العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > قرآن كريم وصوتيات اسلامية

قرآن كريم وصوتيات اسلامية تحميل و استماع اناشيد و صوتيات و مرئيات اسلامية اناشيد اسلامية و صوتيات و مرئيات اسلامية جديدة , و اناشيد فلاش اناشيد mp3 و فيديو كليب اناشيد, ويشمل كلمات الاناشيد وايضاً اناشيد طيور الجنة ونغمات اسلامية ورنات اسلامية ونغمات دينية ونغمات انشادية و رنات انشادية كما تضم اناشيد لكبار المنشدين جديدة كـ مشاري العفاسي و سامي يوسف كما يضم أناشيد اناشيد افراح و اناشيد جهادية استماع اناشيد و تحميل اناشيد رائعة - اناشيد - أناشيد - انشودة - اناشيد قناة الروح - اناشيد الروح - اناشيد قناة فور شباب - اناشيد فور شباب - اناشيد للشباب - اناشيد شبابية - اناشيد صبا - اناشيد قناة صبا - اناشيد صباء - اناشيد قناة راما - اناشيد راما - اناشيد سراج - اناشيد سراج - سراج - اناشيد للكبار - تحميل - تحميل اناشيد - استماع اناشيد - اناشيد اسلامية - اسلام - اسلامية - الاسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 10-04-2011, 10:25 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

Lightbulb تفسير سورة البلد

(( سورة البلد))
النص: بسم الله الرحمن الرحيم
لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10) فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19) عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20)
بَين يَدَيْ السُّورَة .......* هذه السورة الكريمة مكية، وأهدافها نفس أهداف السور المكية، من تثبيت العقيدة والإِيمان، والتركيز على الإِيمان بالحساب والجزاء، والتمييز بين الأبرار والفجار.
*ــ ابتدأت السورة الكريمة بالقسم بالبلد الحرام، الذي هو سكنُ النبي عليه الصلاة والسلام، تعظيماً لشأنه، وتكريماً لمقامه الرفيع عند ربه.
*ــ ثم تحدثت عن بعض كفار مكة، الذين اغتروا بقوتهم، فعاندوا الحقَّ، وكذبوا رسول الله وأنفقوا أموالهم في المباهاة والمفاخرة،
* ـ ثم تناولت أهوال القيامة وشدائدها، وما يكون بين يدي الإِنسان في الآخرة من مصاعب ومتاعب وعقباتٍ لا يستطيع أن يقطعها ويجتازها إلا بالإِيمان والعمل الصالح.
*ــ وختمت السورة الكريمة بالتفريق بين المؤمنين والكفار في ذلك اليوم العصيب، وبينت مآل السعداء، ومآل الأشقياء، في دار الجزاء.اهـ الصابوني
(( 320))
في التحرير : سميت هذه السورة في ترجمتها عن صحيح البخاري "سورة لأقسم " وفي المصاحف وكتب التفسير : سورة البلد .وحكى الزمخشري والقرطبي والصاوي الاتفاق على أنها مكية وحكى ابن عطية عن قوم : أنها مدنية وعدد آياتها عشرون آية اهـ
المناسبة ... لما ختم كلمات الفجر بالجنة التي هي أفضل الأماكن التي يسكنها الخلق ذكر الأمارة التي وقعت في كبد الندم اهـ البقاعي
1)) ــ شرح المفردات :
افتتحت السورة الكريمة بالقسم ، تشويقا لما يرد بعده ، وتأكيدا للمقسم عليه .(( لا )) في مثل هذا التركيب ، يرى المحققون أنها مزيدة للتأكيد ،قال الصاوي هذا أحد احتمالين والآخر أنها نافية لكلام تقدمها اهـ قال العثيمين : {لا} للاستفتاح، أي: استفتاح الكلام وتوكيده، وليست نافية، لأن المراد إثبات القسم، يعني أنا أقسم بهذا البلد لكن (لا) هذه تأتي هنا للتنبيه والتأكيد (( أقسم )) معناه أحلف كقوله تعالى {واقسموا بالله جهد أيمانهم }يقال : أقسم يقسم إقساما فهو مقسم والمفعول مقسم عليه والأمر أقسم بفتح الألف وقطعه فأما قسمت الأرض فبغير ألف أقسمه قسما فأنا قاسم والمفعول مقسوم والأمر اقسم بكسر الألف فإن وصلتها بكلام سقطت اهـ ابن خالويه .القسم تأكيد الشيء بذكر معظم على وجه مخصوص. فكل شيء محلوف به لابد أن يكون معظماً لدى الحالف، وقد لا يكون معظمًا في حد ذاته. فمثلاً الذين يحلفون باللات والعزى هي معظمة عندهم، لكن هي في الواقع ليست عظيمة ولا معظمة. فالحلف، أو القسم، أو اليمين المعنى واحد،. وحروف القسم هي: الباء، والواو، والتاء، والذي في الآية الكريمة هنا الباء).اهـ العثيمين
قال ابن عطية : واختلفوا في "لا" فقال الزجاج وغيره : « لا » صلة زائدة مؤكدة ، واستأنف قوله { أقسم } ، وقال مجاهد { لا } رد لكلام متقدم للكفار ، ثم استأنف قوله { أقسم } ، وقال بعض المتأولين { لا } نفي للقسم بالبلد ، أخبر الله تعالى أنه لا يقسم به ، ولا خلاف بين المفسرين أن { البلد } المذكور هو مكة. واختار الشوكاني كون "لا" صلة بينما اختار ابن العربي كونها ردا فقال : « وأما من قال : إنها رد ، فهو قول ليس له رد؛ لأنه يصح به المعنى ، ويتمكن اللفظ والمراد » .فهو رد لكلام من أنكر البعث ، ثم ابتدأ القسم . وكذا قال الفراء : "لا " :لاتكون صلة في أول الكلام ولكنها رد لقوم كفروا بالبعث فقيل لهم : ليس كما قلتم أقسم بهذا البلد اهـ ابن خالويه .
.(( بهذا )) والإِشارة ب«هذا» مع بيانه بالبلد ، إشارة إلى حاضر في أذهان السامعين كأنهم يرونه لأن رؤيته متكررة لهم وهو بلد مكة ، ومثله ما في قوله : {

(( 321))

إنما أُمرت أن أعبد ربَّ هذه البلدة } [ النمل : 91 ] . وفائدة الإِتيان باسم الإِشارة تمييز المقسم به أكْمَلَ تمييز لقصد التنويه به .اهـ التحرير
(( البلد )) يعني مكة. لأنها مهبط الرحمات وغيرذلك من الخصائص فلما استجمعت تلك المزايا أقسم الله بها اهـ الصاوي.
قال العثيمين : البلد هنا مكة، وأقسم الله بها لشرفها وعظمها، فهي أعظم بقاع الأرض حرمة وأحب بقاع الأرض إلى الله عز وجل، ولهذا بعث منها رسول الله صلى الله عليه وسلّم الذي هو سيد البشر صلوات الله وسلامه عليه، فجدير بهذا البلد الأمين أن يقسم به. ولكن نحن لا نقسم به، لأنه مخلوق، وليس لنا الحق أن نقسم بمخلوق. كما قال النبي صلى الله عليه وسلّم: «من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك»، أما الله عز وجل فإنه سبحانه يقسم بما شاء، ولهذا أقسم هنا بمكةاهـ
في التحرير : والبلد : جانب من متسع من أرض عامرةً كانتْ كما هو الشائع أم غير عامرة ...وأطلق هنا على جانب من الأرض مجعولة فيه بيوت من بناء وهو بلدة مكة والقسم بالبلدة مع أنها لا تدل على صفة من صفات الذات الإلهية ولا من صفات أفعاله كنايةٌ عن تعظيم الله تعالى إياه وتفضيله . "والمعنى : أقسم بهذا البلد . أي : مكة المكرمة.
في المفردات : البلد المكان المحيط المحدد المتأثر باجتماع قطانه وإقامتهم فيه وجمعه : بلاد وبلدان. وسميت المفازة بلدا لكونها موطن الوحشيات والمقبرة بلدا لكونها موطنا للأموات والبلدة منزل من منازل القمر
((وأنت)) يا محمد . وأَنْتَ ضميرُ المخاطَب الاسمُ أَنْ والتاء علامةُ المخاطَب والأُنثى أَنْتِ وتقول في التثنية أَنْتُما قال ابن سيده وليس بتثنيةِ أَنْتَ إذ لو كان تثنيتَه لوجب أَن تقول في أَنْتَ أَنْتانِ إنما هو اسمٌ مصوغٌ يَدُلُّ على التثنية كما صيغَ هذان وهاتان وكُما مِنْ ضرَبْتُكما وهُما يدلُّ على التثنية وهو غيرُ مُثَنّىً على حدّ زيد وزيدان لسان العرب .اهـ ابن عقيل . ((حل)): جملة حالية تفيد تعظيم المقسم به. أي فأنت مقيم به ، وهذا هو الظاهر . وقال ابن عباس وجماعة : معناه : وأنت حلال بهذا البلد ، يحل لك فيه قتل من شئت ، وكان هذا يوم فتح مكة . وقال ابن عطية : وهذا يتركب على قول من قال لا نافية ، أي إن هذا البلد لا يقسم الله به ، وقد جاء أهله بأعمال توجب الإحلال ، إحلال حرمته . اهـ البحر.وأنكر أبوحيان كون الجملة اعتراضية ضمن تعقبه كلام الزمخشري
في التحرير : وجملة : { وأنت حل بهذا البلد } معترضة بين المتعاطفات المقسم بها والواو اعتراضية . والمقصود من الاعتراض يختلف باختلاف محمل معنى { وأنت حل } فيجوز أن يكون { حل } اسم مصدرِ أحَلّ ، أي أباح ، فالمعنى وقد جعلَك أهلُ مكة حلالاً بهذا البلد الذي يحرم أذى صيده وعَضْدُ شجره ، وهم مع ذلك يُحلون قتلك وإخراجَك ، قال هذا شُرَحْبيل بن سعد فيكون المقصود من هذا الاعتراض التعجيب من مضمون الجملة.
(( 322))

ويجوز أن يكون { حِل } اسماً مشتقاً من الحِلّ وهو ضد المنع ، أي الذي لا تَبعة عليه فيما يفعله . قال مجاهد والسدي ، أي ما صنعت فيه من شيء فأنت في حلّ أو أنت في حِل مِمن قَاتلك أن تقاتله . وقريب منه عن ابن عباس ، أي مهما تمكنتَ من ذلك . فيصدق بالحال والاستقبال . وقال في «الكشاف» : فإن قلت : أين نظير قوله : { وَأَنتَ حِلٌّ } في معنى الاستقبال؟ قلت : قوله عزّ وجل : { إِنَّكَ مَيّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيّتُونَ } [ الزمر : 30 ] ومثله واسع في كلام العباد ، تقول لمن تعده الإكرام والحباء : أنت مكرم محبو ، وهو في كلام الله أوسع؛ لأن الأحوال المستقبلة عنده كالحاضرة المشاهدة.. وكفاك دليلاً قاطعاً على أنه للاستقبال ، وأن تفسيره بالحال محال . إن السورة بالاتفاق مكية ، وأين الهجرة من وقت نزولها؟ فما بال الفتح؟ انتهى .] ..فهذا الاعتراض تسلية للرسول قُدمت له قبل ذكر إعراض المشركين عن الإِسلام ، ووعد بأنه سيمكنه منهم .
وعلى كلا الوجهين في محمل صفة { حِل } هو خصوصية للنبي .حكى ابن عطية عن بعض المتأولين : أن معنى { وأنت حل بهذا البلد } أنه حَال ، أي ساكن بهذا البلد اهـ . وجعله ابن العربي قولاً ولم يَعزُه إلى قائل ، وحكاه القرطبي والبيضاوي كذلك وهو يقتضي أن تكون جملة { وأنت حلّ } في موضع الحال من ضمير { أقسم } فيكون القسم بالبلد مقيداً باعتبار كونه بلَد محمد وهو تأويل جميل لو ساعد عليه ثبوت استعمال { حِلّ } بمعنى : حَالّ ، أي مقيم في مكانٍ فإن هذا لم يرد في كتب اللغة : «الصَحاحِ» و«اللسانِ» و«القاموسِ» و«مفرداتِ الراغب» . ولم يعرج عليه صاحب «الكشاف» ، ولا أحسب إعراضه عنه إلا لعدم ثقته بصحة استعماله ، وقال الخفاجِي : والحِلّ : صفة أو مصدر بمعنى الحَال هنا على هذا الوجه ولا عبرة بمن أنكره لِعدم ثبوته في كتب اللغة» اهـ وكيف يقال : لا عبرة بعدم ثبوته في كتب اللغة ، وهل المَرجع في إثبات اللغة إلاّ كتب أيمتها .اهـ
قال طنطاوي: ويبدو لنا أن هذه الأقوال لا تعارض بينها ، بل يؤيد بعضها بعضا ، لأن الرسول قد آذاه أهل مكة ، بينما حرموا إيذاء غيره ، وأن الله - تعالى - قد مكن رسوله منهم . كما حدث في غزوة الفتح ، وأنه قد أقام معهم في مكة أكثر من خمسين سنة ، وكان يلقب عندهم بالصادق الأمين . اهـ
قال ابن خالويه : يقال حل وحلال وحرم وحرامبمعنى واحد وحل في المكان إذا نزل فيه يحل بضم الحاء حلولا فهو حال والمكان محلول فيه وأما قوله عز وجل : {أن يحل عليكم غضب من ربكم >> فمعناه أن ينزل عليكم هذا بضم الحاء ومن قرأ" أن يحل "بكسر الحاء فمعناه يجب .اهـ
.(( بهذا)) (( البلد)) في التحرير: وتكرير لفظ { بهذا البلد } إظهار في مقام الإِضمار لقصد تجديد التعجيب . ولقصد تأكيد فتح ذلك البلد العزيز عليه والشديد

(( 323))

على المشركين أن يَخْرُج عن حوزتهم. ((وَوَالِدٍ )) معطوف على المقسم به الأول وهو قوله - تعالى - : { بهذا البلد } . وداخل في حيز القسم . والمراد بالوالد: كل والد على القول الصحيح .((وَمَا)) وجئ باسم الموصول " ما " دون " من " مع أنها أكثر استعمالا فى العاقل الذي هو مراد هنا ، لأن " ما " أشد إبهاما ، وشدة الإِبهام المقصود بها هنا التفخيم والتعظيم .اهـ طنطاوي
(( وَلَدَ )) ، والمراد بما ولد :كل مولود. أي : أقسم بهذا البلد الذي له ماله من الشرف ، والمكانة السامية بين البلاد . .. . و أقسم بكل والد وبكل مولود .. كما أن تنكير لفظ " والد " هنا للتعظيم أيضا .
وقيل المراد بالوالد هنا : إبراهيم - عليه السلام - وبما ولد : الصالحون من ذريته وقيل المراد بالوالد آدم - عليه السلام - ، والمراد بما ولد : ذريته من بعده .
. وقد رجح الإِمام ابن جرير المعنى الأول فقال : والصواب من القول من ذلك ، ما قاله الذين قالوا : إن الله - تعالى - أقسم بكل والد وولده ، لأن الله - تعالى - عم كل والد وما ولد ، وغير جائز أن يخص ذلك إلا بحجة يجب التسليم لها من خبر أو عقل ولا خبر بخصوص ذلك ولا برهان يجب التسليم له بخصوصه ، فهو على عمومه . . اهـ طنطاوي .
في البحر : والظاهر أن قوله : { ووالد وما ولد } ، لا يراد به معين ، بل ينطلق على كل والد . وقال ابن عباس ذلك ، قال : هو على العموم يدخل فيه جميع الحيوان .اهـ
قال الصاوي: اقسم الله بهم لأنهم أعجب خلقه لما فيهم من البيان والنطق وفيهم الأنبياء والصالحون اهـ وقال أسعد حومد : وَفِي القَسَمِ بِهَذَا لَفْتٌ لأَنْظَارِ البَشَرِ إِلَى مَا فِي التَّوَالُدِ وَالتَّنَاسُلِ مِنْ بَالِغِ الحِكْمَةِ ، وَإِتْقَانِ الصُّنْعِ ، وَحِفْظِ النَّسْلِ . اهـ
قال ابن كثير : وقال مجاهد، وأبو صالح، وقتادة، والضحاك، وسفيان الثوري، وسعيد بن جبير، والسدي، والحسن البصري، وخُصيف، وشرحبيل بن سعد وغيرهم: يعني بالوالد آدم، وما ولد ولده.
وهذا الذي ذهب إليه مجاهد وأصحابه حَسَنٌ قوي؛ لأنه تعالى لما أقسم بأم القرى وهي المساكن أقسم بعده بالساكن، وهو آدم أبو البشر وولده. ((لَقَدْ )): اللام هنا واقعة في جواب القسم لتزيد الجملة تأكيداً، و(قد) تزيد الجملة تأكيداً أيضاً فتكون جملة {لقد خلقنا الإنسان} مؤكدة بثلاثة مؤكدات، وهي: القسم، واللام، وقداهـ العثيمين ((خَلَقْنَا)) الخَلْقُ التقدير يقال خلق الأديم إذا قدره قبل القطع وبابه نصر (( الإنسان )) والمراد بالإِنسان : جنسه .أي الإنسان في عُرف الناس يومئذ ، ولم يكن المسلمون إلا نفراً قليلاً ولذلك كثر في القرآن إطلاق الإِنسان مراداً به الكافرون من الناس .وأصل إنسان : إنسيان وتصغيره : أنيسيان ولفظ الإنسان يقع على الذكر والأنثى . ((فِي كَبَدٍْ )) بفتحتين نصب وتعب وشدة يكابد مصائب الدنيا والآخرة
(( 324))






آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 10-04-2011, 10:26 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: تفسير سورة البلد

وذلك أنه ما يولد يكابد قطع السرة. ثم إذا قمط قماطاً ، وشد رباطاً ، يكابد الضيق والتعب ثم يكابد الفطام والختان ثم مشقة التعليم تم يكابد شغل الأولاد ثم الهرم ثم الموت وسؤال الملكين وضمة القبر ثم البعث والعرض على الله وفي الآية إشارة إلى أنها قد أحاطت به إحاطة الظرف بالمظروف .اهـ الصاوي واللباب .في التحرير : والظرفية من قوله : { في كبد } مستعملة مجازاً في الملازمة فكأنه مظروف في الكَبَد اهـ
يقال : قمط الأسير: جمع بين يديه ورجليه بالحبل وهو القماط. وقمط الصبيّ بقماطه وهي الخرقة العريضة التي تلف عليه

والكبد : الشدة والتعب والمشقة ، من المكابدة للشئ ، بمعنى تحمل المشاق والمتاعب فى فعله ، وأصله من كَبِد الرجل - بزنة طرب - فهو أَكْبَد ، إذا أصيبت كبده بالمرض ، ثم اتسع فيه فاستعمل في كل تعب ومشقة تنال الإِنسان .
والمعنى : لَقَدْ جَعَلَ اللهُ تَعَالَى حَيَاةَ الإِنْسَانِ سِلْسِلَةً مِنَ المَتَاعِبِ وَالمَصَاعِبِ ، يُكَابِدُهَا فِي كَلِّ طَورٍ مِنْ أَطْوَارِ حَيَاتِهِ . فَمُنْذُ أَنْ بَدَأَ نُطْفَةً حَتَّى وُلِدَ وَكَبرَ ، وَهُوَ يعَانِي المَتَاعِبَ فِي كَسْبِ عَيْشِهِ ، وَتَنْشِئَةِ نَسْلِهِ .وَيَسْتَمِرُّ هَذَا الكَدُّ وَالتَّعَبُ حَتَّى يُوَافِيَهُ الأَجَلُ.اهـ حومد.
في زاد المسير : قوله تعالى : { في كَبَدٍ } فيه ثلاثة أقوال .
أحدها : في نَصَبٍ ، رواه الوالبي عن ابن عباس ، وبه قال الحسن ،. قال : يكابد الشكر على السَّرَّاء والصبر على الضَّرَّاء ، لأنه لا يخلو من أحدهما ويكابد مصائب الدنيا ، وشدائد الآخرة .
والثاني : أن المعنى : خلق منتصباً يمشي على رجلين ، وسائر الحيوان غير منتصب ، رواه مقسم عن ابن عباس ، وبه قال عكرمة ، ، فعلى هذا يكون معنى الكبد : الاستواء والاستقامة .
والثالث : في وسط السماء ، قال ابن زيد : «لقد خلقنا الإنسان» يعني : آدم «في كبد» أي : في وسط السماء .اهـ
وبعد تقريرِ هذه الحقيقة عن طبيعة الحياة الإنسانية شَرَعَ يبين لهذا الإنسان المغرور المبذِّر أنّ الله تعالى يراه في جميع أحوالِه ، وأنه أنعَم عليه بنعمٍ لا تقدَّر فقال ( أَيَحْسَبُ)) أي : أيظنّ ابن آدم . الألف : ألف التوبيخ في لفظ الاستفهام .ويحسب فيه لغتان الكسر والفتح والماضي حسب بالكسر لاغير والمصدر محسبة ومحسبة وحسبانا بكسر الحاء. يقال حَسَبْتُ الْمَالَ حَسْبًا مِنْ بَابِ قَتَلَ أَحْصَيْتُهُ عَدَدًا وَفِي الْمَصْدَرِ أَيْضًا حِسْبَةً بِالْكَسْرِ وَحُسْبَانًا بِالضَّمِّ وَحَسِبْتُ زَيْدًا قَائِمًا أَحْسَبُهُ مِنْ بَابِ تَعِبَ فِي لُغَةِ جَمِيعِ الْعَرَبِ إلَّا بَنِي كِنَانَةَ فَإِنَّهُمْ يَكْسِرُونَ الْمُضَارِعَ مَعَ كَسْرِ الْمَاضِي أَيْضًا عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ حِسْبَانًا بِالْكَسْرِ بِمَعْنَى ظَنَنْتُ وَيُقَالُ حَسْبُكَ دِرْهَمٌ أَيْ كَافِيكَ وَأَحْسَبَنِي الشَّيْءُ بِالْأَلِفِ أَيْ : كَفَانِي .اهـ المصباح
في البحر : والظاهر أن الضمير في { أيحسب } عائد على { الإنسان } ، أي هو لشدة شكيمته وعزته وقوته يحسب أن لا يقاومه أحد ، ولا يقدر عليه أحد لاستعصامه
(( 325))

بعدده وعدده . وقيل : الضمير في { أيحسب } لبعض صناديد قريش . وقيل : هو أبو الأسد أسيد بن كلدة ، كان يبسط له الأديم العكاظي ، فيقوم عليه ويقول : من أزالني عنه فله كذا. وقيل : الوليد بن المغيرة . وقيل : الحرث بن عامر بن نوفل ، وكان إذا أذنب استفتى النبي ، فيأمره بالكفارة ، فقال : لقد أهلكت مالاً لبداً في الكفارات والتبعات منذ تبعت محمداً اهـ
.قال الزمخشري: والضمير في { أَيَحْسَبُ } لبعض صناديد قريش الذي كان رسول الله يكابد منهم ما يكابد . والمعنى : أيظن هذا الصنديد القوي في قومه المتضعف للمؤمنين : أن لن تقوم قيامة ، ولن يقدر على الانتقام منه وعلى مكافأته بما هو عليه ، اهـ (( أَن)) مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي أنه .((لَّن)) لن حرف نفي ونصب واستقبال، والنفي بها أبلغ من النفي بلا وادعى الزمخشري أيضاً أنها لتأييد النفي كقوله (لن يخلقوا ذباباً - ولن تفعلوا . قل ابن مالك: وحمله على ذلك اعتقاده في - لن تراني - أن الله لا يرى. ورده غيره بأنها لوكانت للتأبيد لم يقيد منفيها باليوم في - فلن أكلم اليوم أنسياً - ولم يصح التوقيت في - لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى - ولكان ذكر الأبد في - لن يتمنوه أبداً - تكرار والأصل عدمه، واستفادة التأبيد في - لن يخلقوا ذباباً - ونحوه من خارج، ووافقه على إفادة التأبيد ابن عطية.اهـ الإتقان(( يَقْدِرَ ))قدر يقدر قدرة وقدرانا ومقدرة مثلث الدال فهو قادر.((عَلَيْهِ))أي على بعثه ومجازاته .(( أَحَدٌ )) .وأحد هنا هو الله وأحد في { قل هو الله أحد >> معناه واحد وهو الله وأحد في قوله تعالى : { إذ تصعدون ولا تلوون على أحد >>هو النبي {ص} . وأحد في قوله تعالى : { وما لأحد عنده من نعمة تجزى >> معناه الهاءكناية عن أبي بكر الصديق .اهـ ابن خالويه .
قال ابنُ الخطيب : إن فسرنا الكبد بالشدة والقوة ، فالمعنى : أيحسب الإنسان الشديد أن لشدته لا يقدر عليه أحد؟ وإن فسرنا بالمحنة ، والبلاء ، كان المعنى : أنَّ الإنسان كان في النعمة ، والشدة ، أي : أفيظنّ أنه في تلك الحالة لا يقدر عليه شيء ، فهو استفهام على سبيل الإنكار .اهـ اللباب .

ثم حكى - سبحانه - جانبا من أقوال هذا النوع الجاحد المغرور من بنى آدم فقال : ((يَقُول)) هذا الإنسان . في الدنيا أو يوم القيامة. وجملة : { يقول ...} في موضع الحال من { الإنسان } اهـ التحرير . في اللباب: يجوز أن تكون مستأنفة ، وأن تكون حالاً. (( أَهْلَكْتُ)) أذهبت على عداوة محمد .
هلك على أربعة أوجه :

1]ــ افتقاد الشيء عنك وهو عند غيرك موجود كقوله تعالى : { هلك عني سلطانيه } [ الحاقة / 29
(( 326))

-
- 2] ــ هلاك الشيء باستحالة وفساد كقوله : { ويهلك الحرث والنسل } [ البقرة / 205 ] ويقال : هلك الطعام
3] ــ : الموت كقوله : { إن امرؤ هلك } [ النساء / 176 ]
4] ــ : بطلان الشيء من العالم وعدمه رأسا وذلك المسمى فناء المشار إليه بقوله : { كل شيء هالك إلا وجهه } [ القصص / 88 ] ويقال للعذاب والخوف والفقر : الهلاك وعلى هذا قوله : { وما يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون } [ الأنعام / 26 ] { وكم أهلكنا قبلهم من قرن } [ مريم / 74 ] (( مَالاً)) جمعه أموال وهو كل ما يتموله الإنسان من نقود ومتاع وحيوان (( لُّبَداً)) كثيرا .بضم اللام وفتح الباء . وهو جمع لبدة بضم اللام وسكون الباء وهي ما تلبد من صوف أو شعر ، أي تجمع والتصق بعضه ببعض والمراد به الكثرة .. قال الليث : مال لبد لا يخاف فناؤه من كثرته .
في زاد المسير : وفيما قال لأجله ذلك قولان .
أحدهما : أنه أراد : أهلكت مالاً كثيراً في عداوة محمد ، قاله ابن السائب ، فكأنه استطال بما أنفق .
والثاني : أنفقت في سبيل الله وفي الكفارات مالاً كثيراً ، قاله مقاتل . فكأنه ندم على ما أنفق اهـ
. قال الله متوعدًا هذا الذي يفتخر بما أنفق في الشهوات: (( أَيَحْسَبُ )) والاستفهام إنكار وتوبيخ وهو كناية عن علم الله تعالى بدخيلته وأن افتخاره بالكرم باطل .
((أَن ))حرف نصب ملغى هاهنا والعرب إذا جمعت بين حرفين عاملين ألغت أحدهما أه ابن خالويه ((لَّمْ يَرَهُ )) سقطت الألف للجزم والأصل :لم يراه . ر أ ى الرُّؤْية بالعَين تتعدَّى إلى مفعول واحد وبمعنَى العِلْم تتعدّى إلى مفعولين ورَأى يَرَى رَأَياً ورُؤْية ورَاءةً مثل رَاعَةٍ. والرَّأْيُ معروف وجَمْعُه آراءٌ اهـ المختار .((أَحَدٌ )) يعني اللهَ عز وجل : والمعنى : أيظن أن الله لم ير نفقته ، ولم يُحْصِها؟! وكان قد ادعى ما لم ينفق .اهـ زاد المسير .
في التحرير : وجملة : { أيحسب أن لم يره أحد } بدل اشتمال من جملة { يقول أهلكت مالاً } لأن قوله { أهلكت مالاً لبداً } يصدر منه وهو يحسب أنه راجَ كذبُه ، على جميع الناس وهو لا يخلو من ناس يطلعون على كذبه قال زهير :
*ومهْما تكنْ عند امرئ مِن خليقة ***وإنْ خالها تَخفى على الناس تُعْلَمِ *
ثم عدّد تعالى على الإنسان نعمه ثم قرره بنعمه: فقال : ((ألم )) ((نجعل)) بمعنى خاله قاله مكي في مشكل إعراب القرآن .والاستفهام هنا للتقرير ، لأن الله - تعالى - قد جعل له كل ذلك ، ولكنه لم يشكر الله - تعالى - على هذه النعم ، بل قابلها بالجحود والبطر. جعل الله الظلمات والنور: خلقهما. وجعل الشمس سراجاً: صيرها كذلك.
(( 327))

وجعل يفعل كذا . وجَعَلوا الملائكةَ إنَاثاً سَمّوهم. جَعلَهُ كمَنَعَهُ يَجْعَلُه جَعْلاً بالفتح ويُضَمُّ وجَعالَةً كسَحابَةٍ ويُكْسَرُ اهـ أسس البلاغة . المصباح .(( له ))أي للإنسان((عينين )) يبصر بهما ،العين الجارحة .. قال ابن منظور : والعين : الذي ينظر للقوم سمي بذلك لأنه إنما ينظر بعينه ..وجمعه : أعين وعيون .. وقيل للمتجسس : عين (( ولساناً )) أي: ينطق به، فَيُعبر عما في ضميره، ،اللسان : الجارحة.. ويقال : لكل قوم لسان ولسن بكسر اللام أي : لغة قال تعالى : { فإنما يسرناه بلسانك } [ الدخان / 58 .وقال : واختلاف ألسنتكم وألوانكم } [ الروم / 22 ] فاختلاف الألسنة إشارة إلى اختلاف اللغات وإلى اختلاف النغمات اهـ المفردات (( وشفتين )) يطبقهما على فيه ويستعين بهما على الكلام وأكل الطعام، وجمالا لوجهه وفمه. فالكلمةُ أحيانا تقوم مقام السيف والمدفع واكثر .
وفي الحديث الصحيح عن معاذ بنِ جبلٍ رضي الله عنه قال : قال رسولُ الله ألا أخبركَ برأس هذا الأمرِ وعمودِه وذِروة سنامه؟ قلت : بلى يا رسول الله . قال : رأسُ الأمر الإسلام ، وعمودُه الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد . ثم قال : ألا أخبرك بمَلاكِ ذلك كلّه؟ قلت : بلى يا رسول الله . قال : كفَّ عليك هذا ، وأشار إلى لسانه . قلت : يا نبيّ الله إلا حصائدُ ألسِنتهم؟ رواه الإمام احمد والترمذي والنسائي وابن ماجه .اهـ القطان .
في التحرير : والشفتان هما الجِلدتان اللتان تستران الفم وأسنانه وبهما يُمتص الماء ، ومن انفتاحهما وانغلاقهما تتكيف أصوات الحروف التي بها النطق وهو المقصود هنا
وأصل شفة شَفَو نقص منه الواو وعوض عنه هاء فيجمع على شفوات ، وقيل : أصله شفه بهاء هي لام الكلمة فعُوضَ عنها هاء التأنيث فيجمع على شفهات وشِفاه . والذي يظهر أن الأصل شفه بهاء أصلية ثم عوملت الهاء معاملة هاء التأنيث تخفيفاً في حالة الوصل فقالوا : شفة ، وتنوسي بكثرة الاستعمال فعومل معاملة هاء التأنيث في التثنية كما في الآية وهو الذي تقضيه تثنيته على شفتين دون أن يقولوا : شفوين ، فإنهم اتفقوا على أن التثنية تردّ الاسم إلى أصله .اهـ
.في اللباب : الشِّفةُ : محذوفة اللام ، والأصل : شفهةٌ ، بدليل تصغيرها على « شُفَيْهَة » ، وجمعها على « ِفاه » ونظيره : سنة في إحدى اللغتين ، وشافهته أي كلمته من غير واسطة ، ولا يجمع بالألف والتاء ، استغناء بتكسيرها عن تصحيحها .
قال القرطبي : « يقال : شفهاتٌ وشفواتٌ ، والهاء : أقيس ، والواو أعم تشبيهاً بالسنوات » .اهـ
((وهديناه )) بينا له .والهداية : الدلالة على الطريق المبلِّغة إلى المكان المقصود السير إليه . وقد استعيرت الهداية هنا للإِلهام الذي جعله الله في الإنسان يدرك به الضارّ والنافع وهو أصل التمدن الإنساني وأصل العلوم والهداية بدين الإسلام إلى ما فيه الفوز.اهـ التحرير
(( 328))

في المفردات : الهداية دلالة بلطف ومنه : الهدية وهوادي الوحش . أي : متقدماتها الهادية لغيرها وخص ما كان دلالة بهديت وما كان إعطاء بأهديت . نحو : أهديت الهدية وهديت إلى البيت .
(( النجدين )) يعني : الطريقتين . قال أكثر المفسرين: طريق الخير والشر، والحق والباطل، والهدى والضلالة، كقوله: "إنا هديناه السبيل إما شاكرًا وإما كفورًا" وقال محمد بن كعب عن ابن عباس: "وهديناه النجدين" قال: الثديين، وهو قول سعيد بن المسيب والضحاك، والنجد: طريق في ارتفاع .اهـ البغوي قال ابن مسعود وابن عباس والجمهور : طريق الخير والشر .
والنجد : الأرض المرتفعة ارتفاعاً دون الجبل وجمعه نجود ، ومنه سميت بلاد نجد بهذا الاسم ، لأنها مرتفعة عن غيرها .. فالمراد هنا طريقان نجدان مرتفعان ، والطريق قد يكون مُنجداً مصعداً ، وقد يكون غوراً منخفضاً . واستعير النجدان للخير والشر ، وجعلا نجدين لصعوبة اتباع أحدهما وهو الخير فغلِّب على الطريقين ، أو لأن كل واحد صعب باعتبار ، فطريق الخير صعوبته في سلوكه ، وطريق الشر صعوبته في عواقبه ، ولذلك عبر عنه بعدَ هذا بـ{ العَقَبة }. ويتضمن ذلك تشبيه إعمال الفكر لنوال المطلوب بالسير في الطريق الموصل إلى المكان المرغوب. اهـ التحرير
قال القطان : بيّنا له طريقَ الخير والشر ليختارَ أيهما شاء ، ففي طبيعته هذا الاستعدادُ المزدوج لسلوك أيّ النجدين . .اهـ
قال طنطاوي: قال بعض العلماء : وكأنهما إنما سميا نجدين - أى : سبيل الخير والشر : لأنهما لما وضحت الدلائل ، وقربت الحجج ، وظهرت البراهين ، جعلا كالطريق المرتفعة العالية ، فى أنها واضحة لذوى الأبصار .
أو إنما سميا بذلك ، للإِشارة إلى أن كل منهما وعورة يشق معها السلوك ، ولا يصبر عليها إلا من جاهد نفسه وراضها ، وليس سلوك طريق الشر بأهون من سلوك الخير ، بل الغالب أن يكون طريق الشر ، أشق وأصعب ، وأحوج إلى الجهد . .اهـ
فهذه المنن الجزيلة، تقتضي من العبد أن يقوم بحقوق الله، ويشكر الله على نعمه، وأن لا يستعين بها على معاصيه ، ولكن هذا الإنسان لم يفعل ذلك.
قال حومد قوله { هَدَيْنَاهُ } - وَقَدْ أَوْدَعَ اللهُ فِي الإِنْسَانِ فِطْرَةَ التَّمْيِيزِ بَيْنَ الخَيْرِ وَالشَّرِّ ، وَجَعَلَ لَهُ عَقْلاً يُرْشِدُهُ إِلَى مَا فِي الخَيرِ مِنْ جَمَالٍ وَحُسْنِ ، وَإِلَى مَا فِي الشَّرِّ مِنْ قُبْحٍ وَسُوءٍ .
( وَقَدْ جَعَلَ اللهُ طَرِيقَي الخَيْرِ وَالشَّرِّ كَاَنَّهُمَا مَكَانَانِ مُرْتَفِعَانِ وَاضِحَانِ يَرَاهُمَا كُلُّ وَاحِدٍ أَيْنَمَا كَانَ . اهـ
عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ
اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا وَفِي يَمَنِنَا قَالَ قَالُوا وَفِي نَجْدِنَا قَالَ قَالَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا وَفِي يَمَنِنَا قَالَ قَالُوا وَفِي نَجْدِنَا قَالَ قَالَ هُنَاكَ الزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ وَبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ > البخاري .
(( 329))

عن رسول الله قال : « إنما هما النجدان ، نجد الخير ونجد الشر ، فلا يكن نجد الشر أحب إلى أحدكم من نجد الخير »
مسند الشاميين للطبراني .مسند إسحاق بن راهويه.والقرطبي حيث قال : وروى قتادة قال : ذكر لنا أن النبي { ص } كان يقول …وعليه فالحديث مرسل لأنه سقط منه الصحابي.
وبعد بيان هذه النعم الجليلة التي أنعم الله بها - سبحانه - على الإِنسان ، أتبع - سبحانه - ذلك بحضه على المداومة على فعل الخير ، وعلى إصلاح نفسه ، فقال - تعالى - : ((فَلاَ )) الفاء للتفريع على ما تقدم ، والمقصود بهذه الآية الحض على فعل الخير بدل الشر . قال الصاوي : "لا"بمعنى هلا للتحضيض وهو أحد احتمالين والآخر أنها باقية على أصلها للنفي أي : لم يشكر الله على تلك النعم الجليلة بالأعمال الصالحة .إن قلت : لم أفردت لا مع أنها إذا دخلت على ماض تكررت كقوله تعالى :{فلا صدق ولا صلى >> أجيب : بأنها مكررة في المعنى كأنه قال : فلا فك رقبة ولا أطعم مسكينا اهـ ألا ترى أنه فسر اقتحام العقبة بذلك .
في التحرير : يجوز أن يكون تفريعاً على جملة { يقول أهلكت مالاً لبداً } [ البلد : 6 ] وما بينهما اعتراضاً ، وتكون «لا اقتحم العقبة» استفهاماً حذف منه أداته . وهو استفهام إنكار ، والمعنى : أنه يدعي إهلاك مَال كثيرٍ في الفساد من ميسر وخمر ونحو ذلك أفَلا أهلكه في القُرَب والفضائل بفكّ الرقاب وإطعام المساكين في زمن المجاعة فإن الإِنفاق في ذلك لا يخفى على الناس خلافاً لما يدعيه من إنفاقٍ .
وعلى هذا الوجه لا يعرِض الإِشكال بعدم تكرُّر ( لا ) فإن شأن ( لا ) النافية إذا دخلت على فعل المضي ولم تتكرر أن تكون للدّعاء إلاّ إذا تكررت معها مثلُها معطوفةٌ عليها نحو قوله : { فلاَ صَدَّق ولا صلَّى }اهـ
((اقتحم )) من الاقتحام للشيء ، بمعنى دخوله بشدة . يقال : اقتحم الجنود أرض العدو ، إذا دخلوها بقوة وسرعة ، وبدون مبالاة بارتكاب المخاطر .في اللباب : والاقتحامُ : الرمي بالنفس في شيء من غير روية ، يقال منه : قحم في الأمر قُحُوماً ، أي : رمى بنفسه فيه من غير روية ، وقَحَّم الفرس فارسه تقحيماً على وجهه : إذا رماه وتقحيم النفس في الشيء : إدخالها فيه من غير روية ، والقُحْمَةُ - بالضم - المهلكة والسَّنة الشديدة ، يقال : أصاب العرب القُحْمَةُ : إذا أصابهم قحط [ فدخلوا الريف ] والقُحَمُ : صعاب الطريق .
وقال عطاء : يريد عقبة جهنم .وقال مجاهدٌ والضحاك : هي الصراطُ .
قال الواحدي : وهذا فيه نظر؛ لأن من المعلوم أن هذا الإنسان وغيره ، لم يقتحموا عقبة جهنم ولا جاوزوها .اهـ . ((العقبة )) والعقبة في الأصل : الطريق الوعر في الجبل ، والمراد بها هنا : مجاهدة النفس ، وقسرها على مخالفة هواها وشهوتها ، وحملها على القول والفعل الذي يرضى الله - تعالى - .

(( 330))








آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 10-04-2011, 10:27 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: تفسير سورة البلد

والمعنى : لقد جعلنا للإِنسان عينين ولسانا وشفتين . وهديناه النجدين . فهلا بعد كل هذه النعم ، فعل ما يرضينا ، بأن جاهد نفسه وهواه ، وبأن قدم ماله في فك الرقاب ، وإطعام اليتامى والمساكين .
قال الجمل : وقوله : { فَلاَ اقتحم العقبة } أي : فهلا اقتحم العقبة ، فلا بمعنى هلا التي للتحضيض . أي : الذي أنفق ماله في عداوة النبي هلا أنفقه في اقتحام العقبة فيأمن . .
وقد استعيرت العقبة لمجاهدة النفس ، وحملها على الإِنفاق في سبيل الخير ، لأن هذه الأعمال شاقة على النفس ، فجعلت كالذي يتكلف سلوك طريق وعر . .
ويصح أن تكون " لا " هنا ، على معناها الحقيقى وهو النفى ، فيكون المعنى : أن هذا الإِنسان الذي جعلنا له عينين . لم يشكرنا على نعمنا ، فلا هو اقتحم العقبة ، ولا هو فعل شيئا ينجيه من عذابنا .اهـ طنطاوي .قال الصاوي: العقبة في الأصل الطرق الصعب واقتحامها :مجاوزتها .ثم أطلق على مجاهدة النفس .اهـ

. ثم بيّن سبحانه هذه العقبة فقال : ((وَمَا))تعجب في لفظ الاستفهام .ما : في كلامهم عشرة : خمسة أسماء . وخمسة حروف
فالأول من الأسماء بمعنى الذي نحو : { ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم } [ يونس / 18 ]
الثاني : نكرة . نحو : { نعما يعظكم به } [ النساء / 58 ] أي : نعم شيئا يعظكم به
الثالث : الاستفهام ويسأل به عن جنس ذات الشيءنحو : { وما رب العالمين } ا
الرابع : الجزاء نحو : { ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له } الآية [ فاطر / 2 ] . ونحو : ما تضرب أضرب
الخامس : التعجب نحو : { فما أصبرهم على النار } [ البقرة /اهـ المفردات .(( أَدْرَاكَ)) أي : أيّ شيء أعلمك ما اقتحامها . ، والخطاب للنبي ليعلمه اقتحام العقبة ،في التحرير : الخطاب في" أدراك " لغير معين لأن هذا بمنزلة المثل .اهـ (( مَا)) والاستفهام لتفخيم شأنها ، والتهويل من أمرها ، والتشويق إلى معرفتها .والكلام على حذف مضاف ، والتقدير : وما أدراك ما اقتحام العقبة؟
قال سفيان بن عيينة : كل شيء قال فيه : « وَمَا أدْرَاكَ » ، فقد أخبر به ، وكل شيء قال فيه : « ومَا يُدرِيكَ » ، فإنه لم يخبره به ، وما أدراك ما اقتحام العقبة ، وهذا تعظيم لإلزام أمر الدين (( العقبة )).والعَقَبَةُ: طَريقٌ في الجَبَل وَعْرٌ يُرْتَقَى بمَشقةٍ وجمعُه عَقَبٍ وعِقابٌ.
ثم إنه تعالى فسرهذه العقبة بقوله : ((فَكُّ )) المراد بفك الرقبة إعتاقها .وتخليصها من الرق والعبودية . إذ الفك معناه : تخليص الشئ من الشئ . .
يقال فك يفك فكا فهو فاك والمفعول مفكوك في الأسير والرهن اهـ ابن خالويه.
الفكك : التفريج وفك الرهن : تخليصه وفك الرقبة : عتقها . وقوله : { فك رقبة } [ البلد / 13 ] قيل : هو عتق المملوك (وقيل : بل هو عتق الإنسان نفسه من عذاب الله بالكلم الطيب والعمل الصالح وفك غيره بما يفيده من ذلك .. والفكك : انفراج المنكب
(( 331))

عن مفصله ضعفا والفكان : ملتقى الشدقين .((رَقَبَةٍ )) الرقبة : اسم للعضو المعروف ثم يعبر بها عن الجملة وجعل في التعارف اسما للمماليك كما عبر بالرأس وبالظهر عن المركوب وسمي المرقوق رقبة؛ لأنه بالرق كالأسير المربوط في رقبته ، وسمي عتقها فكَّا كفك الأسير من الأسْر؛
قال العثيمين : وفك الرقبة له معنيان: المعنى الأول: فكها من الرق، بحيث يعتق الإنسان العبيد المملوكين سواء كانوا في ملكه فيعتقهم، أو كانوا في ملك غيره فيشتريهم ويعتقهم. المعنى . الثاني: فك رقبة من الأسير، فإن فكاك الأسير من أفضل الأعمـال إلى الله عز وجل. والأسير ربما لا يفكه العدو إلا بفدية مالية، وربما تكون هذه الفدية فدية باهظة كثيرة لا يقتحمها إلا من كان عنده إيمان بالله عز وجل بأن يخلف عليه ما أنفق، وأن يثيبه على ما تصدق.اهـ
قال الماورديُّ : ويحتمل ثانياً : إنه أراد فك رقبته ، وخلاص نفسه ، باجتناب المعاصي ، وفعل الطاعات ، ولا يمتنع الخبر من هذا التأويل ، وهو أشبه بالصواب أي : هي إعتاق رقبة ، وتخليصها من أسار الرق . وكل شيء أطلقته فقد فككته ، ومنه : فك الرهن ، وفك الكتاب ، فقد بيّن سبحانه أن العقبة هي هذه القرب المذكورة التي تكون بها النجاة من النار قال ابن عطية : قال القاضي أبو محمد : وكذلك فك الأسير إن شاء الله ، وفداؤه أن ينفرد الفادي به اهـ اللباب.المفردات((أو)) هذه للتنويع يعني وإما (( إطعام))نسق على فك وهو مصدر أطعم يطعم إطعاما . بيان لفضيلة ثانية من الفضائل التي تؤدى إلى مجاهدة النفس ، وحملها على طاعة الله - تعالى - . في اللباب قوله <أو اطعام >على معنى الإباحة ، وفي الكلام حذف مضاف ، دل عليه « فلا اقتحم » ، تقديره : وما أدراك ما اقتحام العقبة ، فك رقبة ، أو إطعام ، وإنما احتيج إلى تقدير هذا المضاف ليطابق المفسر والمفسر؛ ألا ترى أن المفسِّر - بكسر السين - مصدر ، والمفسَّر - بفتح السين - وهو العقبة غير مصدر ، فلو لم يقدر مضافاً ، لكان المصدر ، وهو « فك » مفسراً للعين ، وهي العقبة .
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن سَلامٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ قِبَلَهُ، فَكُنْتُ فِيمَنْ خَرَجَ، فَلَمَّا رَأَيْتُ وَجْهَهُ عَرَفْتُ أَنَّهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ، فَكَانَ أَوَّلَ مَا سَمِعْتُهُ، يَقُولُ:"أَطْعِمُوُا الطَّعَامَ، وَأَفْشُوُا السَّلامَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلوُا الْجَنَّةَ بِسَلامٍ".المعجم الكبير للطبراني
(( في يوم)) ووصف اليوم بذلك على سبيل المبالغة كما فى قولهم : نهارة صائم . .اهـ طنطاوي .(( ذي))من الأسماء الخمسة بمعنى صاحب . وذي نعت ليوم((


(( 332))

مسغبة )) مجاعة . والمسغبة : المجاعة ، مصدر ميمي بمعنى السَّغَب ، يقال : سغب الرجل - كفرح ونصر - إذا أصابه الجوع
والسغب الجوع. قال شهابُ الدِّين : والمسغبةُ : الجوع مع التعب ، وربما قيل في العطش مع التعب .
قال الراغب : يقال سغَبَ الرجل يسغبُ سغباً وسغوباً فهو ساغبٌ ، وسغبان ، والمسغبةُ : مفعل منه . اهـ اللباب.طنطاوي . وخص - سبحانه - الإطعام بكونه في يوم ذي مجاعة ، لأن إخراج الماء في وقت القحط ، أثقل على النفس ، وأوجب لجزيل الأجر ، كما قال - تعالى - : { لَن تَنَالُواْ البر حتى تُنْفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ } . (( يتيماً )) منصوب على أنه مفعول به لقوله " إطعام " أو أطعم على القراءة الثانية . اليتيم هو من مات أبوه قبل أن يبلغ سواءً كان ذكراً أم أنثى. فإن بلغ فإنه لا يكون يتيماً؛ لأنه بلغ وانفصل. وكذلك لو ماتت أمه فإنه لا يكون يتيماً، خلافاً لما يظنه بعض العامة، أن اليتيم من ماتت أمه وهذا ليس بصحيح، فاليتيم من مات أبوه؛ لأنه إذا مات أبوه لم يكن له كاسب من الخلق يكسب له.وفي البهائمِ من قبلِ الأمَّهاتِ .وقال بعضهم : اليتيمُ :« الذي يموت أبواه> ((ذا ))صاحب ((مقربة )) أي ذا قرابة يريد يتيماً بينك وبينه قرابة. بيان لفضيلة ثالثة من الفضائل التي تؤدى إلى رضا الله - تعالى - . والمقربة : بمعنى القرابة ، مصدر ميمى ، من قرب فلان من فلان ، إذا كان بينهما نسب قريب . يقال. قَرُبَ الشَّيءُ منه كَكَرُمَ وقَرِبَهُ كسَمِعَ وقَرِبَ كَنصَرَوظاهرُ كلام المُصَنِّف على ما يأْتي أَنَّهما مُتَرَادِفَانِ .وقد فَرَّق بينَهُمَا أَهل الأُصولِ قالوا : إِذا قيلَ : لا َتَقْرَبْ كذا بفَتْح الراءِ فمعناه : لا تَلْتبِسْ بالفِعْل ؛ وإِذا كان بضَمِّ الرّاءِ كان معناه : لا تَدْنُ . قال شيخنا : وقد نَصَّ عليه أَربابُ الأَفْعَال . قُرْباً وقُرْباناً بضَمِّهِمَا وقرِْباناً بالكسر أَي دَنا فهو قَرِيبٌ للواحدِ والاثْنينِ والجَمْع اهـ ِتاج العروس.
قال الزمخشريُّ : « والمَسْغبَةُ ، والمَقربةُ ، والمَتربةُ : مفعلات ، من سغبَ إذا جاع ،وهذه الآية تدل على أن الصدقة على الأقارب ، أفضل منها على الأجانب .
(( أو)) وأو للتنويع في الموضعين. (( مسكيناً )) المسكين الذي لا شيء له وقال الأصمعي المسكين أحسن حالا من الفقير وَهُوَ الصَّحِيحُ وقال يونس الفقير أحسن حالا من المسكين قال وقلت لأعرابي أفقير أنت فقال لا والله بل مسكين وقال بن الأعرابي الفقير الذي لا شيء له والمسكين مثله اهـ المختار .في العين : المَسْكَنةُ: مصدرُ فعل المِسْكِين، والمسكين: مفعيل بمنزلة المِنْطيق وأشباهه إلا أنهم اشتقوا منه فعلا فقالوا: تَمَسْكَنَ، ولا يقولون: مَسْكَنَ.وأَسْكَنَهُ الله، وأَسْكَنَ جَوْفه، أي: جعله مِسْكيناً.في المغرب : ( سَكَنَ ) الْمُتَحَرِّكُ سُكُونًا ( وَمِنْهُ ) الْمِسْكِينُ لِسُكُونِهِ إلَى النَّاسِ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ هُوَ أَحْسَنُ حَالًا مِنْ الْفَقِيرِ.

(( 333))
((ذا متربة )) يعني قد لصق بالتراب من فقره وضره وقال ابن عباس : هو المطروح في التّراب لا يقيه شيء والمتربة الفقر يقال : ترب أي افتقر حتى لصق جلده بالتراب ، فأما أترب بالألف فمعناه استغنى نحو : أثرى أي صار ماله كالتراب وكالثرى .
قال المفسرون : هو الذي ليس له مأوى إلا التراب . والمتربة : الحاجة والافتقار الشديد ، مصدر ميمى من ترب الرجل - كطرب - إذا افتقر ، حتى لكنه قد لصق بالتراب من شدة الفقر.
، ثم بين أن هذه القرب لا تنفع إلا مع الإيمان بقوله (( ثم )) عطفه على { اقتحم } ، أو { فَكُّ } ب { ثُمَّ } لتباعد الإيمان عن العتق والإطعام في الرتبة لاستقلاله واشتراط سائر الطاعات به اهـ البيضاوي. قال طنطاوي: <ثم >معطوف على قوله - تعالى - قبل ذلك : { فَلاَ اقتحم العقبة . . . } .
و " ثم " هنا للتراخي الرتبي ، للدلالة على أن ما بعدها أصل لقبول ما قبلها . والمعنى : هلا كان هذا الإِنسان ممن فكوا الرقاب ، وأطعموا لليتامى والمساكين . . ثم كان - فضلا عن كل ذلك - من الذين آمنوا بالله - تعالى - إيمانا حقا ، وممن أوصى بعضهم بعضا بفضيلة الصبر ، وفضيلة التراحم والتعاطف .
في البحر : ودخلت ثم لتراخي الإيمان والفضيلة ، لا للتراخي في الزمان ، لأنه لا بد أن يسبق تلك الأعمال الحسنة الإيمان ، إذ هو شرط في صحة وقوعها من الطائع ، أو يكون المعنى : ثم كان في عاقبة أمره من الذين وافوا الموت على الإيمان ، إذ الموافاة عليه شرط في الانتفاع بالطاعات ، أو يكون التراخي في الذكر كأنه قيل : ثم اذكر أنه كان من الذين آمنوااهـ
في الصاوي: أتى بـ<ثم> إشارة لبعد رتبة الإيمان وعلوها عن رتبة العتق والصدقة وثم للترتيب الذكري لن الإيمان هو السابق لايصح عمل إلا به .اهـ
وفي زاد المسير : و «ثم» هاهنا بمعنى الواو ، كقوله تعالى : { ثم الله شهيد } [ يونس : 46 اهـ .
و ثم حرف يقتضي ثلاثة أمور: التشريك في الحكم، والترتيب، والمهلة. وفي كل خلاف.اهـ الإتقان .
((كان )) وفي فعل { كان } إشعار بأن إيمانه سابق على اقتحام العقبة المطلوبة فيه بطريقة التوبيخ على انتفائها عنه .
اهـ التحرير . ((من الذين )) (( آمنوا )) أي: آمنوا بقلوبهم بما يجب الإيمان به، وعملوا الصالحات بجوارحهم. من كل قول وفعل واجب أو مستحب. والمعنى أنه كان مؤمناً تنفعه هذه القرب ، وكان مقتحماً العقبة ، وإن لم يكن مؤمناً لا تنفعه هذه القرب ولا يقتحم العقبة..
قال حومد : ثُمَّ اشْتَرَطَ اللهُ تَعَالَى لإِثَابَةِ الإِنْسَانِ عَلَى اقْتِحَامِ العَقَبَةِ بِفِعْلِ الخِيْرَاتِ ، التِي دَلَّ اللهُ العِِبَادَ عَلَيْهَا ، أَنْ يَجْمَعَ الفَاعِلُ ثَلاَثَ صِفاتٍ :
(( 334))
1]ــ أن يكون مؤمنا بالله
2]- أَنْ يَكُونَ مِنَ الصَّابِرِينَ عَلَى الأَذَى وَالمَكَارِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ .
3]- أَنْ يَكُونَ مِمَّنْ يَرْحَمُونَ عِبَادَ اللهِ ، وَيُوَاسُونَهُمْ ، وَيُسَاعِدُونَهُمْ عِنْدَ الحَاجَةِ ..
((وتواصوا )) وأوصى بعضهم بعضاً .تواصى فعل ماض .والأصل تواصيوا بفتح الصاد وضم الياء فسقطت الياء لسكونها وسكون الواو. الوصية : التقدم إلى الغير بما يعمل به مقترنا بوعظ من قولهم : أرض واصية : متصلة النبات ويقال : أوصاه ووصاه ((بالصبر )) على أداء الفرائض ، وجميع أوامر الله ونواهيه على طاعة الله وعلى أقدار الله المؤلمة بأن يحث بعضهم بعضًا على الانقياد لذلك، والإتيان به كاملا منشرحًا به الصدر، مطمئنة به النفس.
والصبر بسكون الباء : ضد الجزع .. والصَّبْرُ، بكسر الباء، عُصارةُ شَجَرةٍ وَرَقُها كقُرُبِ السَّكاكينِ،
قال العثيمين : والصبر ثلاثة أنواع: صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله، وصبر على أقدار الله المؤلمة، فهم صابرون متواصون بالصبر بهذه الأنواع: الصبر على طاعة الله، ثم الصبر عن معصية الله، ثم الصبر على أقدار الله المؤلمة. وقد اجتمعت هذه الأنواع الثلاثة، في الرسل عليهم الصلاة والسلام وأتباعهم، فها هو الرسول عليه الصلاة والسلام صابر على طاعة الله، يجاهد في سبيل الله، ويدعو إلى الله، ويؤذى ويعتدى عليه بالضرب، حتى هم المشركون بقتله وهو مع ذلك صابر محتسب، وهو أيضاً صابر عن معصية الله، لا يمكن أن يغدر بأحد، ولا أن يكذب أحداً، ولا أن يخون أحداً، وهو أيضاً متق لله تعالى بقدر ما يستطيع. كذلك صابر على أقدار الله، كم أوذي في الله عز وجل من أجل طاعته، أليست قريش قد آذوه حتى إذا رأوه ساجداً تحت الكعبة أمروا من يأتي بسلا ناقة فيضعه على ظهره، وهو ساجد عليه الصلاة والسلام؟! وهو صابر في ذلك كله. ويوسف عليه الصلاة والسلام، صبر على أقدار الله فقد أُلقي في البئر في غيابة الجب، وأوذي في الله بالسجن، ومع ذلك فهو صابر محتسب لم يتضجر ولم ينكر ما وقع به اهـ
. ((وتواصوا))أوصى بعضهم بعضا (( بالمرحمة )).أي بالرحمة فهو مصدر ميمى ، أي أوصى بعض بعضاً برحمة العباد ومنها الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ومنها إعطاء محتاجهم، وتعليم جاهلهم، والقيام بما يحتاجون إليه من جميع الوجوه، ومساعدتهم على المصالح الدينية والدنيوية، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه وفيه الإشارة إلى تعظيم أمر الله والشفقة على خلق الله . وخص - سبحانه - من أوصاف المؤمنين تواصيهم بالصبر ، وتواصيهم بالمرحمة ، لأن هاتين الصفتين على رأس الصفات الفاضلة بعد الإِيمان بالله تعالى .
الرَّحْمَة الرِّقَّة التَّعَطُّف والمَرْحَمَة مِثْلُه وقد رَحِمَه بالكسر رَحْمَةً ومَرْحَمَةً أيضاً وتَرَحَّمَ عليه. وتَرَاحَمَ القَومُ رَحِم بعضهم بعضاً.اهـ المختار .قال ابن خالويه : بالمرحمة جر بالباء الزائدة والمرحمة مفعلة من رحم يرحم وإنما قال بالمرحمة ولم يقل بالرحمة لتوافق رءوس الآي .
(( 335))

قال ابن عاشور : لَمَّا نوه بالذين آمنوا أعقب التنويه بالثناء عليهم وبشارتهم مفتَتحاً باسم الإِشارة لتمييزهم أكمل تمييز لإِحضارهم بصفاتهم في ذهن السامع ، مع ما في اسم الإِشارة من إرادة التنويه والتعظيم فقال : ((أولئك )) يعني أهل هذه الخصال. قال الصاوي: وأتى باسم الإشارة تكريما لهم وإشارة لعلو درجاتهم .في اللباب : و « أولئك » : اسم إشارة يشترك فيه جماعة الذُّكور والإناث ، وهو مبني على الكَسْرِ؛ لشبهة بالحرف في الافتقار .
وقيل : « أولاء » كلمة معناها الكناية عن جماعة نحو : « هم » و « الكاف » للخطاب ، كما في حرف « ذلك » ، وفيه لغتان : المد والقصر : ولكن الممدود للبعيد ، وقد يقال : « أولالك » قال : [ الطويل ]
- أُولاَلِكَ قَوْمِي لَمْ يَكُونُوا أُشَابَةَ ... وَهَلْ يَعِظُ الضِّلِّيلَ إِلاَّ أُولاَلِكَا
وعند بعضهم : المقصور للقريب والممدود للمتوسّط ، و « أولالك » للبعيد ، وفيه لغات كثيرة ، وكتبوا « أولئكَ » بزيادة « واو » قبل « اللام » .قيل : للفرق بينها وبين « إليك » . اهـ (( أصحاب)) و الأَصْحابُ جمع صَحْبٍ كفرخ وأفراخ و الصَّحَابَةُ بالفتح الأَصْحَابُ وهي في الأصل مصدر قلت لم يجمع فاعل على فعالة إ لا هذا الحرف فقط وجمع الأصحاب أصاحيبُ وقولهم في النداء يا صَاحِ أي يا صاحبي ولا يجوز ترخيم المضاف إلا في هذه وحده لأنه سمع من العرب مرخما اهـ المختار.قال ابن خالويه : وأصحاب جمع صاحب وفاعل لايجمع على أفعال إلا في أحرف نحو شاهد وأشهاد وصاحب وأصحاب . (( الميمنة ))اليمين أو اليمن. فهي مَفْعَلة للمكان مأخوذة من فعل يَمَنَه ( فعلاً ماضياً ) إذا كان على يمينه ، أي على جهة يده اليمنى ، أو مأخوذة من يَمَنَه اللَّهُ يُمْناً ، إذا بَاركه ، وإحدى المادتين مأخوذة من الأخرى ، قيل : سميت اليد اليمنى يميناً ويُمنى لأنها أعود نفعاً على صاحبها في يسرْ أعماله ، ولذلك سمي بلاد اليمن يَمَناً لأنها عن جهة يمين الواقف مستقبلاً الكعبة من بابها لأن باب الكعبة شرقي ، فالجهة التي على يمين الداخل إلى الكعبة هي الجنوب وهي جهة بلاد اليمن . وكانت بلاد اليمن مشهورة بالخيرات فهي ميمونة . وكان جغرافيو اليونان يصفونها بالعربية السعيدة ، وتفرع على ذلك اعتبارهم ما جاء عن اليمين من الوحش والطير مبشراً بالخير في عقيدة أهل الزجر والعيافة.. ونشأ على اعتبار عكس ذلك تسمية بلاد الشام شأماً بالهمز مشتقة من الشؤم لأن بلاد الشام من جهة شِمال الداخل إلى الكعبة وقد أبطل الإِسلام ذلك بقول النبي « اللهم بارك لنا في شأمِنا وفي يَمَنِنَا » وما تسميتهم ضد اليد اليمنى يساراً إلا لإِبطال ما يُتوهم من الشؤم فيها .ولما كانت جهة اليمين جهة مكرمة تعارفوا الجلوس على اليمين في المجامع كرامةً للجالس ، وجعلوا ضدهم بعكس ذلك . وقد أبطله الاسلام فكان الناس يجلسون حين انتهى بهم المجلس وسمّي أهل الجنة { أصحاب الميمنة } و { أصحاب اليمين } [ الواقعة : 27 ] وسمي أهل النار { أصحاب المشأمة } و { أصحاب الشمال } في سورة الواقعة اهـ التحرير
(( 336))








آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 10-04-2011, 10:33 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: تفسير سورة البلد



ثم بين - سبحانه - بعد ذلك سوء عاقبة الكافرين فقال : ((والذين )) وهو جمع « الذي » في المعنى ، والمشهورُ فيه أن يكونَ بالياءِ ، رفعاً ، ونصباً ، وجرَّاً؛ وبعضُهم يرفعُه بالواوِ؛ جَرْياً له مَجْرَى جَمْعِ المذكَّر السَّالم؛ ومنه : [ الرجز ]
*- نَحْنُ الذونَ صَبَّحُوا الصَّبَاحا ... يَومَ الفَسَادِ غَارَةً مِلْحَاحَا*
وقد تُحْذَفُ نُونُه استِطَالةً بصلته؛ كقوله : [ الطويل ]
*- وَإِنَّ الَّذِي حَانَتْ بِفَلْجٍ دمَاؤُهُمْ ... هُمُ الْقَوْمَ كُلُّ القَوْمِ يَا أُمِّ خَالِدِ. اهـ اللباب
((كَفَرُوا)) الكفر : الستر ، ولهذا قيل : كافر للبحر ، ومغيب الشمس ، والزارع ، والدافن ، والليل ، والمتكفر ، والمتسلح . فبينها كلها قدر مشترك وهو الستر اهـ البحر . (( بِآيَاتِنَا )) أي بالقرآن أو بكل ما نصبناه دليلا على وحدانيتا وقدرتنا. والآية العلامة . الجمهور أصل آية أيية (بوزن شجرة) قلبت العين ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، وكان القياس يقتضى بقاء العين وقلب اللام فيقل أياه، لان اللام طرف وهى أولى بالاعلال والتغيير اهـ شرح حاشية ابن الحاجب .(( هُمْ )) الضمير هنا جاء للتوكيد، ولو قيل في غير القرآن: والذين كفروا بآياتنا أصحاب المشئمة. لصح لكن هذا من باب التوكيد.اهـ العثيمين .قال الصاوي: ذكرهم بضمير الغيبة إشارة إلى أنهم غائبون عن حضرة قدسه أو لأن منزلتهم عن الشمال .
((أَصْحَابُ )) يقال صحِبَه صُحْبَةً وصِحابَةً وصَحابَةً،: عاشره. والصَّاحِبُ: المعاشر، لا يتعدى تعدي الفعل، اعني انك لا تقول: زيد صَاحِبٌ عمراً، لأنهم إنما استعملوه استعمال الأسماء نحو غلام زيد، اهـ المحكم .((المشأمة )) أي : هم في جهة الشمال التي فيها الأشقياء ، أو هم أصحاب الشؤم على أنفسهم بسبب إصرارهم على كفرهم ، . المشئمة الجانب لأيسر موضع النار.في المصباح : الشُّؤْمُ الشَّرُّ وَرَجُلٌ مَشْئُومٌ غَيْرُ مُبَارَكٍ .وقد شئم..وشأم فلان أصحابه، إذا أصابهم شؤم من قبله.
قال القرطبي : أصحاب الميمنة أصحاب الجنة ، وأصحاب المشئمة أصحاب النار . قال الله تعالى : { وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين * في سدر مخضود } [ الواقعة : وقال : { وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال * في سموم وحميم } [ الواقعة((عَلَيْهِم)) فوقهم كما تحتهم متعلق ب { مؤصدة } ، وقدم على عامله للاهتمام ((نَارٌ )) عظيمة ((مُّؤْصَدَةٌ }اسم مفعول من أوصد الباب بالواو أى : مغلقة بحيث لا يستطيعون الخروج منها فمن همز أخذه من آصدت النار أي أطبقت النار .ومن لم يهمز أخذه من أوصدت .
.في التحرير . وإسناد المُوصَديَّة إلى النار مجاز عقلي ، والموصد هو موضع النار ، أي جهنم ..نسأل الله - تعالى - أن يجعلنا من أصحاب الميمنة .
.
(( 337))

2ـ))ـ الإعراب :
((لَا))" نافية، ونفي القسم تعظيماً للمقسم به أو زائدة ((أُقْسِمُ))مضارع (( بِهَذَا ))الباء حرف جر وذا : اسم إشارة مقسم به ((الْبَلَدِ))بدل.أو عطف بيان . ((وَأَنْت))ضمير في محل رفع مبتدأ (( حِل))خبر . جملة "وأنت حل" حالية.((بِهَذَا ))متعلق بحل ((الْبَلَدِ))عطف بيان أو بدل (( وَوَالِدٍ))"ووالد": اسم معطوف على "هذا البلد" الأول ((وَمَا)) ، و "ما": اسم موصول معطوف على "والد". اهـ مشكل الإعراب وقال أبو البقاء : و (ما) بمعنى من. قال الزمخشريُّ : فإن قلت : هلا قيل : ومَنْ ولد؟ قلت : فيه ما في قوله : { والله أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ } [ آل عمران : 36 ] ، أي : بأي شيء وضعت ، يعني : موضوعاً عجيب الشأن .
(( وَلَدَ))قسم ثالث . ولد فعل ماض والفاعل مستتر تقديره هووهو العائد ((.لقد ))اللام واقعة في جواب القسم، ((خَلَقْنَا))فعل ماض ونا فاعل (( الْإِنْسَانَ )) مفعول به ((فِي كَبَد)) الجار "في كبد" متعلق بحال من "الإنسان": أي مكابدا.((.أَيَحْسَبُ)) الهمزة للاستفهام يحسب فعل مضارع والفاعل مستتر (( أَن)) أن": مخففة واسمها ضمير الشأن،.((لَن)) حرف نفي ونصب واستقبال ((ْ يَقْدِر)) فعل مضارع منصوب بلن وجملة "لن نقدر" خبر "أن" ، و "أن" وما بعدها في تأويل مصدر سدَّ مسدَّ مفعولي حسب ((عَلَيْهِ )) متعلق بيقدر والجملة خبر أن المخففة ((أَحَدٌ)) فاعل يقدر (( يَقُولُ ))مضارع والفاعل هو جملة "يقول" مستأنفة.((أَهْلَكْتُ )) ماض والتاء ضمير الفاعل ((مَالًا )) مفعول به ((لُبَدًا )) صفة لمال ((أَيَحْسَبُ )) سبق إعرابه ((أَنْ)) مخففة (( لَمْ )) حرف نفي وجزم وقلب ((يَرَهُ)) ماض والهاء مفعول أول (( أَحَدٌ )) فاعل ((أَلَمْ)) الهمزة حرف تقرير ولم نفي وجزم وقلب (( نَجْعَلْ )) مضارع مجزوم بلم ((لَه)) الجار "له" متعلق" بـ "نجعل"، وهو بمعنى نخلق.((عَيْنَيْنِ)) مفعول به (( وَلِسَانًا)) معطوف على عينين (( وَشَفَتَيْن)) معطوف على لسانا ((ِ وَهَدَيْنَاهُ )) فعل ماض ونا فاعل والهاء مفعول أول ((النَّجْدَيْن)) "النجدين" مفعول به ثان.(( فَلَا)) لا بمعنى " ما " وأكثر ما يجئ مثل هذا مكررا مثل " فلا صدق ولا صلى اهـ أبو البقاء وفي البرهان : لا بمعنى هلا حرف تحضيض (( اقْتَحَمَ)) ماض (( الْعَقَبَة)) مفعول به جملة فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ مستأنفة.(( وَمَا)) اسم استفهام في محل رفع مبتدأ (( أَدْرَاكَ)) فعل ماض والكاف مفعول به أول جملة وَمَا أَدْرَاكَ مستأنفة،.((مَا)) اسم استفهام مبتدأ (( الْعَقَبَة)) خبر وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل نصب مفعول ثاني لأدرى وجملة أدرى خبر ما أولى .فال أبو البقاء: قوله تعالى (ما العقبة) أي ما اقتحام العقبة لأنه فسره بقوله تعالى (فك رقبة) وهو فعل سواء كان بلفظ الفعل أو بلفظ المصدر، والعقبة عين فلا تفسر بالفعل، فمن قرأ فك وأطعم فسر المصدر بالجملة الفعلية لدلالتهما عليه، ومن قرأ فك رقبة أو إطعام كان التقدير: هو فك رقبة، والمصدر مضاف إلى المفعول، وإطعام غير مضاف، ولا ضمير فيهما لان المصدر لا يتحمل الضمير.وذهب بعض البصريين إلى أن المصدر إذا عمل في المفعول كان فيه ضمير كالضمير في اسم الفاعل،))ُ وجملة "ما العقبة"
(( 338))

مفعول ثان(( فَكُّ))": خبر لمبتدأ محذوف أي: "هي فك".((رَقَبَةٍ)) مضاف إليه (( أَو)) للعطف ((إِطْعَامٌ)) معطوف على فك وإطعام مصدر وفاعله مستتر تقديره إطعامه (( فِي يَوْمٍ )) جار ومجرور صفة لإطعام ((ذِي))صفة ليوم " ":.(( مَسْغَبَة)) مضاف إليه ((ٍ يَتِيمًا))": مفعول به لإطعام، (( ذَا )) نعت "يتيماً ((مَقْرَبَةٍ)) مضاف إليه (( أَوْ)) للعطف (( مِسْكِينًا )) معطوف على يتيما ((ذَا)) صفة لمسكين (( مَتْرَبَة)) مضاف إليه ((ٍ ثُمَّ )) حرف عطف ".((كَانَ)) فعل ماض ناقص واسمها مستتر . جملة "ثم كان" معطوفة على جملة "لا اقتحم ((مِنَ الَّذِينَ )) جار ومجرور خبر كان ((آَمَنُوا))فعل وفاعل (( وَتَوَاصَوْا )) فعل ماض والواو فاعل ((بِالصَّبْرِ )) متعلق بتواصوا ((وَتَوَاصَوْا)) (( بِالْمَرْحَمَةِ)) مثل سابقه (( أُولَئِكَ )) اسم إشارة ميتدأ ((أَصْحَاب)) خبر جملة أُولَئِكَ أَصْحَابُ مستأنفة ((الْمَيْمَنَةِ)) مضاف إليه (( وَالَّذِينَ)) اسم موصول مبتدأ (( كَفَرُوا )) فعل وفاعل ((بِآَيَاتِنَا )) جار ومجرور متعلق بكفروا ونا مضاف إليه ((هُمْ )) مبتدأ ((أَصْحَابُ)) خبر (( الْمَشْأَمَةِ )) مضاف إليه وجملة مبتدا ثاني وخبره في محل رفع خبر أول للذين ((عَلَيْهِمْ)) جار ومجرور متعلق بكائن خبر كان للذين (( نَارٌ)) فاعل بمجرور جملة "عليهم نار" خبر ثان للذين كفروا ((مُؤْصَدَةٌ)) برفع صفة لنار الله أعلم اهـ البرهان . مشكل الإعراب . أبو البقاء
3)) ــ البلاغة :
1ــ قوله { ووالد وماولد >> جناس اشتقاق لأن كل من الوالد والولد مشتق من الولادة .
2ـ قوله { أيحسب أن لن > الاستفهام للتقرير .وكذا ألم نجعل
.3ـ قوله { لااقسم > لا: لتأكيد الكلام وهو كثير في كلام العرب .
4ـ قوله { وهديناه النجدين > استعارة تصريحية فقد استعار النجدين للخير والشروحذف المشبه وهو الخير والشر وأبقى المشبه به .في التحرير : . وقد استعيرت الهداية هنا للإِلهام الذي جعله الله في الإنسان يدرك به الضارّ والنافع وهو أصل التمدن الإنساني وأصل العلوم والهداية بدين الإسلام إلى ما فيه الفوز
قوله { فلا اقتحم العقبة > استعارة ترشيحية لأنه ذكر ما يلائم المشبه به . في التحرير : والاقتحام : ترشيح لاستعارة العقبة لِطريق الخير ، وهو مع ذلك استعارة لأن تزاحم الناس إنما يكون في طلب المنافع .
وأفاد نفي الاقتحام أنه عدل على الاهتداء إيثاراً للعاجل على الآجل ولو عزم وصَبر لاقْتحم العقبة . وقد تتابعت الاستعارات الثلاث : النجدين ، والعقبة ، والاقتحام ، وبُني بعضها على بعض وذلك من أحسن الاستعارة وهي مبنية على تشبيه المعقول
(( 339))

بالمحسوس .والكلام مسوق مساق التوبيخ على عدم اهتداء هؤلاء للأعمال الصالحة مع قيام أسباب الاهتداء من الإِدراك والنطق
6ـ قوله { وما أدراك ما العقبة > الاستفهام للتهويل .
7ـ قوله { مقربة ..متربة >جناس ناقص لتغيير بعض الحروف .
8ـ قوله (( أُولَئِكَ أَصْحَاب الْمَيْمَنَةِ...... وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ ))فيه المقابلة اللطيفة بين أصحاب اليمين وأصحاب الشمال .قال في البرهان : وخولف في التعبير فقد أشار إلى المومنين تكريما لهم وأنهم حاضرون عنده تعالى في مقام كرامته وبمثابة الجالسين أمامه ..وذكر الكافرين بضمير الغيبة إشارة إلى بعدهم عن الله .اهـ
9ـ وقوله { كبد..ولد ..البلد..عينين ..شفتين .> فيه مراعاة الفواصل وهو من المحسنات البديعية اهـ البرهان الصابوني .
10))ــ قوله { ذي مسغبة >> في هميان الزاد : ووصف اليوم بالجوع مجاز في الإسناد من إسناد ما للحال لمحله والمجرور هنا الزمان كقولهم أطعم نهارا زيد اهـ









آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 10-04-2011, 10:34 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: تفسير سورة البلد

4) ـ القراآت.
1ـ قوله تعالى : { لاَ أُقْسِم >قرأ الحسن والأعمش وابن كثير : « لأُقْسِمُ » من غير ألفٍ بعد اللام إثباتاً .وأجاز الأخفش أيضاً ، أن تكون بمعنى : « ألا » .اهـ اللباب لكن صاحب المهذب قال : لا أقسم لاخلاف بين القراء في إثبات الألف بعد اللام .
2ـ قوله: { لُّبَداً } .قرأ العامة : « لُبَداً » بضم اللام وفتح الباء .
وشدَّد أبُو جعفرٍ الباء جمع لابِدٍ ، مثل : راكع وركع ، وساجد وسُجَّد ، وعنه أيضاً : سكونها .ومجاهدٌ وابنُ أبِي الزِّناد : بضمتين ، اهـ اللباب
3ـ قوله : { فَكُّ رَقَبَةٍ } .
قرأ أبو عمرو وابن كثيرٍ والكسائي : « فكَّ » : فعلاً ماضياً ، و « رَقَبةٌ » : نصباً ، « أو أطْعَمَ » : فعلاً ماضياً .
والباقون : « فكُّ » : يرفع الكاف اسماً ، « رقَبَةٍ » : خفض بالإضافة ، « أوْ إطْعَامٌ » : اسم مرفوع أيضاً .
فالقراءة الأولى : الفعل فيها ، بدل من قوله : « اقتحم » ، فهو بيان له ، فكأنه قيل : فلا فك رقبة ولا أطعم .


(( 340))

والثانية : مرتفع فيها : « فكُّ » ، على إضمار مبتدأ ، أي : هو فك رقبة ، « أو إطعام » على معنى الإباحة ، وفي الكلام حذف مضاف ، دل عليه « فلا اقتحم » ، تقديره : وما أدراك ما اقتحام العقبة ، فالتقدير : اقتحام العقبة فك رقبة ، أو إطعام ،اهـ اللباب
4)) ــ فك >> .قرأ أميرُ المؤمنين وأبو رجاء : « فكَّ ، أو أطعمَ » فعلين - كما تقدم - إلا أنهما نصبا : « ذا » الألف .وقرأ الحسنُ : « إطعام » ، و « ذا » بالألف أيضاً ، وهو على هاتين القراءتين : مفعول : « أطعم » ، أو « إطعام » ، و « يتيماً » حينئذ بدل منه أو نعت له ، وهو في قراءة العامة : « ذي » بالياء : نعت ل « يوم » ، على سبيل المجاز.
5ـ قوله { في يوم ذي مسغبة >> قرأ الحسن في يوم ذا مسغبة > جعل ذا نعتا لاسم محذوف والتقدير : أو أطعم فقيرا ذا مسغبة اهـ ابن خالويه .
6ـ قوله { قوله : { مُّؤْصَدَةٌ } ، قرأ أبو عمروٍ وحمزةُ وحفصٌ : بالهمزة .
والباقون : بلا همز .اهـ اللباب
7ـ قوله { أيحسب > معا .قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر بفتح السين والباقون بكسرها.
5))ــ الآثار :
1ـ قوله { يتيما ذا مقربه >> والأحاديث في الإحسان إلى اليتيم متضافرة ، ويكفي قوله : عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ وَأَشَارَ بِأُصْبُعَيْهِ يَعْنِي السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى
قَالَ أَبُو عِيسَى الترمذي هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"مَنْ مَسَحَ رَأْسَ يَتِيمٍ لا يَمْسَحُهُ إِلا لِلَّهِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مَرَّتْ عَلَيْهَا يَدُهُ حَسَنَاتٌ، وَمَنْ أَحْسَنَ إِلَى يَتِيمٍ عِنْدَهُ كُنْتُ أَنَا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ"، وَقَرَنَ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ.> المعجم الكبير للطبراني
2ـ قوله { وتواصوا بالمرحمة > عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ> مسلم
عن حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَهُ قَالَ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَقَّتْ الْمَلَائِكَةُ رُوحَ رَجُلٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ قَالُوا أَعَمِلْتَ مِنْ الْخَيْرِ شَيْئًا قَالَ كُنْتُ آمُرُ فِتْيَانِي أَنْ يُنْظِرُوا وَيَتَجَاوَزُوا عَنْ الْمُوسِرِ قَالَ قَالَ فَتَجَاوَزُوا عَنْهُ>البخاري ومسلم .
(( 341))

قَوْله : ( تَلَقَّتْ الْمَلَائِكَةُ )أَيْ اِسْتَقْبَلَتْ رُوحَهُ عِنْد الْمَوْتِ ،قال النووي : وَفِي هَذِهِ الْأَحَادِيث فَضْل إِنْظَار الْمُعْسِر ، وَالْوَضْع عَنْهُ إِمَّا كُلّ الدَّيْن ، وَإِمَّا بَعْضه مِنْ كَثِير أَوْ قَلِيل ، وَفَضْل الْمُسَامَحَة فِي الِاقْتِضَاء وَفِي الِاسْتِيفَاء ؛ سَوَاء اُسْتُوْفِيَ مِنْ مُوسِر أَوْ مُعْسِر ، وَفَضْل الْوَضْع مِنْ الدَّيْن ، وَأَنَّهُ لَا يَحْتَقِر شَيْء مِنْ أَفْعَال الْخَيْر ؛ فَلَعَلَّهُ سَبَب السَّعَادَة وَالرَّحْمَة .اهـ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنْ الرَّحْمَنِ فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعَهُ اللَّهُ
قَالَ أَبُو عِيسَى الترمذي هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ

عن أبي موسى الأشعري ، رضي الله عنه أن رسول الله قال : « لن تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أدلكم على ما تحابوا عليه ؟ » قالوا : بلى يا رسول الله . قال : « أفشوا السلام بينكم تحابوا ، والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تراحموا » قالوا : يا رسول الله كلنا رحيم . قال : « إنه ليس برحمة أحدكم ولكن رحمة العامة رحمة العامة » « هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه » المستدرك .
3ـ قوله { أهلكت مالا لبدا >> قال مقاتل نزلت في الحارث بن عامر بن نوفل أذنب فاستفتى النبي فأمره بالكفارة فقال لقد أهلكت مالا في الكفارة والنفقات مذ تبعت محمدا ، والمفرد لبدة كغرفة اهـ هميان الزاد
4ـ قوله { أيحسب أن لن يقدر عليه أحد >> في اللباب وفتح القدير : وقال الكلبيُّ : إنَّ هذا نزل في رجل من بني جمح ، يقال له : أبو الأشدين واسمه أسيد بن كلدة بن جُمَح ، وكان قوياً ، وكان يأخذ الأديم العكاظي ، فيجعله تحت قدميه ، فيقول : من أزالني عنه فله كذا ، فيجذبه عشرة حتى يتمزّق الأديم ، ولا تزول قدماه ، وكان من أعداء النبي وفيه نزل : { أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ } ، يعني : لقوته . اهـ
5ـ قوله {فك رقبة >> وقد ساق الإِمام ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية ، جملة من الأحاديث التي وردت في فضل عتق الرقاب ، وتحريرها من الرق .
ومن هذه الأحاديث عن عمرو بن عَبسَة أنه حدثهم: أن النبي قال: "من بنى مسجدا ليذكر الله فيه، بنى الله له بيتا في الجنة. ومن أعتق نفسًا مسلمة، كانت فديته من جهنم. ومن شاب شيبة في الإسلام، كانت له نورا يوم القيامة" المسند
عن أبي أمامة، عن عمرو بن عَبسَةَ قال السلمي قلت له: حدثنا حديثا سمعته من رسول الله ليس فيه انتقاص ولا وَهم. قال: سمعته يقول: "من وُلد له ثلاثة أولاد في الإسلام فماتوا قبل أن يبلغوا الحِنْثَ، أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم، ومن شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة، ومن رَمى بسهم في سبيل الله، بلغ به العدو، أصاب أو أخطأ، كان له عتق رقبة. ومن أعتق رقبة

(( 342))

مؤمنة أعتق الله بكل عضو منه عضوا منه من النار، ومن أنفق زوجين في سبيل الله، فإن للجنة ثمانية أبواب، يدخله الله من أي باب شاء منها"المسند
قلت "انقرض الرق في عصرنا فلم يبق له وجود لكن يماثله الأسر الذي كثيرا ما يقع خاصة في مصيدة الدول العظمى الكافرة التي تلاحق من تشاء وتأسر من تشاء وكم نغتم عندما نرى بعض حكام العالم الإسلامي يقدمون مسلمين أسرى للغربيين بغية التقرب إليهم.
قال العثيمين : وفك الرقبة له معنيان: المعنى الأول: فكها من الرق .الثاني: فك رقبة من الأسير، فإن فكاك الأسير من أفضل الأعمـال إلى الله عز وجل. والأسير ربما لا يفكه العدو إلا بفدية مالية، وربما تكون هذه الفدية فدية باهظة كثيرة لا يقتحمها إلا من كان عنده إيمان بالله عز وجل بأن يخلف عليه ما أنفق، وأن يثيبه على ما تصدق.اهـ
6ـ قوله تعالى : { أو إطعام في يوم ذي مسغبة } قال : في يوم عزيز فيه الطعام . روي عن النبي أنه قال :من موجبات الرحمة إطعام المسلم السغبان )ذكره في كنزالعمال رقم 16372 اهـ القرطبي .
عَنْ حَمْزَةَ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ
فَقَالَ لِعُمَرَ أَمَّا قَوْلُكَ اكْتَنَيْتَ وَلَيْسَ لَكَ وَلَدٌ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَنَّانِي أَبَا يَحْيَى فَأَمَّا قَوْلُكَ فِيكَ سَرَفٌ فِي الطَّعَامِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خَيْرُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ أَوْ الَّذِينَ يُطْعِمُونَ الطَّعَامَ> أحمد
عَنْ مُوسَى بن أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ عَمِّهِ الْحَكَمِ بن عُمَيْرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ أَطْعَمَ مِسْكِينًا مِنْ جُوعٍ ، أَوْ دَفَعَ عَنْهُ مَغْرَمًا ، أَوْ كَشَفَ عَنْهُ كَرْبًا ".> المعجم الكبير للطبراني
عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"مَنْ أَطْعَمَ مَرِيضًا شَهْوَتَهُ، أَطْعَمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ" . ".> المعجم الكبير للطبراني
عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، رضي الله عنهما قال : قال رسول الله : « من أطعم أخاه خبزا حتى يشبعه وسقاه ماء حتى يرويه بعده الله عن النار سبع خنادق بعد ما بين خندقين مسيرة خمسمائة سنة » « هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه »
للمستدرك
6))ــ الأحكام :
1ـ قوله {وأنت حل بهذا البلد >> في التحرير : وسواء فسر حل بمعنى أحل أو من الحل فهو خصوصية للنبي وقد خصصه النبي بيوم الفتح: " فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا

(( 343))

أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ فَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي وَلَا تَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدِي وَإِنَّمَا أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ لَا يُخْتَلَى خَلَاهَا وَلَا يُعْضَدُ شَجَرُهَا وَلَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا وَلَا تُلْتَقَطُ لُقَطَتُهَا إِلَّا لِمُعَرِّفٍ وَقَالَ الْعَبَّاسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَّا الْإِذْخِرَ لِصَاغَتِنَا وَقُبُورِنَا فَقَالَ إِلَّا الْإِذْخِرَ
البخاري .
، وفي «الموطإ» : «قال مالك : ولم يكن رسول الله يومئذ ( أي يوم الفتح ) مُحْرِماً» .
ويُثار من هذه الآية على اختلاف المحامل النظرُ في جواز دخول مكة بغير إحرام لغير مريد الحج أو العمرة . قال الباجي في «المنتقى» وابنُ العربي في «الأحكام» : الداخل مكة غيرَ مريد النسك ، لحاجة تتكرر كالحَطّابينَ وأصحاب الفواكهِ والمعاش هؤلاء يجوز دخولهم غيرَ محرمين لأنهم لو كلفوا الإِحرام لَحِقتهم مشقة . وإن كان دخولها لحاجة لا تتكرر فالمشهور عن مالك : أنه لا بد من الإِحرام ، وروي عنه تركُه والصحيح وجوبه ، فإن تركه قال الباجي : فالظاهر من المذهب أنه لا شيء عليه وقد أساء ولم يُفصِّل أهل المذهب بين من كان من أهل داخل الميقاتِ أو مِن خارجه .
والخلاف في ذلك أيضاً بين فقهاء الأمصار فذهب أبو حنيفة أن من كان من أهل داخل المواقيت يجوز له دخول مكة بغير إحرام إن لم يُرِد نسكاً من حج أو عمرة ، وأما من كان مِن أهل خارج المواقيت فالواجب عليه الإِحرام لدخول مكة دون تفصيل بين الاحتياج إلى تكرر الدخول أو عدم الاحتياج . وذهب الشافعي إلى سقوط الإِحرام عن غير قاصد النسك ، ومذهب أحمد موافق مذهب مالك .اهـ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ إِنَّ ابْنَ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فَقَالَ اقْتُلُوه> البخاري ُ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْنُ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْتُلُوهُ
قَالَ مَالِك وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ مُحْرِمًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ> البخاري.
قال النووي : قَوْله : ( دَخَلَ مَكَّة بِغَيْرِ إِحْرَام ) هَذَا دَلِيل لِمَنْ يَقُول بِجَوَازِ دُخُول مَكَّة بِغَيْرِ إِحْرَام لِمَنْ لَمْ يُرِدْ نُسُكًا ، سَوَاء كَانَ دُخُوله لِحَاجَةِ تُكَرَّر كَالْحَطَّابِ وَالْحَشَّاش وَالسَّقَّاء وَالصَّيَّاد وَغَيْرهمْ ، أَمْ لَمْ تَتَكَرَّر كَالتَّاجِرِ وَالزَّائِر وَغَيْرهمَا ، سَوَاء كَانَ آمِنًا أَوْ خَائِفًا ، وَهَذَا أَصَحّ الْقَوْلَيْنِ لِلشَّافِعِيِّ ، وَبِهِ يُفْتِي أَصْحَابه ، وَالْقَوْل الثَّانِي : لَا يَجُوز دُخُولهَا بِغَيْرِ إِحْرَام إِنْ كَانَتْ حَاجَته لَا تُكَرَّر إِلَّا أَنْ يَكُون مُقَاتِلًا أَوْ خَائِفًا مِنْ قِتَال ، أَوْ

(( 344))

خَائِفًا مِنْ ظَالِم لَوْ ظَهَرَ ، وَنَقَلَ الْقَاضِي نَحْو هَذَا عَنْ أَكْثَر الْعُلَمَاء . قَوْله : ( جَاءَهُ رَجُل فَقَالَ : اِبْن خَطَل مُتَعَلِّق بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة فَقَالَ : اُقْتُلُوهُ )
قَالَ الْعُلَمَاء : إِنَّمَا قَتَلَهُ ؛ لِأَنَّهُ كَانَ قَدْ اِرْتَدَّ عَنْ الْإِسْلَام وَقَتَلَ مُسْلِمًا كَانَ يَخْدُمهُ ، وَكَانَ يَهْجُو النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَسُبّهُ ، وَكَانَتْ لَهُ قَيْنَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِهِجَاءِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمِينَ ، فَإِنْ قِيلَ : فَفِي الْحَدِيث الْآخَر مَنْ دَخَلَ الْمَسْجِد فَهُوَ آمِن ، فَكَيْف قَتَلَهُ وَهُوَ مُتَعَلِّق بِالْأَسْتَارِ ؟ فَالْجَوَاب أَنَّهُ لَمْ يَدْخُل فِي الْأَمَان ، بَلْ اِسْتَثْنَاهُ هُوَ وَابْن أَبِي سَرَح وَالْقَيْنَتَيْنِ وَأَمَرَ بِقَتْلِهِ ، وَإِنْ وُجِدَ مُتَعَلِّقًا بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة ، كَمَا جَاءَ مُصَرَّحًا بِهِ فِي أَحَادِيث أُخَر ، وَقِيلَ : لِأَنَّهُ مِمَّنْ لَمْ يَفِ بِالشَّرْطِ ، بَلْ قَاتَلَ بَعْد ذَلِكَ. وَفِي هَذَا الْحَدِيث حُجَّة لِمَالِك وَالشَّافِعِيّ وَمُوَافِقِيهِمَا فِي جَوَاز إِقَامَة الْحُدُود وَالْقِصَاص فِي حَرَم مَكَّة ، وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة : لَا يَجُوز ، وَتَأَوَّلُوا هَذَا الْحَدِيث عَلَى أَنَّهُ قَتَلَهُ فِي السَّاعَة الَّتِي أُبِيحَتْ لَهُ ، وَأَجَابَ أَصْحَابنَا بِأَنَّهَا إِنَّمَا أُبِيحَتْ سَاعَة الدُّخُول حَتَّى اِسْتَوْلَى عَلَيْهَا ، وَأَذْعَنَ لَهُ أَهْلهَا ، وَإِنَّمَا قَتَلَ اِبْن خَطَل بَعْد ذَلِكَ . وَاَللَّه أَعْلَم .اهـ
2ــ قوله { وهديناه ..> والهداية : الدلالة على الطريق المبلِّغة إلى المكان المقصود السير إليه ..ويجوز أن تكون الهداية هداية العقل للتفكير في دلائل وجود الله ووحدانيته بحيث لو تأمل لعَرف وحدانية الله تعالى فيكون هذا دليلاً على سبب مؤاخذة أهل الشرك والتعطيل بكفرهم في أزمان الخلو عن إرسال الرسل على أحد القولين في ذلك بين الأشاعرة من جهة ، وبين الماتريدية والمعتزلة من جهة أخرى.اهـ التحرير.قال ابن القيم في بدائع الفوائد : فاعلم أن أنواع الهداية أربعة
أحدها الهداية العامة المشتركة بين الخلق المذكورة في قوله تعالى {الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى} طه 50 أي أعطى كل شيء صورته التي لا يشتبه فيها بغيره وأعطى كل عضو شكله وهيئته وأعطى كل موجود خلقه المختص به ثم هداه إلى ما خلقه له من الأعمال
وهذه هداية الحيوان المتحرك بإرادته إلى جلب ما ينفعه ودفع ما يضره وهداية الجمال المسخر لما خلق له فله هداية تليق به كما أن لكل نوع من الحيوان هداية تليق به وإن اختلفت أنواعها وصورها
النوع الثاني هداية البيان والدلالة والتعريف لنجدي الخير والشر وطريقي النجاة والهلاك وهذه الهداية لا تستلزم الهدى التام فإنها سبب وشرط لا موجب ولهذا ينبغي الهدى معها كقوله تعالى {وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى} فصلت 17 أي بينا لهم وأرشدناهم ودللناهم فلم يهتدوا ومنها قوله {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم.} الشورى 52
النوع الثالث هداية التوفيق والإلهام وهي الهداية المستلزمة للاهتداء فلا يتخلف عنها وهي المذكورة في قوله [يضل من يشاء ويهدي من يشاء] فاطر 8 وفي قوله [إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل] النحل 37 وفي قول النبي من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له // رواه مسلم وأحمد والبيهقي

(( 345))








آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 10-04-2011, 10:35 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: تفسير سورة البلد

النوع الرابع غاية هذه الهداية وهي الهداية إلى الجنة والنار إذا سيق أهلهما إليهما قال تعالى :{ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم }يونس 9 وقال أهل الجنة فيها {الحمد لله الذي هدانا لهذا} الأعراف 43 وقال تعالى عن أهل النار {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم }الصافات 22 23
إذا عرف هذا فالهداية المسئولة في قوله تعالى { اهدنا الصراط المستقيم} إنما تتناول المرتبة الثانية والثالثة خاصة فهي طلب التعريف والبيان والإرشاد والتوفيق والإلهام طلب التعريف والبيان والتوفيق اهـ.
3ـ قوله تعالى : { ثم كان من الذين آمنوا > . شرط قبول الطاعات : الإيمان بالله فالإيمان بالله بعد الإنفاق لا ينفع بل يجب أن تكون الطاعة مصحوبة بالإيمان قال الله تعالى في المنافقين : { وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله } [ التوبة : 54 ] عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ
قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْنُ جُدْعَانَ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَصِلُ الرَّحِمَ وَيُطْعِمُ الْمِسْكِينَ فَهَلْ ذَاكَ نَافِعُهُ قَالَ لَا يَنْفَعُهُ إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْمًا رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ> مسلم [ باب الدليل على أن من مات على الكفر لاينفعه عمل ] قال النووي:
مَعْنَى هَذَا الْحَدِيث : أَنَّ مَا كَانَ يَفْعَلهُ مِنْ الصِّلَة وَالْإِطْعَام وَوُجُوه الْمَكَارِم لَا يَنْفَعهُ فِي الْآخِرَة ؛ لِكَوْنِهِ كَافِرًا ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَمْ يَقُلْ رَبّ اِغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْم الدِّين ) أَيْ لَمْ يَكُنْ مُصَدِّقًا بِالْبَعْثِ ، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّق بِهِ كَافِر وَلَا يَنْفَعهُ عَمَل . قَالَ الْقَاضِي عِيَاض - رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى - : وَقَدْ اِنْعَقَدَ الْإِجْمَاع عَلَى أَنَّ الْكُفَّار لَا تَنْفَعهُمْ أَعْمَالهمْ ، وَلَا يُثَابُونَ عَلَيْهَا بِنَعِيمٍ وَلَا تَخْفِيف عَذَاب ، لَكِنَّ بَعْضهمْ أَشَدّ عَذَابًا مِنْ بَعْض بِحَسَبِ جَرَائِمهمْ . هَذَا آخِر كَلَام الْقَاضِي . ، قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : وَقَدْ يَجُوز أَنْ يَكُون حَدِيث اِبْن جُدْعَانَ وَمَا وَرَدَ مِنْ الْآيَات وَالْأَخْبَار فِي بُطْلَان خَيْرَات الْكَافِر إِذَا مَاتَ عَلَى الْكُفْر. قَالَ الْعُلَمَاء : وَكَانَ اِبْن جُدْعَانَ كَثِير الْإِطْعَام وَكَانَ اِتَّخَذَ لِلضِّيفَانِ جَفْنَة يُرْقَى إِلَيْهَا بِسُلَّمٍ ، وَكَانَ مِنْ بَنِي تَمِيم بْن مُرَّة أَقْرِبَاء عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا ، وَكَانَ مِنْ رُؤَسَاء قُرَيْش ، وَاسْمه عَبْد اللَّه ، ( وَجُدْعَان ) بِضَمِّ الْجِيم وَإِسْكَان الدَّال الْمُهْمَلَة وَبِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَة . وَأَمَّا صِلَة الرَّحِم فَهِيَ الْإِحْسَان إِلَى الْأَقَارِب ،.. وَاَللَّه أَعْلَم اهـ
7))ــ الكلمات :
1ـ قوله { بِهَذَا> ورد في [ 14]آية
2ـ قوله { لَا أُقْسِمُ >القيامة . البلد .
3ـ قوله { الْبَلَدِ > إبراهيم .البلد. البلد .التين .
4ـ قوله { وَأَنْت> ورد في [ 14]آية
5ـ قوله {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَد > البلد فقط .
6ـ قوله {لَقَدْ> ورد في [54]آية
7ـ قوله {لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان >البلد . التين .
(( 346))

8ـ قوله {فِي كَبَدٍ> البلد فقط .
9ـ قوله {أَيَحْسَب > القيامة .القيامة. البلد .البلد
10ـ قوله {أَنْ لَمْ> الأنعام . البلد .
11ـ قوله {يَرَهُ> البلد. الزلزلة . الزلزلة
12ـ قوله {أَحَدٌ>ورد في [29]آية
13ـ قوله {أَنْ لَن >ورد في { 11 }آية
14ـ قوله {يَقْدِر>النحل النحل البلد .
15ـ قوله { يَقُول>ورد في [39]آية
16ـ قوله {مَالًا>هود .الكهف. الكهف مريم .المدثر الهمزة .البلد
17ـ قوله {أهلكت > البلد فقط .
18ـ قوله {لُبَدًا>الجن الآية "19". البلد
19 قوله { أَلَمْ نَجْعَل > المرسلات. النبإ . البلد
20ـ قوله {عَيْنَيْن>البلد فقط .
21ـ قوله {وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ>البلد فقط .
22ـ قوله {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ>البلد فقط .
23ـ قوله {الْعَقَبَةَ> البلد . البلد
13ـ قوله {فَلَا اقْتَحَمَ.> البلد فقط
24ـ قوله {وَمَا أَدْرَاكَ>الحاقة .المدثر. المرسلات .المطففين .المطففين الانفطار. الطارق. البلد. القدر.الهمزة .القارعة .القارعة.
25ـ قوله { فَكُّ.> البلد فقط
26ـ قوله {رَقَبَةٍ > النسا.النساء .النساء.المائدة . المجادلة . البلد
27ـ قوله { أَوْ إِطْعَامٌ.> البلد فقط.
28ـ قوله {فِي يَوْمٍ > إبراهيم .السجدة القمر .المعارج . البلد .
29ـ قوله {ذِي مَسْغَبَةٍ.> البلد فقط.
30ـ قوله {يَتِيمًا > البلد . الضحى .
31ـ قوله { ذَا مَقْرَبَةٍ.> البلد فقط.
32ـ قوله { أَوْ مِسْكِينًاذَا مَتْرَبَةٍ.> البلد فقط.
33ـ قوله { ثُمَّ >ورد في { 300} آية
34ـ قوله {كَانَ>ورد في { 297} آية
35ـ قوله {مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا> البقرة. النساء. المطففين .البلد
36ـ قوله {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر> البلد العصر .
37ـ قوله {بِالصَّبْر> البقرة .البقرة .البلد .العصر
38ـ قوله {وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ.> البلد فقط
39ـ قوله {أُولَئِكَ>ورد في { 130} آية
40ـ قوله {أَصْحَاب>ورد في { 59} آية
(( 347))

41ـ قوله {الْمَيْمَنَة>الواقعة. الواقعة .البلد .
41ـ قوله {وَالَّذِينَ كَفَرُوا>ورد في { 20} آية
42ـ قوله {بِآَيَاتِنَا>ورد في { 57} آية
43ـ قوله {هُمْ أَصْحَاب > غافر .البلد .
44ـ قوله {الْمَشْأَمَةِ > الواقعة البلد .
45ـ قوله {عَلَيْهِمْ>ورد في { 199} آية
46ـ قوله {نَار>ورد في { 21} آية
47ـ قوله {عَلَيْهِمْ نَار>.البلد فقط.
48ـ قوله { مُؤْصَدَةٌ> البلد . الهمزة .
8))ــ المعنى الإجمالي :
أقسم الله بهذا البلد الحرام، وهو "مكة"، وأنت -أيها النبي- مقيم في هذا "البلد الحرام"، وأقسم بوالد البشرية- وهو آدم عليه السلام- وما تناسل منه من ولد، لقد خلقنا الإنسان في شدة وعناء من مكابدة الدنيا.أيظنُّ بما جمعه من مال أن الله لن يقدر عليه؟
يقول متباهيًا: أنفقت مالا كثيرًا. أيظنُّ في فعله هذا أن الله عز وجل لا يراه، ولا يحاسبه على الصغير والكبير؟
ألم نخلق له عينين ينظر بهما؟ ولساناً وشفتين ليتمكن من النطق والإبانة؟
وبيَّنا له طريقى الخير والشر وهيَّأناه للاختيار؟
فهلا انتفع بما هيَّأناه له وتجاوز مشقة الآخرة بإنفاق ماله، فيأمن. وأيُّ شيء أعلمك: ما مشقة الآخرة، وما يعين على تجاوزها؟ .إنه عتق رقبة مؤمنة من أسر الرِّق. أو إطعام في يوم ذي مجاعة شديدة، يتيمًا من ذوي القرابة يجتمع فيه فضل الصدقة وصلة الرحم، أو فقيرًا معدمًا لا شيء عنده.
ثم كان مع فِعْل ما ذكر من أعمال الخير من الذين أخلصوا الإيمان لله، وأوصى بعضهم بعضًا بالصبر على طاعة الله وعن معاصيه، وتواصوا بالرحمة بالخلق.
أولئك الموصوفون بهذه الصفات هم السعداء الذين يؤخذ بهم يوم القيامة ذات اليمين إلى الجنة. والذين كفروا بالقرآن هم الذين يؤخذ بهم يوم القيامة ذات الشمال إلى النار. جزاؤهم جهنم مطبَقةٌ مغلقة عليهم.اهـ الميسر . المنتخب .
وفي تعقيب قطب للسورة قال : تضم هذه السورة الصغيرة جناحيها على حشد من الحقائق الأساسية في حياة الكائن الإنساني ذات الإيحاءات الدافعة واللمسات الموحية . حشد يصعب أن يجتمع في هذا الحيز الصغير في غير القرآن الكريم ، وأسلوبه الفريد في التوقيع على أوتار القلب البشري بمثل هذه اللمسات السريعة العميقة .اهـ
9)) ـ الحذف البلاغي :
1ـ قوله { أن لن يقدر عليه أحد > أي : على بعثه بعد موته أحد .
2
(( 348))

ـ قوله {« فكُّ » ، على إضمار مبتدأ ، أي : هو فك رقبة ، وفي الكلام حذف مضاف ، دل عليه « فلا اقتحم » ، تقديره : وما أدراك ما اقتحام العقبة ، فالتقدير : اقتحام العقبة فك رقبة ، أو إطعام ،اهـ اللباب
3ـ قوله «فلا اقتحم العقبة» استفهاماً حذف منه أداته قاله ابن عاشور .
4ـ عليهم نار > أي عليهم أبواب نار اهـ الإيجاز لابن عبد السلام
قرأ الحسن في يوم ذا مسغبة > جعل ذا نعتا لاسم محذوف والتقدير : أو أطعم فقيرا ذا مسغبة اهـ ابن خالويه
10)) ـ المستفاد من الآيات :
1- شرف مكة وحرمتها وعلو شأن الرسول وسمو مقامه وهو فيها وقد أحلها الله تعالى له ولم يحلها لأحد سواه .
2- شرف آدم وذريته الصالحين منهم .على رأي من فسر الوالد بآدم
3- إعلان حقيقة وهي أن الإِنسان لا يبرح يعاني من أتعاب الحياة حتى الممات ثم يستقبل شدائد الآخرة إلى أن يقر قراره وينتهي تطوافه باستقراره في الجنة حيث يستريح نهائيا ، أو في النار فيعذب ويتعب أبدا
4ـ تقتحم عقبة عذاب الله يوم القيامة وتجتاز فينجو صاحبها من النار بأمور أربعة وهي :
1- فك رقبة.
2- إطعام اليتيم القريب والمسكين الجائع
3- إيمان صادق بالله ورسوله وآيات الله ولقائه يحيا به قلبه .
4- التواصى بالصبر أي مع المؤمنين المستضعفين بالثبات على الحق ولزوم طريقه والتواصي بالمرحمة مع أهل المال أن يرحموا الفقراء والمساكين فيسدوا خلتهم ويقضوا حاجتهم .
5- التنديد بمن ينفق ماله في معصية الله ورسوله ، والنصح له بالإِنفاق في الخير فإِنه أجدى له ، وأنجى من عذاب الله .
6- التنديد بالكفر والوعيد الشديد لأهله .اهـ أيسر التفاسير.
11ــ الفوائد :
1ـ قوله { بهذا البلد >> وهنا يبدو سؤال مهم وهو ما السر الذي جعل مكة المكرمة المكان الذي يختاره الله تعالى ليكون مكان بيته الحرام ومبعث آخر أنبيائه محمد ، وهذا الأمر لا نعرف على وجه التحديد جوابه فهو من أمر الله وغيب الله ، إلا أننا قد نجد في بعض بحوثنا التي تجود بها قرائحنا وعقولنا القاصرة بعض الأجوبة التي قد تشبع فضولنا وشغفنا وعطشنا لعلم الله الذي لا نهاية له .
ففي حقل الجيولوجيا الهندسية هنالك ما يعرف بعلم المساحة والخرائط ، وفي هذا العلم الجميل والواسع استطاع فريق علمي يرأسه الدكتور حسين كمال الدين أستاذ المساحة في إثبات أن مكة المكرمة هي مركز اليابسة في الكرة الأرضية ، وقد كان
(( 349))

هدفه في البداية الوصول إلى وسيلة تساعد أي مسلم من تحديد مكان القبلة من أي مكان هو فيه في الأرض (قلنا في الأرض وليس على الأرض لأن الغلاف الجوي تابع لكوكب الأرض وعليه يكون الإنسان دائما داخل الأرض إلا إذا نفذ إلى الفضاء) إلا أنه توصل أثناء بحثه إلى ما يشبه النظرية الجغرافية بأن مكة المكرمة هي مركز لدائرة تمر بأطراف جميع القارات ، فقد اتجه إلى رسم خريطة الكرة الأرضية تحدد عليها اتجاهات القبلة فبعد أن قام برسم القارات حسب أبعاد كل الأماكن على القارات الستة وموقعها من مدينة مكة المكرمة ثم أوصل بين الخطوط المتساوية مع بعضها ليعرف كيف يكون إسقاط خطوط الطول وخطوط العرض عليها ، فتبين له أن مكة المكرمة هي بؤرة هذه الخطوط ، ثم رسم خطوط القارات وسائر التفاصيل على هذه الشبكة واستعان في بحثه بالعقل الإلكتروني لتحديد المسافات والانحرافات المطلوبة ، ولاحظ أنه يستطيع أن يرسم دائرة يكون مركزها مكة المكرمة وحدودها خارج القارات الأرضية ومحيطها يدور مع حدود القارات الخارجية ، وتوصل في نظريته إلى مغزى الحكمة الإلهية من اختيار مكة المكرمة مكانا لبيت الله الحرام (عن مجلة العربي العدد 237 أغسطس 1978)
. وقد أكدت هذه النظرية التي وضعت في السبعينيات صور الأقمار الصناعية وتحليلاتها الطبوغرافية وطبقية وجغرافية الأرض التي أجريت في هذا العهد التسعيني للقرن العشرين الميلادي .
وحول هذا الموضوع يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنعام :
(( وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ )) ‏ ‏(الآية رقم 92) .فلماذا مكة أم القرى ؟ . ولماذا أطلق الله تعالى على بقية الأرض لفظ من حولها ؟ . وكان الأمر يتعلق بمركز ما والأفلاك التي تدور حوله ، لنرى ماذا يفصل برنامج المعجزة الخالدة هذا الموضوع .
فضّل الله جلّ وعلا بعض الأماكن على بعض كتفضيل مكة على سائر بقاع العالم لتكون مركزا لظهور الدين الخاتم وانتشاره إلى باقي بقاع الأرض
[مكة مركز التجمع الإشعاعي للتجاذب المغناطيسي بالكرة الأرضية ]
نعود ونتكلم بعض الشيء عن الجغرافية وعلم المساحة والخرائط الذي سبق أن أشرنا إليه فنقول : تطور علم الخرائط تطورا كبيرا بعد اختراع الأقمار الصناعية وسفن الفضاء ، وهي التي قامت ولا تزال بتصوير وجه الكرة الأرضية من أبعاد واتجاهات مختلفة وظهرت حقائق علمية عديدة لم تكن معلومة للإنسان عن مساحات ، ومسافات ، وتضاريس لقارات ، وبحار ، وجزر ، ومحيطات
وحديثا استطاع العلماء أن يتحققوا من وسطية مكة المكرمة بواسطة الصور الحقيقية التي يصورها القمر الصناعي عندما يلتقط صورا للكرة الأرضية مبتعدا عن سطحها بما لا يقل عن مائة كيلومتر في الفضاء وهو البعد الذي تستطيع أجهزة التصوير بالقمر الصناعي أن تلتقط صورا للكرة الأرضية مشتملة على القطبين . وباستعمال
(( 350))








آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 10-04-2011, 10:39 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: تفسير سورة البلد

أجهزة التكبير في فحص هذه الصور الحقيقية تتضح وسطية مكة بين أقصى يابسة في القطب الشمالي ، وأقصى يابسة في القطب الجنوبي. وفي النصف الثاني من القرن العشرين الميلادي ، قام أحد العلماء الأمريكان والمتخصص في علم الطبوغرافيا بإجراء بحوث استنتج منها أن مكة المكرمة هي المركز المغناطيسي للكرة الأرضية ، وقد قامت بحوث هذا العلم على أساس ظاهرة كونية موجودة منذ خلق الكون ، وهي ظاهرة التجاذب في ما بين الأجرام السماوية (التجاذب المتبادل فيما بينها) ، وتصدر فاعلية هذا التجاذب من مراكز هذه الأجرام أي الكواكب والنجوم ، والكرة الأرضية شأنها شأن أي كوكب آخر ، تصدر قوة جذبها للأشياء من مركزها في باطنها ، وهي النقطة أو المركز الذي درسه ذلك العالم الأمريكي وتحقق من وجوده وموقعه والمكان الذي يدل عليه على سطح الأرض ، وإذا به يجد أن موقع مكة هو الموقع الذي تتلاقى فيه الإشعاعات الكونية ، وأعلن بحوثه هذه دون أن يدفعه على إجرائها أو إعلانها أي وازع ديني ، وبعد ذلك نشرت جريدة الأهرام القاهرية في عددها الصادر بتاريخ 4/2/1977م. نبأ العالم المصري الدكتور حسين كمال الدين الذي كان يعمل آنذاك رئيسا لقسم المساحة التصويرية بجامعة الرياض في السعودية ، تذكر فيه أنه توصل لنفس النتيجة التي توصل إليها العالم الأمريكي ، وهي أن مكة مركز التجمع الإشعاعي للتجاذب المغناطيسي بالكرة الأرضية ، وقد ذكر هذا البحث بالتفصيل في مجلة العربي الكويتية .
المصدر : كتاب المنظار الهندسي للقرآن الكريم لمؤلفه د. خالد فائق العبيدي

2ـ قوله { لا أقسم بهذا البلد > "1" ثم قال :{ وأنت حل بهذا البلد} "2"كرره وجعله فاصلا في الآيتين وقد سبق القول في مثل هذا ومما ذكر في هذه السورة على الخصوص أن التقدير:لا أقسم بهذا البلد وهو حرام ,وأنت حل بهذا البلد,وهو حلال لأنه أحلت له مكة حتى قتل فيها من شاء وقاتل ,فلما اختلفت معناه صار كأنه غير الأول ,ودخل في القسم الذي يختلف معناه ويتفق لفظه اهـ الكرماني


م/ن







آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 10-04-2011, 01:00 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
طارق سرور

الصورة الرمزية طارق سرور

إحصائية العضو







طارق سرور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: تفسير سورة البلد

طرح رائع وقيم ونافع بإذن لله

جزاك الله خيرا عنه اختى أمــــل







آخر مواضيعي 0 خوف
0 اسرار
0 اللهم اجعلنا من المحسنين
0 اعرف مين هى مصر
0 البقلة
رد مع اقتباس
قديم 10-05-2011, 03:21 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: تفسير سورة البلد


اخي طارق..وجودك الاروع في متصفحي

لاتحرمني من طلتك الدائمه







آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 10-08-2011, 10:35 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: تفسير سورة البلد

بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز

وفي انتظار جديدك الأروع والمميز

لك مني أجمل التحيات

وكل التوفيق لك يا رب







آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:04 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator