العودة   شبكة صدفة > المنتديات العامة > ابحاث علميه و دراسات

ابحاث علميه و دراسات Research , analysis, funding and data for the academic research and policy community , ابحاث , مواضيع للطلبة والطالبات،أبحاث عامة ،بحوث تربوية جاهزة ،مكتبة دراسية، مناهج تعليم متوسط ثانوي ابتدائي ، أبحاث طبية ،اختبارات، مواد دراسيه , عروض بوربوينت

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 05-26-2012, 02:36 PM رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وحش الجزيرة الخضراء

فنزل درجات الملجأ تحت الارض والغارق هو الاخر في الظلام وبصعوبه تحسس طريقه في الظلام حتي تعثر في الشده الميدانيه الخاصه به ، وعلي الفور أستيقظ احد الجنود واضاء مصباحه في وجه خيري مستفسرا في حده عما يكون .


عرفه خيري بنفسه ورد الاخر بأنه يعرفه حيث ابلغهم الشاويش عباس بموعد حضورة ، وقام الجندي واضاء مصباحا صغيرا متدلي من سقف الملجأ ، ولاول مرة يشاهد خيري ملجأ قتال حقيقي ، فها هو منزله الجديد ، ودار بعينيه في انحاء الملجأ ذو السقف الحديدي المنخفض و المكسو بشكائر الرمل لتحمل القصف وكذلك جوانبه مكسوة بنفس نوعيه الشكائر في تناسق وعلي الارض وضع اربع اسرة ميدانيه وبجوارها عدد من الدواليب ، فتسال خيري عن مكان سريرة فأشار اليه الجندي الي سرير في اخر الملجأ ، فشكرة خيري وسأله عن اسمه فرد الرجل الملتحف بعدد لا بأس به من البطاطين


(( انا بولس زميلك علي المدفع ، واللي نايم جنبك ده عبد الحميد )) واشار الي شخص نائم وقد غطي كل جسده بعدد من البطاطين لكي تقيه من البرد الذي يحيط بجو الجزيرة ، ثم اكمل بولس مشيرا الي اخر لا يظهر من جسده شئ هو الاخر من كم الاغطيه التي تغطيه (( وده شديد واد مجدع وابن بلد )) ثم بدأ بولس يهز في جسد شديد في عنف طالبا منه الاستيقاظ لاستلام نوبه الحراسه من زميله وحيد ،فاستلق خيري علي سريرة بعد ان جمع حاجياته بجوار سريرة وشاهد شديد وهو يستيقظ من نومه متثاقلا لاستلام خدمته علي المدفع ، ونصحه بولس بالنوم قليلا حيث قارب الفجر علي الظهور ووافقه خيري في حاجته لقليل من الراحه


وما هي الا ثوان والا وكان خيري في سبات عميق بعد ان غطي نفسه بكل ما وصلت اليه يديه من الحفه وبطاطين .



افاق خيري في الصباح التالي علي يد تهز كتفه ، فنظر بأستغراب لصاحب اليد ، فوجدها يد زميله شديد الذي طلب منه سرعه التوجه لمقر القائد سريعا ، وانصرف خارجا من الملجأ.


احتاج خيري الي لحظات لكي يقوم ويلبس ملابس القتال ويعتمر خوذته ويمسك بسلاحه الالي ويسرع خارجا من الملجأ الخالي من الجنود ، وفور خروجه من الملجأ أصابه ضوء الشمس اللامع فأعمي عينيه لثوان ، بعدها استطاع ان يري جيدا ، وان يري ملامح الجزيرة واضحه في ضوء الشمس ، فوجد الجزيرة شبه بيضاويه يتوسطها تبه صغيرة من الصخور الناريه الحاده في منتصف الجزيرة الصغيرة وفي اعلي التبه برجا للملاحظه يقف عليه جنديين ينظران بنظارتهم المعظمه في جميع الاتجاهات لانذار الجزيرة من اي هجوم ويعلو البرج علم مصر ، وتحت برج الملاحظه سلسله من الخنادق المتصله وقد غطيت حوافها بشكائر الرمل وتمركزت عليها بعض الرشاشات الاليه ، وتجاه الشاطئ حول التبه رصت المدفعيه المضاده للطائرات المتوسطه كما شرح له القائد امس ، والمدفعين الثقيلين علي جانبي التبه في منتصف الجزيرة تماما، وكان مدفعه يقع في الشمال من الجزيرة في مواجهه شاطئ مدينه السويس ومدخل قناه السويس


، سمع خيري صوت يأتيه مازحا (( صباحيه مباركه يا عريس )) وتعالي بعدها صوت ضحك جماعي ، فنظر تجاه الصوت فأذا هو احد رفاقه علي المدفع ، فأشار اليهم خيري محييا بأبتسامه صغيرة وهرول تجاه مركز القائد .


وفي الطريق الي مركز القائد الذي استطاع خيري تحديد موقعه بخبرته القرويه ، شاهد الجزء الجنوبي من الجزيرة والذي يمثل ارضا منبسطه نوعا ما أستغلها رجال سريه المشاه في تدريبات بدنيه عنيفه وقرب الشاطئ الاخر مدفعي متوسطي العيار مثل مدفع خيري وعلي مسافه قصيرة منهم تجمع كم كبير من الحديد المحترق والذي استطاع خيري تمييزة بسرعه ، فهذه مدافع مدمرة ومحترقه تماما لابد وانها اخر خسائر تعرضت لها الجزيرة وتنتظر الاخلاء كما قال القائد ،وهرول خيري نازلا درجات مقر القائد ووقف امامه انتباه ودوي صوت كعبي حذائه في ارجاء المقر وهو يؤدي التحيه العسكريه بشكل محترف صارم .


كان القائد منكب علي الخريطه وبجوارة شاب يحمل علي كل كتف ثلاث نجوم ، فلابد انه النقيب مصطفي قائد سريه المشاه وبجوارهم الشاويش عباس متابعا الحديث الذي يدور حول تشديد الدفاع عن الجزيرة بصورة اشد احكاما


تابع خيري ملامح النقيب مصطفي ، فهو في العقد الثاني من العمر ذو جسد متناسق يميل الي الطول ، عينيه تشع بريقا من الثقه والهدوء ولديه شارب رفيع .

وقف خيري قليلا حتي انتهي الحوار بانصراف النقيب مصطفي والشاويش عباس ، فأدي خيري التحيه لقائده مره اخري ورد القائد التحيه ودعاه الي الاقتراب منه وسأله اذا ما كان قد استلم مهماته وسلاحه ، فرد خيري بالايجاب ، فعاد وسأله القائد عما اذا كان هناك شيئا ينقصه فرد خيري بالنفي شاكرا للقائد اهتمامه .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 05-26-2012, 02:37 PM رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وحش الجزيرة الخضراء

وتطرق القائد بعدها الي الشرح العسكري موضحا لخيري ان التحذيرات قد وصلت اليهم هذا الصباح بأن الجزيرة معرضه لقصف جوي مركز في القريب مع احتمال قيام العدو بأنزال بحري وشيك ، وتطرق القائد الي العجز الواضح لديه في الحكمداريه لادارة وتنسيق النيران ، واردف بأنه قرأ ملف خيري جيدا واعجب بقدراته لذلك عينه حكمدارا لمدفعه رقم 7 والذي يقع في اتجاه الهجوم الجوي المعادي ، ومن الضروري ان يكون المدفع رقم 7 هو اول من يضرب واخر من يتوقف عن الضرب ، كان خيري مركزا كل حواسه في اذنيه فكل كلمه تسجل بالحفر في عقله لكي لا تمحا ابدا ، ثم اردف القائد بأن خيري مسئول ايضا مؤقتا عن المدفع رقم سته والمجاور لمدفعه لحين استعواض خسارة العريف رضا والذي اصيب من يومين ، واضاف القائد ان حاله المدفع سته هي 50% فقد اصيب تروس الحركه به ولم يعد قادرا علي الضرب علي الاجناب ، واضاف القائد حانقا بان قطع الغيار كان من المفترض وصولها امس علي نفس اللنش الذي جاء فيه خيري لكنها لم تأت معه .


ثم تقدم من خيري وامسك كتفيه (( انا عندي نظرة في الرجاله اللي معايا والنظرة دي عمرها ما خيبت ، انا عارف انك هتكون قد المسئوليه يا خيري )) ثم تبسم (( توكل علي الله عايزين نملي ملفك بحاجات حلوة ))


تبسم خيري وادي التحيه لقائده بنفس الدقه والانضباط واسرع منصرفا .


كانت كلمات القائد المشجعه بالاضافه الي حماسه الداخلي وفرحته بأول ايامه علي الجبهه دافعا لكي يركض ركضا الي مدفعه وفور ان امتطاه واحتل موقعه كفرد رقم اثنين حتي بدأ في التعود علي المدفع وتحريك ماسورته لبيان مدي قوته ودقته وصلاحيته ، فقد كان ينتظر هذه اللحظه بشوق بالغ وتجاوب معه افراد المدفع بكل دقه واعجبوا فيما بينهم بسرعه تحريك خيري لماسورة المدفع وضبط زوايا الضرب علي اهداف وهميه سريعه ، كذلك كان خيري يحتاج الي ان يتعرف علي موقع مدفعه وسط بقيه المدافع لكي يعرف الزويا الحرجه والاتجاهات التي يجتاج ان يركز عليها اكثر .


وبعد حوالي نصف ساعه من التدريب السريع أحس بالاطمئنان الي مدفعه فأنصرف تجاه المدفع رقم سته تاركا عبد الحميد مكانه .


وعلي المدفع رقم سته دار حوار قصير بين خيري وبين طاقم المدفع حول صلاحيه المدفع ووجد ان ماسورة المدفع لا تتحرك يمينا او يسارا كما قال القائد ، وكان ذلك يعني بالنسبه للموقع ان هناك ثغرة في السماء يمكن للطيران الاسرائيلي ان يخترق منها ولا يمكن للمدفع ان يغلقها مما يعرض بقيه الموقع للخطر ، واسقط في يد خيري فهذه بدايه غير مبشرة علي الاطلاق ، ووجد خيري الحل سريعا في عقله ، في نفس الوقت كان الشاويش عباس يقف بجوار احد الخنادق يرتشف كوبا من الشاي ويتحدث مع احد الجنود ، فاسرع اليه خيري طالبا منه الاذن بمغادرة موقعه الي حيث يرقد المدفعين المدمرين ، تلكأ الشوايش عباس في اعطاء الامر وظهر تردده واضحا ، مما جعل خيري يطلب منه اخذ الاذن من القائد بنفسه ، فوافق الشوايش علي الفور وظهر لخيري ان الرجل الصارم ذو الصوت الاجش يخشي اعطاء موافقه بدون علم القائد رغم انها من صلاحياته المباشرة ، وعلي الفور دار اتصال بين القائد وبين الشاويش عباس ، ووافق القائد وارسل مع خيري اثنين من جنود الصيانه لمرافقه خيري .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 05-26-2012, 02:37 PM رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وحش الجزيرة الخضراء

ووسط دهشه زملائه علي المدفع رقم سبعه مما يحدث هرول خيري تجاه الجانب الاخر من الجزيرة
وصل خيري الي حيث يرقد ما كان يقال عنهم من قبل مدافع ، فوجد كومه من الحديد المنصهر والمختلط بزيوت الحركه،
لم يكن لاي فرد يري تلك القطع المعدنيه المنصهرة ان يتوقع انها كانت فيما مضي مدافع تطلق نيرانها بشده وقسوة تجاه طائرات العدو ، لا يستطيع احد ان يعقل ان هذا المنظر البشع حمل الموت الي طائرات العدو ، وفي لحظه من الزمان تمكنت منه طائرات العدو واسكتته الي الابد .
وجد ان احد المدافع قد تدمر به كل ما يمكن استخدامه كقطع غيار اما المدفع الاخر فبه ما يمكن استخدامه ، فبدأ خيري فك ما يمكن فكه من الحديد المنصهر وبعد نصف ساعه وجد خيري نفسه وسط كميه من قطع الغيار المختلفه التي تعتبر كنزا للموقع في مثل هذا الوقت الحرج وقله الامدادات
كانت عقارب ساعته تشير الي السابعه صباحا عندما هرول عائدا الي المدفع رقم سته يحمل مجموعه كامله من التروس الصالحه ومن خلفه احد جنود الصيانه يحاول اللحاق به بينما انشغل جندي الصيانه الاخر بحمل باقي قطع الغيار الي المخزن تحت الارض ، وبينما وقف القائد اسفل برج الملاحظه يتابع ما يجري علي فترات ، فأن طاقم مدفعه بدأ في تشجيعه عندما أستنتجوا ما يحدث .
خلع خيري عده القتال ووضع سلاحه جانبا وبدأ في فك اجزاء المدفع رقم سته واختفي تحته وبجوارة جندي الصيانه يناوله الادوات ، وسرعان ما تمكن خيري من فك علبه التروس والتي ظهرت مهشمه تماما بفعل شظيه من احد قنابل العدو
مازالت الشمس تصعد في السماء ، وعقارب الساعه تتحرك وخيري يعمل بسرعه البرق لتركيب التروس الجديده ، فلو هاجم العدو الان لكان وضعه لا يحسد عليه .
ومع دقات الثامنه صباحا كان خيري قد انتهي من تركيب التروس وبدأ في تجربتها وتحرك المدفع في سهوله ويسر وسط فرحه افراده وتشجيع طاقم المدفع رقم سبعه ، ومن بعيد كانت عيني القائد تلمع في سعاده واسر بعده كلمات في اذن النقيب مصطفي الواقف بجوارة فأومأ الاخير موافقا علي ماقاله القائد .
عاد خيري الي مدفعه وانفاسه تكاد تتقطع من فرط المجهود الذي بذله طوال ساعه كامله ، وفور امتطائه المدفع أخبر شديد بأن يبلغ القائد بأن المدفع رقم سته جاهز للاشتباك الكامل مع العدو ، فهو لم يلاحظ ان القائد يتابع كل ما يدور من مركز قيادته الخارجي تحت برج الملاحظه .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 05-26-2012, 02:37 PM رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وحش الجزيرة الخضراء

مرت فترة من الزمن وخيري شامخ علي مدفعه ، يتابع بنظراته المعظمه سماء الموقع والافق البعيد مثله مثل اي حكمدار اخر ، فالعدو من الممكن ان يهاجم من اي اتجاه وفي اي وقت .
دق جرس الانذار فجأه ودوي صوته في انحاء الجزيرة ، وعلي الفور وبسرعه رهيبه ظهر جنوب المشاه في الخنادق وخرجت رشاشات ثقيله لتوضع في اماكنها ، واعتلي الرائد منعم مكانه في القياده بينما بدأ جنود المدفعيه في مسح السماء بحثا عن اهداف .
مسح خيري السماء فلم يجد الا طائرة تطير علي ارتفاع شاهق جدا مخلفه ورائها ذيلا من العادم الابيض ، كان واضحا انها طائرة استطلاع تستطلع قواتنا علي الجبهه ، ولا يمكن لمدي مدفعه ان يصل الي منتصف ارتفاع تلك الطائرة .
احس خيري بالغضب والحنق يملئ كل جوارحه ، فها هي اول طائرة اسرائيليه يراها ، ومدفعه عاجز ان يصل اليها ويحرقها حرقا ، تمني لو مد يده لتلك الطائرة وعصرها بأصابعه التي تعتصر مقود التوجيه ، ان الالم الذي يحس به في اصابعه الان من فرط قوة قبضته علي مقود التوجيه ، ما هو الا نتاج البركان الداخلي الذي يملئ كل جوارحه .
صاح وحيد ساخرا (( هما كده يا خيري يا خويا ، كل يومين يبعتوا طيارة استطلاع ، تمسح الجبهه من الجنوب للشمال ، ولاد الكلب خايفين نكون دخلنا صواريخ للجبهه وعايزين يكونوا عاملين حساب كل حاجه ))
رد بولس (( الطيارة دي هترجع ويشوفوا الصور ويطمنوا وبعدين يبدأوا الضرب فينا زي كل يوم ))
تدخل عبد الحميد في الحوار (( يعني هما خايفين من ايه ؟ هييجوا ويطحنوا فينا زي كل يوم واحنا نطحن فيهم ))
تساءل خيري عن اصابات طائرات العدو في الغارات الاخيرة ، فرد عبد الحميد (( بقالنا كام يوم مش عارفين نضرب لهم اي طيارة ، كلها اصابات بس ، امبارح مدفع حسين اصاب لهم طيارة ودخنت علي طول بس الطيار كمل بيها ورجع علي طول)) فتدخل شديد (( يارب يكون مات ومقدرش يوصل بيها للمطار ، ربنا يلعنهم ))
احس خيري بالبروده تسري في اوصاله بسرعه ، فالحديث عن الحرب مختلف في الموقع عن الحديث في معسكر التدريب
ففي معسكر التدريب كان الحديث مرسلا اما الان فهو واقع امامه ورغم البركان الكامن داخله في قوة الا ان البروده سرت في اصاله تدريجيا حتي وصلت لاطراف اصابعه التي تجمدت علي مقود التوجيه واحس بقدميه تتجمد ايضا علي بدال الضرب .
لاحظ الرجال حوله حالته وتغامزوا فيما بينهم فهو جندي مستجد وهو امر طبيعي له في اول قتال ، لكن علقه كان يعمل بلا هواده ، طلب منهم ان يعيدوا التأكد من جاهزيه المدفع لكي يحرك اطرافه ، وفي عقله كان يعاتب نفسه بشده ، ايعقل ان تتجمد اطرافه ويحس بذلك الخوف الكامن من الموت ، فماذا يفعل اذن لو كان خائفا ؟؟ اليس هو من اراد الانتقام ؟؟؟ ،
إن الانتقام لابد له من قلب قوي لا يعرف الخوف او الرحمه قلب ميت من الحواس ، وها هي الفرصه لاخراج البركان ولابد من استغلالها جيدا ،وردد مرة اخري(( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت )) ، ومع هدير محركات عقله بأيجابيه تامه وثقه ، عاد الدفئ مرة اخري الي اوصاله وعاد تركيزة مرة اخري الي عينيه متطلعا باحثا مدققا منتظرا طائرات العدو .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 05-26-2012, 02:38 PM رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وحش الجزيرة الخضراء

الفصل الرابــــــع


الغـــــــــــارة الاولــــــــــــــي



مضي وقت طويل منذ ان دق انذار الامان ، وعادت قوات المشاه الي دشمها وملاجئها تحت الارض بينما ظل رجال الدفاع الجوي في مواقعهم ، مع مرور كل دقيقه كان خيري يزداد توتر فعقله يريد ان يشتبك وعينيه تبحث عن هؤلاء الكلاب الطائرة .


فأين هم ولماذا تأخروا ؟ الم يقل عبد الحميد منذ قليل ان موعد غاراتهم يبدأ عاده في العاشرة صباحا وها هي الساعه قد تجاوزت الحاديه عشر بقليل ولم يرصد طائرة واحده ؟


احس بالخذر في ذراعه ، فقد كانت اطراف اصابعه تطبق علي مقود التوجيه والتنشين بقوة ، ربما من فرط التوتر او التحفز الزائد .


لم يحس مثل ما احس به طاقم مدفعه من راحه وخمول والاستمتاع بشمس الربيع الدافئه ، بل كان متعجلا مشاهده طائرات العدو تطبق علي الجزيرة، اطلق بصرة تجاه ارجاء الجزيرة راصدا ملامح الحياه عليها في انتظار الموت الطائر .


كان اول ما وقع بصرة عليه عددا من جنودا من المشاه يرتشفون الشاي في استمتاع ويدور بينهم حوار هادئ يتخلله عدد من الضحكات العاليه والتي تخرج من قلب منتظر الموت ويريد ان يمتص من الدنيا كل ما بها من رحيق ويستمتع بكل ثانيه ممكنه و بجوارهم اخرون ينظفون اسلحتهم الشخصيه في مهارة تامه ، بينما جلس احد الجنود يغسل ملابسه واخر يكتب خطابا .


وفي مشهد اخر القائد منعم ومعه النقيب مصطفي يتحدثان مع احد الجنود ومن خلفهم الشاويش عباس لا يفارق ظلهم .


حياه عاديه لموقع مثل مئات المواقع علي الجبهه ، حياه لجنود وضباط تعودوا علي أطلاله شبح الموت حولهم في كل لحظه وكل ثانيه ، فأستغلوا كل لحظه من اوقات الراحه في الاستمتاع بمظاهر الحياه المتوافرة لهم في ارجاء الجزيرة وعدوهم لا يبعد عنهم سوي ثوان .


تلاقت عيني خيري مع عيني قائده ورغم بعد المسافه الا ان القائد يحفز جنوده فنظراته تحمل قدرا من الثقه في خيري


وفي عقل خيري تردد صدي قول قائده (( الدفاع عن الجزيرة لاخر جندي واخر طلقه ))


وحيد يطلق دعابه في وسط الصمت (( براكاتك يا خيري ،شكلها النهارده اليهود مش ناويين يزورونا ))


وفجأه يضرب جرس الانذار رافضا صدق نبؤه وحيد ، وتتحول الجزيرة الي الحركه الشديده ، فالكل يعرف موقعه تماما ودورة محفوظ عن ظهر قلب .


يأتي التبليغ عبر حكمدار المدفع رقم 1 ويسمعه شديد في التليفون الميداني ويبلغه لخيري (( اربع اهداف من الشرق المسافه 7 كيلو )) ينظر خيري تجاه الطائرات فيرصد بنظراته المعظمه الطائرات الاربع تحمل الموت تحت بطنها تسرع تجاه الجزيرة علي ارتفاع منخفض .


تبليغ من القائد عبر تليفون شديد بحبس النيران ويجيب خيري بالعلم وعقله يعمل كمحرك نفاث


– الطائرات تقترب بسرعه والثوان ترفض ان تمر


- بدأت الطائرات في الدخول الي مدي الضرب المؤثر له


– قدمه تكاد تضغط بدال الضرب


– الاوامر تمنعه من الضرب


– ولاد الكلاب محملين قنابل علي الاخر


– ولا واحده منهم هتلمس الجزيرة بأذن الله


– محمد مات وسابني اخذ بتارة


- مدفعي اول مدفع يضرب


- ولاد الكلب في دايرة الضرب القائد منتظر ايه ؟ انا بتحرق يا فندم من جوة ، أدي الامر بقه ، بقالي أشهر في عذاب



يصيح شديد معلنا الامر السعيد (( اضرب – أضرب – أضرب ))


ما بين لحظه سماعه الامر وانطلاق اول طلقه كسر علي مائه من الثانيه ، وتلت الطلقه الاولي عشرات الطلقات ، بل المئات من مختلف مدافع الجزيرة لتحول سماءها الي كتله من النيران والشظايا الي تصيب في دائرة كبيرة اي شئ يمر بينها .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 05-26-2012, 02:38 PM رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وحش الجزيرة الخضراء

ضرب خيري مركزا طلقاته علي طائرة في مدي مدفعه كما تدرب في معسكر التدريب ، كان معدل ضربه سريع جدا مقارنه بباقي المدافع ، وتجاوب شديد ووحيد في امداده بالذخيرة طوال الوقت بينما تعاون بولس وعبد الحميد مع مناوراته للتنشين


ورغم كثافه النيران الا ان خيري لم يستطيع اصابه اي طائرة معاديه ، لكنه نجح مع زملائه في طرد طائرات العدو من سماء الجزيرة وعدم دقه توجيه قنابلها التي انفجرت كلها في المياه خارج الجزيرة ، وسرعان ما ايقنت الطائرات ضرواة الدفاع عن الجزيرة فأبتعدت تجاه الشرق مؤثرة سلامتها .


وبدأت المدافع في التوقف علي التوالي بعد خروج الطائرات الاسرائيليه من المدي ، الا مدفع خيري الذي مازال يضرب،


عينيه مرتكزة داخل دائرة التصويب فمازالت هناك طائرة اسرائيليه في مدي مدفعه ، نظر الرائد منعم تجاه الهدف الذي يضرب عليه خيري وتعجب من بعد المسافه بينها وبين الموقع ورغم ذلك مازالت الطلقات المتفجرة تنفجر حولها في تركيز ، وعلي المدفع كان خيري يردد في رتابه (( لسه – لسه )) وقدمه لا تتوقف عن الضرب المستمر ، ورغم تعجب رفاقه من موقفه الا انهم تجاوبوا مع معدل ضربه العالي ، وعم الصمت ارجاء الجزيرة تاركا لمدفع خيري الحريه لان يزغرد بمفرده ، وفجأه تصاعد دخان اسود كثيف من فتحه عادم الطائرة دليل علي اصابتها ، ليتعالي اثرها التكبير في انحاء الجزيرة ليعلو علي صوت مدفعه الذي تباطأ معدل ضربه حتي توقف بعد ان خرجت كل الطائرات من مرماه .


احس خيري بالحرارة علي وجهه ، فقد انسابت دموع الخلاص من عينيه ، فها هو البركان قد بدأ يطلق حممه ويا ويل من يقترب من نيرانه ، يا لها من راحه يحس بها ، فقد بدأ بالفعل في الوفاء بقسمه تجاه مصر وتجاه محمد .


ربت بولس علي كتف خيري مهنأ ، بينما صاح وحيد مداعبا (( الف مبروك يا خيري ، اديك عًلمت علي واحد منهم ))


وقال شديد ضاحكا (( زمان الطيار عمال يلعن اهلك كلهم )) وضحك الجميع عدا خيري الذي ارتعشت اصابعه علي المقود وهو يحاول ان يلم شتات مشاعرة المتابينه ، ولمحه عبد الحميد فتدخل في الحوار مشجعا اياه


(( زمان الطيار محتاس دلوقت ومش عارف هينزل ازاي ، شكلنا كده يا رجاله كسبنا وحش بحق وحقيق ))


دار خيري برأسه ناظرا لقائده الذي كان وجهه متهللا ، وتلاقت العيون ، وبوجه باسم اشار له القائد بأشارة الاجاده



عم الفرح ارجاء الموقع وأستمر التكبير والتهليل فترة حتي جاء انذار اخر بأقتراب تشكيل معادي اخر ، تغلب خيري علي مشاعره سريعا وتوجهت كل حواسه الي السماء بحثا عن تلك الاهداف ،


وصاح وحيد (( دول جايين لك مخصوص يا خيري ))


رصد خيري طائرتين تأتيان من اتجاه الشرق مستغله ضوء الشمس ، وتذكر البيان العملي الذي قام به امام رئيس الاركان


وبدأت المدفعيه كلها في الضرب علي الاهداف المعاديه ، لكن طائرة ميراج استطاعت النفاذ من النيران المعاديه واسقاط قنبله انفجرت علي سطح الماء قرب شاطئ الجزيرة ، لكنها لم تسلم من طلقات المدفعيه التي لاحقتها ، حاول الطيار الارتفاع السريع والخروج من مدي المدفعيه المركزه عليه الا ان احد الطلقات اصابت جناح الطائرة وأشتعلت فيها النيران بقوة وأستمات الطيار في محاوله التحكم في الطائرة للابتعاد عن الجزيرة ونجح في ذلك وقفز بالمقعد القاذف الي الماء علي مسافه امنه بعيدا عن الجزيرة


اما الطائرة الاخري فقد تخلصت من الاشتباك سريعا وعادت تجاه الشرق مسرعه وطلقات خيري تطارها بدون جدوي


وببطء هبطت مظله الطيار الي الماء ، ومن بين تكبيرات الجنود أعلن برج الملاحظه خلو السماء من الطائرات المعاديه .

ركز خيري بصرة تجاه المظله التي تهبط علي مسافه لا تقل عن خمسه كيلومترات من موقعه ، ود لو أن معه قارب يستطيع به ان يأسر الطيار ويعود به كهديه لمصر ، لكن عاده لا تأتي الرياح بما تشتهي السفن ُ فبعد نصف ساعه أقتربت طائره هيلكوبتر اسرائيليه والتقطت الطيار وعادت به لقاعدته سالما وسط لعنات المقاتلين علي الجزيرة .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 05-26-2012, 02:39 PM رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وحش الجزيرة الخضراء

مضي جزء كبير من النهار بدون غارات اخري علي الجزيرة فلابد وأن (( اليهود اخذوا كفايتهم من الضرب)) كما علق وحيد مازحا وشاركه شديد وعبد الحميد وبولس في الضحك ، وعند المغرب ترك خيري مدفعه هو ورفاقه تاركين بولس بمفرده في الحراسه ، لكي يتناولوا طعام الغذاء ويستريحوا قليلا حتي يأتي دور كل منهم في تناوب الحراسه .


في طريقه الي دشمه الطعام حيث موائد الطعام تحت الارض كما هو كل شئ اخر في تلك الجزيرة ، كان خيري صامتا في سيرة ، هائما في عالمه تاركا لاذنه الاذن فقط بسماع الانذار لكي يستجيب العقل ، أما غير ذلك فالاذن صماء والعقل شارد في ذكرياته والعين لا تري الا الطريق فقط .


واثناء تناول الطعام تحدث عبد الحميد ، ورد شديد ، وعقب وحيد ضاحكا كعادته لكن خيري لم يسمع كلمه ، فقد كانت محركات عقله النفائه تعمل بلا كلل محاوله لفهم تلك المشاعر المتضاربه داخله ، فلاول مرة يكون قريبا جدا من الموت لهذه الدرجه ، فالقنابل التي انفجرت حوله داخل المياه كان الممكن ان تكون فوق رأسه تماما لو اطلقها الطيار نصف ثانيه مبكرا او استطاع التركيز اكثر اثناء التصويب ، مع اول انفجار ارتعش جسده لكنه لم يحس بالخوف وقتها ، لكنه الان يسأل نفسه لماذا لم يخاف ؟؟


أما مشاعرة الاخري فهي مشاعر حقد وكراهيه تقطع امعاءه وصدرة وقلبه من الداخل ، فهو ينتظر الغد والذي قد يحمل معه غارة ثانيه والموت له ، لكنه ينتظرة بشوق كما ينتظر الطفل لعبه من والده ، فهو في شوق بالغ لكي يري طائرات العدو تحترق حوله في الجزيرة وتتحطم بمن فيها ، وتساءل في نفسه أين كانت تلك المشاعر الدمويه الصلبه قبل استشهاد محمد ، فقد كان شخصا وديعا مسالما بكل معاني الكلمه ، لا يدخل في مشادات او خلاف ويحاول ان يحكم عقله ويستخدم اخلاقه الطيبه في حل الخلاف ايا كان .


كانت خطوات بسيطه تلك التي سارها خيري من مدفعه الي الميس حيث تناول طعامه علي عجل كعاده الحياه في الجيش وخرج مسرعا ليصلي المغرب ، وبعد ان انهي صلاته جلس فوق صخرة لا تبعد عن مدفعه الا امتار قليله ، ووضع سلاحه بجوارة واخرج الراديو الصغير من جيبه .


كانت الاغاني والموسيقات الوطنيه تملئ كافه المحطات المصريه ، وهي عاده تتبعها الاذاعه قبل اذاعه بيان عسكري ، وانتظر خيري سماع البيان وعينيه لا تفارق صفحه المياه السوداء والمتحركه بانتظام .


وجاء صوت المذيع يعلن البيان العسكري والذي يصف اغارات العدو الجويه علي الجبهه بدون ان يحدد مواقع وعن نتائج تلك الغارات وعدد الشهداء الذين سقطوا وفي النهايه اعلن عن اسقاط طائره للعدو واصابه اخري .


بيان عادي مكرر في تلك الاوقات لا يحمل اكثر مما قال ، لكن لاول مرة يستطيع خيري ان يقرأ ما بين السطور ، فموقعه كان مشاركا في تلك الاحداث ومدفعه اصاب تلك الطائرة ، ومدفع اخر هو الذي اسقط الاخري ، سطور هائله ومشاعر رهيبه تم اختزالها في سطر او اثنين ليخرج بيان يسمعه الاهالي في البيوت والمقاهي ، ففيما مضي كان مستمعا والان اصبح مشاركا في صنع تلك البيانات ، فيما مضي كان يدعو للجنود علي الجبهه بالصبر والنصر ، والان اصبح ممن يدعو له الشعب ، تغير هائل في حياته وفي احساسه وفي مستقبله يحس به الان بكل قوة .


تمني لو محمد يسمعه ويحس به الان من مكانه في جنه الفردوس ليراه وهو يأخذ بثأر مصر وثأرة في صبر وجلد .


وبعد انتهاء البيان واصل خيري شروده الدائم والمستمر ، ومر وقت من الزمن لم يقسه ولم يعره اهتماما لكنه تنبه الي اغنيه يسمعها لاول مرة ، كلمات الاغنيه شدته فأستمع اليها في تركيز ، كانت الاغنيه لمطرب شاب لم يسمع عنه من قبل يدعي محمد نوح ، وكان نوح يصدح بكل قوة و عزيمه


(( مدد مدد – مدد – مدد شيدي حيلك يابلد/ مدد مدد – مدد – مدد شيدي حيلك يابلد


لو النهادره مات لك شهيد – بكرة الف هيتولد – مدد مدد ))


كانت كلمات جديده ومعاني جديده جدا علي خيري والذي الف نبرة الحزن في صوت المطربين ، لكن الان تلك الاغنيه تصيح بكل قوة ان الشعب قد عرف ان جيشه يصمد ويقاتل وان الشعب صامد معه ، فأغاني الهزيمه لم تستمر طويلا وايقن الشعب ان الجيش يحتاج لاغاني تحسه علي الصمود والقتال ، فالجميع يتقدم للثأر وليس خيري فقط ، فهو واحد من ضمن الوف وملايين لهم أب او اخ او ابن او حتي جار قد أستشهد والكل يتقدم للثأر فالمعركه لم تنته بعد ولن تنتهي الا بالنصر .

احس بالبرد يسري بسرعه في اوصاله ، فليل الجزيرة قارس البروده كما علم من شديد ، ولابد من اتخاذ كافه التدابير للوقايه منه .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 05-26-2012, 02:39 PM رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وحش الجزيرة الخضراء

افاقه البرد من شروده وطاف بعينه في انحاء الجزيرة الغارقه في الظلام ، نعم سطح الجزيرة غارق في الظلام والهدوء كما رأه بالامس ، لكنه يعرف الان ان تحت السطح يقبع وحوش كاسرة واجهزة وعقول تعمل بلا كلل للقتال والنصر .


تناهي الي سمعه صوت يأتي من بعيد ، انه صوت محرك لنش الريس غريب ،فتبسم عندما تذكر خوف الريس من حديث الرجال علي متن اللنش حتي لا يكتشفه احد ، وها هو الصوت الان يتردد في انحاء الخليج ويمكن سماع صوته علي مسافه كبيرة جدا ، ومع اقتراب صوت لنش الريس غريب بدأت الحركه تدب علي سطح الجزيرة ، فالرجال يستعدون لاستلام ما باللنش من امدادات .


وبدأ الشاويش عباس في اعطاء اشارات التعارف ، وعاد الرد بأشارات اخري خافته من وسط ظلام المياه ، وتزايد الصوت تدريجيا حتي توقف تماما الصوت وظهر اللنش تدريجيا منعكسا علي صفحه المياه وضوء مصباح الشاويش عباس ، وعلي مقدمه اللنش وقف الريس غريب بقامته الممشوقه يدير امور التفريغ والتحميل


وبعد دقيقتين من الحركه السريعه عاد صوت اللنش عاليا وهو مبحر عائدا الي السويس ومع ابتعاده عاد الهدوء والصمت لانحاء الجزيرة تاركا لصوت رياح بارده ان تصدح بمفردها في زهو .


ظل خيري جالسا هائما لفترة حتي في الهدوء وعقله يعمل بلا توقف حتي أحس بحاجته الي النوم ، فنزل الي الملجأ ملتمسا قليلا من النوم قبل موعد حراسته علي المدفع بعد الفجر بقليل ، وما ان اغلق عينيه حتي غرق في سبات عميق .


لم يمر الا دقائق حتي أستيقظ خيري من نومه مفزوعا علي جرس الانذار ، ولم يفكر في شئ الا في الوصول الي مدفعه في اسرع وقت ممكن ، أفادته ملحوظه عبد الحميد بضرورة النوم بملابس القتال الكامله تحسبا لاي طوارئ فهرع سابقا زملائه ليعتلي المدفع ويبدأ في البحث عن الاهداف التي من اجلها تم اطلاق الانذار ، ومن خلفه أستيقظ الموقع كله في ثوان معدوده واتخذ كل الجنود اماكنهم.


دار ببصرة وارهف سمعه بحثا عن طائرات العدو ، لكن السماء كانت خاليه ولا يُسمع الا صوت الرياح والامواج المتكسرة علي صخور الجزيرة في هدوء .


وتعجب الجميع من الأنذار وظن خيري ان خطأ قد حدث ، او انه نوع من التدريبات لضمان جاهزيه الموقع ، لكن جاء الخبر من شديد والذي أبلغ برصد زورق بحري معادي يحوم حول طرف الجزيرة الجنوبي تجاه خليج السويس .


نظر خيري خلفه واستخدم نظارته المعظمه وبالفعل استطاع رصد انوار الزورق الواضحه تماما في ظلام الخليج ، وتعجب الجميع خلال حديثهم عن ظهور الزورق بمثل هذه الطريقه الواضحه وبدون اي محاوله منه لتجنب الكشف .


أستمر الرجال في مواقعهم حتي انبلاج ضوء الفجر ، ومازال الزورق يحوم حول طرف الجزيرة الجنوبي بمسافه ، ومع تدفق اشعه الشمس علي صفحه المياه بهدوء ، ظهر الزورق واضحا علي مسافه خمسه كيلو مترات ، وقام الرائد منعم بأبلاغ الموقف الي قياده الجيش الثالث وطلب توجيه ضربه جويه او مدفعيه ضد هذا الزورق ، وكان تحليل النقيب مصطفي ان الزورق يجس نبض دفاعات الجزيرة ودرجه الاستعداد بها ، واتفق الرائد منعم مع النقيب مصطفي علي حبس النيران وضبط النفس حتي لو دخل اللنش مدي رشاشات الموقع المتوسطه والثقيله لكي لا يعطي الفرصه للاسرائيليين في معرفه مواقع الرشاشات او خطط النيران .


في نفس الوقت وفي احد قواعد القوات الجويه المتقدمه ، خرج اثنان من الطيارين من غرفه قائدهم متجهين الي دشم طائراتهم علي عجل ، وبعد لحظات خرجت طائرتين ميج 21 محملتين بصواريخ جو ارض ، وعلي اول الممر أنتظرت الطائرتين ثوان معدوده حتي جاء صوت قائدهم من برج المراقبه (( علي بركه الله يا ولاد )) واقلعت الطائرتين في سرعه وتناسق ، واتخذتا مسارهم تجاه الشرق ، وجاء صوت قائدهم في اللاسلكي مرة اخري معيدا اليهم تعليمات الطلعه


(( طيران ارتفاع منخفض – دورتين هجوم علي الهدف- دورة بالصواريخ ودورة بالرشاشات )) ورد قائد التشكيل بالعلم .



وفي الجزيرة الخضراء دق انذار اخر ، فقد تم رصد طائرتين تقتربان من الغرب ، ورغم ان غرب الجزيرة اراضي مصريه الا ان خيري ادار مدفعه وبسرعه وضع احد الطائرتين داخل دائرة تصويبه ، وعندما أستفسر عبد الحميد عن تصرف خيري ، تمتم خيري (( ولاد الجنيه دول ملهومش امان ، خليني منشن عليه لحد ما نعرف نميًزه))

وجاء التأكيد من وحيد وكررة مرتين (( ميج 21 مصري – اوقف الضرب )) فأرتخت اصابع خيري من علي مقود التوجيه ، وتهلل قلبه وهو يرصد نسور مصر لاول مرة .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 05-26-2012, 02:40 PM رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وحش الجزيرة الخضراء

أرتفعت الطائرتين قرب الجزيرة واتخذتا زاويه الضرب علي الزورق الذي اطلق لمحركه العنان هاربا من الطائرات المصريه ، واطلق عده ستائر دخان لكي تستر انسحابه ، لكن الطائرات المصريه أستطاعت تنفيذ الدورة الاولي للهجوم ،
واطلقت ثمان صواريخ غير موجهه تجاه الزورق والذي اختفي داخل الدخان الرمادي الذي اطلقه بكثافه كبيرة ،
أرتفعت الطائرات مرة اخري ودارتا تمهيدا لتنفيذ دورة الهجوم الاخر .
لكن في نفس الوقت ظهرت 4 طائرات اسرائيليه من وراء الافق فتم رصدها بسرعه من المدفع رقم 3 ، ووجهه خيري ماسورة مدفعه تجاهه الطائرات المقتربه ، لكن امر لحبس النيران صدر بسرعه البرق من الرائد منعم ، فسماء الجزيرة بها طائرات صديقه ، وكان واضحا ان الطائرات الاسرائيليه كانت علي مقربه وتنتظر اقتراب الطائرات المصريه
فتابع الرجال في ترقب ما ستسفر عنه اللحظات القليله القادمه الحاسمه ، ودار خيري بعينيه في ارجاء الجزيرة والتقطت عينيه مشاهد عديده .
* القارب ما زال مبحرا باقصي سرعه تجاه الجنوب يحاول الهروب ومن حوله دخان رمادي كثيف يحجبه عن الرؤيه ،
لكن ظهر وسط الدخان الرمادي دخان اسود بسيط ، فلابد وان احد الصواريخ قد اصاب الزورق
* القائد يتابع سماء الموقع بنظراته المعظمه وبجوارة النقيب مصطفي يتحدث في التليفون الميداني
* جميع افراد الموقع اعينهم في السماء تتابع ما سوف يحدث
* قائد التشكيل المصري رصد طائرات العدو ، فألغي دورة الهجوم الثانيه واتجه تجاه طائرات العدو والتي تفوقه عددا
بالضعف .
* طائرات العدو اطلقت صاروخين تجاه طائراتنا ، وانتشرت في سماء الموقع محوله الالتفاف حول طائراتنا لاسقاطها
ولم تتمكن صواريخ العدو من اصابه اي من طائراتنا وبدأت حلقه الصراع تحتدم فوق رأس الجنود ، فطائراتنا تحاول ان تلتف حول طائرات العدو وطائرات العدو تحاول نفس الشئ ، وبعد ثوان قليله تصاعد الدخان من طائرة اسرائيليه وانسحبت من سماء المعركه وسط تكبير رجال الموقع ، فهاهي اصابه محققه من نسورنا ، وتقلص عدد طائرات العدو ،
لكن في نفس الوقت بدأت النيران تشتعل في طائرة مصريه ، واضطر الطيار للقفز بالمظله قرب شاطئ السويس تاركا قائده بمفرده في سماء المعركه وسط ثلاث طائرات إسرائيليه .
كان الجميع متوقعا انسحاب الطيار المصري من سماء المعركه لان فرصته مستحيله ، لكن الطيار الشجاع رفض ترك سماء المعركه لعدوة وفضل ان يستمر في المناورة محاولا اصابه طائرات العدو ، وبدأ يستخدم مناورات رأسيه وافقيه حاده للهرب من صاروخين اخرين اطلقا عليه .
أيقن قائد التشكيل ان فرصته للنجاه قليله جدا ، لكنه لم يفكر في الانسحاب وترك سماء المعركه لعدوة ورغم ان فرصته ضعيفه جدا للافلات ، لكن صمم علي البقاء لاخر نفس في المعركه .
في نفس اللحطه كاد خيري ان يقفز من مكانه من غيظه ، فالطائرات الاسرائيليه في متناول يديه ولا يستطيع الضرب عليها وفي نفس الوقت الطيار المصري مستميت في المناورات وامله ضعيف جدا ، فنظر الي الرائد منعم وتلاقت النظرات ودار حوار سريع وحاسم ، خيري يستعطف قائده في الضرب لانقاذ الطيار المصري والقائد يريد ذلك لكنه خائف علي اصابه الطيار ، ثم اومأ القائد لخيري ووصل الرد الحاسم ، التقط الرائد منعم تليفونه وامر بأستمرار حبس النيران ، بينما بدأ في تلك اللحظه مدفع خيري في الضرب بمعدل نيران عال جدا وبتوجيه دقيق ، جعل شديد ووحيد يعملان بسرعه رهيبه لمحاوله التجاوب مع معدل ضرب خيري .
عم الذهول جميع من في الموقع فور بدء خيري في الضرب ، فخيري لم يكن يوجهه طلقاته الي طائرات العدو ، انما يوجهها في المسافه الضيقه بين طائرات العدو والمصريه ، فهو يريد تشتيت تركيز الاسرائيليين ، وان يترك للطيار المصري فرصه للنجاه تحت ستر نيرانه .
مرت ثوان قليله حتي ادرك الطيار المصري ما يقوم به خيري فصاح فرحا بكل جوارحه (( ينصر دينك )) وبدلا من الانسحاب فقد بدأ في عمل مناورات حاده لادخال الطائرات الاسرائيليه في مرمي نيران خيري وكانت معركه كرامه قبل اي شئ فلا طرف يريد الانسحاب من المعركه وترك السماء لعدوة ، وبدأت بوادر نجاح خيري تظهر حيث تراجعت الطائرات الاسرائيليه وتوقف اطلاقها للنار علي الطائرة المصريه وزادت المسافه بينهم مما جعل الرائد منعم يعطي امرة بالضرب علي طائرات العدو ، وسرعان ما اصبحت سماء الجزيرة جحيم لا يطاق لطائرات العدو ، فالانفجارت تملئ كل شبر من السماء ووجود طائرات العدو فيها اصبح مستحيلا ، وانسحبت طائرات العدو تجاه الشرق تحاول النجاه بنفسها من طلقات المدفعيه .
لم يكن امرا عاديا ان تنسحب طائرات العدو بهذه السرعه وعدم التنظيم ، وحير ذلك الرائد منعم ، لكن حيرته لم تستمر طويلا فقد جاءته تبليغ بوجود سته طائرات تقترب من الغرب ، وبعدها بثوان تأكيد انها طائرات مصريه ، ومع توقف اطلاق النار لانسحاب الطائرات الاسرائيليه عم التكبير سماء الموقع فطائرتنا استطاعت طرد الطائرات الاسرائيليه من سماء الموقع وفرضت وجودها .
دخلت ست طائرات مصريه ميج 21 سماء الجزيرة ودارت دورة تجاه الشمال ، وشارك فيها الطيار المصري ، وقبل ان ينضم للتشكيل ويعود لقاعدته اخذ الاذن وطار منفردا فوق الجزيرة ومال بجناح طائرته مرة ناحيه اليمين ومرة ناحيه اليسار في تحيه للدفاعات الارضيه والتي انقذته من الموت وساهمت معه في السيطرة علي سماء الجزيرة ،
وتابع الرجال الطائرة وهي ترتفع لتلتحم بباقي التشكيل وهم يغادورا سماء الموقع تجاه مطاراهم
وكانت تحيه عسكريه يعرفها كل من بالموقع وفسرها بولس لخيري فتبسم الاخير في تواضع .
(( كان ذلك أقل ما يمكن عمله لهؤلاء الرجال المهرة )) هكذا كتب الطيار في تقريرة بعد عودته بسلام






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 05-26-2012, 02:40 PM رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وحش الجزيرة الخضراء

مر باقي اليوم علي الرجال تحفزهم الدائم لكن الحديث لم ينقطع عما حدث في الصباح ونال خيري استحسان قائده وتشجيعه علي كفاءه تصويبه ودقته ودار بينهم حوار فني بحت حول المعركه ، وكمكافأه من الشاويش عباس لخيري وطاقمه فقد امر ((بـ دور شاي )) لكامل الطاقم علي حسابه الخاص ، وتهلل الجميع من تلك البادرة النارده الحدوث من الشاويش عباس.
ومع هبوط الليل وقرب انتهاء خيري من ثاني يوم له في الحرب ، أثر ان يظل علي مدفعه بعد ان تناول طعامه سريعا وصلي المغرب ، وشاركه زملاءه علي المدفع في السهر بجوار المدفع وحديثهم لا يتوقف عن معركه الصباح تخلله عده نكات من وحيد تجاوب معها الجميع في روح معنويه عاليه جدا .
مرت عده ايام بدون اي اغارات علي الموقع وان كان الجميع يشاهد طائرات العدو تغير علي السويس ليل نهار ، مما اثار اعصاب الرائد منعم ، فتوقف غارات العدو غريبا عما اعتادوا عليه في الاشهر الاخيرة ، ولا بد وان العدو يدبر لهم شيئا في الخفاء ، وهو ما اثار اعصابه .
واذا كان الرائد منعم قد توجس خيفه مما يدبرة العدو لموقعه ولجنوده في الخفاء فأن خيري قد كان يشعر بالملل والغضب في نفس الوقت ، فرؤيه طائرات العدو في هجماتها ضد مواقع قواتنا حول السويس بعيدا عن مدي مدفعه كان يثير غضبه وحنقه وتمني لو ان مدي مدفعه يستطيع ان يصل الي حيث تلك الطائرات لكي يحرقها بمن فيها ويقطع اوصالها في عنف .
ومع مرور الاسابيع بهدوء عرف جنود الموقع جميعهم خيري ، وعرفوا ان لديه ملكات كبيرة جدا في صيانه السلاح وفي التصويب الدقيق ، وعرف الكل رغبته الشخصيه في الانتقام و الانعزال التام وعدم ترحيبه بأي صدقات مع اي زميل ، كان الوحيد الذي يحاول ان يتقرب منه رغم فشله المتكرر هو بولس ، والذي وجد في خيري مستمعا جيدا واستطاع ان يفتح معه حوارا هادئا بعيدا عن امور خيري الشخصيه ، وعرف عن بولس ان لديه زوجه واطفال بالصعيد وانه وجد نفسه مطلوب للتجنيد بعد النكسه مباشرة هو وشقيقه الاكبر ، فترك أرضه لاسرته ترعاها وتقتات منها ، وان شقيقه قد جُند في الجيش الثاني ، وكثيرا ما حاول بولس ان يخترق حاجز الصمت لدي خيري وان يتوغل داخله الا انه كل مرة كان يواجهه بحوائط عاليه من الرفض جعلت حياه خيري الخاصه شيئا غامضا بالنسبه للجميع في الموقع ، حيث جرت العاده بين الجنود في مواقع القتال ان يبوحوا بتفاصيل حياتهم ويشاركوها لزملائهم في محاوله للقضاء علي رتابه وصرامه الحياه العسكريه ومن شبح الموت المحيط بهم .
وقوبل انعزال خيري في اول الامر بفتور وتساؤل من جانب بقيه الجنود ، لكنهم في النهايه رضخوا لرغبته وطوت الايام تسأولاتهم ، وكانت الجمله الوحيده التي قالها خيري عن حياته الشخصيه في احد ليالي الربيع بجوار المدفع
(( محمد مات ............... مات وسابني لوحدي )) وكانت تلك الجمله مثيرة للفضول اكثر للرجال ، فتسألوا فيما بينهم عمن يكون محمد ومدي قرابته لخيري ، وهيهات حاول الرجال تجاوز حوائط خيري المنيعه بعد جملته المثيرة للفضول .
ومع حلول الربيع عادت الغارات علي الموقع وتفاوتت تلك الغارات بين المكثفه وبين غارات تقوم بها طائرة او اثنين وعلي ارتفاع عال واطلق عليها الرجال في الموقع غارات ازعاج ، في تلك الفترة استطاع خيري اصابه طائرتين ،واستطاعت احد الطائرات ان تصيب احد المدافع ويستشهد عدد من افراده
لكن مع حلول صيف 68 هدأت الغارات تماما ، وبدأت تمر ايام واسابيع كامله بدون رؤيه طائره معاديه واحده في السماء
ورغم استغلال الجنود والضباط حاله السكون في الاستمتاع بجو الصيف والاستمتاع بمياه الخليج الدافئه وقضاء الوقت في صيانه السلاح والاستمتاع بيوم اخر من الحياه وامتصاص رحيقه لاخر قطرة ، في كل ذلك الجو الهادئ بالجزيرة الخضراء كان هناك بركانا داخل خيري ، فالغضب تصاعد مع سماعه اخبار القتال علي انحاء الجبهه وتواصل حرب الاستنزاف التي بدأتها مصر وسارت فيها رغم الخسائر المتبادله مع العدو .
وكانت اخبار القصف المدفعي ودوريات العبور المقاتله قاسم مشترك في كل بيانات الجبهه اليوميه وهو ما اثار اعصابه اكثر .
فالذي لم يكن يعرفه خيري وقتها ان الطيران الاسرائيلي مشغول بمهاجمه تلك المنشات الخرسانيه عجيبه الشكل التي يقوم عمال صعايده مدنيين ببنائها ، في بادئ الامر لم يكن الاسرائيليين يعرفون ماهيه تلك المنشأت العجيبه التي بدأت تقام بطول الجبهه ، لكن حل هذا اللغز وصل للقياده الاسرائيليه عبر صور اقمار صناعيه امريكيه ، فتلك المنشأت التي تقام قرب جبهه القناه ، مطابقه لتلك المنشات الموجوده في فيتنام الشماليه ، وما هي الا دشم لمنصات صواريخ ارض- جو
وفور تحليل الصور ومطابقاتها اضيئت كل الانوار الحمراء في القياده الاسرائيليه وعم الفزع والهلع القوات الجويه لديهم فوجود صواريخ سام بالقرب من القناه سيقوض دور القوات الجويه الاسرائيليه في قصف القوات المصريه وفي حريه الحركه فوق القناه .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:06 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator