العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسريه > عالم الحياه الزوجيه

عالم الحياه الزوجيه عالم الحياة الزوجية و المعاشره - عالم الحياة الزوجية , حياة رومنسية , الثقافة الجنسية, المشاكل الاسريه, المشاكل اليوميه.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 12-25-2010, 02:37 PM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: بيت أسس علي التقوى



أصول التربية النبوية



الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً، وتبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفه لمن أراد أن يتذكر أو أراد شكوراً.

والصلاة والسلام على من بعثه ربه هادياً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، بلغ الرسالة وأدي الأمانة ونصح الأمة.

اللهم صل على محمد ما تفوح بمسك وفاح، وما ترنم حمام وناح، وما شدا بليل وصاح.

المصلحون يد جمعت هي أنت بل أنت اليد البيضاء

فإذا سخوت بلغت بالجود المدى وفعلت ما لم تفعل الأنواء

وإذا رحمت فأنت في الدنيا أم وأب هذان في الدنيا هما الرحماء

فصلي الله وسلم على بطل الدعوة الرائدة، وأستاذها وموجهها ومعلمها، فما اجتمعنا إلا على رسالته، ولا تآخينا إلا على منهجه، ولا تصافينا إلا على مبادئه الخالدة.

كيف ربي رسول الله صلي الله عليه وسلم أصحابه؟

وكيف أخرجهم عظماء؟

يوم أتي زعماء التراب فمحقوا شعوبهم ليربوا منهم عبيداً وأرقاء.. أتي محمد صلي الله عليه وسلم ليخرج من الأمة العربية البائسة أمة ماجدة خالدة )هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (الجمعة:2)



يا قوميون أين مجدكم قبل الإسلام؟

وأين تاريخكم قبل الرسالة الخالدة؟

فأنتم لا شيء قبل محمد صلي الله عليه وسلم.

إن البرية يوم مبعث أحمد نظر الإله لها فبدل حالها

بل كرم الإنسان حين اختار من خير البرية نجمها وهلالها

لبس المرقع وهو قائد أمة جبت الكنوز فكسرت سعى لها

فأمدها مدداً وأعلي شأنها وأمات شانئها واصلح بالها



فهذه الدعوة المباركة تحتاج إلى موجه ومرشد وأستاذ وبطل.

وموجهها وأستاذها وبطلها محمد صلي الله عليه وسلم ، فهو لا يزال يقود الركب بسنته حتى يسلم ويدخلها من باب الجنة صلي الله عليه وسلم .

ظن المستعمر أنه سوف يسحق شبابنا، وسوف يهاجم شبابنا بالمرأة والكأس.

وأبى الله إلا أن يتم نورهن ورد كيد المستعمر في نحره، وأقبلت وجوه الشباب تسجد لله ويقول لسان حالها:

ومما زادني شرفاً وفخراً وكدت بأخمصي أطأ الثريا

دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيرت أحمد لي نبيا

أصول هذه الرسالة خمسة:

أولها: تربية صلي الله عليه وسلم لصحابه على الحب لله ورسوله حباً يقطع من أجله الجسم وتمزق من أجله شغاف الروح.

الأصل الثاني: تربيتهم على الشجاعة والإقدام ، حيث يقتحمون الأسوار ويسلمون أرواحهم للسيوف تمزقها لتدخل جنة عرضها السماوات والأرض.









آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 12-25-2010, 02:39 PM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: بيت أسس علي التقوى









الأصل الثالث: الصراحة والوضوح.

الأصل الرابع: الرفق الذي سلكه محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم قدم دعوته للناس في أطباق الحب على رياحين المودة، وعلى باقة من الإخلاص والانسجام.

أما الأصل الخامس: فهو تربيتهم على الطموح وعلو الهمة، وأن لا يرضي أحدهم بالدنيا وذهب الدنيا من أجل أن يبيع ولو طرقة عين من مبادئه.

فأما الأصل الأول: فإنه أعظم الأصول، فقد أتي عليه الصلاة والسلام إلى المدينة فجاء اليهود يتعاطسون عنده ويقولون : نحن نحب الله، لكن ما نتبعك ، فكذب الله حبهم وأبطل دعواهم وقال لهم: )قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ )(آل عمران: الآية31) .

)لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) (الأحزاب:21).

أتي صلي الله عليه وسلم فلقن حب الله عز وجل حبه صلي الله عليه وسلم .

يقول له عمر كما في البخاري : يا رسول الله، والله إنك أحب إلى من مالي ومن أهلي ومن ولدي إلا من نفسي.

قال: (( لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك)).

قال: فوالله يا رسول الله إنك أحب إلى حتى من نفسي.

قال : (( الآن يا عمر)).

وعند الترمذي بسند حسنه بعض أهل العلم أن عمر لما أراد العمرة قال له صلي الله عليه وسلم : (( لا تنسنا من دعائك يا أخي)).

قائد عظيم وزعيم عملاق يقول لأحد تلاميذه (أخي).

قال عمر معلقاً: كلمة ما أحب أن لي بها الدنيا وما عليها.

وذهب عمر إلى العمرة ولكن كأنه قد ترك قلبه مع الرسول صلي الله عليه وسلم وأشواقه وأحاسيسه.

بنتم وبنا فما ابتليت جوارحنا شوقاً إليكم ولا جفت مآفينا

نكاد حين تناجيكم ضمائرنا يقضي علينا الأسى لولا تأسينا

والحب أثبت أصالته في المعركة.

فمن الذي دفع أنس بن النضر أن يهب بسيفه إلى بسيفه إلى أحد فيقول له سعد بن معاذ : عد يا أنس.

قال: إليك عني يا سعد، والله الذي لا إله إلا هو إني لأجد ريح الجنة دون أحد.

ويموت ويضرب بثمانين ضبرية.

أليس هذا بحب صادق؟

ومن الذي دفع حنظلة الغسيل أن يترك زوجته في أول ليلة ويهب وعليه جنابه، فيقتل نفسه في سبيل الله ويقدم نفسه علامة على الحب، حتى يقول صلي الله عليه وسلم وهو يلتفت إلى السماء ويشيح بطرفه: (( والذي نفسي بيده إني لأرى الملائكة تغسل حنظلة بين السماء والأرض)).

أليس بحب هذا؟ بلي والله إنه من أعظم الحب وأرقي الحب.

ويأتي عبد الله الأنصاري والد جابر فيتكفن ويتطيب بعد أن يكسر غمد سيفه على ركبته، ويلتفت ويقول: اللهم خذ من دمي هذا اليوم حتى ترضي.

يجود بالنفس إن ضن البخيل بها

والجود بالنفس أغلى غاية الجود

ويذهب للمعركة فيقتل، فيبكي ابنه جابر فيقول صلي الله عليه وسلم : (( لا تبكه، أو ما تبكيه، ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفع)). ويقول النبي صلي الله عليه وسلم في شأنه أيضاً : (( ما كلم الله أحداً قط إلا من وراء حجابه، وأحيا أباك فكلمة كفاحاً، فقال : تمن على أعطك ، قال يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية، قال الرب عز وجل: إنه قد سبق مني أنهم لا يرجعون))

فجعل الله روحه وأرواح إخوانه الذين قتلوا معه كما جاء في الحديث(( في جوف طير خضر، لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح في الجنة حيث شاءت ، ثم تأوي إلى تلك القناديل..)).

ومن الذي باع الحياة رخيصة ورأي رضاك أعز شيء فاشترى

هم أصحاب محمد صلي الله عليه وسلم الذين رباهم على الحب.

وعبد الله بن جحش أول من سمي بالأمير يأتي يوم أحد فيقول: يا رب ، اللهم إنك تعلم أني أحبك وهذا مهر البيعة، اللهم إن كنت تعلم ذلك فلاق بيني وبين عدو لك قوي باسه فيقتلني فيك.

لم يقل أقتله، بل قال يقتلني ، فيبقر بطني ويجدع انفي ويفقأ عيني ويقطع أذني، فإذا قلت لي: لم افعل بك هذا؟ قلت: فيك يا رب.

ولذلك فأحباب الله يسارعون إلى محاب الله.

وفي حديث عند الطبراني من قوله صلي الله عليه وسلم : (( يضحك ربك إلى ثلاثة))، ولله ضحك يليق بجلالة لا نكيفه ولا نمثله ولا نشبهه ولا نعطله.. أحد الثلاثة رجل حمله الحب فسافر في قافلة وتعب من السفر، فلما نزل أصحابه ناموا على الأرض وأما فما نام، قام إلى الماء البارد وتوضأ ، فاستقبل القبلة وأخذ يبكي ويدعو ويناجي الواحد الأحد.

فيقول الله لملائكته: يا ملائكتي انظروا لعبدي هذا: ترك فراشه الوثير ولحافة الدافئ وقام إلى الماء البارد يتوضأ ويدعو، أشهدكم أني غفرت له وأدخلته الجنة.

أليس هذا بحب؟ بل أعلي من كل حب.

وفي مذكرات لبعض الدعاة أن شاباً مسلماً من بلاد الجزيرة العربية سافر إلى بلاد الإنجليز، إلى لندن، وهناك أعلن توحيده وأعلن صموده وأعلن إيمانه، لأنه خرج من بلاد الحرمين ومن جزيرة التحدي.

سكن في بيت إنجليزي مع عجوز، فكان يقوم مع صلاة الفجر في البرد القارس المثلج، فيتوضأ والعجوز تلاحظه.

فتقول له: أمجنون أنت؟

قال: لا

قالت: وكيف تقوم في هذه الساعة لتتوضأ؟

قال : ديني يأمرني بذلك.

قالت: ألا تؤخر؟

قال: لو أخرت ما قبل الله مني.

فهزت رأسها وقالت: هذه إرادة تكسر الحديد، هذه إرادة تكسر الحديد.

أما الأصل الثاني: فتربيتهم على الشجاعة والإقدام.

فالحياة ليست عبودية للمادة أو خوفاً من المستقبل وتأمينه، فالمستقبل بيد الله سبحان وتعالي فهو الذي يؤمنه.

يقولون للشاب في الثلاثين: أمن مستقبلك، فإذا مستقبله زوجة وسيارة وفلة.

يصبح فيقول: أصبحنا وأصبحت الفلة لله، وأمسينا وأمست السيارة لله.

يفكر في الفلة وهو ساجد، وفي الزوجة وهو راكع، وفي السيارة وهو على جبنه.

أي طموح وأي شجاعة هذه؟

ويموت من أجل الفلة، ويحب من أجل الفلة، ويسميها مستقبلاً.

وهذا ليس مستقبلاً، لأن المستقبل أن تكون مؤمناً بالله وأن تهيئ لك مكاناً في جنة عرضها السماوات والأرض.

لقد ربي المربي العظيم تلاميذه على أن يبيعوا أنفسهم من الله سبحان وتعالي.

(إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة:111).

قال ابن القيم ما معناه: أنزل الله حكماً من السماء، أتي به جبريل وأملاه محمد صلي الله عليه وسلم ، ونص المعاهدة: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى )(التوبة: الآية111).

فتقدم أصحاب الرسول صلي الله عليه وسلم بالثمن وهو الأرواح، والسلعة وهي الجنة فتبايعوا.

فقال ابن رواحة: يا رسول الله ماذا تريد منا؟

قال: (( أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأطفالكم وأموالكم)).

قال: فما لنا إذا فعلنا ذلك؟

قال : (( لكم الجنة)).

قال: ربح البيع، والله لا نقبل ولا نستقيل.

ثم قم من المجلس.

قال ابن القيم : والبيعان بالخيار ما لم يتفرقا ، فإذا تفرقا فقد وجب البيع.

يرسل صلي الله عليه وسلم حبيب بن زيد رسولاً على مسيلمة الكذاب.

فيقول له مسيلمة: من أنت؟

قال : أتتشهد أن محمداً رسول الله؟

قال : نعم اشهد.

قال: أتشهد أني رسول الله؟

قال: لا أسمع شيئاً.

فأعاد عليه الكلام ،فأعاد الجواب.

فأمر جنوده أن يقطعوه إرباً إرباً ، وقطعه قطعة، فأخذوا يقطعون منه قطعة فتتدحرج بالدم إلى الأرض.

فيعيد الكلام عليه قال: أتشهد أن محمداً رسول الله؟

قال: نعم أشهد.

قال: أتشهد أني رسول الله؟

قال: لا أسمع شيئاً.

حتى قتله ونحره شهيداً وارتفعت روحه إلى الله، (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ) (27)

(ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً) (28) (فَادْخُلِي فِي عِبَادِي) (29) (وَادْخُلِي جَنَّتِي) (الفجر:27-30).

وجعفر بن أبي طالب تقطع يده اليمني في مؤتة فيأخذ الراية باليسرى، فتقطع يسراه، فيحتضن الراية، فتقع السيوف في صدره وهو يقول وهو يبتسم.

يا حـــبذا الجــنة واقترابـــــها



طيبــــة وبارد شرابــــــها

والـــروم روم قد دنا عذابــــها

كافرة بعيدة أنســـــابــــــها

على إن لاقيتهــا ضـــرابــــها

وخالد بن الوليد بعد قتل القواد الثلاثة في مؤتة أخذ السيف فكسره على رؤوس الأعداء، ثم أخذ الثاني فكسره، حتى كسره تسعة أسياف، فما صبرت في يده إلا صحيفة يمانية.

قال ابن كثير: قتل بذلك بيده اليوم خمسة آلاف.

تسعون معركة مرت محجلة من بعد عشر بنان الفتح يحصيها

وخالد في سبيل الله مشعلها وخالد في سبيل الله مجريهـــا

وما أتت بقعة إلا سمعت بها الله أكبر تدوي في نواحيــــها

ما نازل الفرس إلا خاب نازلهم ولا رمي الروم إلا طاش راميــها

وعمير بن الحمام يسمع الرسول صلي الله عليه وسلم يوم بدر وهو يقول لأصحابه: (( لا يقدمن أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا دونه)) فدنا المشركون، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض))، فقال عمير بن الحمام: يا رسول الله جنة عرضها السماوات والأرض، قال: (( نعم))، قال: بخ بخ. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( أما يحملك على قولك بخ بخ)) قال : لا ، والله يا رسول الله إلا رجاءه أن أكون من أهلها، قال: (( فإنك من أهلها)) فأخرج تمرات من قرنه، فجعل يأكل منهن، ثم قال : لئنا أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه، إنها لحياة طويلة ، فرمي بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قتل.

ولسنا على الأعقاب تدمي كلومنا

ولكن على أقدامنا تقطر الدمــا








آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 12-25-2010, 02:42 PM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: بيت أسس علي التقوى

وربي صلي الله عليه وسلم أصحابه على الصراحة والوضوح ، وهو الأصل الثالث من أصول التربية، فليس هناك ألغاز ولا مجاملات، ولا نفاق ولا تقية، بل هو وضوح وصفاء.

فأبناء الصحراء يعيشون بصفاء الصحراء.

يأتي رجل كما في الصحيحين فيقول: يا رسول الله هلكت.

قال: وقعت على أهلي وأنا صائم.

قال: (( أعتق رقبة)).

قال: ما أملك إلا رقبتي.. وضوح وصراحة.

قال: وهل أوقعتني فيما أوقعتني إلا الصيام.. يعني ما استطعت أكمل يوماً ووقعت، فكيف أصوم شهرين؟

قال: (( أطعم ستين مسكيناً)).

قال: على أفقر مني!

قال: (( أجلس)).

فجلس ، فأتي النبي بعذق، فقال صلي الله عليه وسلم : (( خذ هذا تصدق به على الفقراء في المدينة)) أو كما قال.

قال: أعلى أفقر منى يا رسول الله؟ والله ما بين لابتيها رجل أفقر منى.

قال: (( خذه وأطعمه أهلك)).

أليس في هذا وضوح وصراحة بلا مجاملة؟

لقد ربي صلي الله عليه وسلم أصحابه على أن يتكلموا بما في قلوبهم، وجعل من خالف قوله فعله من أهل النفاق، ( يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِم)(الفتح: الآية11).

أما المؤمن فقلبه ولسانه سيان.

يأتيه رجل فيقول صلي الله عليه وسلم : (( اسلم)).

قال : اسلم يا رسول الله ولكن أشترط شرطاً ( وضوح وصراحة).

قال: (( ما هو؟)).

قال : أن تبيح لي الزنا فإني لا أستطيع أن اصبر.

فقام الصحابة يريدون أن يضربوه ويؤدبوه، فقال صلي الله عليه وسلم : (( دعوه)).

ثم وضع يده الحبيبة الشريفة على صدر هذا الرجل وقال: ((أترضاه لأمك؟))

قال: لا

قال: ((أترضاه لأختك؟)).

قال: لا

قال: ((رضاه لابنتك؟))

قال: لا

فقال: (( كيف ترضى للناس ما لا ترضي لنفسك؟)).

قال: أشهد أنك لرسول الله، أتوب إلى الله حتى من الزنا.

تربية خالدة وعلم رائع جميل.

الأصل الرابع: اللين والرفق، فقد أتي صلي الله عليه وسلم بمدرسة اللين والرفق، وما كان اللين والرفق في شئ إلا زانه وما نزع من شئ إلا شأنه.

أرسل اله عز وجل موسى وهارون إلى فرعون فقال لهما وهما في الطريق: )فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) (طـه:44) .

اللين عجيب.

فخذ لك صاحبـــاً خليلاً فإني مبتغي صاحباً مثلي

عزيز منالي لا ينال مودتي إلا مسلم كامل العقل

ولا يلبث الأخذان أن يتفرقوا إذا لم يؤلف روح شكل إلى شكل

يقول صلي الله عليه وسلم : (( تبسمك في وجه أخيك لك صدقة)).

ويقول الحبيب : (( ألا أنبئكم بأحبكم إلى وأقربكم منى مجالساً يوم القيامة؟ أحاسنكم أخلاقاً)).

وقال تعالي عنه: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:4)

(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ )(آل عمران: الآية159) (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (التوبة:128) .

يأتي ليصلي صلي الله عليه وسلم ، فيأتي أعرابي من الصحراء ليصلي معه، وفي التحيات يدعو الأعرابي ويرفع صوته ويقول: اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً!

فيسلم صلي الله عليه وسلم فيقول: (( من قال منكم كذا وكذا؟)).

وهو يدري أنه الأعرابي ، لكن يريد أن تأتي من الإعرابي.

فسكت الناس.

قال صلي الله عليه وسلم : (( من قال منكم كذا وكذا؟)).

فرفع الأعرابي يده لينال جائزة!!

فقال: أنا يا رسول الله.

فتبسم صلي الله عليه وسلم وقال ك (( لقد تحجرت واسعاً، إن رحمة الله وسعت كل شيء)).

يقول تعالي: ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء)(لأعراف: الآية156).

فما يلبث الأعرابي إلا أن يكمل طريقة ومشواره فيذهب في طرف المسجد فيبول!

فيقوم الصحابة يريدون أن يلقنوه درساً من التعليم لا ينساه أبداً.

فيقول صلي الله عليه وسلم : (( دعوه ، اتركوه)) ويجلسهم صلي الله عليه وسلم ويستدعي الأعرابي ويجلسه لأن الأمر أسهل من ذلك.

ويقول صلي الله عليه وسلم : (( إلى بذنوب من ماء))، فيأتون بذنوب من ماء فيصبونه على بول الأعرابي.

لقد انتهت المشكلة.

فقال صلي الله عليه وسلم للأعرابي : (( إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من الأذى، إنما هي للتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل)).

فيقوم الأعرابي فيتوضأ ويصبح مسلماً، ويخبرهم صلي الله عليه وسلم أنهم لو ضربوه لدخل النار بسببهم.

ويأتي أعرابي آخر فيجر بردة الرسول صلي الله عليه وسلم فتؤثر حواشيها في عنق وفي كتف الرسول صلي الله عليه وسلم ، فيلتفت صلي الله عليه وسلم ، فيقول الأعرابي: أعطني يا محمد من مال الله الذي عندك لا من مال أبيك ولا أمك.. وما الداعي لهذا الكلام؟ ولم هذا الحرج؟ ولماذا هذه الجفوة؟

فنظر صلي الله عليه وسلم إليه وتبسم وضحك إليه.

فقام الصحابة يريدون البطش به.

فقال صلي الله عليه وسلم : ((دعوه )) ثم أخذ من يده وأعطاه من مال الله زبيباً وحباً وثياباً وقال: (( هل أحسنت إليك ؟)).

قال: نعم، فجزاءك الله من أهل وعشيرة خير الجزاء.

قال: (( إذا خرجت فقل لأصحابي ذلك فإنهم وحدوا في أنفسهم)).

فيخرج به صلي الله عليه وسلم فيسأله أمامهم: (( هل أحسنت إليك؟)).

قال: نعم جزاك الله من أهل وعشيرة جير الجزاء.

فتبسم صلي الله عليه وسلم ويقول: (( أتدرون ما مثلي ومثلكم ومثل هذا الأعرابي؟)).

قالوا: لا يا رسول الله.

قال: (( مثلنا كرجل كان له دابة فرت منه فلحقها، فلما رآها الناس لحقوها فما زادت لا فراراً، فقال الرجل: يا أيها الناس خلوا بيني وبين دابتي فأنا أعرف بها، فأخذ شيئاً من خشاش الأرض وخضار الأرض فأشار للدابة فأتت وأكلت، فأمسكها وقيدها، ولو تركتكم وهذا الأعرابي لضربتموه ثم ارتد فدخل النار)).

وعاد الإعرابي إلى قومه فدعاهم إلى الإسلام فأسلموا عن بكرة أبيهم.

إن هذا الأصل الرابع من أعظم أصول التربية، وإن الجفاء والغلظة لا تكسبك إلا بغضاً وحقداً، وإن اللين لا يكسبك إلا حباً في القلوب والأرواح.

قال جرير بن عبد الله رضي الله عنه وأرضاه: والله ما رآني صلي الله عليه وسلم إلا تبسم وجهي.

ما أحسن البسمة! هي السحر الحلال.

قيل لأحد العلماء: ما هو السحر الحلال؟

قل: تبسمك في وجوه الرجال.






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 12-25-2010, 02:47 PM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: بيت أسس علي التقوى




إليكم أبها الآباء


الحمد لله الذي جعل الأبناء لعيون الآباء قرة.. وجعلهم لقلوبهم مسرة.. وجعل الأبناء في جبين السعادة درة.. وأوصي بهم وبتربيتهم في الكتاب والسنة كرة من بعد كرة.

والصلاة والسلام على خير الآباء أبي الزهراء .. سيد الأولياء .. وأعظم الأصفياء.. وأجل المربين التبلاء.

واشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلي الله عليه وعل آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

أيها الآباء النبلاء.. إن من أعظم المواهب التي يهبها الله تبارك وتعالي للعيد أن يرزقه الذرية الصالحة الناصحة والأبناء النجباء الأتقياء، حينها تسعد في الحياة الدنيا وفي الآخرة.

وهذا العطاء الرباني يصلح بسببين اثنين:

أولهما: قضاء وقدراً من الحي القيوم، وهداية منه تبارك وتعالي.

وثانيهما: سبب كسبي من العبد بالتربية والتعليم والتوجيه.


فإبراهيم الخليل دعا الله تبارك وتعالي أن يجنب أبناءه الشرك والوثنية: )وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ) (ابراهيم:35) ، كأنه يقول: يا رب لا تجعل أبنائي وثنين ومشركين وفجرة ، حينها تنغص الحياة وتتكدر على، وتظلم الدنيا في عيني.

ويقول بعدها بآيات : )رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) (ابراهيم:37)، يا رب : أبنائي يقيمون الصلاة فلا تضيعهم يا رب.

أبنائي طائعين أتقياء أخيار فلا تجعلهم ضلالاً ومشركين.

ويقول في سورة البقرة يوم طلب الولاية من الله له ولأبنائه: ( وَمِنْ ذُرِّيَّتِي)(ابراهيم: من الآية40)، فقال الله: ) لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)(البقرة: الآية124). ولو كان الأب خيراً باراً سعيداً تقياً فلن تنال ولاية الله ابنه الفاجر، لأن الله ليس بينه وبين أحد من خلقه نسب ولا واسطة ولا شفاعة، ألا من ارتضي من عباده الأخيار.

وزكريا عليه السلام يشرف على الهرم ويدركه الشيب ويضمحل جسمه، فيلتفت إلى القبلة ويرفع أكف الضراعة إلى الحي القيوم ويقول: ( رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً(4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً) (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوب)(مريم: الآية4ـ6)النبي صلي الله عليه وسلم يقول : يا رب أسألك ابناً صالحاً يرثني في الخير ويدعو لي وأنا في القبر فيكون في ميزان حسناتي.

ويقول الله في سورة الكهف بعد أن حفظ للغلامين الكنز: ( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً )(الكهف: الآية82).

ويمن الله على زكريا عيه السلام بهداية أبنائه فيقول: ) وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)(الانبياء: الآية90).

ومدرسة التوجيه والتربية في القرآن تعتمد على الوصايا النافعة لا على المبادئ المهزوزة الفاشلة، والتعاليم التي اسقيها أبناء المسلمين في هذا العصر، فنشأ جيل فاسق وفاجر إلا من رحم بك.

يقول لقمان لابنه وهو يعظه: ( يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)(لقمان: الآية13) أي وصية هذه ؟ وأي تعاليم هذه التعاليم؟ وأي مبادئ هذه المبادئ؟

وتربية الأبناء أيها الآباء النبلاء الفضلاء الشرفاء تحصل في أمور أفرد بعض العلماء فيها تصانيف، ومن أجل ما تحصل به.. أمور:

أولها: اختيار الزوجة الصالحة.. ويوم تفشل في اختيار المرأة الصالحة سوف ينشأ النشء غير مستقيم ولا مهتد ولا مسترشد.

الأم مدرسة إذا أعددتـــها أعددت شعباً طيب الأعراق

الأم نبت إن تعاهده الحيــا بالري أورق أيما إيــراق

فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول: (( تنكح المرأة لأربع: لماها وانسبها ولجمالها ولدينها، فأظفر بذات الدين تربت يداك)).

فأهل فارس يتزوجون للجمال.

واليهود يتزوجون للنسب.

وأما أمة محمد عليه الصلاة والسلام فيتزوجون للدين وللاستقامة. فالأم إذا كانت صالحة مرشدة نشأ أولادها حفظة لكتاب الله أخياراً إبرارأ سعداء، يتشرفون بحمل الرسالة ولا يخجلون إذا تلبسوا بالسنة.

والأمر الثاني: يحصل بذكر الله يوم أن يلتقي الرجل بالمرأة.

والأمر الثالث: يوم يقع رأس المولود.

فإن من هدي الإسلام مع هذا المولود أموراً كثيرة:
منها : أن الرسول صلي الله عليه وسلم لما ولد الحسين بن على أذن في أذنه.

لينشأ الطفل على لا إله إلا الله ، ولينشأ على الأذان ، وليغرس في قلبه معالم هذا الأذان ، وليجيب إليه المساجد والرياض الخضرة بتقوى الله وبذكر الله.

أذن صلي الله عليه وسلم في أذنه لتهتز بالوحدانية، ولينشأ قلبه على الصمدانية ، وليكون عبداُ لله من أول يوم.

ومما زادني شرفــــــاً وفخـــراً

وكدت بأخمصي أطأ الثريـــا
دخولي تحت قولك يا عبــــــادي
وأن صيرت أحمـــد لي نبينا

وفي بعض الآثار ونقل هذا عن عمر بن عبد العزيز ، أنه يقام في الأذن الأخرى فيؤذن في الأذن اليمنى ويقام في الأخرى.

ومنها : أن النبي صلي الله عليه وسلم عق عن الحسن والحسين كبشاً كبشاً كما في السنن، وقال عليه الصلاة والسلام: (( كل مولود مرهون بعقيقته يعق عنه يوم السابع)).

ومنها: أن يحلق رأسه ويتصدق بوزنه فضة كما ثبت ذلك في الآثار والأحاديث الصحيحة.
ومنها: أنه صلي الله عليه وسلم سن للآباء تحسين الأسماء للأبناء النبي صلي الله عليه وسلم ففي الصحيح: (( أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن)).

فليكن اسم ابنك جميلاً، اسماً إسلامياً عربياً قوياً، لا اسماً فيه أنوثة، ولا اسماً فيه تدليع وتدليل، ولا اسماً مستورداً من الخواجات والعملاء والضلال أبناء الوثنية.

ورد عنه صلي الله عليه وسلم أن الناس اختاروا الأسماء الطيبة البديعة المليحة الحسنة، لتكون عنواناً لكم يوم القيامة ويوم العرض الأكبر تدعون بها.

وسنن الإسلام كذلك أن يربي الطفل على تقوى الله، وأن تغرس في قلبه طاعة الله، وأن تزرع في قلبه شجرة الإيمان.

فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول لابن عباس وهو طفل كما في الترمذي بسند حسن: (( احفظ الله يحفظك)).

ومن أدب الإسلام وهديه مع الأطفال أنه إذا بلغ الطفل السابعة يؤمر بالصلاة، فيقول له الأب: صل معي.. هيا إلى المسجد ... حتى يعتاد ذلك.

ويوم أن يعرف الابن طريق المسجد فلن يعرف طريق السجن ولا الحبس أبداً، ولن يعرف طريق الخمارة ولا المقاهي اللاهية ولا المنتزهات الاغية، ولا جلساء السوء ولا الليالي الحمراء.

فإذا بلغ العاشرة أمر لأمراً جازماً .. واستخدم معه الضرب.

هذه تعاليم سماوية ومبادئ أصلية جليلة لا بد أن تكتب في الصدور لا في السطور.

فإذا ما ترعرع ، فاستصحبه دائماً واحضر به جلسات الخير ومنديات البر ومعالم التوحيد ومحاضرات التوجيه والتربية، ولا تتركه لاعباً ولاهياً في السكك وتأتي أنت تتعلم.. كأنك تهدم من شق وتبني من شق.

ومن الأمور التي يؤكد عليها الإسلام وهي في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسوله صلي الله عليه وسلم أن يكون الأب قدوة لابنه.

ولم يفشل كثير من الآباء في تربية أبنائهم إلا يوم أن ربوهم بالقول وتركوا الفعل والعمل، (َتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (البقرة:44)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ) (الصف:2).

يريد من ابنه أن يكون صادقا بالقول، لكن هذا الأب كاذب يتعدى حدود الله في العمل.

يريد من ابنه أن يكون مصلياً محافظاً على الصلوات الخمس في الجماعة، ولكن هذا الأب لا يعرف المسجد أبداً.

فكيف يهتدي؟

إن الابن في مرحلة الشبيبة يقلد أباه تقليداً تاماً، فمن الهدى ومن الخير ومن السداد والمصلحة يا عباد الله أن نكون قدوة لأبنائنا في البيوت نأمرهم بالخير ونأتيه، وننهاهم عن المنكر ونجتنبه، ليصلح الله لنا الظاهر والباطن.

ومن الأمور المهمة: تعليم الأبناء تعليماً شرعياً يعتمد على الكتاب والسنة.. لا تعليماً ثقافياً سامجاً لا يقود إلى المسجد ولا يجيب إليهم طاعة الله وطاعة رسوله صلي الله عليه وسلم ، ولا يجنبهم المعاصي.

فينبغي عليك أن تحرص على تحفيظه كتاب الله منذ الصغر ليكبر وقد حفظ وفهم في دين الله ونال الأجر العظيم الذي لن ينساه لك ما دام حياً.

وكذلك ينبغي اختيار الصحبة الصالحة له.. وعدم تركه يتخير من شاء من زملائه الذين قد يكونون من غير أهل الاستقامة والصلاح، لأنه:

عن المرء لا تســال وسل عن قريـنه
فكل قرين بالـــمـــقارن يقتدي

أسال الله أن يصلح للجميع أبناءهم ليكونوا قرة عين لهم وسعادة في الدنيا والآخرة.

والله أعلم، وصلي الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 12-25-2010, 02:49 PM رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: بيت أسس علي التقوى



الطفل المسلم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

أما بعد ..

إذا كان الحديث عن محمد صلي الله عليه وسلم فإنه حديث جميل ومفيد وممتع.

وفي الرسالة سنأخذ جانباً واحداً من حياته العظيمة صلي الله عليه وسلم ، وهو جانب الطفل، فنعرف كيف ربي الطفل؟ وكيف حنا على الطفل؟

وكيف غرس في الطفل الإيمان.

يا طفل غرد في تبسم أحمـــد
وابسم ضياء جبينه المتلالي

واسعد برؤية خير من وطئ الثري
راعي اليتامي قائد الأبطال

وعناصر هذا الدرس خمسة:

أولها: مكانة الطفل في قلب محمد صلي الله عليه وسلم .

ثانيها: تربية صلي الله عليه وسلم للأطفال.

ثالثها: رحمته بالأطفال صلي الله عليه وسلم .

رابعها : من أحكام الأطفال.

خامساً: الأطفال الكبار أهل الاهتمامات العالية الشاهقة المرتفعة التي غرسها محمد صلي الله عليه وسلم .

أما مكانة الطفل في قلب محمد صلي الله عليه وسلم فهي مكانة عالية جداً ، فقد كان صلي الله عليه وسلم يحنك الأطفال بيده ليشرقوا على نور لا إله إلا الله محمد رسول الله، فينشأ الطفل في عهده صلي الله عليه وسلم أكبر قضاياه في الحياة أن ينصر دين الله، وأن يرفع كلمة لا إله إلا الله، وأن يسجد لله.

ولقد وجد الطفل في الرسول الكف الحانية ، والدمعة المؤثرة، والبسمة الرقيقة ، والدعابة الحية.

ووجد الطفل في الرسول صلي الله عليه وسلم الأب المربي، والشيخ الجليل، والمصلح النبيل. فكان أطفال الصحابة ينهجون نهجه صلي الله عليه وسلم في حركاته وسكناته لأنه مؤثر جد مؤثر، (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِك)(آل عمران: الآية159).

فهو صلي الله عليه وسلم منذ النطفة الأولي لهذا الطفل المسلم وهو يرعاه ويهتم به.

ففي الصحيحين عنه صلي الله عليه وسلم انه قال: (( لو أن أحدكم إذا أتي أهله قال: بسم الله اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، ثم رزق بمولود لم يضره شيطان.

وأما إذا ولد الطفل فقد صح عنه صلي الله عليه وسلم في صحيح البخاري أنه قال: (( ما من مولود إلا وقد نزغه الشيطان إلا عيسى ابن مريم))النبي صلي الله عليه وسلم أما ترى الطفل كيف يبكي عند ولادته.

سبحان الله! لقد كان في بطن ضيق ولم يبك، فلما خرج إلى أرض فسيحة بكي!.

ولدتــك أمــك باكيـــاً مستصرخـــاً
والناس حولـك يضحــكــون سرورا

فاعمل لنفسك أنت تكــــون إذا بكـــوا
في يــوم مــوتك ضاحــكاً مسرورا

وقال الثاني:

ويكفيك من ضيق الحياة وبؤســـــها
دليــلاً بكـــاء الطفل ساعة يـــولد

وإلا فما يبكـــــيه منــها وإنه
لفي بطن أم كــان بالعيش يســــعـد

وقال أبو العتاهية في أبيات عجيبة جميلة:

أذان الطــفــل في المـــيلاد دومـاً
وتأخير الصــلاة إلى الــمــمـــات
دليل أن مــــحيــــاه قـــــليل

كـــما بيــن الإقامــة والصــلاة

أي إبداع هذا! معني الأبيات أن الطفل يؤذن في أذنه حين يولد ولكن لا يصلى ولا يصلى عليه، ولكن تتأخر الصلاة إلى موته.. وهي صلاة الجنازة! فكأن الأذان والصلاة هما صلاة واحدة.

وهذا دليل على قصر هذه الدنيا، لأنها شابهت ما بين الأذان والإقامة.

ويولد الطفل لكن يولد على التوحيد ولا إله إلا الله، فما من طفل في العالم إلا ويولد وفي قلبه لا إله إلا الله محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم .

فأول ما يقع رأسه على الأرض يقع علي العقيدة الحية، ويقع على الرسالة الخالدة، ويقع موحداً مؤمناً على الفطرة، )ِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ)(الروم: الآية30).

فلا يولد شيوعياً، ولا علمانياً، ولا ماسونياً، ولا يهودياً، ولا نصرانياً، ولكن يولد حنيفاً مسلماً.

وقد صح عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال: (( كل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه))، إذا فهو مسلم، أول ما يأتي الطفل أو الطفلة يولدان على هذا الدين الحنيف.

فإذا وقع الطفل في الأرض كان من هديه صلي الله عليه وسلم أن يؤذن في أذنه .

والأذان في أذن الطفل حديث حسن عند أبي داود وغيره.

وقد أذن صلي الله عليه وسلم في أذن الحسن ابن ابنته.

قال أهل العلم : إنما أذن صلي الله عليه وسلم في أذنه لمقاصد.

منها : أن يلهمه الله التوحيد وأن يكون على الفطرة.

ومنها: أن الأذان إعلان للإسلام.

ومنها: أن الأذان يطرد الشيطان.

أما الإقامة فحديثها ضعيف، ولكن يكفي الأذان أن يخترق هذه الآذان ليصل إلى القلب فيغرس أشجاراً من الإيمان ومن اليقين ومن الإخلاص.

وطفل ينزل من بطن أمه فيتلقى بالأذان طفل سعيد في الحقيقة، وطفل طيب الأعراق وطيب الأصل وطيب المنشأ بإذن الله.

وكان صلي الله عليه وسلم يحتك الأطفال ـ كما سبق ـ ، والتحنيك أن يأخذ صلي الله عليه وسلم تمراً أو نحوه فيدخل أصبعه الشريفة في فم الطفل قبل أن يأكل فيلقمه إياه.

وكانت المرأة المسلمة إذا أنجبت طفلاً بعثت به إلى معلم الخير في لفائف، ليكون أول ما يباشر بطنه ريق محمد صلي الله عليه وسلم ، الريق المبارك، الريق الصافي، الريق الطيب الجميل.

قال أنس في الصحيح : ولدت أم سليم ابناً لها ـ هذا الابن أخ لأنس من أمه ـ فقالت : أذهب به إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم .

فأخذ أنس الطفل وذهب به إلى معلم الخير، فاستقبله صلي الله عليه وسلم وحنكه بتمرة، فكأن الطفل يمتصها بشوق، فقال صلي الله عليه وسلم : (( انظروا لحب الأنصار التمر)).

وكان صلي الله عليه وسلم يسمي الأطفال، لكنه كان يختار أسماء إسلامية شرعية تقود الطفل إلى جنة عرضها السماوات والأرض.

وكان يقول في الصحيح : (( أحب السماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن))النبي صلي الله عليه وسلم رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه بأسانيد صحيحة.

وكان يقول : (( اصدق الأسماء همام وحارث)).

قل ابن تيمية ك إنما قال همام لأن الإنسان يهم بقلبه، وهو حارث بحركته دائماً، فجمع بين الاثنين صلي الله عليه وسلم .

والعرب كانت تحب السماء القوية اللامعة ، ولذلك كانوا يسمون بأسماء الأسود كاسم ( حمزة) ( أسامة) ( حيدرة).

أما في عصرنا هذا فقد أصبحوا يسمون الأولاد بأسماء منكرة، إما غير أصلية ولا قوية كأسماء تدل على الأنوثة والرقة.
أو أسماء لا يعرف لها معني ، كاسم ( صنيهيت)، فهو لا فعل ماضي ولا مضارع ولا اسم ولا حرف! و( شليويح)!.

وقد سمي صلي الله عليه وسلم بأسماء الأنبياء، فلما ولد له ولد سماه على اسم إبراهيم الخليل عليه السلام، لأنه كان أشبه الناس بإبراهيم (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيّ)(آل عمران: الآية68).

وسمي ابن موسى الأشعري ( إبراهيم).

وكان صلي الله عليه وسلم يغير الأسماء المنكرة، فقد اسم (غاوي) على (راشد)، وغير (ظالم) إلى مقسط) وغير (عاصية) إلى ( جميلة)، وغير اسم (بره) إلى ( زينب).

ونهي عن التسمية بيسار ونجيح ورباح لكي لا يقال: أرباح في البيت؟ فيقال: لا .. فيذهب البال إلى التشاؤم.

ومن السنة للطفل أن الرسول صلي الله عليه وسلم أمر بحلق رأسه تفاؤلاً بأن يزيل الله الأذى عنه.

كما يقال عن الحلق في العمرة والحج بأنها تفاؤل بذلك.

ويتصدق بوزنه ورقاً للمساكين، وهذه حكمه عظيمة ربما أدركناها أو لم ندركها، لينشأ متصدقاً ، ولينشا مزكياً، ولينشأ على سنة الرسول صلي الله عليه وسلم .

وأمر صلي الله عليه وسلم بالعقيقة عن الغلام كما في الصحيح: عن الولد شاتان وعن الجارية شاة واحدة.

وكان يكره صلي الله عليه وسلم العقوق ، وصح عنه انه قال صلي الله عليه وسلم : (( كل غلام مرتهن بعقيقته))، فمن السنة أن تذبح شاتين اثنتين إذا ولد لك مولود ذكر، وأما الأنثى فشاة واحدة، لحكمة بالغة ومقصد جميل، استبشاراً بهذا المولود ، ولينشأ على بر وصدقة، ولتطعم جيرانك وإخوانك منها.

فإن الولد الصالح من أعظم النعم، قال زكريا عليه السلام: ) رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ)(الانبياء: الآية89) فرزقه الله ذرية صالحة.

والولد الصالح حياة، والولد الصالح أثر، والولد الصالح اتصال لك بالنور والخلود، والولد الصالح يدعو لك بعد الممات فيزيد في عملك الصالح صلاحاً وفي خيرك خيراً وفي برك براً، والولد الصالح يدركك في الشيخوخة فيقم من عضدك ويقوي من ساعدك ويكون لك نعم الأثر.

قال البخاري في الصحيح في كتاب الجهاد (باب) من طلب الولد للجهاد، ثم أتي بقصة سليمان عليه السلام عندما قال: ( لأطوفن الليلة علي مائة امرأة ) وفي لفظ ( على ستين) وفي لفظ ( على سبعين) ، كلهن يلدن مجاهداً في سبيل الله) لكنه لم يقل ( إن شاء الله)، فما ولدت منهن إلا امرأة ولدت نصف ولد.

فالولد الصالح هو من أحسن ما يكون إذا ولد على الفطرة ونشأ نشأة طيبة، فكان من شكر المنعم سبحانه وتعالى أن تعق عنه بعقيقة، وأن تطعم جيرانك وإخوانك وأحبابك.

وكان صلي الله عليه وسلم يداعب الأطفال بعد أن يكونوا في سنن المداعبة، ويفهموا الكلام، ويفهموا البسمة الحانية والفكاهة.

الفيافي حــالــمات بالمنـــي تتلقاك بتصــفيق مثيــر

أنت للطفل أب في مهــــده عجباً من قلبـــك الفـذ الكبير

وعند أحمد والنسائي عن شداد بن الهاد رضي الله عنه قال: خرج علينا الرسول صلي الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشي صلاة الظهر أو صلاة العصر، فتأخر صلي الله عليه وسلم في السجود.

أتدرون ما السبب؟ لقد أتي الحسن بن على ابن ابنته فرأي الرسول صلي الله عليه وسلم ساجداً فارتحله وصعد على ظهره.

انظر إلى المنظر! رسول البشرية يسجد في الأرض ض فيرتحله طفل، فيمكث صلي الله عليه وسلم ولا يقوم من السجود، وبعد أن نزل الحسن قام صلي الله عليه وسلم وصلي وسلم واعتذر من الناس وقال: (( يا أيها الناس لعلي تأخرت عليكم في السجود، إن ابني هذا ارتحلتني وأنا في الصلاة فخشيت أن أرفع من السجود فأوذيه)) ، أو كما قال صلي الله عليه وسلم .

فهل وجدتم رحمة كهذه؟

فكيف لا يحبه الأطفال بعد هذا؟

عن بعض الأطفال اليوم إذا رأوا بعض الناس يخافون ويصيبهم الهلع والفزع.

وبعض الآباء لا يقبل أطفاله، وبعضهم إذا انتهر أطفاله أغمي على أحدهم!

وإذا دخل أبوه عليه في البيت قال لسان حاله: ( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق)!.

وفي الصحيحين أن غلاماً أخاً لأنس اسمه أبو عمير كان له نغر (طائر صغير) يلعب به، فمات النغر فذهب هذا الطفل فأخبر أخاه أنس وقال: مات نغري.

فذهب أنس فأخبر الرسول صلي الله عليه وسلم، فقال صلي الله عليه وسلم لأخيه الصغير: (( يا أبا عمير ما فعل النغير))؟ يقول: احسن الله عزاءك في هذه المصيبة!

فكان يجد من الوقت صلي الله عليه وسلم أن يعزي طفلاً بطائرة.

قال الزنادقة: أهل الحديث لا يفهمون شيئاً، يروون أحاديث لا معاني لها.

قالوا: مثل حديث : (( يا أبا عمير ما فعل النغير))، ليس فيه فائدة.

قال الشافعي: قاتلكم الله، في هذا الحديث ستون فائدة، ثم سردها!

وعودوا إلى فتح البارى لابن حجر فقد ذكر منها عشرين فائدة.
منها: تكنية الصغير.

وتكنية من لا ولد له.

وتصغير الاسم للتحبب.

وملاعبة الأطفال.

والأنس مع الطفل.

وزيادة الطفل في بيت أهله للمصلحة.

ومنها: أن الوقت المباح إذا كان لغرض شرعي صحيح فإنه يؤجر عليه العيد.

ومنها: أخذ الطفل للطائر.

وجواز حبس الطيور في البيوت لملاعبة الأطفال.

ومنها: ربط الخيط في رجل الطائر وأنه ليس من التعذيب.

ومنها: فوائد كثيرة ليس هذا مجال بحثها.

أتته صلي الله عليه وسلم طفلة صغيرة اسمها أم خالد، فوجد عليها ثياباً ممزقة صلي الله عليه وسلم ، وهي طفلة ، فألبسها لباساً ثم قال: (( هذا سنا))، وهذا بلغة الحبشة أي: حسن.. لأنها عاشت مع أمها في الحبشة أيام الهجرة الأولي.

أتظن أن دعابة منه صلي الله عليه وسلم أمر سهل؟

أتظن أن بسمة منه يجود بها لإنسان شيء يسير؟

لا والله، فبعض الناس اليوم يحفظ كلمة من بعض الزعماء أو السلاطين ويقول كلمني وقال لي مباشرة.

فكيف لو كلمك محمد صلي الله عليه وسلم ؟

وعند أحمد بسند حسن أن الرسول صلي الله عليه وسلم صف عبد الله وعبيد الله وكثير أبناء العباس أبناء عمه، وهم ثلاثة صغار بين كل واحد منهم والآخر سنة.

ثم قال: من يسبق إلى فله كذا وكذا.

فأخذوا يتسابقون فسبق أحدهم فأعطاه الجائزة.

سبحان الله !

ربما قال قائل ـ لو قلنا له : افعل هذا مع أطفالك ـ : وقتي ضيق.

ولكن لو عرفت معاني التربية ومعاني الخلود في سيرته صلي الله عليه وسلم لأعطيت هذه الساعة الثمينة من هذا الوقت الضيق.

وعن أنس وهذا صحيح مسلم قال: كان الرسول صلي الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً، فأرسلني في حاجة، فقلت: والله لا أذهب ! وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله.

هو كان في سن العاشرة تقريباً.

قال : فسكت صلي الله عليه وسلم ، ثم مر بي وأنا ألعب مع الأطفال فأخذ بأذني يضاحكني وقال: (( يا أنيس أذهبت حيث أمرتك؟)).

قلت : سأذهب إن شاء الله *! فذهبت.

ويقول أنس: والله لقد خدمت الرسول صلي الله عليه وسلم عشر سنوات ما قال في أمر فعلته لم فعلته، ولا في أمر لم أفعله لم لم تفعله.

وكان صلي الله عليه وسلم يحمل الحسن والحسين على عاتقه ـ وهذا الحديث عند أبي يعلى بسند حسن ـ فرآه عمر فقال: نعم الفرس تحتكما.

فقال صلي الله عليه وسلم : (( ونعم الفارسان هما))، أنعم بالحسنـ وأنعم بالحسين، لكن جدهما صلي الله عليه وسلم هو العظيم.

نسـب كـأن عليـــه من شمس الضحى
نوراً ومن فلق الصبـــاح عمـــودا

وكانت أم قيس بنت محصن تأتيه صلي الله عليه وسلم تستفتيه ، فيأخذ طفلها من يديها ويجلسه في حضنه ليسمع السؤال قبل أن يفتي.

ومرة أخذ الطفل فبال قبل أن تأكل الطعام فنضح بوله صلي الله عليه وسلم .

أي خلق وأي تواضع هذا؟

قال أبو هريرة : كنت مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في سوق من أسواق المدينة فانصرف، فانصرفت. فقال: (( أين لكع)) ثلاثاً . (( ادع الحسن بن على))... فالتزمته فقال: (( اللهم إني أحبه، فأحبه، وأحب من يحبه))، وزمرة جده صلي الله عليه وسلم .

وفي كتاب المختارة للضياء أن الرسول صلي الله عليه وسلم كان يلاعب بنت ابنته واسمها زينب وكان يقول: (( يا زوينب يا زوينيب)) ويلاعبها ويمازحها صلي الله عليه وسلم
أما العنصر الثاني فتربية صلي الله عليه وسلم للأطفال.








آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 12-25-2010, 02:51 PM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: بيت أسس علي التقوى




لقد كان المعلم الأول، من تربية صلي الله عليه وسلم للأطفال أنه رباهم على الإيمان ، ثم إنه لبي لهم أغراضهم ومقاصدهم الإيمانية المباحة، فلم يحجر عليهم الدعابة.



لأن بعض الناس إذا رأي أطفاله يلعبون أو يصيحون أو ينشدون في البيت غضب عليهم وقال: لا تضيعوا أوقاتكم.



سبحان الله! تريد طفل صغير أن يكون كابن حجر أو كابن تيمية في طفولته.



لابد أ يلعب ، ولابد أن يضحك ، ولابد أن يغرد ، ولابد أن ينشد ، ولكن اجعل لعبه في حدود الشرع، واجعل نشيده ف حدود الأدب.



الأمر الثاني: أن الرسول صلي الله عليه وسلم كان يحيط الطفل بسياج من الآداب الشرعية عند الولادة، وعند التحنيك ، وعند التسمية، وعند العقيقة، وعند النوم، وعند اليقظة، وعند الأكل، وعند الشرب.



صح عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال ـ كما عند أحمد وأبي داود بسند صحيح: ـ : (( مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع))النبي صلي الله عليه وسلم وفي هذا فوائد:



أولها: أن بداية الأمر في السبع وهو أمر بلا ضرب، لكن تدعوه وتحثه وتحبب إليه الصلاة.



الثانية: أن بداية التعزيز هي سن العاشرة.



الثالثة: أن تفرق بينهم في المضاجع، أي أن يناموا متفرقين لحكم جليلة يعرفها المسلمون.



وكان عمر ابن أبي سلمة يأكل معه مرة من المرات فجعلت يده تطيش في الصفحة، فقال له صلي الله عليه وسلم عدة آداب : (( يا غلام ، سم الله، وكب مما يليك، وكل بيمينك)).



فهي ثلاثة آداب ينبغي على الأب أن يوجه أطفاله إليها: التسمية، والأكل باليمين، والأكل مما يلي الطفل.



وعند الترمذي والنسائي بسند فيه ضعف يقول صلي الله عليه وسلم لأنس : (( يا بني إياك والالتفات في الصلاة فإنه هلكة))، واستخدم صلي الله عليه وسلم لفظه( يا بني) لأنها محببة وأنيسة للطفل.



ولقمان عليه السلام يوم أوصي ابنه : (يَا بُنَيّ)(لقمان: الآية16) لأنها تجعل الأنس في قلب الطفل، وهي تستخدم لغير الابن من الصلب، فيقال تحبياً ( يا بني).



وكان له صلي الله عليه وسلم في جانب العقيدة مع الأطفال مواقف: يقول ابن عباس والحديث عند أحمد والترمذي : كنت ردف محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم علي حمار.



فقال: (( يا غلام)).



قلت : لبيك وسعديك يا رسول الله.



قال: (( إني أعلمك كلمات)) اسمع إلى الكلمات النيرة.. اسمع إلى الوصايا التي تشري بالدماء ، فهي أغلي من الذهب والفضة: (( أحفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك، تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سألت فأسال الله، وإذا استعنت فاستعن بالله. واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف)).



وصح عند البخاري والدرامي أنه صلي الله عليه وسلم كان يمر بالصبيان فيسلم عليهم فيقول: (( السلام عليكم ورحمة الله)).



وهذا من التواضع العظيم، لأن المتكبر لا يسلم على الأطفال ولا يسلم على الناس، بل ينتظر من يسلم عليه.



ولذلك (( يحشر المتكبرون يوم القيامة على هيئة الذر يطؤهم الناس)) حديث صحيح رواه مسلم.



فالمتكبرون:



ليســـوا كقــوم إذا لاقيتهم عرضـاً

أهدوك من نورهم ما يتحف الساري



تروي وتشبع من سيمــاء طلعتهم

بذكرهم ذكروك الواحد البـــاري

من تلق منهم تقــل لاقيت سيدهم

مثل النجوم التي يسري بها الساري



كان صلي الله عليه وسلم بالليل، فأتاه ابن عباس يصلي معه في ليلة هي من أحسن الليالي في حياة ابن عباس ؛ حيث بات رضي الله عنه عند خالته ميمونة ، لأنه يعلم أن الرسول صلي الله عليه وسلم سينام عندها تلك الليلة.



فنام في عرض الوسادة، وانتظر حتى جاء الرسول صلي الله عليه وسلم فأوهمهما أنه نائم رضي الله عنه، ونيته من المجيء أن يستفيد من المعلم الأول صلي الله عليه وسلم ، وليعلم كيف صلاته قيامه في الليل.



فلما قام صلي الله عليه وسلم يقضي حاجته أحضر له ابن عباس الماء ووضعه في مكان قريب منه، فلما رأي صلي الله عليه وسلم الماء عنده عرف أنه من ابن عباس فقال: (( اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل)).



وهذه الدعوة النبوية المباركة هي من أعظم ما حازه ابن عباس في حياته كلها، حيث أثرت على مستقبله فجعلته حبر الأمة وترجمان القرآن.



ثم قام صلي الله عليه وسلم يصلي فقام ابن عباس عن يساره ، فجعله صلي الله عليه وسلم عن يمينه، فصلي معه ما شاء الله، ونعم بليلة سعيدة هانئه هي اهنأ من لياليه عند أبيه وأمه.



ومر صلي الله عليه وسلم يوماً من الأيام بابن عمر وهو صغير فأخذ بمنكبه وقال له: (( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل))، وهذه وصية ما نسيها ابن عمر رضي الله عنهما، بل بقيت تطن في رأسه حتى مات.



يعطونه الخلافة فيتذكر حديث: (( كن في الدنيا كأنك غريب )).



يقدمون له الذهب والفضة فيتذكر حديث : (( كن في الدنيا كأنك غريب)).



يسجد عند المقام ويبكي في السجود ويقول: اللهم إنك تعلم أني ما تركت الخلافة إلا من مخافتك يا رب العالمين.



ومر صلي الله عليه وسلم يوماً فوجد الحسن يأكل من تمر الصدقة؛ وبنو هاشم محرمة عليهم الصدقة، لأنها أوساخ الناس وهم أطهار، قلوبهم طاهرة وبطونهم طاهرة.



فقال صلي الله عليه وسلم : (( كخ كخ، أما تدري أنا لا نأكل الصدقة)).



و(( كخ كخ)) لفظ تستخدمه العرب زجراً للطفل عن عمل أي شيء غير مناسب.



مات ابنه صلي الله عليه وسلم وعمره سنتان وأشهر، وقيل: أقل من ذلك.. فأخذه بين يديه وقال ودموعه تهراق صلي الله عليه وسلم بأبي وأمي: (( تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون)) فهذا من رحمته بهؤلاء الصغار إذا حلت بهم مصيبة أو كارثة.



وفي الصحيح أن زينب ابنته صلي الله عليه وسلم أرسلت إليه أن يأتي إليها فإن ابنها في سكرات الموت.



والرسول صلي الله عليه وسلم كان مشغولاً بوفد من وفود العرب فقال: (( أبلغوها مني السلام وقولوا لها: إن لله ما أخذ، وله ما أعطي، وكل شيء عنده بأجل مسمي، فاتصبر ولتحتسب)).



فأخبروها فقالت : والله ليأتين.



فقام صلي الله عليه وسلم ومعه جل الصحابة، وقدم له الطفل ونفسه تقعقع كأنها في شن، وأخذت دموعه تهراق صلي الله عليه وسلم النبي صلي الله عليه وسلم فيقول ابن عوف: ما هذا يا رسول الله؟ قال: (( هذه رحمة يضعها الله في قلب من يشاء من عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء)).



وأتي الأقرع بن حابس ـ والحديث في الابخاري ومسلم ـ وكان صلي الله عليه وسلم يقبل الأطفال.



فقال الأقرع : تقبلون الأطفال عندكم؟



قال : (0 نعم)).



قال: والله إن عندي عشرة أطفال ما قبلت واجداً منهم.



وكان يظن أن الرسول صلي الله عليه وسلم سيقول له: شكراً لك **!!



لكنه صلي الله عليه وسلم قال : (( وما أمك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك))، لأن تقبل الأطفال رحمة، وكان يفعله صلي الله عليه وسلم كثيراً.



وصح عنه صلي الله عليه وسلم في صحيح البخاري أنه قال: (( غني لأدخل في صلاتي فأتجاوز فيها مما أسمع من بكاء الطفل خشية أن اشق على أمة)).



وعند البخاري أن النبي صلي الله عليه وسلم قال عن الحسن والحسين: (( هما ريحانتاي في الدنيا)).



يقول ابن تيمية في مقتل الحسين بأنه من أعظم المصائب على المسلمين، وعلى المسلم إذا تذكر تلك القصة أن يقول: ( إنا لله وإنا إليه راجعون).



فنحن نحبه في الله لأنه من عباد الله ومن أولياء الله ولقرابته من الرسول صلي الله عليه وسلم .



وفي الصحيحين من حديث أبي قتادة قال: صلي بنا صلي الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشي، قيل العصر وقيل الظهر، فحمل أمامه بنت زينب في الصلاة على كتفه صلي الله عليه وسلم يصلى بها.



فتصور المشهد .. إمام البشرية يجمل طفلة وهو يصلى بالناس صلاة الفريضة بالمسجد.



أي رحمة.. وأي عطف هذا؟



قال: فإذا سجد وضعها وإذا قام رفعها.

وقد صلى الإمام الشوكاني في صنعاء ، فلما سجد سقطت عمامته في المحراب فأخذها وردها.



فأنكر عليه الناس وقالوا: تحمل العمامة وأنت في الصلاة ؟



فقال: حمل العمامة أخف من حمل أمامة؟.



وأما العنصر الرابع فمن أحكام الأطفال، وأنا أعرضها عرضاً موجزاً.



1- أحكام الأطفال أنه ينضح على بول الغلام ويغسل بول الجارية، لما ثبت في الحديث عند أبي داود والترمذي وغيرهما، كما سبق.



وذلك ما لم يأكل الغلام الطعام، فإذا أكل غسل من بوله.



قال الشافعي : لأن حواء خلقت من ضلع آدم فهي من لحم ودم، وأما الطفل فهو من تراب لأن اصل أبيه من تراب.



وهذا اجتهاد منه رحمه الله.



2- تصح إمامه الطفل لأنه ثبت في صحيح البخاري أن عمرو بن سلمة أم قومه وعمره سبع سنوات.



لكن أطفالهم كانوا كباراً في الفهم كباراً في الرجولة. ليسوا كحالنا الذي يبلغ فيه بعض الناس العشرين وهو سفيه.



فليس المقياس بالسن لكنه بالعقل والفهم عن الله عز وجل.



دخل الناس يبايعون عمر بن عبد العزيز وفيهم طفل صغير فسلم وأراد ان يتكلم، فقال عمر بن عبد العزيز: دونك يا طفل فيهم من هو أكبر منك.



فقال : يا أمير المؤمنين ، لو كان الأمر بالسن لكان في المسلمين من هو أولى منك بالخلافة!! هل رأيت رداً أحسن من هذا؟



3- متي يجاهد الطفل؟



بين أهل العلم خلاف: فالإمام أحمد يقول: أري في الخامسة عشر للحديث في الصحيحين ، قال ابن عمر: عرضت على رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة سن فأجازني.



وقال سمره بن حندب: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يستعرض الأطفال للجهاد يريد ان يري من هو القوي منهم فيقبله.



قال: فعرضت عليه فردني.



فبكي سمره.. بكي على ترك الجهاد.



وقبل صلي الله عليه وسلم رافع بن خديج.



فقال سمره: يا رسول الله تقبل رافع بن خديج وأنا اصرعه؟!.



قال: (( صارعه أمام الناس)).



فتصارع هو ورافع فصرعه سمره، فأجاز سمرة.. فهو ما دام صرعه فهذا دليل على أنه يستطيع أن يحمل السلاح ويستطيع أن يقاتل .



4- وأما سن الرواية وهو التحمل فيختلف باختلاف الأشخاص.



يقول موسى بن هارون أحد المحدثين: إذا فرق بين الدابة والحمار..والدابة هي الحمار!



وبعضهم قال: إذا ميز الخير من الشر.. وهذا أمر نسبي.



وقال بعضهم: بل في السابعة ونحو ذلك.



وقيل: في الخامسة ، أن الحسن حفظ حديث: (( دع ما يريبك إلى ما لا يربيك)) في الخامسة.



والصحيح انه إذا ميز وأصبح عاقلاً يدرك ماذا يقال له واصبح مستعداً للتعليم فإنه يقبل منه.



أما العنصر الخامس وهو الأخير فالأطفال الكبار.



فهم أطفال نعيش معهم في التاريخ، كبار في إيمانهم ، وكبار في مقاصدهم، وكبار في منهجهم وحياتهم.



يعيشون أطفالاً بأجسام الأطفال، لكنهم كبار في معتقداتهم وطموحاتهم ومقاصدهم.



1- ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ وقد سبق معنا حرصه علي العلم والتعلم والاستفادة من حياة الرسول صلي الله عليه وسلم ، وهمته العالية التي جعلته ينظر للمستقبل ليتخيل نفسه قائداً وعالماً ومفسراً للأمة الإسلامية.. وقد تم له ذلك.



2- أسامة بن زيد يقود الجيوش العظيمة وهو صغير السن، حيث كان في أفراد جيشه كبار الصحابة وفضلاؤهم ، كأبي بكر وعمر وعثمان وعلى الخلفاء الراشدون.



فأي علو هذا؟ أن يكون هذا الفتي قائداً لأولئك الغر الميامين.



3- ابن الزبير : أول مولود في المدينة صاحب الحنكة السياسية والدهاء.



وقصته مشهورة مع عمر رضي الله عنه عندما فر الأطفال وهو لم يفر شجاعة وصلابة أمام فاروق الإسلام، فلما سأله قال: لم أعمل جرماً فأخاف منك، ولم تكن الطريق ضيقة فأوسع لك !



فانظر إلى بلاغة الإجابة وحريتها وسموها.



4- أبو محذورة من فتيان مكة، يخرج يرعي الغنم فيعود مؤذناً لأهل مكة ببركة دعاء النبي صلي الله عليه وسلم له.



5- محمد بن القاسم يفتتح الهند والسند وهو فتي كما تعلمون، في جيش قوامه مائة ألف موحد وهو القائد آنذاك.



وهكذا غيرهم من فتيان هذه الأمة وأطفالها الذين كانوا صغاراً في السن لكنهم كانوا كباراً في العقل والفهم والهمة.



أسأل الله لي ولكم قره عين من أبنائنا، وان يجعلهم عبادا صالحين يخدمون هذا الدين الخالد في كل مكان.



والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.












آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 12-25-2010, 02:51 PM رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: بيت أسس علي التقوى




لقد كان المعلم الأول، من تربية صلي الله عليه وسلم للأطفال أنه رباهم على الإيمان ، ثم إنه لبي لهم أغراضهم ومقاصدهم الإيمانية المباحة، فلم يحجر عليهم الدعابة.



لأن بعض الناس إذا رأي أطفاله يلعبون أو يصيحون أو ينشدون في البيت غضب عليهم وقال: لا تضيعوا أوقاتكم.



سبحان الله! تريد طفل صغير أن يكون كابن حجر أو كابن تيمية في طفولته.



لابد أ يلعب ، ولابد أن يضحك ، ولابد أن يغرد ، ولابد أن ينشد ، ولكن اجعل لعبه في حدود الشرع، واجعل نشيده ف حدود الأدب.



الأمر الثاني: أن الرسول صلي الله عليه وسلم كان يحيط الطفل بسياج من الآداب الشرعية عند الولادة، وعند التحنيك ، وعند التسمية، وعند العقيقة، وعند النوم، وعند اليقظة، وعند الأكل، وعند الشرب.



صح عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال ـ كما عند أحمد وأبي داود بسند صحيح: ـ : (( مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع))النبي صلي الله عليه وسلم وفي هذا فوائد:



أولها: أن بداية الأمر في السبع وهو أمر بلا ضرب، لكن تدعوه وتحثه وتحبب إليه الصلاة.



الثانية: أن بداية التعزيز هي سن العاشرة.



الثالثة: أن تفرق بينهم في المضاجع، أي أن يناموا متفرقين لحكم جليلة يعرفها المسلمون.



وكان عمر ابن أبي سلمة يأكل معه مرة من المرات فجعلت يده تطيش في الصفحة، فقال له صلي الله عليه وسلم عدة آداب : (( يا غلام ، سم الله، وكب مما يليك، وكل بيمينك)).



فهي ثلاثة آداب ينبغي على الأب أن يوجه أطفاله إليها: التسمية، والأكل باليمين، والأكل مما يلي الطفل.



وعند الترمذي والنسائي بسند فيه ضعف يقول صلي الله عليه وسلم لأنس : (( يا بني إياك والالتفات في الصلاة فإنه هلكة))، واستخدم صلي الله عليه وسلم لفظه( يا بني) لأنها محببة وأنيسة للطفل.



ولقمان عليه السلام يوم أوصي ابنه : (يَا بُنَيّ)(لقمان: الآية16) لأنها تجعل الأنس في قلب الطفل، وهي تستخدم لغير الابن من الصلب، فيقال تحبياً ( يا بني).



وكان له صلي الله عليه وسلم في جانب العقيدة مع الأطفال مواقف: يقول ابن عباس والحديث عند أحمد والترمذي : كنت ردف محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم علي حمار.



فقال: (( يا غلام)).



قلت : لبيك وسعديك يا رسول الله.



قال: (( إني أعلمك كلمات)) اسمع إلى الكلمات النيرة.. اسمع إلى الوصايا التي تشري بالدماء ، فهي أغلي من الذهب والفضة: (( أحفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك، تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سألت فأسال الله، وإذا استعنت فاستعن بالله. واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف)).



وصح عند البخاري والدرامي أنه صلي الله عليه وسلم كان يمر بالصبيان فيسلم عليهم فيقول: (( السلام عليكم ورحمة الله)).



وهذا من التواضع العظيم، لأن المتكبر لا يسلم على الأطفال ولا يسلم على الناس، بل ينتظر من يسلم عليه.



ولذلك (( يحشر المتكبرون يوم القيامة على هيئة الذر يطؤهم الناس)) حديث صحيح رواه مسلم.



فالمتكبرون:



ليســـوا كقــوم إذا لاقيتهم عرضـاً

أهدوك من نورهم ما يتحف الساري



تروي وتشبع من سيمــاء طلعتهم

بذكرهم ذكروك الواحد البـــاري

من تلق منهم تقــل لاقيت سيدهم

مثل النجوم التي يسري بها الساري



كان صلي الله عليه وسلم بالليل، فأتاه ابن عباس يصلي معه في ليلة هي من أحسن الليالي في حياة ابن عباس ؛ حيث بات رضي الله عنه عند خالته ميمونة ، لأنه يعلم أن الرسول صلي الله عليه وسلم سينام عندها تلك الليلة.



فنام في عرض الوسادة، وانتظر حتى جاء الرسول صلي الله عليه وسلم فأوهمهما أنه نائم رضي الله عنه، ونيته من المجيء أن يستفيد من المعلم الأول صلي الله عليه وسلم ، وليعلم كيف صلاته قيامه في الليل.



فلما قام صلي الله عليه وسلم يقضي حاجته أحضر له ابن عباس الماء ووضعه في مكان قريب منه، فلما رأي صلي الله عليه وسلم الماء عنده عرف أنه من ابن عباس فقال: (( اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل)).



وهذه الدعوة النبوية المباركة هي من أعظم ما حازه ابن عباس في حياته كلها، حيث أثرت على مستقبله فجعلته حبر الأمة وترجمان القرآن.



ثم قام صلي الله عليه وسلم يصلي فقام ابن عباس عن يساره ، فجعله صلي الله عليه وسلم عن يمينه، فصلي معه ما شاء الله، ونعم بليلة سعيدة هانئه هي اهنأ من لياليه عند أبيه وأمه.



ومر صلي الله عليه وسلم يوماً من الأيام بابن عمر وهو صغير فأخذ بمنكبه وقال له: (( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل))، وهذه وصية ما نسيها ابن عمر رضي الله عنهما، بل بقيت تطن في رأسه حتى مات.



يعطونه الخلافة فيتذكر حديث: (( كن في الدنيا كأنك غريب )).



يقدمون له الذهب والفضة فيتذكر حديث : (( كن في الدنيا كأنك غريب)).



يسجد عند المقام ويبكي في السجود ويقول: اللهم إنك تعلم أني ما تركت الخلافة إلا من مخافتك يا رب العالمين.



ومر صلي الله عليه وسلم يوماً فوجد الحسن يأكل من تمر الصدقة؛ وبنو هاشم محرمة عليهم الصدقة، لأنها أوساخ الناس وهم أطهار، قلوبهم طاهرة وبطونهم طاهرة.



فقال صلي الله عليه وسلم : (( كخ كخ، أما تدري أنا لا نأكل الصدقة)).



و(( كخ كخ)) لفظ تستخدمه العرب زجراً للطفل عن عمل أي شيء غير مناسب.



مات ابنه صلي الله عليه وسلم وعمره سنتان وأشهر، وقيل: أقل من ذلك.. فأخذه بين يديه وقال ودموعه تهراق صلي الله عليه وسلم بأبي وأمي: (( تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون)) فهذا من رحمته بهؤلاء الصغار إذا حلت بهم مصيبة أو كارثة.



وفي الصحيح أن زينب ابنته صلي الله عليه وسلم أرسلت إليه أن يأتي إليها فإن ابنها في سكرات الموت.



والرسول صلي الله عليه وسلم كان مشغولاً بوفد من وفود العرب فقال: (( أبلغوها مني السلام وقولوا لها: إن لله ما أخذ، وله ما أعطي، وكل شيء عنده بأجل مسمي، فاتصبر ولتحتسب)).



فأخبروها فقالت : والله ليأتين.



فقام صلي الله عليه وسلم ومعه جل الصحابة، وقدم له الطفل ونفسه تقعقع كأنها في شن، وأخذت دموعه تهراق صلي الله عليه وسلم النبي صلي الله عليه وسلم فيقول ابن عوف: ما هذا يا رسول الله؟ قال: (( هذه رحمة يضعها الله في قلب من يشاء من عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء)).



وأتي الأقرع بن حابس ـ والحديث في الابخاري ومسلم ـ وكان صلي الله عليه وسلم يقبل الأطفال.



فقال الأقرع : تقبلون الأطفال عندكم؟



قال : (0 نعم)).



قال: والله إن عندي عشرة أطفال ما قبلت واجداً منهم.



وكان يظن أن الرسول صلي الله عليه وسلم سيقول له: شكراً لك **!!



لكنه صلي الله عليه وسلم قال : (( وما أمك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك))، لأن تقبل الأطفال رحمة، وكان يفعله صلي الله عليه وسلم كثيراً.



وصح عنه صلي الله عليه وسلم في صحيح البخاري أنه قال: (( غني لأدخل في صلاتي فأتجاوز فيها مما أسمع من بكاء الطفل خشية أن اشق على أمة)).



وعند البخاري أن النبي صلي الله عليه وسلم قال عن الحسن والحسين: (( هما ريحانتاي في الدنيا)).



يقول ابن تيمية في مقتل الحسين بأنه من أعظم المصائب على المسلمين، وعلى المسلم إذا تذكر تلك القصة أن يقول: ( إنا لله وإنا إليه راجعون).



فنحن نحبه في الله لأنه من عباد الله ومن أولياء الله ولقرابته من الرسول صلي الله عليه وسلم .



وفي الصحيحين من حديث أبي قتادة قال: صلي بنا صلي الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشي، قيل العصر وقيل الظهر، فحمل أمامه بنت زينب في الصلاة على كتفه صلي الله عليه وسلم يصلى بها.



فتصور المشهد .. إمام البشرية يجمل طفلة وهو يصلى بالناس صلاة الفريضة بالمسجد.



أي رحمة.. وأي عطف هذا؟



قال: فإذا سجد وضعها وإذا قام رفعها.

وقد صلى الإمام الشوكاني في صنعاء ، فلما سجد سقطت عمامته في المحراب فأخذها وردها.



فأنكر عليه الناس وقالوا: تحمل العمامة وأنت في الصلاة ؟



فقال: حمل العمامة أخف من حمل أمامة؟.



وأما العنصر الرابع فمن أحكام الأطفال، وأنا أعرضها عرضاً موجزاً.



1- أحكام الأطفال أنه ينضح على بول الغلام ويغسل بول الجارية، لما ثبت في الحديث عند أبي داود والترمذي وغيرهما، كما سبق.



وذلك ما لم يأكل الغلام الطعام، فإذا أكل غسل من بوله.



قال الشافعي : لأن حواء خلقت من ضلع آدم فهي من لحم ودم، وأما الطفل فهو من تراب لأن اصل أبيه من تراب.



وهذا اجتهاد منه رحمه الله.



2- تصح إمامه الطفل لأنه ثبت في صحيح البخاري أن عمرو بن سلمة أم قومه وعمره سبع سنوات.



لكن أطفالهم كانوا كباراً في الفهم كباراً في الرجولة. ليسوا كحالنا الذي يبلغ فيه بعض الناس العشرين وهو سفيه.



فليس المقياس بالسن لكنه بالعقل والفهم عن الله عز وجل.



دخل الناس يبايعون عمر بن عبد العزيز وفيهم طفل صغير فسلم وأراد ان يتكلم، فقال عمر بن عبد العزيز: دونك يا طفل فيهم من هو أكبر منك.



فقال : يا أمير المؤمنين ، لو كان الأمر بالسن لكان في المسلمين من هو أولى منك بالخلافة!! هل رأيت رداً أحسن من هذا؟



3- متي يجاهد الطفل؟



بين أهل العلم خلاف: فالإمام أحمد يقول: أري في الخامسة عشر للحديث في الصحيحين ، قال ابن عمر: عرضت على رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة سن فأجازني.



وقال سمره بن حندب: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يستعرض الأطفال للجهاد يريد ان يري من هو القوي منهم فيقبله.



قال: فعرضت عليه فردني.



فبكي سمره.. بكي على ترك الجهاد.



وقبل صلي الله عليه وسلم رافع بن خديج.



فقال سمره: يا رسول الله تقبل رافع بن خديج وأنا اصرعه؟!.



قال: (( صارعه أمام الناس)).



فتصارع هو ورافع فصرعه سمره، فأجاز سمرة.. فهو ما دام صرعه فهذا دليل على أنه يستطيع أن يحمل السلاح ويستطيع أن يقاتل .



4- وأما سن الرواية وهو التحمل فيختلف باختلاف الأشخاص.



يقول موسى بن هارون أحد المحدثين: إذا فرق بين الدابة والحمار..والدابة هي الحمار!



وبعضهم قال: إذا ميز الخير من الشر.. وهذا أمر نسبي.



وقال بعضهم: بل في السابعة ونحو ذلك.



وقيل: في الخامسة ، أن الحسن حفظ حديث: (( دع ما يريبك إلى ما لا يربيك)) في الخامسة.



والصحيح انه إذا ميز وأصبح عاقلاً يدرك ماذا يقال له واصبح مستعداً للتعليم فإنه يقبل منه.



أما العنصر الخامس وهو الأخير فالأطفال الكبار.



فهم أطفال نعيش معهم في التاريخ، كبار في إيمانهم ، وكبار في مقاصدهم، وكبار في منهجهم وحياتهم.



يعيشون أطفالاً بأجسام الأطفال، لكنهم كبار في معتقداتهم وطموحاتهم ومقاصدهم.



1- ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ وقد سبق معنا حرصه علي العلم والتعلم والاستفادة من حياة الرسول صلي الله عليه وسلم ، وهمته العالية التي جعلته ينظر للمستقبل ليتخيل نفسه قائداً وعالماً ومفسراً للأمة الإسلامية.. وقد تم له ذلك.



2- أسامة بن زيد يقود الجيوش العظيمة وهو صغير السن، حيث كان في أفراد جيشه كبار الصحابة وفضلاؤهم ، كأبي بكر وعمر وعثمان وعلى الخلفاء الراشدون.



فأي علو هذا؟ أن يكون هذا الفتي قائداً لأولئك الغر الميامين.



3- ابن الزبير : أول مولود في المدينة صاحب الحنكة السياسية والدهاء.



وقصته مشهورة مع عمر رضي الله عنه عندما فر الأطفال وهو لم يفر شجاعة وصلابة أمام فاروق الإسلام، فلما سأله قال: لم أعمل جرماً فأخاف منك، ولم تكن الطريق ضيقة فأوسع لك !



فانظر إلى بلاغة الإجابة وحريتها وسموها.



4- أبو محذورة من فتيان مكة، يخرج يرعي الغنم فيعود مؤذناً لأهل مكة ببركة دعاء النبي صلي الله عليه وسلم له.



5- محمد بن القاسم يفتتح الهند والسند وهو فتي كما تعلمون، في جيش قوامه مائة ألف موحد وهو القائد آنذاك.



وهكذا غيرهم من فتيان هذه الأمة وأطفالها الذين كانوا صغاراً في السن لكنهم كانوا كباراً في العقل والفهم والهمة.



أسأل الله لي ولكم قره عين من أبنائنا، وان يجعلهم عبادا صالحين يخدمون هذا الدين الخالد في كل مكان.



والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.












آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 12-25-2010, 02:53 PM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: بيت أسس علي التقوى




أحكام المولود




الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المرسلين وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.



أما بعد ..

إنها لبشري سارة ولفتة عجيبة أن يتجه شباب الإسلام أو معظم شباب الإسلام اتجاهاً علمياً إلى الكتاب والسنة، ويحرصوا على ميراث محمد صلي الله عليه وسلم ، ويبدأوا تحصيلهم العلمي جازمين على العودة إلى الله سبحانه وتعالي.

وهي بشري تفرح المؤمن ، لنه لا رسالة إلا بعلم ، ولا علم إلا قال الله وقال رسوله صلي الله عليه وسلم . فالحمد لله الذي جعل من هؤلاء الشباب شباباً يحرصون على العلم النافع المبني على الكتاب وعلى السنة، وعلى تخريج الأحاديث ، وعلى مراجعة أصول الإسلام، وعلى تحقيق المسائل.

قال البخاري...عن سلمان بن عامر الضبي قال صلي الله عليه وسلم : (( مع الغلام عقيقة، فأهريقوا عنه دماً وأميطوا عنه الأذى))، رواه مع البخاري الجماعة إلا مسلم.

وفي العقيقة مسائل أوردها لكم متتالية:

أولها: تعريف العقيقة.

ثانيها: حكمها.

ثالثها: ما معني إماطة الأذى؟

رابعها: ما معني كل غلام مرتهن بعقيقته؟

خامسها: ما معني تذبح عنه يوم سابعة؟

سادسها: ما معني متكافئتان.

ثامنها: قولها صلي الله عليه وسلم : (( لا احب العقوق لما ذكرت العقيقة ، بينما قال: (( كل غلام مرتهن بعقيقته))، فكيف نجمع بين اللفظين؟

تاسعها: قوله: (( ويطلخ بزعفران)) ، ما معني ذلك؟

العاشر: عقه صلي الله عليه وسلم عن الحسن والحسين.

الحادي عشر: التصدق بالفضة.

الثاني عشر: الأذان في أذن المولود يوم تلده أمه، وهل الإقامة سنة أم لا؟ وتحقيق الكلام في ذلك.

الثالث عشر: استحباب تحنيك المولود وبماذا يحنك؟ وما هو التجنيك؟

الرابع عشر: الأسماء المختارة والأسماء المنهي عنها.

الخامس عشر: هل يجزئ غير الضأن في العقيقة.

السادس عشر: هل يشترط في العقيقة ما يشترط في الأضحية؟

السابع عشر: متي تبح العقيقة؟ وهل تكسر عظامها؟

أقول مستعيناً بالله.

أما العقيقة: فهي مشتقة من العق، وهو القطع والشق.. يقال: عققت اللحم أي قطعتها، وعقت الثوب أي شققته، وعققت الحبل أي قطعته. فهي الشق والقطع، وهي الذبيحة التي تذبح للمولود.

ولا يصح أن تسمي تميمة بل عقيقة، تذبح في اليوم السابع. يقول أحد شعراء العرب:

نفلق هـاماً مـــن رجـــال أعزة

علينا وهم كانوا أعق وأظلمــــا



يقول: نقطع رؤوساً عزيزة علينا وأقارب ، لكنهم ظلمونا وجاروا علينا.



استشهد بهذا البيت كما في السير يزيد بن معاوية لما قتل الحسين بن على .

أما حكم العقيقة ففيها أقوال ثلاثة:

1-قال أبو حنيفة: إنها من أعمال الجاهلية ، وأنها ليست بسنة ولا واجب ولا يفعلها إلا جاهلي!

وهذا القول خطأ منه رحمه الله، وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا محمد صلي الله عليه وسلم .

2- وذهبت الظاهرية والليث والحسن البصري إلى أنها واجبة.

واستدلوا بقول الرسول صلي الله عليه وسلم : (( كل غلام مرتهن بعقيقته، فقالوا: ما دام أنه مرتهن فهي واجبة.

3-وتوسط الجمهور فقالوا: هي سنة وليست بواجبة، لقوله صلي الله عليه وسلم في السنن بسند حسن: (( من شاء أن ينسك عن ولده فليفعل ، ومن شاء فليترك)).

أما ابن تيمية وابن القيم فقالا: هي مشروعة.. دون تحديد للحكم.

والأقرب أنها سنة، والأحسن للعبد أن يعق عن ابنه وأن يذبح ، فإن لم يفعل فلا يلزم ولا يحبس ولا يسجن، ولا يطاف به في العشائر والقبائل ويضرب بالجريد والنعال ويقال هذا جزاء من ترك العقيقة عن ابنه!!

لا .. فالأمر أيسر من ذلك.

ما معني إماطة الأذى؟ يقول صلي الله عليه وسلم : (( مع الغلام عقيقة فأهريقوا عنه دماً وأميطوا عنه الأذى))، الأذى هو: الشعر.

قال ابن سيرسن في سنن أبي داود: ( إن لم يكن الأذى الشعر فلا أدري ما هو).

فمن السنة إذا ولد مولود أن تحلق شعر رأسه، وهو إماطة الأذى.

والشوكاني يعمم ويقول: الشعر وغير الشعر، فالأذى فيه عموم فينظف ويحلق شعره.

وهذه سنة الإسلام.. في سنن أبي داود عن قيس بن عاصم المنقري أنه لما أسلم أمره صلي الله عليه وسلم أن يختتن وأن يلقي عنه شعر الكفر.

قوله : (( كل غلام مرتهن بعقيقته))، ما معني مرتهن؟

لأهل العلم رأيان في قوله( مرتهن بعقيقته)).

1- قال الإمام أحمد رحمه الله: (( مرتهن بعيقته))، أي أنه إذا مات وهو طفل لا يشفع في والديه حتى يعق عنه.. لأنه مرتهن أي ممنوع من الشفاعة.

فالطفل يشفع لوالديه إذا مات صغيراً.. ولذلك ندعو له في صلاة الجنازة بأن يشفع لوالديه.

2- وقال بعض العلماء : أي أنه لا يسمي ولا يحلق إلا بعد ذبح العقيقة، فالتسمية والحلق رهينة بالذبييحة.

وهذا كأنه قريب ـ عن شاء الله ـ ولا باس بإدخال قول الإمام أحمد، فالكل ليس عنده دليل تأصيلي تفصيلي، فلا بأس ان يجمع بين هذا القول وقول الإمام أحمد.

متى يذبح عنه؟

السنة أن يذبح عنه في اليوم السابع لحديث أبي داود والترمذي والبيهقي ، وهو حديث صحيح أنها تذبح في اليوم السابع.

فإنه فاته ففي الرابع عشر.

فإن فاته ففي الحادي والعشرين، قاله الترمذي.

وتوقف الشوكاني وطالب الترمذي بالدليل .. لأن ديننا مبني على الدليل.

فنقول للشوكاني وغيره: قد روى البيقهي بسند يقبل التحسين: أنه إذا فات اليوم السابع فتذبح عنه في اليوم الرابع عشر..فإن فات ففي الحادي والعشرين.

فإنك فاتك فلا بأس أن تقضيها ، وإن كبر الابن فعند الطبراني أن الرسول صلي الله عليه وسلم عق عن نفسه بعدما كبر.

ولكن الحديث ضعيف.










آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 12-25-2010, 02:56 PM رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: بيت أسس علي التقوى


وهنا مسائل :
1- هل يجوز أن يتبرع بالذبح عنه غير الوالد؟
الصواب أنه لا يشترط أن يكون الوالد.. لأنه قد يكون فقيراً أو معدماً أو محتاجاً، فتقبل من غيره.
2- ومنها أنه لا بد أن يكون الذبح في اليوم السابع، أما بله فلم يرد بذلك نص ، ولو أن بعض الفقهاء يقولون: يجوز قبل ذلك..لكن هذا مخالف للنص.
3- ورد في بعض الألفاظ ( ويدمي) بدلاً من ( يسمي)،وهو غلط من أحد الرواة. ولكن قال قتادة: يدمي أي يؤخذ من دم الذبيحة بصوفة ويجعل على بطنه ثم رأسه.
وقال بهذا أيضاً ابن عمر وعطاء والحسن.
لكن الصحيح أن هذا خطأ ووهم من (همام) في هذه الرواية، لقوله صلي الله عليه وسلم عند ابن ماجه من حديث يزيد بن عبد الله المزني: (( يعق عن الغلام ولا يمس رأسه بدم))، وهذا نص.
قالوا لنا: الحديث مرسل.. وصدقوا.
عبد الله بن يزيد بن عبد الله المزني تابعي وأبوه عبد الله المزني صحابي فهو لم يرو عن أبيه فانقطع السند.
لكن الأقرب أيها الأبرار أنه لا يدمي لأن التدمية من أفعال الجاهلية، فقد ورد في السنن أن أهل الجاهلية كانوا يفعلون ذلك، فلما أتي الإسلام منع من ذلك.
وقال صلي الله عليه وسلم ـ كما عند ابن حبان ـ : (( واجعلوا مكان الدم خلوقاً)) وفي رواية حسنة: (( زعفران))، أو ما يقوم مكانه من الأطياب.
أما المسألة السادسة: فمعني التسمية.. عند ابن أبي شيبة في المصنف قال: يسمي في اليوم السابع على معنيين:
1- إما أن يسمي في اليوم السابع وهو الصحيح.
2- وقيل يسمي على الذبيحة، أي يقول على عقيقته ( بسم الله).
وأما المسألة السابعة : فقوله: (شاتان متكافئتان) كما في السنن.
معناها أنهما متقاربان في السنن.. فلا تكون هذه كبيرة والأخرى صغيرة.
وقيل: متكافئتان في النوع: فلا تكون هذه ماعز وهذه ضأن، أو هذه ضأن عراقية وهذه نجدية.
ولكن هذا تكلف، والصواب أن تكونا متقاربتين في السن،
ولا بأس أن تكون تيساً وكبشاً يعني من الضأن، ولا بأس أن تكونا أنثيين ، ولكن الذكرين أحسن.
وقال مالك بن أنس رحمه الله: شاة عن الذكر وشاة عن الأنثى ، واستدل بحديث بريدة: (( كنا نذبح شاة عن الذكر)).
قلنا : الحديث فيه كلام.
قال: وعن ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه قال: عق رسول الله صلي الله عليه وسلم عن الحسن والحسين شاة شاة.
قلنا: لا ، بل ورد أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال: (( عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة)).
فيقال لك:
1- إما أن تكون زيادة الشاة زيادة ثقة فتقبل .
2- أو أن نقول: القول مقدم على الفعل .. فالرسول صلي الله عليه وسلم عق عن الحسن شاة وعن الحسين شاة ولكنه قال للناس: (( عن الغلام شاتان)).
فالقول عند أهل الأصول يقدم على الفعل.
المسألة الثامنة: يقول صلي الله عليه وسلم في حديث رواه أحمد وأبو داود والنسائي وسنده صحيح لما قالوا له: يا رسول الله كيف العقيقة؟
قال: (( لا أحب العقوق)).
قال الرواي: كأنه كره الاسم صلي الله عليه وسلم .
فالرسول كره العقوق .. لكنه صلي الله عليه وسلم قال كما تقدم في الصحيح: (( لكل غلام مرتهن بعقيقته))، و(( مع الغلام عقيقة)).
والجمع أن يقال: أن الرسول صلي الله عليه وسلم كره الاسم.
وأما قوله لذلك فهو دليل على الجواز، والجواز لا يمنع من الكراهة. هذه قاعدة اصوليةن فربما يكون الأمر مكروهاً لكنه جائز أحياناً.
فالأفضل ألا نقول عقيقة لأن الرسول صلي الله عليه وسلم لما قال : (( مع الغلام عقيقة)) خاطبهم بلغتهم التي يفهمونها .. ولما قال : (( أكره العقوق)) أراد أن يترفع عن هذه الألفاظ.
المسألة التاسعة: قوله: (( ونلطخه بزعفران)).
والزعفران نبت معروف يسحق ويوضع معه خلوق ويوضع على الرأس .
قال أهل العلم: فيه الدليل على استحباب تلطيخ رأس المولود بالزعفران أو غيره من الخلوق الذي يشابهه ، كالمر والحناء أو الكتم أو ما يشابهه.
المسألة العاشرة: عقه صلي الله عليه وسلم عن الحسن والحسين.. فيه دليل على نه يجوز أن يعق غير الأب عن المولود ... وقد سبق هذا.









آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 12-25-2010, 03:10 PM رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: بيت أسس علي التقوى


حقوق الأبناء

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

واشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلي الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

حديثي في هذه الأوراق عن الآباء ومسؤولياتهم.. ويا لها والله من مسؤولية عظيمة ألقاها الله عز وجل على عواتقهم من فوق سبع سماوات ، يوم يقول سبحانه لرائد البيت المسلم( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (التحريم:6).

فجيلنا الصالح ابتداء من موكب الأنبياء الكريم يحملون التبعة على أنفسهم، فيقومون بتربية النشء والجيل تربية يريدها الله ويحبها الله.

والله عز وجل قص لنا في محكم كتابه الكريم قصصاً عن الأنبياء والصالحين في ذلك.
أما يقول الله عز وجل عن يعقوب عليه السلام يوم يتلطف مع يوسف ويأخذه بالرفق واللين: )يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً...)(يوسف: الآية5).

أما يقول لقمان وهو يربي ابنه التربية التي يرضاها الله ويريدها الله: )وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ )(لقمان: الآية13) ، فقد غرس الإيمان والتوحيد في قلب الطفل لينشأ عابداً لله عز وجل.
وأول ما يسقط الطفل على الأرض فهو يسقط مسلماً حنيفاً، يقول صلي الله عليه وسلم : (( ما من مولود يولد إلا يولد علي الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)) أو كما قال صلي الله عليه وسلم .

ولــدتك أمــك باكيــاً مستصرخاً
والناس حولــك يضحكـــون سرورا
فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكــــوا
في يوم مـــوتك ضاحكــاً مسرورا

يوم يقع الطفل على الأرض يكون المسؤول الأول عنه هو : الأب ، فواجبه أن يقوده إلى بر السلام وإلى طريق الجنة.

فلقمان عليه السلام يقول لابنه: ) يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّه)(لقمان: الآية13) ، احذر أن تكون مشركاً.. احذر أن تجعل لله نداً.. احذر أن تعتقد أن هناك مع الله شريكاً.

ثم قال (ه: )يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاة)(لقمان: الآية17) ، هل سمعت أسلوباً أعجب من هذا؟ هل سمعت جودة أعظم من هذه الجودة؟ (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ)(لقمان: الآية17)ثم قال: ( وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ )(لقمان: الآية17).فعلم أنه بعد أن يقيم الصلاة وبعد أن يأمر وينهي.. سيواجه شيئاً من المتاعب والمصاعب.. فقال له: ( وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ )(لقمان: الآية17) .
ثم قال له: (وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) (لقمان:18)، أي لا تتكبر على عباد الله ولا تزه ولا تكن تياهاً معجباً بنفسك، فأنت عبد للواحد الأحد.

ثم قال عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) (لقمان:19) فكن أديباً موجهاً.. كن متواضعاً .. سهلاً ليناً.

والرسول صلي الله عليه وسلم اعتني بتربية الأبناء.. بل هو المربي الأعظم صلي الله عليه وسلم ، بل هو الذي نشر الفضيلة في الجيل.. بل هو الذي أنقذ الله به أهل الضلالة من ضلالتهم وأهل العماية من عمايتهم.

إن البرية يوم مـبعث أحمــد
نظر الإله لها فبدل حالهـــا

بل كرم الإنسان حين اختــار من
خير البرية نجمـــها وهلالها

ورد عنه النبي صلي الله عليه وسلم في حديث حسن أنه قال لأنس بن مالك رضي الله عنه: (( يا بني إن استطعت أن تنام وليس في قلبك غش لأحد فأفعل)).

وفي سنن الترمذي بسند حسن عن ابن عباس رضي الله عنهما وأرضاهما قال: كنت ردف رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال لي: (( يا غلام)).

قلت : لبيك وسعديك يا رسول الله.

قلت : (( يا غلام)).

قلت: (( لبيك وسعديك يا رسول الله.

قال: (( يا غلام)).

قلت: لبيك وسعديك يا رسول الله.

قال: (( أني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك، تعف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله . واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على ان يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك..
رفعت الأقلام وجفت الصحف)).

إي والله! احفظ الله يحفظك..فهل أوصى الآباء أبناءهم بهذه الكلمة؟

وهل قال الأب لابنه يوم يودعه في الصباح إلى عمله أو إلى مدرسته أو إلى مزرعته: (( احفظ الله يحفظك)).

يقول أحد علماء الأندلس وهو يوصي ابنه:

وإذا خلوت بريبة في ظـــلمـــة
والنفس داعـــية إلـــى الطــغيان
فاستحي من نظر الإله وقل لـــها
إن الذي خــلق الظــلام يـــرانــي

نعم! إنه غرس الرقابة والخشية في قلوب الأبناء لينشأوا والخوف يملك جوانحهم من الواحد الأحد، هذه تربية الإيمان التي أرادها الله.

ويقول الأندلسي الآخر وهو يوصي ابنه:

أبا بكـــر دعـــوتك لو أجبـــت
إلـــى ما فيه حــظك لــو عقـــلت
إلــى عــلم تــكون بـه إمامـــاً
إن نهـــيــت وإن أمــــــــرت
ويجلــو ما بقلبــك من عمـــاها
ويهديـــك السبيــــل إذا ضــــللت
ويقول جعفر الصادق ـ رضي الله عنه وارضاه ـ وهو يوصى ابنه:

يا بني لا تصاحب فاجراً ولا عاقاً ولا بخيلاً ولا كذاباًن فإن الفاجر قد استحق لعنة الله.. وإن العاق قد أدركته ظلامه أبيه وأمه.. وإن البخيل يبيعك أحوج ما تكون إليه.. وإن الكذاب يقرب لك البعيد ويبعد لك القريب.

وحبيب بن زيد تربيه أمه تربية صادقة خالصة لوجه الله.. فينشأ مجاهداً ..ويرسله صلي الله عليه وسلم إلى مسيلمة الكذاب الدجال في اليمامة فيدخل على مسيلمة وعمره ما يقارب العشرين.

فقال له مسيلمة: أتشهد أن محمداً رسول الله؟

قال: نعم.

قال: أتتشهد أني رسول الله؟

قال: لا اسمع شيئاً.

فأخذه وقطعه إرباً إرباً، وهو لا يعود عن دينه.

من ذا الــذي رفع السيوف ليرفـــع
اسمك فوق هامات النجوم منــارا
كنا جبالاً في الحبـــال وربــــما
صرنــا على موج البحار بحارا
أرواحنا يا رب فــوق أكــفنــــا
نرجو ثوابك مغنمـــاً وجوارا

الخنساء رضي الله عنها وأرضاها وهي النخاعية تحضر بأبنائها معركة القادسية وهم أربعة، ربتهم على الاستقامة والصلاة وعلى الذكر.. فلما حضرت المعركة قالت لهم: يا أبنائي أنا أمكم.. والله ما خنت أباكم، والله ما خدعت خالكم، فإذا حضرت المعركة فيمموا أوجهها واقبلوا على أبطالها، وقاتلوا رجالها عسي الله أن يقر عيني بشهادتكم.

وبدأت المعركة وقتل الأربعة في أول النهار، وجاء بعض المسلمين يخبرها بذلك.. فتبسمت وفرحت كثيراً.ز وقالت: الحمد لله الذي أسعدني بشهادتهم في سبيله!

الأم مدرســـة إذا أعـــــددتــــها
أعـــددت شعباً طيب الأعراق
الأم روض إن تعاهــــــده الحيا
بالــري أورق أيــما إيـــراق

وأسماء بنت أبي يكر رضي الله عنها وأرضاها ذات النطاقين اللذين جعلهما الله عز وجل ساماً لها في الجنة.. تقول لابنها عبد الله بن الزبير الفارس المصلوب الذي صلب في الحجون.

تقول له وقد أتي يستسلم خوفاً من الحجاج بن يوسف الثقفي يا بني أصبر فإنك على الحق.

قال: يا أماه إني أخاف إذا ذبحوني أن يسلخوني ويقطعوا جسمي.

قالت: يا بني لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها.

فثبت على الحق ولبس أكفانه ومات شهيداً رضي الله عنه وأرضاه.

· حق الأبناء على الآباء:

1- اختيار الزوجة الصالحة.

فما هي مواصفات الزوجة الصالحة؟

يقول صلي الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (( تنكح المرأة لأربعك لمالها
ولجمالها واحسبها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)). فالدين هو أهم شيء في المرأة .. فيجعل الدين هو الأصل وما بقي تبع.

ونحن نؤمن أن الجمال مطلوب، وأن الحسب مرغوب، وكذا المال، كل هذا كما قلت لكم يأتي تبعاً للدين.. لأنه يوم أسيء الاختيار في بعض الأماكن نشأ الجيل معوجاً لا يعرف الله ولا الدار الآخرة.. لأنه تبع لتربية أمه.

فأول مسؤولية الآباء اختيار الزوجة الصالحة التي تريد الله والدار الآخرة.. ولا عبرة والله بالمرأة التي لا تريد الله، ولا تعمل بكتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم . أما أزري الله عز وجل على امرأة نوح؟ أما عاتب ولام وندد بامرأة لوط؟ ولكنه سبحانه وتعالي مدح امرأة فرعون في بيت فرعون وهو ملحد .. لأن السبب هو الإيمان والتقوى.

حكمة الاتصال: يقول سبحانه وتعالي: )وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً)(الرعد: الآية38) إن اتصال الرجل بالمرأة في الإسلام أمر شريف وليس كما ادعاه أعداء البشرية من أنه لأجل الشهوة الجامحة، بل الحكمة هي إعمار الأرض بوجود الذرية الذين يحملون الرسالة ويحملون الهداية للناس، وإخراج جيل عظيم من الزهاد والعباد والقادة.

فأين ذهبت تلك الحكمة عن تلك العقول والأدمغة التي ما عرفت الطريق إلى الله؟

ولذلك قال البخاري في الصحيح وهي: أن يبدأ الأب بالبذل والعطاء وبإعلان الفرحة وشكر الله على هذه النعمة.

فالأبناء نعمة من الله .. وأي نعمة.

وقد دعا أحد الأنبياء ربه يقول: ( رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ)(الانبياء: الآية89).

وكل مولود مرتهن بعقيقته حتى يعق عنه.

وكذلك من السنة أن يحلق رأسه وان يتصدق بوزنه فضة أو ما يعادلها من المال، وهذا أمر ثبت عنه صلي الله عليه وسلم ، ذكره ابن القيم في كتاب ( تحفة المودود بأحكام المولود) ومعني ذلك أنه تفاؤل بأن الله يحط أخري قد لا تظهر لنا.

2- ومن حقوق الأبناء على الآباء: اختيار الاسم الطيب.. وفي الحديث الصحيح: (( أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن)).

أما الحديث الذي يقول : (( أحب الأسماء إلى الله ما عبد وحمد)) فهاذ لا يصح..ولكن كل اسم فيه لفظ العبودية طيب وحبيب إلى القلوب، لماذا؟

لأن ابنك يوم يتردد على سمعه هذا الاسم ( عبد الرحمن) ( عبد الوهاب) ( عبد السلام) .. يتذكر الصلة بينه وبين الله الذي شرفه بالعبودية.

ونهي صلي الله عليه وسلم أن يسمي ببعض الأسماء .. فقد جاءه رجل فقال صلي الله عليه وسلم : (( ما اسمك؟)).

قال: غاوي ابن ظالم.

قال صلي الله عليه وسلم : (( بل أنت راشد بن مقسط))ـ فغيره صلي الله عليه وسلم تفاؤلا بأن يكون راشدا مقسطاً.

ويقول صلي الله عليه وسلم : (( أحسنوا أسماءكم وأسماء ابنائكم فإنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء أبائكم)).

وفي موطأ الإمام مالك أنه صلي الله عليه وسلم قال لرجل: (( قم احلب الناقة، ما اسمك))؟
قال: صخر
قال: (( اجلس)).
فقال للرجل الثاني: (( ما سمك))؟
قال: حرب
قال: (( اجلس)).
فقال للثالث: (( ما اسمك))؟
قال: مرة.
قال: (( اجلس)).
فقال للرابع: (( ما اسمك))؟
قال: يعيش
قال : (( قم فاحلب الناقة)).
إنه التفاؤل في الأسماء الطيبة التي تورث الحب وحسن الطالع.
3- ومن حقوق الأبناء على الآباء: الرضاعة الحقة التي يريدها الإسلام، وكثيراً ما أخفق المجتمع الذي نعيش فيه في الرضاعة، إما بأن يسند الطفل إلى غير أمه فلا يكون له علاقة بأمه ولو كانت قادرة على الرضاعة، فينشأ الطفل مبتور الحنان والصلة مع أمه والعطف، فلا تجده ذاك الطفل الذي ينشأ على العطف والأنس بقرب أمه.
فتجد بعض البيوت يفرط في هذا الجانب، فيقدم كثيراً من المرضعات أو الكثير من الوسائل للرضاعة.. ويترك الأم ولو كانت قادرة.. وهذا خطأ ظهرت آثاره في التربية.. فنشأ الأطفال على العقوق والجفاء والقطيعة مع الأمهات.
لأن لبنها ما سري في شرايينه وعروقه.
والله عز وجل ذكر الرضاعة في القرآن فقال: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ)(البقرة: الآية233)، وكلما أتم الرضاعة كان أحسن.. وأجود.. ومكن.
واختيار المرضعة إذا اضطررت.. هو من حقوق الأبناء على الآباء ، فلا ترضعه كافرة ولا فاجرة ولا حمقاء ولا سيئة التصرف..فإن لبنها سوف يكون له أثر في عقله وتوجهه.
ولذلك وضع صلي الله عليه وسلم في بادية بني سعد حيث الصفاء والنقاء وحيث الهواء والماء والصحراء.. فتشأ أفصح من فصحاء العرب.. ونشأ أخطب الدنيا.
فالبادية في الجيل الأول لها أثر عظيم في تربية الأولاد.. أما الآن.. فالله المستعان!.
تقول عائشة: ربما رأيت الرسول صلي الله عليه وسلم إذا تهللت أسارير وجهه وأتاه خبر يسره كأنه البدر ليلة أربع عشر وتذكرت قول الشاعر:
وإذا نظـــرت إلى أســـرة وجهه
برقت كبرق العارض المـــنــهلل
والسبب هو جودة الرضاعة.. فكان وجهه يبرق مع ما آتاه الله من القوة والحكمة والجمال.. حتى قيل لأبي هريرة : أكان وجهه صلي الله عليه وسلم كالسيف؟
قال: لا والله.. كالشمس.
وقال أنس: والذي نفسي بيده نظرت لوجه المصطفي صلي الله عليه وسلم ونظرت إلى البدر ليلة أربعة عشر، ولوجه المصطفي صلي الله عليه وسلم أجمل من البدر.
وقد حذر أهل العلم من استرضاع الحمقي لكي لا يأتي الطفل أحمقاً!!
ذكر ابن كثير في ترجمة القاضي شريح وكان من أذكياء الدنيا، أن ثلاث نسوة دخلن عليه فنظر إليهن وقال:
أما هذه المرأة فثيب.
وأما هذه المرأة فحامل بولد.
وأما هذه المرأة فأرضعتها كلبة!!
قيل لشريح: كيف عرفت ذلك؟
فقال: أما المرأة الحامل فعرفتها لأن صوتها ضعيف.
وأما الثيب: فلأنها تنظر للرجال.
وأما الثالثة: فأرضعتها كلبة لأن في يديها رجفة.
فسئلت النسوة فكن كما قال.
4- ومن الحقوق التي للأبناء على الآباء: القدوة: بأن يكونوا قدوة لأبنائهم، لأن الطفل يقلد أباه دائماً.. فالذكر يقلد الأب والبنت تقلد الأم.
وينشأ ناشــيء الفـــتيــان مــنــا
علـــى مـــا كان عوده أبوه
كيف يقول له: كن صادقاً..ثم يكذب!!
فالفعل فعل قبيح..والقول قول جميل.. )أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (البقرة:44).
تقول للابن : صل في المسجد، ولكن لا يرانا نصلي.
إنه ظلم للعقل، وظلم للعلم، وظلم للتربية، وظلم للإحساس.
نقول للابن : لا تغتب أحداً.. اتق الله في أعراض المسلمين...
ثم نقع في أعراض الناس بسكاكين من القول الجارح.
يا أيها الأبرار ويا أيها الأخيار..إن القدوة أمرها عظيم؛ لأنك ستسأل عن أبنائك يوم القيامة.

هل أمرتهم؟

هل نهيتهم؟

هل نفذت ما نقول؟

أم أنه كلام دون فعل.

يقول أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه كما في الترمذي : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ )(المائدة: الآية105) وأني سمعت الرسول صلي الله عليه وسلم يقول: (( إن الناس إذا رأوا المنكر ثم لم يغيروه أوشك الله أن يعمهم بعقاب)).

فلا يصح أن نصلح في أنفسنا.. وأبناؤنا غير صالحين.

نقرأ ونتهجد بالقرآن.. وأبناؤنا في المقاهي والملاهي.

نقرأ كتب العلم الراشدة.. وأبناؤنا مع المجلة الخليعة ومع القول السخيف.

5-ومن حقوق الأبناء على آبائهم: أمرهم بالصلاة في السابعة ، وضربهم عليها في العاشرة، والتفرقة بينهم في المضاجع.

يوم يبلغ الطفل السابعة تأمره أمراً فحسب بالصلاة ولا تضربه..تقول له: صل، هداك الله، تأخذه بيده وتعلمه طريق المسجد.

فإذا بلغ العاشرة تأخذه بالحزم، فإذا رفض.. تضربه ضرب ناصح وضرب رشيد يريد له الخير مثل ما يريد لنفسه.

ويا لحكمة هذا الدين! ويا لقوته ! ويا لشموله! ويا لعدله! فهو يلاحق الأطفال والنشء والجيل حتى وهم في المضاجع .. فيقول: حرام أن يتضاجعوا في مكان واحد. ففرقوا بينهم في المضاجع.. فالذكر لا ينام في فراش الأنثى ، ولا الأنثى في فراش الذكر.

ولا بأس أن يناموا في غرفة واحدة بشرط أن يفرق بينهم في المضاجع.

6-ومن حقوق الأبناء على آبائهم: تعليمهم العلم النافع..علم قال الله وقال رسوله صلي الله عليه وسلم .

العلم الذي أتي من فوق سبع سماوات .. وليس العلم الرخيص.. وليس العلم السخيف الدخيل الذي أتانا من أعداء البشرية وأعداء الإنسان.

لكن العلم الموروث عن معلم الخير صلي الله عليه وسلم .

وتعليم الجيل من أعظم الخصال الواجبة في الإسلام، فالإسلام لا يعترف بالجهل ولا بالدروشة.

وأما أن نحرم أبناءنا من العلم بحجة أنه أمر مضن..وطريقة طويل وشاق، فهذا من سوء الإرادة وضياع الحكمة.

نعم... إذا حصل الشاب أو البنت على حصيلة من العلم تقيم دينه وتحجزه عن المناهي.. فلا بأس بعد ذلك أن ينطلق في عالم الحياة.. وأن يخوض جميع المجالات المباحة التي يرغبها.. كالتجارة والزراعة وغيرها.

فواجب إذن.. تعليمه العلم النافع.. وغرس الفضيلة في قلبه.

ولذلك كان صلي الله عليه وسلم يحرص على هذا .. فابن عباس رضي الله عنهما شاب في العاشرة من عمره يدخل على المصطفي صلي الله عليه وسلم ليلة من الليالي بعد صلاة العشاء ، فيقوم صلي الله عليه وسلم ليصلي في الليل فيقوم معه ابن عباس.

ويحضر ابن عباس ماء للرسول صلي الله عليه وسلم ليتوضأ به.

فيقول صلي الله عليه وسلم : (( اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل)).

فكانت دعوة من أعظم الدعوات المباركة في حياة ابن عباس.

لم يدع له بالتمكين في الأرض ولا بالصحة في الجسم.. ولا غير ذلك.

وإنما دعا له بأن يجعله الله فقيهاً معلماً مفهماً.. وأن يعلمه الله تأويل كتابه.

ولذلك يقول صلي الله عليه وسلم في الصحيحين من حديث معاوية: (( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)).

فالله الله بالعلم النافع لأبنائكم.. فليس كل علم يكون نافعاً.

وقد قسم الله العلم في القرآن إلى قسمين:
1- العلم النافع.
2- العلم الضار.
من العلم الضار قوله تعالي عن السحرة: ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ )(البقرة: الآية102).

ويقول الله عن أحد الذين تعلموا العلم.. ولكنه لم ينفعهم ، وهو (باعورا) اليهودي الحبر: )وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (لأعراف:175/176).

والله يقول في بني إسرائيل ـ وقد حملوا علماً، ولكن لم يستفيدوا منه ولم يكن له أثر في معتقدهم وفي عبادتهم وفي سلوكهم ـ : )مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً)(الجمعة: الآية5).

وقال سبحانه وتعالي فيهم: )فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (المائدة:13)

فالعلم النافع هو الذي يورث الخشية من الله في القلب.

العلم النافع هو الذي ينشىء الطفل على حب المسجد وحب القرآن والعلم.

وهو الذي يجعل الشاب عابداً لله.. يتقي الله.. ويخافه، )َ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)(فاطر: الآية28) .

وكان صلي الله عليه وسلم يقول: (( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع)).

ولذلك كان صلي الله عليه وسلم يربي الناس على العلم النافع الذي يريده الله سبحانه وتعالي.

6- من حقوق الأبناء على الآباء: مصاحبته وغرس الفضيلة والثقة بنفسه..فلا يكون مسلوب الإرادة.. ولا مسلوب الهمة والمكانة.
6-









آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر

الكلمات الدليلية
المدينة, المشاعر, الجمال, الدنيا, الحمراء, الجنوب, الدين, الوالدين, دروس, ضاقت, شباب, شرح


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:15 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator