، وليس بعيد أن من هنا اشتق اسمها ..

استمدت بيت لحم شهرتها من مولد السيد المسيح عليه السلام فيها .. حيث تقول الرواية أن يوسف النجار والسيدة مريم ذهبا الى بيت لحم لتسجيل اسميهما في الإحصاء العام ، فولدت وليدها هناك ..

وفي سنة 330 م بنت (هيلانة) أم (قسطنطين الكبير ) كنيسة فوق المغارة التي ولدت بها السيدة مريم .. وهي اليوم أقدم كنيسة في العالم .. والمغارة داخل الكنيسة منحوتة بصخر كلسي ، وتحتوي غرفتين صغيرتين .

و عندما دخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، القدس توجه الى بيت لحم فأعطى سكانها عهدا كما أعطاه لسكان القدس .. وفي وقت الصلاة ابتعد عن الكنيسة وصلى بجوارها ، حيث أقيم هناك مسجدا ..

بلغ سكان بيت لحم عام 1980 (25) ألفا بين مسلم و مسيحي ، وتقوم البلدة على جبل مرتفع حوالي 780م عن سطح البحر .. وتبعد عن القدس 10كم من جهة الجنوب ، وتبعد عن الخليل 27 كم ..

وسكان المدينة نالوا قسطا من التعليم ، بسبب كثرة الارساليات والأديرة ، وبالمدينة جامعة بيت لحم .. والسكان هم خليط من شعوب متعددة ..

و في جنبات المدينة أماكن أثرية :

1 ـ قبر راحيل : أم يوسف بن يعقوب عليهما السلام .
2 ـ برك سليمان : بنيت ليجمع فيها الماء لتغذية القدس ..


يتبع










آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 09-05-2010, 02:14 PM رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: تاريخ القدس

الرمـــــلة

أنشأها سليمان بن عبد الملك بن مروان ، عندما تولى جند فلسطين ، في عهد أخيه الوليد بن عبد الملك .. و قد بناها قرب اللد التي كانت ذات صبغة رومية ، وأمر أهل اللد بالانتقال الى الرملة .. ثم هدم اللد . واتخذ الرملة عاصمة لجند فلسطين .. وبقيت عاصمة لفلسطين حتى احتلها الفرنج عام 1099م .

وصفها أبو عبد الله محمد بن أحمد البشاري المقدسي المتوفى عام 380 هـ في كتابه ( أحسن التقاسيم ) وقال : لو كان للرملة ماء جار ، لما استثنينا أنها أطيب بلد في بلاد الاسلام ، لأنها ظريفة خفيفة ، بين قدس وثغور ، وغور وبحور ، معتدلة الهواء ، لذيذة الثمار ، سرية الأهل . قيل : سميت الرملة ، لكثرة الرمل فيها ، وقيل باسم إمرأة (رملة ) وجدها سليمان بن عبد الملك ، في بيت من الشعر وهو يرتاد الأمكنة فأكرمته ، فسماها باسمها .

ومن حوادث الرملة المشهورة :

1 ـ ظهرت ثورة (المبرقع ) في الرملة بالعهد العباسي عام 226 هـ .

2 ـ مرور موكب (قطر الندى) بنت الأمير (خمارويه) و حفيدة أحمد بن طولون وهي تزف الى الخليفة (المعتضد) في بغداد سنة 281 هـ . ولا زال مطلع الأغنية التي زفت بها يردده كثير من أبناء الأمة العربية في غناءهم :

الحنا الحنا يا قطر الندى ..... شباك حبيبي يا عيني جلاب الهوى

3ـ نزلها المتنبي الشاعر في ايام الأخشيديين ، وكان عليها ، الحسن ابن عبيد الله بن طغج .

ومن مشاهير أبناءها : ابراهيم بن شمر ، و ضمرة بن ربيعة الفلسطيني الرملي ومحمد بن الحسين أبو الفتح الرملي . وينسب لها حوالي اربعين عالما و أديبا .

ترتفع الرملة عن مستوى سطح البحر 108م ، ويكثر في جوانبها بساتين البرتقال و الزيتون . احتلها اليهود في 12/7/1948 . وبلغ عدد سكانها عام 1973 حوالي 36 ألف نسمة من بينهم 4800 عربي ..

ومن آثارها :

1ـ الجامع الكبير .. رمم عدة مرات آخرها في زمن محمد رشاد .
2ـ بركة العنزية : يعود تاريخها الى 172 هـ وقد تكون هي بركة الخيزران التي ذكرها ياقوت الحموي .. التي بنتها ( الخيزران) زوجة (المهدي) الخليفة العباسي لخزن مياه الأمطار ..

3ـ الجامع الأبيض : غرب الرملة بناه سليمان بن عبد الملك ، ودمره الأفرنج وأعاده صلاح الدين ، وجدده بيبرس .. ولم يبق منه الا بقايا جدران .

4ـ أطلال قصر سليمان بن عبد الملك .. وتقوم مكانه اليوم حديقة البلدية ، ولا تزال بعض جدرانه شاخصة .

5 ـ قبر الفضل بن العباس : استشهد يوم أجنادين عام 13 هـ في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه .


يتبع














آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:18 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator