بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد :
أخوانى ، أخواتى .
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته .
تُرى لو قبضنا الله الآن فباى قلب نلقى الله ؟ واسأل نفسك اليوم صادقاً :
قلبك معك أم عليك ؟! عندك أم عند غيرك ؟! حي ام مات ؟!!
ومن العجب فينا ان الرجل كلما لقي أخاه أو صاحبه سأله عن أولاده ،وعن عمله ، وعن أهله ، وعن صحته
وعن كل شئ ، لكنه لا يسأله أهم سؤال : ما حال قلبك ؟ ما حال قلبك مع الله ؟
ولو سُئل أحدنا هذا السؤال لاستغرب ، هذا إن فهمه في الأصل ، فأى القلوب قلبك ؟!
أم أنك لا تملك قلباً من الأساس ؟!! نعم هناك من لا قلب له فلا تندهش أخى ، ولا تندهشى أختى .
قال ابن القيم :
(( اطلب قلبك فى ثلاثة مواطن : عند سماع القرآن ، وفى مجالس الذكر ، وفى أوقات الخلوة ، فإن لم
تجده فى هذه المواطن ؛ فسل الله أن يمن عليك بقلب فإنه لا قلب لك ))
هل تجد قلبك أخى ، أختى فى هذه المواطن الثلاث ؟
فصاحب القلب الحي إذا رأى ظلمة حسبها ظلمة القبر ، وإذا وجد لذة ذكر نعيم الجنة ، وإذا شم حتى
شواء ذكر جهنم ، فقلبه متعلق بالآخرة وقلبه متعلق بربه ليس غافلاً .
كان "عمر بن عبد العزيز" من ارباب القلوب الحية فى مرة كان واقفاً مع "سليمان بن عبد الملك " ، فسمع
سليمان صوت الرعد فجزع وخاف ، فقال عمر وهو المعتبر المتدبر : هذا صوت رحمته فكيف إذا سمعت
صوت عذابه ؟!
ومن أصحاب هذه القلوب الحية ايضاً
الحسن البصرى أعطوه كوز من الماء ليفطر عليه ، فلما أدناه إلى فيه بكى ؛ وقال : ذكرت أمنية أهل النار
قولهم { أن أفيضوا علينا من الماء} (الأعراف) وذكرت ما أجيبوا: { إن الله حرمهما على الكافرين} الأعراف
فكيف حال قلوبنا نحن ؟! نسأل الله العفو والعافية
فحياة القلب أخى ، أختى تمنح العين حياة فوق الحياة ، وبصيرة فوق البصيرة .
نسأل الله أن يصلح فساد قلوبنا وان نجتهد فى علاجها قبل ان تموت
فهو ولى ذلك والقادر عليه
جزاكم الله خيراً أخوانى ، أخواتى ، وبارك الله فيكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته