عنفوان الشباب... ليس رجولة !!
العنف في حياة الشباب يتعلق بالرجولة وإثبات الذات وإبراز
العضلات ومنافسة الأقران ...كيف يمكننا أن نهذب هذه الحالة
في عنفوان الشباب؟
- لابد لتغيير أية حالة من حالات الإنحراف من أن نغير أولا
المفهوم عن المسألة التي توحي بالأنحراف , ومن ثم نحول هذه
الحالة إلى إتجاه آخر لا تتحقق فيه أية نتائج سلبية , فعندما
نتحدث عن عنفوان الرجولة الذي هوالعنصر الذي يدفع الشاب
لتأكيد ذاته في نطاق ذكوريته وفي حركة القوة فيه , نجد أنه
يتحول بفعل الإندفاع الساذج إلى حالة عدوانية ربما يستعرض
فيها عضلاته أمام الآخرين , وربما يهاجم الآخرين الذين
يعيشون في بعض مواقف الضعف وربما تتمثل هذه الحالة في
بعض الجرائم التي تجلب ربحا أو تحقق لذة وما إلى ذلك مما
يفعله المراهقون من الشباب.
فمن الممكن في هذا المجال الإيحاء للشاب بأن الرجولة ليست من
المسائل التي تتصل بهذه الإفعال العدوانية أو الإجرامية أو
الإستعرضية , بل هي حالة من حالات العنفوان الذاتي الذي
يمكن أن يتمحور في موقع القوة في الذات , ويحقق لها معنى
الرجولة بحيث ينفتح على معاني الإنسانية التي تضيف إلى
إنسانيته بعدا إنسانيا حركيا , كما تضيف إلى رجولته بعدا
رجوليا قويا , إذ ليس مهما أن يكون الإنسان قويا أو غير قوي
فيما هي ذاتية القوة في معناها المظهري , أي بما تتمظهر به
من أشكال وألوان , بل المهم أن تتكامل القوة الجسدية مع القوة
الروحية والقوة السياسية والإجتماعية التي تغني الرجولة في
أكثرمن بعد , كما أنها تقوي الموقف على أكثر من صعيد.
فالتربية التي تتركز في هذا الخط بالنسبة للشباب في شعورهم
بالقوة يمكن أن تملأ الفراغ الذي يبحث عمن يملؤه من جهة ,
كما تمنع انحرافه في الإتجاه المعاكس , فضلا عن الإيحاءات
الدينية للشاب المسلم يمكن لها أن تطوق الحالة العدوانية لديه,
فعندما نوحي للشاب المؤمن أن قوته الجسدية التي يستخدمها
ضد الضعيف هي حالة من حالات ضعف الإرادة أمام الشيطان ,
كما أنها تؤدي به إلى الضعف في المصير عندما يواجه عذاب الله
تعالى في يوم القيامة .
ويمكننا أيضا أن نستوحي ذلك من بعض الآيات التي تعتبر الصبر
من عزم الأمور: (واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور) ,
كما نستوحيه من قول النبي (عليه الصلاه والسلام) : (ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغصب).
منقول