@ مــحــمــد أســـد
كان مغامرا شجاعا, عاشقا للسفر, وكان محبا للترحال والاختلاط مع الناس علي اختلاف أعراقهم, ولغاتهم, وأديانهم.
اشتغل بالصحافة فكان صحفيا متميزا, وعمل في الدبلوماسية فكان دبلوماسيا فذا, وألف عددا من الكتب فقرئت في سبع لغات.
وكان من أشهر كتبه وأكثرها رواجا سيرته الذاتية, التي وضعها تحت عنوان الطريق إلي مكة.
إنه مفكر إسلامي من طراز رفيع, وداعية إسلامي بطريقته الخاصة, وإلي جانب كتبه المشهورة نشر له عدد كبير من المقالات المهمة والجرئية في الشئون العربية والدولية, وقد توج أعماله الفكرية بترجمة معاني القرآن الكريم بلغة إنجليزية رصينة تحت عنوان رسالة القرآن.
إنه محمد أسد, المفكر الذي هجر دينه وثقافته واعتنق الإسلام والثقافة الإسلامية, وإذا تأملنا تطور الفكر الإسلامي في النصف الأول من القرن العشرين فلن نجد في أوروبا كلها مثل محمد أسد من حيث إخلاصه في فهم الإسلام واستيعابه, وفي محاولة إيقاظ المسلمين, وفي بناء جسور بين الشرق الإسلامي والغرب المسيحي, وليس هناك من المفكرين الأوروبيين من يفوقه في ذلك, باستثناء المفكر الإسلامي العظيم علي عزت بيجوفيتش, الذي صرح في بعض أحاديثه بأنه استقي الكثير من معارفه عن مشكلات المسلمين وأوضاعهم في العالم الحديث من محمد أسد.
شاء الله أن يولد محمد اسد باسم ليوبولد فايسي في مستهل القرن العشرين, يوم 2 يوليو سنة1900, من أبوين يهوديين في بولندا, التي كانت يومئذ جزءا من الإمبراطورية النمساوية, واعتنق الإسلام سنة 1926, وأصبح اسمه محمد أسد, وبين مولده وإسلامه خاض حياة حافلة بالسفر والترحال, والبحث الدائب عن موضع لروحه وعقله.