بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا أعطيناك الكوثر.
فصل لربك وانحر.
إن شانئك هو الأبتر.
صدق الله العظيم.
وصف الله نبيه محمد <ص>بصفتين من صفاته<بالمؤمنين رءوف رحيم>
وتمتد هذه الرأفه.
وتلك الرحمه ليتفيأ ظلالها المؤمنون حيث يخرجون من قبورهم عطاشى..
وهناك..
في الموقف..
يجدون حوض النبي<ص>ويحدثنا<الإمام القرطبي>
عما جاء في حوض النبي<ص>
وسعته وكثرة أوانيه وذكر أركانه ومن عليها.
ذكر صاحب القوت وغيره إلى أن حوض النبي<ص>إنماهو بعد الصراط.
والصحيح أن للنبي<ص>
حوضين:
أحدهما في الموقف قبل الصراط.
والثاني في الجنه.وكلاهما يسمى كوثرا"على ما يأتي.
واختلف في الميزان والحوض:أيهما قبل الآخر ؟فقيل:الميزان قبل,
وقيل: الحوض.
قال أبو الحسن القابسي:والصحيح أن الحوض قبل.
قلت:والمعنى يقتضيه,فإن الناس يخرجون عطاشا"من قبورهم كما تقدم,
فيقدم قبل الصراط والميزان.والله أعلم.
فهذاالحديث مع صحته أول دليل على أن الحوض يكون في الموقف قبل الصراط, لأن الصراط إنما هو جسر على جهنم ممدود يجاز عليه فمن جازه سلم من النار على ما يأتي,
وروي عن أبن عباس_رضي الله عنه_قال:سئل رسول الله <ص>عن الوقوف بين يدي الله تعالى هل فيه ماء؟قال:{أىوالذي نفسي بيده إن فيه لماء,وإن أولياء الله تعالى ليردون حياض الأنبياء,ويبعث الله سبعين ألف ملك بأيديهم عصى من نار يذودون الكفار.عن حياض الأنبياء.
مسلم عن أبي ذر_رضي الله عنه_قال:قلت:يارسول الله ماآنية الحوض؟قال:{والذي نفس محمدبيده لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها في الليله المظلمه المصحيه,آنية الجنة من سرب منها لم يظمأ,آخر ما عليه يشخب: أي يسيل: فيه ميزابان من الجنة,من شرب منه لم يظمأ.
عرضه مثل طوله,مابين عمان إلى أيلة,ماؤه أشد بياضا" من الثلج,وأحلى من العسل.
وعن ثوبان:أن رسول الله <ص>قال:{ إني لبعقر حوضي أذود الناس لأهل اليمن,أضرب بعصاي,حتى يرفض عليه}فسئل عن عرضه فقال:{من مقامي إلى عمان}.
وسئل هن شرابه فقال:{أشد بياضا" من الثلج,وأحلى من العسل,
يغت فيه ميزابان من الجنه:أحدهما من ذهب والآخر من ورق أي فضه}.
في غير متاب مسلم:يعب فيه ميزابان من الكوثر.الحديث.وفي أخرى:ما يبسط أحد منكم يده إلا وقع عليه قدح.
مسلم عن أنس قال:بينا رسول الله ى
<ص>ذات يوم بين أظهرنا,إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه مبتسما",فقلنا:ماأضحكك يارسول الله؟قال:نزلت على آنفا سورة فقرأ :بسم الله الرحمن الرحيم:{إنا أعطيناك الكوثر.فصل لربك وانحر.إن شانئك هو الأبتر}قال:أتدرون ما الكوثر؟قلنا:الله ورسوله أعلم,قال:<فإنه نهر وعدنيه ربي عليه بخير كثير,هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامه آنيته عدد النجوم.فيختلج العبد منهم فأقول:يارب إنه من أمتي .فيقال:ما تدري ماأحدث بعدك!
وعن عبد الله بن عمرو بن العاصقال:قال رسول الله <ص>:{حوضي مسيرة شهر.وزواياه سواء,وماؤه أبيض من الورق ,وريحه أطيب من المسك,كيزانه كنجوم السماء,من ورد فشرب منه لم يظمأ بعده أبدا"}.
وعن ابن عمر_رضي الله عنه_أن رسول الله <ص>قال:{إن أمامكم حوضا"_كما بين جرباءوأذرح_فيه أباريق كنجوم السماءمن ورد فشرب لم يظمأ بعدها أبدا"}
قال عبد الله فسألته فقال:{قريتين بالشام بينهما مسيرةثلاث}أخرجه البخاري.
وعن أبي هريره_رضي الله عنه_أن رسول الله <ص>قال:إن حوضي أبعد من أيلة إلى عدن,لهو أشد بياضا"من الثلج,وأحلى من العسل باللبن,آنيته عدد نجوم السماء,وإني لأكثرالأنبياء تبعا" يوم القيامه}
ظن بعض الناس أن بين هذه التحديدات في أحاديث الحوض اضطرابا"واختلافا",ولبس كذلك,وإنما تحدث النبي<ص>بحديث مرات عديده .وذكر فيهاتلك الألفاظ المختلفه مخاطبا"لكل طائفه بما كانت تعرف من مسافات مواضيعها.
فيقول لأهل الشام:بين أذرح وجرباء,ولأهل اليمن:من صنعاء إلى عدن.......وهكذا,وتارةأخرى يقدر بالزمان فيقول:مسيرة شهر,والمعنى المقصود:أنه حوض كبير متسع الجوانب والزوايا,فكان ذلك بحسب من حضره ممن يعرف تلك الجهات,فخاطب كل قوم بالجهة التي يعرفونها ,والله أعلم.
ولا يخطر ببالك.
أو يذهب وهمك وخيالك إلى أن الحوض يكون على وجه هذه الأرض,وإنما يكون وجوده في الأرض المبدلة على مسامتة
هذه الأقطار,وهي أرض بيضاء كالفضة
لم يسفك فيها دم,ولم يظلم على ظهرها أحد قط كما تقدم.
تظهر لنزول الجبار_جل جلاله_لفصل القضاء
ويقال أن على أحد
أركانه أبا بكر,وعلى الثاني عمر,وعلى الثالث عثمان ,وعلى الرابع عليا"_رضي الله عنهم أجمعين_
منقول
من كتاب {يوم الفزع الأكبر}