مجرد أفكار... حماسية
إسماعيل هنية قال:"والله لو علّقونا على المشانق، وأسالوا دماءنا في الشوارع والطرقات، ومزقونا إلى أشلاء، فإننا لن نتنازل عن فلسطين أو القدس أو حرية أسرانا، ولن تأخذوا منا موقفاً يسيء لشعبنا ومقاومتنا"
أي أنه لم يقل:والله لو علقونا..وأسالوا..ومزقونا..فإ ننا لن نقبل بالهدنة.
يوجد فرق شاسع...لم تلحظه العقول الفتية الغضة للبعض.
إذاً فالأمر لا يتعلق بقبول أو عدم قبول حماس لهدنة جديدة.
بل برضوخ حماس ومعها من لم يرضخ من الفلسطينيين بشروط الصهاينة عبر قبول الكيان الصهيوني بوضعه القائم حالياً " عاصمته القدس - المستوطنات على حالها - الأسرى في سجونهم تخرجهم أو تبقيهم حكومة العدو على راحتها أو بعد مفاوضات مسرحية "..
وبالمقابل قبول "فلسطين" بالمواصفات التالية:
- "دولة".. "قابلة للحياة".
الدولة دولة منقوصة السيادة لا تستطيع امتلاك جيش إلا كقوات أمنية لحماية الصهاينة.
لها معبر يربط بين أقليميها يسيطر عليه الصهاينة.
قابلة للحياة حسب الفهم الصهيوني لحياة الفلسطيني فيها.
- "دولة" خالية من العنف.
وبالتالي خالية من حركة حماس - التي فازت بشرعية الانتخابات كقوة معترف بها شعبياً وقانونياً - والجهاد وكل حركة تدعو أو دعت إلى الكفاح المسلح وآمنت بفلسطين التاريخية. أي تفريغ فلسطين من شريحة كبيرة من سكانها الأصليين أو تفريغ رؤوس هؤلاء من عقيدة فلسطين التاريخية.
-"دولة" بحكومة تُفصّل على مقاس أمريكا والكيان الصهيوني.
حكومة لا تهمها مصالح شعبها قدر ما يهمها امتلاء أرصدتها في البنوك.
أقصى مصادر يمتلك الصهاينة فيه السيادة تحت الأرض وفي السماء..- شوفوا المسخرة - ويستطيعون فيه أن يتصلوا بيهوه متى شاؤوا في باحته.
هذه هي فلسطين التي قال هنية أنه يفضّل الموت على القبول بها.
بالنسبة للضربة الجوية.
الضربة حدثت بعد خديعة كبرى وقعت فيها قيادة حماس شارك فيها من شارك بشكل أو بآخر.
ورغم ذلك فلم تحقق هذه الضربة أهدافها.
الضربة كانت تستهدف تقويض أركان النظام السياسي والعسكري والأمني لحماس أو على الأقل خلخلة هذا النظام.
هل يستطيع أحد ان يقنعني أو يقنع نفسه أن أكثر من ستين طائرة لواحد من أكبر وأحدث أسلحة الجو في العالم يقوم بعملية كهذه من أجل قتل أفراد جهاز شرطة مدنية حمساويين كانوا أم غير ذلك.
العملية كانت تستهدف قيادات حماس على أعلى المستويات..وهي فشلت بتحقيق هذا الهدف بعد أن ضربت كل ما يمكن ضربه من مراكز حماس الحساسة.
ما معنى أن تعيد القوات الجوية لجيش ما في حرب ما قصف المواقع - المدمرة أصلاً - التي قصفتها سابقاً..؟
معنى ذلك أنه لم تبق أهداف جديدة للقصف وأن الهدف الأول من العلملية لم يتحقق.
وبالنسبة للهدف الآخر وهو " تحقيق الصدمة والرعب "
فقد فشلت فيه هذه الضربة أيضاً..ذلك أن عناصر الشرطة والأمن الذين قصفت مراكزهم لم يتخلوا عن واجباتهم بل انتشروا فوراً في الشوارع ليقوموا بمهامهم وبقيت الاتصالات قائمة بينهم كجهاز واحد بشكل وبآخر في ظروف حرب.
وهذه قدرة على التنظيم يشار إليها بالبنان وانتصار لهذه الأجهزة أكثر منه انكسار.
هوامش:
- بعد أن أعلن قادة العدو في اليوم الأول أن العملية قد تستمر طويلاً عادوا ليقولوا إنهم لا يرغبون بحرب طويلة الأمد مع حماس.
= هذا بمفعول الصواريخ " العبثية " التي أطلقها " أشقياء حماس " على أهداف أبعد مما تصوره قادة العدو.
- قبل حماس وتحرير غزة لم يضطر الصهاينة لمثل كل هذا الاستعداد وهذا العدد الكبير من الطائرات للتمهيد لاجتياح بري واسعاً كان أم محدوداً.
= هذا يعني أن داخل قطاع غزة قوة برية يمكن أن يعتمد عليها نسبياً,والدليل أن العدو حسب لها حساباً.
- لا أعرف ولكنني أتمنى أن تكون حماس تمتلك قذائف مضادة للدبابات قادرة على اختراق دروع الميركافا.
= 200 قذيفة من هذا النوع تكفي لصد الهجوم الصهيوني بدباباته..على العرب أن يخجلوا من أنفسهم إذا لم يؤمنوا لحماس هذه القذائف أو لم يكونوا قد " سربوها " لهم من قبل .
- من أسباب عدم قدرة الصهاينة على تحقيق حسم ضد حزب الله في لبنان عام 2006 أن المدنيين وجدوا ملاذاً في مساحة لبنان الشاسعة وفي سورية فتعززت قدرة العنصر المدني على تحمل الحرب.
= أتمنى أن يجد فلسطينيو القطاع مثل هذا العمق خلف المعبر قبل أن ييأس الصهاينة من الحسم مع حماس فيتجهون إلى ضرب تجمعات سكنية وإحداث مذابح كبرى كعادتهم عند الفشل عسكرياً.
هذه مجر أفكار..
- أنا لا أطلب ممن يفكرون أن يقتنعوا بها..أطلب منهم فقط أن يبنوا أفكارهم على قواعد من المنطق و القليل القليل من الحياد...مع "حفنة انسانية"..لا أكثر.
لست حمساوياً..ولا إسلاموياً -كما يحلو لمستنبطي هذا المصطلح-..
وليست لي لحية ولا عمامة ولاحتى شنب.
ولكنني أعرف أن الله يسمع ويرى وسوف يحاسب من يثبط الهمم كما يحاسب من يتولى عن الزحف سواء.
اللهم انصرهم
يااااااااااااااااااااااار ب
م0ن