العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > المنتدى الاسلامى

المنتدى الاسلامى إسلام، سنة، قرآن، دروس، خطب، محاضرات، فتاوى، أناشيد، كتب، فلاشات،قع لأهل السنة والجماعة الذين ينتهجون نهج السلف الصالح في فهم الإسلام وتطبيقه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 10-04-2010, 06:28 PM رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين

قال : واعتصام خاصة الخاصة : بالاتصال ، وهو شهود الحق تفريدا ، بعد الاستحذاء له تعظيما ، والاشتغال به قربا .

لما كان ذلك الانقطاع موصلا إلى هذا الاتصال كان ذلك للمتوسطين ، وهذا عنده لأهل الوصول .

ويعني بشهود الحق تفريدا أن يشهد الحق سبحانه وحده منفردا ، ولا شيء معه ، وذلك لفناء الشاهد في الشهود ، والحوالة في ذلك عند القوم : على الكشف .

وقد تقدم أن هذا ليس بكمال ، وأن الكمال أن يفنى بمراده عن مراد نفسه ، وأما فناؤه بشهوده عن شهود ما سواه فدون هذا الفناء في الرتبة كما تقدم

وأما قوله : بعد الاستحذاء له تعظيما ، فالشيخ لكثرة لهجه بالاستعارات عبر عن معنى لطيف عظيم بلفظة الاستحذاء التي هي استفعال من المحاذاة ، وهي المقابلة التي لا يبقى فيها جزء من المحاذي خارجا عما حاذاه ، بل قد واجهه وقابله بكليته وجميع أجزائه . ومراده بذلك : القرب ، وارتفاع الوسائط المانعة منه ، ولا ريب أن العبد يقرب من ربه ، والرب يقرب من عبده ، فأما قرب العبد فكقوله تعالى
واسجد واقترب وقوله في الأثر الإلهي من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا وكقوله : وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا [ ص: 465 ] أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، فبي يسمع ، وبي يبصر ، وبي يبطش ، وبي يمشي ، وفي الحديث الصحيح أقرب ما يكون الرب من عبده في جوف الليل الأخير وفي الحديث أيضا أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد وفي الحديث الصحيح لما ارتفعت أصواتهم بالتكبير مع النبي صلى الله عليه وسلم في السفر فقال يا أيها الناس ، اربعوا على أنفسكم ، إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ، إن الذي تدعونه سميع قريب ، أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته .

فعبر الشيخ عن طلب القرب منه ، ورفض الوسائط الحائلة بينه وبين القرب المطلوب الذي لا تقر عيون عابديه وأوليائه إلا به بالاستحذاء . وحقيقته موافاة العبد إلى حضرته وقدامه ، وبين يديه ، عكس حال من نبذه وراءه ظهريا ، وأعرض عنه ونأى بجانبه ، بمنزلة من ولى المطاع ظهره ، ومال بشقه عنه .

وهذا الأمر لا يدرك معناه إلا بوجوده وذوقه ، وأحسن ما يعبر عنه بالعبارة النبوية المحمدية ، وأقرب عبارات القوم أنه التقريب برفع الوسائط التي بارتفاعها يحصل للعبد حقيقة التعظيم ، فلذلك قال " الاستحذاء له تعظيما " .

ومن أراد فهم هذا كما ينبغي فعليه بفهم اسمه تعالى الباطن وفهم اسمه القريب مع امتلاء القلب بحبه ، ولهج اللسان بذكره ، ومن هاهنا يؤخذ العبد إلى الفناء الذي كان مشمرا إليه ، عاملا عليه .

فإن كان مشمرا إلى الفناء المتوسط ، وهو الفناء عن شهود السوى ، لم يبق في قلبه شهود لغيره البتة ، بل تضمحل الرسوم وتفنى الإشارات ، ويفنى من لم يكن ويبقى من لم [ ص: 466 ] يزل ، وفي هذا المقام يجيب داعي الفناء طوعا ورغبة لا كرها ، لأن هذا المقام امتزج فيه الحب بالتعظيم مع القرب ، وهو منتهى سفر الطالبين لمقام الفناء .

وإن كان العبد مشمرا للفناء العالي ، وهو الفناء عن إرادة السوى لم يبق في قلبه مراد يزاحم مراده الديني الشرعي النبوي القرآني ، بل يتحد المرادان فيصير عين مراد الرب هو مراد العبد ، وهذا حقيقة المحبة الخالصة ، وفيها يكون الاتحاد الصحيح ، وهو الاتحاد في المراد ، لا في المريد ، ولا في الإرادة .

فتدبر هذا الفرقان في هذا الموضع الذي طالما زلت فيه أقدام السالكين ، وضلت فيه أفهام الواجدين .

وفي هذا المقام حقيقة : يفنى من لم يكن إرادة وإيثارا ، ومحبة وتعظيما ، وخوفا ورجاء وتوكلا ، ويبقى من لم يزل ، وفيه ترتفع الوسائط بين الرب والعبد حقيقة ويحصل له الاستحذاء المذكور مقرونا بغاية الحب ، وغاية التعظيم .

وفي هذا المقام يجيب داعي الفناء في المحبة طوعا واختيارا لا كرها ، بل ينجذب إليه انجذاب قلب المحب وروحه ، الذي قد ملأت المحبة قلبه ، بحيث لم يبق فيه جزء فارغ منها إلى محبوبه الذي هو أكمل محبوب ، وأجله وأحقه بالحب .

وهذا الفناء أوجبه الحب الكامل الممتزج بالتعظيم والإجلال والقرب ، ومحو ما سوى مراد المحبوب من القلب ، بحيث لم يبق في القلب إلا المحبوب ومراده وهذا حقيقة الاعتصام به وبحبله ، والله المستعان .

وأما قوله : والاشتغال به قربا ، أي يشغله قرب الحق عن كل ما سواه ، وهذا حقيقة القرب ، ألا ترى أن القريب من السلطان جدا ، المقبل عليه ، المكلم له لا يشتغل بشيء البتة ؟ فعلى قدر القرب من الله يكون اشتغال العبد به ، والله أعلم .







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 10-04-2010, 06:30 PM رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين



فصل منزلة الرياضة

ومن منازل إياك نعبد وإياك نستعين منزلة الرياضة .

هي تمرين النفس على الصدق والإخلاص .

قال صاحب المنازل : هي تمرين النفس على قبول الصدق .

[ ص: 473 ] وهذا يراد به أمران : تمرينها على قبول الصدق إذا عرضه عليها في أقواله وأفعاله وإرادته ، فإذا عرض عليها الصدق قبلته وانقادت له وأذعنت له .

والثاني : قبول الحق ممن عرضه عليه ، قال الله
والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون فلا يكفي صدقك ، بل لا بد من صدقك وتصديقك للصادقين ، فكثير من الناس يصدق ، ولكن يمنعه من التصديق كبر أو حسد ، أو غير ذلك .

قال : وهي على ثلاث درجات : رياضة عامة ، وهي تهذيب الأخلاق بالعلم ، وتصفية الأعمال بالإخلاص ، وتوفير الحقوق في المعاملة .

أما تهذيب الأخلاق بالعلم فالمراد به إصلاحها وتصفيتها بموجب العلم ، فلا يتحرك بحركة ظاهرة أو باطنة إلا بمقتضى العلم ، فتكون حركات ظاهرة وباطنة موزونة بميزان الشرع .

وأما تصفية الأعمال بالإخلاص فهو تجريدها عن أن يشوبها باعث لغير الله ، وهي عبارة عن توحيد المراد ، وتجريد الباعث إليه .

وأما توفير الحقوق في المعاملة فهو أن تعطي ما أمرت به من حق الله وحقوق العباد كاملا موفرا ، قد نصحت فيه صاحب الحق غاية النصح ، وأرضيته كل الرضا ، ففزت بحمده لك وشكره .

ولما كانت هذه الثلاثة شاقة على النفس جدا كان تكلفها رياضة ، فإذا اعتادها صارت خلقا .

قال : ورياضة الخاصة حسم التفرق ، وقطع الالتفات إلى المقام الذي جاوزه ، وإبقاء العلم يجري مجراه .

يريد بحسم التفرق قطع ما يفرق قلبك عن الله بالجمعية عليه ، والإقبال بكليتك إليه ، حاضرا معه بقلبك كله ، لا تلتفت إلى غيره .

وأما قطع الالتفات إلى المقام الذي جاوزه فهو أن لا يشتغل باستحسان علوم ذلك المقام ولذته واستحسانه ، بل يلهى عنه معرضا مقبلا على الله ، طالبا للزيادة ، خائفا [ ص: 474 ] أن يكون ذلك المقام له حجابا يقف عنده عن السير ، فهمته حفظه ، ليس له قوة ولا همة أن ينهض إلى ما فوقه ، ومن لم تكن همته التقدم فهو في تأخر ولا يشعر ، فإنه لا وقوف في الطبيعة ، ولا في السير ، بل إما إلى قدام ، وإما إلى الوراء ، فالسالك الصادق لا ينظر إلى ورائه ، ولا يسمع النداء إلا من أمامه لا من ورائه .

وأما إبقاء العلم يجري مجراه : فالذهاب مع داعي العلم أين ذهب به ، والجري معه في تياره أين جرى .

وحقيقة ذلك الاستسلام للعلم ، وأن لا تعارضه بجمعية ، ولا ذوق ، ولا حال ، بل امض معه حيث ذهب ، فالواجب تسليط العلم على الحال ، وتحكيمه عليه ، وأن لا يعارض به .

وهذا صعب جدا إلا على الصادقين من أرباب العزائم ، فلذلك كان من أنواع الرياضة .

ومتى تمرنت النفس عليه وتعودته صار خلقا ، وكثير من السالكين إذا لاحت له بارقة ، أو غلبه حال أو ذوق خلى العلم وراء ظهره ، ونبذه وراءه ظهريا ، وحكم عليه الحال ، هذا حال أكثر السالكين ، وهي حال أهل الانحراف الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا ، ولهذا عظمت وصية أهل الاستقامة من الشيوخ بالعلم والتمسك به .







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 10-04-2010, 06:31 PM رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين






قال : ورياضة خاصة الخاصة : تجريد الشهود ، والصعود إلى الجمع ، ورفض المعارضات ، وقطع المعاوضات .

أما تجريد الشهود ، فنوعان ، أحدهما : تجريده عن الالتفات إلى غيره ، والثاني : تجريده عن رؤيته وشهوده .

وأما الصعود إلى الجمع فيعني به الصعود عن معاني التفرقة إلى الجمع الذاتي ، وهذا يحتمل أمرين :

أحدهما : أن يصعد عن تفرقة الأفعال إلى وحدة مصدرها .

والثاني : أن يصعد عن علائق الأسماء والصفات إلى الذات ، فإن شهود الذات [ ص: 475 ] بدون علائق الأسماء والصفات عندهم هو حضرة الجمع ، وهذا موضع مزلة أقدام ، ومضلة أفهام ، لا بد من تحقيقه ، فنقول :

التفرقة تفرقتان : تفرقة في المفعولات ، وتفرقة في معاني الأسماء والصفات ، والجمع جمعان : جمع في الحكم الكوني ، وجمع ذاتي .

فالجمع في الحكم الكوني : اجتماع المفعولات كلها في القضاء والقدر والحكم ، والجمع الذاتي : اجتماع الأسماء والصفات في الذات .

فالذات واحدة جامعة للأسماء والصفات .

والقدر جامع لجميع المقتضيات والمقدورات ، والشهود مترتب على هذا وهذا .

فشهود اجتماع الكائنات في قضائه وقدره وإن كان حقا فهو لا يعطي إيمانا ، فضلا عن أن يكون أعلى مقامات الإحسان ، والفناء في هذا الشهود : غايته فناء في توحيد الربوبية الذي لا ينفع وحده ، ولا بد منه .

وشهود اجتماع الأسماء والصفات ، في وحدة الذات : شهود صحيح ، وهو شهود مطابق للحق في نفسه .

وأما الصعود عن شهود تفرقة الأسماء والصفات وعلائقها إلى وحدة الذات المجردة فغايته أن يكون صاحبه معذورا لضيق قلبه ، وأما أن يكون محمودا في شهوده ذاتا مجردة عن كل اسم وصفة وعن علائقها فكلا ولما .

وأي إيمان يعطي ذلك ؟ وأي معرفة ؟ وإنما هو سلب ونفي في الشهود ، كالسلب والنفي في العلم والاعتقاد ، فنسبته إلى الشهود كنسبة نفي الجهمية وسلبهم إلى الأخبار ، لكن الفرق بينهما أن ذلك السلب في العلم والاعتقاد ، مخالف للحق الثابت في نفس الأمر ، وكذب على الله ، ونفي لما يستحقه من صفات كماله ونعوت جلاله ، ومعاني أسمائه الحسنى .

وأما هذا السلب : فنفي الشعور به للصعود منه إلى الجمع الذاتي مع الإيمان به ، والاعتراف بثبوته ، فهذا لون وذاك لون .

والكمال : شهود الأمر على ما هو عليه ، ويشهد الذات موصوفة بصفات الجلال ، منعوتة بنعوت الكمال ، وكلما كثر شهوده لمعاني الأسماء والصفات كان أكمل .

نعم قد يعذر في الفناء في الذات المجردة ، لقوة الوارد ، وضعف المحل عن شهود معاني الأسماء والصفات .

[ ص: 476 ] فتأمل هذا الموضع ، وأعطه حقه ، ولا يصدنك عن تحقيق ذلك ما يحيل عليه أرباب الفناء من الكشف والذوق ، فإنا لا ننكره ، بل نقر به ، ولكن الشأن في مرتبته ، وبالله التوفيق .

وأما رفض المعارضات فيحتمل أمرين .

أحدهما : ما يعارض شهوده الجمعي من التفرقات ، وهو مراده .

والثاني : ما يعارض إرادته من الإرادات ، وما يعارض مراد الله من المرادات ، وهذا أكمل من الأول ، وأعلى منه .

وأما قطع المعاوضات فهو تجريد المعاملة عن إرادة المعاوضة ، بل يجردها لذاته ، وأنه أهل أن يعبد ولو لم يحصل لعابده عوض منه ، فإنه يستحق أن يعبد لذاته لا لعلة ، ولا لعوض ولا لمطلوب ، وهذا أيضا موضع لا بد من تجريده .

فيقال : ملاحظة المعاوضة ضرورية للعامل ، وإنما الشأن في ملاحظة الأعواض وتباينها ، فالمحب الصادق الذي قد تجرد عن ملاحظة عوض قد لاحظ أعظم الأعواض ، وشمر إليها ، وهي قربه من الله ووصوله إليه ، واشتغاله به عما سواه ، والتنعم بحبه ولذة الشوق إلى لقائه ، فهذه أعواض لا بد للخاصة منها ، وهي من أجل مقاصدهم وأغراضهم ، ولا تقدح في مقاماتهم ، وتجريد عبودياتهم ، بل أكملهم عبودية أشدهم التفاتا إلى هذه الأعواض .

نعم طلب الأعواض المنفصلة المخلوقة من الجاه ، والمال ، والرياسة ، والملك أو طلب الحور العين والقصور والولدان ، ونحو ذلك بالنسبة إلى تلك الأعواض التي تطلبها الخاصة معلولة ، وهذا لا شك فيه إذا تجرد طلبهم لها .

أما إذا كان مطلوبهم الأعظم الذاتي هو قربه والوصول إليه ، والتنعم بحبه ، والشوق إلى لقائه ، وانضاف إلى هذا طلبهم لثوابه المخلوق المنفصل فلا علة في هذه العبودية بوجه ما ، ولا نقص ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم حولها ندندن يعني الجنة ، وقال [ ص: 477 ] إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس ، فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة ، وفوقه عرش الرحمن ، ومنه تفجر أنهار الجنة .

ومعلوم أن هذا مسكن خاصة الخاصة ، وسادات العارفين ، فسؤالهم إياه ليس علة في عبوديتهم ، ولا قدحا فيها .

وقد استوفينا ذكر هذا الموضع في ( كتاب سفر الهجرتين ) عند الكلام على علل المقامات .

ويحتمل أن يريد الشيخ بقطع المعاوضات أن تشهد أن الله ما أعطاك شيئا معاوضة ، بل إنما أعطاك تفضلا وإحسانا ، لا لعوض يرجوه منك ، كما يكون عطاء العبد للعبد ، وإنما نتكلم فيما من العبد ، مما يؤمر بالتجرد عنه ، كتجرده عن التفرقة والمعاوضة ، فهذا أليق المعنيين بكلامه ، والله أعلم .










آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 10-04-2010, 08:24 PM رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين

فصل منزلة الحزن

ومن منازل إياك نعبد وإياك نستعين منزلة الحزن

وليست من المنازل المطلوبة ، ولا المأمور بنزولها ، وإن كان لا بد للسالك من نزولها ، ولم يأت الحزن في القرآن إلا منهيا عنه ، أو منفيا .

فالمنهي عنه كقوله تعالى
ولا تهنوا ولا تحزنوا وقوله : ولا تحزن عليهم في غير موضع ، وقوله : لا تحزن إن الله معنا والمنفي كقوله : فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون .

[ ص: 501 ] وسر ذلك أن الحزن موقف غير مسير ، ولا مصلحة فيه للقلب ، وأحب شيء إلى الشيطان أن يحزن العبد ليقطعه عن سيره ، ويوقفه عن سلوكه ، قال الله تعالى
إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا ونهى النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثة أن يتناجى اثنان منهم دون الثالث ، لأن ذلك يحزنه . فالحزن ليس بمطلوب ، ولا مقصود ، ولا فيه فائدة ، وقد استعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن فهو قرين الهم ، والفرق بينهما أن المكروه الذي يرد على القلب ، إن كان لما يستقبل أورثه الهم ، وإن كان لما مضى أورثه الحزن ، وكلاهما مضعف للقلب عن السير ، مقتر للعزم .

ولكن نزول منزلته ضروري بحسب الواقع ، ولهذا يقول أهل الجنة إذا دخلوها
الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن فهذا يدل على أنهم كان يصيبهم في الدنيا الحزن ، كما يصيبهم سائر المصائب التي تجري عليهم بغير اختيارهم .

وأما قوله تعالى
ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا أن لا يجدوا ما ينفقون فلم يمدحوا على نفس الحزن ، وإنما مدحوا على ما دل عليه الحزن من قوة إيمانهم ، حيث تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعجزهم عن النفقة ، ففيه تعريض بالمنافقين الذين لم يحزنوا على تخلفهم ، بل غبطوا نفوسهم به .

وأما قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ما يصيب المؤمن من هم ولا نصب ولا حزن إلا كفر الله به من خطاياه فهذا يدل على أنه مصيبة من الله يصيب بها العبد ، [ ص: 502 ] يكفر بها من سيئاته ، لا يدل على أنه مقام ينبغي طلبه واستيطانه .

وأما حديث هند بن أبي هالة في صفة النبي صلى الله عليه وسلم إنه كان متواصل الأحزان فحديث لا يثبت ، وفي إسناده من لا يعرف .

وكيف يكون متواصل الأحزان ، وقد صانه الله عن الحزن على الدنيا وأسبابها ، ونهاه عن الحزن على الكفار ، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ؟ فمن أين يأتيه الحزن ؟ .

بل كان دائم البشر ، ضحوك السن ، كما في صفته " الضحوك القتال " صلوات الله وسلامه عليه .

وأما الخبر المروي " إن الله يحب كل قلب حزين " فلا يعرف إسناده ، ولا من رواه ، ولا تعلم صحته .

وعلى تقدير صحته فالحزن مصيبة من المصائب ، التي يبتلي الله بها عبده ، فإذا ابتلى به العبد فصبر عليه ، أحب صبره على بلائه .

وأما الأثر الآخر " إذا أحب الله عبدا نصب في قلبه نائحة ، وإذا أبغض عبدا جعل في قلبه مزمارا " فأثر إسرائيلي ، قيل : إنه في التوراة ، وله معنى صحيح ، فإن المؤمن حزين على ذنوبه ، والفاجر لاه لاعب ، مترنم فرح .

[ ص: 503 ] وأما قوله تعالى عن نبيه إسرائيل
وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم فهو إخبار عن حاله بمصابه بفقد ولده ، وحبيبه ، وأنه ابتلاه بذلك كما ابتلاه بالتفريق بينه وبينه .

وأجمع أرباب السلوك على أن حزن الدنيا غير محمود إلا
أبا عثمان الحيري ، فإنه قال : الحزن بكل وجه فضيلة ، وزيادة للمؤمن ، ما لم يكن بسبب معصية ، قال : لأنه إن لم يوجب تخصيصا ، فإنه يوجب تمحيصا .

فيقال : لا ريب أنه محنة وبلاء من الله ، بمنزلة المرض والهم والغم ، وأما إنه من منازل الطريق فلا ، والله سبحانه أعلم .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 10-04-2010, 08:24 PM رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين

قال صاحب المنازل : الحزن توجع لفائت ، وتأسف على ممتنع .

يريد أن ما يفوت الإنسان قد يكون مقدورا له ، وقد لا يكون ، فإن كان مقدورا توجع لفوته ، وإن كان غير مقدور تأسف لامتناعه .

قال : وله ثلاث درجات ، الأولى : حزن العامة ، وهو حزن على التفريط في الخدمة ، وعلى التورط في الجفاء ، وعلى ضياع الأيام .

التفريط في الخدمة عندهم فوق التفريط في العمل وتضييعه ، بل هذا الحزن يكون مع القيام والعمل ، فإن الخدمة عندهم من باب الأخلاق والآداب ، لا من باب الأفعال ، وهي حق العبودية ، وأدبها وواجبها ، وصاحب هذا الحزن بالأولى : أن يحزن لتضييع العمل .

وأما التورط في الجفاء فهو أيضا أخص من المعصية بارتكاب المحظور لأنه قد يكون لفقد أنس سابق مع الله ، فإذا توارى عنه تورط في الجفوة ، فإن الشيخ ذكر الحزن في قسم الأبواب وهو عنده من قسم البدايات .

وأما تضييع الأيام فنوعان أيضا : تضييعها بخلوها عن الطاعات ، وتضييعها [ ص: 504 ] بخلوها عن مواجيد الإيمان ، وذوق حلاوته ، والأنس بالله ، وحسن الصحبة معه .

فكل واحد من الثلاثة نوعان لأهل البداية ، وللسالكين المتوسطين . وكلامه يعم النوعين ، وإن كان بالثاني أخص .

قال : الدرجة الثانية حزن أهل الإرادة ، وهو حزن على تعلق القلب بالتفرقة ، وعلى اشتغال النفس عن الشهود ، وعلى التسلي عن الحزن .

تعلق القلب بالتفرقة : هو عدم الجمعية في الحضور مع الله ، وتشتيت الخواطر في أودية المرادات .

وأما اشتغال النفس عن الشهود فهو نوعان : اشتغالها عن الذكر الذي يوجب الشهود ويثمره بغيره .

والثاني : اشتغالها عن الشهود ، لضعف الذكر ، أو لضعف القلب عن الشهود ، أو لمانع آخر ، ولكن إذا قهر الشهود النفس لم تتمكن من التشاغل عنه إلا بقاهر يقهرها عنه .

وأما التسلي عن الحزن فيعني أن وجود الحزن في القلب دليل على الإرادة والطلب ، ففقده والتسلي عنه نقص ، فيحزن على فقد الحزن ، كما يبكي على فقد البكاء ، ويخاف من عدم الخوف ، وهذا فيه نظر ، وإنما يحمد الحزن على فقد الحزن ، أما إذا اشتغل عن الحزن بفرح محمود وهو الفرح بفضل الله ورحمته فلا معنى للحزن على فوات الحزن .

قال صاحب المنازل : وليست الخاصة من مقام الحزن في شيء ، لأن الحزن فقد ، والخاصة أهل وجدان .

وهذا إن أراد به أنه لا ينبغي لهم تعمد الحزن فصحيح ، وإن أراد به لا يعرض لهم حزن فليس كذلك ، والحزن من لوازم الطبيعة ، ولكن ليس هو بمقام .

قال : الدرجة الثالثة من الحزن التحزن للمعارضات دون الخواطر [ ص: 505 ] ومعارضات القصود ، واعتراضات الأحكام .

هذه ثلاثة أمور ، بحسب الشهود والإرادة .

الأول : حزن المعارضات ، فإن القلب يعترضه وارد الرجاء مثلا ، فلم ينشب أن يعارضه وارد الخوف ، وبالع** ، ويعترضه وارد البسط ، فلم ينشب أن يعترضه وارد القبض ، ويرد عليه وارد الأنس ، فيعترضه وارد الهيبة ، فيوجب له اختلاف هذه المعارضات عليه حزنا لا محالة .

وليست هذه المعارضات من قبيل الخواطر ، بل هي من قبيل الواردات الإلهية ، فلذلك قال " دون الخواطر " فإن معارضات الخواطر غير هذا .

وعند القوم هذا من آثار الأسماء والصفات ، واتصال أشعة أنوارها بالقلب ، وهو المسمى عندهم بالتجلي .

وأما معارضات القصود فهي أصعب ما على القوم ، وفيه يظهر اضطرارهم إلى العلم فوق كل ضرورة ، فإن الصادق يتحرى في سلوكه كله أحب الطرق إلى الله ، فإنه سالك به وإليه ، فيعترضه طريقان لا يدري أيهما أرضى لله وأحب إليه ، فمنهم من يحكم العلم بجهده استدلالا ، فإن عجز فتقليدا ، فإن عجز عنهما سكن ينتظر ما يحكم له به القدر ، ويخلي باطنه من المقاصد جملة .

ومنهم من يلقي الكل على شيخه ، إن كان له شيخ .

ومنهم من يلجأ إلى الاستخارة والدعاء ، ثم ينتظر ما يجري به القدر .

وأصحاب العزائم يبذلون وسعهم في طلب الأرضى علما ومعرفة ، فإن أعجزهم قنعوا بالظن الغالب ، فإن تساوى عندهم الأمران ، قدموا أرجحهما مصلحة .

ولترجيح المصالح رتب متفاوتة ، فتارة تترجح بعموم النفع ، وتارة تترجح بزيادة الإيمان ، وتارة تترجح بمخالفة النفس ، وتارة تترجح باستجلاب مصلحة أخرى لا تحصل من غيرها ، وتارة تترجح بأمنها من الخوف من مفسدة لا تؤمن في غيرها .

فهذه خمس جهات من الترجيح ، قل أن يعدم واحدة منها .

فإن أعوزه ذلك كله تخلى عن الخواطر جملة ، وانتظر ما يحركه به محرك القدر [ ص: 506 ] ، وافتقر إلى ربه افتقار مستنزل ما يرضيه ويحبه ، فإذا جاءته الحركة استخار الله ، وافتقر إليه افتقارا ثانيا ، خشية أن تكون تلك الحركة نفسية أو شيطانية ، لعدم العصمة في حقه ، واستمرار المحنة بعدوه ، ما دام في عالم الابتلاء والامتحان ، ثم أقدم على الفعل .

فهذا نهاية ما في مقدور الصادقين .

ولأهل الجهاد في هذا من الهداية والكشف ما ليس لأهل المجاهدة ، ولهذا قال الأوزاعي و ابن المبارك : إذا اختلف الناس في شيء فانظروا ما عليه أهل الثغر ، يعني أهل الجهاد ، فإن الله تعالى يقول والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين .

وأما اعتراضات الأحكام فيجوز أن يريد بالأحكام الأحكام الكونية ، وهو أظهر ، وأن يريد بها الأحكام الدينية ، فإن أرباب الأحوال يقع منهم اعتراضات على الأحكام الجارية عليهم بخلاف ما يريدونه ، فيحزنون عند إدراكهم لتلك الاعتراضات على ما صدر منهم من سوء الأدب . وتلك الاعتراضات هي إرادتهم خلاف ما جرى لهم به القدر ، فيحزنون على عدم الموافقة ، وإرادة خلاف ما أريد بهم .

وإن كان المراد به الأحكام الدينية فإنهم تعرض لهم أحوال لا يمكنهم الجمع بينها وبين أحكام الأمر كما تقدم فلا يجدون بدا من القيام بأحكام الأمر ، ولا بد أن يعرض لهم اعتراض خفي أو جلي ، بحسب انقطاعهم عن الحال بالأمر ، فيحزنون لوجود [ ص: 507 ] هذه المعارضة ، فإذا قاموا بأحكام الأمر ، ورأوا أن المصلحة في حقهم ذلك ، وحمدوا عاقبته حزنوا على تسرعهم على المعارضة . فالتسليم لداعي العلم واجب ، ومعارضة الحال من قبيل الإرادات والعلل ، فيحزن على نفيهما فيه ، والله أعلم .

لنا عوووووووووودة
فالكتاب فصوله كثيرة تحتاج لوقت وجهد






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 10-04-2010, 09:23 PM رقم المشاركة : 46
معلومات العضو
أحمد اسماعيل

الصورة الرمزية أحمد اسماعيل

إحصائية العضو







أحمد اسماعيل غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين

نووور .. جزاك الله كل خير


طرح قيم ادعوا الله ان يجعل فائدته فى ميزان حسناتك

تسلمى على طرحك القيم

دعواتى لك بالصحة والعافية






آخر مواضيعي 0 مباراة الأهلي ووفاق سطيف الجزائري
0 دعاء يوم الجمعة
0 روسيا تسلم محطة تشيرنوبل النووية إلي أوكرانيا
0 دعاء آخر يوم في شعبان
0 فضل الصيام
رد مع اقتباس
قديم 10-04-2010, 09:51 PM رقم المشاركة : 47
معلومات العضو
همس الليالي

الصورة الرمزية همس الليالي

إحصائية العضو








همس الليالي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين

الســـــــلام عليكم

نـــور
طـــرح قيــم ومجهووود رااائع
جعله الله في ميزان حسناتك
بارك الله فيـــكِ وكتب لكِ الأجر

وأجزل لكِ المثوبه
دمتي في طـاعة الله






آخر مواضيعي 0 الجز على الأسنان
0 عجباً لغافلٍ والأهوال تنتظره !
0 افعى المامبا السوداء
0 صور سلق الصيد
0 من أحاديث الهابطين
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:44 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator