العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسريه > عالم الحياه الزوجيه

عالم الحياه الزوجيه عالم الحياة الزوجية و المعاشره - عالم الحياة الزوجية , حياة رومنسية , الثقافة الجنسية, المشاكل الاسريه, المشاكل اليوميه.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 01-08-2011, 10:49 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

Lightbulb وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا

وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً " (الإسراء:32) بقلم : د زغلول النجار



هذه الآية القرآنية الكريمة جاءت في أواخر الثلث الأول من سورة الإسراء‏,‏ وهي سورة مكية‏,



وآياتها‏(111)‏ بعد البسملة‏,‏ وقد سميت بهذا الاسم لورود الإشارة في مطلعها إلي رحلة الإسراء والمعراج التي كان فيها من التكريم لخاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلي الله عليه وسلم ـ ما لم ينله مخلوق من قبل ولا من بعد‏.‏
وكطبيعة السور المكية يدور المحور الرئيسي لسورة الإسراء حول قضية العقيدة الإسلامية ومن ركائزها الايمان بالله ـ تعالي ـ ربا واحدا أحدا‏,‏ فردا صمدا‏,‏ بغير شريك‏,‏ ولا شبيه‏,‏ ولا منازع‏,‏ ولا صاحبة‏,‏ ولا ولد‏.‏ وتنزيهه ـ سبحانه وتعالي ـ عن جميع صفات خلقه‏,‏ وعن كل وصف لا يليق بجلاله‏,‏ ولذلك بدأت هذه السورة الكريمة بقول الحق ـ تبارك وتعالي‏:‏ ـ
" سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ " ‏(‏الإسراء‏:1)‏
ثم تنتقل السورة الكريمة إلي الحديث عن التوراة‏,‏ ذلك الكتاب المقدس الذي آتاه الله ـ سبحانه وتعالي ـ عبده ونبيه موسي بن عمران وجعله هدي لبني إسرائيل فانصرفوا عنه‏.‏
ثم تمتدح سورة الإسراء القرآن الكريم‏,‏ ذلك الكتاب الخاتم الذي أنزله الله‏(‏ تعالي‏)‏ بعلمه علي خاتم أنبيائه ورسله‏,‏ وحفظه بحفظه في نفس لغة وحيه‏(‏ اللغة العربية‏)‏ علي مدي الأربعة عشر قرنا الماضية‏,‏ وتعهد بهذا الحفظ تعهدا مطلقا ـ كي يبقي القرآن شاهدا علي جميع الخلق إلي قيام الساعة بأنه كلام الله الخالق وشاهدا للرسول الخاتم الذي تلقاه بالنبوة وبالرسالة ولذلك قال ربنا ـ تبارك اسمه ـ‏:‏
" إِنَّ هَذَا القُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُوَيُبَشِّرُ المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً " (‏ الإسراء‏:9)‏
وتقرر الآيات أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ قد أعد للذين لا يؤمنون بالآخرة عذابا أليما‏,‏ وأن الإنسان في طبعه شيء من الاندفاع والعجلة‏,‏ ومن المبادرة بالدعاء بالشر قبل الدعاء بالخير‏,‏ علما بأن الله‏(‏ تعالي‏)‏ قد فصل له كل شيء‏,‏ كما تقرر المسئولية الفردية في الهدي والضلال وتقضي بأنه‏(.....‏ وَلاَتَزِرُوَازِرَةٌوِزْرَ أُخْرَى‏.....),‏ وأن الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ لا يعذب أحدا دون انذار‏(...‏ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً),‏ ومن هنا كانت حكمة الله‏(‏ تعالي‏)‏ باتخاذه العهد علي ذاته العلية بحفظ رسالته الخاتمة‏.‏
كذلك تقرر الآيات في سورة الإسراء قاعدة التبعية الجماعية في التصرفات والسلوك‏,‏ وتحذر من الترف المخل الذي يؤدي إلي الفسوق‏,‏ ومن ثم إلي التدمير والهلاك‏,‏ كما تحذر من الإقبال علي الدنيا ونسيان الآخرة‏,‏ وتحذر من عواقب ذلك‏,‏ وتدعو إلي السعي للآخرة مع الإيمان الكامل‏,‏ وتؤكد أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ يمد بعطائه الدنيوي كلا من المؤمنين والكافرين‏,‏ وأن التفاضل في درجات الآخرة أكبر وأعظم من التفاضل في أمور الدنيا‏.‏ وتحذر الآيات من أخطار الشرك بالله‏(‏ تعالي‏),‏ وتؤكد أن الواقع في هذه الكبيرة مذموم مخذول‏,‏ كما تؤكد أن الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ قد قضي بألا يعبد سواه‏,‏ وتثني بالحض علي بر الوالدين‏,‏ وإيتاء ذوي القربى‏,‏ والمساكين‏,‏ وأبناء السبيل في غير إسراف ولا تبذير‏,‏ وتأمر بتحريم قتل الذرية‏,‏ وعدم الاقتراب من جريمة الزنا‏,‏ وتحرم القتل بغير الحق تحريما قاطعا‏,‏ كما تأمر برعاية مال اليتيم‏,‏ وبالوفاء بالعهود‏,‏ وبتوفيه كل من الكيل والميزان‏,‏ وتؤكد المسئولية عن الحواس‏,‏ وتنهي عن الخيلاء والكبر‏,‏ وتكرر التحذير من الشرك‏,‏ مؤكدة أن جزاء الواقع فيه هو الخلود في جهنم مذموما مدحورا‏.‏ وتستنكر الآيات في‏(‏ سورة الإسراء‏)‏ فرية الولد والشريك لله‏(‏ تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا‏),‏ وتبين ما فيها من اضطراب وتهافت‏,‏ وتقرر توحيد الكون كله لله‏(‏ تعالي‏)‏ وخضوع كل من فيه لذات الله العلية بالعبادة والتسبيح والتقديس والتنزيه عن جميع صفات خلقه‏,‏ وعن كل وصف لا يليق بجلاله‏.‏
ثم تنتقل الآيات إلي الحديث عن أوهام الوثنية الجاهلية حول نسبة البنات والشركاء إلي الله‏(‏ تعالي‏),‏ وإلي موقف كفار قريش ـ وموقف الكفار والمشركين من بعدهم في كل زمان ومكان ـ من الاستماع إلي القرآن الكريم‏,‏ وهم يجاهدون أنفسهم في صم آذانهم عنه‏,‏ وإغلاق عقولهم عن الإنصات إلي حجيته‏,‏ وصد قلوبهم عن التحرك بما نزل فيه من الحق‏,‏ وصرف فطرتهم عن أن تستجيب لندائه الصادق‏.‏
وبعد ذلك تستعرض الآيات موقف الكفار والمشركين من خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ وإنكارهم لبعثته الشريفة‏,‏ وتؤكد علي نزغ الشيطان بين الناس وعلي أنه عدو مبين لهم‏,‏ كما تؤكد علي أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ هو المتصرف في شئون الخلائق بلا معقب لحكمه‏,‏ ولا راد لأمره‏,‏ وأنه‏(‏ تعالي‏)‏ أعلم بمن في السماوات والأرض‏,‏ وقد فضل بعض النبيين علي بعض‏,‏ وأن دور الرسول منحصر في التبليغ عن ربه‏(‏ سبحانه وتعالي‏),‏ وفي الإنذار والتبشير‏.‏

ثم تبين الآيات السبب في أن معجزات الرسول الخاتم‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ لم تكن كلها من قبيل الخوارق المادية التي كذب بها الأولون‏,‏ فمعجزته الخالدة هي القرآن الكريم‏,‏ والخوارق المادية شهادة علي من رآها من الناس‏,‏ والقرآن باق إلي قيام الساعة‏.‏
ثم تتناول تكذيب المشركين لما رآه رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ في رحلة الإسراء والمعراج من خوارق‏,‏ ويجيء في هذا السياق طرف من قصة إبليس وإعلانه أنه سيكون حربا علي ذرية آدم‏(‏ عليه السلام‏),‏ وتعقب الآيات بتخويف البشر من عذاب الله‏,‏ وتذكيرهم بنعمه عليهم‏,‏ وبتكريمه للإنسان‏,‏ وبمصائرهم في يوم القيامة‏.‏
ويأتي في الجزء الأخير من هذه السورة المباركة استعراض كيد المشركين لخاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ ومحاولة فتنته عن بعض ما أنزل إليه‏,‏ ومحاولة إخراجه من مكة المكرمة‏,‏ ولو أخرجوه قسرا قبل أن يأذن الله‏(‏ تعالي‏)‏ له بذلك لحل بهم العذاب والهلاك الذي حل بالأمم من قبلهم حين أخرجوا رسلهم أو قاتلوهم أو قتلوهم‏,‏ وتأمر الآيات هذا النبي الخاتم‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ بالاستمرار في طريقه متعبدا لله‏(‏ تعالي‏)‏ بما أمر‏,‏ داعيا إياه‏(‏ سبحانه‏)‏ أن يحسن مدخله ومخرجه‏,‏ وأن يعلن مجيء الحق وظهوره‏,‏ وزهوق الباطل واندحاره‏,‏ مؤكدا أن هذا القرآن فيه شفاء وهدي للمؤمنين‏,‏ بينما الإنسان علمه قليل‏,‏ قليل‏,‏ قليل‏!!!‏
وتختم السورة الكريمة كما بدأت بحمد الله‏,‏ وبتقرير وحدانيته‏(‏ بلا شريك ولا شبيه ولا منازع ولا صاحبة ولا ولد‏),‏ وتنزهه‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ عن الحاجة إلي الولي والنصير‏,‏ وهو العلي الكبير المتعال‏,‏ وأن له الأسماء الحسني‏,‏ والصفات العلي‏,‏ وتأمر بالتوسط في تلاوة القرآن الكريم في الصلاة فتقول‏:‏
" قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَياًّ مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَىوَلاَتَجْهَرْ بِصَلاتِكَوَلاَتُخَافِتْ بِهَاوَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً * وَقُلِ الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْوَلَداًوَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِوَلَمْ يَكُن لَّهُوَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّوَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً " ‏(‏الإسراء‏:11:110)‏

من ركائز العقيدة الإسلامية في سورة الإسراء
‏(1)‏ ضرورة تنزيه الله‏(‏ تعالي‏)‏ عن جميع صفات خلقه‏,‏ وعن كل وصف لا يليق بجلاله‏.‏
‏(2)‏ الإيمان بقدسية كل من المسجد الحرام والمسجد الأقصى‏,‏ وبضرورة تطهيرهما من دنس الكفار والمشركين‏,‏ والمحافظة علي وجودهما بأيدي المسلمين‏,‏ والدفاع عنهما بالنفس والنفيس مهما كلف ذلك من ثمن‏.‏
‏(3)‏ التصديق بمعجزة الإسراء والمعراج‏,‏ وما اطلع عليه المصطفي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ أثناءها من أحداث ومشاهد عديدة‏,‏ وأمور خارقة للعادة‏.‏
‏(4)‏ اليقين بأن الله‏(‏ تعالي‏)‏ هو رب السماوات والأرض ومن فيهن‏,‏ وهو قيوم السماوات والأرض ومن فيهن‏,‏ المهيمن علي الوجود كله‏,‏ الذي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر‏,‏ والذي يرحم من يشاء ويعذب من يشاء‏,‏ وأنه‏(‏ تعالي‏)‏ هو السميع البصير الخبير‏,‏ وهو الحليم الودود الغفور‏,‏ وأنه‏(‏ تعالي‏)‏ ما كان معذبا أحدا حتي يبعث رسولا‏,‏ وأن الكون بجميع من فيه وما فيه‏,‏ يخضع لله‏(‏ تعالي‏)‏ بالعبادة والطاعة والتسبيح إلا عصاة الإنس والجن‏,‏ وإن سبحت خلايا وذرات أجسادهم رغم أنوفهم‏.‏
‏(5)‏ التسليم بأن التوراة أنزلت بالتوحيد الكامل لله‏(‏ تعالي‏)‏ الذي أيد عبده ورسوله موسي‏(‏ عليه السلام‏)‏ بتسع آيات بينات‏,‏ كفر بها فرعون وملؤه فأغرقهم الله أجمعين‏,‏ ولذلك فإن توحيد الله‏(‏ تعالي‏)‏ واجب علي كل العباد‏,‏ نزلت به كل الشرائع‏,‏ ومن هنا كان الشرك بالله كفرا به‏,‏ وكان من موجبات الذم والخذلان في الدنيا والآخرة‏,‏ والإلقاء في جهنم خالدين فيها أبدا باللوم والدحور‏,‏ حيث لا يملك الذين أشركوا بهم كشف الضر عنهم أو تحويله‏.‏
‏(6)‏ التصديق بأن جهنم هي مثوي الكافرين الضالين المنكرين للبعث‏,‏ أو الجاحدين لبعثة النبي والرسول الخاتم‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏).‏
‏(7)‏ اليقين بأن القرآن الكريم قد أنزل بالحق‏,‏ وأنه "‏...‏ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُوَيُبَشِّرُ المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً ‏" (‏ الإسراء‏:9).‏
وأن القرآن الكريم‏,‏ هو‏"..‏ شِفَاءٌوَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَوَلاَيَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً ‏" (‏ الإسراء‏:82)‏ وأن هذا الكتاب معجز في كل أمر من أموره‏,‏ لا تقوي قوة علي وجه الأرض أن تأتي بشيء من مثله‏:‏ " قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُوَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا القُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِوَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً "‏.(‏ الإسراء‏88).‏
‏(8)‏ التسليم بأن كل إنسان مسئول مسئولية كاملة عن أعماله‏,‏ وأنه سوف يسلم كتابا تفصيليا بتلك الأعمال في يوم القيامة حتي يكون هو حسيبا علي نفسه‏,‏ وأنه‏"...‏ وَلاَتَزِرُوَازِرَةٌوِزْرَ أُخْرَى ‏..." (‏ الإسراء‏:15).‏
‏(9)‏ الإيمان بأن الترف المسرف هو من موجبات التدمير الذي حدث للعديد من الأمم السابقة‏,‏ وأن السعي المشكور هو السعي للآخرة‏,‏ مع عدم إجمال مسئولية الفرد في الحياة الدنيا‏,‏ وأن التفاضل فيه أكبر من التفاضل في ماديات الدنيا‏,‏ وأن البعث بعد الموت حتمي وضروري‏.‏
‏(10)‏ التصديق بأن الإنسان مخلوق مكرم‏,‏ خلقه الله‏(‏ تعالي‏)‏ من طين‏,‏ ونفخ فيه من روحه‏,‏ وعلمه من علمه‏,‏ وفضله علي كثير من خلقه‏,‏ وأن الشيطان عدو مبين للإنسان‏.‏
‏(11)‏ التسليم بأن مهمة الأنبياء والمرسلين هي التبليغ عن الله‏(‏ تعالي‏),‏ والإنذار والتبشير‏,‏ وأن الله‏(‏ جل شأنه‏)‏ قد فضل بعض النبيين علي بعض‏,‏ وآتي داود كتابا اسمه الزبور كما آتي موسي كتابا اسمه التوراة‏.‏
‏(12)‏ اليقين بأن كل أناس في الآخرة سوف يدعون بإمامهم"... فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْوَلاَيُظْلَمُونَ فَتِيلاً "‏ (‏ الإسراء‏:71).‏
‏(13)‏ الإيمان بأن الروح غيب من أمر الله‏,‏ لا يعلمه إلا الله‏(‏ تعالي‏),‏ وعلي ذلك فلا يجوز الخوض في مثل هذه الغيوب المطلقة‏.‏
‏*(14)‏ اليقين بأن الله‏(‏ تعالي‏)‏ هو المستحق للحمد وللتكبير‏,‏ وأنه‏(‏ سبحانه وتعالي‏)..‏ لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل‏..‏ وأنه‏(‏ جل شأنه‏)‏ منزه عن جميع صفات خلقه‏,‏ وعن كل وصف لا يليق بجلاله وعن جميع هذه النقائص تنزيها كبيرا‏,‏ لأنها من صفات المخلوقين والخالق ـ جل شأنه ـ منزه عن صفات المخلوقين‏.‏
من التشريعات الإسلامية في سورة الإسراء
‏(1)‏ أن بر الوالدين فريضة إسلامية‏,‏ ومن أعظم الطاعات لله‏,‏ ومن موجبات رحمته ومغفرته‏,‏ وكذلك إيتاء ذي القربي حقه‏,‏ والمسكين‏,‏ وابن السبيل‏,‏ وعدم التبذير والإسراف لأن المبذرين هم إخوان الشياطين‏(‏ وكان الشيطان لربه كفورا‏),‏ وعدم البخل والتقتير وجعل اليد مغلولة إلي العنق‏.‏
‏(2)‏ تحريم قتل الأولاد خشية الإملاق‏,‏ لأن الله ـ تعالي ـ هو‏(‏ الرزاق ذو القوة المتين‏).‏
‏(3)‏ النهي القاطع عن الاقتراب من الزنا ومن جميع مقدماته‏(..‏ إنه كان فاحشة وساء سبيلا‏).‏
‏(4)‏ النهي عن قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق‏,‏ وعن الإسراف في القصاص لذلك‏.‏
‏(5)‏ النهي عن أكل مال اليتيم أو الاقتراب منه إلا بالتي هي أحسن حتي يبلغ أشده‏.‏
‏(6)‏ الأمر بالوفاء بالعهد وبتأكيد المسئولية عنه‏,‏ وبالوفاء بكل من الكيل والميزان‏.‏
‏(7)‏ الأمر بالمحافظة علي الحواس مثل السمع والبصر والفؤاد‏,‏ واستخدامها فيما يرضي الله ـ تعالي ـ والتأكيد علي مسئولية الإنسان عن حواسه‏.‏
‏(8)‏ النهي عن الاختيال والزهو بالنفس وعن الاستعلاء والاستكبار في الأرض‏,‏ لأن الإنسان أضعف من ذلك‏,‏ والله ـ تعالي ـ لا يحب كل مختال فخور‏.‏
‏(9)‏ الأمر بإقامة الصلاة لدلوك الشمس إلي غسق الليل‏,‏ وبالتهجد نافلة بالليل‏,‏ وبتلاوة القرآن في الفجر لأن‏"...‏ قُرْآنَ الفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً ".‏
من الإشارات الكونية في سورة الإسراء
‏(1)‏ الإشارة إلي آيتي الليل والنهار‏,‏ أي‏:‏ نورهما‏,‏ حيث كان الليل ينار بظاهرة بقي منها اليوم مايعرف بظاهرة الفجر القطبي‏,‏ وكان النهار ينار ـ كما ينار اليوم ـ بالحزمة المرئية من ضوء الشمس‏,‏ فمحي الله‏(‏ تعالي‏)‏ نور الليل بنطق الحماية المتعددة التي خلقها حول الأرض‏,‏ وأبقي ظاهرة الفجر القطبي دلالة علي ذلك‏.‏
‏[2)‏ النهي القاطع عن الاقتراب من الزنا أو الخوض في مقدماته لأنه من الفواحش وسبيله الهلاك في الدنيا والآخرة‏.‏
‏(3)‏ الإشارة إلي تسبيح كل شيء في هذا الوجود لله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ ما عدا عصاة كل من الجن والإنس وفي ذلك يقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ "... وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِوَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ..." (الإسراء‏:44).‏
‏(4)‏ الإشارة إلي ما وهب الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ الماء من قدرات تمكنه من حمل الفلك في البحر بقانون الطفو‏.‏
‏(5)‏ التأكيد علي أن الروح من الغيوب المطلقة التي لا سبيل للإنسان في الوصول اليها وكل قضية من هذه القضايا تحتاج إلي معالجة خاصة بها ولذلك فسوف أقصر الحديث هنا علي النقطة الثانية من القائمة السابقة‏,‏ وقبل ذلك لابد من استعراض سريع لأقوال عدد من المفسرين فـي شرح دلالة هذا النص القرآني الكريم‏.‏
‏(6)‏ الإشارة إلي أن أجل كل كائن محدد سلفا في علم الله ولا حيلة لمخلوق في تحديد أجله‏0‏

من أقوال المفسرين
في تفسير قوله ـ تعالي‏:‏ ـ "وَلاَتَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةًوَسَاءَ سَبِيلاً "‏.‏
‏ ذكر ابن كثير ـ يرحمه الله ـ ما مختصره‏:‏ يقول تعالي ناهيا عباده عن الزنا‏,‏ وعن مقاربته‏,‏ ومخالطة أسبابه ودواعيه‏(‏ ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة‏)‏ أي ذنبا عظيما‏,(‏ وساء سبيلا‏)‏ أي وبئس طريقا ومسلكا‏,...‏ وعن النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ قال‏‏ ما من ذنب بعد الشرك أعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في رحم لا يحل له‏)‏ أخرجه ابن أبي الدنيا عن الهيثم بن مالك الطائي مرفوعا‏.‏
‏ وجاء في الظلال ـ رحم الله كاتبها برحمته الواسعة ـ ما مختصره‏:...‏ وبين قتل الأولاد والزنا صلة ومناسبة ـ وقد توسط النهي عن الزنا بين النهي عن قتل الأولاد والنهي عن قتل النفس ـ لذات الصلة وذات المناسبة‏.‏ إن في الزنا قتلا من نواح شتي‏.‏ إنه قتل ابتداء لأنه إراقة لمادة الحياة في غير موضعها‏,‏ يتبعه غالبا الرغبة في التخلص من آثاره بقتل الجنين قبل أن يتخلق أو بعد أن يتخلق‏,‏ قبل مولده أو بعد مولده‏,‏ فإذا ترك الجنين للحياة ترك في الغالب لحياة شريرة‏,‏ أو حياة مهينة‏,‏ فهي حياة مضيعة في المجتمع علي نحو من الأنحاء‏....‏ وهو قتل في صورة أخري‏.‏ قتل للجماعة التي يفشو فيها‏.‏ فتضيع الأنساب‏,‏ وتختلط الدماء‏,‏ وتذهب الثقة في العرض والولد‏,‏ وتتحلل الجماعة وتتفكك روابطها‏,‏ فتنتهي إلي ما يشبه الموت بين الجماعات‏.‏ وهو قتل للجماعة من جانب آخر‏,‏ إذ أن سهولة قضاء الشهوة عن طريقه يجعل الحياة الزوجية نافلة لا ضرورة لها‏,‏ ويجعل الأسرة تبعه لا داعي اليها‏,‏ والأسرة هي المحضن الصالح للفراخ الناشئة‏,‏ لا تصح فطرتها ولا تسلم تربيتها إلا فيه‏.‏ وما من أمة فشت فيها الفاحشة إلا صارت إلي انحلال‏....‏
ويضيف‏:‏ والقرآن يحذر من مجرد مقاربة الزنا‏,‏ وهي مبالغة في التحرز‏,‏ لأن الزنا تدفع إليه شهوة عنيفة فالتحرز من المقاربة أضمن‏.‏ فعند المقاربة من أسبابه لا يكون هناك ضمان‏.‏
ومن ثم يأخذ الإسلام الطريق علي أسبابه الدافعة‏,‏ توقيا للوقوع فيه‏...‏ يكره الاختلاط في غير ضرورة‏,‏ ويحرم الخلوة‏,‏ وينهي عن التبرج بالزينة‏,‏ ويحض علي الزواج لمن استطاع‏,‏ ويوصي بالصوم لمن لا يستطيع‏,‏ ويكره الحواجز التي تمنع من الزواج كالمغالاة في المهور‏,‏ وينفي الخوف من العيلة والإملاق بسبب الأولاد‏,‏ ويحض علي مساعدة من يبتغون الزواج ليحصنوا أنفسهم‏.‏ ويوقع أشد العقوبة علي الجريمة حين تقع‏.‏ وعلي رمي المحصنات الغافلات دون برهان‏...‏ إلي آخر وسائل الوقاية والعلاج‏,‏ ليحفظ الجماعة الإسلامية من التردي والانحلال‏.‏






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 01-08-2011, 07:44 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أحمد اسماعيل

الصورة الرمزية أحمد اسماعيل

إحصائية العضو







أحمد اسماعيل غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا

نووور



مميز الطرح

دعواتى لك بالصحة والعافية






آخر مواضيعي 0 مباراة الأهلي ووفاق سطيف الجزائري
0 دعاء يوم الجمعة
0 روسيا تسلم محطة تشيرنوبل النووية إلي أوكرانيا
0 دعاء آخر يوم في شعبان
0 فضل الصيام
رد مع اقتباس
قديم 01-08-2011, 09:16 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا

تسلمي حبيبتي ...لرووعة طرحك
موضوع مميز بكل معلوماته
الله يعطيك العافية وتسلم الايادي

بانتظار القادم بامان الله وحفظه







آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 01-10-2011, 02:52 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
اميرة صدفة

الصورة الرمزية اميرة صدفة

إحصائية العضو







اميرة صدفة غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا

طرح راائع وقيم

سلمت يدااك على الاختيار

دمت بخير






آخر مواضيعي 0 ملابــس صيفـية للشباب
0 موت الفجأة.. الرحيل بلا مقدمات
0 تقرير كامل عن حب الشباب
0 كيف نصنع المستقبل للمعاق وذوي الاحتياجات الخاصة
0 برنامج سكاي هاي للمعاقين
رد مع اقتباس
قديم 01-13-2011, 04:40 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
همس الليالي

الصورة الرمزية همس الليالي

إحصائية العضو








همس الليالي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا

موضوووع رااائع
بارك الله فيكِ نور

بإنتظار جديدك المميز
أسعدكِ ربي






آخر مواضيعي 0 الجز على الأسنان
0 عجباً لغافلٍ والأهوال تنتظره !
0 افعى المامبا السوداء
0 صور سلق الصيد
0 من أحاديث الهابطين
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر

الكلمات الدليلية
الدنيا, الدين, الوالدين, شرح


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:04 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator