العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسريه > عالم الحياه الزوجيه

عالم الحياه الزوجيه عالم الحياة الزوجية و المعاشره - عالم الحياة الزوجية , حياة رومنسية , الثقافة الجنسية, المشاكل الاسريه, المشاكل اليوميه.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 04-23-2012, 06:03 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
SOHER

الصورة الرمزية SOHER

إحصائية العضو







SOHER غير متواجد حالياً

 

Icon24 فِقـه التَّعامُلِ بين الزَّوجين وقَبَسَاتٌ مِن بيتِ النبـوَّة

رسالةٌ إلى كُلِّ أُسرة : [ فِقـه التَّعامُلِ بين الزَّوجين وقَبَسَاتٌ مِن بيتِ النبـوَّة ] ~



~ رسالةٌ إلى كُلِّ أُسـرة : فِقـهُ التَّعامُـل بين
الزَّوجين وقَبَسَاتٌ مِن بيتِ النُّبُـوَّة ~

تأليف : أبي عبدالله مصطفى بن العدويّ




بِسْـمِ اللهِ الرَّحمَـنِ الرَّحِيـم

المُقـدِّمـــة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومَن يُضلل فلا هاديَ له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، وبعـد .

فإن الخير كل الخير ، والتوفيق غاية التوفيق ، والنجاة والسلامة والرشاد في اتباع كتاب الله وسنة رسول الله ، لا يشك في ذلك مُسلمٌ ، ولا يرتابُ في ذلك عاقل ، ولا يتردد في ذلك مُؤمِنٌ بالله واليوم الآخر، ورَبُّ العِزَّةِ سُبحانه يقول في كتابه : ﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ الأنعام/38 .

ويقولُ سُبحانه عن كتابه : ﴿ هَذَا هُدًى الجاثية/11 ، ويقول عز وجل : ﴿ هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ الجاثية/20 .

وسنة رسول الله مُبيِّنة لكتاب الله ، وقوله وحُي ، كما قال تعالى : ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى النجم/3-5 .

فلَمَّا كان الأمر كذلك ، لَزِمَ كُلِّ حَريصٍ على الخير أن يُلِمَّ بأكبر قدر ممكن من كتاب الله ومن سنة رسول الله ، وتأتي بعد ذلك مرحلةُ الفقه في الدين ، فيَعمَدُ الشخصُ إلى الفِقه في كتاب الله وسنة رسوله ، فينزل كل نصًّ منزلته اللائقة به ، وحينئذٍ يظهر له جليًّا مدى أهمية قول الله عز وجل : ﴿ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا البقرة/269 ، ومدى أهمية قول رسول الله : (( مَن يُرِد اللهُ به خيرًا يُفقهه في الدين )) (1) .

فإذا رَزَقَ اللهُ العبدَ تَعَلُّمَ الكتاب والسُّنَّة ، وعلم صحيح السُّنَّة من السقيم الذي لم يثبت منها ، ورَزَقَهُ اللهَ الفِقهَ في الكتاب والسُّنَّة ، ومع ذلك رُزِقَ الإخلاصَ ، فقد حاز كل الخير ووُفِّقَ في دُنياه وأخراه كل التوفيق ، ونجح في معاملاته مع الخَلْقِ ، فالفِقهُ في كتاب الله وسُنَّةِ رسول الله أصلٌ في نجاح كل شأنٍ مِن شئون الحياة مِمَّا يُتَقَرَّبُ به إلى الله عز وجل .

هذا وبين أيدينا موضوعٌ مِن الأهمية بمكان ، يحتاجُ إلى التفقه فيه كُلُّ شخصٍ ، فهو موضوع يهم الوالد والولد , ويهم الأم والبنت , ويهم الزوجة والزوج , ويهم الطفل والجارية ، فكُلٌّ له فيه نصيب ، وكُلٌّ قائمٌ فيه بدور ، ألا وهو موضوع فقه التعامل الأسري ، أردتُ طَرْقَ هـذا الموضوع حتى يَعرِفَ كُلٌّ الذي له والذي عليه , وكيف يتعاملُ مع غيره على ضوء كتاب الله وسنة رسول الله ، وسيرة سلفنا الصالح رحمهم الله ، فيسيرُ في حياته سيرًا رشيدًا سالكًا السبيل المُثلى والصراط السويّ المستقيم المُوصل إلى جنَّاتِ النعيم .

وبدايةً أَحُثُّ نفسي وكُلَّ قارئٍ أن يُكثِرَ مِن الاستغفار ؛ فإن الذنب يَحولُ بين العبد والفهم ، فالمعصيةُ والذنبُ يُرسبان على القلب طبقةً ، وينكتان على القلب نكتًا كما قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم (2) : (( إن المؤمنَ إذا أذنب كانت نُكتةٌ سوداء في قلبه ، فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبُه ، وإن زاد زادت حتى يعلو قلبَه ذاك الرَّيْن الذي ذكر الله عز وجل في القرآن : ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ المطففين/14 )) .

وهـذه الذنوب والمعاصي جالبةٌ للمصائب ومُزيلةٌ للنعم ، قال تعالى : ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ... الشورى/30 .

وقال تعالى : ﴿ فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ النساء/160 . وعدم الفهم لكتاب الله وسنة رسول الله - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - مُصيبةٌ مِن المصائب ، وتقوى الله سببٌ لتحصيل العِلم وجلب الفهم ، كما قال تعالى : ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ البقرة/282 .

وجديرٌ بكُلِّ مَن جَالَسَ هـذا الكتاب هـذه الدقائق أو السّويعات أن يُكثِرَ مِن الصلاةِ على النبيِّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - وخاصة كلما مر بذكره عليه الصلاة والسلام ، وكلما قرأ قولَه صلواتُ الله وسلامُه عليه , فلله ملائكةٌ تُبلِّغُ نبيَّنا مِنَّا السلام , والنبيُّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يقول : (( من صلَّى عليَّ واحدةً ، صلَّى اللهُ عليه عشرًا )) (3) .

هـذا وأُلْفِتُ النظرَ إلى أنَّ موضوعَ هـذا الكتاب كان مُحاضرةً أُلْقِيَت بمدينةِ المنصورة بجمهورية مصر , ثم طُلِبَ مِنِّي إعادتُها في عِـدَّةِ مُحافظات , ثم قُمتُ بتنقيحها وتحقيق أحاديثِها مع التخريج المُختصَر المؤدِّي للغرض ؛ خشيةَ المَلَل وإلحاق بعض الإضافات عليها لطبعِها .

فإلـى الرسالــة ، أسألُ اللهَ أن ينفعنا بها والمسلمين ، وأن يُصلِحَ بها بين أسرهم ، ويُضمد بها جُروحَهم ، واللهُ مِن وراءِ القَصْدِ مُحيط ، وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ .

وصَلِّ الَّلهم على سيِّدِنا مُحمدٍ وعلى آلهِ وصَحبِهِ وسلِّم .


كتبـــــه :
أبوعبدالله / مصطفى بن العدوي شلباية
مصـر – الدقهلية – مِنية سَمنُّـود



______________________________

(1) أخرجه البخاري حديث (71) ، ومسلم حديث (1037) من حديث معاوية ( مرفوعًا ) .

(2) أخرجه أحمد حديث (2/ 297) بإسناد حسن من حديث أبي هريرة .

(3) أخرجه مسلم (4/ 127) من حديث أبي هريرة ( مرفوعًا ) .






آخر مواضيعي 0 السحلية ذات اللسان الازرق
0 عمل قلادة واسوارة ملتوية من الشريط الساتان والخرز
0 خلفيات بلاك بيري للعيد
0 33 برنامج للمحادثة لأجهزة البلاك بيري
0 ثيم البطة تويتي الجميلة للجيل الثالث
رد مع اقتباس
قديم 04-23-2012, 06:03 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
SOHER

الصورة الرمزية SOHER

إحصائية العضو







SOHER غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فِقـه التَّعامُلِ بين الزَّوجين وقَبَسَاتٌ مِن بيتِ النبـوَّة

قِوامة الرجل على المرأة

قال الله تعالى : ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ النساء/34 .

كل بيتٍ يلزمه قيمُ يقوم عليه ويُدبر أَمره ويسوسه (1) ويحفظه ويرعاه , وهذا القيم ينبغي أن يُسمع له ويُطاع ما لم يأمر بمعصية الله - سبحانه وتعالى - ، وهذا القيمُ على البيت هو الرجل ، وتنصيبُه قيمًا على البيت إنما هو من الله - سبحانه وتعالى - ، قال الله سبحانه : ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ النساء/34 .

وقوامةُ الرجل على المرأة- كما ذكر الله سبحانه وتعالى - بشيئين :

أولهما : بما فضل الله بعضهم على بعض ، أي : بما فضل الله به الرجال على النساء في أصل خِلقتهم من قوة الرجل ورجحان عقله وجلادته وصبره ، وبما خص اللهُ به الرجال على النساء من جعل النبوة فيهم (2) ، وكذلك الخلافة (3) ، وجعل الله شهادة الرجل تعدل شهادة امرأتين , وجعل له من الميراث ضعف المرأة ، وجعل له الحق في أن يجمع بين أربع نسوة ، ولا يحق للمرأة إلا أن تكون تحت زوجٍ واحد ، وجعل الله الطلاق والنكاح والرجعة بيد الرجل ، وكذلك انتساب الأولاد إلى أبيهم دون أمهم (4) ، وجعل الجهاد على الرجال دون النساء ، وكذلك كثير (5) من مسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تتعلق بالرجال دون النساء إلى غير ذلك من الأمور المتعلقة بالرجال دون النساء .

الثاني : في بيان سبب قوامة الرجل على المرأة هو الإنفاق المذكور في قوله تعالى : ﴿ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ النساء/34 ، فالرجل ينفق على المرأة منذ بداية عقده عليها (6) فيجب لها عليه مهر ، ويجب لها عليه إطعام وكسوة ومسكن وسائر أوجه الإنفاق الواجبة للنساء على الرجال ، وحتى إذا طلَّقها يجب لها في ماله والنفقة والسكنى إلى غير ذلك .

فالرجل قيم على المرأة لهذين السببين الذين ذكرهما الله في كتابه : ﴿ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْالنساء/34 .

ويتأكد هـذا بقول الله سبحانه وتعالى : ﴿ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ البقرة/228 .

ويزداد هـذا المعنى تأكدًا بقول النبي : (( لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحدٍ لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها )) (7) .

وبما ورد بإسناد حسن من حديث أبي سعيد الخدري (8) أن رجلاً أتى بابنةٍ له إلى النبي - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - فقال : إن ابنتي هذه أبَتْ أن تزوَّج ، قال فقال لها : (( أطيعي أباك )) , قال قالت : لا حتى تُخبرني ما حق الزوج على زوجته ؟ فرددت عليه مقالتها ، قال فقال : (( حق الزوج على زوجته أن لو كان به قرحة فلحستها أو ابتدر منخراه صديدًا أو لحسته ما أدت حقه )) , قال فقالت : والذي بعثك بالحق لا أتزوَّج أبدًا قال فقال : (( لا تنكحوهن إلا بإذنهن )) .
وبقول النبي - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - لَمَّا سُئِلَ أيّ النساء خير ؟ قال : (( التي تَسُرُّه إذا نظر , وتُطيعه إذا أمر , ولا تخالفه فيما يكره في نفسها وماله )) (9) .

وكذلك فالمرأة لا تصوم (10) وزوجها شاهد إلا بإذنه .

ولا تأذن لأحدٍ في بيته إلا بإذنه (11) .

ولا تخرج إلى المسجد إلا بإذنه (12) .

وإذا دعاها إلى فراشه وجب عليها طاعته , فإن أبت لعنتها الملائكة حتى تصبح (13) ، وكان الذي في السماء ساخطًا عليها (14) إلى غير ذلك من الأدلة الدالة على قوامة الرجل على المرأة , وليس للمرأة أن تعترض على ذلك فهي قسمة الله سبحانه وتعالى الحكيم العليم اللطيف الخبير، وقد قال سبحانه: ﴿ وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا النساء/32 .

______________________________

(1) من السياسة كما قال النبيُّ : (( كانت بنو إسرائيل تسوسهم أنبياؤهم )) .

(2) كما قال تعالى : (( وما أرسلنا قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم )) الأنبياء/7 .

(3) وقد قال النبي : (( لن يُفلح قوم ولوا أمرهم امرأة )) .

(4) إلَّا في حالاتٍ مُستثناة نادرة .

(5) ويجوز للنساء في بعض الأحيان تغيير المنكر إذا كان تغييرهن له لا يؤدي إلى فساد أكبر ، وقد ثبت في (( صحيح البخاريّ )) وغيره أن امرأة قالت للقوم الذين كانوا يقدمون عمرو بن سلمة يصلي بهم ويظهر استه إذا سجد ... : ألا تغطون عنَّا است صاحبكم .

(6) تلاحظ أن المرأة التي تُدخل على زوجها مالاً والمرأة التي تنفق على زوجها لهما نوع تسلط في البيت ؛ وذلك لأن القوامة بشيئين كما ذكرنا أولهما خلقة الرجل , وثانيهما الإنفاق ، فإذا كانت المرأة هي المنفقة نازعت الزوج القِوامة فلينتبه لذلك .

(7) أخرجه الترمذي حديث (1159) ، وابن حبان ((موارد الظمآن)) حديث (1291) ، والبيهقي حديث (7/ 291) ، وعند البيهقي وابن حبان من الزيادة : « لما عظم الله من حقه عليها » وهي زيادة ثابتة أيضًا من حديث أبي هريرة ( بإسناد صحيح بمجموع طرقه ) .

(8) أخرجه ابن أبي شيبة (((المصنف)) 4/ 303) ، والبيهقي (((السنن الكبرى)) 7/ 291) ، والنسائي في ((السنن الكبرى)) حديث (3/ 383) وغيرهم .

(9) أخرجه أحمد حديث (2/ 251) بإسناد صحيح لشواهده .

(10) صوم التطوع ، والحديث أخرجه البخاري حديث (5192) ، ومسلم (ص711) من حديث أبي هريرة عن النبي قال : (( لا تصوم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه )) .

(11) أخرجه البخاري حديث (5195) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا .

(12) أخرجه البخاري حديث (5238) ، ومسلم (ص326) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي قال : (( إذا استأذنت امرأة أحدكم إلى المسجد فلا يمنعها )) .

(13) أخرجه البخاري حديث (5193) ، ومسلم حديث (1060) من حديث أبي هريرة ، عن النبي قال : (( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء لعنتها الملائكة حتى تصبح )) .

(14) وأخرج مسلم حديث (3/ 611) من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله : (( والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطًا عليها حتى يرضى عنها )) .
وفي رواية للبخاري (5194) , ومسلم (ص1059) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى ترجع )) .






آخر مواضيعي 0 السحلية ذات اللسان الازرق
0 عمل قلادة واسوارة ملتوية من الشريط الساتان والخرز
0 خلفيات بلاك بيري للعيد
0 33 برنامج للمحادثة لأجهزة البلاك بيري
0 ثيم البطة تويتي الجميلة للجيل الثالث
رد مع اقتباس
قديم 04-23-2012, 06:04 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
SOHER

الصورة الرمزية SOHER

إحصائية العضو







SOHER غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فِقـه التَّعامُلِ بين الزَّوجين وقَبَسَاتٌ مِن بيتِ النبـوَّة

تعليمُ الرجــل أهلَــه

وينبغي أن يقوم الرجلُ بتعليم أهله ما ينفعها في أمور دينها ودنياها فقد قال الله سبحانه : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ التحريم/6 .

وقال النبي - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - لمالك بن الحويرث (1) ومن معه : (( ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلِّموهم ومروهم )) .



قِـوامــةُ الرجـل على عُمـومِ البيت

وليست قوامة الرجل في البيت على المرأة فحسب ، بل هو مسئول أيضًا عن أولاده وبناته .

قال الله سبحانه وتعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَالتحريم/6 .

وقال النبي : (( كلكم راعٍ ومسئول عن رعيته ، فالأمير الذي على الناس فهو راعٍ عليهم وهو مسئولٌ عنهم ، والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسئول عنهم ، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم ، والعبد راعٍ على مال سيده وهو مسئول عنه ، ألا فكلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته )) (2) .



الوصاةُ بالنساءِ واحتياجُ القِوامـة إلى رِفْـق

وليس من معاني القوامة أن يكون الرجل فظًا غليظًا وجلفًا جافيًا في بيته ، وإنما ينبغي له أن يتحلَّى بالخلق الحسن والرفق واللين ، فهذا نبينا محمد - خير البشر عليه أفضل صلاةٍ وأتم تسليم - صاحب الخلق الكريم القويم مع كوننا أُمِرنا بطاعته وامتثال أمره واجتناب نهيه ، فقد رَزَقَهُ اللهُ عز وجل الِّلين وأمره بخفض الجناح للمؤمنين ، قال الله سبحانه : ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ آل عمران/159 .

وقال سبحانه : ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ الشعراء/215 .

وأمر صلوات الله وسلامه عليه بالرفق فقال : (( عليك بالرفق )) (3) .

وحث عليه بقوله : (( إنَّ الرفق لا يكون في شيءٍ إلا زانه ، ولا يُنزَعُ من شيء إلا شانه )) (4) ، وقال عليه الصلاة والسلام : (( إنَّ الله يُحب الرفق في الأمر كله )) (5) (( ويُعطي على الرفق ما لا يُعطي على العنف وما لا يعطي على سواه )) (6) .

فإذا كان الله - عز وجل - أمر الزوجة بطاعة زوجها ، فيلزم الزوج - كما أسلفنا - أن يكون سهلاً لينًا رفيقًا حليمًا كذلك .

وقد جعل الله -سبحانه وتعالى- الزوجة سكنًا لزوجها فليكن رحيمًا بها وعلى مودةٍ معها .

قال الله سبحانه وتعالى : ﴿ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً الروم/21 ، وقال سبحانه : ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ... الأعراف/189 .

والمرأةُ إذا كانت صالحةً فهي خير متاع يكتنزه الزوج ، قال رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة .. )) (7) .

فحَرِيٌّ بالرجل أن يكون خيِّرًا كريمًا مع أهله ، قال رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنهم خُلُقًا ، وخياركم خياركم لنسائهم )) (8) .

والمرأةُ أسيرةٌ عند الرجل كما قال النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( إنما هُنَّ عَوانٌ عندكم )) (9) أي : أُسارى عندكم . فلهذا - مع غيره - جاءت وصايا رسول الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - بالنساء ، فقد أخرج البخاري ومسلم (10) من حديث أبي هريرة - رضيَ اللهُ عنه - عن النبيِّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - قال : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره ... واستوصوا بالنساء خيرًا ؛ فإنهن خُلقن من ضلع ، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه ، فإن ذَهبتَ تُقيمه كسرتَه ، وإن تركتَه لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء خيرًا )) .
وفي ((صحيح ابن حبان)) من حديث سمرة بن جندب ( قال قال رسول الله : ((المرأة كالضلع إن أقمتها كسرتها فدارها تعش بها)) (11) .

وأمر اللهُ - سبحانه وتعالى - بإحسان معاشرة النساء في جملة آياتٍ ، قال سبحانه : ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ النساء/19 ، وقال سبحانه : ﴿ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ البقرة/229 ، وقال سبحانه : ﴿ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا النساء/34 . فيا تسوَّل لك نفسك أن تظلم أهلَكَ وهُنَّ لَكَ مُطيعات ؛ لأنَّكَ أعلى منها وأقوى تذكَّر أن الله - عز وجل - عليُّ كبيرٌ قادِرٌ على أن ينتقمَ مِنكَ والانتصار لها ودفع الظلم عنها .

وقد قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية ـ : أي إذا أطاعت المرأةُ زوجَها في جميع ما يُريدُه منها مِمَّا أباحه اللهُ له منها فلا سبيل له عليها بعد ذلك ، وليس له ضربَها ولا هجرانها ، وقوله : ﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا تهديدُ للرجال إذا بغوا على النساء من غير سبب , فإنَّ اللهَ العَلِيَّ الكبيرَ وَلِيُّهُنَّ ، وهو مُنتقمٌ مِمَّن ظلمهن وبغى عليهن .

وبنحو ذلك قال ابن جرير الطبري ، ولكنَّه زاد ما حاصِلُه : أنَّ المرأةَ إذا أطاعت زوجها وكانت لا تحبه فلا يُكَلِّفها حُبَّه ويُؤذيها على ذلك ؛ فإنَّ ذلك ليس بأيديهن . والله أعلم .

______________________________

(1) أخرجه البخاري (مع «الفتح» 13/ 231) ، ومسلم حديث (674) .

(2) أخرجه البخاري حديث (2554) ، ومسلم حديث (1829) ، وغيرهما من حديث عبد الله بن عمر عن النبي .

(3) مسلم حديث (2594) من حديث عائشة رضي الله عنها .

(4) مسلم حديث (2594) أيضًا .

(5) البخاري (6024) .

(6) مسلم (2593) ، وفي رواية لمسلم (2592) من حديث جرير عن النبي : (( مَن يُحرَم الرفق يُحرَم الخير )) .

(7) أخرجه مسلم (3/ 656) .

(8) أخرجه الإمام أحمد بإسنادٍ صحيح بمجموع طُرقه (2/ 472) .

(9) أخرجه الترمذي (1163) من حديث عمرو بن الأحوص مرفوعًا . وسيأتي إن شاء الله .

(10) أخرجه البخاري (مع ((الفتح)) 9/ 252) ، ومسلم (ص1091) .

(11) أخرجه ابن حبان بإسناد صحيح (( موارد الظمآن )) حديث (1308) .






آخر مواضيعي 0 السحلية ذات اللسان الازرق
0 عمل قلادة واسوارة ملتوية من الشريط الساتان والخرز
0 خلفيات بلاك بيري للعيد
0 33 برنامج للمحادثة لأجهزة البلاك بيري
0 ثيم البطة تويتي الجميلة للجيل الثالث
رد مع اقتباس
قديم 04-23-2012, 06:04 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
SOHER

الصورة الرمزية SOHER

إحصائية العضو







SOHER غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فِقـه التَّعامُلِ بين الزَّوجين وقَبَسَاتٌ مِن بيتِ النبـوَّة

معرفةُ خِصال النساء وبيانُ نُقصان عقلهِنَّ ودِينِهِنَّ

ومن عوامل النجاح في المعاملات بين الزوجين : أن يعرف كُلٌّ منهما خِصالَ الآخَر وما يُغضبه وما يُرضيه , ويحرص على فعل ما يريح صاحبه ما دام في حدود المسموح به شرعًا ، فعلى الرجل أن يعرف خِصالَ المرأةِ وما جُبلت عليه , حتى يَسوسها سياسةً طيبة ويصل بها إلى ما يُرضي اللهَ - سبحانه وتعالى - عنهما , ويكون سببًا في سعادتها وسعادة أولادهما في الدنيا والآخرة .

فمن ذلك أن يعلم أن من خصال النساء أنهنَّ ناقصات العقل والدين ، ففي (( الصحيح )) (1) من حديث أبي سعيد الخدري - رضي اللهُ عنه - أنَّ النبي - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - قال : (( يا معشر النساء تصدقن ؛ فإني أُريتكنَّ أكثرَ أهل النار )) , فقلن : وبِمَ يا رسولَ الله ؟ قال : (( تُكثرن الَّلعن ، وتكفُرن العشير ، ما رأيتُ مِن ناقصات عقلٍ ودينٍ أذهبُ لِلُبِّ الرجل الحازم مِن إحداكن )) ، قلن : يا رسولَ الله , وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله ؟ قال : (( أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل ؟ )) قلن : بلى ، قال : (( فذلك من نقصان عقلها ، أليس إذا حاضت لم تُصلِّ ولم تَصمْ ؟ )) قلن : بلى ، قال : (( فذلك من نقصان دينها )) .

ويتأيد فعل هذا – أي : كون المرأة ناقصة العقل - بأنَّ كثيرًا من المفسرين قالوا في تأويل قول الله تعالى : ﴿ وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا ... النساء/5 ، بأنَّ المراد بالسفهاء : النساء والصبيان .

وقد قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( المرأةُ كالضلع إن أقمتها كسرتها , وإن استمتعت بها استمتعتَ بها وفيها عوج )) (2) .

وتقدم حديث النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم (( ... واستوصوا بالنساء خيرًا ؛ فإنهن خُلقن من ضلع ، وإن أعوج شيءٍ في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تُقيمه كسرتَه ، وإن تركتَه لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء خيرًا )) .

وقال سبحانه وتعالى : ﴿ أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ الزخرف/18 .

وقال: سبحانه وتعالى : ﴿ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ البقرة/228 .

فهـذا كله مما يدل على ضعف عقل النساء ونقصه .

فإذا كان الأمرُ كذلك وعلم الرجلُ أنَّ هـذا هو حال المرأة من نقصان العقل ، تعيَّن عليه أن يُعاملها بناءً على عقلها ، فمِن المعلوم أنَّ الرجل يتعامل مع الناس على قدر عقولهم ، وراجح العقل يتعامل مع ضعيف العقل والطفل والمجنون على قدر عقولهم ، فإذا آخذ الرجلُ العقل الطفل الصغير بكل ما يصدر منه حكم الناسُ على هذا الرجل بقلة العقل ، وقال قائلهم : انظروا إلى هذا الرجل ينزل بعقله إلى عقول الأطفال ، والله - عز وجل - يقول في شأن أهل الإيمان : ﴿ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا الفرقان/72 .

فكذلك فليكُن تعامل الرجل مع المرأة لا يؤاخذها بكل خطأٍ يصدر منها ، بل إنْ أخطأت عشرة أخطاء مثلاً آخذها بثلاثةٍ أو أربعة أو خمسة وترك المؤاخذة على الباقي ، أما إذا آخذها بالعشرة أخطاء فقد جعل عقلَه كعقلها ، وحَكَمَ على نفسه بأنَّه رجلٌ ناقص العقل سفيه .

ومِن ثمَّ رُويَ عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أنَّه قال : ما أحبُّ أن أستنظف جميعَ حقي عليها (3) ؛ لأن الله يقول : ﴿ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ البقرة/228 . ومعنى كلام ابن عباس رضي الله عنهما : أنني لا أحب أن آخذ حقي كاملاً من امرأتي وإنما أترك لها بعضَه ؛ لأن الله يقول : ﴿ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ البقرة/228 .

ونحو هـذا في قول الله تعالى : ﴿ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ ... التحريم/3 . فرسولُ الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - حدَّث بعضَ أزواجه - اللواتي هُنَّ مِن خير النساء وفضليات النساء - بحديثٍ وأوصاها أن لا تُخبر به أحدًا , فذهبت وأخبرت به ، فأطلع اللهُ نبيَّه - عليه الصلاة والسلام - على الذي كان من أمرها ، فلما جاء العِتابُ ما عاتبها الرسولُ بكُلِّ ما صدر منها ، بل كما قال الله سبحانه : ﴿ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ التحريم/3 .

ومن المعلوم أنَّ الله - سبحانه وتعالى - حَثَّ أهلَ الفضل على العفو عن زلات مَن هم دُونهم ، قال الله تعالى : ﴿ وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ... النور/22 .

______________________________

(1) أخرجه البخاري حديث (304)، ومسلم حديث (80).

(2) أخرجه البخاري (5184)، ومسلم (ص1091) من حديث أبي هريرة .

(3) أخرجه الطبري وفي إسناده عنده ابن وكيع وهو سفيان بن وكيع تُكلم فيه لوراق السوء الذي كان عنده






آخر مواضيعي 0 السحلية ذات اللسان الازرق
0 عمل قلادة واسوارة ملتوية من الشريط الساتان والخرز
0 خلفيات بلاك بيري للعيد
0 33 برنامج للمحادثة لأجهزة البلاك بيري
0 ثيم البطة تويتي الجميلة للجيل الثالث
رد مع اقتباس
قديم 04-23-2012, 06:05 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
SOHER

الصورة الرمزية SOHER

إحصائية العضو







SOHER غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فِقـه التَّعامُلِ بين الزَّوجين وقَبَسَاتٌ مِن بيتِ النبـوَّة

حِيَـلُ النســاء

وينبغي أن يتفطن الرجلُ إلى أن النساء ذوات حيل ، فقد تُظهر أمرًا وتخفي أمرًا آخر تريده ، وهذا وإن كان واردًا في حق الرجال أيضًا إلا أنَّ النساء لهن القسط الأكبر من ذلك ، وقد تفعل المرأة فعلاً خطأً وتلصقه بغيرها ، وهذا يظهر جليًّا في تصرف امرأة العزيز ، قال تعالى : ﴿ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ * وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ * وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ يوسف/23-25 .

وأخرج البخاري (1) من حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت : إنَّ رسول الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - قال في مرضه : (( مُروا أبا بكرٍ يُصلِّي بالناس )) , قالت عائشة : إنَّ أبا بكرٍ إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمُر عمر فليُصلِّ بالناس , فقالت عائشة : فقلت لحفصة : قولي له إنَّ أبا بكرٍ إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمُر عمر فليُصلِّ بالناس ، ففعلت حفصة ، فقال رسول الله : (( مه إنكنَّ لأنتُنَّ صواحب يُوسف ، مُروا أبا بكرٍ فليُصلِّ بالناس )) . فقالت حفصة لعائشة : ما كنتُ لأصيب منكِ خيرًا .

قلتُ : ووجه الشبه يتضح مما قالته عائشة رضي الله عنها ( كما في رواية البخاري في المغازي 8/ 140) إذ قالت : لقد راجعت رسول الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - في ذلك ، وما حملني على كثرة مراجعته إلا أنه لم يقع في قلبي أن يحب الناس بعده رجلاً قام مقامه أبدًا ، ولا كنتُ أرى أنه لن يقوم أحد مقامه إلا تشاءم الناسُ به ، فأردت أن يعدل ذلك رسول الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - عن أبي بكر .

وأخرج البخاري ومسلم (2) عن عائشة أن النبي - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - كان إذا أراد سفرًا أقرع بين نسائه ، فطارت القرعة لعائشة ، وحفصة ، وكان النبي - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث ، فقالت حفصة : ألا تركبين بعيري وأركبُ بعيرك تنظرين وأنظر ، فقالت : بلى فركبت ، فجاء النبي - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - إلى جمل عائشة وعليه حفصة ، فسلَّم عليها , ثم سار حتى نزلوا افتقدته عائشة ، فلما نزلوا جعلت رجليها بين الإذخر (3) وتقول : ربِّ سلِّط عليَّ عقربًا أو حية تلدغني ولا أستطيع (4) أن أقول له شيئًا .

وقد تكون الحيلة في الخير، أخرج مسلم (5) في (( صحيحه )) من حديث أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنها - قالت : كنت أخدم الزبير خدمة البيت .. فذكرت الحديث وفيه : فجاءني رجل فقال : يا أم عبد الله ، إني رجلٌ فقيرٌ أردتُ أن أبيع في ظِلِّ دارك ، قالت : إني إن رخصت لك أَبَى ذاك الزبير ، فتعالَ فاطلب إليَّ والزبيرُ شاهِدٌ ، فجاء فقال : يا أم عبد الله ، إني رجل فقير أردت أن أبيع في ظل دارك ، فقالت : مالك بالمدينة إلا داري ؟! فقال لها الزبير : مالكِ أن تمنعي رجلاً فقيرًا يبيع ، فكان يبيعُ إلى أن كسب ، فبعته الجارية ، فدخل عليَّ الزبير وثمنها في حجري ، فقال : هبيها لي ، قالت : إني قد تصدقتُ بها .


تحـذيـرٌ للنساءِ مِن كُفـران العشيـر

وإذا صدر من الزوج شيءٌ يٌكره ، فلا ينبغي أن تكفر المرأة العشير وتنسى كل إحسانه إليها , فقد حذر النبي - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - أشد تحذيرٍ ، وبيَّن عليه الصلاة والسلام أن كُفران العشير وكُفران الإحسان سببٌ من أسباب دخول النار ، فلما خسفت الشمسُ على عهد النبي - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - وصلَّى النبي - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - صلاة الخسوف ، قال بعد صلاته : (( إني رأيتُ الجنةَ - أو أُريتُ الجنةَ - فتناولتُ منها عنقودًا ، ولو أخذتُه لأكلتم منه ما بقيت الدنيا ، ورأيتُ النارَ ، فلم أرَ كاليوم منظرًا قط ، ورأيتُ أكثرَ أهلِها النساء )) , قالوا : لِم يا رسول الله ؟ قال : (( بكُفرهِنَّ )) , قيل : يكفرن بالله ؟ قال : (( يكفرن العشير ويكفرن الإحسان ، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ، ثم رأت منك شيئًا ، قالت : ما رأيتُ منك خيرًا قط )) (6) .

وأخرج الترمذي (7) بإسناد حسن عن معاذ بن جبل - رضيَ اللهُ عنه - عن النبي - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - قال : (( لا تُؤذي امرأةٌ زوجَها في الدنيا ، إلَّا قالت زوجتُه من الحُور العِين : لا تُؤذيه قاتَلَكِ الله ، فإنما هو عندكِ دخيل يُوشِكُ أن يُفارقكِ إلينا )) .

وعن الحصين بن محصن (8) أن عمةً له أتت النبي - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - في حاجةٍ ، ففرغت من حاجتها ، فقال لها النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( أذات زوج أنتِ ؟ )) قالت : نعم , قال : (( كيف أنتِ له ؟ )) قالت : ما آلوه إلا ما عجزتُ عنه , قال : (( فانظري أين أنتِ منه ، فإنما هو جنتك ونارك )) (9) .

______________________________

(1) البخاري مع ( ((الفتح)) 2/ 164 ) .

(2) البخاري حديث (5211) ، ومسلم (2245) .

(3) الإذخر : هو الحشيش .

(4) في رواية مسلم . ( .. رسولك ولا أستطيع أن أقول له شيئًا ) .

(5) مسلم حديث (2182) .

(6) أخرجه البخاري (5197) ، ومسلم (ص626) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما .

(7) الترمذي حديث (1174) .

(8) أخرجه أحمد حديث (4/ 341) .

(9) معناه - والله اعلم - : أنك إذا اتقيتِ اللهَ فيه ، كانت تقواكِ لله فيه سببًا لدخولك الجنة ، وعلى العكس من ذلك إذا لم تتقي الله فيه ، ولم تؤدي حقه ، كان ذلك سببًا في دخولك النار .






آخر مواضيعي 0 السحلية ذات اللسان الازرق
0 عمل قلادة واسوارة ملتوية من الشريط الساتان والخرز
0 خلفيات بلاك بيري للعيد
0 33 برنامج للمحادثة لأجهزة البلاك بيري
0 ثيم البطة تويتي الجميلة للجيل الثالث
رد مع اقتباس
قديم 04-23-2012, 06:05 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
SOHER

الصورة الرمزية SOHER

إحصائية العضو







SOHER غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فِقـه التَّعامُلِ بين الزَّوجين وقَبَسَاتٌ مِن بيتِ النبـوَّة

لا يَفـرُكُ مُؤمـنٌ مُؤمنـة

ولا ينبغي لمؤمنٍ أن يفرك مؤمنةً فإنه إن كره منها خُلُقا رضي منها آخر (1) ، والله سبحانه وتعالى يقول : ﴿ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا النساء/19 . فيندر جدًّا أن تجتمع خصال الخير في امرأة ، وقـد قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( إنما الناسُ كإبل مائة ، لا تكاد تجد فيها راحلة )) (2) . فلا تكاد تجد رجلاً شجاعًا مِغوارًا مِقدامًا , كريمًا سخيًا عالمًا محسنًا متصدقًا , كاظمًا للغيظ عافٍ عن الناس , صبورًا يقوم الليل ويصوم النهار واصلاً للأرحام بارًّا بوالدية .. , نادرًا ما تجد خصال الخير تجتمع في رجل - كالإبل في المائة - واحد تجده صبورًا على الجوع والعطش , مُريحًا في المشي هادئ الطبع لبنه كثير .. نادرًا ما تجد في الإبل كهذا ، فإذا كان هذا هو الشأن , الشأن في الناس أنهم كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة ، فالنساء اللواتي خُلِقنَ من ضلع من باب أولى ألَّا تجتمع فيهن خصال الخير ، فقد تكون المرأة جميلة حسناء ولكنها بذيئة اللسان ، وقد تكون جميلة حسناء لسانها طيب وقولها حلو جميل , لكنها مُبذِّرة في الإنفاق ومتوسعة فيه وغير مقتصدة في معيشتها , وقد تكون مقتصدةً في معيشتها لكن لا تجيد الطهي والخبيز (3) ، وقد تكون جملية حسنة الخلق حسنة التبعُّل متقنة لعمل البيت لكنها شديدة الغيرة , وقد يكون فيها ما ذُكر من جمال وبهاء وحسن تبعل وإتقانٍ للعمل إلَّا أنها ضعيفة في العبادة .. إلى غير ذلك .

الشاهد أنَّ المرأة بها عوج كما قال النبيَّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - كالضلع وكالعود ، عودُ في آخره عوج تريد أن تُقَوِّمَه وتعدله ، فإذا ذهبت تُقوِّمه كُسر منك ، وإن تركته بقي أعوج ، فكذلك المرأة إن ذهبت تُقيمها كسرتها وكسرها طلاقها ، وإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج .
فلا بد أن يكون في المرأة عيب وعوج ، وكما قال النبيّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( فدارها تعش بها )) (4) .

لا نقول لك : اتركها بعيوبها ، ولكن قوِّمها برفقٍ ولين قدر الاستطاعة , وسدِّد وقارب ، ولن تستطيع أن تصل إلى التمام ؛ لقول النبيّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( وإن استمتعتَ بها استمتعتَ بها وبها عوج )) (5) .

فليكن منك هذا الحديث على بال ، والله المستعان ، وعليه صلاح الأحوال ، ولا حول وقوة إلا بالله .


______________________________

(1) أخرج مسلم - رحمه الله - (3/ 657) من حديث أبي هريرة - رضيَ اللهُ عنه - قال : قال رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( لا يفرك مؤمنٌ مؤمنةً إن كره منها خلقًا رَضِيَ منها آخر - أو قال غيره )) .
وقوله لا يفرك : أي لا يُبغض ، والذي صوَّبه النووي في معنى هذا الحديث : أنه لا ينبغي أن يبغضها ؛ لأنه إن وجد فيها خُلُقًا يُكره وجد فيها خلقًا مرضيًا , بأن تكون شرسة الخلق لكنها ديَّنة أو جميلة أو عفيفة أو رفيقة به أو نحو ذلك ، والله أعلم .

(2) أخرجه البخاري (6498) ، ومسلم (2547) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا .

(3) وأسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين العاقلة الرشيدة تقول عن نفسها : ولم أكن أحسن الخبيز . انظر البخاري (9/ 319) ، ومسلم (5/ 26) وزينب بنت جحش أم المؤمنين كانت عابدة متصدقة جميلة لكن تعتريها حدةٌ أحيانًا .
وأُمُّنا عائشة - رضي الله عنها - كانت غيورًا مع فضلها وعملها رضي الله عنها .

(4) تقدم الكلام عليه .

(5) تقدم الكلام عليه .







آخر مواضيعي 0 السحلية ذات اللسان الازرق
0 عمل قلادة واسوارة ملتوية من الشريط الساتان والخرز
0 خلفيات بلاك بيري للعيد
0 33 برنامج للمحادثة لأجهزة البلاك بيري
0 ثيم البطة تويتي الجميلة للجيل الثالث
رد مع اقتباس
قديم 04-23-2012, 06:05 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
SOHER

الصورة الرمزية SOHER

إحصائية العضو







SOHER غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فِقـه التَّعامُلِ بين الزَّوجين وقَبَسَاتٌ مِن بيتِ النبـوَّة

مُغاضباتٌ في البيوتِ وتعـوُّذٌ مِن الشيطان

قال تعالى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ الأعراف/201 . وأغلبُ البيوت لا تخلوا من مُغاضباتٍ بين أهلها ، حتى بيوت أهل الفضل والصلاح ، ولكن أهل الفضل والصلاح لا يتركوا الأمورَ تسيرُ على ما يُحبُّه الشيطان ويهواه ، بل يتعوذون بالله من الشيطان ، ويستدركون أمورَهم ، ويجمعون شملهم ، ويُصلحون ما بينهم ، ويُبطلون كيد الشيطان .

فهذا الصديق أبو بكر - رضي اللهُ عنه - لمَّا أرسل الأضيافَ إلى بيته مع عبد الرحمن ولده ، ورفض الأضيافُ أن يأكلوا حتى يأتي أبوبكر ، فيأتي أبو بكر ويراهم قد تأخروا عن الطعام ، فماذا صنع الصِّديقُ الكريم ؟!! يغضبُ على أهل بيته وأضيافِه ، يَسبُّ ويجدِّع ويقسم أن لا يأكل ، ويبلغ به الأمر إلى حد أن يقول للأضياف : كلوا لا هنيئًا ، فيُقسِمُ الأضيافُ أن لا يأكلوا حتى يأكل ، وتُقسِمُ زوجتُه هي الأخرى أنَّها لا تطعمه حتى يطعمه ، وفي وسط هذا الغضب الشديد والانفعال الزائد يتذكَّرُ هذا الصديقُ الكريمُ أنَّ هذا مِن الشيطان ، فينزع عن غضبه ، فيُسَمِّي الله ، ويُقبِلُ على الطعام ، ويُقبِلُ أضيافُه على الطعام ، فيُبارِكُ اللهُ - عز وجل - في الطعام .

فانظر إلى الصديق كيف رجع عمَّا هو فيه من غضبٍ وانفعال لَمَّا عَلِمَ أنَّ هذا الذي جرى وحدث إنما هو من الشيطان ، وها هو الحديث بذلك : أخرج البخاريُّ ومُسلم (1) من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما : أنَّ أصحابَ الصُّفَّةِ كانوا ناسًا فقراء ، وإن رسول الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - قال مرة : (( مَن كان عنده طعامُ اثنين ، فليذهب بثلاثة ، ومَن كان عنده طعامُ أربعة ، فليذهب بخامس ، بسادس )) ، أو كما قال : وإنَّ أبا بكرٍ جاء بثلاثة ، وانطلق نبي الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - بعشرة ، وأبو بكرٍ بثلاثة ، قال : فهو وأنا وأبي وأمي - ولا أدري هل قال : وامرأتي وخادمٌ بين بيتنا وبيت أبي بكر - قال : وإنَّ أبا بكرٍ تعشَّى عند النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، ثم لبث حتى صُليتُ العِشاء ، ثم رجع فلبث حتى نعس رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فجاء بعد ما مضى من الليل ما شاء الله ، قالت له امرأتُه : ما حَبِسَكَ عن أضيافك ، أو قالت : ضيفُك ؟ قال : أو ما عشَّيتهم ؟ قالت : أَبَوْا حتى تَجيء . قد عرضوا عليهم فغلبوهم ، قال : فذهبتُ أنا فاختبأتُ ، وقال : يا غنثر (2) ! فجدع وسَبَّ ، وقال : كُلوا لا هنيئًا ، وقال : واللهِ لا أطعمُه أبدًا . قال : فأيمُ اللهِ ما كُنَّا نأخذُ مِن لُقمةٍ إلَّا ربا من أسفلها أكثر منها ، قال : حتى شبعنا وصارت أكثرَ مِمَّا كانت قبل ذلك ، فنظر إليها أبو بكرٍ فإذا هي كما هي أو أكثر ، قال لامرأته : يا أختَ بني فراس , ما هذا ؟ قالت : لا ، وقرة عيني , لهِيَ الآن أكثر منها قبل ذلك بثلاث مرار . قال : فأكل منها أبو بكر ، وقال : إنما كان ذلك من الشيطان - يعني يمينه - ثم أكل منها لُقمة ، ثم حملها إلى رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فأصبحت عنده ، قال : وكان بيننا بين قومٍ عقد ، فمضى الأجل ، فعرفنا اثنا عشر رجلاً ، مع كل رجلٍ منهم أناس - اللهُ أعلمُ كم مع كل رجل - إلَّا أنَّه بعث معهم فأكلوا منها أجمعون ، أو كما قال .

وفي روايةٍ أخرى لمسلم (3) : عن عبد الرحمن بن أبي بكرٍ قال : نزل علينا أضيافٌ لنا ، قال : وكان أبي يتحدث إلى رسول الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - من الليل , قال : فانطلق وقال : يا عبد الرحمن , افرغ من أضيافك (4) . قال : فلمَّا أمسيتُ جئنا بقراهم (5) . قال : فأَبَوْا ، فقالوا : حتى يجيء أبو منزلنا (6) ، فيَطعم معنا ، قال : فقلتُ لهم : إنه رجلٌ حديد (7) ، وإنكم إن لم تفعلوا خِفتُ أن يُصيبني منه أذى ، قال : فأَبَوْا ، فلمَّا جاء لم يبدأ بشيءٍ أول منهم ، فقال : أفرغتم من أضيافكم ؟ قال : قالوا : لا ، واللهِ ما فرغنا ، قال : ألم آمُر عبدالرحمن ؟ قال : وتنحَّيتُ عنه ، فقال : يا عبد الرحمن , قال : فتنحَّيتُ، قال : فقال : يا غنثر , أقسمتُ عليكَ إن كنتَ تسمعُ صوتي إلَّا جئت ، قال : فجئتُ ، فقلتُ : واللهِ مالي ذنب ، هؤلاء أضيافُكَ فسَلهم ، قد أتيتُهم بقراهم فأَبَوْا أن يَطعموا حتى تجيء ، قال : فقال : ما لكم ألَّا تقبلوا عنَّا قراكم ؟ قال : فقال أبوبكر : فواللهِ لا أطعمُه الليلة ، قال : فقالوا : فواللهِ لا نطعمُه حتى تطعمَه ، قال : فما رأيتُ كالشَّرِّ كالليلةِ قط ، ويلكم ! ما لكم أن لا تقبلوا عنَّا قراكم ؟ قال : ثم قال : أما الأُولى فمِن الشيطان (8) ، هَلُمُّوا قراكم ، قال : فجيء بالطعام فسَمَّى فأكل وأكلوا ، قال : فلمَّا أصبح غدا على النبي - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - فقال : يا رسولَ الله , بروا (9) وحنثتُ ، قال : فأخبره ، فقال : (( بل أنتَ أبرهم وأخيرهم )) .

وليس في بيت أبي بكر فحسب ، فهذا رسولنا محمد النبي الكريم - عليه أفضل الصلاة وأتم تسليم - قد آلى مِن نسائه شهرًا ، واعتزلهن في مشربة له .

وأخرج البخاري في ((صحيحه)) (10) من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : لم أزل حريصًا على أن أسأل عمر بن الخطاب عن المرأتين من أزواج النبي - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - اللتين قال الله تعالى : ﴿ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا التحريم/4 ، حتى حج وحججتُ ، وعدل وعدلتُ معه بإداوة ، فتبرَّزَ ، ثم جاء فسكبتُ على يديه منها فتوضأ ، فقلتُ له : يا أميرَ المؤمنين , مَن المرأتان من أزواج النبيِّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - اللتان قال الله تعالى : ﴿ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا التحريم/4 ؟ قال : واعجبًا لكَ يا ابن عباس ! هما عائشة وحفصة ، ثم استقبل عمر الحديثَ يسوقه ، قال : كنتُ أنا وجارٌ لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهم من عوالي المدينة ، وكنا نتناوبُ النزولَ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فينزلُ يومًا وأنزلُ يومًا ، فإذا نزلتُ جئتُه بما حدث من خبر ذلك اليوم من الوحي أو غيره ، وإذا نزلَ فعل مثل ذلك ، وكُنَّا معشر قريش نغلبُ النساء ، فلمَّا قدمنا على الأنصار إذا قومٌ تغلبُهم نساؤهم ، فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار ، فصخبت عليَّ امرأتي فراجعتني ، فأنكرتُ أن تراجعني ، قالت : ولِمَ تُنكر أن أراجعك ؟ فواللهِ إنَّ أزواج النبي - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - ليُراجعنه ، وإن إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل ، فأفزعني ذلك ، فقلتُ لها : قد خاب مَن فعل ذلك منهُنّ ، ثم جمعتُ عليَّ ثيابي فنزلتُ فدخلتُ على حفصة ، فقلتُ لها -أي : حفصة - : أتغاضِبُ إحداكُنَّ النبيَّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - اليومَ حتى الليل ؟ قالت : نعم ، فقلتُ : قد خبتِ وخَسرتِ ، أفتأمنين أن يغضب اللهُ لغضب رسول الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - فتهلكي ؟ لا تستكثري النبيَّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - ولا تُراجعيه في شيء ، ولا تهجريه ، وسليني ما بدا لك ، ولا يغرنك أن كانت جارتك أوضأ منك وأحبَّ إلى النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يُريدُ عائشة - قال عمر : وكنا قد تحدثنا أن غسان تنعل الخيل لتغزوَنا ، فنزل صاحبي الأنصاري يوم نوبته ، فرجع إلينا عشاء فضرب بابي ضربًا شديدًا وقال : أَثَمَّ هو ؟ ففزعتُ فخرجتُ إليه ، فقال : قد حدث اليوم أمرٌ عظيم ، قلتُ : ما هو ؟ أجاء غسَّان ؟ قال : لا ، بل أعظم من ذلك وأهول ، طلَّق النبي - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - نساءه - قال عبيد بن حنين : سمع ابن عباس عن عمر قال : فقال : اعتزل النبيُّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - أزوجه - فقلتُ : خابت حفصة وخسرت ، وقد كنتُ أظن هذا يوشك أن يكون ، فجمعتُ عليَّ ثيابي فصلَّيتُ الفجر مع النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فدخل النبي - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - مشربة له فاعتزل فيها ، ودخلتُ على حفصة ، فإذا هي تبكي ، فقلتُ : ما يُبكيكِ ؟ ألم أكن حذَّرتُكِ هذا ؟ أطلقكن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قالت : لا أدري ، ها هو ذا معتزلٌ في المشربة ، فخرجتُ فجئت إلى المنبر ، فإذا حوله رَهطٌ يبكي بعضُهم ، فجلستُ معهم قليلاً ، ثم غلبني ما أجد ، فجئتُ المشربة التي فيها النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فقلتُ لغلامٍ له أسود استئذِن لعمر، فدخل الغلام ، فكلم النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، ثم رجع ، فقال : كلمتُ النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، وذكرتك له فصمت ، فانصرف حتى جلستُ مع الرهط الذين عند المنبر ، ثم غلبني ما أجد ، فجئتُ فقلتُ للغلام : استئذِن لعمر ، فدخل ثم رجع فقال : قد ذكرتُكَ له فصمت , فرجعتُ فجلستُ مع الرهط الذين عند المنبر , ثم غلبني ما أجد , فجئتُ الغلام فقلتُ : استئذن لعمر , فدخل ثم رجع إليَّ فقال : قد ذكرتُك له فصمت ، فلمَّا وليتُ منصرفًا، قال : إذا الغلام يدعوني ، فقال : قد أذن لك النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فدخلتُ على رسول الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - فإذا هو مضطجع على رمال الحصير ليس بينه وبينه فراش قد أثَّر الرمالُ بجنبه ، متكئًا على وسادةٍ من أدم حشوها ليف ، فسلمتُ عليه ، ثم قلتُ وأنا قائم : يا رسولَ الله ، أطلَّقت نساءك ؟ فرفع إليَّ بصره فقال : (( لا )) فقلتُ : الله أكبر ، ثم قلتُ وأنا قائم أستأنس : يا رسول الله , لو رأيتني وكنا معشر قريش نغلب النساء ، فلما قدمنا المدينة إذا قوم تغلبهم نساؤهم ، فابتسم النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، ثم قلت : يا رسول الله , لو رأيتني ودخلت على حفصة ، فقلت لها : لا يغرنك أن كانت جارتك أوضأ منك وأحب إلى النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يريد عائشة - فابتسم النبي - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - تبسمة أخرى , فجلست حين رأيته تبسم ، فرفعت بصري في بيته ، فوالله ما رأيت في بيته شيئًا يرد البصر غير أهبة ثلاثة ، فقلت : يا رسول الله , ادعُ الله فليُوسِّع على أمتك ، فإن فارس والروم قد وُسِّعَ عليهم وأُعطوا الدنيا وهم لا يعبدون الله ، فجلس النبي - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - وكان متكئًا فقال : (( أَوَ في هذا أنت يا ابن الخطاب ؟ إن أولئك قوم قد عجلوا طيباتهم في الحياة الدنيا )) . فقلت : يا رسول الله استغفر لي ، فاعتزل النبي - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - نساءه من أجل ذلك الحديث حين أفشته حفصة إلى عائشة تسعًا وعشرين ليلة ، وكان قال : (( ما أنا بداخل عليهن شهرًا )) من شدة موجدته عليهن حين عاتبه الله -عز وجل - فلما مضت تسع وعشرون ليلة دخل على عائشة فبدأ بها ، فقالت له عائشة : يا رسول الله , إنك قد أقسمت ألَّا تدخل علينا شهرًا ، وإنما أصبحت من تسع وعشرين ليلة أَعُدها عدًّا ، فقال : (( الشهر تسع وعشرون ليلة )) . فكان ذلك الشهر تسعًا وعشرين ليلة ، قالت عائشة : ثم أنزل الله تعالى آية التخيير ، فبدأ بي أول امرأة من نسائه فاخترتُه ، ثم خيَّر نساءه كلهن فقلن مثل ما قالت عائشة .

وهذا عليُّ - رضي اللهُ عنه - أمير المؤمنين رجل يُحب الله ورسولَه ويحبه الله ورسوله (11) يُغاضب إحدى سيدات نساء أهل الحنة وهي زوجته السيدة فاطمة بنت رسول الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - ورضي الله عنها ، ويخرج من البيت بعد مغاضبته لها ويذهب إلى المسجد ينام فيه .

أخرج البخاري (12) من حديث سهل بن سعد الساعدي - رضي اللهُ عنه - قال : إن كانت أحب أسماء عليًّ - رضي اللهُ عنه - إليه لأبو تراب ، وإن كان ليفرح أن يُدعى بها ، وما سمَّاه أبا تراب إلا النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، غاضَبَ يومًا فاطمة ، فخرج فاضطجع إلى الجدار في المسجد ، فجاءه النبي - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يتبعه فقال : هو ذا مضطجع في الجدار , فجاءه النبي - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - وامتلأ ظهره ترابًا ، فجعل النبي - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يمسح التراب عن ظهره ويقول : (( اجلس يا أبا التراب )) .

فإذا دبت مشكلةٌ بين زوجٍ وزوجه فعليهما أن يتداركا أمرهما ويتعوذا بالله من الشيطان الرجيم , ويُصلحا ذات بينهما ويُغلقا عليهما الأبواب ، ويسدلا عليهما الحجاب ، فإذا غضب الزوج أو انفعلت الزوجة تعوذا بالله وذهبا فتوضَّآ وصلَّيا ركعتين ، وإن كان أحدهما قائمًا فليجلس ، وإن كان جالسًا فليضطجع ، أو ليقبل أحدهما على الآخر ويعانقه ويعتذر إليه إذا كان مخطئًا في حقه ، وليعفو وليصفح لوجه الله ، ويحضرني في هذا المقام قصة حدثت لفاطمة بنت عتبة ابن ربيعة مع زوجها عقيل بن أبي طالب وقد أخرجها ابن سعد في (( الطبقات )) (13) بإسنادٍ صحيح عن ابن أبي مليكة (14) قال : تزوَّجَ عقيل بن أبي طالب فاطمة بنت عتبة بن ربيعة ، وكانت كبيرة المال فقالت : أتزوج بك على أن تضمن لي (15) وأنفق عليك ، قال : فتزوجها ، فكان إذا دخل عليها قالت : أين عتبة بن ربيعة ؟ أين شيبة ابن ربيعة ؟ قال : فدخل يومًا وهو بَرم ، فقالت : أين عتبة بن ربيعة ؟ أين شيبة بن ربيعة ؟ قال : على يسارك إذا دخلت النار ، قال: فشدت عليها ثيابها وقالت : لا يجمع رأسي ورأسك شيء ، فأتت عثمان فبعث معاوية وابن عباس ، فقال ابن عباس : والله لأفرقن بينهما ، وقال معاوية : ما كنت لأفرقن بين شيخين من بني عبد مناف ، قال : فأتيا وقد شدَّا عليها أثوابهما فأصلحا أمرهما .

قلتُ : فانظر كيف أصلحا ذات بينهما لمَّا دبت بينهما المشكلة ، ولم يحتاجا إلى الحكمين وأغلقا عليهما بابهما ، فهي امرأة يعتريها ما يعتري النساء من الافتخار بجمال أبيها وعمها ( ففي بعض الروايات أنها كانت تقول : أين الذين رقابهم كأباريق الفضة ... ) وهو رجل يحتمل مقالتها يومًا بعد يوم ، ثم يأتي يوم وهو مرهق متعب ضجر فتقول له : أين عتبة بن ربيعة ؟ فيقول لها مقالته : عن يسارك في النار ، فتلبس ملابسها وتتجه إلى أمير المؤمنين عثمان رضيَ اللهُ عنه ، فيُرسل الحكمين ، فلا يصل الحكمان إلى بيت فاطمة وعقيل إلا وقد اصطلحت فاطمة مع عقيل وأغلقا عليهما الأبواب ، فلله الحمد .

وكذلك فليكن أهل الفضل والصلاح ، إذا أخطاء أحدهم فليكن سريع الفيئة سريع الأوبة سريع التوبة ، وكان الله للأوابين غفورًا .


______________________________

(1) أخرجه البخاري حديث (6140، 6141) ، ومسلم (2057) ، واللفظ لمسلم .

(2) هو الثقيل الوخيم ، وقيل : هو الجاهل ، وقيل هو السفيه .

(3) (ص1628، 1629) .

(4) أي : عشِّهم وقم بحقهم .

(5) القرى هو ما يصنع للضيف من مأكول ومشروب .

(6) أبو منزلنا أي : صاحبه .

(7) رجل حديد أي : فيه قوة وصلابة ويغضب لانتهاك الحرمات والتقصير في حق الضيف .

(8) يعني : اليمين .

(9) أي : بروا في أيمانهم وحنثت .

(10) رواه البخاري حديث (5191) ، ومسلم حديث (1111) .

(11) أخرج ذلك البخاري (3702) ، ومسلم (2407) من حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه ، وله طرق أخرى عن رسول الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - حاصلها : أن النبي - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - قال يوم خبير : (( لأعطين هذه الراية رجلاً يُحب الله ورسوله ، ويُحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه .. )) فأعطاها عاليًّا .

(12) البخاري (6204) .

(13) ابن سعد في ((الطبقات)) (8/ 189) .

(14) وفي سماع ابن أبي مليكة من عثمان نظر .

(15) أي: لا تتزوج عليَّ، وأقوم أنا بالإنفاق عليك .






آخر مواضيعي 0 السحلية ذات اللسان الازرق
0 عمل قلادة واسوارة ملتوية من الشريط الساتان والخرز
0 خلفيات بلاك بيري للعيد
0 33 برنامج للمحادثة لأجهزة البلاك بيري
0 ثيم البطة تويتي الجميلة للجيل الثالث
رد مع اقتباس
قديم 04-23-2012, 06:07 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
SOHER

الصورة الرمزية SOHER

إحصائية العضو







SOHER غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فِقـه التَّعامُلِ بين الزَّوجين وقَبَسَاتٌ مِن بيتِ النبـوَّة

حُسنُ مُعاشرةٍ مع حُسنِ عِبادة

وكان النبيُّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - حَسن المعاشرة لطيفًا في المداعبة مع أهله ، وفي الوقت نفسه يحثهن على طاعة الله - عز وجل - والإكثار من العبادة .

فمن صور تلطفه ومداعبته مع أهله ما أخرجه البخاري ومسلم (1) في (( صحيحيهما )) من حديث أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت : كان الحبشُ يلعبون ، فسترني رسولُ الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - وأنا أنظر ، فما زلتُ أنظرُ حتى كنتُ أنا أنصرف ، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو .

وفي روايةٍ أن النبي - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - قال لها : (( يا حُميراء , أتُحبين أن تنظري إليهم ؟ )) قالت : نعم (2) .

ومن ذلك ما أخرجه الإمام أحمد (3) بسندٍ صحيح عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت : خرجتُ مع النبي - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - في بعض أسفاره وأنا جارية لم أحمل اللحم ، ولم أبدن ، فقال للناس : (( تقدَّموا )) ، فتقدَّموا ، ثم قال لي : (( تعالي حتى أسابقك )) ، فسابقتُه فسبقتُه ، فسكت عنِّي حتى إذا حملتُ اللحم وبدنت ونسيت خرجت معه في بعض أسفاره ، فقال للناس : (( تقدَّموا )) ، فتقدَّموا ، ثم قال : (( تعالي حتى أسابقك )) ، فسابقتُه فسبقني ، فجعل يضحكُ وهو يقول : (( هذه بتلك )) .

ومن ذلك ما أخرجه البخاري ومسلم (4) من حديث أنس - رَضِيض اللهُ عنه - قال : أتى النبيُّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - على بعض نسائه ومعهنّ أم سُليم ، فقال : (( ويحكَ يا أنجشة رويدك سوقًا بالقوارير )) .

وتأتيه زوجتُه وهو معتكف ، فيجلسُ معها يُحَدِّثُها في مُعتكفه ساعة ، ثم يقومُ معها يردها إلى قريبٍ من بيتها (5) .

ومن ذلك ما أخرجه البخاري ومسلم (6) من حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت : كنتُ ألعبُ بالبنات عند النبي - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - وكان لي صواحب يلعبن معي ، فكان رسول الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - إذا دخل ينقمعن منه فيُسربهن إليَّ ، فيلعبن معي .

فها هي أم المؤمنين عائشة وقد تزوجها رسول الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - وهي بنت ست سنين ، وبنى بها وهي بنت تسع سنين ، ومكث معها تسع سنين تلعب مع زميلاتها وصويحباتها بالبنات ( وهي الصور التي كانت تُصنع من العِهن أو من القطن على هيئة بنات ) فيدخلُ النبي - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - فتختفي صويحباتُها فيرسلهنّ رسول الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - إلى عائشة - رضي الله عنها - يلعبن معها ، فأيُّ حِلمٍ بعد هذا مع الزوجة !!!

ويَحبس (7) النبيُّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - ( أي : يُؤخِّرُ الجيش ) للبحث عن قلادة أسماء التي فُقدت من عائشة - رضي الله تعالى عنها - في السفر (8) .

وفي (( صحيح البخاري )) (9) أن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - سُئلت : ما كان النبيُّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يصنع في بيته ؟ قالت : كان يكونُ في مِهنة أهله - تعني : خدمة أهله - فإذا حضرت الصلاةُ خرج إلى الصلاة .

وروى أبو دواد (10) بإسنادٍ حسنٍ لغيره من حديث عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال : سمعتُ رسولَ الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يقول : (( ... ليس من اللهو إلَّا ثلاث : تأديب الرجل فرسه ، وملاعبته أهله ، ورميه بقوسه ونبله )) .

وقد حث رسول الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - على مُلاعبة الأهل ومُداعبتها ، فأخرج البخاري في (( صحيحه )) ، ومسلم (11) من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن النبي - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - قال له : (( ... أتزوجت ؟ )) قلت : نعم ، قال : (( أبكرًا أم ثيبًا ؟ )) قال : قلتُ بل ثيبًا ، قال : (( فهلَّا بِكرًا تُلاعبها وتُلاعبُك ؟ )) قال : فلمَّا قدمنا ذهبنا لندخل فقال : (( أمهِلوا حتى تدخلوا ليلاً - أي : عشاءً - لكي تمتشط الشعثة وتستحد المُغيبة )) .

ويدعوه رجل إلى وليمة فيشترط (12) على الرجل أن يصطحب أهله معه ، فقد أخرج مسلم من حديث أنس - رضي الله عنه - أن جارًا لرسول الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - فارسيًّا كان طيب المرق ، فصنع لرسول الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - ثم جاء يدعوه فقال : (( وهذه ؟ )) لعائشة . فقال : لا ، فقال رسول الله : (( لا )) , فعاد يدعوه فقال رسول الله : (( وهذه ؟ )) قال : لا ، قال رسول الله : (( لا )) , ثم عاد يدعوه فقال رسول الله : (( وهذه ؟ )) قال : نعم في المرة الثالثة فقاما يتدافعان حتى أتيا منزله (13) .

ويجلسُ عليه الصلاة والسلام مستمعًا إلى أم المؤمنين عائشة وهي تقص عليه حديث النسوة اللاتي جلسن وتعاقدن على أن لا يكتمن من خبر أزواجهن شيئًا ألا وهو حديث أم زرع ، وهو حديثٌ طويلٌ ، ومع ذلك لا يمل رسول الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - من عائشة وهي تَقُصُّه عليه ، والحديث قد أخرجه البخاري ومسلم (14) من حديث أم المؤمنين عائشة ، ونسوقه لِمَا فيه من الفوائد ، قالت رضي الله عنها : ( جلس إحدى عشرة امرأةً فتعاهدن أن لا يكتُمن من أخبار أزواجهن شيئًا .
قالت الأولى : زوجي لحمُ جملٍ غَثٍّ (15) على رأس جَبَلٍ (16) لا سهلٍ (17) فيُرتقى (18) ولا سمين (19) فيُنتقل (20) .
قالت الثانية : زوجي لا أبثُّ خَبَرَه (21) إني أخاف أن لا أَذَره (22) إن أذكره أذكر عُجره (23) وبُجَرَه(24) .
قالت الثالثة : زوجي العشنَّق (25) إن أنطق أُطلَّق وإن أسكت أُعلَّق (26) .
قالت الرابعة : زوجي كليل تهامةَ (27) لا حَرُّ ولا قَرُّ ولا مخافة ولا سآمة (28) .
قالت الخامسة : زوجي إن دخل فَهد (29) وإن خرج أَسدَ (30) ، ولا يَسألُ عما عَهد (31) .
قالت السادسة : زوجي إن أكل لَفَّ (32) وإن شرب اشتفَّ (33) ، وإن اضطجع التفَّ (34) ولا يُولِجُ الكفَّ ليعلم البث (35) .
قالت السابعة : زوجي غَيَاياء (36) - أو عَيَاياء (37) - طباقاء (38) كلُّ داءٍ له داء ، شَجَّك (39) أو فَلَّك (40) أو جمع كُلاًّ لك .
قالت الثامنة : زوجي المسُّ مسُّ أرنب (41) والريح ريح زرنب (42) .
وقالت التاسعة : زوجي رفيعُ العماد (43) طويل النّجاد (44) عظيم الرَّماد (45) قريب البيت من الناد (46) .
قالت العاشرة : زوجي مالك (47) وما مالك ؟ مالكٌ خيرٌ من ذلك (48) ، له إبل كثيرات المبارك قليلاتُ المسارح (49) وإذا سمعن صوتَ المزْهر (50) أيقنَّ أنهن هوالك .
قالت الحادية عشرة : زوجي أَبو زرع ، فما أبو زرع ؟ أناس (51) من حُليٍّ أذنيَّ ، وملأ من شحمٍ عضُديَّ (52) وبجَّحني فَبَجحَت (53) إليَّ نفسي ، وجدني في أهل غُنيمةٍ بشقٍّ (54) فجعلني في أهل صَهيلٍ (55) وأطيطٍ (56) ، ودائسٍ (57) وَمُنقٍ (58) ، فعنده أقولُ فلا أقبَّح (59) وأَرقُد فأتصبَّح (60) وأشرب فأتقنَّح (61) .
أم أبي زرع ، فما أم أبي زرع ؟ عكومها (62) رَدَاح (63) وبيتها فساح .
ابن أبي زرع ، فما ابن أبي زرع ؟ مضجعه كمسلِّ شطبةٍ (64) ويشبعه ذراع الجفرة (65) .
بنت أبي زرع ، فما بنت أبي زرع ؟ طوعُ أبيها وطوع أمها وملء كسائها (66) وغيظُ جارتها (67) .
جارية أبي زرع ، فما جارية أبي زرع ؟ لا تَبُثُ (68) حديثنا تبثيثًا ، ولا تُنَقِّث (69) ميراثنا تَنقيثًا (70) ، ولا تملأ بيتنا تعشيشًا (71) . قالت : خرج أبو زرع والأوطابُ تمخض (72) فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين (73) يلعبان من تحت خاصرتها برمانتين (74) فطلَّقني ونكحها ، فنكحتُ بعده رجلاً سريًا (75) ركب شريًا (76) وأخذ خطيًا (77) وأراح (78) عليَّ نعمًا ثريًّا (79) وأعطاني من كل رائحة (80) زوجًا وقال : كُلي أمَّ زرع ومِيرِي (81) أهلكِ ، قالت : فلو جمعتُ كل شيءٍ أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع (82) ، قالت عائشة : قال رسول الله : (( كنتُ لكِ كأبي زرعٍ لأُم زرع )) )
(83) .

وأوصى الله - سبحانه وتعالى - بإحسان المعاشرة فقال سبحانه : ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ النساء/19 .

قال ابن كثير – رحمه الله - عند تفسير هذه الآية ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ النساء/19 ؛ أي : طيِّبوا أقوالكم لهُنَّ ، وحسِّنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم ، كما تحب ذلك منها فافعل أنت بها مثله كما قال تعالى : ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ البقرة/228 . وقال رسول الله : (( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )) (84) ، وكان من أخلاقه - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - أنه جميل العشرة ، دائم البِشر ، يُداعِبُ أهلَه ويتلطف بهم ، ويُوسعهم نفقة ، ويُضاحك نساءه ، حتى إنه كان يسابق عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - يتودد إليها بذلك ، قالت : سابقني رسولُ الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - فسابقتُه وذلك قبل أن أحمل اللحم ، ثم سابقتُه بعد ما حملت اللحم فسبقني فقال : (( هذه بتلك )) و... إلى آخر ما ذكره – رحمه الله - (( التفسير )) (1/467) .

______________________________

(1) أخرجه البخاري حديث (5190) ، ومسلم ( في طرق حديث 892 ) .

(2) عزاها الحافظ في ((الفتح)) (2/ 444) إلى النسائي ، وصحح إسنادها .

(3) أحمد في ((المسند)) حديث (6/ 264) .

(4) البخاري (10/ 538، مع الفتح) ، ومسلم (5/ 177) .
شبَّه الرسولُ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - النساءَ بالقوارير ، وأمر أنجشة أن يتلطف في إنشاده وهو يحدو للإبل ؛ فإن الإبل إذا سمعت صوت الحادي أسرعت ، فخشي على النساء من سُرعتها .

(5) أخرج البخاري حديث (2035) ، ومسلم (1712) من حديث صفية بنت حيي - رضي الله عنها - أم المؤمنين أنها جاءت إلى رسول الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - تزوره في المسجد في العشر الأواخر من رمضان ، فتحدثت عنده ساعة ، ثم قامت تنقلب ، فقام النبي - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - معها يقلبها .. الحديث .

(6) أخرجه البخاري ( مع ((الفتح)) (10/ 526)، ومسلم ( مع النووي 5/ 295) .

(7) ومحل هذا إذا لم يكن فيه مشقة على عموم المسلمين .

(8) أخرج البخاري (334) ، ومسلم (367) من حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت : خرجنا مع رسول الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء - أو بذات الجيش - انقطع عقد لي فأقام رسول الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - على التماسه وأقام معه الناس وليسوا على ماء ... الحديث .

(9) أخرجه البخاري (مع ((الفتح)) 2/ 162) .

(10) أخرجه أبودواد (2513) وللحديث شواهد ذكرتها في كتابي ((جامع أحكام النساء)) (أبواب الأدب..) .

(11) أخرجه البخاري حديث (5247) ، ومسلم حديث (715) من عدة وجوه .

(12) وليس هذا في كل الأحوال .

(13) أخرجه مسلم في ((صحيحه)) (2037) .

(14) أخرجه البخاري (5189) ، ومسلم حديث (2448) .

(15) الغث : الهزيل النحيف الضعيف .

(16) في روايةٍ : على رأس جبل وعر .

(17) أي : الجبل ليس بسهل ، والمعنى : أن صعوده شاق لوعورته .

(18) يُرتقى أي : يُصعد عليه .

(19) المراد : اللحم .

(20) يُنتقل أي : يتحول .
والمعنى الإجمالي لقولها - والله أعلم - أنها شبَّهت زوجها بلحم الجمل الضعيف الهزيل ، وهذا اللحم رغم أنه لحم جمل ضعيف هزيل فهو موضوع على قمة جبل وعرٍ يصعب الصعود إليه ، فالجبل ليس بسهلٍ للارتقاء واللحم ليس بسمين يستحق مكابدة المشاق .
وتنزيل هذا على الزوج كالتالي : أنها تذم زوجها فتقول : إن لحمه كلحم الإبل ليس كلحم الضأن الطيب , والمعنى : أنها لا تستمتع بزوجها ذلك الاستمتاع المطلوب ، فهو رجل ضعيف لحمه غير جيد، وكأنها تصف مضاجعته لها ، تعني : أنني إذا استمتعت منه بشيءٍ فكأني آكل لحم الجمل الهزيل ، وهو مع هذه الحالة من الهزال والضعيف خُلقه سيئ , فلا أحد يعرف كيف يتكلم معه ولا كيف يتخاطب معه ولا يصل إليه لسوء خلقه ، وحتى إذا وصلت إليه بعد مكابدتي المشاق فماذا عَساي أن أحصل منه ، إنني بعد هذا الجهد للوصول إليه لا أجد شيئًا يستحق أن آخذه وأنتقل به وأستمتع به ، والله أعلم .

(21) أبث معناها : أنشر .

(22) أذره : أتركه ، والمعنى : أترك خبره .

(23 ، 24) عُجره وبُجره : العُجر هي العروق والأعصاب التي تنتفخ وتظهر في الوجه والجسد عند الغضب أو عند الكبر ، والبُجر مثلها إلا أنها مختصة بالبطن .
والمعنى الإجمالي- والله أعلم - أن المرأة تشير إلى أن زوجها مليء بالعيوب ، فهي تقول : إنني إذا تكلمتُ فيه ونشرت أخباره أخشى أن أستمر في الحديث ولا أنتهي ؛ لكثرة ما فيه من شرور وانفعالات ، و ماذا أتذكر من زوجي إن تذكرت منه شيئًا ؟ فالذي أتذكره هو العُقد الموجودة في وجهه وانتفاخ أوداجه والنتوء الظاهرة في عروق البطن والجسد ، هذا الذي أذكره منه .
ومن العلماء مَن قال : إن معنى قولها : " إني أخافُ أن لا أذره " أي : أخافُ أن لا أتحمل مفارقته ؛ فإنه إذا بلغه أنني تكلمتُ فيه طلَّقني ، فأخشى من مفارقته لوجود أولادي وعلاقتي به ، والأول أولى ، والله أعلم .

(25) العَشنَّق : هو الطويل المذموم الطول ، وقيل : هو سيء الخُلق ، وقيل : هو النجيب الذي يملك أمر نفسه ولا تتحكم فيه النساء ، وقيل : عكس ذلك أنه الأهوج الذي لا يستقر على حال .

(26) أما قولها : إن أنطق أُطلق وإن أسكت أعلق : فمعناه- والله أعلم - إذا تكلمت عنده وراجعته في أمرٍ طلَّقني ، وإن سكَتُّ على حالي لم يلتفت إليَّ وتركني كالمعلقة التي لا زوج لها ولا هي أيم ، فلا زوج عندها ينتفع به ولا هي أيم تبحث عن زوج لها ، والله أعلم .

(27) قولها : كليل تهامة ، أما تهامة فبلاد تهامة المعروفة ، والليل في هذه البلاد معتدل والجو فيها طيب لطيف ، فهي تصف زوجها بأنه لين الجانب هادئ الطبع رجل لطيف .

(28) مخافة من الخوف : والسآمة من قوله : سأم الرجل أي ملَّ وتعب ، والمعنى : أنني أعيش مع زوجي آمنة مطمئنة مرتاحة البال لست خائفة ولا أملُّ من معيشته معي ، وحالي عنده كحال أهل تهامة وهم يستمتعون بلذة ليلهم المعتدل وجو بلادهم اللطيف .

(29) فَهِد بفتح الفاء وكسره الهاء وفتح الدال من الفَهْد المعروف ، أي فيه من خصال الفهد .

(30) أَسِد بفتح الألف وكسر السين وفتح الدال من الأسد ، أي : فيه من خصال الأسد .

(31) هذا الوصف الذي وصفت به المرأة زوجها محتمل احتمالين : إما المدح وإما الذم .
أما المدح فله وجوه أحدها : أنها تصف زوجها بأنه فهد ؛ لكثرة وثوبه عليها وجماعه لها فهي محبوبة عنده لا يصبر إذا رآها ، أما هو في الناس إذا خرج فشجاع كالأسد .
وقولها : لا يسأل عما عَهِد أي : أنه يأتينا بأشياء من طعام وشراب ولباس ولا يسأل أين ذهبت هذه ولا تلك .
والوجه الثاني : للمدح أنه إذا دخل البيت كان كالفهد في غفلته عما في البيت من هلل وعدم مؤاخذته لها على القصور الذي في بيتها ، وإذا خرج في الناس فهو شجاع مغوار كالأسد، ولا يسأل عما عهد ، أنه يسامحها في المعاشرة على ما يبدو منها من تقصير .
أما الذم فهي تصف زوجها بأنه إذا دخل كان كالفهد في عدم مداعبته لها قبل المواقعة ، وأيضًا سيء الخلق يبطش بها ويضربها ولا يسأل عنها ، فإذا خرج من عندها وهي مريضة ثم رجع لا يسأل ولا عن أحوالها ولا عن أولاده ، والله أعلم .

(32) أي : مر على جميع ألوان الطعام التي على السفرة فأكل منها جميعًا .

(33) اشتف أي : شرب الماء عن آخره .

(34) أي : التف في اللحاف والفراش وحده بعيدًا عني .

(35) لا يدخل يده إلى جسدي ويرى ما أنا عليه من حال وأحزان ، فهي تصف زوجها بما يُذم به الرجل وهو كثرة الأكل والشرب وقلة الجماع ، والله أعلم .

(37 , 36) الغياياء : هو الأحمق ، والعياياء ( من العي ) الذي لا يستطيع جماع النساء .

(38) طباقاء بلغ الغاية في الحمق .

(39) شجك أي : إذا كلمتيه شجك والشج هو الجرح في الرأس .

(40) والفلول هي الجروح في الجسد، والمعنى : إذا راجعتُه في شيءٍ ضربني على رأسي فكسرها أو على جسدي فأدماه أو جمعهما معًا ، أي : جمع لي الضرب على الرأس ( الذي هو الشج ) مع جراح الجسد ( الفلول ) ، والله أعلم .

(41) قولها : المس مس أرنب ، أي : أن زوجها إذا مسته وجدت بدنه ناعمًا كوبر الأرنب ، وقيل : كنَّت بذلك عن حسن خلقه ولين عريكته بأنه طيب العرق ؛ لكثرة نظافته واستعماله الطيب تظرفًا .
وفي رواية : أنا أغلبه والناس يغلب .

(42) الزرنب : نبت له ريح طيب ، فهي تصف زوجها بحسن التجمل والتطيب لها ، والله أعلم .

(43) رفيع العماد تعني : أن بيته مرتفع كبيوت السادة والأشراف حتى يقصده الأضياف .

(44) طويل النجاد : النجاد هو حمالة السف ، كجراب السيف تصفه بالجرأة والشجاعة .

(45) المراد بالرماد رماد الحطب الذي نشأ عن إيقاد النار في الخشب والحطب , وكونه عظيم الرماد يدل على أنه كريم يكثر الأضياف من المجيء إليه فيكثر من الذبح والطهي لهم فيكثر الرماد لذلك ، وهو أيضًا كريم في أهله .

(46) قريب البيت من الناد أي : من النادي ، فالناس يذهبون إليه في مسائلهم ومشاكلهم ، فالمعنى : أنها تصفه بالسيادة والكرم وحسن الخلق وطيب المعاشرة ، والله أعلم .

(47) زوجها اسمه مالك .

(48) أي : خيرُ من المذكورين جميعًا .

(49) أي : أن مِن الإبل مَن يسرح ليرعى ، وكثير منها يبقي بجواره ؛ استعدادًا لإكرام الضيف بذبحها .

(50) المزهر آلة كالعود- على ما قاله بعض العلماء - يُضرب به لاستقبال الأضياف والترحيب بهم .
والمعنى : أن الإبل إذا سمعت صوت المزهر علمن أن هناك أضيافًا قد وصلوا ، فإذا وصل الأضياف أيقنت الإبل أنها ستذبح ، والله أعلم .

(51) أَنَاسَ من النوس وهو الحركة ، والمعنى : حرك أذني بالحلي ، والمعنى أيضًا : أكثر في أذني من الحلي حتى تدلى منها واضطرب وسمع له صوت .

(52) أي : أن عضديها امتلأت شحمًا .

(53) بجَّحني أي : عظَّمني وجعلني أتبجح فعظمت إليَّ نفسي وتبجَّحت .

(54) بشق قيل : هو مكان وقيل : شق جبل ، والمعنى : وجدني عندما جاء يتزوجني أعيش أنا وأهلي في فقرٍ وفي غُنيمات قليلة نرعاها بشق الجبل .

(55) أي : صهيل الخيول .

(56) أطيط أي : إبل ، أي : أنها أصبحت في رفاهية بعد أن كانت في ضنك من العيش .

(57) الدائس هو ما يُداس ، وهي القمح الذي يدلس عليه ليخرج منه الحبُ ويفصل عنه التبن كما يفعل الآن في بعض بلاد الريف يرمون القمح في طريق السيارت كي تدوسه فتفصل بين الحب والتبن ، وكان الدائس في زمان السلف هي الدواب .

(58) المنق هو الذي له نقيق ، قال بعض العلماء : هو الدجاج .
والمعنى : أنها أصبحت في ثروة واسعة من الخيل والإبل والزرع والطيور وغير ذلك .

(59) أي : لا يقبح قولي ولا يرده بل أنا مدللة عنده .

(60) أي: أنام إلى الصباح لا يوقظني أحد لعمل بل هناك الخدم الذين يعملون لي الأعمال فلا يقول لي : قومي جهزي طعام ولا اعلفي دابة ولا هيئي المركب بل هناك من الخدم مَن يكفيني ذلك .

(61) أتقنح أي : أشرب حتى أرتوي ، وقيل : أشرب على مهل ؛ لأني لا أخشى أن ينتهي اللبن فهو موجود دائمًا .

(62) العكوم : هي الأعدال والأحمال التي توضع فيها الأمتعة .

(63) رداح أي : واسعة عظيمة .
والمعنى : أنها وصفت والدة زوجها بأنها كثيرة الآلآت والأثاث والمتاع والقماش ، وبيتها متسع كبير ومالها كثير تعيش في خير كثير وعيش رغيد وفير .

(64) الشطبة : هي سعف الجريد الذي يشق فيؤخذ منه قضبان رقاق تنسج منه الحصر ، والمسل : هي العود الذي سُلَّ ( أي : سُحب ) من هذه الحصيرة . تعني : أن المضجع الذي ينام فيه الولد صغير ، قدر عود الحصير الذي يسحب من الحصيرة ، أي : أن الولد لا يشغل حيزًا كبيرًا في البيت .
أما الحافظ ابن حجر - رحمه الله - فقال ((فتح الباري)) (9/ 179) : ويظهر لي أنها وصفته بأنه خفيف الوطأة عليها ؛ لأن زوج الأب غالبًا يستثقل ولده من غيرها فكان هذا يخفف عنها ، فإذا دخل بيتها فاتفق أنه قال فيه : ( أي : نام فيه ) مثلاً لم يضجع إلا قدر ما يسل السيف من غمده ثم يستيقظ ؛ مبالغة في التخفيف عنها .

(65) الجفرة هي : الأنثى من الماعز التي لها أربعة أشهر .
وتعني : أن الولد ليس بكثير الطعام ولا الشراب .

(66) أي : أن جسمها ممتلئ أتاها الله بسطة فيه .

(67) قيل : جارتها ضرتها ، وقيل : جارتها على الحقيقة .

(68) لا تبث أي : لا تنشر ولا تُظهر .

(69) أي : لا تخوننا فيه ولا تسرق منه .

(70) وفي رواية : ميرتنا ، والمعني بها الطعام .

(71) أي: أنها نظيفة وتنظف البيت فلا تترك البيت قذرًا دنسًا مليئًا بالخرق ومليئًا بما لا فائدة فيه .
ومعنى آخر : أنها لا تدخل على بيتنًا شيئًا من الحرام وأيضًا لا تترك الطعام يفسد .

(72) الأوطاب : هي قدور اللبن وأوعيته ، وتمخض أي : تُخض كي يستخرج منها الزبد والسمن .
ومِن أهل العلم مَن قال : إنه خرج من عندها وهي تمخض اللبن فكانت متعبة فاستلقت فرآها متعبة فكأنه زهد فيها .

(73) أي : أنه سُرَّ بالولدين وأُعجب بهما ، ومِن ثمَّ أحب أن يرزق منها بالولد .

(74) ذكر بعض أهل العلم أن معناه : أن إليتيها عظيمتين ، فإذا استلقت على ظهرها ارتفع جسمها الذي يلي إليتيها من ناحية ظهرها عن الأرض حتى لو جاء الطفلان يرميان الرمانة من تحت ظهارها وذلك من عظم إليتيها .
• وقول آخر : أن الطفلين يلعبان وهما مجاورين لها ، ومنهم من حمل الرمانتين على ثدييها ، ودلل بذلك على صغر سنها أي أن ثديها لم يتدل من الكبر .

(75) سريًا أي : من سراة الناس وهم كبراؤهم في حسن الصورة والهيئة .

(76) شريًا أي : فرسًا جيدًا خيارًا فائقًا يمضي في سيره بلا فتور .

(77) هو الرمح الخطي أي : الذي يجلب من موضع يقال له : الخط ، وهو موضع بنواحي البحرين كانت تجلب منه الرماح .

(78) أراح أي : أتى بها إلى المراح وهو موضع الماشية ، أو رجع إليَّ ( عند رواحه ) .

(79) الثري : هو المال الكثير من الإبل وغيرها .

(80) في رواية ( ذابحة ) ، المعنى : أعطاني من كل شيءٍ يذهب ويروح صنفين ، فمثلاً الإبل والغنم والبقر والعبيد وغيرها تروح فكل شيء يروح ( أو كل شيء يذبح ) أعطاني منه بدلاً من الواحد اثنين أو أعطاني منه صنفًا .

(81) الميرة: هي الطعام ، ومنه قول إخوة يوسف عليه السلام : ( وَنَمْيرُ أَهْلَنَا ) يوسف/65 ، أي : نجلب لهم الميرة ، والمراد أنه قال لها : صِليهم وأوسعي عليهم بالميرة .
فهذه المرأة وصفت زوجها بالسيادة والشجاعة والفضل والجود والكرم , فهو رجل يركب أفضل الفرسان ، ويخرج غازيًا معه سهمٌ جيد من أجود السهام, فيرجع منتصرًا غانمًا الغنيمة فيُدخل عليَّ من كل نوع مما يُذبح زوجًا ولا يضيق عليَّ في الإهداء وصلة أهلي ، بل يقول : كُلي يا أم زرع وصِلي أهلك وأكرميهم .

(82) مِن العلماء مَن قال : إن الذي يجمعه هذا الزوج من الغزوة إذا قُسم على الأيام حتى تأتي الغزو الثانية كان نصيب كل يومٍ من الأيام لا يملأ أصغر إناء من آنية أبي زرع .

(83) هذا هو القدر المرفوع من حديث رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، وها هي بعض الفوائد المتعلقة بحديث أم زرع ذكرها الحافظ ابن حجر – رحمه الله - فقال : وفي هذا الحديث من الفوائد غير ما تقدم : حسن عشرة المرء أهله بالتأنيس والمحادثة بالأمور المباحة ما لم يُفضِ ذلك إلى ما يمنع ، وفيه المزح أيضًا ، وبسط النفس به ومداعبة أهله وإعلامه بمحبته لها , ما لم يُؤدِ ذلك إلى مفسدة تترتب على ذلك من تجنيها عليه وإعراضها عنه , وفيه منع الفخر بالمال وبيان جواز ذكر الفضل بأمور الدين ، وإخبار الرجل أهله بصورة حاله معهم وتذكيرهم بذلك لا سيما عند وجود ما طُبعن عليه من كفر الإحسان , وفيه ذكر المرأة إحسان زوجها ، وفيه إكرام الرجل بعض نسائه بحضور ضرائرها بما يخصها به من قول أو فعل ، ومحله عند السلام من الميل المفضي إلى الجور ، وقد تقدم في أبواب الهبة جواز تخصيص بعض الزوجات بالتحف واللطف إذا استوفى للأخرى حقها , وفيه جواز تحدث الرجل مع زوجته في غير نوبتها , وفيه الحديث عن الأمم الخالية وضرب الأمثال بهم اعتبارًا ، وجواز الانبساط بذكر طرف الأخبار ومستطابات النوادر تنشيطًا للنفوس , وفيه حض النساء على الوفاء لبعولتهن وقصر الطرف عليهم والشكر لجميلهم ، ووصف المرأة زوجها بما تعرف من حسن وسوء ، وجواز المبالغة في الأوصاف ، ومحله إذا لم يصر ذلك ديدنًا ؛ لأنه يفضي إلى خرم المروءة , وفيه تفسير ما يجمله المخبر من الخبر إما بالسؤال عنه وإما ابتداء من تلقاء نفسه ، وفيه إن ذكر المرء بما فيه من العيب جائز إذا قصد التنفير عن ذلك الفعل ولا يكون ذلك غيبة ، أشار إلى ذلك الخطابي ، وتعقبه أبو عبدا لله التميمي شيخ عياض بأن الاستدلال بذلك إنما يتم أن لو كان النبي - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - سمع المرأة تغتاب زوجها فأقرها، وأما الحكاية عمن ليس بحاضر فليس كذلك وإنما هو نظير مَن قال : في الناس شخصٌ يُسيء ، ولعل هذا هو الذي أراده الخطابي فلا تعقب عليه ، وقال المازري قال بعضهم : ذكر بعض هؤلاء النسوة أزواجهن بما يكرهون ولم يكن ذلك غيبة ؛ لكونهم لا يُعرفون بأعيانهم وأسمائهم ، قال المازري : وإنما يحتاج إلى هذا الاعتذار لو كان مَن تحدث عنده بهذا الحديث سمع كلامهن في اغتياب أزواجهن فأقرهن على ذلك ، فأما والواقع خلاف ذلك وهو أن عائشة حكت قصة عن نساء مجهولات غائبات فلا ، ولو أن امرأةً وصفت زوجها بما يكرهه لكان غيبة محرمة على مَن يقوله ويسمعه ، إلَّا إن كانت في مقام الشكوى منه عند الحاكم ، وهذا في حق المُعين فأما المجهول الذي لا يُعرف فلا حرج في سماع الكلام فيه ؛ لأنه لا يتأذى إلَّا إذا عرف أن مَن ذكر عنده يعرفه ، ثم إن هؤلاء الرجال مجهولون لا تُعرف أسماؤهم ولا أعيانهم فضلاً عن أسمائهم , ولم يثبت للنسوة إسلام حتى يجري عليهن الغيبة فبطل الاستدلال به لما ذكر ، وفيه تقوية لمَن كره نكاح مَن كان له زوج ؛ لما ظهر من اعتراف أم زرع بإكرام زوجها الثاني لها بقدر طاقته ، ومع ذلك فحقرته وصغرته بالنسبة إلى الزوج الأول ، وفيه أن الحب يَستر الإساءة ؛ لأن أبا زرع مع إساءته لها بتطليقها لم يمنعها ذلك من المبالغة في وصفه إلى أن بلغت حد الإفراط والغلو . وقد وقع في بعض طرقه إشارة إلى أن أبا زرع ندم على طلاقها ، وقال في ذلك شعرًا ، ففي رواية عمر بن عبد الله بن عروة عن جده عن عائشة أنها حدثت عن النبي - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - عن أبي زرع وأم زرع وذكرت شعر أبي زرع على أم زرع , وفيه جواز وصف النساء ومحاسنهن للرجل ، لكن محله إذا كن مجهولات ، والذي يمنع من ذلك وصف المرأة المعينة بحضرة الرجل أو أن يذكر من وصفها ما لا يجوز للرجال تعمد النظر إليه وفيه أن التشبيه لا يستلزم مساواة المشبه بالمشبه به من كل جهة لقوله : (( كنت لك كأبي زرع )) والمراد ما بينَّه بقوله في رواية الهيثم في الألفة إلى آخره لا في جميع ما وصف به أبو زرع من الثروة الزائدة والابن والخادم وغير ذلك وما لم يذكر من أمور الدين كلها , وفيه أن كناية الطلاق لا توقعه إلا مع مصاحبة النية ؛ فإنه - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - تشبه بأبي زرع وأبو زرع قد طلق فلم يستلزم ذلك وقوع الطلاق ؛ لكونه لم يقصد إليه , وفيه جواز التأسي بأهل الفضل من كل أمة ؛ لأن أم زرع أخبرت عن أبي زرع بجميل عشرته فامتثله النبي ثلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، كذا قال المهلب واعترضه عياض فأجاد ، وهو أنه ليس في السياق ما يقتضي أنه تأسى به بل فيه أنه أخبر أن حاله معها مثل حال أم زرع ، نعم ما استنبطه صحيح باعتبار أن الخبر إذا سيق وظهر من الشارع تقريره مع الاستحسان له جاز التأسي به .

(84) صحيح ، وسيأتي .






آخر مواضيعي 0 السحلية ذات اللسان الازرق
0 عمل قلادة واسوارة ملتوية من الشريط الساتان والخرز
0 خلفيات بلاك بيري للعيد
0 33 برنامج للمحادثة لأجهزة البلاك بيري
0 ثيم البطة تويتي الجميلة للجيل الثالث
رد مع اقتباس
قديم 04-23-2012, 06:07 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
SOHER

الصورة الرمزية SOHER

إحصائية العضو







SOHER غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فِقـه التَّعامُلِ بين الزَّوجين وقَبَسَاتٌ مِن بيتِ النبـوَّة

( ساعـةٌ وساعـة )

فحُسن المُعاشرة مطلوب ، والترفيه عن الأهل بين الحين والآخر مطلوب .

وفي (( صحيح مسلم )) (1) من حديث حنظلة الأسيدي – رَضِيَ اللهُ عنه - وكان من كُتَّاب رسول الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – قال : لقيني أبو بكر فقال : كيف أنت يا حنظلة ؟ قال : قلتُ : نافق حنظلة ، قال : سبحان الله ما تقول ؟! قال : قلتُ : نكونُ عند رسول الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يُذكِّرنا بالنار والجنة حتى كأنَّا رأي عينٍ فإذا خرجنا من عند رسول الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - عافسنا الأزواجَ والأولادَ والضَّيعات فنسينا كثيرًا ، قال أبو بكر : فواللهِ إنَّا لنلقى مثل هذا ، فانطلقتُ أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – قلتُ : نافق حنظلة يا رسول الله ، فقال رسول الله : (( وما ذاك ؟ )) قلتُ : يا رسول الله نكون عندك تُذكِّرنا بالنار والجنة حتى كأنَّا رأي عين , فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواجَ والأولادَ والضيعات نسينا كثيرًا ، فقال رسول الله : (( والذي نفسي بيده إن لم تدومون على ما تكونون عندي وفي الذِّكر لصافحتكم الملائكة على فُرشكم وفي طرقكم , ولكن يا حنظلة ساعة وساعة )) ثلاث مرات .

وفي (( صحيح البخاري )) (2) من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما – قال : كُنَّا نتقي الكلام والانبساط إلى نسائنا على عهد النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؛ هيبة أن ينزل فينا شيء فلما تُوفي رسول الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - تكلَّمنا وانبسطنا .



( حثٌّ على العبادة )

ومع هذه المعاشرة الطيبة والخُلُق الحسن لا يتوانى ولا يفتر رسولُ الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - عن نُصح نسائه وأهل بيته وحثهنَّ على العبادة وعلى فعل الخير والبر , فبهذا أمره رَبُّه سبحانه وتعالى ، قال سبحانه : ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى طه/132 , وأثنى اللهُ على نبيٍّ من أنبيائه وهو إسماعيل - عليه الصلاة والسلام - بقوله : ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا مريم/54-55 .

وأخرج البخاري ومسلم (3) من حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت : كان رسولُ الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يُصلِّي وأنا راقدة معترضة على فراشه ، فإذا أراد أن يُوتِرَ أيقظني .

وفي (( صحيح البخاري )) (4) أيضًا من حديث أم سلمة - رضي الله عنها – قالت : استيقظ النبي – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - ذات ليلة فقال : (( سبحان الله ماذا أنزل الليلة من الفتن ، وماذا فتح من الخزائن ، أيقظوا صواحب الحجر (5) فرُبَّ كاسيةٍ في الدنيا عارية في الآخرة )) .

وأخرج الإمام أحمد (6) في (( مسنده )) بإسنادٍ حسن عن أبي هريرة – رضيَ اللهُ عنه – قال : قال رسول الله : (( رحم الله رجلاً قام من الليل فصلَّى ، وأيقظ امرأتَه فصلَّت ، فإن أبت نضح في وجهها الماء ، ورحم الله امرأةً قامت من الليل فصلَّت ، وأيقظت زوجها فصلَّى ، فإن أبى نضحت في وجهه الماء )) .

وطرق النبيُّ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - عليًا وفاطمة ليلة فقال لهما : (( ألا تصليان ؟ )) (7) .

وفي (( صحيح البخاري )) (8) من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما – قال : أتى النبيُّ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - بيتَ فاطمة فلم يدخل عليها ، وجاء عليُّ فذكرتُ له ذلك ، فذكره للنبي – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – قال : (( إني رأيتُ على بابها سترًا موشيًّا )) (9) فقال : (( ما لي وللدنيا ؟ )) فأتاها عليٌّ فذكر ذلك لها ، فقالت : ليأمرني فيه بما شاء ، قال : (( تُرسلي به إلى فلان )) أهل بيت فيهم حاجة .

فعلى الشخص أن يكون حَسَنَ المُعاشرة مع الأهل ، وفي الوقت نفسه يكون مُذكِّرًا لهُنَّ بطاعة الله - عز وجل - حاثًّا لهُنَّ على حُسن عبادته – سبحانه - وعلى طاعته عز وجل .

______________________________

(1) مسلم مع النووي (17/65) .

(2) أخرجه البخاري ، حديث (5187) .

(3) أخرجه البخاري (977) ، ومسلم (ص395) .

(4) البخاري ، حديث (115) .

(5) يريد أزواجه – رضي الله عنهن - كي يُصلين .

(6) ((المسند)) (2/250) .

(7) أخرجه البخاري (4724) ، ومسلم (775) من حديث علي .

(8) أخرجه البخاري (2613) .

(9) الموشى : هو المخطط بألوان متعددة .






آخر مواضيعي 0 السحلية ذات اللسان الازرق
0 عمل قلادة واسوارة ملتوية من الشريط الساتان والخرز
0 خلفيات بلاك بيري للعيد
0 33 برنامج للمحادثة لأجهزة البلاك بيري
0 ثيم البطة تويتي الجميلة للجيل الثالث
رد مع اقتباس
قديم 04-23-2012, 06:08 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
SOHER

الصورة الرمزية SOHER

إحصائية العضو







SOHER غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فِقـه التَّعامُلِ بين الزَّوجين وقَبَسَاتٌ مِن بيتِ النبـوَّة

( حَثُّ الزوجةِ على التَّزيُّن ) ( وحَثُّ الزوج على الجِماع )

وعلى الشخص أن يسد حاجة أهله من الجماع قدر استطاعته , كما أنه ينبغي لها هي الأخرى أن تحسن التبعل له وتتزين له ، وقد تقدم أن النبي – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - لمَّا سُئِلَ : أيُّ النساء خير ؟ قال : (( التي تَسُرُّه إذا نظر ، وتطيعه إذا أمر ، ولا تخالفه في نفسها وماله بما يكره )) .

وقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( إن الله جميل يحب الجمال )) (1) ، فمن دواعي إدخال السرور على الرجل أن يَدخل على أهله فيجد امرأته جميلة متطيبة مكتحلة , متزينة مرتدية ما استطاعت من ثيابها الحسنة الجميلة (2) , فترد كثيرًا مما وقع في نفسه من رؤيته للنساء الأجنبيات عنه , وينبغي له هو الآخر أن يتزين لها ويتجمل ؛ فإنها تحب منه الذي يحبه منها ، وقد قال تعالى : ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ البقرة/228 . وورد عن بعض السلف القول : بأنه يحب أن يتزين لامرأته كما يحب أن تتزين له .

فهذه أسبابٌ تجعل عين الرجل تقر بامرأته ، وعين المرأة تقر بزوجها ، ولا تمتد عينه إلى شيءٍ محرم ، ولا تمتد عينها كذلك إلى المحرم ، ومن ثَمَّ فقد ورد عن رسول الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - الحث على الجماع والترغيب فيه ، بل وإثبات الأجر فيه ؛ لِمَا فيه من إعفاف وجلب للمودة بين الزوجين والتقارب بينهما ، وكم من مشكلة تُثار في البيوت إما من الرجل وإما من المرأة ويكون من ورائها امتناع الآخر من الجماع , فإذا تم سكنت النفوس بإذن الله وهدأت الأعصاب وارتاح البال ، وقد حث رسول الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - ورغَّب فيه وبيَّن أن فيه الأجر .

فأخرج الإمام مسلم (3) - رحمه الله تعالى - من حديث أبي ذر – رضيَ اللهُ عنه – قال : إن ناسًا من أصحاب النبي – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - قالوا للنبي : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نُصلِّي ، ويصومون كما نصوم ، ويتصدقون بفضول أموالهم ، قال : (( أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون : إن بكل تسبيحةٍ صدقة ، وكل تكبيرةٍ صدقة ، وكل تحميدةٍ صدقة ، وكل تهليلةٍ صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهيٌ عن منكر صدقة ، وفي بُضع (4) أحدكم صدقة )) . قالوا : يا رسولَ الله , أيأتي أحدُنا ش___ه ويكونُ له فيها أجر ؟ قال : (( أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر )) .

وأخرج البخاري ومسلم (5) من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما – قال : كنتُ مع النبي – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - في غزاةٍ ، فأبطأ بي جملي وأعيى فأتى عليَّ النبي – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – فقال : (( جابر ؟ )) فقلتُ : نعم ، قال : (( ما شأنك ؟ )) قلتُ : أبطأ عليَّ جملي وأعيى فتخلَّفت ، فنزل يحجنه بحجنه ثم قال : (( اركب )) فركبتُه ، فلقد رأيته أكفه عن رسول الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – قال : (( تزوجت ؟ )) قلتُ : نعم , قال : (( بكرًا أم ثيبًا ؟ )) قلتُ : بل ثيبًا ، قال : (( أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك ؟ )) قلتُ : إن لي أخوات فأحببت أن أتزوج امرأة تجمعهن وتمشطهن وتقوم عليهن قال : (( أما إنك قادم فإذا قدمت فالكيس الكيس )) (6) ثم قال : (( أتبيعُ جملك ؟ )) قلتُ : نعم , فاشتراه مِنِّي بأوقية , ثم قدم رسول الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - قبلي وقدمتُ بالغداة ، فجئنا إلى المسجد فوجدته على باب المسجد قال : (( الآن قدمت ؟ )) قلتُ : نعم , قال : (( فدع جملك فادخل فصلَّ ركعتين )) , فدخلتُ فصلَّيتُ ، فأمر بلالاً أن يزن له أوقية ، فوزن لي بلال فأرجح في الميزان ، فانطلقتُ حتى وليت فقال : (( ادعُ لي جابرًا )) , قلتُ : الآن يَرُدُّ عليَّ الجمل ، ولم يكن شيء أبغض إليَّ منه قال : (( خذ جملك ولك ثمنه )) .

وقد كان النبي – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يطوف على نسائه تسع نسوة في الليلة الواحدة .

فقد أخرج البخاري (7) من حديث أنس – رضيَ اللهُ عنه – قال : كان النبي – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل أو النهار وهُنَّ إحدى عشرة , قال قتادة لأنس أَوَ كان يطيقه ؟ قال : كُنَّا نتحدث أنه أُعطي قوة ثلاثين .

وفي رواية للبخاري (8) من حديث أنس أيضًا أن نبي الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - كان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة وله يومئذٍ تسع نسوة .. وفي رواية (9) أن ذلك كان بغُسلٍ واحد .

وفي روايةٍ لعائشة (10) عند البخاري ومسلم : ( كنت أطيب رسول الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - فيطوف (11) على نسائه ثم يصبح مُحرمًا ينضح طيبًا ) .

وليس نبينا محمد – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – فحسب ، بل الأنبياء أيضًا ، فقد ذكر اللهُ - سبحانه وتعالى - عنهم أولو الأيدي والأبصار أي : الأقوياء العلماء .

وأخرج البخاري (12) من حديث أبي هريرة – رضيَ اللهُ عنه – قال : (( قال سليمان بن داود : لأطوفن الليلة على سبعين (13) امرأة تحمل كل امرأة فارسًا يجاهد في سبيل الله , فقال له صاحبه : إن شاء الله , فلم يقل ولم يحمل شيئًا إلا واحدًا ساقطًا أحد شقيه (14) )) ، فقال النبي : (( لو قالها (15) لجاهدوا في سبيل الله )) .

ويستحب للشخص إذا جامع أهله ، ثم أراد أن يعود لمجامعتها مرة أخرى أن يتوضأ ، وهذا للاستحباب وليس للأيجاب ، وقد أخرج مسلم (16) من حديث أبي سعيد الخدري – رضيَ اللهُ عنه - قال رسول الله : (( إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ )) .

ويُستحب للزوج أن يقول عند الجماع : بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنَّب الشيطان ما رزقتنا ؛ وذلك لما أخرجه البخاري ومسلم (17) من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( أما لو أن أحدهم يقول حين يأتي أهله : بسم الله ، اللهم جنبني (18) الشيطان ، وجنب الشيطان ما رزقتنا ، ثم قُدر بينهما في ذلك أو قُضي ولد لم يضره شيطان أبدًا )) (19) .

وحث النبي – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - من رأى امرأةً فأعجبته على جِماع أهله .

فأخرج الإمام مسلم (20) - رحمه الله - من حديث جابر – رضيَ اللهُ عنه - أن رسول الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - رأى امرأةً فأتى امرأته زينب وهي تمعسُ منيئة (21) لها فقضى حاجته ثم خرج إلى أصحابه فقال : (( إن المرأة تُقبِلُ في صورة شيطان وتُدبِرُ في صورة شيطان , فإذا أبصر أحدُكم امرأةً فليأتِ أهله ؛ فإن ذلك يرد ما في نفسه )) (22) .

______________________________

(1) مسلم (91) من حديث ابن مسعود مرفوعًا .

(2) وقد كانت النسوة يستعرن القلائد والثياب للتزين بها للأزواج على عهد رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فقد أخرج البخاري (1564) ، ومسلم (ص279) من حديث عائشة - رضي الله عنها - أنها استعارت من أسماء قلادة ... الحديث .
وأخرج البخاري مع ((الفتح)) (5/241) من طريق عبد الواحد بن أيمن قال : دخلت على عائشة - رضي الله عنها - وعليها درع قطر ثمن خمسة دراهم فقالت : ارفع بصرك إلى جارتي انظر إليها ؛ فإنها تزهي ( أي تأنف وتتكبر ) أن تلبسه في البيت ، وقد كان لي منهن درع على عهد رسول الله ( فما كانت امرأة تًُقيَّن (أي تُزين) بالمدينة إلا أرسلت إلي تستعيره .

(3) مسلم (2/43) .

(4) قال النووي - رحمه الله - قوله : (( وفي بضع أحدكم صدقة )) هو بضم الباء ، ويطلق على الجماع ، ويطلق على الفرج نفسه ، وكلاهما تصح إرادته هنا , وفي هذا دليل على أن المباحات تصير طاعات بالنيات الصادقة , فالجماع يكون عبادة إذا نُوي به قضاء حق الزوجة ومعاشرتها بالمعروف الذي أمر الله تعالى به ، أو طلب ولد صالح ، أو إعفاف نفسه ، أو إعفاف الزوجة ومنعهما جميعًا من النظر إلى حرام ، أو الفكر فيه ، أو الهم به أو غير ذلك من المقاصد الصالحة .

(5) البخاري حديث (2097) ، ومسلم (ص 1089) .

(6) الكيس فسره بعض أهل العلم : بالجماع ، وفسره بعضهم : بالولد ، والبعض : بأنه الحث على الجماع .

(7) أخرجه البخاري حديث (268) .

(8) أخرجه البخاري حديث (284) .

(9) عند مسلم (ص 309) .

(10) البخاري حديث (267) ، ومسلم حديث (849) .

(11) وطوافه – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - على نسائه محمول على أنه كان بإذن صاحبة الليلة وذلك لما أخرجه أبو داود (2135) بإسناد صحيح من حديث عائشة - رضي الله عنها – قالت : ... وكان قلَّ يوم إلَّا وهو يطوف علينا جميعًا فيدنو من كل امرأة من غير مسيس حتى يبلغ إلى التي هو يومها فيبيت عندها .

(12) أخرجه البخاري حديث (3424) .

(13) وفي بعض الروايات (ستين) وفي بعضها (تسعين) وفي بعضها (مائة) وللجمع بينها انظر ((الفتح)) (6/ 460) .

(14) في رواية للبخاري (5242) : (( ولم تلد منهن إلا امرأة نصف إنسان )) .

(15) في رواية للبخاري : (( لو قال : إن شاء الله لم يحنث وكان أرجى لحاجته )) .

(16) مسلم حديث (308) .

(17) البخاري حديث (5165) ، ومسلم (ص 1058) .

(18) في بعض الروايات : ((جنبنا)) .

(19) اختلف في الضرر المنفي في هذا الحديث على أقوال أقربها - والله أعلم - لم يفتنه في دينه فيرتد إلى الكفر .

(20) مسلم (3/ 550).

(21) تمعس منيئة أي : تدلك الجلد تمهيدًا لدباغته .

(22) وفي بعض ألفاظ الحديث عند مسلم (3/ 551) : (( إذا أحدكم أعجبته المرأة فوقعت في قلبه فليعمد إلى امرأته فليواقعها ؛ فإن ذلك يرد ما في نفسه )) .
وقال النووي- رحمه الله - في شرح الحديث : قال العلماء : إنما فعل هذا بيانًا لهم ، وإرشادًا لما ينبغي لهم أن يفعلوه ، فعلمهم يفعله وقوله ، وفيه : أنه لا بأس بطلب الرجل امرأته إلى الوقاع في النهار وغيره ، وإن كانت مشتغلة بما يمكن تركه ؛ لأنه ربما غلبت على الرجل شهوة يتضرر بالتأخير في بدنه أو في قلبه وبصره .. والله أعلم .






آخر مواضيعي 0 السحلية ذات اللسان الازرق
0 عمل قلادة واسوارة ملتوية من الشريط الساتان والخرز
0 خلفيات بلاك بيري للعيد
0 33 برنامج للمحادثة لأجهزة البلاك بيري
0 ثيم البطة تويتي الجميلة للجيل الثالث
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:20 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator