العودة   شبكة صدفة > المنتديات العامة > منتدى صدفة العام

منتدى صدفة العام مواضيع عامة, مقتطفات, مواضيع جديدة، معلومات عامه.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 02-12-2010, 09:00 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي عِمـــارةُ الأوهام ..!

عِمـــارةُ الأوهام ..!







أراها دائماً امامى تلك العِــمارة شامخة الأدوار ..
تقف بجبروت غريب .. وكأنها اقتنعت أن من بداخلها لن يتخلوا عنها أبــداً!



أراها بطوابقها المتعددة ونوافذها المغلقة .. المعتمة! ..
أراها وكأنها انبعثت من العدم .. انبعثت من كل نقطة سوداء فى القلوب! ..



وحيث أني أستطيع التخفي والمرور من بينكم وداخلكم – ولا تسألونى كيف ومتى - قررت التعرف على ساكنيها .. من يكونون؟ .. بما يفكرون؟ .. ماذا يصنعون؟ ..


ها قد دلفت من بابها الضخم .. ها قد دلفت لأنتهى إلى ساحة يتوسطها مصعد كهربائى ... تزّين بلافتة كبيرة تحمل كلمة تُثقل صدر من يراها "مُعطـــل " ..!


وعندما رأيتها علمت أن تلك الدرجات السلمية ستكون الصديق صعوداً وهبوطاً .. إن شاء القدر بالهبوط ! ..


وبدأت ...
بدأت صعوداً غير مرئي .. وما زال السؤال يداعب عقلي ..



من يكونون؟!


عِمــــارةُ الأوهـــــــام





الـــدور الأول ..


ها قد وصلت دورنا الأول وبابٌ قد أُغلق على من بداخله ..





دلــفت كالإشعاع من بابه المغلق .. لأجد ساكننا الأول جالساً أمام شاشة حاسوبه .. وقد تركّز بصره على ما حرم ربّه .. يحدق بعينيه تارة ويغلقها تارة ..
اقتربت أكثر من رأسه اقرأ ما يدور بعقله الغائب .. وما وجدت سوى كلمات مبعثرة تذروها هش الرياح .. سيأتي يوماً لأتوب وأعود لربي! .. سيأتى يوماً لأتزوج وأنسى كل هذا! .. ما زلت صغيراً وموتي ليس بالقريب!



وبعد عامٍ كررت زيارتي لساكننا .. آملاً أنه وجد يوم توبته المنتظر .. ولكن ما وجدت ساكننا .. بعد أن وجده يومٌ آخر .. غير مُنتظــر!



عِمــــارةُ الأوهـــــــام




الــدور الثانى ..


استكملت صعودى على سلم ملأته الأتربة والصدأ لأجد دورنا الثانى وبابٌ تلَّون بألوان الورود ..





نسيت غلق بابها .. وجلست فوق سريرها الوردي .. لتقرأ كلماته والتي طالما داعبت قلبها .. " أٌحبك أكثر من نفسي " .. " أنتي ملاكٌ يحلق فى سماء قلبي " .. " سأنتظرك فى عِشُّـنا الصغير صباحاً " .. " لا تتأخري يا رائعة عمري " ..
وعندها احتضنت ورقتها الصغيرة إلى صدرها .. وأغمضت عينيها قليلاً ثم نهضت .. وبدأت تفكر .. ما ستقول لأمها غدا لتتعلل به عند الخروج .. صباحاً!



وعندما كررت زيارتي فى العام الذى يليه .. وجدت ساكنتنا .. وعلى نفس سريرها الوردى .. ممسكة بنفس الورقة .. بكلمات اختلفت عن سابقتها .. " تحتّم علىّ السفر .. وربّما .. ربّما أعود! .. "



عِمــــارةُ الأوهـــــــام




الــدور الثالث ..


استكملت صعودي نحو الدور الثالث وقد ظهرت الشقوق فى الحوائط .. وتعجبت من ساكني تلك العمارة كيف لا يرون سوء عمارتهم من داخلها؟! .. أم أن بريقها من خارجها أعماهم عن باطنها!!



ها قد وصلت إلى بابنا الثالث .. وكالعادة .. مررت من خلاله ...




جلست فوق الأريكة وقد خط الشيب فى راسها ... تحادث صديقتها من جوالها الحديث .. " ما شاء الله عليه .. ولدي لا يفوته فرضٌ من الفروض " .. " ولدي مثال للأدب والأخلاق " .. " ما فى أحنُّ علي من ولدي" ..
وقليلٌ .. وبعد أن أغلقت هاتفَها رددت على مسامعها بصوت منكسر " ما زال صغيراً وغداً سيكون ولدي الأفضل " ..
وقليلٌ أخرى ودخل الصغير الكبير .. وقد أحاط كفه بعلبة سجائره .. وأحاطت سلاسل الدنيا برقبته .. " أمي .. أريد مالاً للخروج مع أصدقائي الليلة " ...
ولم تفكر ساكنتنا كثيراً لتخرج ما اراد وأكثر .. ناصحة له نصيحتها المعتادة ... " لا تخبـــر .. أباك .. !"



وعامٌ مضى وكررت الزيارة .. لأجد ساكنتنا .. وفوق نفس الأريكة .. وإلى نفس الصديقة تتحدث .. " ولدي مظلوم " .. " ولدي ما يعرف المخدرات " .. " ولدي ... " .. وأكملت حديثُها ... بكاءاً!



عِمــــارةُ الأوهـــــــام




الــدور الرابع ..


استمررت فى الصعود وكدت أسقط فوق احد الدرجات المتهدّمة .. حتى وصلت إلى دورنا الرابع للتعرف على ساكن آخر .. من سكان عِمارتنا ..


عِمارة الأوهام ...




وقف أمام فراشه يرتّب فى حقيبة سفره .. وقد أمسك ببرواز يحمل بين طياته صورة زوجته الحبيبة وأبناءه الثلاثة .. تأملهم كثيراً ثم احتضن بروازه ووضعه فى هدوء فوق ملابسه داخل الحقيبة .. ودخلت زوجته وعلى ملامحها حزن الفراق ..
" أنتي الآن مسئولة عن ابي وأمي وأولادنا .. لقد اشتريت لكم تلك الشقة بما تبقى من مال الأرض والمنزل بقريتنا .. والباقي دفعته للرجل الذى سهّل لنا السفر إلى إيطاليا على تلك العبّارة ..
حلم حياتنا على وشك أن يتحقق .. وسأرسل لكِ المال بمجرد وصولي وحصولي على عمل يحقق لنا ما نتمناه .. "



ومر العام وكررت الزيارة .. ولم أجد ساكننا .. ولا أهله وذويه .. وعند السؤال .. قالوا .....
" بلعته مياه البحر .. "




عِمــــارةُ الأوهـــــــام



الــدور الخامس ..


ها قد وصلت إلى الدور الخامس بعد تخبط فى الظلام فى تلك العمارة رديئة الباطن ...







جلس يحتسي كوباً من الشاي مع صديقه المقرّب .. يحدثه بحماسٍ قوي .. " كيف تبدأ بمثل تلك الوظيفة البسيطة يا رجل؟! " .. " هل نسيت ما نحمله من شهادات جامعية؟! " .. " يجب أن نبدأ على قدر شهاداتنا " .. " لا يمكن أن أفعل مثلك أبداً .. وأبدأ بعمل بسيط كهذا!" .. " أشرَفٌ للي أن أجلس بمنزلنا ولا أعمل بعيداً عن تخصصي .. أو في عمل لا يليق بشهادتي الجامعية! .. ".


وبعد عامٍ كررت الزيارة .. وقد أمسك بسماعة الهاتف يحادث نفس الصديق بصوت فقد حماسته .. " مبارك عليك الترقية صديقي والنقلة المميزة فى عملك .. " .. " نعم فأنت تعلم .. ما زلت أبحث عن وظيفة جيدة تليق بشهادتي الجامعية .. "
ثم وضع الهاتف جانباً .. وبدأ فى إكمال ..
نفس كوب الشاي ..!




عِمــــارةُ الأوهـــــــام




الــدور السادس ..


سلمٌ مرهق بالفعل .. تحملته بأتربته الخانقة حتى وصلت إلى الدور التالي .. وبابٌ فُتح على مصراعيه ...



تعجبت كثيراً وأنا أنظر إليها وقد وقفت أمام مرآتها تضبط حجابها وعلى شفتيها ابتسامة راحة - بعد اقتناع تام- أن الحجاب فرضٌ عليها لا اختيار .. وعندما انتهت من ضبطه مدت يديها لضبط " البدي الأحمر " و " البنطلون الجينز الأزرق " ... لينتهي الأمر بنثر عطرها النفاذ والذي ملأ جنبات غرفتها ..!


ومر عامٌ وكررت زيارتي .. وقد جلست ساكنتنا على سريرها أمام صديقتها تتحدث إليها قائلة .. طبعاً مقتنعة إنه فرض عليَّا .. بس تعبت بجد .. كل لما اظبط " الأوصَّة " الحجاب يغطيها .... لكن إن شاء الله أنا نويت "والنية لله" إني بليل هصلي صلاة استخارة وأشوف هكمل لبس الحجاب على طول
" ولا فى رمضان كفاية ؟!! " ...




عِمــــارةُ الأوهـــــــام




الــدور السابع ..


استكملت صعودي .. للبحث عن ساكن جديد .. ووهــمٍ جديد ...





جلس خلف شاشة حاسوبه .. وقد بدأ في خط مشاركته بالمنتدى العريق الذى أصبح به مشرفاً نتيجة مجهوداته الضخمة وموضوعاته التي لا تعد ولا تحصى!
كانت المشاركة عبارة عن تحذير قوي اللهجة لأحد الاعضاء المخطئين .. " أيها العضو أليل الأدب .. لو كنت لا تعرف ازاي ترد فى منتدى كبير ومحترم زي دا .. يبئا متجيش تاني .. أو هحذفك من المنتدى حذف!! " .. وبعدها رنّ هاتفه المحمول ورد على أحد أصدقائه .. " لا مش هينفع آجي أذاكر معاكوا انهاردة .. فى مسابقة جامدة فى المنتدى ولازم أشرف عليها بنفسى .. أصل أنا مهم أوى فى المنتدى إنت مش فاهم يابني ..! "



وعام وكررت الزيارة .. ومشرفنا العزيز يخط بأصابعه على الكيبورد الخاص به رداً على مشاركات التهنئة له بالترقية الجديدة .. " يا جماعة ربنا يخليكوا النجاح الباهر دا عشانكوا إنتوا مش عشان حد تاني .. "
ورن هاتفه المحمول .. وتغيرت الإبتسامة على وجهه .. وصوت مكتوم من بين شفتيه خرج " سقطت في الكلية .. مش ممكن .. ليه بس .. ليه .. ليه ...!"




عِمــــارةُ الأوهـــــــام




الــدور الثامن ..


ها قد اقتربت من الدور الثامن وقد أُرهقت من هذا السلم العتيق .. وها هو باب ساكننا الجديد ...





جلس أمام تلفازه " الفلات 29 بوصة " .. وقد انهمرت دموعه متأثراً بما يراه أمامه في كليب " الحلم العربى " ولا يكاد مصدقاً عينيه! .. "أي وحشية تلك؟!" .. "أي جريمة يقترفونها؟!" .. " تباً لهم ولمن معهم!" ..
وعندها نهض إلى اللابتوب الخاص به .. وارتشف من " كانز البيبسي " رشفة تهدأ من روعه .. ثم انطلقت أصابعه فى كل المنتديات أن " قاطعوهم بكل ما أوتيتم من قوة " ..
وبعد قليل عاد إلى التلفاز من جديد وقد انتهى كليب " الحلم العربى" .. وبدأ كليب جديد " قرب نص نص " .. واستكمل ارتشاف " كانزه المفضل " .. مع قطعة من البيتزا الساخنة .. مع ابتسامة ارتياح أنه فعــل ما يجــب فــعله!



وبعد عام كررت الزيارة .. لأجد ساكننا يذرف الدموع ذرفاً أمام كليب آخر مؤثر " الضمير العربى " .. لينهض من جديد يدق بعنف من جديد على أزرار لابتوبه الجديد " قاطعووووووووهم " .. إلى أن قاطعه صوت كليبه المفضل الجديد للمطرب " الروش " الجديد ..
عاد عندها إلى تلفازه وبدأ فى ارتشاف " باقي كانزه " .. مؤمناً فى داخله أنه سيقوم بعد الكليب مباشرة ليستكمل ...
" حملة المقاطعة ..! "





عِمــــارةُ الأوهـــــــام



الــدور التاسع ..


استكملت صعودي نحو الدور التالي وقد أنهكني الصعود الذى يبدو وكأن لا نهاية له أو لتلك العمارة الغريبة ...





وصلت إلى الدور التاسع لأجد باباً معتم اللون مغلقاً على من بداخله .. وعندها اخترقته كما يخترق الضوء الزجاج .. باحثاً عن سكانوا ذاك المكان ..
غرفة معتمة لا ضوء فيها سوى القليل .. اقتربت أكثر وأكثر لاعرف ما يفعل ساكننا او ساكنتنا .. اقتربت ثم اقتربت .. وعندها كانت المفاجأة بالنسبة لى! ..
لم ادري أنني سأرى ذلك الوهم يوماً وجهاً لوجه ..!



وهنا .. جلست على درجات السلم وتوقفت عن الصعود .. آملاً أن تجدوا زائراً جديداً .. يستكمل معكم رحلتكم في ...





عِـــمارةُ الأوهام ...!





فكرةٌ تسللت إلى عقلي واستقرت به كثيراً .. وحاولت أن أقدمها لكم في صورة ومضات سريعة من حياتنا وحياة الآخرين ..


ومضات تنبيه من تلك العِمارة الخفية التى يسكنها الأغلبية .. وهناك منهم من يسكن دوراً أو دورين أو أكثر وأكثر .. هناك من كان ساكناً وهناك من يسكن الآن .. وهناك من هو مقدمٌ إليها ...


عرضت بعضاً من الكثير .. وسأنتظر من بينكم من يخرج لنا بالأدوار التالية والتالية وما أكثرها ...


أصدقائي .. لسنا معصومين من الخطأ ولن نكون يوماً .. فقط لا تتركوا أنفسكم في تلك العمارة كثيراً .. ولا تنخدعوا ببريقها من الخارج ..


أفيقوا من أوهامكم ولا تجعلوها حصاراً يختنق معه مستقبلكم ..


ثوروا على أوهامكم وعلى تلك العمارة ..


إهدموا عمارة الأوهام .. قبل أن تُهدَم عليكم ...!






عندما قرأت هذهِ الاسطر لا اعرف ما انتابني انتابني حزن لانه توجد الكثير من هذه العمارة في كل حي نمر به و نرى الكثير من هؤلاء الاشخاص في كل مكان نمر منه



احي من كتب هذه الاسطر









آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 02-12-2010, 09:24 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أحمد اسماعيل

الصورة الرمزية أحمد اسماعيل

إحصائية العضو







أحمد اسماعيل غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: عِمـــارةُ الأوهام ..!

موضوع رائع جداً



نوووور .. لكل جزء منه حكاية


تسلمى على الطرح القيم


حفظك الله ويسر امورك

دعواتى لك بالصحة والعافية






آخر مواضيعي 0 مباراة الأهلي ووفاق سطيف الجزائري
0 دعاء يوم الجمعة
0 روسيا تسلم محطة تشيرنوبل النووية إلي أوكرانيا
0 دعاء آخر يوم في شعبان
0 فضل الصيام
رد مع اقتباس
قديم 02-13-2010, 08:58 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: عِمـــارةُ الأوهام ..!

نورت اخى
احمد المصرى
كل الشكر لك






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:25 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator