العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > رمضان شهر الخير

رمضان شهر الخير منتدى يطرح كل ما يخص شهر مضان الكريم من صوتيات ومحاضرات و لقاءات رمضانية .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 09-04-2009, 11:31 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي الصوم لي وأنا أجزي به "

" الصوم لي وأنا أجزي به "
ابوخديجة الهاشمي
عن أبي هريرة : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( يقول الله عز و جل الصوم لي وأنا أجزي به يدع شهوته وأكله وشربه من أجلي والصوم جنة وللصائم فرحتان فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ). [أخرجه البخاري رقم 1894، 1904 ومسلم رقم 1151].

* ورمضان مشتق من الإرماض أي الإحراق وقد رمض يرمض رمضا من حد علم أي احترق وأرمضه غيره والرمضاء الحجارة المحماة وفي المثل كالمستغيث من الرمضاء بالنار يضرب لمن استغاث من ظالم إلى من هو أظلم منه أو نفر من أمر شديد إلى أمر أشد منه وسمي هذا الشهر به لأنه يحرق الذنوب أي يمحوها وفي اشتقاقه وجوه أخر نذكرها تتميما للفائدة أحدها أنه مشتق من قولهم سكين رميض أي حاد فعيل بمعنى فعول وقد رمضته أرمضه رمضا من حد ضرب أي حددته سمي به الشهر لأنه يهيج القلوب والنفوس على الاستكثار من الخيرات والطاعات ووجه آخر أنه من قولهم أتيت فلانا فلم أصبه فرمضته ترميضا وهو أن تنتظر شيئا سمي به لأن المؤمنين ينتظرون الكرامات فيه ويتوقعون المثوبات ووجه آخر أنه من قولهم رمضت الظبي إذ اتبعته وسقته في الرمل الذي اشتد حره لترمض قوائمه فتتفسخ فيقف فتأخذه سمي به الشهر لأن المؤمن يؤمر بالصوم والقيام فيجوع ويعطش بالنهار ويتعب ويسهر بالليل فيعجز فيقف عن اتباع الشهوات وطلب اللذات فيخلص لله تعالى ولذلك قال { الصوم لي وأنا أجزي به } فإن الصيام يخلص لي كما يخلص ذلك الظبي للصائد إذا انقطع سعيه وظهر عجزه . طلبة الطلبة في الاصطلاحات الفقهية - ( ص 60).

* قد أكثر الناس في تأويل هذا الحديث وأنه لم خص الصوم والجزاء عليه بنفسه عز وجل وإن كانت العبادات كلها له وجزاؤها منه وذكروا فيه وجوها مدارها كلها على أن الصوم سر بين الله والعبد لا يطلع عليه سواه فلا يكون العبد صائما حقيقة إلا وهو مخلص في الطاعة وهذا وأن كان كما قالوا فإن غير الصوم من العبادات يشاركه في سر الطاعة كالصلاة على غير طهارة أو في ثوب نجس ونحو ذلك من الأسرار المقترنة بالعبادات التي لا يعرفها إلا الله وصاحبها . وأحسن ما سمعت في تأويل هذا الحديث أن جميع العبادات التي يتقرب بها العباد إلى الله عز وجل - من صلاة وحج وصدقة واعتكاف وتبتل ودعاء وقربان وهدي وغيرذلك من أنواع العبادات - قد عبد المشركون بها آلهتهم وما كانوا يتخذونه من دون الله أندادا ولم يسمع أن طائفة من طوائف المشركين وأرباب النحل في الأزمان المتقادمة عبدت آلهتها بالصوم ولا تقربت إليها به ولا عرف الصوم في العبادات إلا من جهة الشرائع فلذلك قال الله عز وجل : الصوم لي وأنا أجزي به : أي لم يشاركني أحد فيه ولا عبد به غيري فأنا حينئذ أجزي به وأتولى الجزاء عليه بنفسي لا أكله إلى أحد من ملك مقرب أو غيره على قدر اختصاصه بي. النهاية في غريب الأثر - (ج 1 / ص 748)و لسان العرب(ج 14 / ص 145).

* ولما كانت الأعمال كلها لله وهو الذي يجزي بها ، اختلف العلماء في قوله : ( الصيام لي وأنا أجزي به ) لماذا خص الصوم بذلك ؟ وقد ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله من كلام أهل العلم عشرة أوجه في بيان معنى الحديث وسبب اختصاص الصوم بهذا الفضل ، وأهم هذه الأوجه ما يلي :
1- أن الصوم لا يقع فيه الرياء كما يقع في غيره ، قال القرطبي :لما كانت الأعمال يدخلها الرياء ، والصوم لا يطلع عليه بمجرد فعله إلا الله فأضافه الله إلى نفسه ولهذا قال في الحديث : (يدع شهوته من أجلي) . وقال ابن الجوزي : جميع العبادات تظهر بفعلها وقل أن يسلم ما يظهر من شوب ( يعني قد يخالطه شيء من الرياء) بخلاف الصوم .
2- أن المراد بقوله : ( وأنا أجزى به ) أني أنفرد بعلم مقدار ثوابه وتضعيف حسناته . قال القرطبي : معناه أن الأعمال قد كشفت مقادير ثوابها للناس وأنها تضاعف من عشرة إلى سبعمائة إلى ما شاء الله إلا الصيام فإن الله يثيب عليه بغير تقدير . ويشهد لهذا رواية مسلم (1151) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، قال الله عز وجل : إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) أي أجازي عليه جزاء كثيرا من غير تعيين لمقداره ،وهذا كقوله تعالى إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) .
3- أن معنى قوله : ( الصوم لي ) أي أنه أحب العبادات إلي والمقدم عندي . قال ابن عبد البر : كفى بقوله : ( الصوم لي ) فضلا للصيام على سائر العبادات . وروى النسائي (2220) عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( عليك بالصوم ، فإنه لا مثل له ) . صححه الألباني في صحيح النسائي .
4- أن الإضافة إضافة تشريف وتعظيم ، كما يقال : بيت الله ، وإن كانت البيوت كلها لله . قال الزين بن المنير : التخصيص في موضع التعميم في مثل هذا السياق لا يفهم منه إلا التعظيم والتشريف .وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :" وهذا الحديث الجليل يدل على فضيلة الصوم من وجوه عديدة :الوجه الأول : أن الله اختص لنفسه الصوم من بين سائر الأعمال، وذلك لشرفه عنده ، ومحبته له ، وظهور الإخلاص له سبحانه فيه ، لأنه سر بين العبد وربه لا يطلع عليه إلا الله . فإن الصائم يكون في الموضع الخالي من الناس متمكنا من تناول ما حرم الله عليه بالصيام ، فلا يتناوله ؛ لأنه يعلم أن له ربا يطلع عليه في خلوته ، وقد حرم عليه ذلك ، فيتركه لله خوفا من عقابه ، ورغبة في ثوابه ، فمن أجل ذلك شكر الله له هذا الإخلاص ، واختص صيامه لنفسه من بين سائر أعماله ولهذا قال : ( يدع شهوته وطعامه من أجلي ) . وتظهر فائدة هذا الاختصاص يوم القيامة كما قال سفيان بن عيينة رحمه الله : إذا كان يوم القيامة يحاسب الله عبده ويؤدي ما عليه من المظالم من سائر عمله حتى إذا لم يبق إلا الصوم يتحمل الله عنه ما بقي من المظالم ويدخله الجنة بالصوم .
الوجه الثاني : أن الله قال في الصوم : (وأنا أجزي به) فأضاف الجزاء إلى نفسه الكريمة ؛ لأن الأعمال الصالحة يضاعف أجرها بالعدد ،الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، أما الصوم فإن الله أضاف الجزاء عليه إلى نفسه من غير اعتبار عدد ، وهو سبحانه أكرم الأكرمين وأجود الأجودين ، والعطية بقدر معطيها . فيكون أجر الصائم عظيما كثيرا بلا حساب . والصيام صبر على طاعة الله ، وصبر عن محارم الله ، وصبر على أقدار الله المؤلمة من الجوع والعطش وضعف البدن والنفس ، فقد اجتمعت فيه أنواع الصبر الثلاثة ، وتحقق أن يكون الصائم من الصابرين . وقد قال الله تعالى : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )الزمر/10 . .. " انتهى ."مجالس شهر رمضان" (ص 13) .والله أعلم . فتاوى الإسلام سؤال وجواب(ج 1 / ص 4978).

* " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " أي بغير تقدير.وقيل: يزاد على الثواب، لأنه لو أعطي بقدر ما عمل لكان بحساب.وقيل: " بغير حساب " أي بغير متابعة ولا مطالبة كما تقع المطالبة بنعيم الدنيا.و " الصابرون " هنا الصائمون، دليله قوله عليه الصلاة والسلام مخبرا عن الله عز وجل: " الصوم لي وأنا أجزي به " قال أهل العلم: كل أجر يكال كيلا ويوزن وزنا إلا الصوم فإنه يحثى حثوا ويغرف غرفا، وحكي عن علي رضي الله عنه. تفسير القرطبي - (ج 15 / ص 241).

* { إِنَّمَا يُوَفَّى الصابرون أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [ الزمر : 10 ] فما من طاعة إلا وأجرها مقدراً إلا الصبر ، ولأجل كون الصوم من الصبر قال تعالى : { الصوم لِى } فإضافة إلى نفسه. تفسير الرازي (ج 2 / ص 450).

* أن الصوم لا يظهر من ابن آدم في قول ولا عمل وإنما هو نية ينطوي عليها صاحبها ولا يعلمها إلا الله وليست مما تظهر فتكتبها الحفظة كما تكتب الذكر والصلاة والصدقة وسائر الأعمال لأن الصوم في الشريعة ليس بالإمساك عن الطعام والشراب لأن كل ممسك عن الطعام والشراب إذا لم ينو بذلك وجه الله ولم يرد أداء فرضه أو التطوع لله به فليس بصائم في الشريعة فلهذا ما قلنا إنه لا تطلع عليه الحفظة ولا تكتبه ولكن الله يعلمه ويجازي به على ما شاء من التضعيف.والصوم في لسان العرب أيضا الصبر إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب وقال أبو بكر بن الأنباري الصوم يسمى صبرا لأنه حبس النفس عن المطاعم والمشارب والمناكح والشهوات. التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد - (ج 19 / ص 60).


* ((الصوم لى)) :لا يتعبد به أحد غيرى أو هو سر بينى وبين عبدى.جمع الجوامع _ملتقى أهل الحديث(ج 1 / ص 8421).

* الصوم لي وأنا أجزي به و قد علمنا أن أعمال البر كلها لله تعالى وهو يجزي بها فنرى والله أعلم أنه إنما خص الصوم بأن يكون هو الذي يتولى جزاءه لأن الصوم لا يظهر من ابن آدم بلسان ولا فعل فتكتبه الحفظة و إنما هو نية بالقلب وإمساك عن حركة المطعم والمشرب والنكاح يقول : فأنا أتولى جزاءه على ما أحب من التضعيف وليس على كتاب كتب له ومما يبين ذلك قوله عليه السلام : ليس في الصوم رياء . وذلك أن الأعمال كلها لا تكون إلا بالحركات إلا الصوم خاصة فإنما هو بالنية التي قد خفيت على الناس فإذا نواها فكيف يكون ههنا رياء ؟ هذا عندي والله أعلم. غريب الحديث لابن سلام - (ج 1 / ص 326).

* (أن الله يقول إن الصوم لي) أي لا يتعبد به أحد غيري أو هو سر بيني وبين عبدي (وأنا أجزي به) صاحبه بأن أضاعف له الجزاء من غير عدد ولا حساب (إن للصائم فرحتين إذا أفطر فرح) قال القاضي ثواب الصائم لا يقدر قدره ولا يقدر على إحصائه إلا الله فلذلك يتولى جزاءه بنفسه ولا يكله إلى ملائكته والموجب لاختصاص الصوم بهذا الفضل أمران أحدهما أن جميع العبادة مما يطلع عليه العباد والصوم سر بينه وبين الله يفعله خالصا لوجهه ويعامله به طالما لرضاه الثاني أن جميع الحسنات راجعة إلى صرف المال فيما فيه رضاه والصوم يتضمن كسر النفس وتعريض البدن للنقص والتحول مع ما فيه من الصبر على مضض الجوع وحرقة العطش فبينه وبينهما أمد بعيد لفراغه بغير قاطع أو لخلوصه لله أو بتوفيق الله له أو صومه وعونه ويحتمل أن يريد بفطره يوم موته فإن المؤمن صام عن لذاته المحرمة طول عمره فدهره في ذلك يوم موته وفطره في آخره وذلك حين فرحه بما يرى مما أعد الله له من الكرامات. فيض القدير - (ج 2 / ص 390).

* قال أبو عوانة: معنى قوله: الصوم لي وأنا أجزي به، هي إني أتولى ثوابه، إذ الصوم ليس يظهر من الصائم لحركة ولا فعل فيكتبه حفظتها، وإنما هو صبر عن الطعام والشراب، والله يقول: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}[سورة الزمر آية 10 ]، فهذا ثواب لا يحصى. مستخرج أبي عوانة - (ج 4 / ص 4).

* قال البيهقي:و قوله الصوم لي و أنا أجزي به فمعناه و الله أعلم أني العالم بجزائي و المالك له و ليس ذلك مما أخبرتكم به من أن الحسنة بعشر أمثالها و أن مثل النفقة في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة لكن جزاء الصوم يجل عن هذا كله و أنا أعلم به و إلي أمره و هذا لأن كل عمل يعمله ابن آدم من الطاعات فإنما هو تبرر لا تنقص من بدته شيئا إلا الصيام فإنه تعريض من الصائم نفسه للنقصان الذي قد يعف و قد يؤدي إلى الهلاك و الصائم بصيامة مؤثر للرجوع إلى ربه مستلم لذلك منشرح الصدر فكان صومه له عز اسمه من هذا الوجه. شعب الإيمان - البيهقي - (ج 3 / ص 294).

* أن في الصوم خصيصة ليست فى غيره، وهى إضافته إلى الله عز وجل حيث يقول سبحانه (1): " الصوم لى وأنا أجزى به " ، وكفى بهذه الإضافة شرفا ، كما شرف البيت بإضافته إليه فى قوله : { وطهر بيتي } [ الحج : 26 ] . وإنما فضل الصوم لمعنيين :
أحدهما : أنه سر وعمل باطن ، لا يراه الخلق ولا يدخله رياء .
الثاني : أنه قهر لعدو الله، لأن وسيلة العدو الشهوات، وإنما تقوى الشهوات بالأكل والشرب، وما دامت أرض الشهوات مخصبة، فالشياطين يترددون الى ذلك المرعى، وبترك الشهوات تضيق عليهم المسالك . وفى الصوم أخبار كثيرة تدل على فضله وهى مشهورة.مختصر منهاج القاصدين للمقدسي - (ج 1 / ص 35).

* قوله وأنا أجزي به بيان لكثرة ثوابه لأن الكريم إذا أخبر بأنه يتولى بنفسه الجزاء اقتضى عظمته وسعته وقال الكرماني تقديم الضمير للتخصيص أو للتأكيد والتقوية قلت يحتملهما لكن الظاهر من السياق الأول أي أنا أجازيه لا غيري بخلاف سائر العبادات فإن جزاءها قد يفوض إلى الملائكة وقد أكثروا في معنى قوله الصوم لي وأنا أجزي به وملخصه أن الصوم لا يقع فيه الرياء كما يقع في غيره لأنه لا يظهر من ابن آدم بفعله وإنما هو شيء في القلب. عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (ج 16 / ص 237).

* واختلف العلماء في معنى هذا الكلام مع ان الأعمال كلها له وهو الذي يجزي بها على أقوال أظهرها قولان أحدهما أن الصوم لا يقع فيه الرياء كما يقع في غيره ويؤيده حديث الصيام لا رياء فيه قال الله عز و جل هو لي وأنا أجزي به رواه البيهقي في شعب الإيمان من حديث أبي هريرة وسنده ضعيف والثاني أن جميع العبادات يوفى منها مظالم للعباد إلا الصيام روى البيهقي عن بن عيينة قال إذا كان يوم القيامة يحاسب الله عبده ويؤدي ما عليه من المظالم من عمله حتى لا يبقى له إلا الصوم فيتحمل الله ما بقي عليه من المظالم ويدخله بالصوم الجنة ويؤيده حديث كل العمل كفارة إلا الصوم الصوم لي وأنا أجزي به رواه أحمد وقيل سبب اضافته إلى الله تعالى أنه لم يعبد به أحد غير الله بخلاف السجود والصدقة والذكر وغير ذلك فان الكفار عظموا به أصنامهم ولم يعظموها بالصوم في عصر من الأعصار وقيل لأنه ليس للصائم ونفسه فيه حظ وقيل لأن الاستغناء عن الطعام من صفات الله تعالى فتقرب الصائم بما يتعلق بهذه الصفة وإن كانت صفات الله تعالى لا يشبهها شيء وقيل معناه أنا المنفرد بعلم مقدار ثوابه وتضعيف حسناته وغيره من العبادات أظهر سبحانه بعض مخلوقاته على مقدار. تنوير الحوالك (ج 1 / ص 227).

* وقد يفهم من الإتيان بصيغة الحصر في قوله إنما يذر الخ التنبيه على الجهة التي بها يستحق الصائم ذلك وهو الإخلاص الخاص به حتى لو كان ترك المذكورات لغرض آخر كالتخمة لا يحصل للصائم الفضل المذكور لكن المدار في هذه الأشياء على الداعي القوي الذي يدور معه الفعل وجودا وعدما ولا شك أن من لم يعرض في خاطره شهوة شيء من الأشياء طول نهاره إلى أن أفطر ليس هو في الفضل كمن عرض له ذلك فجاهد نفسه في تركه والمراد بالشهوة في الحديث شهوة الجماع لعطفها على الطعام والشراب.فتح الباري(ج 4 / ص 107).

* الصوم لي وأنا أجزي به قد ذكروا له معاني لكن الموافق للأحاديث أنه كناية عن تعظيم جزائه وأنه لا حد له وهذا هو الذي تفيده المقابلة في حديث ما من حسنة عملها بن آدم الا كتب له عشر حسنات إلى سبعمائه ضعف الا الصيام فإنه لي وأنا أجزى به وهذا هو الموافق لقوله تعالى انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب وذلك لأن اختصاصه من بين سائر الأعمال بأنه مخصوص بعظيم لا نهاية لعظمته ولاحد لها وأن ذلك العظيم هو المتولي لجزائه مما ينساق الذهن منه إلى أن جزاءه مما لا حد له ويمكن أن يقال على هذا معنى قوله لي أي أنا منفرد بعلم مقدار ثوابه وتضعيفه وبه تظهر المقابلة بينه وبين قوله كل عمل بن آدم له الا الصيام هو لي أي كل عمله له باعتبار أنه عالم بجزائه ومقدار تضعيفه إجمالا لما بين الله تعالى فيه الا الصوم فإنه الصبر الذي لا حد لجزائه جدا بل قال انما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب ويحتمل أن يقال معنى قوله كل عمل بن آدم له الخ أن جميع أعمال بن آدم من باب العبودية والخدمة فتكون لائقة له مناسبة لحاله بخلاف الصوم فإنه من باب التنزه عن الأكل والشرب والاستغناء عن ذلك فيكون من باب التخلق بأخلاق الرب تبارك وتعالى وأما حديث ما من حسنة عملها بن آدم الخ فيحتاج على هذا المعنى إلى تقدير بأن يقال كل عمل بن آدم جزاؤه محدود لأنه له أي على قدره الا الصوم فإنه لي فجزاؤه غيرمحصور بل أنا المتولي لجزائه على قدري والله تعالى أعلم.حاشية السندي على النسائي(ج 4 / ص 159).

* ( الصوم لي وأنا أجزي به ) الصوم في اللغة الإمساك في الجملة يقال صامت الريح إذا أمسكت عن الهبوب والصوم في الشريعة الإمساك عن الطعام والشراب والجماع مع انضمام النية إليه ولقائل أن يقول ما معنى إضافة الصوم إليه بقوله ( ( الصوم لي ) ) وجميع العبادات له فالجواب عنه من خمسة أوجه أحدها أنه إضافة تشريف كقوله تعالى ( وطهر بيتي ) الحج 26 وقوله ( ناقة الله ) الأعراف 73 والثاني أنه أضافه إليه لأنه أحب العبادات إليه يدل عليه أن في حديث أبي هريرة ( ( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي ) ) وكان المعنى هو المقدم عندي على غيره والثالث لمضاعفته جزاءه فالمعنى أن جميع الأعمال لها جزاء معلوم إلا الصوم فإني أضاعف جزاءه إلى ما لا يعلمه غيري ويشهد له قوله ( ( وأنا أجزي به ) ) وفي حديث أبي هريرة ( ( كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله تعالى إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) ) والرابع أن جميع العبادات تظهر وقل أن يسلم الظاهر من شوب ولهذا قال ( ( كل عمل ابن آدم له ) ) والمعنى لنفسه فيه حظ لظهوره والناس يثنون عليه بعبادته الظاهرة والصوم باطن فهو سليم والخامس أن المعنى أن الإستغناء عن المطعم والمشرب صفتي فكأن الصائم تقرب إلى الله عز وجل بما يشبه صفته ولا شبه. كشف المشكل من حديث الصحيحين (ج 1 / ص 789).

* قيل الغرماء يتعلقون بحسنات المفلس ما عدا الإيمان كما يترك له دست ثوب ، ويرد بأن هذا توقيفي فلا مدخل للقياس فيه ، وقيل ما عدا الصوم لخبر { الصوم لي } ويرده خبر مسلم أنهم يتعلقون حتى بالصوم. نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج - (ج 14 / ص 221).

* فهذا الحديث الشريف يدل على جملة فضائل ومزايا للصيام من بين سائر الأعمال منها:أن مضاعفته تختلف عن مضاعفة الأعمال الأخرى، فمضاعفة الصيام لا تنحصر بعدد، بينما الأعمال الأخرى تضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف.
ومنها أن الإخلاص في الصيام أكثر منه في غيره من الأعمال لقوله: "ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي".
ومنها أن الله اختص الصيام لنفسه من بين سائر الأعمال، وهو الذي يتولى جزاء الصائم لقوله: "الصوم لي وأنا أجزي به".
ومنها: حصول الفرح للصائم في الدنيا والآخرة، فرح عند فطره بما أباح الله له، وفرح الآخرة بما أعد الله له من الثواب العظيم، وهذا من الفرح المحمود لأنه فرح بطاعة الله كما قال تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا} [يونس 85].
ومنها: ما يتركه الصيام من آثار محبوبة عند الله وهي تغير رائحة فم الصائم بسبب الصيام، وهي آثار نشأت عن الطاعة فصارت محبوبة عند الله تعالى "ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك". إتحاف أهل الإيمان بدروس شهر رمضان - (ص 20).

* فهذا فيه امتحان للصائم في أنه ترك شهوته وملذوذاته ومحبوباته تقربا إلى الله سبحانه وتعالى وآثر ما يحبه الله على ما تحبه نفسه وهذا أبلغ أنواع التعبد وهذا من أعظم فوائد الصيام وكذلك الصيام يعود الإنسان على الإحسان وعلى الشفقة على المحاويج والفقراء لأنه إذا ذاق طعم الجوع وطعم العط فإن ذلك يرقق قلبه ويلين شعوره لإخوانه المحتاجين.المنتقى من فتاوى الفوزان(الدرس66 / ص 2).

* إن الصيام تحقيق لمقام الإحسان، وهو أيضا تحقيق لمقام الإخلاص، فإن المرء قد يرائي في كل أعمال البر، لكن لا يستطيع المراءاة في الصوم أبدا.ألم تر إلى نفسك وأنت وحدك في بيتك، لا أحد معك، وقد أغلقت عليك باب الغرفة، وفي الغرفة ماء بارد، ويكاد يقتلك العطش، ومع ذلك لا تستطيع أن تفطر أبدا؟ هذا هو تحقيق لمقام الإحسان! إن جبريل عليه السلام سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإحسان فأجابه صلى الله عليه وسلم وقال: ( أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) هذا هو تحقيق مقام الإحسان، فإن الصائم لا يستطيع أن يرائي أبدا بصيامه، بل يستطيع أن ينال مراده وهو وحده، بخلاف بقية أعمال البر. دروس للشيخ أبو إسحاق الحويني(الدرس 10 / ص 2).






آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 09-04-2009, 11:47 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أحمد اسماعيل

الصورة الرمزية أحمد اسماعيل

إحصائية العضو







أحمد اسماعيل غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الصوم لي وأنا أجزي به "

مرمرية




تقبل الله صيامكم وصالح اعمالك



تسلمى على طرحك القيم

دعواتى لكى بكل الخير






آخر مواضيعي 0 مباراة الأهلي ووفاق سطيف الجزائري
0 دعاء يوم الجمعة
0 روسيا تسلم محطة تشيرنوبل النووية إلي أوكرانيا
0 دعاء آخر يوم في شعبان
0 فضل الصيام
رد مع اقتباس
قديم 09-05-2009, 12:01 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ساجده

الصورة الرمزية ساجده

إحصائية العضو








ساجده غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الصوم لي وأنا أجزي به "

السلام عليكم

مرمر

جزاكى الله خيرا على طرحك القيم

أثابك المولى







آخر مواضيعي 0 أخلاق الكبار
0 ترويض وتهذيب النفس
0 قل يارب....
0 إلى أين أذهــب ؟؟؟
0 فكرت قبل كده ربنا خلق المخلوقات الشريرة ليه؟
رد مع اقتباس
قديم 09-05-2009, 03:06 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الصوم لي وأنا أجزي به "

جزانا الله واياكم خير

احمد

سلسبيلا







آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 09-06-2009, 09:04 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الصوم لي وأنا أجزي به "

يعرب

نورتينى







آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:18 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator