بسم الله الرحمن الرحيم
لا يكاد يمر يوم إلا و يقرأ فيه المسلم سور و آيات ، إما في الصلاة أو القرآن أو الورد اليومي ..
و كتابنا الكريم يبدأ بسورة الفاتحة و ينتهي بالناس ..
و لكن ..
ما هو سر ترتيب القرآن بآياته و سوره ؟!؟
يسرّني أن أضع بين أيديكم هنا في هذه الصفحة السور و سر ترتيبها ..
,.،
سورة الفاتحــــة
افتتح سبحانه كتابه بهذه السورة لأنها جمعت مقاصد القرآن ولذلك كان من أسمائها: أم القرآن وأم الكتاب والأساس
فصارت كالعنوان وبراعة الاستهلال قال الحسن البصري: إن الله أودع علوم الكتب السابقة في القرآن ثم أودع علوم
القرآن في المفصل ثم أودع علوم المفصل في الفاتحة فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع الكتب المنزلة
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ، قال الإمام فخر الدين: المقصود من القرآن كله تقرير أمور أربعة: الإلهيات والمعاد
والنبوات وإثبات القضاء والقدر فقوله: {الحمدُ للَهِ رَبِ العالمين} يدل على الإلهيات وقوله: {مالكِ يومِ الدين} يدل على
نفي الجبر وعلى إثبات أن الكل بقضاء الله وقدره وقوله {إِهدِنا الصِراطَ المُستَقيم} إلى آخر السورة يدل على إثبات
قضاء الله وعلى النبوات فقد اشتملت هذه السورة على المطالب الأربعة التي هي المقصد الأعظم من القرآن.
سورة البقــــرة
قال بعض الأئمة: تضمنت سورة الفاتحة: الإقرار بالربوبية والالتجاء إليها في دين الإسلام والصيانة عن دين اليهود
والنصارى وسورة البقرة تضمنت قواعد الدين وآل عمران مكملة لمقصودها فالبقرة بمنزلة إقامة الدليل على الحكم وآل
عمران بمنزلة الجواب عن شبهات الخصوم ولهذا ورد فيها كثير من المتشابه لما تمسك به النصارى فأوجب الحج في آل
عمران وأما في البقرة فذكر أنه مشروع وأمر بإتمامه بعد الشروع فيه وكان خطاب النصارى في آل عمران كما أن
خطاب اليهود في البقرة أكثر لأن التوراة أصل والإنجيل فرع لها والنبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة دعا
اليهود وجاهدهم وكان جهاده للنصارى في آخر الأمر كما كان دعاؤه لأهل الشرك قبل أهل الكتاب ولهذا كانت السور
المكية فيها الدين الذي اتفق عليه الأنبياء فخوطب به جميع الناس والسور المدنية فيها خطاب من أقر بالأنبياء من أهل
الكتاب والمؤمنين فخوطبوا بيا أهل الكتاب يا بني إسرائيل يا أيها الذين آمنوا وأما سورة النساء فتضمنت أحكام الأسباب
التي بين الناس وهي نوعان: مخلوقة لله ومقدورة لهم كالنسب والصهر ولهذا افتتحت بقوله: {يا أَيُها النَّاسُ اتَقوا رَبَكُم
الَذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدةٍ وخَلَقَ مِنها زوجها} وقال: {فاتقوا اللَهَ الَذي تساءَلونَ بِهِ والأَرحام} إنظر إلى هذه المناسبة
العجيبة والافتتاح وبراعة الاستهلال حيث تضمنت الآية المفتتح بها ما في أكثر السورة من أحكام: من نكاح النساء
ومحرماته والمواريث المتعلقة بالأرحام وأن ابتداء هذا الأمر بخلق آدم ثم خلق زوجته منه ثم بث منهما رجالاً كثيراً
ونساء في غاية الكثرة