العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > رمضان شهر الخير

رمضان شهر الخير منتدى يطرح كل ما يخص شهر مضان الكريم من صوتيات ومحاضرات و لقاءات رمضانية .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 08-05-2009, 09:15 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي فتاوى وأحكام شهر شعبان00 الجزء الثانى

فتاوى وأحكام شهر شعبان00 الجزء الثانى


بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

ليلة النصف من شعبان، لم يأت فيها حديث وصل إلى درجة الصحة، هناك أحاديث حسنها بعض العلماء، وبعضهم ردها وقالوا بأنه لم يصح في ليلة النصف من شعبان أي حديث ... فإن قلنا بالحسن، فكل ما ورد أنه يدعو في هذه الليلة، ويستغفر الله عز وجل، أما صيغة دعاء معين فهذا لم يرد، والدعاء الذي يقرأه بعض الناس في بعض البلاد، ويوزعونه مطبوعًا، دعاء لا أصل له، وهو خطأ، ولا يوافق المنقول ولا المعقول .




يقول فضيلة الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر

الكلام هنا في ثلاث نقط:
1
ـ النقطة الأولى: هل ليلة النصف من شعبان لها فضل؟:

والجواب:قد ورد في فضلها أحاديث صحح بعض العلماء بعضًا منها وضعفها آخرون وإن أجازوا الأخذ بها في فضائل الأعمال. ومنها حديث رواه أحمد والطبراني "إن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا ليلة النصف من شعبان فيغفر لأكثر من شَعْرِ غَنَمِ بني كلب، وهي قبيلة فيها غنم كثير".وقال الترمذي: إن البخاري ضعفه.

ومنها حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قام رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الليل فصلى فأطال السجود حتى ظننت أنه قد قُبِضَ، فَلَمَّا رفع رأسه من السجود وفرغ من صلاته قال: "يا عائشة ـ أو يا حُميراء ـ ظننت أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد خَاسَ بك"؟ أي لم يعطك حقك.
قلت: لا والله يا رسول الله ولكن ظننت أنك قد قبضتَ لطول سجودك، فقال: "أَتَدْرِينَ أَيُّ ليلة هذه"؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال "هذه ليلة النصف من شعبان، إن الله عز وجل يطلع على عباده ليلة النصف من شعبان، فيغفر للمستغفرين ، ويرحم المسترحِمِينَ، ويُؤخر أهل الحقد كما هم" رواه البيهقي من طريق العلاء بن الحارث عنها، وقال: هذا مرسل جيد. يعني أن العلاء لم يسمع من عائشة.

وروى ابن ماجة في سننه بإسناد ضعيف عن علي ـ رضي الله عنه ـ مرفوعًا ـ أي إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ "إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا لَيْلَهَا وصُوموا نهارها، فإن الله تعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا فيقول: ألا مستغفر فأغفر له،ألا مسترزق فأرزقه، ألا مُبْلًى فأعافيه، ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر".

بهذه الأحاديث وغيرها يمكن أن يقال: إن لليلة النصف من شعبان فضلاً، وليس هناك نص يمنع ذلك، فشهر شعبان له فضله روى النسائي عن أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما ـ أنه سأل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقوله: لم أَرَكَ تصوم من شهر من الشهور، ما تصوم من شعبان قال "ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يُرفع علمي وأنا صائم".

النقطة الثانية : هل كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحتفل بليلة النصف من شعبان؟ ثبت أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ احتفل بشهر شعبان، وكان احتفاله بالصوم، أما قيام الليل فالرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ كان كثير القيام بالليل في كل الشهر، وقيامه ليلة النصف كقيامه في أية ليلة.

ويؤيد ذلك ما ورد في الأحاديث السابقة وإن كانت ضعيفة فيؤخذ بها في فضائل الأعمال، فقد أمر بقيامها، وقام هو بالفعل على النحو الذي ذكرته عائشة.
وكان هذا الاحتفال شخصيًا، يعني لم يكن في جماعة، والصورة التي يحتفل بها الناس اليوم لم تكن في أيامه ولا في أيام الصحابة ، ولكن حدثت في عهد التابعين. يذكر القسطلاني في كتابه "المواهب اللدنية" ج 2 ص 259 أن التابعين من أهل الشام كخالد بن معدان ومكحول كانوا يجتهدون ليلة النصف من شعبان في العبادة، وعنهم أخذ الناس تعظيمها، ويقال إنهم بلغهم في ذلك آثارٌ إسرائيلية. فلما اشتهر ذلك عنهم اختلف الناس، فمنهم من قبله منهم، وقد أنكر ذلك أكثر العلماء من أهل الحجاز منهم عطاء وابن أبي مُلكية، ونقله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن فقهاء أهل المدينة، وهو قول أصحاب مالك وغيرهم، وقالوا: ذلك كله بدعة.

ثم يقول القسطلاني:
اختلف علماء أهل الشام في صفة إحيائها على قولينِ، أحدهما:أنه يُستحب إحياؤها جماعةً في المسجد، وكان خالد بن معدان ولقمان بن عامر وغيرهما يلبسون فيها أحسن ثيابهم ويَتبخَّرُونَ ويكتحلون ويقومون في المسجد ليلتهم تلك، ووافقهم إسحاق بن راهويه على ذلك وقال في قيامها في المساجد جماعة: ليس ذلك ببدعة، نقله عنه حرب الكراماني في مسائله.

والثاني:أنه يكره الاجتماع في المساجد للصلاة والقصص والدعاء ولا يكره أن يصلي الرجل فيها لخاصَّة نفسه، وهذا قول الأوزاعي إمام أهل الشام وفقيههم وعالمهم.

ولا يُعرف للإمام أحمد كلام في ليلة النصف من شعبان، ويتخرج في استحباب قيامها عنه روايتان من الروايتين عنه في قيام ليلتي العيد، فإنه في روايةٍ لم يُستحب قيامها جماعة، لأنه لم ينقل عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا عن أصحابه فِعلها، واستحبها في رواية لفعل عبد الرحمن بن زيد بن الأسود لذلك، وهو من التابعين، وكذلك قيام ليلة النصف من شعبان لم يثبت فيها شيء عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا عن أصحابه، إنما ثبت عن جماعة من التابعين من أعيان فقهاء أهل الشام، انتهى. ملخصًا من اللطائف.

هذا كلام القسطلاني في المواهب، وخلاصته أن إحياء ليلة النصف جماعةً قال به بعض العلماء ولم يقل به البعض الآخر، وما دام خلافِيًّا فيصحُّ الأخذ بأحد الرأيين دون تَعَصُّبٍ ضد الرأي الآخر.

والإحياء شخصيًا أو جماعيًا يكون بالصلاة والدعاء وذكر الله سبحانه، وقد رأى بعض المعاصرين أن يكون الاحتفال في هذه الليلة ليس على النَّسَقِ وليس لهذا الغرض وهو التقرب إلى الله بالعبادة، وإنما يكون لتخليد ذكرى من الذكريات الإسلامية، وهي تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى مكة، مع عدم الجزْمِ بأنه كان في هذه الليلة فهناك أقوال بأنه في غيرها، والاحتفال بالذكريات له حُكمه.

والذي أراه عدم المنع ما دام الأسلوب مشروعًا، والهدف خالصًا لله سبحانه:
النقطة الثالثة :هل هناك أسلوب مُعَيَّنٌ لإحيائها وهل الصلاة بِنِيَّةِ طول العمر أو سَعَةِ الرزق مشروعة، وهل الدعاء له صيغة خاصة؟
إن الصلاة بنية التقرب إلى الله لا مانع منها فهي خير موضوع، ويُسَنُّ التنفُّلُ بين المغرب والعشاء عند بعض الفقهاء، كما يسن بعد العشاء ومنه قيام الليل، أما أن يكون التنفل بنية طول العمر أو غير ذلك فليس عليه دليل مقبول يدعو إليه أو يستحسنه، فليكنْ نَفْلا مطلقًا.

قال النووي في كتابه المجموع: الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب وهي ثنتا عشرة ركعة بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة من رجب ، وصلاة ليلة النصف من شعبان مائة ركعة، هاتان الصلاتان بِدْعَتَانِ مُنكرتان، ولا تَغْتَرّْ بذكرهما في كتاب قوت القلوب ـ لأبي طالب المكي ـ وإحياء علوم الدين ـ للإمام الغزالي ـ ولا بالحديث المذكور فيهما، فإن كل ذلك باطل، ولا يغتر ببعض مَنِ اشْتَبَهَ عليه حكمهما من الأئمة فصنف ورقات في استحبابهما فإنه غالط في ذلك:

وقد صَنَّفَ الشيخ الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي كتابًا نفسيًا في إبطالهما فأحسن فيه وأجاد. "مجلة الأزهر ـ المجلد الثاني ص 515".
والدعاء في هذه الليلة لم يَرِدْ فيه شيء عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأن مبدأ الاحتفال ليس ثابتًا بطريق صحيح عند الأكثرين، ومما أُثِرَ في ذلك عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ سمعته يقول في السجود " أعوذ بعفوك من عقابك وأعوذ برضاك من سَخَطِكَ، وأعوذ بك منك، لا أُحصى ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك" رواه البيهقي من طريق العلاء كما تقدم.

والدعاء الذي يكثر السؤال عنه في هذه الأيام هو : اللهم يا ذا المنِّ ولا يمن عليه، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطول والإنعام ، لا إله إلا أنت ظهر اللاجئين وجار المستجيرين وأمان الخائفين، اللهم إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيًا أو محرومًا أو مطرودًا أو مُقَتَّرًا على في الرزق فامْحُ اللهمَّ بفضلك شقاوتي وحرماني وطردي وإقتار رزقي...

وجاء فيه: إلهي بالتجلي الأعظم في ليلة النصف من شهر شعبان المعظم، التي يُفْرَقُ فيها كل أمر حكيم ويُبرم... ... وهي من زيادة الشيخ ماء العينين الشنقيطي في كتاب "نعت البدايات".

وهو دعاء لم يَرِدْ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال بعض العلماء إنه منقول بأسانيد صحيحة عن صحابيينِ جليلين، هما عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنهما ـ وعمر من الخلفاء الراشدين الذين أَمرنا الحديث بالأخذ بسنتهم، ونَصَّ على الاقتداء به وبأبي بكر الصديق في حديث آخر، وأصحاب الرسول كالنجوم في الاقتداء، بهم كما روى في حديث يقبل في فضائل الأعمال.

ولكن الذي ينقصنا هو التثبت من أن هذا الدعاء ورد عن عمر وابن مسعود ولم ينكره أحد من الصحابة، كما ينقصنا التثبت من قول ابن عمر وابن مسعود عن هذا الدعاء: ما دعا عَبْدٌ قَطُّ به إلا وَسَّعَ الله في مشيئته أخرجه ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا.

ومهما يكن من شيء فإن أي دعاء بأية صيغة يشترط فيه ألا يكون معارضًا ولا منافيًا للصحيح من العقائد والأحكام.

وقد تحدث العلماء عن نقطتين هامتين في هذا الدعاء، أولاهما:
ما جاء فيه من المَحْوِ والإثبات في أم الكتاب وهو اللوح المحفوظ وهو سجل علم الله تعالى الذي لا يتغير ولا يتبدل، فقال: إن المكتوب في اللوح هو ما قدره الله على عباده ومنه ما هو مشروط بدعاء أو عمل وهو المعلق والله يعلم أن صاحبه يدعو أو يعمله وما هو غير مشروط وهو المبرم، والدعاء والعمل ينفع في الأول لأنه معلق عليه، وأما نفعه في الثاني فهو التخفيف، كما يقال:"اللهم إني لا أسألك رد القضاء بل أسألك اللطف فيه وقد جاء في الحديث "إن الدعاء ينفع فيما نزل وما لم ينزل" والنفع هو على النحو المذكور.

روى مسلم أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سئل: فيم العمل اليوم ؟ أَفِيمَ جَفَّتْ به الأقلام وجرت به المقادير أم فيما يُستقبل؟ قال "بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير" قالوا: فَفِيمَ العمل؟ قال: "اعملوا فكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ له" وفي رواية : أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل؟ فقال" من كان من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة، ومن كان أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة، اعملوا فكل ميسر ثم قرأ فَأَمَّا مَنْ أُعْطَى وَاتَّقَى . وَصَدََّقَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى . وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى . وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى) (سورة الليل : 5-10) ولم يَرْتَضِ بعض العلماء هذا التفسير للمحو والإثبات في اللوح المحفوظ، فذلك يكون في صحف الملائكة لا في علم الله سبحانه ولَوْحُهُ المحفوظ، ذكره الآلوسي والفخر الرازي في التفسير.

والنقطة الثانية: ما جاء فيه من أن ليلة النصف من شعبان هي التي يُفْرَقُ فيها كل أمر حكيم ويُبرم. فهو ليس بصحيح فقد قال عكرمة: من قال ذلك فقد أبعد النجعة، فإن نص القرآن أنها في رمضان، فالليلة المباركة التي يفرق فيها كل أمر حكيم نزل فيها القرآن، والقرآن نزل في ليلة القدر. وفي شهر رمضان. ومن قال : هناك حديث عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "تُقطع الآجال من شعبان إلى شعبان، حتى إن الرجل لَينكح ويولد له وقد أخرج اسمه في الموتى" فالحديث مرسل، ومثله لا تُعارض به النصوص "المواهب اللدنية ج 2 ص 260" وإن حاول بعضهم التوفيق بينهما بأن ما يحصل في شعبان هو نقل ما في اللوح المحفوظ إلى صحف الملائكة.

ولا داعي لذلك فالدعاء المأثور في الكتاب والسنة أفضل.
وللاستزادة يمكن الرجوع في مجلة الأزهر، المجلد الثاني ص 515 والمجلد الثالث ص 501 ومجلة الإسلام المجلد الثالث، العددان 35، 36.
والله أعلم






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 08-05-2009, 09:17 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فتاوى وأحكام شهر شعبان00 الجزء الثانى

يذكر الناس فضائل كثيرة لليلة النصف مِن شهر شعبان، ويُؤدون فيها صلاةً بِنِيَّةٍ خاصةٍ، ويدعون بدعاء مشهور، ويقولون: إن هذه هي الليلة المباركة التي يُفْرَقُ فيها كل أمر حكيم ويُبرم، نرجو من فضيلتكم بيان الخطأ والصواب في هذه الاعتقادات والأعمال


بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
فمن الجُرأة على الكلام في الغيب بغير حُجة قاطعة ما يقوله الكثيرون من أن الليلة المباركة التي يُفرق فيها كل أمر حكيم هي ليلة النصف من شعبان، وليس من الجائز لنا أن نعتقد بشيء ما لم يرِد به خبرٌ مُتواتر عن المعصوم ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ولا يجوز لنا الأخْذ بالظن في مثل هذا .

يقول الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر الأسبق-رحمه الله-ردا على سؤال مماثل :
قال ـ تعالى ـ في أول سورة الدخان: (إنَّا أنْزَلْنَاهُ في ليلةٍ مُبَارَكَةٍ إنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فيهَا يُفْرَقُ كلَّ أمْرٍ حَكِيمٍ أمْرًا مِن عِنْدِنَا إنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ رَحْمَةً مِن رَبِّكَ إنَّهُ هُوَ السميعُ العليمُ). (أول سورة الدخان)، هذه إحدى آيات ثلاثٍ، جاءت في القرآن تتحدث عن إنزاله وعن الزمن الذي أنزل فيه، والآية الثانية هي قوله ـ تعالى ـ: (إنَّا أنْزَلْناهُ في ليلةِ القدْر) والآية الثالثة قوله ـ تعالى ـ: (شهْرُ رمضانَ الذِي أُنْزِلَ فيهِ القُرْآنُ).

وهدف الآيات الثلاث تأكيد أن القرآن لم يكن ـ كما كان يزعم مُنكرو الرسالة ـ مِن صُنع محمد، وإنما هو مِن عند الله، أنزله بعِلْمه وحِكْمته هُدًى للناس وبيِّنات مِن الهدى والفرقان.

وقد وصف الآية الأُولى الليلة التي أُنزل فيها (ليلةٍ مُباركةٍ) وهي الصِّفَةُ التي وُصِفَ بها القرآن في قوله ـ تعالى ـ: (وهذَا كِتابٌ أنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصِدِّقُ الذي بيْنَ يدَيْهِ ولِتُنْذِرَ أمَّ القُرَى ومَن حَوْلَهَا). وسُمِّيَتْ في الآية الثانية بـ: (ليلةِ القَدْرِ). وهو الشرَف وعُلُوُّ المكانة، وبيَّنتِ الآية الثالثة أن شهر تلك الليلة هو شهر رمضان، الذي فَرَضَ الله على المؤمنين صوْمَهُ، تَذْكِيرًا بنِعْمَةِ إنزالِ القرآن وشُكْرًا لله عليها.

الروايات والآراء:
ومع وُضوح الاتِّساق بين هذه الآيات الثلاث هكذا وتَسانُدها، وشدِّ بعضها أزْرَ بعض في تقرير أن القرآن أنزله الله على الناس في ليلة مُباركة، ذات قدْر وشرَفٍ، وأنَّ رمضان هو شهر تلك الليلة، مع وُضوح هذا نرى الروايات والآراء خَلقت في كتب التفسير حول هذه الآيات جَوًّا اصطرعت فيه اصطراعًا أثارَ على الناظرين في القرآن غُبارًا طَمَسَ عليهم مِحْوَرَهَا الذي تَدُورُ عليه، وباعدتْ بينها في الهدف الذي ترمي إليه.

وكان من ذلك ما قيل وذاعَ بين الناس أن "الليلة المباركة" في الآية الأولى، وهي "ليلة النصف مِن شعبان" وأن الأمور الحكيمة التي تُفرَق فيها هي الأرزاق والأعمار وسائر الأحداث الكونية التي يقدرها الله، ثم يظهر ما يقع منها في العام للمنفذين من الملائكة الكرام!! ويمتد الكلام إلى التفرقة بين التقدير الذي يحصل في تلك الليلة والتقدير الذي يروى أيضًا عن ليلة القدر، ثم إلى الفرق بين كل من هذين التقديرين اللذين يحصلان في هاتين الليلتين: "ليلة النصف وليلة القدر" وبين التقدير الأزلي لهذه الأحداث يمتد الكلام في الفرق بين هذه التقديرات الثلاثة بما أعتقد ويعتقد كل مؤمن أنه خوض في أمر محجوب، وهجوم على غيوب استأثر الله بعلمها ولم يرد بها نص قاطع من قبله.

الناس في ليلة النصف:
وكان منه أيضًا، اعتقاد العامَّة وأشباههم، أن ليلة النصف من شعبان ليلةٌ ذات مكانة خاصة عند الله، وأن الاجتماع لإحيائها بالذِّكْرِ والعبادة، والدعاء والقراءة مشروع مطلوب، وتَبِعَ ذلك أن وضع لهم في إحيائها نظام خاص يجتمعون في المسجد عقِب صلاة المغرب ويُصلون صلاة خاصة باسم "صلاة النصف من شعبان"، ثم يقرءون بصوت مُرتفع سورة مُعينة هي: "سورة يس"، ثم يبتهلون كذلك بدعاء يُعرف: "بدعاء النصف من شعبان" يتلقنه بعضهم من بعض، ويحفظونه على خلَلٍ في التلقين وفساد في المعنى، ويُكررونه ثلاث مرات: إحداها بِنِيَّةِ طُولِ العمر، والثانية بنِيَّةِ دفْع البلاء، والثالثة بنِيَّةِ الإغناء عن الناس. ويعتقد العامة أن التخلُّف عن المشاركة في هذا الاجتماع نذيرٌ بقِصَرِ العمر وكثرة البلاء والحاجة إلى الناس. ويَنتهز بعض تُجار الكتب ليلة النصف فُرصة، يَطبعون فيها "سورة يس" مع الدعاء، ويكلفون الصبية توزيعها في الطرقات والمركبات والمجتمعات، منادين على سلعتهم "سورة يس ودعاءها بخمسة ملاليم!!".

دعاء نصف شعبان:
وإذا كنت ممَّن لم يُوَفَّقُوا إلى قراءة هذا الدعاء أو سماعه فاعلم أنهم يطلبون فيه من الله مَحْوَ ما كتبه في أم الكتاب مِن الشقاوة وتبديلها سعادةً، والحِرْمان وتبديله عطاء، والإقتار وتبديله غِنًى، ويذكرون في تبرير هذا الطلب وحيثياته أن الله قال في كتابه: (يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ ويُثْبِتُ وعِندَهُ أُمُّ الكتابِ). (أواخر سورة الرعد) وهو تحريف واضح للكلِم عن مواضعه؛ فإن هذه الآية سِيقتْ لتقرير أن الله ينْسخ من أحكام الشرائع السابقة ما لا يتَّفق واستعداد الأمم اللاحِقة، وأن الأصول التي تحتاجها الإنسانية العامة ـ كالتوحيد والبعْث والرسالة، وتحريم الفواحش ـ دائمة وثابتة، وهي: "أم الكتاب" الإلَهِيِّ الذي لا تغيير فيه ولا تبديل، وإذنْ لا علاقة لآية المَحْوِ والإثبات بالأحداث الكوْنية حتى تُحشر في الدعاء، وتُذكر حيثيةً للرجاء.

شهر شعبان:
والذي صحَّ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحُفظت روايتُه عن أصحابه، وتلقَّاه أهل العلم والتمحيص بالقَبول إنما هو فقط فضل شهر شعبان كله، لا فرق بين ليلة وليلة، وقد طلب فيه على وجهٍ عام الإكثار من العبادة وعمل الخير، وطلب في الإكثار من الصوم على وجه خاصٍّ، تدريبًا للنفس على الصوم، وإعدادًا لاستقبال رمضان، حتى لا يُفاجأ الناس فيه بتغيير مأْلُوفهم فيَشُقُّ عليهم. وقد سُئل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "أيُّ الصوم أفضل بعد رمضان؟؟ فقال: شعبان لتعظيم رمضان". وتعظيم رمضان إنما يكون بحُسن استقباله والاطمئنان إليه بالتدرُّب عليه وعدم التبرُّم به. أمَّا خصوص ليلة النصف والاجتماع لإحيائها وصلاتها، ودعاؤها فإنه لم يرِد فيها شيء صحيح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولم يعرفها أحدٌ من أهل الصدر الأول.

ويجدر بي أن أسوق هنا ما كتبه الشيخ الإمام عن: "الليلة المباركة" في تفسيره "جزء: عمَّ" قال أجزل الله ثوابه :
"أما ما يقوله الكثير من الناس ـ من أن الليلة المباركة التي يُفرق فيها كل أمر حكيم هي ليلة النصف من شعبان، وأن الأمور التي تُفرق فيها هي الأرزاق والأعمار، وكذلك ما يَقولونه من مثل ذلك في ليلة القدر ـ فهو من الجُرأة على الكلام في الغيب بغير حُجة قاطعة، وليس من الجائز لنا أن نعتقد بشيء من ذلك ما لم يرِد به خبرٌ مُتواتر عن المعصوم ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومثل ذلك لم يرِد؛ لاضطراب الروايات وضعف أغلبها، وكذِب الكثير منها، ومثلها لا يصحُّ الأخذ به في باب العقائد. ومثل ذلك يقال في بيت العِزَّةِ، ونُزول القرآن فيه جملة واحدة في تلك الليلة، فإنه لا يجوز أن يدخل في عقائد الدين لعدَم تواتر خبَرِه عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا يجوز لنا الأخْذ بالظن في عقيدة مثل هذه وإلا كنا من الذين قيل فيهم: (إنْ يَتَّبِعُونَ إلَّا الظَّنَّ) نعوذ بالله. وقد وقع المسلمون في هذه المُصيبة، مُصيبة الخلْط بين ما يصحُّ الاعتقاد به من غيب الله ويُعَدُّ من عقائد الدين، وبين ما يظنُّ به للعمل على فضيلة من الفضائل، فاحْذَرْ أن تقع فيه مثلهم".
والله أعلم .







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 08-05-2009, 09:20 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فتاوى وأحكام شهر شعبان00 الجزء الثانى

أحكام ليلة النصف من شعبان
شيوخنا الكرام السلام عليكم : نريد توضيحا دقيقا لحكم الدعاء والصلاة في ليلة النصف من شعبان والصلاة فيها مع خالص شكرنا الجزيل لكم.

الدكتور محمد عبد اللطيف البنا
المفتي

الحل

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
من الليالي التي يتجمع فيها الناس للتوسعة أحيانا ، والدعاء أحيانا أخرى ليلة النصف من شعبان معتقدين أن هناك أحاديث صحيحة وردت في فضل تلك الليلة، فيخصونها بمزيد من التعبد.
و التعبد لله تعالى في حقيقة الأمر مندوب في كل وقت ولكن تخصيصه في وقت معين من العام دون غيره لا سند صحيح يدعمه.

وليلة النصف من شعبان، لم يأت فيها حديث وصل إلى درجة الصحة، هناك أحاديث حسنها بعض العلماء، وبعضهم ردها وقالوا : لم يصح في ليلة النصف من شعبان أي حديث؛ إلا أن هناك من حسّن مجموعة من الأحاديث التي تدعو للدعاء والاستغفار.

وذكر البعض أن هناك صيغة معينة للدعاء وهذه لم يرد بها شيء صحيح، والأصل أن العبد قريب من ربه يدعوه في أي وقت وبكل صيغة فيها من الأدب وفيها من الخضوع لله تعالى ما يكون أجدى معها للقبول.
وسنحاول هنا بيان مجموعة من الأحكام الخاصة بليلة النصف من شعبان:

أولا: فضل ليلة النصف من شعبان:
وردت مجموعة من الأحاديث التي تبين فضل ليلة النصف من شعبان سنورد تلك الأحاديث مع بيان الحكم عليها :
1- روى ابن ماجه :"إن الله تعالى ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن" (المشاحن: المعادي) أخرجه ابن ماجه كتاب إقامة الصلاة باب ما جاء في الليلة النصف من شعبان رقم (1390) وضعفه السيوطي، وفي مجمع الزوائد: إسناده ضعيف.
فواضح حكم العلماء على الحديث بأنه ضعيف، وإن كان متنه في شق منه يتوافق مع قوله تعالى :" إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً" سورة النساء ، وإن دل هذا على شيء من شمول المغفرة للجميع فإنه لا يدل على صحة الحديث، كما أن حجب المشاحن عن المغفرة وهو المعادي على إطلاقها يتنافى مع صريح الآية.
2- وفي حديث آخر رواه الإمام أحمد في مسنده :"إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب" رواه أحمد والترمذي وابن ماجة عن عائشة وحسنه السيوطي غير أن الترمذي قال : إن البخاري ضعفه.
3-"في ليلة النصف من شعبان يوحي الله إلى ملك الموت بقبض كل نفس يريد قبضها في تلك السنة" رواه الدينوري في المجالسة عن راشد بن سعد مرسلا وضعفه السيوطي.
فواضح من الأحاديث أنها ضعيفة والضعيف يمكن الأخذ به في فضائل الأعمال كما هو معروف عند علماء المصطلح.
ومع بعض الآثار الواردة في أن الله تعالى يغفر في كل ليلة للمستغفرين والمسترحمين، وهذه الليلة منها وجاء فيها أن الله يغفر لهؤلاء، ومع فضل شهر شعبان الذي ترفع فيه الأعمال لله تعالى ويغفل عنه كثير من الناس رأى بعض العلماء القدامى كالإمام القسطلاني، والمعاصرين كالشيخ عطية صقر –رحمهما الله تعالى- عدم الممانعة في الاحتفال بها بشرط أن يكون الأسلوب مشروعا ومما يقوله الشيخ عطية صقر رحمه الله :"والإحياء شخصيًا أو جماعيًا يكون بالصلاة والدعاء وذكر الله سبحانه، وقد رأى بعض المعاصرين أن يكون الاحتفال في هذه الليلة ليس على النَّسَقِ وليس لهذا الغرض وهو التقرب إلى الله بالعبادة، وإنما يكون لتخليد ذكرى من الذكريات الإسلامية، وهي تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى مكة، مع عدم الجزْمِ بأنه كان في هذه الليلة فهناك أقوال بأنه في غيرها، والاحتفال بالذكريات له حُكمه،والذي أراه عدم المنع ما دام الأسلوب مشروعًا، والهدف خالصًا لله سبحانه"

ثانيا: صلاة مائة ركعة :
صلاة القيام بصفة عامة مرغب فيها، لا سيما في الثلث الأخير من الليل ، ولكن ما ورد من أن ليلة النصف من شعبان تحيي بمائة ركعة، وأن الصلاة فيها تكون بنية طول العمر أو سعة الرزق فهو بدعة قال النووي في المجموع :" الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب وهي ثنتا عشرة ركعة بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة من رجب ، وصلاة ليلة النصف من شعبان مائة ركعة، هاتان الصلاتان بِدْعَتَانِ مُنكرتان، ولا تَغْتَرّْ بذكرهما في كتاب قوت القلوب ـ لأبي طالب المكي ـ وإحياء علوم الدين ـ للإمام الغزالي ـ ولا بالحديث المذكور فيهما، فإن كل ذلك باطل، ولا يغتر ببعض مَنِ اشْتَبَهَ عليه حكمهما من الأئمة فصنف ورقات في استحبابهما فإنه غالط في ذلك" وذكر هذا أيضا في مغني المحتاج للخطيب الشربيني .

ويقول العجلوني في كشف الخفاء : "وباب صلاة الرغائب وصلاة نصف شعبان وصلاة نصف رجب وصلاة الإيمان وصلاة ليلة المعراج وصلاة ليلة القدر وصلاة كل ليلة من رجب وشعبان ورمضان، وهذه الأبواب لم يصح فيها شيء أصلا".

ثالثا: ما ورد فيها من دعاء مخصوص:
ورد دعاء مخصوص يردده الناس في هذه الليلة نسبوه لابن مسعود هو:"اللهم إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيًا أو محرومًا أو مطرودًا أو مقترًا علي في الرزق، فامح اللهم بفضلك شقاوتي، وحرماني وطردي، وإقتار رزقي وأثبتني عندك في أم الكتاب سعيدًا مرزوقًا موفقًا للخيرات كلها فإنك قلت وقولك الحق في كتابك المنزل وعلى لسان نبيك المرسل: (يمحو الله ما يشاء ويثبت، وعنده أم الكتاب) . روي جزء منه في كنز العمال باب الأدعية المطلقة.

يقول الشيخ القرضاوي حفظه الله :" ففي هذا الكلام نرى تناقضًا واضحًا:
ففي أوله يقول: إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيًا أو محرومًا .. فامح هذا وأثبتني عندك في أم الكتاب سعيدًا مرزوقًا موفقًا للخيرات ... لأنك قلت (يمحو الله ما يشاء ويثبت، وعنده أم الكتاب( فمعنى الآية أن أم الكتاب لا محو فيها ولا إثبات، فكيف يطالب بالمحو والإثبات في أم الكتاب.

ثم هذا الكلام ينافي ما جاء في أدب الدعاء، فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول: " إذا سألتم الله فأجزموا في المسألة " لا يقل أحدكم: يا رب اغفر لي إن شئت، أو ارحمني إن شئت، أو ارزقني إن شئت، فإن الله لا مكره له، بل ينبغي أن يقول: اغفر لي، ارحمني، ارزقني ... بالجزم واليقين .. لأن هذا هو المطلوب ممن يدعو ربه عز وجل".
رابعا: صومها :
لم يرد صومها إلا إن صادفت يوما مسنونا كالاثنين أو الخميس، ولكن عدها العلماء فاصلة يكون ما بعدها مكروها صومه استعدادا لرمضان إلا إن كان متعودا على الصوم قبل ذلك فيجوز له، وفي الصوم قرب من الله تعالى والإكثار منه يكون استعدادا لرمضان نسأل الله تعالى أن يبلغنا إياه بالقبول والرضا.







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 08-05-2009, 09:23 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فتاوى وأحكام شهر شعبان00 الجزء الثانى

التجمع والدعاء المشهور ليلة النصف من شعبان


السؤال



نحن الآن في شهر شعبان .. وبعض المسلمين يختصون ليلة النصف من شعبان بصلوات وأدعية يتلونها .. فهل عملهم هذا

مشروع، وهل ورد شيء في فضل هذه الليلة ؟





الحل



بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
ليلة النصف من شعبان، لم يأت فيها حديث وصل إلى درجة الصحة، هناك أحاديث حسنها بعض العلماء، وبعضهم ردها وقالوا بأنه لم يصح في ليلة النصف من شعبان أي حديث ... فإن قلنا بالحسن، فكل ما ورد أنه يدعو في هذه الليلة، ويستغفر الله عز وجل، أما صيغة دعاء معين فهذا لم يرد، والدعاء الذي يقرأه بعض الناس في بعض البلاد، ويوزعونه مطبوعًا، دعاء لا أصل له، وهو خطأ، ولا يوافق المنقول ولا المعقول.
في هذا الدعاء نجد هذا القول: " اللهم إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيًا أو محرومًا أو مطرودًا أو مقترًا علي في الرزق، فامح اللهم بفضلك شقاوتي، وحرماني وطردي، وإقتار رزقي وأثبتني عندك في أم الكتاب سعيدًا مرزوقًا موفقًا للخيرات كلها فإنك قلت وقولك الحق في كتابك المنزل وعلى لسان نبيك المرسل: (يمحو الله ما يشاء ويثبت، وعنده أم الكتاب) .
ففي هذا الكلام نرى تناقضًا واضحًا.
ففي أوله يقول: إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيًا أو محرومًا .. فامح هذا وأثبتني عندك في أم الكتاب سعيدًا مرزوقًا موفقًا للخيرات ... لأنك قلت (يمحو الله ما يشاء ويثبت، وعنده أم الكتاب(
فمعنى الآية أن أم الكتاب لا محو فيها
ولا إثبات، فكيف يطالب بالمحو والإثبات في أم الكتاب.
ثم هذا الكلام ينافي ما جاء في أدب الدعاء، فالنبي عليه
الصلاة والسلام يقول: " إذا سألتم الله فاجزموا في المسألة " لا يقل أحدكم: يا رب اغفر لي إن شئت، أو ارحمني إن شئت، أو ارزقني إن شئت، فإن الله لا مكره له، بل ينبغي أن يقول: اغفر لي، ارحمني، ارزقني ... بالجزم واليقين .. لأن هذا هو المطلوب ممن يدعو ربه عز وجل.
أما تعليق الدعاء على المشيئة والشرطية بقول الداعي " إن شئت " كما سلف، فليس هذا أسلوب الدعاء، ولا أدبه، ولا أسلوب المفتقر الذليل إلى ربه، بل هو أسلوب أشبه بأسلوب التأليف الركيك الذي لا يقبل في مثل هذا المقام من عباد الله المؤمنين.
وهذا يدلنا على أن الأدعية التي يضعها البشر ويخترعونها كثيرًا ما تكون قاصرة عن أداء المعنى، بل قد تكون محرفة ومغلوطة ومتناقضة، إنه ليس أفضل من الأدعية المأثورة، ففيها الروعة والبلاغة وحسن الأداء، والمعاني الجامعة في ألفاظ قليلة، فليس هناك أفضل مما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من أدعية مأثورة، لأنه يترتب عليها أجران: أجر الاتباع، وأجر الذكر.
فعلينا دائمًا أن نحفظ هذه الأدعية
النبوية، وأن ندعو بها.
أما ليلة النصف من شعبان، فمعظم ما
يفعل فيها من أشياء ليس واردًا، ولا صحيحًا ولا من السنة في شيء .
أذكر أني كنت أقوم في صغري مع الناس تقليدًا لهم، فنصلي
ركعتين بنية طول العمر، وركعتين بنية الغني عن الناس، وقراءة يس ثم صلاة ركعتين.. وغير ذلك.
وكل هذه تعبدات ما أمر الشرع بها . والأصل في
العبادات، الحظر .. ليس للإنسان أن يخترع في عباداته ما يشاء، لأن الذي من حقه أن يعبد الناس وأن يرسم لهم العبادة هو الله عز وجل .(أم شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) (الشورى: 11) فعلينا أن نقف عند ما ورد، ولا نفعل أكثر من الدعاء المأثور، إن كان ذلك حسنًا.
والله أعلم.







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 08-05-2009, 09:26 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فتاوى وأحكام شهر شعبان00 الجزء الثانى


سمعت أن صيام النصف الثاني من شهر شعبان منهي عنه ، فهل هذا صحيح ؟





بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل صراحة على النهي عن صيام النصف الثاني من شهر شعبان ، فذهب بعض العلماء إلى أنه حديث منكر مخالف لما صح من فعله وقوله صلى الله عليه وسلم حيث ثبت أنه كان يصوم معظم شعبان أوكله ، كما نهى أن يتقدم رمضان بصيام يوم أو يومين ، وذهب علماء آخرون على أنه منسوخ ، وقال الطحاوي : أكثر العلماء لا يقولون به.

قال ابن رجب الحنبلي :-
روى الإمام أحمد و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجه و ابن حبان في صحيحه و الحاكم " من حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى رمضان " ، و صححه الترمذي و غيره . و اختلف العلماء في صحة هذا الحديث كما اختلفوا في العمل به .
فأما تصحيحه فصححه غير واحد منهم الترمذي و ابن حبان و الحاكم و الطحاوي و ابن عبد البر . و تكلم فيه من هو أكبر من هؤلاء و أعلم ، و قالوا : هو حديث منكر منهم عبدالرحمن بن المهدي و الإمام أحمد و أبو زرعة الرازي و الأثرم .

و قال الإمام أحمد : لم يرو العلاء حديثاً أنكر منه . و رده بحديث : " لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين " ، فإن مفهومه جواز التقدم بأكثر من يومين .

و قال الأثرم الأحاديث كلها تخالفه يشير إلى أحاديث صيام النبي صلى الله عليه و سلم شعبان كله و وصله برمضان ، و نهيه عن التقدم على رمضان بيومين فصار الحديث حينئذ شاذاً مخالفاً للأحاديث الصحيحة .
و قال الطحاوي هو منسوخ و حكى الإجماع على ترك العمل به . و أكثر العلماء على أنه لا يعمل به . و قد أخذ به آخرون منهم الشافعي و أصحابه و نهو عن ابتداء التطوع بالصيام بعد نصف شعبان لمن ليس له عادة ووافقهم بعض المتأخرين من الحنابلة .

ثم ذكر ابن رجب اختلاف العلماء في سبب النهي فقال :-
ثم اختلفوا في علة النهي فمنهم من قال : خشية أن يزاد في شهر رمضان ما ليس منه و هذا بعيد جداً فيما بعد النصف ، و إنما يحتمل هذا في التقديم بيوم أو يومين .
و منهم من قال : النهي للتقوى على صيام رمضان شفقة أن يضعفه ذلك عن صيام رمضان . و روي ذلك عن وكيع .
و يرد هذا صيام النبي صلى الله عليه و سلم شعبان كله أو أكثره ووصله برمضان ، هذا كله بالصيام بعد نصف شعبان
و أما صيام يوم النصف منه فغير منهي عنه فإنه من جملة أيام البيض الغر المندوب إلى صيامها من كل شهر.

والله أعلم .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 08-05-2009, 09:28 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فتاوى وأحكام شهر شعبان00 الجزء الثانى

ما هي المراحل التي تمَّ بها تحديد القبلة واستقرَّت بها على الوضع الأخير ؟ وما الدروس المستفادة ؟




بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
فقد مر تحويل القبلة بمراحل كثيرة، وفي كل مرة كان درسا لأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -وللمسلمين من بعدهم .

وإليك مراحل هذا التحويل والدروس المستفادة منه كما يذكرها فضيلة الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى بالأزهر :
روى أحمد بن حنبل عن السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : "إن اليهود لا يَحْسُدُونَنا على شيء كما يَحْسُدُونَنا على يوم الجمعة التي هدانا الله إليها وضلُّوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا الله إليها وضلُّوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام آمين".

على عادة اليهود في الأَثَرَة والأنانِيَةِ النَّابعة من العنصرية الجامحة المعروفة فيهم كانوا يحبون أن يكون كلُّ مَجْدٍ لهم، سواء في ذلك المجد الديني والدنيوي، كما جعل الله فيهم الأنبياء وجعلهم ملوكًا. قال تعالى (وإذْ قالَ موسَى لقومِهِ يا قَومِ اذكُروا نعمةَ اللهِ عليكُم إذْ جَعَلَ فيكُم أنبياءَ وجعلَكُم ملُوكًا وآتاكُم ما لم يُؤتِ أحدًا من العالمين) (سورة المائدة: 20)، ولما سمعوا بظهور سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ في مكة كانوا يستفتحون به على أهل المدينة، لكنهم أَبَوْا الانضمام إليه؛ لأنه من نسل عمِّهم إسماعيل دون أبيهم إسحاق.
وقد حدَث أن الله سبحانه أمر نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ باستقبال بيت المقدس في الصلاة، وظلَّ على ذلك نحو سنة ونصف السنة بالمدينة، ثم صَرَفَهُ الله عن هذه القبلة إلى استقبال الكعبة، فقال اليهود: اشتاق محمد إلى بلد أبيه بمكة، وهو يريد أن يُرضِي قومه قريشًا ولو ثَبَتَ على قبلتِنا لرجونا أن يكون هو النبي الذي يأتي آخر الزمان.
وهذا القول منهم يدل على أنهم انتهازيون لا يَجْرُون إلا وراء المصلحة، دون اعتبار للعقائد والقيم، فهم كفروا بالرسول لمجرد أنه حوَّل وَجْهَهُ ـ بأمر ربه ـ إلى البيت الحرام، ناسين أن الأرض كلها لله، وأن الجهات جميعها واحدة بالنسبة لوجود الله واطِّلاعه على عباده والتوجُّه إليه بالطاعة، قال تعالى (وللهِ المشرقُ والمغربُ فأينمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وجْهُ اللهِ) (سورة البقرة: 115)، وقال في حقِّهم (سيقولُ السفهاءُ مِنَ الناسِ مَا وَلَّاهُم عَن قبلتِهِمُ التِي كانُوا عليهَا، قُلْ للهِ المَشرِقُ والمغرِبُ يَهدِي مَن يشاءُ إلى صراطٍ مُستقيمٍ) (سورة البقرة: 142).
وندَّد الله بهم في كفرهم بمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ على الرغم من الأخبار المُبشِّرة به فقال: (وإنَّ الذينَ أُوتُوا الكتابَ لَيَعلمُون أنَّهُ الحقُّ مِن ربِّهِم) (سورة البقرة: 144)، وقد أَيْأَسَهُ الله من إيمانهم به ما دامتْ قبلته للصلاة غير قبلتهم فقال (ولَئِنْ أَتَيْتَ الذينَ أُوتُوا الكتابَ بِكلِّ آيةٍ ما تَبِعُوا قِبْلَتَكَ ومَا أنتَ بتابعٍ قِبْلَتَهُم، ومَا بعضُهُم بتابعٍ قِبْلَةَ بعضٍ) (سورة البقرة: 145) ومن هنا انقطع أملُهم في ضمِّ محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فجاهَرُوه بالعداوة، وكانت له معهم الْتحامات وقصص مذكورة في كتب التاريخ.
إن بيت المقدس لم يتخذْه بنو إسرائيل قِبلةً تبعًا لوحي من الله، بل باختيار منهم على ما يذكره المحقِّقون. والحديث المذكور يدل على أن الصخرة التي يستقبلونها لم يؤمروا بها من الله بعينها، فإن القبلة الحقيقية هي أول بيت وضع للناس في مكة، روى أبو داود في الناسخ والمنسوخ عن خالد بن يزيد بن معاوية قال: لم تجد اليهود في التوراة القبلة، ولكن تابوت السكينة كان على الصخرة، فلمَّا غضب الله على بني إسرائيل رفعه، وكانت صلاتهم إلى الصخرة عن مشورة منهم.
وفي البغوي عند تفسير قوله تعالى (واجْعَلُوا بُيُوتَكُم قِبْلَةً) (سورة يونس : 87) روى ابن جُريج عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: كانت الكعبة قبلة موسى ومَن معه وبه قطع الزمخشري والبيضاوي، قال النَّسفي في تفسير هذه الآية: اجعلوا بيوتكم مساجد متوجِّهة إلى القبلة وهي الكعبة، وكان موسى ومَن معه يُصلُّون إلى الكعبة.
وكما ضلُّوا عن القبلة ضلُّوا عن الجمعة؛ لأن الله فَرَضَ عليهم يومًا من الأسبوع وَكَلَهُ إلى اختيارهم، فاختلفوا ولم يهتدوا إلى الجمعة. قال الطبري عن مجاهد في قوله تعالى (إنَّما جُعِلَ السبتُ علَى الذينَ اختلفُوا فيهِ) (سورة النحل : 124) قال: أرادوا الجمعة فأخطأوا وأخذوا السبت مكانه. وروى ابن أبي حاتم عن السُّدي التصريح بأنه فرض عليهم يوم الجمعة بعينه فقال: إن الله فرض على اليهود الجمعة فأبوا وقالوا: يا موسى إن الله لم يَخلُق يوم السبت شيئًا فاجعله لنا، فجعله عليهم، وليس ذلك بعجيب من مخالفتهم، كما وقع لهم في قوله: (وادْخُلُوا البابَ سُجَّدًا وقُولُوا حِطَّةٌ) (سورة البقرة : 58) فغيَّروا وبدلوا.
واستطرادًا للحديث في شأن القبلة وتحويلها أتناول الموضوع في عدة نقاط، تنويرًا للأذهان وعونًا على الوصول إلى الحقيقة في فهم حكمة التشريع:
1 ـ كل أمة من الأمم لهم مكان مقدس تتعبَّد فيه بكل أنواع العبادة من صلاة وحَجٍّ وذَبح وغير ذلك، قال تعالى: (لِكُلِّ أُمةٍ جعلْنَا مَنسَكًا هُم ناسِكُوه) (سورة الحج: 67) وقال تعالى: (ولِكُلِّ أُمةٍ جعلْنَا مَنسَكًا ليذكُروا اسمَ اللهِ علَى مَا رزَقَهُم مِن بَهيمةِ الأنعامِ) (سورة الحج: 34) وسواءٌ أكان هذا الجَعْل تَشريعًا من الله أراده ورَضِيَه لعباده، أم جَعْل تكوين لا يُشتَرط أن يكون مَرضيًّا عنه، كما في قوله تعالى: (كذَلِكَ زينَّا لكلِّ أُمةٍ عملَهُم ثُمَّ إلَى ربِّهِم مرجِعُهُم) (سورة الأنعام: 108) فإن لكل جماعة من الناس مكانًا مُقدَّسًا يتقرَّبون فيه إلى إلههم، ومن التقرب التوجُّه إليه عند الدعاء والصلاة.
والوثنيون كانوا يتوجَّهون إلى أصنامهم في الأرض، أو إلى الكواكب في السماء، كما توجَّه المصريون إلى الشمس في بعض عهودهم في الدعاء والمناجاة، وكما توجَّه البابليون إلى النجوم على ما حكاه القرآن الكريم في مُحاجَّة إبراهيم لهم في سورة الأنعام، حيث رأى كوكبًا ثم رأى القمر ثم رأى الشمس وافترض أنها هي الإله الذي يعبدونه فلما غابت ألزمهم الحُجَّة بأن الإله لا يجوز أن يَغيب. ثم بَنَوْا بُيوتًا رمزية ـ لآلهتهم يعبدونها فيها عند اختفائها وقت غروبها، فكانت البيوت قِبْلتهم ومَنْسكَهم الذي يرتضون.
2 ـ أول بيت وُضع للعبادة هو بيت الله الحرام في مكة "الكعبة" قال تعالى: (إنَّ أوَّلَ بيتٍ وُضِعَ للناسِ للذِي ببكَّةَ مباركًا وهدىً للعالمين) (سورة آل عمران: 96)، وكما تقول الروايات إنه موضوع من أيام آدم عليه السلام، وكانت الأنبياء تَحُجُّ إليه، وكان دور إبراهيم ـ عليه السلام ـ إبراز معالمه التي عفَّى عليها الزمن أو جَرَفَتْها السُّيول على ما يُفهَم من التعبير بالرَّفع في قوله تعالى: (وإذْ يَرفعُ إبراهيمُ القواعِدَ مِنَ البيتِ وإسماعيلُ) (سورة البقرة: 127) وقوله تعالى: (وإذْ بَوَّأْنَا لإبراهيمَ مكانَ البيتِ) (سورة الحج: 26) أي: البيت المعهود سابقًا في التاريخ، أو الذي سيُبني بعدُ، ذلك جائز محتمَل.
والحديث الصحيح وَرَدَ في أن أول بيت وُضِعَ في الأرض هو الكعبة ثم المسجد الأقصى، وبينهما أربعون سنة. فإن كان الوضع يَعني الاختيار للعبادة ـ وهو الظاهر ـ كان ذلك الاختيار من الله موجودًا قبل إبراهيم بالنسبة للكعبة وقبل سليمان وداود بالنسبة للمسجد الأقصى.
وإن كان الوضْع يَعني الإقامة والبناء فإن المسافة بين بناء إبراهيم للكعبة وبين بناء المسجد الأقصى وهي أربعون سنة لا تكون إلا إذا قيل: إن الأنبياء بعد إبراهيم شَرَعُوا في بناء المسجد الأقصى على عهد يعقوب بن إسحاق كما قال بعض الباحثين، ولم يتمَّ إلا في عهد سليمان الذي كان أبوه داود معتزِمًا بناءه، لكن الله لم يوفِّقه لذلك، وادَّخره لابنه سليمان كما تَحكى التوراة.
وقد تَقدَّم في ذلك ما نقله البغوي عن ابن جُريج عن ابن عباس وما قرَّره المفسرون من أن الكعبة كانت قبلة موسى ومَن معه. وقال أبو داود في الناسخ والمنسوخ في قوله تعالى: (إنَّ أوَّلَ بيتٍ وُضِعَ للناسِ للَّذِي بِبكَّةَ) قال: أَعْلَمَ قبلتَه فلم يبعث نبي إلا وقبلته البيت، وهذا القول قوَّاه الحافظ العلائي فقال في تذكرته: الراجح عند العلماء أن الكعبة قبلة الأنبياء كلهم كما دلت عليه الآثار.
قال بعضهم وهو الأصحُّ، ويؤكِّد هذا الرأي حديث حسد اليهود لنا إذا هدانا الله إلى القبلة وضلُّوا عنها، فقد كانت الكعبة قبلتهم لكنهم لم يهتدوا إليها.
غير أن ابن العربي وتلميذه السُّهيلي اختارا أن قبلة الأنبياء هي بيت المقدس، وصحَّحه بعضهم وقال إنه المعروف. لكن هذا يمكن أن يُحمل على أن بيت المقدس هو قبلة الأنبياء بعد بناء الهيكل في عهد سليمان، ارتضَوها بعد أن ضلُّوا عن الكعبة، وأمر نبيه محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ أول الأمر بالتوجُّه إلى بيت المقدس وهو ما يزال في مكة على ما سيأتي بيانه. وقد تَقدَّم أنهم كانوا يستقبلون الصخرة التي كان عليها تابوت السكينة حتى بُنِيَ المسجد الأقصى .
ونظرًا إلى أن المسيحية مُكمِّلة لليهودية جاءت مُصلِحةً لليهود وداعية للعودة إلى أصولها الحقيقية كانت قبلتها هي قبلة اليهود في المسجد الأقصى.
3 ـ فُرِضَت الصلاة في الإسلام أولاً بمكة، واستقرت خمس صلوات ليلة الإسراء قبل الهجرة بحوالي سنتين أو أكثر، فإلى أية قبلة كانوا يتجه المصلون بمكة ؟ قيل: لم تكن هناك قبلة معينة، فالجهات كلها قبلة على ما فهمه البعض من قوله تعالى: (وللهِ المشرِقُ والمغرِبُ فأينَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وجهُ اللهِ) (سورة البقرة: 115)، وإن كان هناك مَيْل إلى التوجُّه إلى الكعبة لأنها بيت المقدس عند العرب، وهو أَثَرُ سيدنا إبراهيم الذي قال الله له في إحدى السور المكية: (ثُمَّ أوحينَا إليكَ أنْ اتَّبِعْ مِلَّةَ إبراهيمَ حنيفًا) (سورة النحل : 123) على ما يفيده عموم اللفظ، وكما حَكَت السيرة أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ اختار التحنُّث في غار حِراء؛ لأنه يشرف على الكعبة.
وقيل: إن قبلة المسلمين في مكة كانت الكعبة أولاً، لقوله تعالى: (ومَا جعلْنَا القبلةَ التِي كُنْتَ عليهَا) (سورة البقرة: 143) أي حوَّلناك في المدينة من بيت المقدس إلى الكعبة وهي القبلة التي كنت عليها من قبل، فهذا نص على أن القبلة في مكة كانت الكعبة، لكن ذلك كان لفترة. ويدل عليه ما أخرجه الطبري عن ابن جُريج: صلَّى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو ما صلَّى إلى الكعبة ثم صُرِفَ إلى بيت المقدس وهو بمكة، فصلَّى ثلاث حِجَج، ثم هاجر فصلَّى إليه بعد قدومه المدينة ستة عشر شهرًا، ثم وُجِّه إلى الكعبة.
وقيل: إن القبلة في مكة كانت بيت المقدس أولاً، لحديث ابن عباس رضي الله عنهما الذي رواه أحمد: كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يُصلِّي بمكة نحو بيت المقدس والكعبة بين يديه، لكن هل يدل هذا على أن بيت المقدس كان هو القبلة الأولى في مكة وكان النبي يحب أن يستقبل معه الكعبة، فيجعلها بينه وبين بيت المقدس ليجمع بين القبلتين، أو أن بيت المقدس كان قبلة لاحقة بعد أن كانت هي الكعبة؟ ذلك كله جائز.
ولعل من التوفيق القريب بين الأحاديث التي يتضارب ظاهرها أن يقال: إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ صلَّى بمكة أولاً إلى الكعبة، ثم صُرِفَ عنها إلى بيت المقدس ثلاث حجج، فكان يُحبُّ أن يجمع بينهما على النحو المذكور، ولما هاجر أَمَرَهُ الله بالاستمرار في استقبال بين المقدس، وكان يشتاق لاستقبال الكعبة نحو سنة ونصف السنة فُوجِّه بعد ذلك إليها.
4ـ هل كانت قبلته في مكة (الكعبة أو بيت المقدس) بوحي من الله أو باجتهاد منه؟
أما استقبال الكعبة فقيل إنه بِوَحْي، على ما يُفهم من قوله تعالى: (ومَا جعلْنَا القبلةَ التِي كنتَ عليهَا) فالتي كان عليها هي الكعبة، لكن هل كان هذا بأمر من الله أم باجتهاد من الرسول أقره عليه؟ لم يَرِدْ في ذلك نصٌّ واضح صريح. وقيل إنه باجتهاد على ما سبق بيانه من اقتفائه أثر أبيه إبراهيم، وتقديسه للبيت الذي يقدِّسه كل العرب ولتحرِّي النظر إليه في خلوته بغار حِراء.
وأما استقبال بيت المقدس في مكة، فقيل بِوحي، على ما تفيده رواية الطبراني عن ابن جُريج أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ صلَّى أولاً بمكة إلى القبلة، ثم صرفه الله إلى بيت المقدس. وقيل إنه باجتهاد كما قال القاضي عياض: الذي ذهب إليه أكثر العلماء أنه كان بسُنَّة لا بقرآن. وحكى الوجهين الماوردي في "الحاوي".
5 ـ والصلاة التي صلَّاها الرسول عند مَقْدِمَهُ إلى المدينة متوجِّها إلى بيت المقدس، هل كانت بِوحي أم باجتهاد؟
ذلك راجع إلى الكلام في استقبال بيت المقدس بمكة، فهو مستصحب للقبلة في مَهْجَرِه.
أ ـ الراجح أنه كان بوحي لما رواه ابن جرير الطبري عن ابن عباس، قال: لمَّا هاجر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى المدينة واليهود أكثرهم يستقبلون بيت المقدس أمره الله تعالى أن يستقبل بيت المقدس. ففرحت اليهود لظنهم أنه استقبله اقتداء بهم، مع أنه كان لأمر ربه، فاستقبلها سبعة عشر شهرًا، وكان يحب أن يستقبل قبلة إبراهيم. وروى الطبري أيضًا عن ابن عباس قال: إنما أحب النبي أن يتحوَّل إلى الكعبة، فكان يدعو ربه (كما نصح بذلك جبريل عندما قال له: وددت أن الله صَرَفَ وجهي عن قبلة يهود، فقال له جبريل: إنما أنا عبد، فادعُ ربَّك وسَلْهُ) وكان ينظر إلى السماء فنزلت (قدْ نَرَى تقلُّب وجهِكَ في السماءِ فلنوَلينَّكَ قِبلةً ترضَاهَا فَوَلِّ وجهَكَ شَطْرَ المسجدِ الحرامِ وحيثُما كنتم فولُّوا وجوهَكُم شَطْرَهُ) (سورة البقرة: 144)، وهذا ما عليه الجمهور كما قال القرطبي، ولحديث البراء بن عازب عند البخاري في كتاب الإيمان: أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قِبَلَ بيت المقدس ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا، وكان يُعْجِبُهُ أن تكون قبلته قِبَل البيت. فاستقباله للبيت المقدس مع شوقه لقبلة إبراهيم دليل على أنه أمر من الله.
ب ـ وقيل إن استقباله لبيت المقدس بالمدينة كان باجتهاد منه، كما قال الحسن البصري، وكما قال الطبري: كان محمد( صلى الله عليه وسلم ) مُخيَّرًا بينه وبين الكعبة، فاختاره طمعًا في إيمان اليهود. لكن يرده سؤاله لجبريل، إذ لو كان مُخيَّرًا لاختار الكعبة دون حاجة إلى سؤال جبريل أن يصرف إليها.
6 ـ كم من الزمن صلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالمدينة إلى بيت المقدس؟
جاءت الروايات مختلفة في ذلك، وهي كلها ليست من كلام الرسول، بل من كلام الصحابة، فقيل ستة عشر شهرًا، وقيل سبعة عشر، وقد جاء ذلك في روايتين للبخاري ومسلم عن البراء بن عازب على ما سيأتي، وقيل تسعة عشر شهرا، وقيل بضعة عشر بدون تحديد لمقدار البضع، والاختلاف راجع إلى الخلاف في تعيين الشهر الذي حولت فيه القبلة، مقيسًا بشهر الهجرة إلى المدينة، وبحساب جملة من أيام الشهر شهرًا، أو بغير ذلك من الاعتبارات.
7 ـ في أي شهر وفي أي يوم حُوِّلت القبلة؟ هنالك أقوال :
أ ـ قيل إنها حُوِّلت في منتصف شهر رجب من السنة الثانية، وكان ذلك يوم الاثنين، وقد رواه أحمد عن ابن عباس بإسناد صحيح، قال الواقدي: وهذا أثبت، قال الحافظ: وهو الصحيح، وبه جزم الجمهور، وقاله ابن إسحاق.

ب ـ وقيل إن التحويل كان في شهر جمادي الآخرة، كما رواه الزُّهْري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك. قال أبو جعفر النحاس في كتابه "الناسخ والمنسوخ": وهو أَوْلاها بالصواب؛ لأن الذي قال به أَجَلُّ، ولأن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قَدِمَ المدينة في شهر ربيع الأول، فإذا صُرِفَ آخر جمادى الآخرة إلى الكعبة صار ذلك ستة عشر شهرًا كما قال ابن عباس. وأيضًا إذا صلَّى إلى الكعبة في جمادى الآخرة فقد صلَّى إليها فيما بعدها.
جـ ـ وقيل في نصف شعبان وفي يوم الثلاثاء منه. قاله محمد بن حبيب، وجَزَمَ به في الروضة، وقاله الواقدي.
8 ـ ما هي الصلاة التي صلَّاها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقبلتين. وما هي أول صلاة كاملة للقبلة الجديدة؟
كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يزور أم بشر بن معرور بعد موت بشر، فلما حان وقت صلاة الظهر صلَّى بأصحابه ركعتين، ثم أمر بتحويل القبلة، فتحول في ركوع الركعة الثالثة، وسمَّي هذا المسجد مسجد القبلتين؛ لأن التحويل نزل فيه أولاً. وكان في بني سلِمة ـ بكسر اللام في شرح الزرقاني على المواهب، وضبطت في تفسير القرطبي بفتحها ـ وهي أول صلاة صلَّاها، وهو الأثبت كما قال الواقدي. وكانت هذا الصلاة هي الظهر على ما رواه النسائي من رواية أبي سعيد بن المعلى، وكذا عند الطبراني والبزار من حديث أنس. فهذا الحديث يدل على أن مكان التحويل هو مسجد بني سلمة "مسجد القبلتين" وأن الصلاة هي الظهر قال ابن سعد: صلَّى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ركعتين من الظهر في مسجده النبوي بالمسلمين.
وقال بعضهم إن الصلاة هي العصر، مستدلين برواية البراء بن عازب في البخاري في كتاب الإيمان: أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ صلَّى أول صلاة صلاها صلاة العصر ـ أي متوجها إلى الكعبة. لكن هذا يدل على أنها صُلِّيت بقبلتين، والأقرب أنها بقبلة واحدة هي الكعبة، وكانت أول صلاة تامَّة بعد التحويل إلى الكعبة، ويبقى ادِّعاء أن صلاة الظهر هي التي أديت بقبلتين باقيًا دون معارض.
قال ابن حجر في كتاب الإيمان : التحقيق أن أول صلاة صلاها في بني سلمة لما مات بشر بن البراء بن معرور هي الظهر، وأول صلاة صلاها بالمسجد النبوي هي العصر.
9 ـ ما هي الصلاة التي صلَّاها المسلمون الذين لم يكونوا مع الرسول ـ بقبلتين، وأين كانت ؟
إن خبر التحويل وصل كل جماعة في مواعيد مختلفة، ولعل عددًا من الجماعات وقع منهم صلاة لقبلتين، قد تكون هي العصر وقد تكون غيرها .
ومن الثابت ما يلي :
1 ـ صلاة العصر كانت بقبلتين وكانت في بني حارثة، دليله حديث البراء بن عازب: صليت مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى بيت المقدس ستة عشر شهرًا ـ وفي رواية له سبعة عشر شهرًا ـ حتى نزلت الآية التي في البقرة (وحيثُما كنتُم فَوَلُّوا وجوهَكُم شَطْرَهُ) فنزلت بعدما صلَّى النبي، فانطلق رجل من القوم فمرَّ بناس من الأنصار وهم يصلون، فحدثهم فَوَلَّوا وجوههم قبل البيت. رواه البخاري ومسلم.

وقوله : "بعدما صلَّى" فسَّره الشرَّاح بأنه دخل في الصلاة، لا أنه انتهى منها، وقالوا : إنها صلاة الظهر وقد صلَّى منها ركعتين. وقال بعضهم إنها صلاة العصر، كانت في مسجد بني سلمة. والرجل الذي نقل الخبر قيل: اسمه عبَّاد بن بشر بن قَيْظِي "القرطبي ـ سيقول السفهاء" كما رواه ابن منده وابن أبي خيثمة، وقيل : اسمه عَبَّاد بن نَهِيك.
والناس الذين أخبرهم هم بنو حارثة وكانوا يُصلُّون العصر. وعلى القوْل بأن الصلاة التي كان يصليها الرسول وحُوِّل فيها هي العصر يمكن أن يُنقل خبرها بسرعة إلى جماعة آخرين هم بنو حارثة ما زالوا في الصلاة، سواء أكان عبَّاد بن بشر ناقل الخبر صلَّى مع النبي ـ وهو الغالب ـ أم لم يصلِّ ورأى حاله فأبلغها إلى غيره.
2 ـ صلاة الفجر أو الصبح كانت بقبلتين، وكانت في "قباء" موطن بني عمرو بن عوف. وقد نُصَّ عليها في حديث ابن عمر: بينما الناس ـ بنو عمرو بن عوف ـ في صلاة الصبح بقُباء إذ جاءهم آتٍ فقال: إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد أُنزل عليه الليلة، وقد أُمِرَ أن يَستقبل الكعبة، فاستقبلوها، وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة. رواه البخاري ومسلم. والشخص الذي أخبرهم قيل: هو رجل من بني سلمة كما يدل عليه حديث أنس الآتي وهو الأصح، واسمه عبَّاد كما تقدم.
يقول أنس ـ رضي الله عنه ـ: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يُصلِّي نحو بيت المقدس فنزلت: (قدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السماءِ ...) فمرَّ رجل من بني سلمة وهم ركوع في الفجر وقد صلوا ركعة فنادى: ألا إن القبلة قد حُوِّلت، فمالوا كما هم نحو القبلة. رواه مسلم غير أن رواية أنس لا تدل على أن هؤلاء كانوا في قباء.
3 ـ صلاة الظهر: فقد ذكر أبو عمرو في "التمهيد" عن نويلة بنت أسلم ـ وكانت من المبايعات ـ قالت : كنا في صلاة الظهر فأقبل عبَّاد ابن بشر بن قيظي فقال: إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد استقبل القبلة، أو قال : البيت الحرام، فتَحَوَّل الرجال مكان النساء وتَحَوَّلَ النساء مكان الرجال.
هذا، ولم يُسمَّ مسجد قُباء ولا مسجد بني حارثة بمسجد القبلتين؛ لأن مسجد بني سلمة هو الذي نزلت فيه أولًا آية التحويل، وصُلِّيت فيه صلاة إلى وجهتين كان النبي إمامًا فيها.
10 ـ حكمة جعْل القبلة إلى الشام في المدينة فيها آراء :
أ ـ رأي يقول : إن ذلك تكريم من الله للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ليجمع له بين القبلتين، كما عدَّه السيوطي من خصائصه التي تَمَيَّز بها على الأنبياء والمرسلين، وتظهر هذه الحكمة إذا كان استقبال الشام بوحي وهو الظاهر.

ب ـ ورأي يقول : كان التوجه تأليفًا لليهود، كما قاله أبو العالية، وقد يكون ذلك مُرادًا لله بالوحي أو مرادًا للنبي باجتهاد على الخلاف في ذلك .
جـ ـ ورأي يقول : إن فيه تنبيهًا للرسول على أن المسجد الأقصى له منزلته وقداسته، فلا بُدَّ من الحفاظ على هذه المنزلة والقداسة له .
11 ـ حكمة تحويل القبلة في المدينة من الشام إلى مكة فيها وجهات نظر :
أ ـ امتحان المؤمنين الصادقين وتمييزهم عن غيرهم، كما قال سبحانه (ومَا جعلْنَا القبلةَ التي كنتَ عليهَا إلَّا لنعلَمَ مَن يتَّبعُ الرسولَ ممَّن ينقلبُ علَى عَقِبيهِ، وإنْ كانتْ لكبيرةً إلَّا علَى الذينَ هَدَى اللهُ) (سورة البقرة : 143) كما قاله ابن عباس.

ب ـ تنبيه للرسول على عدم طمعه في إيمان اليهود.
جـ ـ العودة بالدعوة إلى أصلها، وهو عالميتها القائمة على قواعد إبراهيم، دون تمييز بين أبناء إسحاق "اليهود" وأبناء إسماعيل "العرب" (مَا كانَ إبراهيمُ يهوديًّا ولا نصرانيًّا ولكنْ كانَ حنيفًا مُسلمًا وما كانَ مِن المشركِينَ) (سورة آل عمران : 67) .
د ـ الإيحاء بأن مكة لا بُدَّ أن تعود إلى الإسلام، ففيها قبلة المسلمين، وأن يجاهد أهلها حتى يخضع البيت للمسلمين، وبشارة بنصر الرسول على قريش واستخلاص البيت منهم، لتطهيره من الأصنام وجعل الدين خالصًا لله.
هذا، ومن الحكمة العامة لتحديد قبلة الصلاة تجميع أهل الدين وتوحيد اتجاههم ومشاعرهم وتقوية الرابطة بينهم .
ومن الأحكام التي تتصل بالقبلة :
أ ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهى عن الانصراف عن التوجه إليها في الدعاء، فقد روى البخاري ومسلم عن أنس أن النبي قال: "ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم" فاشتد قوله في ذلك حتى قال: "لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم" ورواه مسلم عن أبي هريرة بلفظ "ليَنتهِينَّ أقوام عن رفع أبصارهم إلى السماء عند الدعاء في الصلاة أو لتُخطفَن أبصارهم" .

ب ـ عدم بَصْق المصلي أمامه، فقد ورد عن ابن عمر : بينما رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخطب يومًا إذ رأى نُخَامة في قبلة المسجد، فتغيظ على الناس ثم حكَّها، قال : وأحسبه قال: فدعا بزعفران فلُطِّخت به وقال: "إن الله عز وجل قِبَلَ وجه أحدكم إذا صلَّى، فلا يبصق بين يديه" رواه البخاري ومسلم .
والله أعلم .








آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 08-05-2009, 09:30 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فتاوى وأحكام شهر شعبان00 الجزء الثانى

تحرص بعض السيدات على صيام شهر رجب وشهر شعبان ووصلهما بصيام شهر رمضان، فهل ذلك مشروع



بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
صوم الفريضة هو صوم رمضان، أما صوم
رجب وشعبان ووصلهما برمضان فقد كره ذلك بعض العلماء، ولكن الصيام فيهما والإكثار منه مستحب، وفيه فضل كبير .

يقول فضيلة
الشيخ عطية صقر ـ رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر:ـ

إن الصيام المفروضَ هو صيام شهر رمضان، وصيام النَّذر
والكفارات، وما عدا ذلك فمُستحب، والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ رغَّب في صيام التطوع بمثل ما جاء في صحيحَيِ البخاري ومسلم: "ما من عبد يصوم يومًا في سبيل الله تعالى إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفًا"، ومن الصيام المُستحب الصيام في الأشهر الحُرم التي منها شهر رجب، وكذلك الصيام في شهر شعبان .

وقد نقل ابن حجر كراهة الحرص على
صيام رجب تشبيهًا برمضان، أو لأنه ثابت مُؤكَّد، أو لفضل خاص يزيد على صيام باقي الشهور
.

وبخصوص الصيام في شهر
شعبان وَردَت أحاديث صحيحة، منها ما رواه البخاري عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصوم أكثر شهر شعبان، بل كان يصومه كلَّه أحيانًا وجاء في رواية تقول في سبب ذلك: تعظيمًا لرمضان، كما روى النسائي أن أسامة بن زيد سأله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لمْ أَرَكَ تصوم في شهر ما تصوم في شهر شعبان، فقال: "ذاك شهر يَغْفُلُ الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهرٌ تُرْفَع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأُحِب أن يُرفع عملي وأنا صائم ".

وصيامه كله أو أكثر لمن وصل النصف الثاني بالنصف الأول ، أما
الذي لم يَصله فيُكره أو يحرم أن ينشىء صيامًا في النصف الثاني لحديث رواه أبو داود، وبه أخذ الشافعي، كما جاء النهي عن صوم يوم أو يومين قبل رمضان لحديث رواه الجماعة: "لا تَقَدَّموا ـ تتقدموا ـ صوم رمضان بيوم ولا يومين، إلا أن يكون صومًا يصومه رجل فلْيصم ذلك اليوم ".

هذا ولم يَرد حديث مقبول يقول: إن صيام رجب كله وشعبان كله
ووصلهما برمضان بدعة مذمومة، فالصوم في رجب وشعبان مشروع كما قدَّمنا، الأول: لأنه من الأشهر الحرم، والثاني: لفعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، غير أن هناك توصيةً بعدم الإرهاق وتكلف الإنسان ما لا يُطيق، ففي البخاري ومسلم عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: لم يكن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصوم شهرًا أكثر من شعبان فإنه كان يصوم شعبان كله، وكان يقول: "خُذُوا من العمل ما تُطيقونَ فإنَّ الله لا يَملُّ حتى تَمَلُّوا".

فإذا كان في
صيام الشهرين إرهاق يؤثِّر على صيام رمضان كان التتابع مُخالفًا للحديث، ويُكره أن يكون ذلك عن طريق النذر فقد يحصل العجز ويكون المحظور، ومن استطاع بغير إرهاق فلا مانع، مع مراعاة إذن الزوج إذا أرادت الزوجة أن تصوم هذا التطوع، ففي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم: "لا يحلُّ لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا تَأْذَنُ في بيته إلا بِإِذْنِهِ".
والله
أعلم.






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 08-05-2009, 09:32 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فتاوى وأحكام شهر شعبان00 الجزء الثانى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
هل يُستَحَبُّ الإكثار من الصيام في شهر رجب وفي شهر شعبان؟ جزاكم الله خيراً




بسم الله، والحمد لله، والصلاةوالسلام على رسول الله، وبعد :
يقول فضيلة الأستاذ الدكتورمحمد أحمد المسير –أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر-:

الصومُ عبادة رُوحية ترقَىبالإنسانِ إلى مستَوى الملأ الأعلى، حيث يَمتَنِع عن الطعام والشراب والشهوة منطلوع الفجر إلى غروب الشمس.


فالصيام مطلوب على وجه العموم بحيث يجعل المسلم من أيام دهرهأوقاتًا للصيام يتجرد فيها من المادة، ويُقَوِّي عزيمته، وتصفو نفسه وتتألق روحه.

أما الصيام في شهر رجب بعينه فقد قال الإمام النووي: لم يثبتفي صومه نهي ولا ندب لعينه، ولكن أصل الصوم مندوب إليه، وفي سنن أبي داود أن رسولالله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ندب إلى الصوم من الأشهر الحرم ورجب أحدها.

أما شهر شعبان فقد صح في صيامهأحاديث، منها ما جاء في صحيح مسلم عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت: كان رسولالله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، ومارأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيتُهفي شهر أكثر منه صيامًا في شعبان".

ومعنى الحديث أنالرسول الكريم لم يصم شهرًا كاملاً إلا رمضان، وكان يصوم في شعبان كثيرًا حتى قالتعائشة في بعض الروايات: "كان يَصُوم شعبانَ كله، كان يَصُوم شعبانَ إلا قليلًا".

وما عدا هذين الشهرين كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلمـ أحيانًا يصوم حتى يظن الناس أنه لا يفطر، وأحيانا يفطر أياما متوالية حتى يظنالناس أنه لا يصوم.

فالمسألةراجعة إلى انشراح الصدر والإقبال على الطاعة بلا ملَل أو فتور.

ولهذا قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ في صحيح الحديث: "خذوا منالأعمال ما تُطِيقون؛ فإن الله لن يَمَلَّ حتى تَمَلوا، وكان يقول: أَحَبُّ العملِإلى الله ما دام عليه صاحبُه وإن قلَّ".

والله أعلم







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 08-05-2009, 09:34 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فتاوى وأحكام شهر شعبان00 الجزء الثانى

ما الأيام التي نهينا عن الصيام فيها ؟ وهل لو صامها أحد صح صيامه ؟



بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
فالأيام المنهي عن صيامها قسمان :
الأول : أيام يحرم الصوم فيها ، وهي: يوما العيدين بالإجماع ، وأيام التشريق على الراجح وفق رأي الجمهور، وهذا القسم يبطل صيامه على رأي الجمهور.
الثاني: أيام يكره فيها الصيام، وهي: يوم الجمعة منفرداً ، كذا يوم السبت إن لم يوافق عادة للصائم، ويوم الشك بنية رمضان، و الصيام المتواصل بدون إفطار بعض الأيام ـ صيام الدهر ـ والوصال في الصوم ، بأن يصوم الليل مع النهار، وصيام المرأة نفلا بدون إذن زوجها المقيم.
وهذا القسم صيامه صحيح مع الكراهة باتفاق .

يقول فضيلة الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر ـ رحمه الله ـ في كتابه أحسن الكلام في الفتوى والأحكام:
الأيام التي نهينا عن الصيام فيها قد يكون النهي للتحريم، وقد يكون للكراهة، وإذا كان للتحريم فالصوم باطل، وإذا كان للكراهة؛ فالصوم صحيح.
وهذه الأيام هي:
1 ـ صوم يوم العيد الأصغر ويوم العيد الأكبر، وذلك بإجماع العلماء.
وقد روى أحمد وأصحاب السنن أن عمر ـ رضي الله عنه ـ قال: ( إن رسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهى عن صيام هذين اليومين ، أما يوم الفطر ففطركم من صيامكم، وأما يوم الأضحى فكلوا من نسككم ). أي: الأضاحي.

2 ـ أيام التشريق الثلاثة التي بعد يوم عيد الأضحى، لحديث أحمد عن أبي هريرة بإسناد جيد أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعث عبد الله بن حذافة يطوف بمنى ألاّ تصوموا هذه الأيام ، فإنها أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل . وروى مثله الطبراني عن ابن عباس.
والإمام الشافعي: أجاز صيام أيام التشريق لسبب كالنذر أو الكفارة أو القضاء.
3 ـ صيام يوم الشك وهو: يوم الثلاثين من شعبان، للحديث الحسن الصحيح الذي رواه الترمذي: ( من صام اليوم الذي شك فيه فقد عصى أبا القاسم، إلا أن يكون عادة له ).
4 ـ صوم يوم الجمعة منفردا ؛ والجمهور على أن النهي عن صومه وحده نهي كراهة، فإذا سبقه يوم أو جاء بعده يوم وهو صائم، فلا تحريم ولا كراهة في هذا الصيام، وكذلك إذا وافق عادة له، أو كان يوم عرفة أو عاشوراء .

والدليل على ذلك حديث رواه أحمد والنسائي بإسنادٍ جيدٍ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ دخل على جويرية بنت الحارث وهي صائمةٌ يوم جمعة فقال لها: ( أصمتي أمس؟) فقالت: لا. قال: ( أتريدين أن تصومي غداً ؟ ) قالت: لا. قال: ( فأفطري إذاً ).
وحديث الصحيحين: ( لا تصوموا يوم الجمعة إلا وقبله يوم أو بعده يوم ).
وفى لفظ لمسلم: ( ولا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام، إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم ).

5 ـ صوم يوم السبت منفرداً ، لحديثٍ رواه أحمد وأصحاب السنن، وحسَّنه الترمذي: ( لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم، وإن لم يجد أحدكم إلا لحاءَ عنبٍ ـ قِشره ـ أو عودَ شجرةٍ فليمضغه ). يعني: فليفطر.
وهذا رأي الجمهور ، ولكن الإمام مالك جوز صيامَه وحده.
ولا كراهة في صوم يوم السبت إذا وافق عادة أو كان يوم عرفة أو عاشوراء أو كان قضاءً أو نذراً .

6 ـ وكما نهى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن صيام هذه الأيام ، نهى عن صيام الدهر كله بما فيها الأيام التي نهى الشارع عن صيامها، كيومي العيد وأيام التشريق.
والدليل على ذلك قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( لا صام من صام الأبد ). رواه البخاري ومسلم وأحمد.
فمن أفطر في هذه الأيام فقد خرج من حد الكراهة، هكذا روي عن مالك والشافعي وأحمد، والأفضل أن يصوم يوما ويفطر يوما.

7 ـ ونهى الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) الزوجة أن تصوم وزوجها حاضرـ غير مسافرـ إلا بإذنه، لحديثٍ رواه البخاري ومسلم: ( لا تَصُمْ المرأةُ يوماً واحداً وزوجها شاهدٌ إلا بإذنه إلا رمضان ). والنهي للتحريم، ولو صامت جاز للزوج أن يفسد صومها ـ أي : يأمرها بالفطر .
وهذا في غير رمضان، ولو كان الزوج غائبا، فلها أن تصوم بغير إذنه، وكذلك لو كان مريضاً عاجزاً في هذه الناحية ـ الجماع ـ فلا داعي لإذنه في الصيام.

8 ـ وقد نهى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن وصال الصوم أي: لا يفطر عند الغروب، ويستمر صائما طول الليل حتى يصله باليوم الثاني.
روى البخاري ومسلم أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( إياكم والوصال ). قالها ثلاث مرات. قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله: قال: ( إنكم لستم في ذلك مثلي إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني، خذوا من الأعمال ما تطيقون ).
وفى رواية للبخاري: ( لا تواصلوا فأيكم أراد أن يواصل فليواصل حتى السحر).
والله أعلم .








آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 08-06-2009, 12:29 AM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ام معاذ

الصورة الرمزية ام معاذ

إحصائية العضو







ام معاذ غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فتاوى وأحكام شهر شعبان00 الجزء الثانى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نور اثابك الله

اطروحه هامه
والخلاصة فيها ان الليلة النصف من شعبان والدعاء المزعوم فيها
لا يصح فى حق الله

جزاك الله خير اخيتى

بارك الله فيك






آخر مواضيعي 0 الرئيس محمد حسني مبارك يعلن تنحيه عن منصب رئيس الجمهورية
0 رساله عاجله الى المعتصمين فى ميدان التحرير والى كل المتناحرين على الحكم
0 تحكيم شرع الله ضرورة شرعية وعقلية
0 صور من تعامل السلف مع الحكام
0 الجمع بين الخوف والرجاء - لفضيلة الشيخ ابن عثيمين في شرح كتاب رياض الصالحين
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:18 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator