العودة   شبكة صدفة > المنتديات العامة > ابحاث علميه و دراسات

ابحاث علميه و دراسات Research , analysis, funding and data for the academic research and policy community , ابحاث , مواضيع للطلبة والطالبات،أبحاث عامة ،بحوث تربوية جاهزة ،مكتبة دراسية، مناهج تعليم متوسط ثانوي ابتدائي ، أبحاث طبية ،اختبارات، مواد دراسيه , عروض بوربوينت

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 04-05-2011, 04:06 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي قالوا عن جمال عبد الناصر


محمد نبيل الشيمي

جمال عبد الناصر لم يمت ... ولن يموت








عفوا لا احد فوق الموت فهو سنة الله في خلقه " كل من عليها فان" ولكن عندما أقول أن عبد الناصر لم يمت ولن يموت فأنى اقصد عبد الناصر الثائر الوطني- العف – النظيف – عبد الناصر الإنسان ...كنت قد كتبت مقالا بعنوان عبد الناصر في ذكرى مولده ... على موقعي بالحوار المتمدن وتغلبت عاطفتي على عقلي ولم اكتب كل ما جمعته عن مناقب وعطاء هذا الزعيم الخالد ... وقد يسأل البعض ما أسباب حبي لعبد الناصر ؟ .... أقول أنا ابن جيل تربى على قيم النخوة والاعتزاز بمصريته وعروبته ... أنا ابن جيل وفرت له ثورة عبد الناصر كل مقومات الحياة الحرة الكريمة من تعليم وفرص عمل وتأمين صحي وفضلا عن الإحساس بالعزة والكرامة ... واحمد الله أنى عشت عصر ناصر العظيم .
... أما لماذا عدت للكتابة عن ناصر ... يعود ذلك إلى مقاله السيد السفير بهي الدين الرشيدي تحت عنوان " عيد الناصر والثورة المضادة " الأهرام 3/2/2010 وتتعلق المقالة بما نشر من تعليقات حول مذكرات الطبيب مصطفى محمود والتي تضمنت فقرات تركزت كلها في الهجوم على ثورة يوليو وزعيمها ناصر من منطلق متطرف يهيل التراب على المرحلة الناصرية وادعاء إنها كانت ضد مصالح الشعب وإنها كانت مقبرة للحريات والكرامة ومرتعا للفساد والطغيان وإنها كانت مرحلة سيطر فيها أصحاب السلطة وعملاؤهم على مصادر الثروة فضلا عن أن السد العالي وتأميم القناة والإصلاح الزراعي.... كل هذه الانجازات لم تقدم خيرا لمصر ... استفزني هذا ووجدت أن من الإنصاف أن نتصدى لهذه الأقاويل المضللة الكاذبة التى تنم عن جهل وعصبية وكره وعدم الموضوعية .
وعلى الرغم من ادراكى أن الأقلام الظالمة لن تنال من الرجل إلا اننى كغيري من الناصرين وهم والحمد لله كثر على امتداد مصرنا الغالية ,,, وفى ربوع وطننا العربي الكبير ... وغيرهم من الذبن عرفوا ناصر وثورته على امتداد دول العالم الثالث ... رأيت أن أرد علبهم وليسمح لى القارئ فى البداية ان استعير بعضا مما كتب عن عبد الناصر من أشخاص لم يكونوا أبدا من الناصرين ولكن تكلموا بموضوعية وبرؤية عادلة فهذا سيد على الكاتب بالأهرام يقول في عموده الاسبوعى بالاهرام .
" لم أكن في حياته وبعد مماته ناصريا ولكن مع الأيام أترحم عليه وعلى أيامه وعلى كبرياء أمه"
.... كان جمال عبد الناصر بطلا ... وقائدا الهمة الله القدرة على القيادة بالعزيمة والشجاعة والاعتزاز بالنفس والإيمان بحق شعبه في العيش بكرامة وعزة .... كانت عقيدته الراسخة تؤكد على أن من حق كل مواطن على ارض مصر الحصول على حقه في الحياة وهو مرفوع الرأس بغير وساطة أو من ... كان عبد الناصر رحمه الله رجلا كغيره من أبناء مصر البررة المخلصين يعيش بين الناس حاملا همومهم وأتراحهم ويشاركهم أفراحهم وتطلعاتهم ... نجح بعبقرية يحسد عليها في تحرير المصريين من الخوف أولا سواء الخوف من القصر وأحزابه القمعية العميلة أو الخوف على نفوسهم ولقمة العيش ... نجح ناصر في ذلك من خلال أشعار المصريين بان كرامتهم استبيحت وحقوقهم أهدرت بسبب وجود مستعمر غاصب وملك فاسد وأحزاب رجعية تمثل الإقطاع ورأس المال الجشع ولكن بسبب ضعف الشعب عن المطالبة بحقوقه .... وهكذا نجح عبد الناصر في استخراج روح المقاومة الكامنة في نفوس المصريين ... يقول الكاتب الكبير الأستاذ السيد ياسين تحت عنوان ثورة يوليو في ميزان التقييم التاريخي ( الأهرام 30/7/2009 .)
هل كانت الثورة مجرد انقلاب عسكري قامت به حفنة من الضباط المغامرين كما تحذلق في وصفها بعض أساتذة القانون الدستوري فور قيامها . وكما ما زالت تصر على وصفها الكتابات الوفدية والاخوانية وهل صحيح أن الثورة حين قامت لم يكن لديها برنامج واضح المعالم وهل كان هدف الضباط الأحرار مجرد تغيير النظام ثم الانسحاب يعد ذلك إلى الثكنات كما تؤكد بعض المقالات التي لا تستند إلى اى دليل تاريخي ؟
في تقديرنا أن الثورة حين هبت جاءت ومعها مشروعها الذي أسس شرعيتها التاريخية عبر الزمن ومن خلال الممارسة ولولا هذا لما كانت سوى انقلاب عسكري من أين استمدت الثورة مشروعها وما هي عناصره ؟
الجواب بكل بساطة هو ان مشروع الثورة لم يكن سوى مشروع الحركة الوطنية للتغيير الاجتماعي الذى المحنا من قبل الى ملامحه الاساسية والدليل التاريخى على ما نقول ان قانون الاصلاح الوراعى الاول صدر بعد ستة اسابيع فقط من قيام الثورة .
غير ان الثورة لم تستسلم مشروعا مكتمل البنيان لانه كان فى الواقع مشروعا فى سبيل التبلور والتكوين بعض عناصره كانت تتسم بالعمومية الشديدة والتى هى اقرب الى الشعارات منها الى المبادئ المحددة وبعضها كان يتناقض – لدرجة كبيرة او صغيرة – مع عناصر أخرى – الم نقل ان المشروع كان محصلة صراع وتفاعل بين كل التيارات السياسية والفكرية المصرية بدون استثناء ؟
ان العمل الابداعى للثورة أنها كسبت هذا المشروع – وبالتدريج وعبر الزمن ومن خلال المحاولة والخطأ – التناسق الفكري الضروري لاى مشروع حضاري قومى غير انه اهم من ذلك انها انزلت المشروع من عالم الافكار المجردة والدعوات المطلقة الى ارض الواقع من خلال الممارسة
وأثبتت الممارسة الثورية المصرية أنها – كأي ممارسة تاريخية فى العالم – لابد لها ان تبتعد قليلا او كثيرا عن المثل العليا والقيم المطلقة التى انطوى عليها المشروع لانه فى عالم الواقع – ليست هناك نظرية واحدة ايا كان مصدرها دينيا كان او وضعيا – يمكن ان تطبق بصورة نقية خالية من الشوائب والأخطاء .
ومن هنا كما أصابت الثورة أخطأت وأحيانا كانت الأخطاء جسيمة وفادحة وغير مبررة .
ولعل ابرز أخطائها التلكؤ في الانفتاح السياسي والديمقراطي بعد أن ثبتت عدم فعالية صيغة التنظيم السياسي الواحد واهم من ذلك هزيمة يونيو 1967 والتي كشفت عن خلل جسيم في بنية القيادة السياسية التي لم تستطع أن تسيطر على جموح المؤسسة العسكرية .
ولكن هل تنفى هذه الأخطاء أن ثورة يوليو وضعت مصر على مستوى القرن العشرين في مجال تحرير الإنسان من الاستغلال الطبقي – وتحويل الرعايا إلى مواطنين واسترداد الكبرياء الوطني في مواجهة الهيمنة الأجنبية ومحاولة القضاء على التخلف من خلال جهود ابداعية في مجال التنمية – وتأسيس قوات مسلحة حديثة وعصرية أثبتت قدرتها الفائقة على الدفاع عن التراب الوطني كما ثبت في حرب أكتوبر 1973
ونستطيع أن نؤكد انه لن تبقى فاعلة سوى مواقف الكتاب الذين لم يتحولوا ليس بسبب جمود فكرى أو تعصب عقائدي ولكن لأنهم يؤمنون بأصالة النضال المصري ضد التبعية والاستغلال والرجعية وأعضاء هذه الكتيبة المناضلة لن يكونوا أبدا منظرين لليأس ولا داعين للاستلام ولكنهم يضعونهم أمام موجات الإرهاب الفكري والمادى يفتحون أمام شعبنا المصري العربي في ظل تراثنا الزاخر فى الوحدة الوطنية والقومية العربية والانفتاح الفكري أبواب الامل في غد مشرق سترتفع فيه رايات العقلانية والعصرية والديمقراطية .
وها هو الكاتب عمرو عبد السميع يكتب تحت عنوان الشارعيزم وعبد الناصر في مقالته المشورة بجريدة الاهرام يقول
ومن نافلة القول الحديث عن عداء قوى الشوارعيزم على مشهد الحياة فى مصر اليوم مع المشروع السياسى والوطنى الذى يحمل اسم الزعيم جمال عبد الناصر . والذى تواصلت معركتها معه حتى اللحظة الراهنة على الرغم من رحيله الى رحاب الله قبل تسعة وثلاثون عاما بالتمام والكمال .
موجات تلو موجات من التهجم والهجوم واصبة محاولاتها لوصم خيارات الرجل السياسية وفكره الاجتماعى . مستمدة المدد من بعض القرى الاقليمية والدولية ومتعدية بالقول والاشارة والتشويه والتزييف على كل منجزه الوطنى والعروبى ، عامدة الى ضرب كل المؤسسات والشخوص الذين قام عليهمم نظام عبد الناصر وصولا حتى الى جهاز الامن القومى متخذة من واقعة محدودة تتعلق بالمرحوم المشير عبد الحكيم عامر – ثم حساب الضالعين فيها وقتها ، متكأ لمحاولات انكار الدور البطولى والوطنى الذى اضطلع به ذلك الجهاز لحماية البلد ونظامها .
ومن نافلة القول كذلك الاشارة الى تناقض المصالح التى تعبر عنها تحالف الشوارعيزم بعناصره المعروفة رجال الاعمال المتمولون ورجال الحكومة المتنفذون (ارهابيو الصوت والقلم من الاعلاميين المأجورين ) فى مشهد الحياه اليوم – مع تلك التى نذر مشروع ثورة يوليو جل جهده للدفاع عنها وتعظيمها ، واعنى مصالح المستضعفين ، والبسطاء ، ملح الارض ، ووقود الحياه.








آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 04-05-2011, 04:07 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: قالوا عن جمال عبد الناصر

ولست فى وارد استعراض وقائع الحرب الاجرامية التى شنتها قوى الشوارعيزم ( سواء فى اطوار تكوينها الاولى فى السبيعنات او فى لحظة تمكينها الكبرى التى بلغت ( اوج سطوعها اليوم ) على كل ما يمثله جمال عبد الناصر من منظومة قيم وافكار ، ومبادىء تثبت الوقائع كل يوم انها كانت الاكثر بلورة لمعنى الوطنيه المصرية ، والاكثر اقرارا لثوابت الامن القومى والاكثر انتصارا للانتماءات المصرية الصحيحة عربيا وافريقيا .
كما لست في وارد دخول ساحة الاستقطابات بين ثنائيات بلهاء مثل مصر الجمهورية في مواجهة مصر الملكية او عهد عبد الناصر في مواجهة عهد السادات اذ ان التاريخ ينتصر كل يوم لناصر وعلي نحو لاتحتاج ذكري الرجل فيه الي محام يترافع او الي فارس يدافع وكان عمرو عبد السميع يعرض لفيلم تسجيلي عرضه التليفزيون المصري في ذكري وفاة ناصر تناول الثورة والزعيم ومما تناوله الفيلم التعرض لمساندة عبد الناصرلثورة اليمن على حكم اسرة الامام حميد الدين اذ للمرة الاولى يتخلي خطاب الاعلام المصرى عن اللهجة الاعتذارية التى اجبر عليها لسنوات وبدأ متحررا من عقدة الذنب التى حاولت ابواق اعلامية اقليمية ومصرية ان تخلقها وتعظم تأثيرها – عبر عهود وعقود عن ملف الوجود المصرى فى اليمن وهى مسألة الوقت حان لشرحها وتضوينها فى انظار اجيال من البنات والاولاد يخرجون الى الحياة اليوم – وقد انمحى من ادمغتهم او وجداناتهم اى ارتباط بمعنى الوطنية والانتماء لان حملات الكراهية التى استهدفت عبد النماصر والثورة احدثت ذلك القطع او السكتة التى منعت تواصل الناس مع السياقات التاريخية الطبيعية او مع عناصر الثقافة الوطنية الصحيحة التى تتيح لهم بناء مواقفهم وهندسة انحيازاتهم وفقا لمعطياتها .
كان موضوع الوجود المصرى فى اليمن ( بدايه الستينات الى اواسطها من ثورة اليمن الى اتفاقية جدة واحدا من المسائل التى تعرضت الى تنميط شديد ، والى اعاده صياغة عسفية مرة ، ومرتين ، وعشرا ، وكان ضمن ما الصق به تنسيب هزيمة 1976 اليه ، او القول بانه كان سببا مباشرا لغياب الجيش فى قفار وجبال جنوب الجزيرة العربية بما اثر على القوة القتالية لمصر ابان ازمة ( مايو – يونيو 1976 ) .
وبالقطع لم يك حجم القوات المصرية الموجودة فى اليمن بذلك التأثير المبالغ فيه ، كما انها لم تكن تلعب او تلهو فى مدخل البحر الاحمر الجنوبى وانما كانت تحمى مصالح مصرية قبل ان تنتصر لشعب عربى شقيق وحبيب .
مجال الامن القومى المصرى ينبغى التحقق من حمايته بالنفوذ او بالوجود – وهكذا فعل عبد الناصر حين تواجد فى اليمن فى وقت ناصبت فيه بعض الانظمة العربية ثورة يوليو العداء الى الحلف الاسلامى وفى وقت كذلك – وجهت فيه الى مصر احدى عشرة اذاعة سرية فى محاولة لتقويض نظام الحكم .
وضمن الترهات التى طرحت فى اطار تنميط فكرة الوجود المصرى فى اليمن ووضعه مسألة الحديث عن ان عبد الناصر اضاع الغطاء الذهبى للعملة المصرية فى استمالة القبائل اليمنية
والحقيقة ان كل مليم دفعته مصر للتخديم على وجودها فى اليمن – ونصره شعبها فى مواجهة قوى التخلف كان استثمارا عالى العائد للمصالح المصرية الوطنية وبحجج مشابهة يمكن الرد علة بنود خطاب الاستعباط السياسيى الذى تشبعه وتذيعه قوى الشوارعيزم غامزة فى قناة وجود مصر فى افريقيا زمن الرئيس عبد الناصر – ووصفه بانه كان محاولة لبناء زعامة او تأسيس امبراطورية اذا ان مثل هذا الخطاب هو سخف وتزوير فى المطلق لاننا اليوم بالذات يجب ان نفهم ان ذلك الوجود كان بناء وصوتا لمصالح بلدنا وان غيابه هو ما اصطلح على تسميته فى الصحف والاقنية هذه الايام ( غياب الدور المصرى ) .
الدور المصرى هو ما كان الرئيس عبد الناصر يفعله عربيا وافريقيا لحماية محددات الامن القومى فى البحر الاحمر وحوض النيل . وصرف فلوس لبناء اواصر علاقة او تشييد جسور تعاون هنا او هناك ليس اضاعه لاموال البلد او بعثرتها فى الفضاء هباء منثورا ، ولكنه انحياز لمصالح مصر وتكريس لها وهو ما اذا انسحبت من مجال دعمه وصونه ستكون تركت مساحات من الخلاء السياسى تتقدم فيها اسرائيل احيانا وبعض القوى الشرق اوسطية احيانا اخرى .ويضيف دعمرو اريد الشباب ان يعلم من خلال هكذا وثائق – شيئا عن الدور المصرى مع جوليوس نيريرى ( تنزانيا ) وجوموكينياتا ) ( كينيا ) وكوامى نكروما ( غانا ) واحمد سيكوتورى ( غينيا ) والامبراطور هيلاسيلاسى ( اثيوبيا ).
اريد الشباب ان يعلم ان مساندة الثورة فى الجزائر كانت جزءا من صراع بلدنا مع الاستعمار الفرنسى فى المنطقة وان دعمنا لثورة الفاتح لم يك عداء لملكية السنوسية بمقدار ما كان تأمينا لظهر مصر ازاء طعنات وطلعات الطيران المساند لاسرائيل من قاعدتى ( هويلس ) و ( العضم ) فوق الارض الليبية ، وان الدور المصرى مع السودان هو الذى مكن مصر ان تنقل بعض كلياتها العسكرية الى اراضى السودان حتى لا تكون هدفا لغارات العمق التى تواصلت قبيل بناء حائط الصواريخ الشهيرويؤكد علي اهمية اخراج افلاما وثائقية تشرح الدور المصرى فى تحقيق استقلال الصومال ويطلب خطابا يعلم ابناءنا عدم التهاون او الاستهانة بانتمائمهم العربى او الافريقى والا يتصورا انفسهم جزءا من امريكا لمجرد انهم تأمركوا او مشوا على صراط اسلوب حياة Style of life امريكى .
فاولا لن يقبل الامريكيون ان يكونوا جزءا منهم وثانيا : لانهم فى الطريق الى توخى الانتماء الى كل ما هو امريكى وغربى سوف يفقدون انتمائهم الى انفسهم كعرب وافارقة .
... يقول د . سعيد سالمة ( الوحدوى نت ) تحت عنوان الناصرية وحركات التقدم العربى
استطاعت الناصرية ان تقود حركة النضال العربى خلال المرحلة من بين عام 1952 – 1970 – المرحلة الناصرية وقد ترجمت مشروع الامه الى واقع عملى وفعلى على الساحة العربية ، فكانت الناصرية تعبر عن طموحات وامال الشعب العربى من المحيط الى الخليج بانتقال المجتمع من حالة التخلف الى التنمية المستقلة ، ببناء قاعدة اقتصادية بعيدة عن الوصاية والتبعية واسقطت جميع الاحلاف التى حاولت احتواء الوطن العربى لوضعه تحت المظلة الاجنبية بعد الهزيمة النكراء للاستعمار الفرنسى والانجليزى باسقاط الاستيراتيجية الامريكية والسوفيتية بعد الحرب العالمية الثانية لكونها البديل لاستعمار المنطقة فاسقطت جمنيع احلافها وعملائها ، داخليا وخارجيا – وترجمت الناصرية شعاراتها الى واقع عملى وفعلى على خلاف ما رفعته الاحزاب والقوى السياسية الاخرى المتخفية وراء شعارات جوفاء مكرسة الاقليمية والطائفية والعشائرية ، فحققت الناصرية فاعلية الوجود القومى وادخلت العرب الى عالم العصر .
فالناصرية كانت استجابة للمرحلة التى وجدت فيها نتيجة الظواهر السائدة فى تلك الفترة
الناصرية كانت تجسيدا واقعيا واستجابة حقيقية لنقل تلك الظاهر الى حيث الواقع والتطبيق العملى وعبرت عن ذلك من خلال ملرحلة النضال والفعل والعمل على امتداد الساحة العربية والدولية ولذلك تكون هذه الظواهر ما يدعونا الان الى ان نجسد مشروعنا القومى الى الواقع العملى شكلا ومضمونا لاستكمال الطريق الذى بدأه جمال عبد الناصر .
فالناصرية بفلسفتها واستراتيجيتها تواجه المخاطر الكبيرة التى تواجه الامة العربية وتتصدى لها بمفهوم فلسفى وسياسى واستراتيجية علمية قادرة على التحدى والابداع والتجاوز والاستقلال من اجل الحفاظ على الوطن العربى بما يمتلك من حضارة وفكر وتاريخ لان الناصرية ثورة دبمقراطية قومية اجتماعية تعمل على :
التنمية وتحقيق الاكتفاء الذاتى
1. بناء الاقتصاد والغاء التبعية للغير .
2. التوزيع العادل للثروة بين افراد المجتمع .
3. استثمار الموارد الاقتصادية بالوجه الاكمل
4. الاستعداد للتحدى الصهيونى الامبريالة ومحاربته
5. تصحيح المسار الاقتصادى العالمى وتطويره بما يخدم مصلحة المجتمع العالمى
فاهتمام الناصرية بالمستقبل ليست للمزايدة والترف الفكرى كالقوى السياسية الاخرى المرهونة خارجيا بل ضرورة سياسية .
يقول ميشيل كيلو الكاتب السورى تحت عنوان عبد الناصر فى ذكرى ثورتة ( القدس العربى 4/8/2009 ) باختصار شديد تكمن اهمية عبد الناصر فى كونه /
اولا : اول قائد سياسى عربى نقل خلال القرون العشرة الاخيرة من تاريخ العرب مادة فكرية وسياسية حديثة وضاربه الى ابن الشارع اى المواطن العربى العادى ، الذى لم يره او يهتم به احد قبل الثورة رغم ان المنتحدثبن باسمه وبالنيابة عنه كانوا اكثر من الهم على القلب فى بلدان عربية عديدة – هل كان كل الوعى الذى نشره عبد الناصر صحيحا وملائما لحاجات المواطن العربى ؟ من الصعب قول ذلك لكنه كان على كل حال وعيا للعصر وقضاياه ، اداته وحامله العرب كأمة لها مشكلات واتسم بقدرته على مخاطبة الواقع وتحريك طاقات وقدرات عربية تتخطى مصر لبلوغ اهداف واقعية وعقلانية .
ثانيا : قدم مفهوما حديثا للقومية يسمو على تكوينات المجتمعات العربية الطائفية والقبلية والجهوية ، وحتى على مفهوم الشعب ، بمعناه القطرى – الامة فى نظر عبد الناصر كيان مركب من تكوينات داخلية يحتويها ويبطلها ، بقدر ما يتقدم وينمو ، وليست كيانا اعلى يستر وجودها او يحجب مطامحها وادوارها ، كما حدث لاحقا فى سياسيات قومية اخرى
ثالثا : فهم التنمية من زاوية العدالة الاجتماعية وتحت حيثيتها – واعتبر العدالة فى توزيع الدخل الوطنى معيار التنمية وهدفها .
لذلك رأى العربى العادى نفسه فى هذا الذى قدمه له عبد الناصر ، مع انه نقل اليه وعيا لم يكن مألوفا لديه بعد . وبالفعل ، فقد خاطب الزعيم المواطن كانسان يعيش فى عالم يتحدى قدراته – ولم يجامله فى ما يخص نواحى ضعفه وعيوبه ، واخبره بصراحة انه قد يهزم ويذل ، ان فوت على نفسه فرصة المقاومة والتقدم المتاحة التى لن تحققها الثورة بمفردها – بل يجب ان يشارك فيها بجهود صادقة والا فشل وفشلت .
ان عبد الناصر عمل دوما لوضع مصر فى خدمه العرب ولم يعمل يوما لوضع العرب فى خدمة مصر ، لم يكن عبد الناصر قوميا من النمط المشوه الذى نراه اليوم هنا او هناك بل كان وحدويا عربيا . رأى ان السياسة والمصلحة القومية العليا تتطلب وضع الكبير فى خدمة الصغير والقوى فى خدمة الضعيف كان مفهوم عبد الناصر عن الريادة مختلفا اشد الاختلاف عن مفاهيم حكام جاؤا بعده لم يروا من السياسة غير سيطرة الكبير على الصغير والقوى على الضعيف ومع انه كان وحدويا الا انه كان يعتقد ان للوحدة حدودا يجب ان يتوقف السعى اليها عندها ، هى سلامة وامن الامه التى تهددها لاالحروب الاهلية والتدخلات الاجنبية فاذا كان سينجم عن الوحدة حرب اهلية او تدخل خارجى فانه كان يفضل بقاء الامر القائم ، الانفصالى ، ويرى ضرورة تأجيل الوحدة ريثما تسود ظروف طبيعية لتحقيقها مثلما فعل بعد الانفصال عام 1961 رغم ان القسم الاكبر من الشعب السورى كان يؤيده بلا تحفظ .
لم يضع الدولة فى خدمة شخصه واسرته وزبانيته بل وضع نفسه واسرته في خدمة الدولة – فكرس لها حياته ، ومات وهو يقوم بواجبه تجاهها ولم يسلط عليها من ينهبها او يضع نفسه فوقها – لم يعرف عن عبد الناصر او عند احد من اقاربه والمقربين منه الاثراء او الفساد ، ولم يبطر او يستطيب سكن القصور وامتلاك الاراضى وتحويل ملكيات المواطنين العامة والخاصة الى " باب رزق " له ولأزلامه . كان عبد الناصر يفصل فصلا تاما بين جيبيه والخزينه العامة ، وقد منع اهله وذويه من الاثراء غير المشروع او من نهب الناس والبلد حتى انه مات وفى جيبه جنيهات قليلة بينما عاش اهله واقاربه جميعهم على كدهم وتعبهم – ولم يفيدوا ماديا او معنويا ، من مكانته فى الدولة ، وبقوا مواطنين عاديين لم ينقلبوا بين عشية وضحاها الى امراء واصحاب أطيان ومصانع وتجار مخدرات وسلاح ومهربين .
اختلف عبد الناصر مع خصومه وسجنهم – لكنه لم يضطهد احدا من اسرهم او اقاربهم ، ولم يقطع رزقهم ويجوعهم . ولم يوجه يوما حملات قمع الى عامة الشعب ولم يضع نفسه فى مواجهة معه ، كما لم يعتبر الخوف من السلطة دليل الولاء الوحيد ، كانت العقوبة فى نظره شخصية ، فلم ينزلها بغير الخصم بعده ، صار عقاب المواطنين العرب جماعيا ، على الطريقة الاسرائيلية فى الاراضى المحتلة ، استهدف الخصم و" التربة " التى نشأ فيها و من الصعب ان ينصف المرء زعيما كعبد الناصر يكفى القول : ان خطأ الكبير يكون كبيرا كصوابه وان غيابه كان نقطة فصل بين عهدين – عهده الذى حمل الامل للعرب وعمل كى يكون للمواطن دور فى شؤونه ويتوقف مصيره على ارادته وعهد تال له يقال بحق ، اننا لم نر الخير فيه ، لانه لم يحمل الينا غير البؤس والخوف والوعود الفارغة .
فى الذكرى السابعة والخمسين لثورة يوليو – كتب حسنين كروم بجريدة القدس العربى فى 30/7/2009 وزير الخارجية السابق احمد ماهر يعدد محاسن ثورة يوليو في الذكري السابعة والخمسين للثورة بمقال فى " الشروق " قال فيه : اليس هناك من يستطيع ان يدعى ان الثورة وزعيمها منزهان عن كل سوء ولكن لا يستطيع احد كذلك ان يدعى ان الثورة لم تكن رد فعل حقيقي لاوضاع تردت بعد ان اوصلت الامور كفاح المناضلين المخلصين الى مستنقعات كادت ثمرات الحركات الوطنية المتتاليه تغرق فيها ، اقول هذا ولست ولم اكن ابدا من محاسيب الثورة بل انى فى بدايه عملى فى وزارة الخارجية تعرضت لمواقف كادت تعصف بمستقبلى المهنى بدعوى انتمائى لعائلة اقطاعية مع انى لا اعرف فى عائلتى اقطاعيين ولم اعرف الا وطنيين ناضلوا وكافحوا فى اطار حركة وطنيه شريفة ونبيله واعتقد جدازما ان ثورة 1952 كانت نوعا من التتويج لكفاحهم فى ظروف ادخلتهم السجون وقربتهم من حببل المشنقة قبل ان يصلوا بعد ذلك الى كراسى الحكم .
وقد نقلت ثورة جمال عبد الناصر مصر من عهد الى عهد حررت الارض وحررت زراعها وبنت نهضة صناعية عتيدة وفتحت ابواب التعليم للجميع واوجدت شبكات من العلاقات العربية والافريقية والدولية جعلت منها منارة ، وليس معنى ذلك ان اخطاء بعضها فاحش لم ترتكب فان بعض مواكب النصر تاهت فى وحل هزائم وبعض النوايا الحسنة اختلطت باطماع واهواء افسدت بعضها التى كانت تحاول ان تستجيب لطموحات شعب يبحث عن الحرية والاخاء والمساواة ، الثورة خلقت ثروة وحاولت ان توزعها وليس صحيحا انها وزعت او حاولت ان توزع الفقر – ولولا اصلاحاتها لما وصل الكثيرون ممن يحملون لواء توجيه السهام اليها اليوم الى ما وصلوا اليه من علم ومركز وايضا ثروة ويبقى الخطأ الاكبر للثورة هو انها لم تنتهز فرصة التفاف الشعب حولها لكى تبنى حيتة سياسية قائمة على الديمقراطية فتأخرنا فى هذا المجال مع ما ترتب على ذلك من نتائج سلبية لانه ليس بالخبز وحده يعيش الانسان ، ومع كل ذلك فقد شاهدنا نهضة ثقافية وفنية فى غاية الثراء مازلنا نذكرها بكل الاعتزاز
واذا كان التعليم يعانى اليوم من مشكلات فليس ذلك نتيجة لمجانيته التى فتحت ابوابه للجميع بل لعدم العناية بالجوهر فخلقنا فى ذهن البعض تناقضا هو غير حتمى بين الحكم والجودة .
وتحت عنوان تجربة عبد الناصر كتب صبحى غندور مدير مركز الحوار العربى فى واشنطن/
ولم نكن كعرب فى فترة عبد الناصر ( ولسنا كذلك الان طبعا ) نعيش فى ظل دولة واحدة كما كان الامر فى حالة مارتن لوثر كنغ فى امريكا او غاندى بالهند او ماوتسى تونغ فى الصين او ديغول فى فرنسا ليكون الفرزالوطنى الداخلى على اسس سليمة بين المتضرر والمستفيد من وجود افكار واعمال هوءلاء القادة التاريخيين .
بل ايضا كنا عربا ( وما زلنا ) ننتمى الى امه واحدة لكن فى اطار دول وحكومات متعددة واثر ذلك على فهم تجربة عبد الناصر كبير جدا كان مصدر خطر على وجود او مصالح العديد من الحكومات العربية الاخرى .
رغم كل ذلك يكفى شهادة لشعبيه عبد الناصر فى المنطقة العربية ما حدث فى مناسبتين : يوم استقالته بعد حرب 1967 ( 9 / 10/ يوليو / حزيران) ويوم وفاته 28 سبتمبر / ايلول 1970 حيث خرجت الجماهير العربية الى الشوارع من المحيط الى الخليج وبدون دعوة من اى جهة لتؤكد تأييدها وحبها الجارف لجمال عبد الناصر .
ان عبد الناصر كان قائدا تحرريا بالمجالين : الوطنى المصرى والقومى العربى ، ولم يكن صاحب فلسفة خاصة او مبتدع لنظرية فكرية متكاملة ( هو نفسه اكد ذلك فى الميثاق الوطنى عام 1962 وفى مناسبات اخرى ) .
فعبد الناصر كان يقف على ارض فكرية محسوم فيها جانب الايمان الدينى ( وما فيه من ابعاد فلسفية ) والجانب القومى ( وما فيه من تأكيد للهوية العربية ) وكانت قضايا الحرية والعدالة والاستقلال والتحرر الوطنى والقومى هى ابرز الاهداف والغابات التى عمل جاهدا من اجلها
وقد ارتبطت هذه الغايات لدى عبد الناصر بثلاث مسائل "
الاولى : نبذ العنف ***يلة للتغيير الاجتماعى او السياسى او العمل الوحدوى القومى .
الثانية : الاستناد الى العمق الحضارى الاسلامى والدور الايجابى للدين والقيم الروحية فى المجتمع .
الثالثة : مفهوم عبد الناصر للدوائر الثلاث التى تنتمى مصر اليها : العربية والافريقية والاسلامية وبحال من التفاعل بين الوطنية والعروبة والانتماء الحضارى الاسلامى .
ماذا كان موقف جمال عبد الناصر من الثروة ؟
يقول الاستاذ عبدالله امام فى كتابه ( عبد الناصر كيف حكم مصر )
بدايه ، كان جمال عبد الناصر رافضا للترف – غير قابل للفساد ، شرسا فى مقاومته ... كان عفيفا ومتطلباته الدنيوية قليلة للغاية لم يرث ولم يورث اولاده وكان يرفض الثروة ، ويرى ان التملك لا يتمشى مع وضعه ولامع مسئولياته عن التحول الاجتماعى فالتملك فى رايه لا حدود له ................ فاذا تملك الانسان يشعر دائما فى الزيادة ... واخيرا فكان يرى ان التملك يؤثر رؤيته الاجتماعية فى اذابه الفوارق بين الطبقات .
جمال عبد الناصر لم يستمتع بمجده ولا بعظمته .... ولم يعرف لذه الحياه ، ولم يكن ينام الا الساعات القليلة لمدة 18 سنة متصلة ولم يكن يشاهد اولاده وعائلته الصغيرة بالمعنى المتعارف عليه مثل باقى الناس .
ماذا كان يأكل عبد الناصر ؟
كان عفوفا لا يرغب فى ترف الاكل والشرب ولم يأكل الا ما يأكله المصريون
افطاره قطعة من الجبن الابيض – شريحة من الطماطم والخيار والجرجير ، فى بعض الاحيان يفطر بيضة مقلية واحدة
غذاءوه قطعة من اللحم وملعقتان ارز وطبق من الخضروات الموجودة فى الاسواق .
عشاؤه وهو يشاهد فيلما سينمائيا فى منزله . ولا يخرج كثيرا عن افطاره ، وقد يزيد عليه كوبا من الزبادى .
...يقول د . اسامة الغزالى حرب تحت عنوان النظام السياسى والعنف الطائفى ( المصرى اليوم ) 31/1/ 2010(حقاً ان جهود وممارسات الدعاية والتلقين السياسي التي عرفتها الحقبة الناصرية من خلال الاله الدعائية الجبارة كانت تتناسب مع الطابع شديد السلطوية للنظام و متسقة ايضا مع الظروف التى كانت سائدة فى العالم فى ذلك الحين الا انها اسهمت بلا شك فى " توعيه " و" تعليم " المواطنين مفاهيم الاستقلال والعداء للاستعمار والعدالة الاجتماعية والقومية العربية والوحدة العربية وغرس هذه المفاهيم فى وجدانها ... واليوم نستطيع القول اننا لا نزال فى حاجة الى مثل هذه الوظيفة التنويرية والتحديثية للدولة ) – وعلى الرغم من اختلافى الشديد مع بعض اراء د . اسامة الغزالى فيما يتعلق بعبد الناصر وكانت سببا فى ابتعادى عن حزب الجبهة الديمقراطية رغم اننى احد مؤسسى الحزب الا اننى اثنى على شجاعته او حتى اعترافه كرها الى ان فترة عبد الناصر التى استخدم فيها النظام كما يقول اله دعائية جبارة اسهمت فى توعية وتعليم المواطنين ...
واتساءل هل حدثت فى عهد ناصر توترات وفتن طائفية ؟ .. من عنده دليل فليقله ... كانت فترة سلام اجتماعى عاش خلالها المسلمون والمسيحون فى وئام وسلام وتعايش على اساس المواطنة والمساواة فى الحقوق والواجبات – كلنا استفدنا من مجانية التعليم ... وكان تعليما جيدا ويشهد على ذلك د . احمد زويل فى حديثه لبرنامج العاشرة مساءا يوم الثلاثاء 2/2/2010 عندما قال بالحرف الواحد كان التعليم جيدا ... وفى اشارة له لعبد الناصر قال الغرب كان يكره ناصر ... واسأل بدورى لماذا يكره الغرب ناصر ؟ولن اجيب على هذا السؤال ... واتركه لضمائر الذين يهاجمون الرجل لو ان ضمائرهم استيقظت من عميق نومها
ارى ان ناصرا عندما امم قناة السويس سار على نهج المهاتما غاندى فعندما قاد غاندى مسيرة الملح فى عام 1930 فى مسيرة طولها 300 كم لم يسترح فيها الا يوما واحدا كل اسبوع من اجل اعدام الملح المستورد الذى كان يستورده التجار الانجليز الذين تمكنوا من فرض ضريبة على انتاج الملح الهندى حتى يتمكنوا من احتكار السوق لصالحم ... ونجح غاندى بعد ان نجح وانصاره من استخراج الملح من البحر .في.. ضرب الاحتكار والاستغلال الذى مارسه الانجليز ... وماذا فعل ناصر ؟ رفض الغرب المساهمة فى انشاء السد العالى ... فماذا حدث ... كانت الصرخة القوية التى اعلن من خلالها تأميم القناة ... واعادتها الى اصحابها الشرعيين ... ماذا يريد اعداء عبد الناصر كما يقول السفير بهى الدين الرشيدى هل نعتذر للشركة الاجنبية المالكة للقناه من قبل ونعيد اليها ملكية القناة .
هل نعيد الارض التى سلبها الاقطاعيون قهرا و بدون وجه حق ونعيد للاوضاع الى ما كانت عليه قبل الثورة ( 5% من يمتلكون 95% من الاراضى 95% يمتلكون 5% من الارض ... هل هذه عداله او وضع يحقق السلام الاجتماعى لقد كان اصدار قانون الاصلاح الزراعي في 9 سبتمبر 1952 توجهاً اجتماعياً حضارياً حرر الفلاح من ظلم الاقطاع المستغل ... هل تعود الى الفترة التى كانت فيه السياسة التعليمية لا تهدف الا لتخريج كتبه حكوميين وتبقى الوظائف الراقية لابناء الاقطاعيين واصحاب رؤوس الاموال ... اى ظلم واى تخلف ذلك الذى ينادى به هؤلاء؟
أما الكاتب الصحفى بصحيفة الدستور ( طارق اسماعيل )فيقول اتحدث هنا من منطلق انتمائى لجيل استفاد من الثورة وما تحقق من خلالها فلا يمكن لاحد ان يتحدث عن ثورة 23 يوليو ولا يتذكر مجانية التعليم التى اتاحت فرصة لملايين من اجيال متعاقبة فى التعلم دون تحمل اعباء لدرجة اننى اتذكر ان البعض لم يكن يدفع حتى مصاريف الدراسة الهزيلة المقررة وقتها عكس ما يحدث حاليا من تحمل لاعباء تفوق قدرات الاسرة المصرية وتسبب عبئا واضحا عليها وكذلك توفير فرص العلاج المجانى الذى اصبح يمثل وضعا خطيرا حاليا للمواطن وتوزيع الاراضى على الفلاحين والاهتمام باقامة بنية تحتية حقيقية فى المدن والريف بانشاء المدارس والمصانع والبنوك الوطنية وهى امور لايمكن انينظر لها نظرة سطحية ويعيدا عن فكرة الارادة الوطنية .وينتهي الكاتب بالقول ولا يمكن ان تختزل ثورة 23 يوليو وتاريخ مصر فى معركة كلامية لصلاح سالم او حكاية لحسين الشافعى وتجاوز لصلاح نصر واخطاء المشير عامر كل ذلك وارد لكن فى الجوانب السلبية للثورة التى تحمل ايضا علامات مضنئة فالكل يعلم ان عبد الناصر لم يكن رئيسا فاسدا او زعيما ظالما بل سعى للفقراء وانحاز لهم.
اما بخصوص الحديث عن مجانية التعليم والقول بانها كانت قبل الثورة فالواقع انها كانت قصرا علي المتفوقين ولم تكن بحال من الاحوال مجانية مطلقة وسهل الحصول عليها وعندما قامت الثورة ادرك ناصر اهمية التعليم وسار في اتجاهين متلازمين التوسع في انشاء المدارس والارتقاء بالعملية التعليمية ثم ا قرار مجانية التعليم والواقع ان التعليم قبل الثورة كان يتسم بضيق قاعدتة وكان القادرون هم المستفيدين عن غيرهم كانت مجانية التعليم احد سبل التطوير واحد ادوات توزيع الثروة والسلطة بعدالة كانت احدي ملامح العدل الاجتماعي في مصر وساهمت مجانية التعليم في رفع مستوي معيشة الطبقات الفقيرة وهي التي قدمت لمصر العلماء والادباء والمفكرين وهاهي مصر تفخر باحمد زويل وغيره من الذين يتبوءون الان في مصر المناصب القيادية والفكرية كانت المجانية احد اهم معالم التنمية الاجتماعية والديموقراطية اما القول بانخفاض جودة التعليم فليس سببة المجانية ولكن سببة تزاوج الثروة والسلطة والذي ادي الي فتح الباب واسعا للاتجار بالتعليم وجعله سلعة تباع لا فرق بينه وبين من الاتجار في الشاي والسكر لما لا وقد اصبح كل شيئ في مصر يباع ويشتري ولا يمكن اغفال تعديل المناهج التعليمية لتتوافق مع سياسات الحزب الحاكم وتحقيقا لمطالب خارجية ولا يمكن بحال من الاحوال ان نتجاهل تكاليف العملية التعليمية الان والتي اصبحت فيها المجانية شيئا من الماضي وعادت الطبقية تطل براسها من جديد ومن لايملك تكاليف التعليم لايتعلم .
هناك الكثير عن عبد الناصر ... ولكن ماذا قالوا بعد انتقاله الى الرفيق الاعلى ؟
أبدأ اولا بالرئيس السادات والذي يعد المؤسس لحملة الكراهية والافتراء علي ناصر قال السادات في خطاب له بتاريخ 15/1 /1971 في الاحتفال باكتمال بناء السد العالي
ايها الاخوة/
لا يسعني ان ابدا الحديث من هذا الموقع في هذه المناسبة الا بذكر انسان عظيم كان له الفضل الاول والاكبر في بلوغ الهدف وتحقيق الحلم ان جمال عبد الناصر وسد اسون كلاهما رمز عظيم
الاول جمال رمز الامة
الثاني السد رمز لطاقة الامة
لقد امتزج كلاهما بالآخر الي درجة يمكن ان نقول معها ان السد العالي يستطيع ان يحكي كل جوانب القصة الهائلة لعمل ودور جمال عبد الناصر
وان نلتقي هنا بعد رحيل القائد الخالد لنحتفل بتمام وكمال هذا البناء الانشائي الكبير فان هناك معان يجب الاتغيب عنا
امامنا هنا الحياة التي ظلت احقابا طويلة وقرونا طويلة تنتظر ارادة التغيير كان هذا هو الحلم ان يحمل في صدرة امال امته المكبوتة ثم يفجرها في دعوة للثورة
امامنا هنا انجاز عظيم قام به شعب اصيل حافظ علي اماله عبر العصور ثم استجاب لقيادته الوطنية في لحظة حاسمة من تاريخ النضال يوم 23 يوليو 1952
اما الزعماء والمفكرون الذين تحدثوا عن عبد الناصر الواقع انهن كثييرون وساختار بعضا منهم/
ان الرئيس جمال عبد الناصر قدم لبلاده وللعالم العربى باسره خدمات لا نظير لها بذكائه الثاقب وقوة ارادته وشجاعته الفريدة ذلك انه عبر مرحلة من التاريخ اقصى واخطر من اى مرحلة اخرى . لم يتوقف عن النضال فى سبيل استقلال وشرف وعظمة وطنه والعالم العربى باسره شارل ديجول /
رئيس جمهورية فرنسا
كان لدى موعد قد تأخر ربع قرن مع رجل رفعت رأسى من بعيد كى يراه ، ثم حالت ظروف قاهرة بينع وبينى لالقاء ، وحين جئت الى مصر فقد كان من سوء حظى ان جمال عبد الناصر لم يعد هناك سأزور فى مصر ثلاث اماكن – الاهرامات والنيل العظيم وضريح الرئيس جمال عبد الناصر .
نيلسون مانديلا
من كلمة القاها عند تكريمه فى جامعة القاهرة 1995
لو كان جمال عبد الناصر على قيد الحياه ودخلت مصر المنافسة امام جدنوب افريقيا على شرف استضافة كأس العالم لكرة القدم 2010 لانسحبت جنوب افريقيا على الفور من الوقوف امام مصر .
نيلسون مانديلا
فى المؤتمر الصحفى عقب فوز جنوب افريقيا بتنظيم كاس العالم 2010 وحصول مصر على صفر المونديال
ابدا لم تلهث الكلمة وتنترنح فى مواجهة موقف ما مثلما حدث لها حينما صك اسماعها نبأ وفاة جمال عبد الناصر ابدا لم يواجه الاديب والمفكر والفنان تجربة قاسية تمرد فيها عليه خياله وتفكيره وفنه مثلما حدث له وهو يقف وجها لوجه امام الخبر المذهل : اختفاء جمال عبد الناصر من مسرح الحياة

لقد فاجأنا خبر وفاة عبد الناصر فنغص حياتنا تنغيصا لا نعرف له مثيلا لقد كنا نرجو بل كنا نثق بان الرئيس جمال عبد الناصر سيمد له فى الاجل لتحقيق اهداف الوطن وهى مهمة لم تتح لاحد من قبل فهو قد حاول – موفقا الى ابعد الحدود – الغاء الطبقات والاخذ بيد الضعفاء والفقراء والمساواة الكاملة بين المواطنين وحاول شيئا ما اظن انه حوول من قبله ، وهو ان يلائم بين الاشتراكيه والديانات السماوية فادخل فى بلادنا اشتراكية لا تمس الاسلام ولا تمس المسيحية ولا غيرهما مكن الاديان باذى ولو من بعيد واشهد اننى عرفت الرئيس جمال عبد الناصر منذ اوائل الثورة ، واتصلت بينه وبينى مودة كانت فى غاية الاخاء وفى غاية المتانة – لقد كان صديقا صدوقا ، واخا حميما وكان بارا عطوفا على كل المواطنين .
د. طه حسين
عميد الادب العربى
كانت مصر قبله بلدا لا يعتد به . يجللها العار عار يصاحب عرشها فى انحاء الارض جميعا ، فضائح بجلاجل ثم اصبحت معه وبفضله بلدا يحسب حسابه لانه هو نفسه كان رجلا لابد ان يحسب حسابه ، ان الكرامة- هى اولى الدعائم التى تبنى عليها الامه ، وكانت كرامه امتنا من كرامة جمال وكرامة جمال من كرامة امتنا – لم ترى فيه وبالباطل فكان نعم الاب والزوج 18 سنة لم يهدأ فيها عبد الناصر ، لا يخرج من معركة الا ليدخل معركة وهو صامد شجاع لا يتزعزع .
الاديب الكبير
يحيى حقى
ان عبد الناصر يظل على مستوى العصر – فابطال العصر الحقيقيون همن الذين يتوحدون بشعوبهم ويجسدون امالها ويهبون حياتهم للملايين من بسطاء الناس وعبد الناصر نموذج رائع لهؤلاء .
ان وفاة عبد الناصر ، تعنى وفاة عدو مر ، انه كان اخطر عدو لاسرائيل ، ان اسرائيل لهذا السبب لا تستطيع ان تشارك فى الحديث الذى يملاْ العالم كله عن ناصر وقدراته وحنكته وزعامته .
مناحم بيجن
زعيم الليكود ورئيس وزراء اسرائيل الاسبق
بوفاة جمال عبد الناصر اصبح المستقبل مشرقا امام اسرائيل وعاد العرب فرقاء كما كانوا وسيظلوا باختفاء شخصيته الكاريزماتية
حاييم بارليف
رئيس اركان جيش الدفاع الاسرائيلى الاسبق
جمال عبد الناصر كان الد اعدائنا واكثرهم خطورة على دولتنا ووفاته عيد لكل يهودى فى العالم
موشى ديان
وزير الدفاع الاسرائيلى
لم تكن قوة عبد الناصر ونفوذه معترفا بهما فى مصر وحدها ولكن فى جميع انحاء العالم العربى
ادوارد هيث
رئيس وزراء بريطانيا الاسبق
لقد كان نبأ وفاة عبد الناصر اسوأ نبا سمعته فى حياتى لقد كان ناصر من اعظم رجال العالم ، كان شجاعا بعيد النظر وكان يعمل جاهدا على استقرار الشرق الاوسط لقد كان افضل رجل ظهر فى الشرق الاوسط .
جورج براون
وزير خارجية بريطانيا الاسبق
الرئيس عبد الناصر هو اعظم عربى ظهر فى عصرنا ووفاته خسارة عظيمة للعالم الاسلامى وللعلاقات بين مصر وايران لقد كان اقرب زعيم لثورتنا عندما كنا مطاردين من الشاه ، لقد كان اول شخص وجهت اليه التحية وترحمت عليه عقب وصولى الى ايران بعد الثورة
الامام ايه الله الخومينى
زعيم الثورة الايرانية
كنت معتقلا فى سجون الشاه الذى كان يكن لعبد الناصر كراهية شديدة ولاحظت فى اليوم الحزين لوفاته حالة ابتهاج فى السجن بين الضباط والحراس وعندما سألت عن السبب علمت بوفاة الرئيس عبد الناصر ، واقسم بالله اننى بكيت عليه كما لم ابك على ابى وامى ، لقد كان الزعيم الوحيد الذى ساعد الامام الخومينى وامد الثورة بالمال والسلاح وقواعد التدريب ، مثل رحيله خسارة فادحة للعالمين العربى والاسلامى وللعلاقات بين مصر وايران الثورة
الامام على خامننى
مرشد الثورة الايرانية
ان الغرب سيعيد النظر فى تقييمه لهذا الرجل الوطنى الكبير المخلص العربى الاصيل واخشى ان تكون وفاته كارثة
كريستوفر مايهيو
عضو مجلس العموم البريطانى الاسبق
ان نجاح عبد الناصر شجع فجأة الحركات القومية وجعلها تتصور انها قادرة ان تسحق بريطانيا ولو ان جمال عبد الناصر استقل بمصر وحدها لما كان الخطر كبيرا على مصالحنا فى العالم كله ، واننى اقول لكم صراحة ان جمال عبد الناصر كان اخطر على مصالحنا من الاتحاد السوفيتى ولم نستطيع كل الجهود روسيا ان تضعفنا كما استطاع ان يفعل عبد الناصر
هارولد ماكميلان زعيم حزب المحافظين البريطاني ورئيس الوزراء
اما الطبيب مصطفى محمود الذى ترك مذكراته ... تحكى عن فترة عبد الناصر ... وادعى البطولة وركب موجه اعداء عبد الناصر ... ماذا قال عن وفاة ناصر
ان عبد الناصر لم يعد مجرد شخص وانما هو رمز لارادة العرب جميعا فى الحياة ، رمزا للصحة فى جسدنا والاصرار والعنفوان والعزم والتصميم فى نفوسنا . انه العقل المدبر والخطة والنجاة .
نحن نريدك ياعبد الناصر انت ونحن جسد واحد وشخص واحد لا انفصال فيه انت ونحن وحده لا تقبل التجزئة ، لن نفترق عن جمال عبد الناصر وان يفترق جمال عبد الناصر عنا سنزداد اتحادا كل منا بالاخر وتحت لوائك ياعبد الناصر سوف نحارب حتى الموت بل حتى الحياة ياقمة الحياة .
ارأيتم كيف يتحول الناس ... ارأيتم مدى التناقض فى اراء مصطفى محمود ...اترك لكم الرأى .
... حتى انيس منصور الذى لاهم له سوى هدم انجازات عبد الناصر وطمس تجربته الثورية والنضاليه قال بعد وفاة ناصر
اننا فى عصر ما بعد عبد الناصر اتكلم اكثر ونصرخ اكثر وهو لايتكلم ونخاف اكثر فقد كان عبد الناصر هو الامان . فالهم ارحم عبد الناصر وارحمنا من بعده من انفسنا .
..... فى الذكرى التاسعة والثلاثون لوفاته ... وقف على ضريحه عدد كبير من البسطاء جاءوا من مختلف محافظات مصر لاحياء ذكرى زعيمهم بمشاعر فياضة وصلت الى حد البكاء والنحيب امام قبره تحسرا على من راح ومشروع قومى وحلم عربى ذهب مع الريح
( المصرى اليوم 29/9/2010 )
واخيرا التحية للشرفاء من ابناء مصر الاوفياء الذين لم يطمس الحقد والكره والفكر الرخيص رؤيتهم فظلوا مخلصين لثورة 23 المضيئة ولقائدها الفذ
اما الذين نكصوا وحادوا عن الحق ... فاننا نتركهم لضمائرهم آملين ان تستنبط عليها تنال رحمة الله واختم مقالى بجزء مما كتبه الشاعر صلاح جاهين فى رثاء ناصر
حتى الرسول مات وامر الله لابد يكون بس الفراق صعب واحنا شعب قلبه حنون
وحشتنا نظرة عيونك للبلد ياجمـــال والحزم والعزم فيها وحبنا المكـــنون
وحشتنا عبسة جبينك وانت بتفكــــر ونبرتك وانت بتعلمنا وتفـــــــسر
وبسمة الودلما تواجه الملاييـــــن وقبضة اليد لما تدق ع المنبــــــر
وقبضة اليد لما تلاطم الجرانيـــت وترفع السد عالى المجد عالى الصيت وتأدب النيل وتحكم ميه الفيضــــــان ما تعدى نقطة سوى بالخطة والتوقيـــت
صلاح جاهين ينادى البطل بان يعود
ارجع بأة !!!!
وفك حبل المشنقة
وامسح همومنا باللقا
ياجدرنا تحت التراب
ياحلمنا فوق السحاب
يا عمرنا طال العذاب
كلمة اخيرةلادعياء واشباه المثقفين انتم خارج الاهتمام فانتم فارغون وتحاولون ابراز اسمائكم علي اساس فكرة خالف تعرف وتحملون وتنفذون اجندة خارجية تتوافق مع رؤية الغرب واسرائيل وقوي الرجعية في الداخل بهدف طمس انجازات جمال عبد الناصر ولكن هيهات فقد تبين الخبيث من الطيب ومع كل يوم يمر يدرك المصريون كم كان ناصر وطنيا زاهدا
ثائرا وهذا سر بقائه حيا في عقول كل التواقين للحرية والعدل الاجتماعي في كل بقاع الدنيا







آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 04-05-2011, 04:07 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: قالوا عن جمال عبد الناصر

من قلم : ماهر ذكي



و أقول .. و ليس دفاعاً عن عبد الناصر .. أن عام ألف و تسعمائة و ثمانية و خمسون الذي قامت فيه الوحده بين مصر و سوريا كان هو العام الثوري في المنطقة العربية .. بل أستطيع ان اقول انه كان عام جمال عبد الناصر .. و قد صدرمؤخراً كتاب بعنوان ( الشرق الأوسط في عام 1958 عام ثوري ) الذي ألفه روجر لويس أستاذ التاريخ و الثقافة الإنجليزية بجامعة تكساس الأمريكية و روجر أوين أستاذ تاريخ الشرق الأوسط في جامعة هارفارد.. هذا الكتاب يحوي العديد و العديد من الوثائق التي تـُكشف لأول مره .. و التي تـُعرف الجيل الجديد برجل عربي مصري وطني مخلص لبلاده و قضيته إسمه جمال عبد الناصر .. و كيف كانت التحالفات الغربية التي تكونت ضده و كم من العرب الذين شاركوا فيها .. و من أمثالها ما عرضته السعودية مثلاً على عبد الحميد السراج " ثلاث شيكات تغطي نفقة إنقلاب على عبد الناصر و قيام الدولة السورية منفرده يكون رئيسها السراج " بتنسيق مع أمريكا" و رفض السراج .. و لا أعلم ماهو موقف النحلاوي .
إن عام الف و تسعمائة و ثمانية وخمسون كان بحق عاماً ثورياً بما تحمله الكلمة من معنى .. فقد شهد اولأً وحدة بين مصر و سوريا و قيام الجمهورية العربية المتحده و نضع تحت المتحده مليون خط .. لأن هذه الكلمة هي ما يرعب الغرب " إتحاد " .. و كذلك شهد ذلك العام سقوط النظام الملكي بالعراق و صعود المد الثوري بقيادة عبد الكريم قاسم و عبد السلام عارف .. و كذلك في لبنان سقوط حكومة كميل شمعون الموالية لأمريكا و تولي الحكم حكومة فؤاد شهاب صاحب الميول الناصرية .. ثلاثتهم كانت ضربات موجعة للإستعمار و أذنابه .. و العامل المشترك بينها جميعاً كان جمال عبد الناصر .. و المتابع لهذه الفترة يرى كم المؤامرات الدنيئة التي حيكت للعرب و لعبد الناصر من قبل الغرب و للأسف بمعاونة من بعض أصحاب النفوس الضعيفة مثل هذا النحلاوي الذي يأتينا اليوم ليدعي البطولة و يتباهى بأنه اجهض حلم عربي لصالح الصهاينه و الإنجليز و الأمريكان محاولاً ان يلقي بذلته على أمير قلوب العرب جمال عبد الناصر .. بدلاً من ان يعتذر لكل العرب عما بدر منه من خيانة .. تظهره لنا الجزيرة على انه بطل قومي و انقذ سوريا من يد عبد الناصر عميل إسرائيل .. هل رأيتم سخفاً و عتهاً أكبر من هذا .. يا شيخ إستحي على دمك انت و من ضايفك و من فتح لكم دورة المياه هذه لتلقوا على الناس قذارتكم .. جاتكم القرف جميعاً .. تدعون العروبة في قطر و يوم ان يـُطلب منكم قطع علاقتكم مع إسرائيل تضامناً مع غزة ترهنون قطع علاقتكم بهم بأن يقطع باقي العرب علاقتهم بإسرائيل كما قال رئيس وزرائكم " لن نضحي بعلاقتنا مع إسرائيل وحدنا " .. تقولون ذلك و تثيرون خلق الله على مصر .. و تجيشون الناس من كل صوب و حدب بمَن فيهم اصحاب اللحى المسمومة على مصر لتكفيرها و تجريمها و انتم تأتون بما هو اشد و ابشع ؟؟ انا لا أوافق النظام المصري على مواقفه العربية كاملة لكني لا اتهمه بتهمة و أتي بأضعافها .. ماهذا الذي يجري في أروقة حكمكم العفنة .. و لماذا هذه الهجمة على عبد الناصر ؟؟ أليس لأنه الرمز الباقي لبعض الناس التي تتأمل خيراً في "خير أمة أخرجت للناس "؟؟ أليس لأن عبد الناصر هو باعث روح الثورة في عروق كل الأحرار و التي لا ترضيكم بالفعل لأنها لا ترضي أسيادكم ؟؟ أليس محاولة النيل من عبد الناصر و تصويره على انه كان عميلاً لإسرائيل "مثلكم" يعتبر الضربة القاضية لمن آمن بقضية العروبة و القومية العربية ؟؟ كيف سيكون وقع الصدمة على من سيصدق كذبة كهذه ؟؟ ألا يعد ذلك ضرباً لأقوى الثوابت العربية في أذهان الناس ؟؟ .. أنا لست قومجي ولا عروبي و لكني لست ضد لم الشمل العربي تحت راية واحده ولو على سبيل تبادل المصالح .. بل انا ادعم هذا التوجه الذي من شأنه ان يحولنا إلى أدميين يحترمنا الغير لقوتنا و إرتباطنا الوثيق .. لا ان نبقى تركة يُورثها محتل لأخر و نحن بدورنا نختار نوع المحتل الجديد و نفاضل بين المتقدمين لإستعمارنا و من منهم سيكون ارحم بنا من الأخر.. أنا فقط اتذكر مقولة ديفيد بن جوريون الذي قال " إن إتحدت مصر و سورية فإن فكي الكماشة العربية ستعصر هذا الكيان و تنهيه .. فعلينا العمل على منع هذه الوحده " .
و من هذه المقولة أتوقع ان القارئ سيفهم من هو العميل للصهاينه .. الذي اقام الوحده أم الذي إنقلب عليها و هدمها .. و اقول للجزيرة ..أليس عرضكم لهذه الحلقات يعتبر إسقاط اخر ورقة توت عن سوءة العمالة و العمل ضد كل ماهو عربي .. انا حاولت ان اتقبل الموضوع على انه احدى سُبل الإساءه لمصر كالمعتاد .. لكنني لم استطع تقبل الفكره لأن جمال عبد الناصر لم يكن مصرياً فقط .. جمال عبد الناصر كان عربياً عربياً .. احب العرب جميعاً فاحبه العرب جميعاً ماعدا العملاء منهم .. احبه البسطاء لأنه كان يحلم معهم و لهم بغد مشرق يعوضهم عن ألام القهر التي عاشوها سنين و سنين .. احبه البسطاء و امنوا به لأنه كان واحداً منهم .. و لم يكن ابن امير ولا ملك و لا رئيس و إنقلب عليه .. أحبه البسطاء لأنه كان جمال عبد الناصر البسيط .. وحتى يومنا هذا كل من يتطاول على مصر يقف عند جمال عبد الناصر و يستثنيه و يستثني زمنه من هذا التطاول و ذلك إجلالاً لرجل هو يعلم ان هذا الرجل الذي رحل عن عالمنا قبل أربعين عاماً كان يفكر فيه و في مستقبله قبل ان يرى الدنيا مثلما فعل معه اباه .. جمال عبد الناصر أحبه الشعب العربي كله من مشرقه لمغربه لأنه كان باراً به مثل بره بوالديه .. و لهذا أحَب العرب عبد الناصر .. حب لم يستطع أمير قطر نفسه ان يُحبه لأبيه و لذلك سرق منه الحكم و ألقى به خارج حدود الدولة من باب بر الوالدين .
قتلناكَ ياجبلَ الكبرياء .. و أخر قنديل زيت .. يضيئُ لنا في ليالي الشتاء .. و اخرَ سيف من القادسية .. قتلناك نحنُ بكلتا يدينا .. و قـُلنا المَنية .. لماذا قـَبلتَ المجئَ إلينا .. فـَمثـُلك كانَ كثيراً علينا .
رحم الله جمال عبد الناصر








آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 04-05-2011, 04:08 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: قالوا عن جمال عبد الناصر

أنور السادات

ايها الاخوة/
لا يسعني ان ابدا الحديث من هذا الموقع في هذه المناسبة الا بذكر انسان عظيم كان له الفضل الاول والاكبر في بلوغ الهدف وتحقيق الحلم ان جمال عبد الناصر وسد اسون كلاهما رمز عظيم
الاول جمال رمز الامة
الثاني السد رمز لطاقة الامة
لقد امتزج كلاهما بالآخر الي درجة يمكن ان نقول معها ان السد العالي يستطيع ان يحكي كل جوانب القصة الهائلة لعمل ودور جمال عبد الناصر
وان نلتقي هنا بعد رحيل القائد الخالد لنحتفل بتمام وكمال هذا البناء الانشائي الكبير فان هناك معان يجب الاتغيب عنا
امامنا هنا الحياة التي ظلت احقابا طويلة وقرونا طويلة تنتظر ارادة التغيير كان هذا هو الحلم ان يحمل في صدرة امال امته المكبوتة ثم يفجرها في دعوة للثورة
امامنا هنا انجاز عظيم قام به شعب اصيل حافظ علي اماله عبر العصور ثم استجاب لقيادته الوطنية في لحظة حاسمة من تاريخ النضال يوم 23 يوليو 1952
اما الزعماء والمفكرون الذين تحدثوا عن عبد الناصر الواقع انهن كثييرون وساختار بعضا منهم/
ان الرئيس جمال عبد الناصر قدم لبلاده وللعالم العربى باسره خدمات لا نظير لها بذكائه الثاقب وقوة ارادته وشجاعته الفريدة ذلك انه عبر مرحلة من التاريخ اقصى واخطر من اى مرحلة اخرى . لم يتوقف عن النضال فى سبيل استقلال وشرف وعظمة وطنه والعالم العربى باسره
شارل ديجول /رئيس جمهورية فرنسا

كان لدى موعد قد تأخر ربع قرن مع رجل رفعت رأسى من بعيد كى يراه ، ثم حالت ظروف قاهرة بينع وبينى لالقاء ، وحين جئت الى مصر فقد كان من سوء حظى ان جمال عبد الناصر لم يعد هناك سأزور فى مصر ثلاث اماكن – الاهرامات والنيل العظيم وضريح الرئيس جمال عبد الناصر .

نيلسون مانديلا
من كلمة القاها عند تكريمه فى جامعة القاهرة 1995
لو كان جمال عبد الناصر على قيد الحياه ودخلت مصر المنافسة امام جدنوب افريقيا على شرف استضافة كأس العالم لكرة القدم 2010 لانسحبت جنوب افريقيا على الفور من الوقوف امام مصر .
نيلسون مانديلا
فى المؤتمر الصحفى عقب فوز جنوب افريقيا بتنظيم كاس العالم 2010 وحصول مصر على صفر المونديال
ابدا لم تلهث الكلمة وتنترنح فى مواجهة موقف ما مثلما حدث لها حينما صك اسماعها نبأ وفاة جمال عبد الناصر ابدا لم يواجه الاديب والمفكر والفنان تجربة قاسية تمرد فيها عليه خياله وتفكيره وفنه مثلما حدث له وهو يقف وجها لوجه امام الخبر المذهل : اختفاء جمال عبد الناصر من مسرح الحياة

لقد فاجأنا خبر وفاة عبد الناصر فنغص حياتنا تنغيصا لا نعرف له مثيلا لقد كنا نرجو بل كنا نثق بان الرئيس جمال عبد الناصر سيمد له فى الاجل لتحقيق اهداف الوطن وهى مهمة لم تتح لاحد من قبل فهو قد حاول – موفقا الى ابعد الحدود – الغاء الطبقات والاخذ بيد الضعفاء والفقراء والمساواة الكاملة بين المواطنين وحاول شيئا ما اظن انه حوول من قبله ، وهو ان يلائم بين الاشتراكيه والديانات السماوية فادخل فى بلادنا اشتراكية لا تمس الاسلام ولا تمس المسيحية ولا غيرهما مكن الاديان باذى ولو من بعيد واشهد اننى عرفت الرئيس جمال عبد الناصر منذ اوائل الثورة ، واتصلت بينه وبينى مودة كانت فى غاية الاخاء وفى غاية المتانة – لقد كان صديقا صدوقا ، واخا حميما وكان بارا عطوفا على كل المواطنين .
د. طه حسين
عميد الادب العربى
كانت مصر قبله بلدا لا يعتد به . يجللها العار عار يصاحب عرشها فى انحاء الارض جميعا ، فضائح بجلاجل ثم اصبحت معه وبفضله بلدا يحسب حسابه لانه هو نفسه كان رجلا لابد ان يحسب حسابه ، ان الكرامة- هى اولى الدعائم التى تبنى عليها الامه ، وكانت كرامه امتنا من كرامة جمال وكرامة جمال من كرامة امتنا – لم ترى فيه وبالباطل فكان نعم الاب والزوج 18 سنة لم يهدأ فيها عبد الناصر ، لا يخرج من معركة الا ليدخل معركة وهو صامد شجاع لا يتزعزع .
الاديب الكبير
يحيى حقى
ان عبد الناصر يظل على مستوى العصر – فابطال العصر الحقيقيون همن الذين يتوحدون بشعوبهم ويجسدون امالها ويهبون حياتهم للملايين من بسطاء الناس وعبد الناصر نموذج رائع لهؤلاء .
ان وفاة عبد الناصر ، تعنى وفاة عدو مر ، انه كان اخطر عدو لاسرائيل ، ان اسرائيل لهذا السبب لا تستطيع ان تشارك فى الحديث الذى يملاْ العالم كله عن ناصر وقدراته وحنكته وزعامته .
مناحم بيجن
زعيم الليكود ورئيس وزراء اسرائيل الاسبق
بوفاة جمال عبد الناصر اصبح المستقبل مشرقا امام اسرائيل وعاد العرب فرقاء كما كانوا وسيظلوا باختفاء شخصيته الكاريزماتية
حاييم بارليف
رئيس اركان جيش الدفاع الاسرائيلى الاسبق
جمال عبد الناصر كان الد اعدائنا واكثرهم خطورة على دولتنا ووفاته عيد لكل يهودى فى العالم
موشى ديان
وزير الدفاع الاسرائيلى
لم تكن قوة عبد الناصر ونفوذه معترفا بهما فى مصر وحدها ولكن فى جميع انحاء العالم العربى
ادوارد هيث
رئيس وزراء بريطانيا الاسبق
لقد كان نبأ وفاة عبد الناصر اسوأ نبا سمعته فى حياتى لقد كان ناصر من اعظم رجال العالم ، كان شجاعا بعيد النظر وكان يعمل جاهدا على استقرار الشرق الاوسط لقد كان افضل رجل ظهر فى الشرق الاوسط .
جورج براون
وزير خارجية بريطانيا الاسبق
الرئيس عبد الناصر هو اعظم عربى ظهر فى عصرنا ووفاته خسارة عظيمة للعالم الاسلامى وللعلاقات بين مصر وايران لقد كان اقرب زعيم لثورتنا عندما كنا مطاردين من الشاه ، لقد كان اول شخص وجهت اليه التحية وترحمت عليه عقب وصولى الى ايران بعد الثورة
الامام ايه الله الخومينى
زعيم الثورة الايرانية
كنت معتقلا فى سجون الشاه الذى كان يكن لعبد الناصر كراهية شديدة ولاحظت فى اليوم الحزين لوفاته حالة ابتهاج فى السجن بين الضباط والحراس وعندما سألت عن السبب علمت بوفاة الرئيس عبد الناصر ، واقسم بالله اننى بكيت عليه كما لم ابك على ابى وامى ، لقد كان الزعيم الوحيد الذى ساعد الامام الخومينى وامد الثورة بالمال والسلاح وقواعد التدريب ، مثل رحيله خسارة فادحة للعالمين العربى والاسلامى وللعلاقات بين مصر وايران الثورة
الامام على خامننى
مرشد الثورة الايرانية
ان الغرب سيعيد النظر فى تقييمه لهذا الرجل الوطنى الكبير المخلص العربى الاصيل واخشى ان تكون وفاته كارثة
كريستوفر مايهيو
عضو مجلس العموم البريطانى الاسبق
ان نجاح عبد الناصر شجع فجأة الحركات القومية وجعلها تتصور انها قادرة ان تسحق بريطانيا ولو ان جمال عبد الناصر استقل بمصر وحدها لما كان الخطر كبيرا على مصالحنا فى العالم كله ، واننى اقول لكم صراحة ان جمال عبد الناصر كان اخطر على مصالحنا من الاتحاد السوفيتى ولم نستطيع كل الجهود روسيا ان تضعفنا كما استطاع ان يفعل عبد الناصر
هارولد ماكميلان زعيم حزب المحافظين البريطاني ورئيس الوزراء
اما الطبيب مصطفى محمود الذى ترك مذكراته ... تحكى عن فترة عبد الناصر ... وادعى البطولة وركب موجه اعداء عبد الناصر ... ماذا قال عن وفاة ناصر
ان عبد الناصر لم يعد مجرد شخص وانما هو رمز لارادة العرب جميعا فى الحياة ، رمزا للصحة فى جسدنا والاصرار والعنفوان والعزم والتصميم فى نفوسنا . انه العقل المدبر والخطة والنجاة .
نحن نريدك ياعبد الناصر انت ونحن جسد واحد وشخص واحد لا انفصال فيه انت ونحن وحده لا تقبل التجزئة ، لن نفترق عن جمال عبد الناصر وان يفترق جمال عبد الناصر عنا سنزداد اتحادا كل منا بالاخر وتحت لوائك ياعبد الناصر سوف نحارب حتى الموت بل حتى الحياة ياقمة الحياة .






آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 04-05-2011, 04:09 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: قالوا عن جمال عبد الناصر

د. ممدوح حمزة يكتب: «إوعى تصحى يا عبدالناصر»


٨/ ١٠/ ٢٠١٠

صباح ٢٨ سبتمبر ٢٠١٠ تركت سريرى، بملاءته القطنية البيضاء من إنتاج غزل المحلة، وخلعت بيجامتى «جورج»، وغسلت وجهى بصابونة «شم النسيم»، وتبعت هذا بدوش لـطيف مستخدما صابونة «نابلسى». كنت أرجو أن تكون حلاقة ذقنى بموسى «ناسيت» لكن مصنعه أغلق.. ارتديت ملابسى الداخلية ماركة «جيل» وشرابا من إنتاج «الشوربجى» وقميص «سويلم» لينو «مصر البيضا»، وأخيراً البدلة «الاستيا» ثم كولونيا الشبراويشى «الثلاث خمسات» ووضعت قدمى فى حذاء من «باتا».
كل ما لامس جسدى فى هذا الصباح صنعته أيادى أولاد بلدى- سواء فى القطاع العام أو الخاص. ربما ليست الأشيك، وليست الأرق، وليست الأنعم، لكنها الأقرب إلى قلبى والأكثر قبولاً لعقلى وضميرى، فهى تجعلنى شريكاً فى منظومة تنمية مصر بالقدرة الذاتية، وهى التنمية التى تعمل أيضاً على رفع هذه القدرة الذاتية، وتجعلنى شريكاً فى الحفاظ على توازن الميزان التجارى، فكل مليم دفعته فى كل منتج يعود إلى أبناء هذا البلد.
لم أجد شقة بلدى فول أو شقة بلدى طعمية فى محل «نجف»- ولكنى كنت فى طريقى إلى ضريح عبدالناصر، وكان معى القرص والبرتقال.
أتأمل فى موروث الرجل فأجد أن التنمية بالقدرة الذاتية المصرية هى الموروث الأساسى الذى تركه جمال عبدالناصر، وهى نمط التنمية الحقيقية التى بدأها يوم ١٨ أكتوبر ١٩٥٢. أى أنه قبل انقضاء مائة يوم على قيام حركة الضباط الأحرار والتفاف الشعب حولها كان جمال عبدالناصر يقرأ دراسة جدوى ابتدائية عن مشروع السد العالى،
ثم كلف مجموعة من مهندسى الجيش المصرى، ومهندسى وزارة الرى، وأساتذة الجامعات من مختلف التخصصات لاستكمال الدراسة؛ لم يكلف بيت الخبرة ماكينزى أو بوزآلن كما يحدث الآن، فقد اعتبر السد العالى أهم مشروع تنموى فى مصر- وهو ما تأكد فى بدايات القرن الواحد والعشرين عندما اختارت المؤسسات العالمية المتخصصة السد العالى بوصفه مشروع القرن العشرين الأكثر خدمة للبشرية.
وبالرغم من امتناع البنك الدولى عن تمويل المشروع، ووقوف الولايات المتحدة والغرب صفاً واحداً ضده، لم يخضع الزعيم، ولم يهادن، ولم يردد عبارات الاستسلام الاستنكارية على شاكلة «هل سأحارب أمريكا؟» أو «كل أوراق اللعبة فى يد أمريكا»، بل استمر فى المشروع من أجل الشعب، واستمد قوته من عظمة وسمو الهدف، رغم الحرب الشعواء التى صوبت أسلحتها إليه، فاستطاع أن يكمل مسيرته وكان الشعب هو مصدر استقوائه.
إن المتابع لحركة وتطور الثورات فى العالم يرصد غالباً تفرغ الثوار خلال السنوات الأولى لترسيخ قواعد الحكم والسيطرة، وتأجيل مشروعات التنمية حتى يتم الاستقرار السياسى خوفاً من سقوط الثورة. أما فى الحالة المصرية فقد تبلور إصرار الزعيم على بناء السد العالى، كقاطرة للتنمية الزراعية، والصناعية، والبشرية، سابقاً للتخطيط لترسيخ السلطة. هذا رغم كل ما تبعه من عواقب مصيرية، ونتائج إستراتيجية، كان من أبرزها التوجه نحو الشرق، وتأميم قناة السويس، وعدوان ١٩٥٦. كان يعلم جيداً أن فشل المشروع هو فشل نظامه بالكامل، ومع ذلك آثر المضى فيه وفى التنمية، وهو يعلم أنه يهدد بقاءه، أى أنه قدّم، وبوضوح، مصلحة الشعب على مصلحة حكم حركة الضباط الأحرار.
كان مشروع السد العالى قاطرة التنمية فى مصر: هذه أبسط إجابة يمكن أن نرد بها على تساؤل «ماذا قدم السد العالى لمصر؟» كان مدرسة تخرج فيها أكفأ المهندسين الذين خدموا البلاد طوال الثلاثين عاماً اللاحقة، وكانوا أيضاً سفراء التنمية فى أفريقيا والبلاد العربية، ونشأت لأجله شركة المقاولين العرب، بالتزاوج الذى حققه عبدالناصر بين شركتى مصر للأسمنت المسلح وشركة المشروعات الهندسية (عثمان أحمد عثمان)،
كما ولدت له شركات هايدليكو وكهروميكا وإليجيكت. لم يكن السد العالى خزانا فقط، أو مجرد مشروع لتحويل مجرى النهر وإنشاء أكبر بحيرة صناعية فى العالم وتوليد الطاقة وزيادة الرقعة الزراعية، وإنما كان معملاً لتفريخ الكفاءات الهندسية التى تمكنت من حرفة صناعة الإنشاءات والسدود خارج مصر وداخلها، فصار لدينا جيل هندسى رفيع المستوى.
وليس هناك وجه للمقارنة بين السد العالى (١٩٧٠) من ناحية، وبين سدّى إسنا (١٩٩٠) ونجع حمادى (٢٠٠٨) من ناحية أخرى، فسدّا إسنا ونجع حمادى لا يصلان، معاً، لأكثر من ١٠% من حجم أعمال السد العالى أو صعوبتها، ومع ذلك عهد إلى شركة إيطالية بإنشاء الأول، وشركة فرنسية/ألمانية بإنشاء الثانى، وكان المصريون مجرد فواعلية فى المشروع، ولم يثمر أى من السدين خبرة هندسية ولم تولد منهما شركات عاملة فى هذا المجال كما حدث مع السد العالى، وسُجل هذان السدان كخبرة سابقة لمكاتب استشارية وشركات مقاولات أجنبية ولم تسجل خبرة تراكمية لمصر، والخبرة التراكمية هى أساس تصدير صناعة الإنشاءات.
وعلى طريق التنمية أيضاً، بدأ الزعيم جمال عبدالناصر مشروع الطاقة النووية فى إنشاص عام ١٩٥٨، بعد قيام الثورة بست سنوات، وبعد نحو عام كان مشروع الصواريخ المصرى قد بدأ على يد العلماء، والخبراء، والمهندسين، والعمال، (بالاستعانة بالخبرة الألمانية).
وكانت التنمية على أرض مصر مصدر إزعاج للآخرين، ففى زيارة لأحد المسؤولين الأمريكيين عند بداية الثورة، سُئل جمال عبدالناصر عن نواياه تجاه فلسطين المحتلة وإسرائيل، وكان رد عبدالناصر «نحن نركز على التنمية وليس هناك مجال الآن للتفكير فى إسرائيل...»، وتم نقل هذه الإجابة حرفياً إلى بن جوريون فأصيب بصدمة وأخذ يردد «هذا أسوأ ما سمعت»، فكان يعلم تماماً أن التنمية هى التقدم وهى القوة. ولكن التنمية الحقيقية القائمة على القدرة الذاتية، وليس على المعونات والخبراء الأجانب، هى التنمية التى ترفع قدرة أبناء هذا البلد، فيكون الناتج من أى مشروع ليس فقط تنمية أو تشكيل الحجر، وإنما فى الأساس تنمية البشر حيث الثروة الحقيقية.
كان عبدالناصر يعلم تماماً مدى أهمية التنمية الحقيقية، ولذلك جاء عصره بتنمية لم ترها مصر منذ أربعة آلاف سنة. وتوقفت بعد عام ١٩٦٧، ويجرى تدميرها بشكل ممنهج منذ عام ١٩٧٤.
فى عام ١٩٥٤ أنشئ معهد بحوث البناء برئاسة الدكتور عزيز يس، وفى ١٩٥٦بدأت أبحاث مشروع دراسة القرية المصرية الذى كانت تخطط له وترعاه وزارة الشؤون البلدية والقروية بقيادة الدكتور شفيق الصدر وعين لهذا الغرض الثلاثة الأوائل من خريجى أقسام عمارة ومدنى من كليات الهندسة الثلاث بالجامعات المصرية، وأعرف منهم صلاح حجاب، شيخ المعماريين وحامل مفاتيح وذاكرة الهندسة فى مصر والمنطقة.
وذهب شباب الخريجين لعمل مسح شامل للقرى موضوع البحث، وكان المهندسون حديثو التخرج يقيمون فى كل قرية، بالمركز الاجتماعى التابع للمجلس القومى للخدمات الذى رأسه الدكتور عزيز صدقى. وتم إعداد مشروع تنمية القرية المصرية، فبدأ فى عام ١٩٦١، بميزانية تصاعدية تصل إلى ٩٠ مليون جنيه فى السنة، وكانت الفترة التى يحتاجها المشروع ٣٠ سنة، أى ينتهى عام ١٩٩١. وتم عرض المشروع على هيئة الأمم المتحدة، وحاز التقدير والاعتماد - إلا أنه توقف عند حرب ١٩٦٧.
ويُذكر فى هذا السياق أن المركز القومى للبحوث، سنة ١٩٥٦، كان يضم قسماً للطاقة الشمسية فى استخداماتها المختلفة، وكان أحد مشروعاته إنتاج «راديو» يعمل بالطاقة الشمسية لكى تصل الإذاعة إلى كل قرية فى مصر، بل إلى الشعب العربى كله قبل وصول الكهرباء! هذا هو التنوير الذى تتطلبه التنمية بالقدرة الذاتية.
وتم أيضاً، إنشاء مصانع الراديو الترانزستور، وأيضاً أجهزة التليفزيون، فبدأ البث عام ١٩٦٠ فى كل بيت مصرى قادر على اقتناء التليفزيون، عن طريق أجهزة تليفزيون صناعة مصرية.
وبالتوازى بدأ عبدالناصر فى إنشاء شركة التعمير والمساكن الشعبية، برئاسة المهندس على نور الدين نصار، لتوفير سكن مناسب لمحدودى الدخل، كما أنشأ مطار القاهرة عام ١٩٥٨ بمسابقة معمارية علنية فاز بها المعماريان المصريان، صلاح زيتون، ومصطفى شوقى، وهو المبنى والمشروع الذى يحق لنا أن نفخر به، على العكس من مبانى المطار الجديد التى قامت بتشييدها شركات هولندية وتركية بعد نصف قرن من مشروعنا الأصلى.
وكان مشروع مديرية التحرير، ذلك المشروع الزراعى العملاق، الذى تم توصيل مياه النيل إليه، وكانت تهدر فى البحر منذ قديم الأزل، ومشروع الوادى الجديد الذى اعتمد على المياه الجوفية. وبدون أصوات زاعقة، أو إعلام متصنع، بدأت الهيئة العامة لتعمير الصحارى، التى أنشئت عام ١٩٥٧، العمل فى الوادى الجديد، وكان يخطط لها الدكتور أحمد أمين مختار، رئيس قسم التخطيط بجامعة الأزهر،
بينما شكل لواء من سلاح المهندسين بالجيش المصرى السواعد التى قامت ببناء مجموعة كبيرة من القرى فى الوادى الجديد، وما زال بيننا المهندس القدير، حسين إدريس، الذى قضى شبابه شاهداً على هذه الملحمة. وتم فى نفس الوقت بناء مجموعات من القرى، فى عدد من المحافظات، أتذكر منها قرية أبيس جنوب الإسكندرية، وقرية كوتا على طريق الفيوم.. وغيرهما.
كانت هناك حقيقة مؤكدة وهى أن ٧٠% من سكان مصر هم أهل ريف، وبالتالى كان لا بد من الاهتمام بهم وبناء قرى جديدة لهم قبل الاهتمام بتشييد مدن جديدة، فالـ٧٠% أولى بالرعاية والاهتمام من الـ ٣٠%. وظنى أنه لو استمر مشروع تنمية وبناء القرى هذا لكانت مدن مصر اليوم بدون العشوائيات التى يسكنها النازحون والناتجة عن إهمال الريف.
لم يكن الاهتمام ببناء القرى الجديدة هو مجمل اهتمام ثورة يوليو فى إطار خطة التنمية العمرانية والسكنية، وإنما كان هناك بالتوازى عدة مشروعات لبناء مساكن للعمال بالمناطق الصناعية، ومنها إسكان العمال فى إمبابة، وإسكان العمال فى حلوان، وإسكان شركة كيما، وغيرها من مساكن العمال بالمحلة الكبرى، وكفر الدوار، وكافة المناطق العمالية فى مصر، وإسكان الطبقات الوسطى مثل إسكان زينهم، والبالون، وجسر السويس (الألف مسكن)، وكان هناك أيضاً مشروعات تنمية عمرانية سكنية فى مدينة نصر والمقطم والمعادى والمنتزه والمعمورة.
سعى عبدالناصر فى طريق التنمية الشاملة، أى التنمية العمرانية والزراعية والصناعية، فأنشأ مصانع الحديد والصلب، ومجمع الألومنيوم بنجع حمادى، ومصانع الأسمدة، والأسمنت، والغزل والنسيج، والكيماويات. وتم رصد كل ذلك وعرضه على الشعب المصرى من خلال مجلة «بناء الوطن» الشهرية، وعبر عنه صلاح جاهين فى حينه قال «مكن مكن مكن.. كلنا عاوزين مكن»، وكل ذلك بالقدرات الذاتية: اعتمد على التمويل الذاتى لمعظم المشروعات، كما اعتمد على خبرات أهل البلد ليحقق التنمية البشرية ضمن ما حققه.
ووسط هذا الزخم كان عبدالناصر ناصراً للحركات الوطنية التحررية بالوطن العربى، وأفريقيا، بل وأمريكا اللاتينية، ونصيراًَ لكل الشعوب النامية، وكان مناراً للتنمية والتقدم فى آسيا. أكثر من أربعين حركة وطنية تحررية كان لها ملاذا آمنا، وصدرا حنونا، ودعما، فى القاهرة، وتحديداً فيلا رقم «٥» شارع أحمد حشمت بالزمالك.
نيلسون منديلا، مثلاً، نام على مرتبة على الأرض فى هذه الفيلا، وقدمت مصر كل أشكال الدعم للثوار وقادة حركات الاستقلال، فكانت هناك ٤٥ إذاعة موجهة لأفريقيا باللغات المحلية، ولم ينس عبدالناصر الأهمية الاستراتيجية لحوض النيل، حيث واصل دعم دول الحوض بمختلف الأشكال،
وأنشأ شركة النصر للاستيراد والتصدير فأصبح لها ٢٥ فرعاً فى خدمة التنمية، وذهب مهندسو مصر للتعمير فى هذه البلاد. واستحضر فى هذا السياق، مقولة المهندس المعمارى البارع، رمزى عمر، أحد جنود مصر البواسل فى معركة تنمية القارة السمراء وتعميرها، الذى يؤكد أن أعلى مبنى فى كل عاصمة أفريقية عمرّها كان بالضرورة بناءً مصرياً خالصاً.
وذهب أيضاً المعمارى مصطفى شوقى، مسلحاً بخبرة مطار القاهرة، ليشيد أكبر وأعلى مبنى فى الجزائر العاصمة، والذى ما زال هو أهم وأكبر فندق، وتم إنشاؤه بعد الاستقلال مباشرة فكان نموذجا لتنمية عبدالناصر خارج البلاد. هل يعلم المصريون أن الجامعة الوحيدة فى كوناكرى، عاصمة غينيا، هى جامعة جمال عبدالناصر؟ وهل يعلم المصريون أن فرنسا أرسلت وفداُ عالى المستوى إلى جمال عبدالناصر خوفاً لتراجع نفوذهم فى أفريقيا وازدياد نفوذ مصر؟ ووراء كل هذا دعم عبدالناصر للتنمية فى أفريقيا.
لقد طرق الزعيم جمال عبدالناصر كل أبواب التنمية، فشرع فى برنامج الصواريخ وانتهى من إنشاء مصنع متكامل لهذا البرنامج، يضم نحو ١٠٠٠ مهندس وعالم وفنى، وأنشأ برنامج تصنيع الطائرات بين مصر والهند، وكان نصيب مصر فى هذا البرنامج هو تصنيع الموتور (وهو الجزء الأصعب)، ودعم أقسام هندسة الطيران والطاقة النووية فى كليات الهندسة فى الجامعات المصرية.
كل هذه الخواطر والذكريات مرت أمامى وأنا أزور قبر الزعيم، حيث كانت جموع المواطنين المحتشدة، معظمهم جاء الدنيا بعد رحيل عبدالناصر. شدت انتباهى سيدة فى منتصف الثلاثينيات من العمر، تحمل طفلاً لم يتجاوز عامه الثالث، دخلت إلى القاعة الكبرى مع كبار الزوار، كما لفت نظرى أيضاً رجل أربعينى جلس القرفصاء أمام القبر، أخذ ينادى «اصحى يا عبدالناصر». ولو صحى عبدالناصر اليوم لمات بالحسرة عشرات المرات إذا شاهد معنا بيع المصانع التى أنشأها، والتى كُهِن مكنها، وطُرد عمالها، ثم بيعت أرضها عقاراً وهُرّبت أموالها.
وإذا شاهد معنا عمليات منح أراضى الدولة للمحظوظين والأقرباء، ثم بيعها للأجانب، وتصدير الأموال للخارج. وإذا رأى انتشار أمراض الكبد والكلى والسرطان والأنيميا والاكتئاب، وأزمات القمح والطاقة والغلاء. بالإضافة إلى الظواهر الاجتماعية المرضية من انتحار وقتل الآباء والأبناء وزنى المحارم وأطفال الشوارع وسكان العشوائيات والقبور.
عدت لأسأل نفسى هل كان الزعيم جمال عبدالناصر سيفرح بمطار القاهرة الجديد الذى بناه الأتراك وصممه الهولنديون وأشرف على تنفيذه اللبنانيون؟ ونحن المصريين نكتفى بأن نكون ركاباً فى صالات السفر والوصول؟ هل كان سيفرح أن مترو أنفاق القاهرة، الذى بدأت دراسته على يد الدكتور على صبرى، أستاذ ميكانيكا التربة والأساسات عام ١٩٥٧، علاقتنا به هى أيضاً علاقة المستخدم؟ وأن تصميم وتنفيذ مراحله الثلاث كانا بأيادٍ أوروبية؟ بل ومعظم تمويله أيضاً من الخارج؟
بنى عبدالناصر، على أطراف القاهرة سنة ١٩٦١، أرضاً للمعارض، بديلاً عن أرض المعارض بالجزيرة، وكان هذا عن طريق مسابقة معمارية معلنة، فاز بها الدكتور عبدالباقى إبراهيم والدكتور يحيى الزينى والدكتور فؤاد الفرماوى.
أما اليوم، فيراد ضم هذا المشروع إلى قاعة المؤتمرات التى شيدها الصينيون، من خلال مسابقة معمارية سرية، لم يعلن عنها، ولم يدخل فيها مصرى بكيانه، والغريب أن الجهة التى أدارت هذه العملية هى نفس الجهة المسؤولة عن التنافسية ومحاربة الاحتكار والشفافية، وسوف يزرع هذا المشروع قنبلة زحام مرورية فى قلب القاهرة.
هل سيفرح جمال عبدالناصر حين يعرف أن مصر تسير فى طابور «للخلف در»؟
كان جمال عبدالناصر يستعين بأهل الخبرة، فلم يكن مصطفى خليل وزيراً للنقل وهو فى الثلاثينيات من عمره إلا لأنه كان كفئا لهذا المنصب، لم يكن عسكرياً ولم يكن من الضباط الأحرار، وكذلك الدكتور عزيز صدقى، والمهندس صدقى سليمان وحلمى السعيد وعزيز يس ومحمود أمين عبدالحافظ.. كلهم كانوا من الأكفاء الدارسين.
وكذلك لم يكن وقوف عبدالناصر لمدة ١٠ ساعات كل يوم عيد علم لتكريم المتفوقين والمبدعين واحداً تلو الآخر سوى احترام للعلم والعلماء، احتراماً من النظام بالكامل، النظام الذى عمل من أجل صالح الشعب، وليس نظام تجارة الأراضى وتسقيعها والاعتماد على الأجانب فى كل شىء حتى برامج تحديد النسل وتطوير التليفزيون - فهل يعقل أن التليفزيون الذى بدأه عبدالناصر بالكفاءات المصرية عام ١٩٦٠، يؤتى بشركات أجنبية لتطويره عام ٢٠٠٦؟ وليته تطور!!
عدت ثانية إلى حيث أقف.
مات عبدالناصر ولن يعود ثانية. ولكنى أتوقع أن تتحول أفكاره وأسلوبه فى التنمية إلى رسالة تؤمن بها الدول النامية، بعيداً عن البنك الدولى وصندوق النقد الدولى، وأن تتحول كلمات صلاح جاهين، التى أنشدها عبدالحليم حافظ «من أموالنا بإيد عمالنا» إلى شعار لتحقيق التنمية المنشودة، التنمية الحقيقية المستدامة.
خلا بنا نظام عبدالناصر فى جوانب الحرية الشخصية وزوار الفجر والتعذيب فى السجون.. والعزاء الوحيد أن هذا النظام السلطوى أنشئ لخدمة برنامج قومى للتنمية الحقيقية، وقد ضُرب البرنامج التنموى فى عام ١٩٦٧ بخطة محكمة من الغرب وبتنفيذ إسرائيل، ثم ألغى هذا البرنامج تماماً منذ ١٩٧٤، بل تحول مسار البلد إلى العكس، ولكن وللأسف الشديد، استمر النظام السلطوى، استمر لخدمة برنامج آخر معاكس تماماً لبرنامج عبدالناصر التنموى.
لم ينجح الغرب مع عبدالناصر (كما نجح مع محمد على سنة ١٨٤٠) فى إيقاف التنمية والتوسع مقابل توريث الحكم لأبناء الحاكم، فكان لا بد من ضربه هو ونظامه فى ١٩٦٧، فانتهت التنمية الحقيقية واستمر النظام السلطوى بدون عائد.
فى طريق عودتى، لم أجد زجاجة لبن «مصر للألبان» ولا شيكولاتة «بيمبو»، فقد تم إغلاق محل «استرا» بميدان التحرير واحتل مكانه «أمريكانا».
لكنى، وأنا أقف عند قبر الزعيم، والخواطر تذهب وتجىء فى ذهنى ووجدانى، وجدتنى أقول: كفانا بكاء على الحليب المسكوب، ولنقم بدورنا فى بناء التنمية من جديد، التنمية بأسلوب عبدالناصر، وبأسلوب طلعت حرب. وقفت عند قبر عبدالناصر وتأملت: ماذا لو أنشأنا مشروعاً أهلياً للاستثمار والتنمية، يبدأ من الشعب ويعود إلى الشعب؟


مع التحفظ علي عفوية البسطاء عند قبر عبدالناصر (للتعارض مع الدين الحنيف)






آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 04-05-2011, 04:10 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: قالوا عن جمال عبد الناصر

لا ... إعدام عبدالناصر
بقلم

خيري منصور

الخليج الإماراتية



لم يظفر جنرالات الجيش الصهيوني بجمال عبدالناصر حياً أو

ميتاً ليحاكموه، وحين استقال أعاده شعبه باعتراف خصومه،

ومن حسن حظه أن مشهد القاهرة والمدن والقرى والنجوع

المصرية والعربية كان مرئياً عبر الشاشة بالأبيض والأسود،

ومن خلال كاميرات الصحافيين والمراسلين من مختلف أنحاء

العالم.

لكن عبدالناصر يعدم الآن لا رمياً بالرصاص أو شنقاً بل رمياً

بالاتهامات التي تأتي بأثر رجعي، وبعضها يتزامن على نحو

مفارق ودرامي مع ذكرى مولده.

لماذا يفعل العرب بقادتهم ورموزهم الوطنية كل هذا وبعد الأوان

بعدة عقود؟

هل لأن الموتى عاجزون عن الدفاع عن أنفسهم بسبب الصمت

الأبدي؟ أم لأن الورثة من الأحياء فضلوا التقاعد السياسي وراحة

البال؟

عبدالناصر زعيم وليس مديراً عاماً لمنشأة أو شركة، لهذا فإن

أخطاءه كبيرة تتناسب مع قامته وحجمه، وإن كان خصومه قد

سخروا من كل هذا وحوّروا ما قاله أبو الطيب المتنبي بحيث

أصبح: على قدر أهل العزم تأتي الهزائم.. لا العزائم، لكن

عبدالناصر أيضاً جرب مفاتيحه في عدة أقفال أوشك الصدأ أن

يغطي ثقوبها، علّم وأمّم وقاوم في العام ،1956 وحاول

الاستدراك في حرب الاستنزاف بعد عام 1967 والتي لولاها لما

كان نصر أكتوبر باعتراف الكثيرين.

قبل أيام وفي ذروة الحملة المضادة لعبدالناصر سمعت من

المهندس الشهير د.ممدوح حمزة حكاية مثيرة عن مصانع الحديد

في اسبانيا التي كان يزورها، فقد أخبره الاسبان أن أهم ما لديهم

من الركائز مستورد من مصانع الحديد والصلب المصرية في

الحقبة الناصرية، إن الرجل أخطأ، لكنه أصاب أيضاً، والمسألة

في النهاية ليست كيف ننظر إلى الزجاجات نصف الفارغة أو

نصف المليئة، فالأمر أكثر تعقيداً من ذلك.

إن ما يحدث الآن، هو إعادة إنتاج لحقبة من الزمن بحيث تلوى

أعناق الأشخاص والوقائع كي تلبي المطلوب في اللحظة الراهنة

التي تحولت فيها شعوب برمتها إلى رهينة.

إعدام عبدالناصر ميتاً ليس من الفروسية في شيء كما أن

دلالاته الرمزية ستعود بالضرر الكبير على أجيالنا، تلك الأجيال

التي شهدت البالغين ينصبون التماثيل ثم يهوون عليها

بالمعاول.. وقد ينبشون القبور رغم أن الجنائز كانت زلزالاً

بشرياً في لحظة تبدى التاريخ فيها وكأنه في لحظة الغسق.

لن نقول رفقاً بالموتى أيها الأحياء، فالمواعظ لا معنى لها إذا

كان المنادى قد أصابه الصمم، لكننا نقول إن لدينا كعرب ما

نقوله ونفعله غير هذا كله. وكم نشعر بالأسى ونحن نسمع ونقرأ

من تعلموا بالمجان في تلك الحقبة وهم يجربون بلاغتهم في

هجاء من علمهم، ومن فتح لهم طريقاً كان مغلقاً ومحرماً على

آبائهم وأجدادهم.

عبدالناصر ليس معصوماً، وهو أيضاً كما قال عنه الشاعر الباقي

محمود درويش ليس نبياً ولكن ظله أخضر.

كفى تنكيلاً بالموتى، وكفى تصفية حسابات شخصية على حساب ما هو عام.

لكن المهزومين يصابون أحياناً بحالة من الشذوذ الماسوشي

فيستمرئون عض أنفسهم واعتصار خواصرهم النازفة.

ومن يدري؟ لعل هذه المتوالية من الإعدام بأثر رجعي تطال كل رموز تاريخنا.







آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 04-05-2011, 04:10 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: قالوا عن جمال عبد الناصر

فى شهر أكتوبر سنة 1970 أصدر جان لاكوتير كتاب " ناصر "

جاء فيه :

" إن هذه الجموع الغفيرة فى تدفقها الهائل نحو جثمان عبد

الناصر لم تكن تشارك فى تشييع عبد الناصر إلى مثواه الأخير

، لكنها كانت فى الحقيقة تسعى فى تدافعها المتلاطم للاتصال

بجمال عبد الناصر الذى كانت صورته هى التجسيد المطلق

لكينونتها وذاتها . . لقد أقفلت الدائرة الآن ، ولكنها تحوى

داخلها


ثورة يوليو


باندونج


السويس


دمشق


الجزائر


اليمن


قوانين يوليو الاشتراكية


إن الكل أصبح تاريخا الآن . . لقد مضت فترة الانتقال من عهد

الملك الدمية ، إلى الجمهورية والعروبة والاشتراكية ، لكن ما

هو باق هو صورة جمال عبد الناصر ، وما أصبحت ترمز إليه

من الإحساس بالكرامة . . . " .






آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 04-05-2011, 04:13 AM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
طارق سرور

الصورة الرمزية طارق سرور

إحصائية العضو







طارق سرور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: قالوا عن جمال عبد الناصر

عبد الناصر

هل تعلمين اختى مرمر إنه مثلى الأعلى

قرأت عنه الكثير والكثير ولم تروعى عطشى له

شكراااااااا اختى على هذا الطرح القيم والمفيد







آخر مواضيعي 0 خوف
0 اسرار
0 اللهم اجعلنا من المحسنين
0 اعرف مين هى مصر
0 البقلة
رد مع اقتباس
قديم 04-05-2011, 04:41 AM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: قالوا عن جمال عبد الناصر

جمال عبد الناصر

رمز مصرى اصيل

ومثل اعلى لناس كتير

تسلم طارق







آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 04-05-2011, 10:36 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
أحمد اسماعيل

الصورة الرمزية أحمد اسماعيل

إحصائية العضو







أحمد اسماعيل غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: قالوا عن جمال عبد الناصر

مرمرية



تسلمى على طرحك الرائع عن شخصية اجتمع عليها العرب مهما اختلف او اتفق الناس على طريقة قوميتها العربية

تسلمى على الطرح

دعواتى لك بالصحة والعافية






آخر مواضيعي 0 مباراة الأهلي ووفاق سطيف الجزائري
0 دعاء يوم الجمعة
0 روسيا تسلم محطة تشيرنوبل النووية إلي أوكرانيا
0 دعاء آخر يوم في شعبان
0 فضل الصيام
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:56 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator