يا حياتي و يا حياتي إلى كم أحتسي من يديك صابا و علقم
و إلى كم أموت فيك و أحيا أين منّي القضا الأخير المحتّم
أسلميني إلى الممات فإنّي أجد الموت منك أحنى و أرحم
و إذا العيش كان ذلّا و تعذيـ با فإنّ الممات أنجى و أعصم
***
ما حياتي إلاّ طريق من الأشـ واك أمشي بها على الجرح و الدم
و كأنّي أدوس قلبي على النا ر و أمضي على الأنين المضرّم
لم أفت مأتما من العمر إلاّ و ألاقي من بعده ألف مأتم
و حياة الشّقا على الشاعر الحسّـ اس أدهى من الجحيم و أدهم
***
و أنا شاعر و ما الشعر إلاّ خفقاتي تذوب شجوا منغّم
شاعر صان دمعه فتغنّى بلغات الدموع شعرا متيّم
علّمته الطيور أحزانها البكـ ما فغنّى مع الطيور و رنّم
***
إيه يا شاعر الحياة و ماذا نلت منها إلاّ الرجاء المعشّم
أنت باك تحنو على كلّ باك أنت قلب على القلوب مقسّم
قد قرأت الحياة درسا فدرسا و تجّليت كلّ سرّ مكتّم
فرأيت الحياة لم تصف إلاّ لعبيد الحطام و الذلّ و الدم
طيبها للئام لا الملهم الشا دي و هيهات أن تطيب لملهم
***
أيّهاذي الحياة ما أنت إلاّ أمل في جوانح اليأس مبهم
غرّة تضحك العبوس و تبكي فرحا هانئا و تشقي منعّم
***
يا حياتي و ما حياتي و ما معـ نى وجودي فيها لأشقى و أظلم
ربّ رحماك فالمتاه طويل و الدجا في الطريق حيران أبكم
قد أتيت الحياة بالرغم منّي و سأمضي عنها إلى القبر مرغم
أنا فيها مسافر زادي الأحـ لام و الشعر و الخيال المجسّم
و شرابي و همّي , و آهي أغاريـ دي نوري عمى الظلام المطلسم
ليس لي من غضارة النور لحظ لا و لا فقي يدي سوى الظفر درهم
ليت شعري مالي إذا رمت شيئا حال بيني و بينه القفر و اليم
لم أجد ما أريد حتّى الخطايا أحرام عليّ حتّى جهنّم
كلّ شيء أرومه لم أنله ليتني لم أرد و لا كنت أفهم
أنا أحيا مع الحياة و لكن عمري ميّت الأماني محطّم
ليتني – و الحياة غرم و غنم – نلت من صفوها على العمر مغنم .