الساعة تشير لغرق الشمس في أعماق البحر
الرياح تعلن قدومها والشتاء يحجز مقعدا من الدرجة المتأخرة في القطار !
وفي هذه الأوقات تجلس هي على كرسي صغير من الخشب
قرب النافذة المطلة على أمواج البحر
وأمامها بيانو يرتدي السواد الذي يعكس ما تبقى من ملامحها
والقليل من الغبار الذي لم تنظفه من أسابيع
تضع أصبع وترفعه ببطء تضع نفس الأصبع وترفعه ببطء
تبقى هكذا إلا أن تجد الأصبع لأخر
لتصدر الصوت ذاته الصوت الذي لم تسمع سواه لـ أسابيع طويلة منذ رحيله ِ
تبحث في ذاكرتها عن أصوات موسيقى كانت تجعله يمسك خاصرتها لـ يراقصها بهدوء
لكن النسيان يصر على تناول وجبه كبيره من رأسها
تنهض بهدوء من على الكرسي تقف أمام النافذة..المشهد ذاته يتكرر دائما..
لا شيء سوا رياح تتصدق بزيارة على طريقها !
كانت الأرضية فقيرة جدا ً خشب و سجاده صغيره في وسط الغرفة
كان هناك لوحه قديمه تحمل معنى الطفل الضائع لأحد الفنانين الغير معروفين !
وكانت في الجهة المقابلة لوحه مملة لحد البكاء
تحكي أرض جافة وقمر نصف وجه قد تآكل
هذا هو سجنها الصغير لم تكن تنزل للطابق السفلي أبدا ً
تكتفي بالقليل من ضوء الصباح وصوت الموسيقى وجبه لها
تلقي بجسدها الثقيل على سرير موتها
السرير الذي عاش لسنوات تكفي لتصنع من رضيع كهل كسول
الغطاء ذاته لم تغسله ليحمل رآئحه بكائها و رآئحه عطر بدأت تنسكب على الأرض لترحل !
كما انسكب هو من خطوات طريقها !
تطفئ الأضواء المعطلة لتضيء بهدوء شموع صغيره تعلقها في كل زاوية
وتنثر ما تبقى منها على الأرض
يبدأ بكائها بعزف مقطوعة حزينة وترقص إلى أن تتورم أقدامها وتسقط على الأرض !
لا تقف وتكمل ما بدأت
وهكذا إلى أن يستيقظ الصباح وتعود لذالك الكرسي الصغير !
زرع في قلبها طقوس متشابهة إلى أن يعود .. وهل سـَ يعود..
ربما ! هذه هي الكلمة التي ترددها دائما عندما يتناول الناس أخبار قدومه المستحيل
كان يخيط على كل قطعة رصيف حكاية رقصة ِ معها
كان رجل غريب عن البلدة كان يرتدي قبعة سوداء و رداء رسمي ذو لونِ أسود
كان مظهرة يصف الرجل الثري في بلدة فقيرة ..
لا يتحدث إلى معها برقصاته الرآئعه حتى أنها لا تعرف صوته أو حتى أسمه !
في ليلة باردة كان القمر قد حجز منتصف السماء..كانت تجلس قرب المدفأة
لتسمع صوت طرق باب متقطع
نهضت بهدوء لتفتح الباب بدون أن تعرف من هذا الغريب
الصمت هو من كان المتحدث بينهما
قالت له لماذا أسرفت غيابا ً.. قال لها كنت ُ انتظرك حتى تكوني راقصه محترفه
قالت له .. لقد أصبحت ُ محترفه بأشياء كثيرة غير الرقص..
قال لها .. ولهذا أكملي اعتياد كل هذه الأشياء
لم ينتظر أن تقول له شيء أدار ظهره ُ وأكمل طريقا ً بعيدا ً لا تعرفه ُ
أملئت عيناها دموعا ً كانت كفيله لإسقاطها على الأرض
قالت في نفسها ولهذا يدعونني بـ الحمقاء.. دائما ً..
مؤلم جدا
ورغم هذا استحللت نقله
لروووعته