حكايات واقعية من وحي أسايطة متغربين
(1)
استيقظ احمد -35 عاما- مبكرا في السادسة
وقام يعد طعام الافطار ويوقظ زميليه في السكن باسم ابن خالته وعلاء
عشر سنوات مرت علي رحيله من مصر وذهابه للكويت من اجل العمل
تذكر عندما كانت أمه - رحمها الله- تعد له الإفطار وتودعه عند خروجه من المنزل قائلة
"روح يا ابني ربنا يجعلك في كل خطوة سلامة وينور طريقك"
كم أفتقد هذه الايام
صوت امي وودعاءها
كانت تنتظر يوم زواجي بفارغ الصبر
كل أجازة تجهز لي صور فتيات لأختار منهم زوجة
نذهب لزيارة الفتاة والتعرف عليها
ولكن لم أجد الزوجة المناسبة
غالبا لم اجد الوقت الكافي لكي أتعرف علي فتاة بشكل مناسب وأحبها
ينتهي شهر الاجازة بسرعه وأعود للكويت في انتظار الاجازة القادمة
ليتني تزوجت بمن تختارها حتي تفرح قبل موتها
سافرت لكي أحصل علي المال من أجل الزواج
والآن لدي المال والشقة وبلغت 35 عاما ولكني لم أتزوج
ماتت أمي دون أن أودعها
لماذا تغربت إذن !!!!
------------------------
(2)
استقل باسم - 25 عاما-الاتوبيس للذهاب الي عمله بائعا في سوبر ماركت في الكويت
ظل يفكر في حياته
حصل علي بكالوريوس تجارة ولم يجد عملا في مصر
فأرسل له أحمد ابن خالته دعوة لزيارة الكويت
وهناك بحث عن عمل ولو بائعا في سوبرماركت حتي يستخرج اوراق اقامة
وترك مريم خطيبته في مصر
كان يحدثها كل يوم خميس علي الانترنت
أحبها رغم عدم حبه لعائلتها
والدها رجل سكير
اغلب الوقت غائب الوعي
لكنه يحبها بجنون
اتفقا علي كل شئ
حتي اسم أطفالهما
كانا قد اختارا اسم ندي لأول طفلة لهما
ابتسم في نفسه
ثم تذكر كيف ارسلت اليه في يوم تريد محادثته لامر هام
قالت له: " باسم احنا مش هاينفع نكمل مع بعض"
"انتي بتقولي ايه بتهرجي طبعا"
"باسم ارجوك افهمني انت لسه قدامك كتير في الكويت
وحتي لو قدرت تعمل فلوس نتجوز بيهم قوللي هانعيش ازاي ؟
انت في الكويت وانا في مصر وولادنا يتربوا ازاي
وو......"
نسيت حبهما
وبعد ثلاثة أشهر سمع الخبر
تمت خطبتها لرامي صديق عمره
من عائلة ميسورة
وله شقة في عمارة والده
وصل الاتوبيس الي محل العمل
ونزل باسم وارتدي مريلة العمل في السوبر ماركت
وبدأ ينظف المكان...
------------------------
(3)
جلس علاء- 27 عاما- أمام شاشة الكمبيوتر في الشركة التي يعمل بها
وجاء موعد استراحة الغذاء
غادر زميله الهندي المكتب لتناول غذائه
اما علاء فأسرع يفتح برنامج الشات لكي يتحدث إلي حبيبته سمر
وكان قد اتفق معها علي اللقاء يوميا في وقت راحته
سالها عن أحوالها
اخبرته انها تعيش في حالة ضيق ونكد
أمها منعتها من التحدث اليه عبر الانترنت من المنزل حتي تتم خطبتهما رسميا
وطبعا علاء أمامه 6 أشهر علي الأقل حتي ينزل اجازة لمصر
طلبت منه أن يأتي في أقرب وقت فلم تعد تستطيع الانتظار
اخذ يفكر في كلامها
ليس معه نقود تكفي مصاريف الزواج حتي الان
صحيح هو يعمل منذ 4 سنوات بالكويت
لكن مرتبه ليس كبيرا بالدرجة فهو بالكاد يصل 200 دينار كويتي
اي ما يعادل 4000 جنيه مصري يضيع اغلبها في ايجار السكن ومصاريف المعيشة
ويرسل مبلغ لأسرته شهريا يساعدهم به فلديه أربعة أخوة في مراحل التعليم المختلفة
ووالده يعمل بمرتب لا يتجاوز ال 500 جنيه شهريا
لا يستطيع التخلي عن سمر
ولا يعرف ماذا يفعل..
منقول