ذات يوم نصحني أحدهم قائلاً :
إن لم تكن ذئباً
أكلتك الذئاب
وطلبم مني
أن أفكر في الاستفادة من هذا المثل الشهير
في حياتي
كي أعيش في عالمي بقوة وثبات
فكرت في كلامه
وهممت بأن أبدأ بالتدرب كي أصير ذئباً
لأن الذئاب والمخادعين
منتشرون حولي دائماً
وعانيت منهم كثيراً .
حاولت أن أرسم مخططاً
لأعيش فيه كذئب في عالمي القاسي
الذي باتت تحكمه شريعة الغاب تماماً
يأكل فيه القوي الضعيف
ويمسحه من الوجود
ويبني سعادته ومجده على حساب ذلك الضعيف
درست طريقة تفكير الذئاب
حيث الهجوم المفاجئ
والمكر والخداع
والمراوغة
قبل غرز الأنياب في اللحم بلا شفقة ولا رحمة
لكنني وجدت الذئب هنا أكثر رحمة
من كائن جديد يظهر بقوة اليوم
ألا وهو الذئب البشري .
كائن يشبهنا
له جلدنا نفسه وتكويننا نفسه ،
مظهر خارجي رائع
ومميز
ولسان عذب وكلمات منمقة .
ولكن قلبه قلب ذئب
يخدعك بطريقة عصرية
ويصطادك بأنياب غدره فجأة
ودون سابق إنذار.
وهكذا حاولت أن أدرس طريقة تفكير الكائنين معاً
بدأت أولاً بتغيير طريقة تفكيري العاطفية
وشهوة مقنعة بقناع من الحب والصدق
ثم بدأت بالاهتمام بمظهري الخارجي
تجمع بين الرزانة والحيوية
وبعدها تعلمت بعض الحيل والخدع الكلامية
وكنت فقط أضع اللمسات الأولية
وشعرت بأنني أنظر إلى أعماقي
سجينة في جسد آخر غير جسدي.
راجعت كل ما مر بي من أحداث طوال حياتي ،
تذكرت كل شخص خانني ومكر بي وخدعني
أنا لست ذِئباً أنا إنسان !
أن أكون بعون أخي الإنسان ،
مهما فعلتم يا ذئاب البشر ،