في كتاب أرواق الورد للرافعي
قرأت جملة على لسان محبوبته التي كتب لها وكتبت له هذه الأوراق تقول
"ما حيلة الشمس في الحيطان والأبواب التي أنت تقيمها؟ افتح لها تدخل إليك"
وقيل لي يوما
" في لحظات خذ نفسا عميقا هادئا
وارفع رأسك وانظر إلى السماء
وابتسم
ستشعر أن شيئا في داخلك يتغير يهدأ ويصبح رطبا"
كلمات أراها رائعة في كل حروفها
وفي كل ما تحمل من معاني
فيها النور يتسلل من بين الظلمات
وفيها الهدوء والسكينة والندا تقتحم جدران قلوبنا اليابسة
لكنها بلا شك مرهونة بإرادتنا
متى أردنا نحن أن نبتسم
سننتزع ابتسامتنا من بين الجراح والآلام
ومتى أردنا أن نرى النور
سيأتي إلينا مبددا كل الظلمات
حين نيأس ونتعب
حين لا نرى سوى في الحزن والبكاء دواء لجراحنا
نطمس البسمة
ونرسم وجها عابسا على وجوهنا
ونتهم الحياة من حولنا بأنها بائسة
لكنها بلا شك صورة نحن رسمناها بأيدينا
نحن من طردنا الفرح من لحظاتنا
لا بد أنه موجود في كل شيء حولنا
لكننا حبسناه خارجا
وأغلقنا أمامه كل الأبواب
وزعمنا بأنه لا يزورنا
نعم ربما الأعمى لا يرى الشمس
لكنه يشعر أنها موجودة
ربما الأسير لا يراها أيضا
لكنه يدرك بأن يوما سيأتي ويراها
يوقن أنها لم تغب لكنه هو من غاب
وكذا من صبغ حياته بالسواد
لا يرى نور الشمس
ليس ذنبها إن لم نراها
فهي موجودة لم تغب يوما
وكذا السعادة
نحن نرسم فصولها
ونحن من نأتي بها إن أردنا
ونحن من نصنع من أقسى الظروف أجمل اللحظات
فقط افتح شفتيك
واترك لهما الحرية كي تتشكلا كيفما تشاءان
سترى أنهما لن تختارا العبوس والانكماش
بل ستتفتحان
لأن جمال الدنيا في ابتسامة مرسومة
انظر إلى نور الشمس كيف يأتي ضاحكا
وانظر إلى القمر كيف يتبسم في حلكة الليل
وانظر إلى الورود كي تبتسم في تربة جافة
وانظر إلى العصافير
حتى في حزنها تعزف أجمل الألحان
وانظر إلى النسائم الهادئة
كيف تأتي في حر صيف قاظ
وانظر إلى قطرات الماء كيف تبتسم حول زجاجة باردة
وانظر وانظر
سترى أن كل شيء في الحياة جبل على الابتسام
ونحن فقط من نملك تلوين أيامنا
إما نعطيها ألوانا زاهية متفتحة
أو نصبغها بالسواد
"ما حيلة الشمس في الحيطان التي أنت تقيمها؟ افتح لها تدخل إليك"
راق لى للغاية
فاحببت نقله اليكم
مع التعديل والتنسيق
10-13-2008, 08:17 PM
أشعة الشمس..والهواء العليل
