العودة   شبكة صدفة > المنتدى السياحـى > سياحة الدول العربيه

سياحة الدول العربيه السياحة العربية في تونس والمغرب والجزائر ومصر والاردن وليبيا ولبنان وسوريا وعثمان، السياحة في شرم الشيخ، السياحة في المناطق الطبيعية العربية، سياحة الأثار العربية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 04-27-2008, 05:08 PM رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
منى القلب

الصورة الرمزية منى القلب

إحصائية العضو








منى القلب غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: موسوعة متكاملة عن العراق الحبيب

محافظةميسان
ميسان هي إحدى محافظات العراق، في شرق البلاد على الحدود الإيرانية،الواقعة على دجلة، وتكثر فيها الاهوار






آخر مواضيعي 0 كوليكشن على ذوق منى القلب
0 امراض الاطفال حديثي الولادة
0 مجموعة 2012 للبنوتات
0 مدي بساطي واملأي أكوابي
0 احذية 2011
رد مع اقتباس
قديم 04-29-2008, 08:27 PM رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
منى القلب

الصورة الرمزية منى القلب

إحصائية العضو








منى القلب غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: موسوعة متكاملة عن العراق الحبيب

المدائن العراقية. . . النشأة والتسميات..


نظام المدن المدورة، ابداع عراقي اصيل نجده تقريبا في جميع المدن العراقية في مختلف المراحل. لاحظ المدن اعلاه، آشور وكروكوك وبغداد واربيل وسامراء.



شهدت أرض العراق أولى تجارب إنشاء المدن في التاريخ البشري، ويمكن إرجاع العلم بحيثياتها إلى السومريين، حينما دونوا كلامهم وحاجاتهم وهواجسهم. وفي مدوناتهم فصلوا المدائن إلى صنفين؛ ما قبل الطوفان وما بعده. وفي شجون البحث العلمي يعتقد أن الظاهرة الحضرية نمت لدى العراقيين من حاجات الاجتماع البشري والإنتاجي والتجاري، ليطأ بعد سنّة التطور أغراضا عقيدية، تداخل الدين فيها مع حيثيات الحياة الاجتماعية، واقترنت العقائد بالحياة المدنية وتواشجت علاقة البشر بالعمارة والحضارة، ثم تصاعدت وتشعبت، حتى أمست المدينة المكان الذي يتجسد به القسطاس والدين.

وهكذا أرتبط تأسيس المدن بالأسطورة والطالع والابراج كونها من تداعيات الإيمان الروحاني، وفسرت تسمياتها على أسس الأسطورة والخرافة وساذج المنقول من القول حتى أعتبر العراقيون الأوائل أن (أوروك) شيدتها الآلهة بنفسها لتحميها. وتصاعدت وتيرة الحاجة للمدينة الحامية المغدقة بالنماء والغامرة بالأمن، حتى اعتبرت تباعا بيتا جماعيا حاميا، كما هي واردة في ملحمة كلكامش، حينما نعتت (كيش) بالبيت، وتوصي الملحمة:

على بنائي البلاد أن يحفروا أسسا متينة/ وحين هبطت الملوكية من السماء/ من بعد أن أنزل تاج الملوكية السامي من السماء/ أسست المدن/ بعد أن عينت مواضعها وسميت بأسمائها. (1)

وبموجب الوصية الأخيرة فإن للتسمية أثر سحري وغيبي للمدينة، وبدأت تسميات المدن ترد بمعان عبيدية (قبل الكتابة) أو سومرية مقدسة، واستعملت مفردة (Uru اوري ـ بالسومرية، وهي اساس لفظة ـ ارض) و( Alu ـ اولوـ بالاكدية، حيث استدبل حرف الراء باللام). ووردت بصيغة مركبة للدلالة على المدينة، ولاسيما في أوروك وأريدو(أوريدو)، وأبعد من ذلك (أورشاليم) أي مدينة السلام، و اخترقت اليونانية ثم اللاتينية التي وردت بصيغة (أوربان) ومنها (أوربانزمUrbanism) بعني تخطيط المدن، ومكثت في بعض اللغات الأوربية وتعني المدينة كما في الرومانية(أوراش Oras) وبالهنكارية(أورشاك Orszag). . الخ.

ونجد اليوم أن بعض البلدان قد سميت بأسماء مدنها الكبرى كما الحال في الجزائر وتونس ومراكش(قبل أن تصبح المغرب). وعلى نفس المبدأ ثمة رأي مفاده أن أسم العراق متأتي من تسميه مدائنه الأولى حيث يرى الدكتور محمود حسين الأمين بان أسماء مدن العراق القديمة التي كانت موجودة قبل ظهور السومريين أو مايسميهم البعض (الفراتيين)، تتشابه إلى حد بعيد مع اسم العراق أما في مقطعها الأول أو مقطعها الأخير مثل (أوروك Uruk) و(أوروكوك Urukug) و(لراك Larak) ونظرا للتشابه اللفظي القائم بين (U) في لغة سكان بلاد الرافدين الجنوبية القدامى و(ع) العربية أو كما تدعى (السامية) الغربية، إن لم يكن الحرفان أصلا حرفا واحدا، وكذلك التشابه القائم بين حروف (ك) الموجود في أسماء المدن المذكورة والحرف(ق) في كلمة عراق، فأن التسمية "عراق" يمكن أن تكون واردة من أسماء هذه المدن الثلاث، ولأن هذه المدن الثلاث تشكل حدود بلاد سومر أو سهل شنعار(الاسم الوارد في العهد القديم)، وهي منطقة السواد العباسية أو المنطقة الجنوبية من العراق المحصورة بين النهرين وبين الخط الممتد شمالا من مدينة الكوت الحالية حتى جنوبي بابل عند نهر الفرات. وهكذا يمكن أن تصبح التسمية على بلاد الأوروك نسبة إلى المدن الثلاث: لراك في الشمال جنوبي الكوت وأوروك (الوركاء أو أيرك) في الجنوب الغربي والتي كانت تقع في الدور الحجري الحديث على نهر الفرات أو على (هور) يأخذ ماءه من الفرات. ومدينة أوروك في شرقي المنطقة المذكورة. هذا إضافة إلى أن مدينة أوروك تعني بالسومرية(المستوطن أو المسكن) وتكتب (Ungu Ki) ويقابل المقطع (Ungu) في اللغة الأكدية الاسم ( سبت ـ Subtu) الذي من معانيه (مستقر) ومنها ورد السبات والسبت ومازال العراقيين يستعملون كلمت (اسبط) أي (أهدا وأستقر). وتعد أوروك أهم مدن هذا الإقليم و مهد الحضارة قبل ظهور الكتابة السومرية (3200 ق. م). وهكذا يذهب الدكتور الأمين بأن أسم العراق أو أراك قد أخذت من التسمية أوروك وغوروك وعروك أو عروق ثم عراق تخفيفا. (2)

وقد تجسد الأمر في تسمية البلد بحسب أكبر مدائنه حينما أطلق اليونانيين على العراق أسم (بابلونيا) أي بلاد بابل. وفي السياق فأن أسم بابل أو (باب-أيل) يعني باب الله، وأطبقت شهرة المدينة الآفاق حينما نسبت إليها بلبلة الألسن كما في العهد القديم، و في القرآن الكريم مشيرة لسحر أهلها. ومن المعلوم أن بابل نشأت من قرية سومرية أو أكدية ثم بلدة في أواخر الألف الثالث قبل الميلاد، ونمت حتى أمست أهم مدينة في التاريخ البشري.





البيت العراقي لم يتغير منذ العهد السومري



قرية ومدينة
لقد ورد مفهومي قرية ومدينة في العربية، وتداول أسم القرية أكثر من المدينة في القرآن الحكيم، حيث وردت كلمة المدينة 14 مرة في الذكر الحكيم كما في (وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ) (3)، و وردت كلمة القرية 33مرة، كما في قوله تعالى (وَاسْأَلْهُمْ عَنْ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ) (4). والقرية تطلق على أي تجمع بشري، وأهل القرى هم المجتمعات، وورد في النصوص القرآنية إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَة) (5)، أو (وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ) (6). ودعيت المدن بالقرى.

والقرية ترد بالعربية من مصدر (قر ومنها أستقر) أي مكث وبقى كما في قوله تعالى(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) (7). وجذرها وارد من مصادر اللغات التي يدعوها الغربيون إصطلاحا (السامية) والعروبيون بأسم (العربية البائدة)، ومنها اللغات العراقية والشامية القديمة وأقدمها بالخصوص الأكدية في العراق وتليها الكنعانية في الشام، ولهجتي الأكدية كانت اللهجة البابلية واللهجة الآشورية، ثم جاءت اللغة الآرامية لغة أهل العراق والشام تباعا والتي أثرت بالعمق في شقيقتها العربية. وهكذا وبحسب تلك اللغات كان المعنى يقصد منه الجزء الثالث من المدينة الذي هو منطقة الحرس (كار Kar باللغة السومرية و Karu باللغة الاكدية) (8). وهو مركز النشاط التجارى ولاسيما المرتبط بالتجارة الخارجية. وهكذا فان (الكارو)لا يطابق ميناء القرون الوسطى المبكرة من حيث الوظيفة فحسب، بل من حيث التسمية أيضا. ووردت الكلمة بصيغة (كريات) في العبرية.

كان (الكارو)الأكدي مستقلا من الناحية الإدارية، وكانت له صفة قانونية خاصة، الأمر الذي ينطوي على أهمية بالنسبة إلى سكان المدينة الذين يسيرون شؤونهم هناك. كان يعيش في (الكارو) التجار الغرباء، وكانت عندهم دكاكينهم (9). ومن الجدير ذكره أن من الصيغة القديمة لهذه الكلمة ربما يرد معنى أسم كربلاء عندما يحلل الى(كورو- بعل) أي قرية الاله بعل. وقد كان وقعها مبهما على سمع سيد الشهداء الإمام الحسين(ع) عندما قربها من كلمتي (كر وبلاء) العربيتين، وأعتقد العامة أنها هي الأصل.

أما كلمة "مدينة" فأنها ترد في الآرامية بصيغة(مدينتا)، وتشترك بها مع العربية وكانت تطلق على المكان الذي يكون فيه القضاء، ومقطع "دين" الوارد من ضمنها يعني العدالة كما في (مدين) الواردة في الذكر الحكيم والمتكونة كذلك من حرف (م) الدال على الصفة وبذلك فهي تعني العادل، ومن كلمتي (دين أي ديانة، ودين بمعنى الواجب إزاء الآخر) . وبنفس السياق اللغوي فقد أصبحت المدينة هي المكان الذي تتوفر به العدالة والقضاء والأمن أكثر من أي مكان أخر لوجود السلطة والحضارة، وورد اصطلاح(الديان) في الحديث النبوي الشريف، ويعني الملك أو الحاكم. وقد تكون مأخوذة من "مدن بالمكان" أي أقام به. وربما كان الهدف من إيراد مفهومي (قرية) و(مدينة) في القرآن الكريم، للتفريق بصفة التقاضي (10). وهكذا جاءت بالعربية تصنيفات كثيرة للمدن بحسب حجمها وكثافة سكانها، ومهامها، حتى وردت بصيغ شتى مثل كوره وقصبه وقصبة عامره أو بلده أوبليده أو حتى رستاق.

لقد نشطت حركة التمصير في السواد (العراق)، بعد الفتح الإسلامي، وكان العراق أول مسرح لتجسيد التحضر الإسلامي في الكوفة والبصرة 636-638م. ويمكن رصد أهم الأعراف في مدن الإسلام الواردة من جذور عراقية هو وجود المسجد وقصر الإمارة متتاخمة كبؤرة حضرية، كما في مدن النامات السومرية، عندما كانت الزقورة تشكل قلب المدينة على تخوم قصر الحاكم. ويمكن أن يكون للتخطيط العضوي الذي اتبع في رسم طرق الأحياء والارباض بحسب سجية الأرض الطوبغرافية، وما يلحقها من مقتضيات وظيفية وتخطيطية، بما يحاكي النهج العراقي القديم الذي وجدت اقدم امثلته في شوارع وأزقة مدينة أور التي تتجه شعاعيا من المركز.

و تأسست المدن الإسلامية في العراق كما في البلدان الإسلامية الأخرى لأسباب أهمها حربي مثل الكوفة والبصرة أو استيطاني مثل الأنبار والحلة أو إداري مثل واسط وسامراء أو سياسي مثل بغداد والهاشمية أو تجاري مثل الموصل أو ديني مثل النجف وكربلاء والكاظمية والزبير.

وهنا نرصد حالة غريبة من إنشاء مدن درست بعد أن دب النشاط في مقابرها الواقعة في العادة على تخومها، و مبررها أن تلك الجبانات (11) تكتنف ضريحا لولي أو شخص صالح، ثم توسعت وتطورت بعد حين. فهاهو مثال الكاظمية على طرف بغداد الشمالي تأسست حول جبانة (مقابر قريش) على تخوم بغداد المنصورية، بعد جذب مصدره ضريح الإمام موسى الكاظم بن جعفر الصادق(ع) الذي توفى عام 799م. والأعظمية نشأت على تخوم قبر الإمام المعظم أبي حنيفة النعمان(رض) المتوفى عام 770م، بعد أن كانت جبانة أسمها (الخيزران). وهاهي النجف الأشرف تزدهر على طرف الصحراء المتاخم لمدينة الكوفة، و التي اضمحلت وبقيت جبانتها تنبض بالحياة على هالة من الحظوة أحيط به ضريح أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع). والحال نفسه ينطبق على مدينة الزبير حول قبر الصحابي الزبير بين العوام(رض) على تخوم البصرة وفي موقع جبانتها، وسامراء الحديثة حول ضريح الإمامين الحسن العسكري وعلي الهادي (ع) على تخوم المدينة العباسية.



المدرسة المستنصرية


التواريخ
و حفلت كتب التاريخ بالكتابة عن تلك المدن وأختص بها أعلام بعينهم. فالبصرة كتب عنها ابن شبه وألف عن بغداد طيفور(819-893م) وابنه والسرخسي و أبن الخطيب في كتابه المرجعي (تاريخ بغداد)، وألف عن الكوفة الهيثم بن عدي. وعميد كتاب الخطط المؤرخ تقي الدين المقريزي ومؤلفه الموسوعي (المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار) ورهط من مؤرخي البلدان مثل ياقوت الحموي في (معجم البلدان) واليعقوبي في (كتاب البلدان) والبلاذري في (فتوح البلدان). وقد ورد وصف لمدائن العراق القديمة في كتب الرحالة الإغريق والرومان مثل هيردوس وسترابون، ولاسيما خلال الحقبة السلوقية (من القرن الرابع حتى الثاني قبل الميلاد).

ووردت أخبار المدن العراقية من الرحالة المسلمين في ثنايا أدب الرحلات، وكان جل هؤلاء يسافرون لأداء فريضة الحج، ثم تأخذهم متعة السبل ونزوة المغامرة إلى مدائن يصفوا مشاهداتهم لها، و أهمهم ابن جبير الأندلسي الذي أرخ لرحلته إلى الحجاز وعروجه على العراق. ثم ابن سعيد المغربي والعياشي والمقري ولسان الدين ابن الخطيب والشريف الإدريسي(عام 1154م) و ناصري خسرو (اواسط القرن الحادي عشر) وإبن بطوطه(أواسط القرن الرابع عشر).

وإبان عصور الظلام التي تبعت سقوط بغداد عام 1258، وحلول الدول التترية إلأيلخانية والتيمورية والتركية (الخروفية) والصفوية ثم العثمانية، اضمحل الدفق العمراني في العراق ودرست المدن العامرة ليعم بها الخراب وينعق على أطلالها البوم. والحال عينه حدث حتى لبغداد المخملية، التي كادت أن تدرس عام 1831، بعد طاعون وطوفان داود باشا الكرجي (1816-1831)، حتى وصل تعداد سكانها إحدى عشر ألف ساكن جلهم من اليهود والنصارى، . و أضطر الوالي التركي (علي رضا اللاز) (1831-1842) الى التوسل بسكان ديالى والحلة والمحمودية واليوسفية وأعراب الجزيرة للحلول في بغداد ليتسنى له أن يحقق نصاب بشري لولاية يمكن أن يحكمها، حتى شكى حاله إلى السلطان محمود (12).

وإبان تلك الحقبة الكلحاء في تاريخ التمدن العراقي حدثت قطيعة مع سنة العمران، وشوهت وحرفت أو حتى (ترّكت) بعض أسماء المدن العراقية. ويذهب الباحث العراقي سليم مطر الى أن آلة التدمير التي إجتاحت العراق خلال تلك الحقبة كانت أكثر وقعا من مثيلاتها في بلاد الشام ومصر (13). ودرست إبان تلك الحقبة جل الأسماء الرافدية القديمة بسبب تقادم الزمن المرافق لحالة الإنحدار الحضاري وقلة السكان، مما خلق صعوبة تطابق اسمائها مع ماورد في المدونات التاريخية ولاسيما العتيقة وأخرها الآرامية أو في المدونات اليونانية والرومانية أو ماورد في مجامع الموسوعات الإسلامية، مما دعى الى بحث وتمحيص في المواقع والأبعاد والمواصفات وبعض الشواهد والأمارات، قبل أن تأخذ التسمية سندا يؤسس عليه.

و يجدر التنويه هنا الى أن مؤرخوا العهود الإسلامية حاولوا تقريب الكثير من التسميات الى اللغة الفارسية لفقه جلهم بها، وأبتعدوا عن التمحيص في أصولها العراقية القديمة كالسومرية والبابلية والآشورية لإندراسها، أما بالنسبة للآراميةاو (لغة النبط) كما سموها فلم يكن لهم علما بها لما شهدته من إضمحلال، ناهيك عن العامل الإجتماعي والنفسي لمتداوليها، وهم يقبعون درجة أدنى في السلم الإجتماعي. ومكثت الآرامية شحيحة التداول لدى بعض الجماعات المنعزلة، و تبعت حركة إحياء تلك اللغات أو الفقه بها فتوحا من التفاسير والإكتشافات التي دحضت الكثير مما حوته بطون كتب التراث الإسلامي. وهنا نرصد أن كلمة (أعجمي) التي نقصرها اليوم على الإيرانيين، كانت تطلق على الفرس والإراميين(النبط) والأكراد، وكل سكان العراق الأوليين على حد سواء. ولهذا كانت بعض الكلمات يقال عنها أعجمية، وفهمها القوم بأنها فارسية، ولكنها يمكن أن تكون آرامية الأصول.

ثم تصاعد الإهتمام الغربي بمدائننا وأنبرى لها رهط من العلميين و المغامرين والمستشرقين والجواسيس. ونشهد على ذلك بما كتبه الدنماركي كريستن نيبور (1767) و البريطانيان (هود) عام 1818م و(فريزر) والأنكيزي كلوديوس ريج (1808-1821)، و(فالين الفنلدي "والي") 1843، وغيرهم الكثيرون من الغربيين الذين دونوا وصف رحلاتهم في العراق ومازالت كتبهم مهملة وبعيدة عن التداول. وقد نفاجأ بين الحين والآخر بكتاب عن رحلة مدونة الى العراق تصف الكثير من المواقع والتواريخ.

وأنتقل الأمر في أواسط القرن التاسع عشر الى علماء الحفريات، بعد نشوء علم الحفريات (أركيولوجيا) ثم الباحثين الموسوعيين في العمارة منذ بواكير القرن العشرين مثل الإنكليز (كرزويل)(1879-1974) و (كرترد بيل) (1869-1926) والألماني (هرشفلد) والفرنسي (لويس ماسينيون) (1889-1961). وعلى خلاف ذلك لم نجد في الأرشيف التركي العثماني أي إشارة لمدينة أو قرية عراقية إلا في سياق ذكر المردودات المالية وجباية الضرائب التي تجنيها السلطنة والسلطان، وبطانته، أو يشذ عنها تدوين الحالة التمردية للعشائر والمدن التي تسير لها (الحملات التأديبية) لقمع الأهالي والتنكيل بهم.







آخر مواضيعي 0 كوليكشن على ذوق منى القلب
0 امراض الاطفال حديثي الولادة
0 مجموعة 2012 للبنوتات
0 مدي بساطي واملأي أكوابي
0 احذية 2011
رد مع اقتباس
قديم 04-29-2008, 08:33 PM رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
منى القلب

الصورة الرمزية منى القلب

إحصائية العضو








منى القلب غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: موسوعة متكاملة عن العراق الحبيب

شجون التسميات
ثمة فسيفساء من التسميات في المدائن العراقية نادرا ما نجده لدى البلدان الأخرى، فثمة أسماء مكثت سومرية أو أكدية وأنتقلت الى فرعيها البابلي والآشوري، وثمة نسبة كبيرة من الاسماء القديمة من الآرامية (النبطية). وفي العهود المتأخرة نجد الكلمات وقد أخذت تسميات فارسية وكردية أو أقل من ذلك يونانية، وظهرت التسميات التركمانية بعد حلول العربية وبالتوازي معها وهي قليلة. وهنا يجدر التذكير أن التسميات تعلقت بالشعوب التي بنت مدائن وأسست لحياة حضرية، أما الشعوب المتنقلة أو الرعوية، فلم تهتم بتأسيس مدن، ثم بمسمياتها. و خلال جردنا للمدن نرصد مجموعة من المعطيات المشتركة ترسم ملامح منهجية عامة للتسميات، وهي:

1. الاسماء العراقية القديمة وقد حرفت أو توائم أو عرب في سعي إلى سهولة اللفظ مثل أوروك و(الوركاء) ونفر وعانه وسامراء والموصل وكربلاء والنجف والانبار، وغالبية المدن والبلدات العراقية.

2. الاسماء العراقية القديمة ولكنها اساسا قريبة جدا من الصيغة العربية، فتم تعريبها تماما بعد الفتح العربي، مثل الكوفة والبصرة وسامراء.

3. تسميات عربية خالصة المعاني مثل واسط والحلة. وبالمقارنة فأن المنهاج العربي الإسلامي لم يكن مثل اليوناني والروماني، ينسخ الاسم القديم ويحل محله أسم من لغاتهم، كما ورد أسم العراق باليونانية (ميزوبوتميا) أي بين النهرين أو المياه حينما كان شائعا في حينها أسمه الأرامي (بيث نهرايا).

4. إختزال الأسماء العراقية القديمة كي تكون مستساغة وذات معنى معقول، و قريب من اصل التسمية، كما هو الحال في أسم مدينة (كشكر) القديم الذي أصبح قلعة سكر و(بيت ذرايا) أصبح بدره.

5. ثمة أسماء فارسية- كردية قربت من اللفظ البسيط مثل خسرو آباد التي أمست (خرسباد) أو خرم آباد التي أمست(خرنابات).

6. اسماء تركمانية عراقية، مثل مدينة (طوز خرماتو) بمعنى(مملحة الخوري متي).

7. اسماء يونانية مثل(الاسكندرية) و(سلوقيا). .

8. تطور لاحق اقترنت به التسميات بأسماء الأشخاص من أمراء وملوك وولاة وأصحاب الحيثيات، لتخليد اسمائهم، مثل الهاشمية والمتوكلية والعمادية والسليمانية والمدحتيه والناصرية والمحموديه أو بأسماء السلالات والعشاير كسوق الشيوح (وكان سوق النواشي) أو حتى سنجار.

9. كنية أو صفة لموضع كواسط وخان النص، أو حتى حالة ارتبطت بتذكار أو حدث معين كالقادسية (وتعني المقدس في الآرامية)، أو حتى مستوحاة من القرآن الكريم مثل (دار السلام) كأحدى أسماء بغداد.

وهكذا أحتفظت القليل من المدائن السومرية بأسمائها الأولى، بسبب التقادم أو ربما حرفت أو عربت كما مثل (عانة) التي تحمل أسما سومريا ورد ذكره في مدونات الدولة الآشورية، وبالأخص في عهد الملك (توكلتي نينورتا الثاني) سنة (889 - 884 ق. م) حيث كانت تسمى (عانات)، ووردت في المصادر الرومانية واليونانية بصيغة (أناتا)، وربما تكون التسمية مختزلة من تسمية سومرية اقدم تيمنا بآلهتهم (أنانا أو عنانا). وعلى تخومها ترد مدينة هيت من مصدر بابلي آشوري بصيغة (أيتو) أو (هيتو) وتعني (القير). وبنفس السياق نجد ما أحتفظ بأسماءها الأولى مثل مدينة (إربل) أو (اربيل) وحرفت الى (هولير) لدى العامة الأكراد، والتي يرتقي تاريخها الى اقدم العهود الآشورية، بل لعلها الموضع الوحيد الذي ظل عامر أو آهلا بالسكان ومحتفظا باسمه و بالقلعة الباسقة المدورة حتى اليوم. وأسمها (أربع أيل) يعني (الآله الاربع)، ولذلك التربيع مدلولات رمزية في الثقافة العراقية. والحال ينطبق على مدينة نينوى التي أحتفظت بأسمها في المصادر العربية، قادما من تسميات بابلية وآشورية وربما سومرية تتشابه مع أسم مدينة (نينا) الواقعة آثارها اليوم قرب الناصرية باسم (تل سرغل). وهذا الاسم مرتبط باله الماء(نون) ومنه اشتق اسم( يونان) او يونس حسب التورات وحكايته الشهيرة مع الحوت(الماء!). ومن بقايا هذا التراث العراقي القديم، يشيع حتى الآن في الموصل بالذات اسم(ذو النون)، ولا يدري الناس ان هذا الاسم يرتبط بنفس اصل اسم مدينتهم(نينوى)!



وبصدد التسميات الآشورية نجد أسم (كركوك) بالرغم من عراقيته الأصلية، فأن بعض المتعصبين يثير لغطا حول أصلها العراقي لأسباب ومآرب سياسية شتى. و جاء ذكر المدينة في كتاب " اخبار الشهداء والقديسين "لبعض رجال الدين النصارى الكلدان : بأن الذي أنشأ هذه المدينة (سردنابال ملك الآشوريين وكان سبب إنشائها أن ضابطا من الماذيين يدعى (أرباق)عصى حكومته فعزله الملك الآشوري عن وظيفته، و أمر بإنشاء مدينة هي التي سميت بعد ذلك (كركوك) في كورة (باﮔرمي)، و جلب لها آلف نسمة من الآشوريين فأسكنهم فيها. ثم حدث أن عظم شأنها وصارت تدعى (كرخ سلوك) المشتقة من الكلمة الآرامية " (كارخا بيث سلوك) أي قلعة او مدينة سلوقس، وهكذا وردت في كتاب "السينود "النسطورية المسيحية" منذ سنة 410 م. وقد سماها بطليموس (ﮔورﮔورا)، وجاء ذكرها في المصادر العربية القديمة باسم (كرخيني) (14).

وقال ابن عبد الحق المتوفى سنة 1338م عن كركوك (15) : (كرخيني، قلعة حصينة بين (دقوقاء) و(أربل) على تل عال ولها ربض) وكان ياقوت الحموي المتوفى سنة (1228 م) رآها في القرن السابع للهجرة، وكتب: (كرخيني. قلعة في وطاء من الأرض حصينة بين دقوقا واربل، رأيتها وهي على تل عال ولها ربض صغير) وذكرها في معجمه ووردت هذه التسمية بصورة (كرخيتي) كما ذكرها ابن الفوطي (16). ويمكن أن تكون الهيئة الصرحية المدورة لمدن أربيل وكركوك هي من خصوصيات مدن الرافدين حتى اليوم، والتي يكتنف التل الذي تربض عليه أسرار مدائن دارسة بنيت تحتها.

وبالرغم من إختراق الف عام من الحكم الفارسي واليوناني والروماني لتاريخ العراق أو لأجزاء منه بعد سقوط بابل (539 ق. م- 630 م) فأن الأسماء التي بقيت من تلك الحقبة قليلة مقارنة بالأسماء الموروثة من الحقب العراقية العتيقة. ومن المدائن التي لها أسماء يونانية أو فارسية (طيسفون) وتعني بالفارسية المدينة البيضاء، وأسم(سلوقيا) المقدوني متاخما لها. و في العهد العباسي وردت طيسفون بأسم (لحف) أو (الكور) ومن المعلوم أن المدائن القريبة منها بقيت محتفظة بأسمائها الآرامية وهم (بدرايا) و(بسكايا) و(بسمايا) وحتى (بعقوبة). ومن التسميات الفارسية، أسم (مندلي) التي وردت في كتب المؤرخين العرب بأسم (البندجين) الموروث من تلك الحقب. وقال عنها المرحوم العلامة أنستاس الكرملي (مجلة لسان العرب) إن الاسم الأصلي لها هو (وندنيكان) :إنها جمع وندنيك الفارسية ومعناه (الملاكون الطيبون) وكان قد ذكرها هيرودوتس المؤرخ بأسم (أردريكا) وقال عنها ان فيها عيون نفط. وهي متكونة من كلمتين فارسيتين (بند) ومعناها (حدود) و(ينك) ومعناها (الطيب) وبذلك يكون المعنى (حدود الطيب) لموقعها بين السهل والجبل. وهنا نرصد أن أسم جزيرة بوتان أو (جزيرة إبن عمر) الواقعة شمال الموصل ربما أحتفظت بالأسم اليوناني حيث أن (بوتامي) يعني النهر، وهو ماينطبق على صفتها، ومن نفس المصدر جاءت كلمة (ميزو- بوتاميا) وميزو تعني وسط.

وثمة مبالغة في نسب الأسماء الى الفارسية مثلما كلمة (أنبار) وتعني الجسور، وربما تعود للأرامية بما يحاكي العربية (نبر) أي أرتفع، ويمكن أن يكون مرده إرتفاع أرضها، ومن نفس المصدر جاءت كلمة "المنبر" الإسلامية، و (نبرة الحديث) أي مرتفعه. ومن التسميات التي أشيع بأنها فارسية أسم مدينة(الأبلة) كما هو وارد عند للجواليقي(1073-1144م) وقد أورد خرافة ساذجة بهذا الصدد (17). والأبلة هي المرسى الواقع في البصرة، وأشتهر في أحداث الفتح الإسلامي. ويقول طه باقر أن ألأقرب أحتمالا لأصل الكلمة هو الكلمة البابلية(آبّلو) التي تعني البوابة الكبيرة، بفعل كونها بوابة العراق على البحر(18).

واسم (خانقين) قديم كذلك، يمكن ان يكون من مركب لكلمتين (فارسية- كردية) تبدأ بـ "خان" وتعني الدار والتي اصبحت فيما بعد تعني محط رحال التجار ومخزن بضائعهم ,ثم "خانقه " ومعناها دار العبادة ومنها جاءت كلمة "خانقاه" التي استعملت مرادفة لمأوى الصوفية الذي يشملهم للانقطاع للعبادة (كما الدير النصراني)، والذي كان في الاصل يوظف لعابري السبيل وتطور وضيفيا حتى أصبح (خانا) أو (تيما) تجاريا (19).

ووردت مرادفات لأسماء المدن والقرى مثل (دور)، (كور) (وتعني قرية)، كذلك تسمية (بيت) التي إختزلت في الآرامية الى حرف(باء) الذي نجده في جل المدن العراقية بعد الفتح الإسلامي مثل (بصرياثا) والأصل (بيت صرياثا) وتعني (منطقة الصرايف) وبدرة (بيت ذرايا) أي مدينة الذرى (من فعل ذر الحبوب) وبعشيقة (بيت العشيقة) وبعقوبة (بيت العقوبة) وهو موضع الفاحص اوالمعقب لأنها على طريق القوافل الى ايران، وحتى بغداد من (بيت حداد، او خداد، وهو اله القوة والصواعق) كما هو وارد في مدونات بابلية. والأصل الآرامي ينطبق كذلك على (القادسية ـ قداشا) المتكرر أسمها مرتين إحداها في موضع جنوب الكوفة الذي جرت به الواقعة المعروفة والثاني يقع على تخوم سامراء كما يشير الى ذلك ياقوت في معجمه. وفي السياق نجد أن (لكش) الأكدية تعني مكان جمع الغلة أو الثمار.



اسد بابل، لا نعتقد انه كما يشاع يرمز الى سيطرة البابليين على الشعوب المنكسرة،

بل يرمز الى (حالة اخصاب) بين الاسد رمز الفحولة وتحته رمز الانوثة..

وتحتفظ منطقة سامراء بالكثير من التسميات القديمة ومنها إسمها بعد أن حرف معناه ليطابق (سر من رآى) العربي. ويعود السكن في منطقة سامراء الى عصور غابرة في القدم، وأقيمت على أرضها حضارة غير مكتوبة قبل السومرية (4500ق. م). حيث يعتقد طه باقر أن الأسم وارد من مركب (سو-ور-ما-تا) (سورماتا) البابلي الآشوري (20). ويؤكد ذلك المؤرخ الروماني(أميانوس مرسيلينوس) بأسم (سوميرة) بعد أن رافق الأمبراطور (يوليان) في حملته على المنطقة عام 363م. وقد قتل الأمبراطور في المعركة وأنسحب الجيش عابرا دجلة في موضع يدعى (دورا) وهي منطقة الدور التي سيرد ذكرها. وقد سميت منطقة سامراء (الطيرهان) أيام الدولة الساسانية. ومازال إقليم سامراء يحتفظ بأسماء قديمة مثل النهروان والشاذروان ثم بوران وهي أسماء أنهار، يمكن أن تكون كلمات كلدانية أو آرامية قديمة قد أكتسبت صيغة الجمع (ان). ونجد كذلك أسم نهر القاطول، الذي ورد في معجم البلدان لياقوت بانه متات من القطل وهو القطع، وثمة الكثير من الأسماء على وزن(فاعول) وهي صيغة آرامية مازالت متداولة في اللغة العامية العراقية (21). ومن التسميات الآرامية مدينة (كفري) الوردة من (كفر)(بفتح الكاف) التي تعني قرية، والتي هي واردة في النصوص المسمارية الأكدية ثم البابلية والآشورية بلفظ (كبرو Kapru)، ووردت بالآرامية بصيغة (كبرا Kopra) وفي العبرانية بصيغة (كوبيرKoper) أو (كوفير)، وأطلقت في البابلية على القرية الزراعية والمزرعة والضيعة، وقد ذكرت في بعض رسائل (تل حرمل). علما بأن حروف( و، ب، ف) تتبادل في اللغات السامية، فتسمية (حواء) في العبراني (حفاء) او (حباء)..

وتكريت القريبة من سامراء كانت مستوطنة في العصور البابلية والآشورية ووردت في مدونات نبوخذنصر(605-662 ق. م) بهيئة (تكريتا)، وورد أسمها في المدونات القديمة كذلك بأسم (برتا) الواردة من البابلية الآشورية (برتو) وتعني القلعة. وقد فسر الغربيون الأسم بأنها وارد من الرومانية من تسمية نهر دجلة (تكريتوس)، في القرن الثالث والرابع الميلاديين، وهو وقت متاخر جدا للتسمية القديمة (22).

و نجد الحال نفسه ينطبق على أسم مدينة (الموصل) الآرامي، والذي تم تعريبه فيما بعد، بمعنى الطريق الموصل، بينما في الاصل الآارمي هو( مسبايلا) وربما تعني( مصب ايل) أي مصب مياه الاله ايل! وتأسست الموصل عام 640م. وثمة أسم (مسيلا) شائعا لهذا الموقع منذ القدم، وورد في رحلة القائد اليوناني (زينفون) عندما حارب قورش الفارسي عام 401 ق. م. وكان الأسم المتداول لها ايام الساسانيين حتى سقوط دولتهم هو(نو أردشير)، وسماها النصارى العراقيون بأسم (حصن هبرايا) أي (الحصن العبوري). وهكذا الحال مع تسمية (الرقة) وعربت الى (الرافقة)الواقعة في اعلى الفرات وبناها الرشيد عام 772م كعاصمة عباسية صيفية، والتي فسرت بمعاجم اللغة بأنها تعني رقاق الارض التي يغطي الماء ثم ينحسر وينضب. والكلمة واردة من الأكدية بهيئة (رقُّو) بالمعنى نفسه، ثم ولجت البابلية بالمعنى عينه (23).

ومن المدن الرافدية التي هي اليوم في الجزء التركي من الجزيرة الفراتية مدينة (حران)، التي أمست (الرها) أو (أورفه)، و التي أضاءت اليونان والغرب بعلوم الرافدين. والكلمة واردة من الأكدية (خرّانو) أو (حرانو) التي تعني الطريق ولاسيما طريق القوافل، لوقوعها على طريق الحرير القديم.

وبنفس الصدد نذكر ان العديد من المدن قد أنشأت على طرق القوافل ولاسيما على هذا الطريق، التي لم يأخذ العراق نصيب وافر منها لمرورها في شماله عند حدود (الموصل) و(الحضر) بإتجاه حلب والشام والأسكندرونة وسواحل البحر المتوسط. أما طرق الحجيج الى الحجاز فقد كانت الأوفر حضا لمرورها من شماله حتى جنوب غربه، ولذلك نشأت القرى المطوقة للخانات ومحطات القوافل. ومن أقربها لبغداد اليوسفية والمحمودية التي أنشأت حول خان الشيخ محمود بن عبدالوهاب الذي بناه عام 1868 على أول مرحلة من بغداد باتجاه كربلاء والنجف (24). وثمة كذلك خان بني سعد وخان النص وخان الربع وخانقين. وقد اتفقت الأعراف التنظيمية لطرق القوافل أن يبنى الخان على مسافات شبه ثابتة قدرها يتراوح بين 30-35 كلم وذلك بسبب تحمل الأنعام والإنسان لهذه المسافة في سفره مدتها يوم واحد حيث يبات الليل ويشرع بالسفر باكرا. وقد كان الخان يشكل بؤرة اجتماعية تشبه المدن المحصنة على الطرق تعيش فيها دائما جماعات المعتاشين على نشاطهم الخدمي بها.

ولم تسلم مدائن الإسلام من بعض الغموض والتحريف والفذلكة التفسيرية غير المقنعة، وخير مثال على ذلك اسم بغداد حيث ذكره ياقوت الحموي في معجم البلدان بانه مشتق من جذور فارسية بصيغة (باغ- داد) وتعنى بستان لشخص يدعى داد. لكن البحوث الحفرية اوصلتنا لمعنى اخر منقوشا على رقم بابلي باسم (بكددوا) او (بغددوا) تعود الى عصر حمورابي(1792- 1750 ق. م) (26) و مصدره الكلمة المركبة (بيت كدادو) التي تعني الحظيرة او ربما المرعى. ومما يؤكد هذا المنحى لاسم بغداد هو ما نوه عنه الطبري وأكده المسعودي، بان اسمه سوق الغنم. وورد تفسير للتسمية من أمين الريحاني في (ملوك العرب) بأنها من أصل (بعل داد) أي مدينة بعل. ومن الجدير ذكره هنا هو اكتشاف حصن في كرخ بغداد عام 1848 يعود لحقبة نبوخذ نصر البابلية. اما (دار السلام)فهو مقتبس من اسم دجلة نهر السلام ونهر اللبن في انهار الجنة وإقتداءا بقوله تعالى: (والله يدعوا الى دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون) (26).

والحال نفسه ينطبق على أسم الكوفة، ويقول الطبري فيها : والكوفة على حصباء وكل رملة حمراء. يقال لها سهلة وكل حصباء ورمل هكذا مختلطين فهو كوفة. وربما تكون قد حرفت من اسم (كوثى) الذي ورد في التاريخ القديم، لعدة دلالات، والتي يعتقد أنه المصدر الذي وردت منه قبيلة قريش الحجازية. حيث ثمة شعور غريب راود العرب دائما بأنهم من أصل (بابلي) قد عبر عن نفسه من خلال الاعتقاد بقدوم اسماعيل(ع) من (أور) كون ابراهيم (ع) بنى الكعبة. وثمة حكاية تناقلتها التواريخ وأوردها إبن أبي الحديدعن الإمام علي(ع)قال محمد بن سيرين : سمعت عبيدة قال : سمعت عليّاً (رض) يقول : من كان سائلاً عن نسبتنا فإنّا نبط من كوثى). وقال أبو المنصور: فإنها نبط من كوثى, ولو أراد كوثى مكة لما قاله نبط. وكوثى العراق هي سُرّة السواد من محل النبط. وإنما أراد عليٌّ أن أبانا إبراهيم كان من نبط كوثى). ونحو ذلك قال ابن عباس: (نحن معاشر قريش حيّ من النبط من أهل كوثى. والنبط من أهل العراق). ويراد بنبط العراق: البابليون تحديدا(27).

وأسم (كوث أو كوثي) هذا له دلالات أسطورية بحسب العهد القديم (التوراة) حينما يرد أنه من أبناء نوح الذي عاش الطوفان في العراق، ثم رحل عنه نحو الغرب، وهو من أسماء مكة، وكما يذكر الطبري في تاريخه، ويضيف(أما التي يخرج منها الدجال فهي كوثى ربا ومنها كانت أم إبراهيم عليه السلام وقد تقدم اسمها، وأبوها هو الذي احتفر نهر كوثى) (28). ويعتقد اليوم أن أطلال مدين كوثى تقع على تخوم (اليوسفية) جنوب بغداد.

ونجد الكثير من المدائن التي بنيت على أنقاظ المدن الدارسة أو على تخومها لتستفيد من مخلفات مواد البناء التي توّظف في إنشائها ومنها بغداد التي بنيت من بعض أنتقاظ المدائن، و (الموصل) بنيت على تخوم نينوى التاريخية لنفس السبب، و(الحلة) المبنية على تخوم بابل. و الحلة تأسست على يد " الأسرة المزيدية" التي كانت تقطن ضواحي البصرة، وكانت لها إمارة رسمية واسعة تابعة للدولة البويهية، وبسبب الحروب رحل ابا الحسن علي بن مزيد الأسدي إلى قرية "النيل" الواقعة على الفرات الاوسط سنة 1014 م، وقام فيها منهم ثمانية أمراء أولهم أبو الحسن المذكور، وثامنهم الأمير علي ابن دبيس، واستمر حكمهم حتى عام 1150م. ومن سياق أسم (حلة) العربية من مصدر (حل)، يرد أسم (حلبجة) أي طفلة حله او "الحلة الصغيرة " تمييزا لها عن " الحلة" شقيقتها الواقعة على الفرات (29).



و نجد من التسميات المرتبطة بالأعلام من ذوي الحيثيات أو متزلفيهم، والتي بدأت بالمتوكلية على تخوم سامراء (نسبة الى المتوكل) ثم العمادية إبان العهد السلجوقي (نسبة الى الأمير عماد الدين زنكي الأتابكي (1127-1146) ثم سار الترك بها بعد قرون فنجد(خرسباد) وحقيقتها خسرو اباد. ثم السليمانية جاءت تملقا من محمود باشا بابان عام 1778 م للوالي سليمان الكرجي (أبو ليلى)، أو المدحتية (قرب الحلة على أسم مدحت باشا) أو الناصرية (على أسم الشيخ ناصر السعدون 1870التي تعتبر أول مدينة حداثية في العراق حيث أستدعي لتخطيطها المهندس البلجيكي (جوليوس تلي (JULIUS TILLY فخطط المدينة تخطيطا عصريا(رقعة الشطرنج) كما مدن اوربا القرن التاسع عشر.

ولبعض المدن العراقية تسميات لها دلالات جغرافية أو طوبغرافية، كما الحال لمدينة (الشطرة) حيث تأخذ صفة إنشطار (نهر الغراف) قبل انحطاطه إلى (الشطرة الحالية) بخمسة كيلومترات الى شطرين يذهب الأيسر منهما إلى (هور الحمار)، ويسمى (شط البدعة). والحال نفسه ينطبق على (القرنة) حيث يأتي من إقتران النهرين ووردت بتسمية أخرى في المدونات التاريخية حيث وردت لدى الرومان في القرن الأول للميلاد (دقبة أو دكبة Digba)، و ذكر المؤرخ (لين) في كتابه (المعضلات البابلية) نقلا عن التاريخ الطبيعي (لبلّيني). وقد زار القرنة وكتب عنها الرحالة الفرنسي (تافرنيهTavernier) المتوفى عام 1689، وقد أطلق عليها القرنة وهذا يعنى ورود اسمها في القرن السابع عشر. ثم وصفها الرحالة الدانمركي نيبور عندما زارها عام 1766م.

وترد بعض التسميات من صفات الموقع أو أسم قوم أو سلالة، مثل (سوق الشيوخ) حيث كان يسمى قديما بسوق النواشي، والنواشي يقال أنهم فخذ من بني اسد. ويقول يعقوب سركيس في مباحث عراقية أن سوق الشيوخ لم تشيد إلا بعد سنة 1781م). وبنفس السياق العشائري نجد أن (تل قوينجق) قرب الموصل وردت من تسمية تركية مركبة من (كوي) يعني قرية و(أنجك) أسم عشيرة تركمانية. وكذلك الحال لسنجار حيث يذكر ياقوت عن أبن الكلبي أنها سميت كذلك بسبب أول نازلها سنجار بن دعر الواصل نسله لأبراهيم الخليل(ع) (30) أما إبن خلدون فقد قال بأن أهلها ينتسبون الى سنجاريف إبن أثور إبن نينوى إبن آثور(31).

وإقتباس الصفة في التسميات ينطبق على (العمارة) وارثة ميسان الآرامية، حيث وردت في شعر عبدالغفار الأخرس عام 1861، بما يدلل على عمارة لثكنة عسكرية تركية بنيت في ذلك الموضع. ومن الجدير ذكره هنا أن أسم ميسان قد ورد لدى الرحالة اليونان بموضع آخر وعرف باسم " كرخينا" المشتق من اسم "خاراكس" ويذكر هنا أن المدينة بناها الاسكندر الكبير في عام 324 ق م عند ملتقى نهر كارون بنهر دجلة العوراء اي " شط العرب " و هذا يثير لغطا لدى الباحثين بان مدينة ميسان او خاراكس هي مدينة المحمرة الحالية في الاحواز. و الجدير بالذكر ان المنطقة الجنوبية من الاحواز أي مناطق الحويزة و البسيتين و الخفاجية. . . . كانت تسمى بـ " دست ميسان أي (دجة ميسان) و بعد سيطرة البهلويين (منذ 1924) على الاحواز وفي إطار سياسة التفريس غيروا اسمها الى"دشت ميشان" و بعد مجئ الخميني عام 1979 ومن أجل تكريس تفريسها أطلق عليها تسمية (دشت آزادغان). ومن أسماء الصفات يرد الاسم التركماني لمدينة (ألتون كبري) ويعني (الجسر الذهبي).

و من الصفات التي أكسبت المدينة أسمها ترد (الديوانية) من أصل دار ضيافة أنشأها رؤساء الخزاعل أيام شيخهم حمد آل حمود حوالي سنة (1747 م) ليقيم فيها كاتبهم للجباية ولينزلها ضيوفهم، ولا يزال العراقيون يطلقون اسم (الديوا نية) على غرفة استقبال الضيوف. ثم صار الناس ينشئون حولها الصرائف، فلما اخذ النفوذ القبلي يتضاءل عنيت بها الحكومة فجعلتها مركز قضاء في سنة (1858 م) فأصبحت مدينة.

وقد وردت بعض التسميات المتكررة لبعض المدائن بما يحاكي منظومة(ham-city-town) للمدن الأنكليزية، مثل (كوت) و(كرخ) و(دور). وأكثر تلك المدائن شهرة هي (الكوت) وارثة صيت (واسط) الإسلامية، والتي أسسسها الحجاج 703م. و كلمة الكوت يشاع إنها هندية، وربما برتغالية أو تعني الساحل أو قلعته المحرف من كلمة (Coast) اللاتينية. ونجزم أنها تعود لجذور أعمق بالثقافة المحلية. ومفهومها في العراق ما يبنى لجماعة من الفلاحين على حافة نهر او ساحل بحر ليكون مأوى لهم او مسكنا من القصب والبواري(حصر القصب)، واما من الطين واللبن، وقد يبنى وحده او تبنى حوله الأكواخ، واقرب ما يكون لتعريفه الميناء او المجمع البحري، او مخزن الذخائر الحربية. واليوم مدينة " الكوت، تعود بالتسيمة لـ (سبع بن خميس) احد شيوخ عشيرة ال مياح، حيث شيد قلعة في هذا الموضع سنة 1812م فكانت نواة نهضتها العمرانية ونسبت اليه " كوت سبع " وهو اسم لا يزال يطلقه عليها بعض المعمرين ولاسيما من الأعراب. وقد يقال لها " كوت العمارة ". كما وردت في كتاب فريزر لوقوعها على شط دجلة من جهة، ولتتميز عن بقية "الأكوات" من جهة أخرى، فإن في العراق قرى عديدة يقال لها " كوت " مثل كوت الزين وكوت المعمر وكوت الإفرنجي وكوت العصيمي وكوت الباشا وكوت ابن نعمة. . الخ. ويذكر أمين الحلواني في كتابه (مختصر مطالع السعود - عام886 1 م) أن" الكوت " كانت موجودة في زمن ولاية سليمان باشا الممتدة منذ(1779 م). وينقل لونكريك فقرة عن تقرير الوكيل البريطاني في العراق المرفوع الى حكومة الهند في سنة (1855م)عن عزل شيخ بني لام وتعيين آخر بدله. وجاء ذكرها كذلك في رحلة ايليس ايرون الذي انحدر الى البصرة في (نيسان 1178 م) خلال دجلة باسم (كوت العمارة) الذي أشتهرت به في الحرب العالمية الاولى.



نمط البلدات الجبلية في شمال الوطن



ومن الأسماء المكررة اسم (كرخ)، ويكنى به الصوب الغربي لبغداد و كان قد أحتضن المدينة المدورة (مدينة أبو جعفر المنصور)، وهناك الكثير من المواضع التي تحمل هذا الأسم مثل كرخ باجدا وكرخ البصرة وكرخ خوزستان وكرخ جدان وكرخ سامراء كما ورد في معجم البلدان (32)، وذكر بان الكلمة أرامية وتعني القلعة، و هناك من يضن بأنها يونانية عربت وتعني المكان الفسيح. وبنفس السياق نجد صوب بغداد الشرقي الذي يدعى (رصافة)، وقد تكرر أستعماله حتى في الاندلس الإسلامية. والكلمة واردة من الأكدية بصيغة (رصابو Rasapo) وتعني المعنى العربي عينه أي الطريق المرصوف والرصيف جانبه. ومن الكلمات المشابهة كلمة (رصبو) التي تعني رصف الحجارة وفي الآرامية بصيغة (رصاب) (33).

والحال نفسه ينطبق على كلمة (دور) الواردة من الأكدية بصيغة (دورو Duru)، وتعني ديار أو قرية أو مدينة، وتطلق على السور والحصن والجدار. وقد حلت بالآرامية بصيغة (دور)، ونجدها متكررة في مواضع عراقية عديدة مثل المدينة المقدونية (دور يوربس) الباقية آثارها اليوم عند الصالحية، وكذلك اسم (دور أيلو) بالقرب من بدره اليوم على الحدود مع إيران وكذلك (دور كوريكالزو) أو عقرقوف المدينة الكوتيه الواقعة شمال بغداد في الكاظمية. كما ذكرتكرر تلك الكلمة ياقوت الحموي (34)، بانها جاءت سبعة مرات هي دور تكريت، ثم دور عربايي ودور الخرب كم سماه إبن حوقل في (المسالك والممالك) أو دور سامراء كما سماه ياقوت بين سامراء وتكريت، وكذلك دور بني اوقر ودور متاخمة لدير الروم قرب بغداد والتي تعرف كذلك بدور الوزير أبن هبيرة، والدور قرب سميساط ثم دور نيسابور ودور حبيب قرب الدجيل.

وشهدت تسميات المدن حركة تغيير واسعة عندما حلت السلطة الملكية في العراق بعد العام 1921، حيث غيرت بعضها، بما أرتأته مناسبا مع الوضع التاريخي، أو السياسي أو السكاني متماشيا مع نزعة قومية"عروبية". ومن تلك التسميات قضاء (الرفاعي)، تيمنا بأسم الصوفي المعروف أحمد الرفاعي الذي ينحدر من قبيلة رفاعة العربية، وقد كان يسمى في السابق (قضاء الكرادي)، و مركزه لا يزال يدعى الكرادي. والكرادي قرية كبيرة " تأسست عام 1893 م باسم كنية مؤسسها الحاج عباس الكرادي (من كرادة بغداد) وكان قد سكن (قصبة سوق الشيوخ) مدة فابتاع مزارع الكرادي الحالية من ا ل مناع وانتقل إليها، وهي قائمة على شاطئ نهر الغراف الأيسر في موضع يبعد عن الناصرية (83) كيلومترا شرقا.

والمقدادية هو الإسم الجديد لمدينة شهربان وهي كلمة كردية-فارسية مركبة من (شهر) أي مدينة، و (آبان) وهو اسم رجل شيدت باسمه قرية بجوار شهرابان ا لحالية فنسبت اليه تيمنا. و(دلتاوة) - ويكتبها ويلفظها بعضهم ديلتاوة - أصلها " دولة آباد " أو ربما الأسم الآرامي (تيلو تيلا) وتعني التل المرتفع كما هي صفتها. كما أصبحت " شقلا آباد" الى " شقلاوة " وهي من قرى النهروان في قديم الزمان. والحال كذلك لناحية (السعدية) وقد بدلت بعد ماكانت تدعى (قزلرباط) – وربما حرفت من مركب (خسرو آباد)، وكذلك (خرنابات) المحرفة من أسم (خرم أباد) أي مدينة التمر ومكثت هكذا. والحال نفسه ينطبق على (الشامية) والتي كنيت" الحميدية " منذ سنة 1897 م في عهد السلطان عبدالحميد الثاني، ثم أبدلتها الحكومة العراقية باسم " الشامية " عام 1942 م كما أبدلت أسماء عدد كبير من القصبات والقرى الأخرى. وهكذا لكل مدينة أو قرية في العراق جذورا تنغرس في طينه ولها قصة مع أرضه التي بقيت شاهدا على أول التجارب الحضرية في الدنيا.

وتحتاج التسميات، والمسميات، اليوم إلى بحث حيادي مجرد من التعصب، بعد أن عربتها السلطة الملكية منذ تأسيس الدولة العراقية 1921، وحدث أن "كردتها" السلطة القومية الكردية بنفس الطريقة، خلال تسعينيات القرن العشرين بعد قرار الحماية للشعب الكردي الذي طبقته الولايات المتحدة على شمال العراق، حيث نجد أن كل التسميات الآشورية والآرامية قد أمست كردية، كما هو الحال لمدينة أربيل الآشورية التي أصبحت (هولير)، و قرية "عينا دنونى" أصبحت (كاني ماسي). . الخ. و نجد الكثير من أسماء الأحياء في المدن وقد كردت إلى أسماء (ازادي - الحرية) و(نيشتمان - الوطن) و(برايتي -التآخي) و(خبات - النضال) و(رابرين - الانتفاضة) و(شورش - الثورة) و(رزكاري - التحرر) و(كوماري - الجمهورية) وغيرها من الاسماء (29). وبعيدا عن التعصب وسطوة الدرن القومي الذي نخر كيان العراق أمة وتراثا، ربما سنشهد في الحقب القادمة إعادة التسميات التاريخية لمدنه و قراه وأحياءه، مثلما هي واردة في المدونات التاريخية، فتصبح كركوك بدلا من التأميم والسماوة بدلا من المثني، والثورة بدلا من صدام أو الصدر.






آخر مواضيعي 0 كوليكشن على ذوق منى القلب
0 امراض الاطفال حديثي الولادة
0 مجموعة 2012 للبنوتات
0 مدي بساطي واملأي أكوابي
0 احذية 2011
رد مع اقتباس
قديم 04-29-2008, 08:46 PM رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
منى القلب

الصورة الرمزية منى القلب

إحصائية العضو








منى القلب غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: موسوعة متكاملة عن العراق الحبيب

بغداد.. تاريخ الحضارة والعمران..


بغداد الف ليلة وليلة (لوحة ايطالية عالمية)



"بلدة طيبة ورب غفور"

هكذا أقترن أسمها بذلك القبس من القرآن الكريم، فلم يرقى إسم حاضرة إسلامية مثلما تبوأته بغداد، ومن دلالها كثرت أسمائها،فقد نعتت بدار السلام و كنيت بالزوراء، وأطلق عليها مدينة المنصور وتغزل وقيل عنها (سرة الدنيا) أو (أم الدنيا). وصفوها في ايام عزها أنها أقتطعت من الخلد خضرتها وبساتينها وماءها ورخائها،فها هي دجلة تسقيها من حليب الفردوس ومن الفرات خمرها. وتسامت حتى وطأت الإعجاز وتكافأت مع أسم بابل العظيمة،حتى أمتزج الأمر لدى الأوربيين بتوارد التسميات لردح من الزمان. وكان رديفها القسنطينينية التى كنوها فيما بعد كوصيفة لها (بغداد البسفور)، كما ذكر ذلك المستشرق الالماني نولدكه. وقد حاولت قرطبة وفاس والقيروان والقاهرة وأصفهان المنافسة فارتقين الى الذروة ولكن دونها منزلة.لقد كسبت الدنيا والدين برجالاتها الأعلام، وسيان الحال في حياتهم أو بعد لحدهم،حيث مازالت أسمائهم تصدح ومجدهم يصول، حتى تخال الدنيا بهم ومنهم فها هو الإمام موسى الكاظم إبن جعفر الصادق وهاهو الإمام أبو حنيفه صاحب مذهب أهل العراق..وهاهم صوفيتها من الحلاج الى الجنيد والسهروردي وعبدالقادر الكيلاني ومعروف الكرخي الذي رفض هجرها،بإيمان مطلق منه أن مدينة تحوي رفات هذا الكم من الصالحين لايمكن أن تموت.

اختار موقع بغداد الخليفة العباسي ابو جعفر المنصور،عاصمة لدولته على بطحاء من الارض عند اعوجاج نهر دجلة عند التقائه مع نهر الصراة ودار حولها نهر كرخايا. لقد ورد في وصف المنصور بانه كان نحيفا اسمر اللون خفيف العارضين ذا صلابة وشدة، وكانت امه وزوجته من بربر شمال أفريقيا، ويقال بالتحديد من القيروان. وقد بنى بغداد بعد ان ضاق ذرعا في الهاشمية التي أبتناها على مقربة من الكوفة بعد قلاقل الراوندية والزنادقة فيها.اما السبب غير المعلن فهو رغبة من العباسيين في التملص من العهود التي قطعوها امام اولاد عمومهم من العلويين ومناصريهم التي تعج بهم المدينة و الإقليم. وان يمسو هؤلاء سوسة قلاقل ومفسدة لاتباعهم وعامتهم والخشية من التأثير على قناعات خاصتهم. فأثروا الرحيل واختاروا هذا الموقع القريب من (المدائن) العراقية ومن ضمن نطاق (براثا) الآرامية


مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني



وتماشيا مع وضع الدولة الإسلامية حينما وطأت الذروة، فقد اريد لبغداد أن تكون أستثنائية في كل شئ؛ الصفة و الموقع و التصميم والملكة. و تواشجت تلك الغايات مع الاسطورة وخوارق الروحانيات والفلك والطالع.حيث أريد لها موقعا وسطا بين البلدان، موحيا بوسطية الدين مستوحيا من قوله تعالى (كذلك جعلناكم أمة وسطا).وقد أختير لها شكلا دائريا رامزا للوسطية والقسطاس. ومن الجدير ذكره أن للتدوير شجون متجذرة في الرمزية وروحانيات الأشكال الموروثة في العقلية المحلية والمجاورة ولاسيما الآسيوية. فقد ذكر لنا حماد التركي (بنى المنصور المدينة مدورة لان لها معان ليست للمربعة وذلك ان المربعة إذا كان الملك في وسطها كان بعضه اقرب اليه من بعض والمدورة كان امرها الى وسطها مستوياً لايزيد بعضه على بعض). وغير ذلك للشكل المدور وضع ممركز،ومغازي هيكلية ووظيفية للبناء،ناهيكم عن المغزى الإقتصادي للمساحة. وهنا نذكر بأن الارض المدوره تكون أصغر من المربعة المساوية لها بنسبة 11،37%.

والمدن المدورة سّنة عمرانية عراقية موروثة،وردت ربما بسبب تسطيح ارضها الذي يسمح برسم الدائرة على مبسوط أرضها. و على خلاف ذلك نجد في مدن مصر ذات الشكل الشريطى الطولى الذي كرسته سجية وادي النيل الضيقة.وثمة نقوش آشورية تمثل المعسكرات المدورة ذات الطرق والمداخل المحورية التي أنشات في زمن سلمناصار الثالث (858-824 ق.م) وسنكيريو في نينوى (705-687 ق.م) ناهيك عما كان ملموساً في مدينة سنجرلي (القرن الثاني قبل الميلاد) الموجودة شمال الموصل ومدينة أشور جنوبها ومدينة الحضر (من القرن الاول الميلادي) جنوب غربها وكذلك حران شمال الجزيرة والمدائن القريبة من بغداد(25كم جنوبها) ،اما في التمصير الاسلامي، فدوران الكوفة ثم واسط إلا تكريس لنفس المبدأ العمراني الموروث والذي أسترسل إسلاميا في الامصار اللاحقة.

وذكر البعض أن تأسيس المدينة تعلق بروحانية الاعداد وسحرها كما ذكر ذلك (ف.أندرس)، أو بالتنجيم والطالع كما ذكر لنا البيروني في كتابه الاثار الباقية،حيث ورد إن العمل في الإنشاء ابتدأ يوم الثلاثاء 23-تموزعام 1074 للأسكندر (25-ربيع الثاني عام 145هجري أو عام 761م وان نوبخت المنجم الفارسي وكذلك ابراهيم بن محمد الغزاوي كانا قد تولى اختيار الوقت المناسب بما يناسب هيئة النجوم والأبراج ،ثم شرع بالعمل. وذكر اليعقوبي مقولة ابي جعفر المنصور عند وضعه الأساس: (بسم الله والارض يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين..أبنوا على بركة الله).

وفي اختيار موضع بغداد من ابي جعفر له دلالات في إعتدال الجو بعدما ترعرع في الشام وفارس المعتدلتين حراريا. فهواء بغداد العليل كان مضرب الامثال.و مما يثير الحيرة في نفوسنا اليوم، ان درجات الحرارة في بغداد - خاصة في فصل الصيف - اصبحت لا تطاق. الأمر الذي يعني ان تغيرا ما طرأ على وضع بغداد البيئي. ويمكن أن يكون ذلك مرده إختفاء المساحات الخضراء و المسطحات المائية التي كانت بغداد عامرة بها في السابق،حيث طوقت بغداد شبكة من الانهار، منها نهر عيسى القادم من الفرات جنوبي الانبار، ويتفرع منه نهر الصراة، ثم نهر صرصر القادم من فوق المدائن على دجلة، ونهر (الملك) الذي يصب جنوبي المدائن، ثم الى الجنوب نهر (كوثي) ونهر (الصراة الكبرى)، وغير ذلك من السواقي الرابطة التي ذكرها ياقوت الحموي في (معجم البلدان)، ولعل هذه الشبكة هي التي أدت الى توازن بيئي، واسهمت في تنشيط حركة الهواء في اجزاء المنطقة، وكان ذلك من مناقب اختيار المنصور لموقع عاصمته.

وكان لبغداد اسماء عديدة اختلف الباحثون في مرجعيتها فالاسم بغداد ذكره ياقوت الحموي في معجمه بانه مشتق من جذور فارسية بصيغة (باغ- داد) وتعنى بستان لشخص يدعى داد ولكن الحفريات الحديثة اوصلتنا لمعنى اخر اقدم كثيراً جاء منقوشا على رقم بابلي طيني تذكرها بالاسم الارامى (بكددوا) او (بغددوا) وما يمكن ان يؤكد ذلك كون جل المواقع القريبة تحمل اسماء ارامية مثل: براثا وكلواذه (الكراده)وبعقوبة وكوثى وبدره وبتدين وباكفيا. وتفسير اسمها الارامي يمكن ان يكون مصدره الكلمة المركبة (بيت كداد) التي تعني بيت القطيع او بيت الغنم او الحظيرة او ربما معنى مجازي يعني المرعى وهى اقرب الى واقع الحال. وتكتفي عادة الصيغ الارامية المركبة باقتضاب الباء من كلمة بيت كما هو وارد في اسم بتدين أي بيت الدين وبكفيا أي بيت الصخرة وبعقوبة أي بيت العقوبة او السجن أو الحجز وبصرياثا (البصرة) وتعني بيت الاكواخ او ما يطلقون عليه في العامية العراقية (صرايف) والتي عربت حتما من (صرياث). ومما يؤكد هذا المنحى لاسم بغداد هو ما اكده الطبري في تاريخه بقوله وكان في قرن الصراة مما يلي قصر الخلد في الجانب الشرقي لبغداد قرية ودير كبير تسمى سوق البقر) ولكن المسعودي ذكره بان اسمه سوق الغنم.

اما اسمها دار السلام فربما يكون مقتبس من اسم دجلة نهر السلام ونهر اللبن في انهار الجنة وتيمنا بقوله تعالى لهم دار السلام عند ربهم ،وهو وليهم بما كانوا يعملون) (سورة يونس الآية 25) او قوله تعالى : (والله يدعوا الى دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون) (سورة الانعام الآية 127). وكان هذا الاسم يخص المدينة المدورة قبل توسعها اللاحق.اما اسم الزوراء فكما ذكرنا بسبب ازورار قبلة مسجدها الجامع او ربما ازورار نهر دجلة وانعطافه المفاجئ نحو الغرب عند موضع بغداد.

ومن وحي الاسماء والغيبيات وتفسيراتها نذكر نادرة اسم (مقلاص) الذي ذكرته الاساطير في امتلاك او بناء ارض مدينة بغداد والذي اكده ابو جعفر بانه هو المقصود فعلا فقد كانوا يطلقون عليه اسم مقلاص في طفولته بسبب دلاله ونزقه وعناده ومن الجدير ذكره بأن نفس التعبير مازال ماكثا في لهجات عربية مثلا اهل العراق يقولون لمن يتدلل (يتمقلج) او ما يقولوه في الغرب العربي (مقلش).





كنيسة في بغداد






آخر مواضيعي 0 كوليكشن على ذوق منى القلب
0 امراض الاطفال حديثي الولادة
0 مجموعة 2012 للبنوتات
0 مدي بساطي واملأي أكوابي
0 احذية 2011
رد مع اقتباس
قديم 04-29-2008, 08:48 PM رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
منى القلب

الصورة الرمزية منى القلب

إحصائية العضو








منى القلب غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: موسوعة متكاملة عن العراق الحبيب

وخضع بناء المدينة وتطورها منذ تأسيسها حتى اليوم لخمسة مراحل من التطور هي التالية:

المرحلة الأولى (المدينة المدورة)

انطلقت الحركة الدؤوبة في ورشة بناء بغداد بمئة الف عامل يشرف عليهم وعلى مطابقة التنفيذ بالخطة مجموعة من المهندسين واساطين الحرفة منهم الحجاج ابن أرطأه كمعمار وبمساعدة أربعة معماريين: هم عبدالله بن محرز وعمران بن الوضاح وشهاب بن كثير وبشر بن ميمون الذي ذكره البلاذرى بان عهد اليه ببناء الطاقات عند باب الشام. وقد اشرف على ادارة الشؤون المالية وتخمين الجدوى الفقيه الاعظم ابوحنيفة النعمان (رض)، الذي كان قد استحدث طريقة رياضية سبق له ان استعملها في بناء مدينة واسط، وذلك بحساب عدد مداميك الاجر بواسطة قصبة مدرجة ليتسنى له عند ضربها مع معامل حجم الاجر الى حساب كمية العمل المنجز والتي يصرف على ضوئها أجرة البناء. ومن مأسي القدر أن يموت هذا الرجل الصالح عام 767م في احدى قبوات المدينة عمل في بناءها وأحبها وفقه الناس فيها ،حيث مات حبيسا لابو جعفر وضحية لمبدأ أخلاقي لم يحيد عنه.

أما اسقاط المخطط على الطبيعة فقد ثبته الفلكيون،ثم تلاه نثر الرماد على قطر الدائرة ووضع فوقها كرات من القطن مشبعة بالنفط وأحرقت لتترك اثرها بندب يستدل بها في حفر الأساسات للبناء. وقد استعمل مقياس الذراع واجزاءه حتى الشبر والاصابع بما يدعوا بالقياس البلدي حتى اليوم كنظام لمودول القياسات ،وقد قدر المستشرق الأنكليزي كريزول مقدار الذراع ب 51،8 سم ويحسب للسهولة عادة بمقدار نصف متر. أما الخطوط الشعاعية للبناء المتجة نحو المركز والتي تحصر بينها أشكال أسفينية لاتلاحظ بالنظر لسعة قطر الدائرة.وعلى العموم فأن قطر المخطط إجمالا قدر بـ 2710 متر.

وقد استعمل نظام الفرق العاملة بالتوازي في الإنجاز وقد شرع أولا في بناء القصر وعلى تخومه المسجد الجامع،أما الاسوار والارباض فقد قسمت الى أربع قواطع يشرف على كل منها أحد المهندسين.وقد أحتل مركز الدائرة القبة الخضراء التي تغطي قلب قصر الخليفة المدعوا قصر باب الذهب والمغطي لقاعته المركزية التي يتناظر من حولها في الاتجاهات الاربع أربعة أيوانات على مثل حال قصر ابو مسلم الخراساني في مرو الواقعة في أسيا الوسطى .وابعاد القصر كانت 200 م مربع وارتفاع القبة كان يسموا الى 40م.أما المسجد المحاذي للقصر من جهة القبلة فابعاده 100 م مربع.

ويطوق البناء خندق مائي عرضه 6م ينهل ماؤه من نهر كرخايا وبغرض المعالجة لحالة التاثيرات المائية على السور فقد استعمل في الاساس نوع من الملاط خليط النورة والرمل مع الرماد الذي يكسبه خاصية المقاومة المائية. وكان البناء يشتمل على ثلاثة أسوار متتابعة وكان الوسطاني أضخمها واكثرها سمكا وارتفاعاً وتعلوه القبب فوق الطاقات التالية للمداخل الذي يكرس حالة دفاعية ناهيكم عن معالجة بصرية جمالية. ويحيط بكل سور فيصل فارغ من البناء يدور حولها ويساعد في حركة الحرس الدائرية.

وكان للمدينة اربعة ابواب باسماء البلدان المتجهة اليها وهي الشام والكوفة والبصرة وخراسان والمداخل من النوع المنكسر لغرض الحماية وتعلو كل مدخل قبة باسقة لغرض الاستدلال على المدخل من بعد. وكان للسور هدفين احداها عسكري والثاني لغرض السيطرة على سكان المدينة.اما من الناحية الرمزية فانه فاصل صريح بين المدينة والحقل المفتوح الذي يحيطها والريف والذي ينعكس نفسيا في أطمئنان النفوس والشعور بالامان لسكانها.كذلك يمكن ان يدل علىة نزعة إستبدادية ويجسد هيئة حصن منيع تهب السلطان الامان على ملكه ظاما إليه صفوة شعبه ومصدر ثقته.

أما المرافق السكنية والخدمية للعامة فتقع بين السورين الاوسط والداخلى وقد خطت على شكل ارباض قاطعية الشكل تحوي ديار من طابق واحد حتى ثلاث طوابق تحيط بحوش سمائي على الطراز العراقي الموروث منذ القدم. أما مايلي السور الداخلي حتى أسوار قصر الخليفة والمسجد الجامع فياتي تباعا أبتداءا من الخارج قصور الامراء ورجالات الدولة ثم دواوين ومطبخ العامة الذي يتبعه قصور أولاد الخليفة وخاصته.

لقد كان للطين حضورة في بناء المدينة، حيث استعمل على صيغتين؛ اولها الطوب المصبوب في قوالب والمجفف تحت وهج الشمس والمسمى(الطوب الاخضر المتكون من الطين والتبن). وقد استعمل في بناء الاسوار والاجسام نصف السطوانية الساندة له من الخارج وكذلك الحيطان الساندة لاجزاء البناء الاخرى.اما النوع الثاني فقد كان الآجر المفخور(الطابوق)،والذي كان يستعمل في بناء العقود والطوق والقبوات وكذلك القباب ويوجد نوع من الطوب المحروق الذي يستعمل عادة في تنفيذ الاساسات لمقاومته نفاذية الماء.



و تكمن الحذاقة المعمارية هنا في إختصار استعمال الخشب الى الحد الادنى في التسقيف و السقالات والقوالب الموضوعة لعناصر التسقيف الانشائية ولا سيما في القبوات.ومن المؤكد أستعملت سنة بنائية عراقية تعتمد على إتكاء الطاق على حائط ثالث واصل بين الحائطين الأساسيين الساندين،كما هو الحال في طاق المدائن(طاق كسرى). وهنا تستثمر حالة (الشك) أو الجفاف السريع لخامة الجص العراقي بأقصى مايكون، وهذه الخاصية مازالت شائعة حتى اليوم. وقد استعمل الخشب كذلك في الاساطين (الدلكات) في حرم المسجد واروقته والمساحات المفتوحة وكانت تعمل عادة من قطعتين معقبتين بالعتب والغرى وضبات الحديد.وهذه الطريقة توارثوها اهل بغداد حتى العمائر الاخيرة.وأستعمل في حينها التاج الناقوسي وهو ماكان شائع في تلك الفترة مثلما وجدناه في سامراء.اما التيجان المقرنصة فقد ظهرت في حقبة لاحقة. واستعمل الخشب كذلك في التسقيف بطريقة الجسور الخشبية على بحور محددة والمعقودة بالاجر فيما بينها او جسور اولية مغطاة بجريد النخيل بعدة طبقات منتهية بلياسة طينية للحماية. أما مايتعلق باللمسات الفنية واعمال النهو فاستعمل الجص البسيط والمعالج بالالوان والرسوم والطلائات(الفريسكو) او المنقوش بواسطة الحفر المشطوف.

المرحلة الثانية (الأنتقال الى الرصافة)

توفي ابو جعفر المنصور في يوم 7 تشرين الاول (اكتوبر) عام775، بعد تسع سنوات من مكوثه في بغداد التي استغرق بناؤها خمسة اعوام. وخلفه ابنه المهدي حتى عام 785م، حين بدأ الضيق يبدو على المدينة وارباضها،وأقيمت حولها الأسواق وبعض الدور العشوائية.وهكذا أضطر الى بناء قصرا له في الرصافة على الجانب الآخرمن دجلة متحاشيا الزحمة، ثم تلاها انتقال العامة حولها. المشكلة تكمن في أن بغداد المدورة مدينة غير قابلة للاتساع محدود وثابت المساحة والهيكل.

ثم اتى موسى الهادي بعد والده المهدي، لعام واحد، ليخلفه اخوه هارون الملقب بالرشيد (787-809م) الذي انفجر بزمانه مجد بغداد وابهتها، فذكرها الخطيب بقوله : (لم يكن لبغداد في الدنيا نظير في جلاله قدرها وفخامة امرها وعظم اقطارها وسعة اطرادها وكثرة دورها ومنازلها ودروبها وشعوبها ومحالها واسواقها وسككها وازقتها ومساجدها وحماماتها وخاناتها وطيب هوائها وعذوبة مائها وبرد ظلالها وافيائها واعتدال صيفها وشتائها وصحة ربيعها وخريفها. ولم تصمد المدينة المدورة لعوادي الزمن بسبب انتقال الخلفاء الى قصورهم خارجها وانتقال العامة عنها والاهمال الذي سبب الخراب لها،و زاده فيضان نهر دجلة، وعدم مقاومة الاسوار بسبب بنيتها الطينية غير المقاومة للماء بالرغم من وجود الهياكل الإستنادية نصف الإسطوانية على سورها الخارجي. ويبقى من اهم عوامل خرابها الصراعات السياسية وحروب الاخوين الامين والمامون لا سيما حصار ابن طاهر قائد جيوش المامون لها عام 814 م وضربها بالمنجنيق. ومما زاد الطين بلة الاهمال الذي اصابها عند انتقال العاصمة الى سامراء لمدة 58 عاما على يد المعتصم عام 835. وفي عام 941 تهدم قصر الذهب بسبب الاهمال، وسبقه الخراب الذي خلفته ثورة المساجين على الخليفة المقتدر عام 919، وتكسيرهم لابواب المدينة، ثم فيضان دجلة المهول عام942، الذي ذكره المقدسي في تأريخه، و ادى الى سقوط الطاقات. ثم حدث أن اقتلع معز الدولة البويهي بيبانها الحديدية، ونقلها لقصره في الشماسية(الأعظمية) عام 961 م. ويبقى وصف ابن بطوطة لمسجدها الذي زاره عام 1327 ذات دلالات، بانه مكث باقيا مقاوما لقرون بعد الخراب والإهمال.

وقد آثر الخلفاء العائدون من سامراء الاقامة في الرصافة وعندها ابتدأت المرحلة الثانية من اعمار بغداد، واشتهرت بقصورها ومساجدها ودور العلم فيها مثل قصور الجعفري والتاج والفردوس ودار الشجرة والسلام وقصر البرامكه وقصر الزندورد وقصر المعتصم. وكان للمدينة سور ومداخل سميت باسماء باب الظفرية وباب الحلبة (الباب الوسطاني) الذي بقي وحيدا في الوقت الحاضر، وباب الطلسم الذي شيده الخليقة الناصر لدين الله وفجره الأتراك قبل إنساحبهم من بغداد عام 1918. وامتد العمران للكرخ على الجانب المجاورللمدينة المدورة وربطت الجهتين بجسور ثلاثة، وحينئذ انتقل اسم بغداد من المدينة المدورة الى جانبي النهر في الكرخ والرصافة الذي ما زال حتى يومنا هذا. وجدير بالذكر ان اسم الكرخ يحتمل وروده من اصل فارسي بمعنى الدار وآرامي بمعنى القلعة.



المرحلة الثالثة(العد التنازلي)

بدأت معاناة بغداد الحقيقية عندما تدخل في شأنها البويهيون الفرس تارة والسلاجقة الاتراك تارة اخرى، وكان لبغداد ان تشهد على ايديهم ثلاثة من خلقاء بني العباس يخلعون وتسمل عيونهم ويصبحون في احط درجات الحاجة وهم القاهر (934م) والمتقي (944م) وا لمستكفي (947م) ويعتبر المؤرخون ان الراضي (934-940م) هو خاتمة الخلفاء الاقوياء. وقد حاول الخليفة الناصر عام 1180 ان يتخلص من ربقة هؤلاء واعادة الهيبة لبغداد ولم يفلح كثيرا في مسعاه.

وإبان تلك المرحلة شاع بناء القصور البويهية وخاصة في منطقة الشماسية محاذية لشاطئ النهر (الكريعات اليوم). وقد ابتدأها عام 961 م أحمد بن ابي شجاع الملقب بمعز الدولة البويهي، الذي نقل الاجر على ظهر طوافات من سامراء واستغرقت ورشة البناء سبعة اعوام، حتى توفى ليدفن في احدى حجر القصر، ثم نقل بعد حين الى باب التين في مقابر قريش في الكاظمية.وقد بنى أمراء البويهيين سلسلة من القصور في هذه المنطقة على اقصى درجة من الابهة والبذخ ثم تصافت وامتدت حتى وطأت طريق خراسان (ربما الجديدة و الرضوانية) وسمي هذا الحي (دار المملكة) والذي افل نجمها عند انقراض الدولة البويهية عام 1075م.ومن اهم البناءات المدنية كان المارستان (المشفى) العضدي الكبير الذي انشأه عضد الدولة عام 982م في الجانب الغربي من المدينة كما ذكره ابن جبير عام 1184م بانه بناءاً مهيبا ثم وجده ابن بطوطة خرباً عام 1327م.

وأستمرت تلك المرحلة من تاريخ بغداد عندما حل السلاجقة الاتراك واستحوذوا على امرها ولاسيما آلب ارسلان وولده ملك شاه. ولكن الحظوة والتصدر للسلطة فيها كان لوزيرهم الحاذق نظام الملك وهو صاحب المناقب في بناء المدارس النظامية، والتي بلغ عددها تسعة. و يعتقد ان باكورتها كانت في بغداد عام 1067م في موضع الى الامام من المدرسة المستنصرية اليوم باتجاه شارع النهر وفي منتصف المسافة بين الجرف و شارع الرشيد. وكذلك في البصرة والموصل وامهات المدن في المنطقة وذلك لمبرر طائفي؛ الا وهو محاربة التشيع الذي دعموه اسلافهم وأعدائهم البويهيين.وقد أجبر السلاجقة الخلفاء العباسيين على تبديل مذهبهم الى المذهب الشافعي، بعد ان كانوا قد غيروه ثلاث مرات في السابق من المالكي الى الحنفي ثم الى الشافعي. واهتم أمرائهم باعمار جامع ومدرسة ومشهد الامام المعظم ابي حنيفة النعمان(رض) وكذلك مدارس الامام عبدالقادر الكيلاني والشيخ عمر السهروردي وكذلك بعض المساجد منها جامع السلطان جنوب العيواضية اليوم عام 1092م والتي نقل اليها آجر وخشب سامراء، ثم مسجد الشريف الزيدي و رباطا للصوفية على مقربة المدرسة النظامية.

وفي هذه المرحلة من اعمار بغداد شهدت العمارة قفزات جديده تمثل في ولوج البناء ذي الايوانات الاربع المتصالبة حول حوش سماوي مربع أو مستطيل، والذي كرس نوع جديد من مخطط المساجد الذي اقتبسته اصلا من المدارس و الذي لم يكن مطبقا في السابق، حينما كان يسود المسقط النبوي (العربي)، ومخططه متكون من مستطيلين متداخلين.وهذا المخطط سنة بنائية عراقية وجد أقدم نماذجه في معبد شحيرو في الحضر.

و مايخص التسقيف فقد بدأ استعمال التغطية بقبب هرمية او مخروطية سنامية الشكل يدعوها العراقيون(الميل) كما في قبر زمرده خاتون وإمام الدور. وتبدو تلك السقوف وكأنها متراكبة من عنصرالمقرنص، من الداخل والخارج، ومرتبة فوق بعضها بشكل تناقصي، ويسموا فوق ذروتها فانوس مأذنة.و يحضر لقطر المخروط المدور قاعدة مضلعة سداسية او ثمانية. والمغزى الهيكلي هنا مبرره ان العزوم تقل قيمتها تبعا لطول المسافة بين النقاط الحاملة، وهذا يعني ان العزوم هنا تكون بمقداره الأدنى. وقد بدات مرحلة جديدة في التركير على وفرة المعالجات الفنية الخارجية وقد أعتني بالريازه وعولج الآجر بتراكبات ناتئة مضلعة أو إنسيابية لقطعه وصفوفه ومداميكه،وكثرت الحشوات اوالأشكال الحصيرية وأستحدث حفر الاجر ونقشه بالزخارف او الخط العربي، التي يلعب الضوء والظل الطبيعي فيها لعبة الجمال الأخاذ.

و ظمت بغداد في ايام عزها الى صدرها هجين الملل والنحل والاعراق وطأ تعدادهم المليوني نسمة في القرن العاشر الميلادي وهي حالة إستثناية في تاريخ التمدن البشري،و أمست بحق أول مدينة عالمية.و للعامل البشري في تهاجن الأجناس في البوتقه البغداديه أثره الفعال في تصاعد التحسن التوريثي لأهلها المتمخض عن إختلاط الحضر والاعراب والفقراء والمترفين والأعراق والأجناس المتشابكة.

لقد تركوا لنا السلاجقة كثير من بناءات الشواهد والقبور واكثرها شهرة في بغداد تربة الشيخ عمر السهروردي ثم مرقد السيدة زمرد خاتون ام الخليفة المستضئ بالله العباسي المتوفية عام 1201م في مقبرة الكرخ (الشيخ معروف أوالرحمانية اليوم) والذي استعمل فيه نوع من القرنصة البنائية والتغصين الجانبي مما يشبه جنبذة الزهرة قبل التفتح ويعتقد ان الاول جعل لتضليل الكوي التي تنير داخل القبة ثم توسع فية البناء لياخذ شكلا مميزا.وهذا النوع من القباب المخروطية او الهرمية تكاد تكون خاصة باضرحة الائمة وصفوة القوم.

المرحلة الرابعة (سقوط بغداد وويلاتها)





استباح هولاكو بغداد ابتداء من صباح العاشر من كانون الثاني (يناير) 1258م، وحكمها اتباعه الذين انزلوا المدينة من عليائها، وقضموا ثرواتها وازالوا حضارتها. وخلفهم الشيخ حسن الجلائري الذي حكم واولاده 73 عاما، أنهوا بها اخر بصيص امل لاحياء بغداد.وعمل من خلفهم على اعادة بعض عمران المدينة ولاسيما الإقتصادية والدينية كما الخانات والمساجد. ومن هؤلاء (علاء الدين عطا ملك الجويني) الذي حكم 22 عامأ، و قام بترميم بعض معالمها وبناء الربط في محلاتها كما الحال في الكاظمية، لكن لن ينفع مسعاهم هذا في تحسن الأحوال. و شهدت المدينة بعضأ الإعمار أيام الشاب الجميل اويس الملقب بمعز الدين 1356م والذي تقرب له الناس لما لكن له من مواهب فنية وادبية.وقد حل محلة رئيس خدم البلاط امين الدين بن عبدالله الملقب الخواجة مرجان بعد غياب السلطان اويس في اخماد القلاقل في ايران والذي حاول ان يستحوذ على السلطة بدون جدوى ولهذا الرجل اثار شاخصة في بغداد تؤرخ لقوة العمارة وسمو مهارة صناعها وهي جامع وخان ومدرسة مرجان.

والمدرسة المرجانية بنيت على اطلال المدرسة النظامية وبمساحة اقل منها واقل من المدرسة المستنصرية وكان مخططها مربع الشكل مع قطع في احدى زواياه والتي بقيت حتى العشرينات من القرن العشرين حينما قرر امين العاصمة تقويض هذا المعلم،بحجة توسعة شارع الرشيد.ولم يسلم الجامع من هذا التفريط المجحف.

ومن معالم هذه الحقبة جامع محمد الفضل وجامع الآصفية (المولى خانه) المجاور للمدرسة المستنصرية من جهة الجسر والذي بناه محمد جلبي كاتب ديوان احمد الطويل والذي اصبح فيما بعد تكية لدراويش المولوية (اتباع المولى جلال الدين الرومي) ثم رممة داود باشا والي بغداد عام 1825م الذي كان ينعت بـ(أصف زمانه). ومن المعالم كذلك جامع العاقولي بالقرب من الحيدرخانة من جهته الشرقية في محلة العاقولية ويرجع بناءه الى عام 1327 م وجامع النعماني في شارع الكيلاني اليوم والمبني سنة 1381 م وجامع الشيخ سراج الدين عمر القزويني في محلة الصدرية المبني سنة 1325 م وجامع السيد سلطان علي الواقع قرب محلة المربعة على شاطئ دجلة ولايعرف بالضبط تاريخ بناءه ولكنه رمم اعوام 1836 و1892 م. وثمة معلمين ضاعين من بغداد أحدهما مسجد منيف ذو قبة باسقة مزدوجة الهيكل في مكان القشلة اليوم،والآخر برج مثمن على مدخل سوق السراي اليوم،عند نهاية الجسر مقابل جامع الآصفية،وقد تركت لنا صور الرحالة الغربيين معالم تلك العمائر.

وأستمر الحال تقهقرا حتى قدوم تيمورلنك واستمراره على المنوال نفسه بين (1400-1405م)، ثم استباحها خلال 87 عاما رجال دولة الخروف الاسود (قره قوينلي) التركية البدوية الذين انتهت على يد خروف اخر يدعى الخروف الابيض (ا ق قوينلي) ليناطحهم ويكسب الجولة لمدة اربعين عاما، حتى حلول العام 1508م حين دخلها الصفويون الفرس حتى مجيء الاتراك العثمانيون عام 1534م ايام السلطان سليمان القانوني، واستمر الحال حتى تولي بكر صوباشي، حيث هاجمها الشاه عباس الصفوي واحتلها لمدة عشرين عاما، ليعود العثمانيون دواليك،و انتهت بدخول السلطان العثماني مراد الرابع الى بغداد من باب الطلسم (باب الحلبة) عام 1639 م والذي اوصده بعده اعلانا لعدم ولوج غيره خلاله. ومما تركه هذا السلطان المدفع المسمى(طوب ابو خزامه) الذي نسج عليه العامة اساطير وهالة من القدسية . وسبب الصراع بين الفرس والترك خراب بغداد والعراق، حتى اطلق البغداديون اهزوجة مكثت في الذكرة الشعبية تقول بين العجم والروم احنا ابتلينا) و المقصود بالعجم الفرس والروم الاتراك والعراقيين مبتلين بينهم.وما اشبه اليوم بالبارحة مع بعض التغيير في الاسماء والمراتب وحيثيات الدعاوى والنوايا.

وأستمر ذلك الهبوط الحضاري حتى العام 1748م حينما قفز المماليك (الكرجيه) لحكم بغداد، منتهزين ضعف العثمانيين.وأنتهى الأمر بمجزرة الانكشارية وطاعون وفيضان داود باشا عام 1831م. ولم يبقي من سكان بغداد الا النذر اليسير حتى وصل مادون الاثنى عشر الف نسمة وكادت ان تدرس وتتحول الى اطلال عفى عليها الزمن لولا قدرها بالبقاء والاستمرار كالعنقاء تنهض من جديد.






آخر مواضيعي 0 كوليكشن على ذوق منى القلب
0 امراض الاطفال حديثي الولادة
0 مجموعة 2012 للبنوتات
0 مدي بساطي واملأي أكوابي
0 احذية 2011
رد مع اقتباس
قديم 04-29-2008, 08:52 PM رقم المشاركة : 46
معلومات العضو
منى القلب

الصورة الرمزية منى القلب

إحصائية العضو








منى القلب غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: موسوعة متكاملة عن العراق الحبيب



هبطت بغداد الى درك أسفل في ملكات الحضارة، ولم تعد تلك المدينة مضرب الامثال،وطواها الزمن ونستها الايام. شهدت الفترة التي اعقبت احتلال الاتراك العثمانيين للعراق حركة هدم وخراب معماري.و بعدما اهتم الولاة العثمانيين بجمع الاتاوات من الناس بالغصب او الزور ودعاهم ورعهم هذا الى التكفير عما يلحق بهم من سيئات عن طريق بناء المساجد نفاقا، مظهرين بانهم اصحاب تقوى وصلاح.

وأستمر الحال هبوطا ثلاثة قرون ولد فيها 28 جيل من العراقيين الذين لم يتطبعوا مع سلطة الترك وثقافتها لأسباب إجتماعية ومذهبية.وقد انعكست ذلك جليا في العمارة حينما لم تتاثر خلال تلك الحقبة بعمارة الترك مع عدم اغفال الجانب البيئي،و كون العمارة التركية تنتمي الى مدارس العمارة الاسلامية (المتوسطية)، حالها مثل المدرسة المصرية -الشامية التي استطاعت التداخل والامتزاج معها بيسر، بالرغم من ان العمارة التركية قد نسخت من العمارة البيزنطية ولاسيما في فترة مابعد فتح القسطنطينية عام 1453 م،والتي جسدها بحذق ومهارة المعمار سنان، والذي تسنى له ان يبنى في بغداد قبة ضريح الشيخ عبد القادر الكيلاني بطلب من السلطان سليمان القانونى عام 1534 م. لكن لم يترك هذا التدخل ولو من احد اساطين العمارة ادنى تاثير في عمارة العراق وبغداد بالرغم من انه وائم موهبته مع خصوصية العمارة العراقية و استعمل الآجر بحذر في بناء القبة المفلطحة البيزنطية كونه وارد من مدرسة متمرسة على الحجر. وعلى عكس ما حدث من تاثير تركي في عمائر بعض المدارس العربية،فان العمارة العراقية قد ازدادت تشبثا بالعلاقة المشيمة العتيقة مع عمارة إيران بسبب كثير من شجون الإقتباسات الفارسية من العمائر العراقية من الجذر البابلي والرافدي عموما.

وقد ترك الأتراك مجموعة من الشواهد والقبور والمساجد وعدد من الترميمات لبعض المعالم الدينية والملاحظ ان كلها بنيت على الطراز المحلي.ومن اهم المساجد من تلك الفترة :

جامع جديد حسن ويقع مقابل سراى الحكومة وامر ببناءه السلطان سليمان القانوني والذي كان يؤمه المرحوم الملك غازي والذي رممه عام 1933م ثم رمم في العهد الجمهوري.

جامع حسين باشا (السلاحدار) الذي بناه هذا الوالي في محلة الحيدرخانه عام 1639م ومسجد(بابا كركر) ومعناة الاب النوراني والذي بني على قبر احد شيوخ الطريقة الصوفية البكداشية التي كانت الطريقة الرسمية للجنود الانكشارية عام 1670م في محلة الميدان قرب سوق الهرج.

جامع القبلانية الذي بناه الوالي قبلان مصطفى باشا عام1680 م

جامع الوزير الواقع في سوق السراي في رأس جسر الشهداء الذي جددت عمارته عام 1722م

جامع الاوزبك الواقع داخل وزارة الدفاع المبني سنة 1680م

جامع الخاصكي الذي بناه الوالي محمد باشا الخاصكي عام 1656م المعروف بمحرابه الثمين الذي اجمع المختصين بكونة ماخوذا من مسجد بغداد المدورة الذي شاده ابوجعفر المنصور والذي يكون من ابداع صناع شاميين ويعود الى فترة مبكرة من الفن الاسلامي.

جامع المرادية وبناه مراد باشا والي بغداد عام 1570م ويقع في محلة الميدان.

جامع القلعة ويقع داخل اسوار وزارة الدفاع العروفة بالقلعة لدى الاتراك وبني عام 1638م.

جامع الحمدية في الميدان والذي بناه الوالي احمد باشا الكهية عام 1780.

جامع الحيدرخانه بنى هذا المسجد داود باشا اخر الولاة المماليك عام 1826م.

ومجموعة اخرى من المساجد مثل جامع عادلة خاتون وجامع نازندة خاتون وجامع براثا ومسجد الشيخ الصوفي جنيد المتوفي عام 856م وجامع الشيخ صندل وجامع الكهية وجامع النعمانية وغيرها.

اما البنايات المدنية فاهمها سراي بغداد والتي انشأها الوالي المملوكي سليمان باشا الكبير عام 1802م على انقاض عدة بنايات قديمة والذي زاد عليه داود باشا عام 1820م.أما القشلة المحاذية لها فهي من بناء نامق باشا عام 1852 والقشلة لفظة تركية اصلها (قاشلاغ) و تعني (اشتى) حيث كان يسكنها الجنود في الشتاء ولا يخرجون للحرب. وقد زاد عليها مدحت باشا عام 1870 م طابق علوي من انقاض سور بغداد الشرقية الذي هدمه وحرم بغداد من احدى معالمها الجميلة.

تبلغ مساحة الارض التي يشغلها السراي والقشلة 250×50م وقد انشأ في ساحتها الداخلية برج وضع في اعلاه ساعة ارتفاعه 23م ومبني من الآجر والجص.والطراز العام لهذا المجمع ومن ضمنه البوابة هو هجين بين الطراز العراقي المدجن مع عناصر من العمارة التركية ذي الاصول البيزنطية الصريحة مثل الفتحات في اعلى القبب وبعض من المعالجات الفنية نضراً لكون غالبية اجزاء البناء تمت على يد عمال عراقيين.

وعلى العموم وبالرغم من قرب الوقت الذي خرجوا فيه التراك من العراق فان الاغراض البنائية المحصورة في المعالم الدينية وغياب المدني والخدمي منها يؤكد حالة التخلف والانحطاط ولاسيما عدم مجود بناءات ذو حذلقة معمارية وافكار جديدة تدعوا للتوقف عندها مثلما وجدناه قبلها في خان مرجان.

المرحلة الخامسة (الأزمنة الحديثة)





خارطة عامة لبغداد

لقد دخلت بغداد القرن العشرين أسيرة مهمشة ومنفى لولاة الترك حيث أطلقوا عليها (سيبيريا العثمانية). وتبدأ مرحلة جديدة بعيد الحرب العالمية الاولى حينما دخل الانكليز وخرج الاتراك الذين جثموا اربعة قرون على صدر العراق. ولم يندم على خروجهم الا القليل،واليوم التاريخ يعيد نفسه. ولدى تصفيحنا لمصير بغداد يجدر أن ننقل نصين صحفيين واردين من أواخر المرحلة الرابعة، نجد شهادتين مصريتين إحداها تعود للعام 1908 نشرت في مجلة (المنار) عنوانها (كلمات عن العراق وأهله)، يقول فيها كاتبها (العراق ولا ازيدك علما من أفضل الأقطار تربة،وطيبة هواء وعذوبة ماء،وبه أنهار عظيمة كدجلة والفرات...غير أن أكثره خراب،ينعق فيه البوم والغراب)،والأخرى كتبها إبراهيم حلمي في مجلة (لغة العرب) في عدد حزيران 1912 خلال مقال بعنوان (العراق) جاء فيه (كلما سرحت طرفي في تاريخ هذه البلاد،أخذت أفتش عن تلك المعاهد والمنتديات،وتلك المدارس والكليات، وتلك المعالم والمستشفيات،لأجد فيها الآثار قائمة على جرف هار كالمستنصرية،وقد أصبح قسم منها دار مكس، وآخر مطبخا للأكلين،وشطرا منه شرب قهوة للبطالين،و أهل الفراغ، فيا لخجل العراق والعراقيين).

وكان عمران بغداد أكثف في الصوب الغربي (الرصافة) منه في شرقها (الكرخ) الذي يربطهما جسر كان حتى زمان قريب يطوف فوق زوارق خشبية مثبت على تخوم «سراي الحكومة» أو القشلة، عابرا الى الكرخ في موضع يدعى اليوم «ساحة الشهداء».

ولم يكن جهل الناس بتاريخها، وحده الذي قض مضاجعها بقدر ما كان للولاة الأتراك من نزوات «حضارية» حيث ترد لنا أسماء ثلاثة ولاة هم عبد الوهاب باشا الذي حكم عامي 1904 ـ 1905 وفكر بفتح شارع أو جادة مستقيمة (شوصة) وسط المدينة التاريخية في الرصافة يربط بين صراي الحكومة ومحلة رأس القرية، ليتسنى له السيطرة على القلاقل التي كان يثيرها تمرد أهل الحي الدائم. وكان هذا بداية مشروع يعنف المدينة القديمة ويبدأ بسلسلة من الكوارث التخطيطية توجت بما أطلق عليه فيما بعد اسم «شارع الرشيد» الذي يمكن اعتبار الوالي ناظم باشا «الكرجي» الذي حكم بين عامي 1910 ـ 1911 هو من وسعه ونفخ فيه روح «العصرية»، وأطلق عليه في حينه شارع ناظم (ناظم جادة سي). ثم كانت للأحداث التي شهدتها السلطنة العثمانية وصعود نجم أصحاب «المشروطية» لم تدع أحد الولاة الاستمرار في خوض غمار إضافة شيء للشارع حتى حل خليل باشا الذي حكم خلال عامي 1916-1917 في الحرب الأولى، وشهد سقوط بغداد بيد القوات البريطانية في الساعة الحادية عشر من صباح يوم 11 مارس (آذار) 1917، وبداية مرحلة جديدة في تاريخها. لقد مد ووسع خليل باشا ذلك الشارع ليصل الى بعض محلات المتعة والمجون التي كان يؤمها في عمق بغداد، ورام الخلود المتزامن مع تلك النزوة، فأطلق على ذلك الشارع اسم (خليل جادة سي).

و منذ اعلان الدولة العراقية عام 1921 بدأ بتكملة ماشرع به بعض الولاة الأتراك المتأخرين وإبتدائا من مدحت باشا عام 1869 حتى خليل باشا. ولم يجد الانكليز وصفة طبية سريعة لعلة بغداد المستعصية، وتركوا الباب واسعا امام السلطات المحلية للتصرف بالعمران،ولاسيما الموظفين الوافدين مع الملك فيصل الأول،وكلهم لم يكونوا من أهل بغداد، مثل أمناء بلديتها: أرشد العمري وحسام الدين جمعة ورهط الوزراء المستوردين.




ولم يتلقف ذهن القادمين من الادارات التركية فكرة إنشاء توسعات للمدينة بعيدا أو على نطاق المركز التاريخي لها كونها لم تهمهم من الأساس،وأعتبروها غنيمة يثرون منها ما بقي لهم من أيام فيها. وأستشرى الفساد التنظيمي للمدينة ونذكر كم السرقات التي قام بها أرشد العمري،حينما وسع شارع الرشيد مثلا. وجدير بالذكر أن ننوه الى النزاع الذي جرى بين العمري المتخرج من المهندس خانة في اسطنبول وبين الخاتون (كرترد بل 1869-1926) على خلفية قرار اتخذه العمري بصفته (أمين) للعاصمة على هدم جامع ومدرسة الخواجة مرجان. وقد رفضت الخاتون (الأجنبية) نزق أرشد العمري (العراقي)، ودخلت في سجالضده. ولم يثنه عن مرامه إلا وفاتها المفاجئة عام 1926، بعدما أقلقه اهتمامها ورعايتها لآثار بابل وسامراء وقصر الأخيضر. لقد كانت(رحمها الله) أكثر حمية وأمانة على بغداد من أمنائها.

وعندما تولى أرشد العمري أمانة العاصمة عام 1944 هدم أجمل عمائر بغداد، ليعدل استقامة شارع الرشيد ويوسعه وليبنى محلها بناية الدفتردار وبنك الرافدين التي جاءت نشازا حقق العمري من جراءه أرباحا وصفقات ملتوية. وقد انعكست مهزلة فتح شارع الرشيد والرواق الزائف الذي لصق على جانبيه وبالا على بغداد القرن العشرين، بحيث فتح الباب على مصراعيه لمن رام خراب بغداد تباعا.

فشقت الطرق الواسعة الموازية لشارع الرشيد كما هو شارع الخلفاء،ثم الكفاح على أنقاظ البيوت العتيقة التي تحمل عبق الماضي، ولم يجد في عبقريتهم نذرا يرشدهم للتوسع على أطراف المدينة القديمة وخارجها في بطحاء مسيروا الحقبة الملكية الأرض الشاسعة الخلاء المحيطة لتنفيذ مآربهم وترك حق العيش للمدينة التاريخية، كما هو الحال ما فعله المخططون الغربيون في مدن شمال أفريقيا مثل فاس والرباط وطرابلس وتونس وغيرها. وفي التوسعات التي بدأت إبان عهد محمد علي في مدينة القاهرة والتي لم تمس قلبها التاريخي فاحتفظت بماضيها الثري. و الحال نفسه يتكرر في دلهي الجديدة عاصمة الهند على تخوم (دلهي) الإسلامية.

وبدأت مرحلة إنشاء أحياء جديدة طرفية في بغداد بعيد الحرب الثانية،وأنشأ حي بغداد الجديدة مثلاعلى يد مخطط مصري بشكل تجريبي، ثم أنشا مجلس الإعمار في بواكير الخمسينات الذي أخذ على عاتقه توسعة المدينة وارساء بنيتها التحتيه. ثم جرت عمليات ترقيعية لتوسعتها،حتى جاء مشروع مخطط بغداد الحديث على يد اليوناني- الاميركي دوكسياديس والذي نشط في تنفيذ خطته إبان سلطة الجمهورية عام 1958 حينما أراد أن يبعد التوسعة عن النواة التاريخية للمدينة، وشق قناة الجيش في وتر مستقيم بين شمال بغداد على دجلة ونهر ديالي قبل التقائهما جنوب بغداد، ليتسنى عبر ذلك نقل الاحياء الجديدة بعيدا عن المركز التاريخي.وجاء فتح قناة الجيش وإحياء نهر الخير في الكرخ بمبرر حب البغداديين الجم للمكوث والعيش قريبا من الانهار. وأهتم بحي الثورة تحديدا، الذي أريد منه أن يلغي بها الأحياء الهامشية البائسة على أطراف بغداد.
وشهدت المدينة عنفا جديدا ضد تراثها. فاستبيحت أحياء بغداد المركزية في الكرخ والرصافة بحجج واهية كانت مخادعة لسكانها الذين أغووا بتركها أو أجبروا عليه، وكان منهم من رفض تركها فاخرجوا مكرهين لمقتضيات (المصلحة العامة) والوعد بترميمها وإعادتها إليهم.ويذكر سكان الكرخ أن ثمة خان كبير كان يقع على تخوم ساحة الشهداء هدمه طاهر يحيى رئيس الوزراء في حقبة عارف، في أواسط الستينات ليستولي على أرضه.




لقد حكم بغداد خلال عمرها البالغ حوالي1242 عاما 210 حاكم بين خليفة ووال وملك ورئيس، كان الخليفة العباسي الناصر لدين الله اطولهم مدة حكم، حيث بلغت 47عاما من عام 1180 ولغاية عام 1225، اما اقصر فترة حكم فكانت خلافة المرتضي بالله العباسي (ابن المعتز) بمدة يوم واحد فقط قبل ان يقتلة المقتدر بالله عام 909. ويرجع الفضل في كتابة تاريخ بغداد الى اليعقوبي والخطيب.وجد الاول هو جعفر بن وهب امين السر للاميرمحمد بن صالح بن الخليفة المامون الذي ابتدا تدوين اخبار بغداد منذ عام 891م ذاكراً المئة والثلاثون سنة الماضية.أما الخطيب فهو ابو بكر احمد بن ثابت الخطيب الذي عاش بين (1002-1071م).



وبعيدا عن العمران وتقلبات السياسة فمن ميزات بغداد أنها مستوعبة للوافدين والمهاجرين إليها،وثمة عاطفة تربط كل من يلجها أو يمكث بها مع أهلها و نهرها ومائها ونخيلها وتراثها.فقد أستوعبت بغداد الاعدادا الكبيرة من الطموحين الى علمها و رخائها (البغدده)، حتى تزايدت اعداد اهلها ،وفاقت اليوم الملايين السته.

ليس في بغداد اليوم سوى ثمان معالم معمارية من الحقب التاريخية الثانية والثالثة من عمرها،وهي تحتاج لعمليات بحث وترميم للكثير من معالمها حتى المتأخرة منها. ولدينا في تلك الشجون أمل بان تنشط حركة تنقيبية عن بغداد المدورة في منطقة بساتين العطيفية واخراجها للنور،بالإعتماد على البحوث التي تركها لنا الاساتذة (احمد سوسة ومصطفى جواد وهرزفلد وكريزويل) ونأمل أن يعاد بناء المدينة المدورة في نفس الموضع أو على تخومه. كل هذا يحتاج الى مؤزرة كل محب لهذه المدينة الرائعة.وها هي بغداد التي ملئت الدنيا فضلا وأغدقت على البشرية جودا وعلما،تنتظر منا عرفانا وإعادة بعضا من جميلها.














آخر مواضيعي 0 كوليكشن على ذوق منى القلب
0 امراض الاطفال حديثي الولادة
0 مجموعة 2012 للبنوتات
0 مدي بساطي واملأي أكوابي
0 احذية 2011
آخر تعديل منى القلب يوم 04-29-2008 في 08:58 PM.
رد مع اقتباس
قديم 06-27-2008, 07:38 PM رقم المشاركة : 47
معلومات العضو
منى القلب

الصورة الرمزية منى القلب

إحصائية العضو








منى القلب غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: موسوعة متكاملة عن العراق الحبيب

المتحف البغدادي .. عبق من تراث البغداديين الخالد

حارث فرج – وكالة نينا

في العام 1968 عاد (أمين العاصمة) آنذاك مدحت الحاج سري بعد زيارته لاحدى الدول المجاورة للعراق وفي رأسه فكرة صمم على تنفيذها وهي تأسيس متحف شعبي في بغداد.



وفي الاول من كانون الثاني من العام 1970 تحولت الفكرة الى حقيقة حيث أفتتح المتحف البغدادي رسمياً بموقعه الحالي قرب المدرسة المستنصرية وجسر الشهداء في مبنى قديم استخدم اولا كمطبعة لولاية بغداد ايام حكم الوالي مدحت باشا في العام 1869 ، وضم المتحف 385 تمثالاً تجسد عادات وتقاليد المجتمع البغدادي.


وحرصاً من الامانة على تاريخ مدينة بغداد والحفاظ على هويتها ، فقد افتتحت في شباط من السنة ذاتها مكتبة تضم في خزاناتها وثائق ومراجع ومصادر عن مدينة السلام بلغ عددها 4830 كتاباً احتوت على الحكايات والعادات والتقاليد التي اشتهر بها البغداديون.
ويوثق المتحف البغدادي فترة زمنية من تاريخ بغداد وينقل تفاصيل دقيقة عن حياة البغداديين بكل تفاصيلها



ويلقي الضوء على تراث عظيم وفولكلور رائع ونمط الحياة التقليدية لبغداد القديمة ، ويستعيد بساطة الحياة وتماسكها وثراءها الاجتماعي من خلال مشاهد واقعية تجسد الشكل والحركة والالوان ابدعها فنانون عراقيون صنعوا تماثيل الشخصيات بلغة ذات صلة بالموروث الشعبي والتراثي لبغداد .. حاضرة الدنيا.

واذا ذكر المتحف البغدادي فلا بد ان يذكر مديره الفنان التشكيلي علاء الشبلي الذي امضى (37) عاماً من عمره الوظيفي بين اروقته ، وسهر الليالي من اجل اكماله ليكون قادراً على التعبير عن بغداد .. مدينة السلام . ليس هذا فحسب ، بل عكس في رسوماته ولوحاته ، البيئة البغدادية بكل تفاصيلها الجميلة.
يقول الشبلي " كان المتحف البغدادي يرتاده ما يقرب من 500 زائر يومياً وحسب المواسم والسفرات المدرسية وكذلك السياح والوفود الاجنبية والعربية التي تزور بغداد لتطلع عن قرب على التراث البغدادي ".

ويضيف " كان المتحف ينظم مساء كل يوم جمعة حفلة للمقام العراقي وفي شهر رمضان الكريم يقدم المتحف سهرة رمضانية تتخللها لعبة (المحيبس) وبأنغام المربعات البغدادية ، أضافة الى المطعم البغدادي الذي كان يقدم الطبيخ البغدادي "يذكر ان المتحف البغدادي اغلق ابوابه بعد الغزو الاميركي للعراق عام 2003 وتعرض كغيره من معالم بغداد القديمة والحديثة الى عمليات السلب والنهب التي طالت احدى القاعات المخصصة لعرض الهدايا المقدمة من قبل المواطنين كالميداليات والتي تمت سرقتها ، ثم اعيدت اليه بعد ان تم جمعها وشراؤها من اسواق بغداد لعرضها مرة اخرى في المتحف .


ويضم المتحف اضافة الى الفولكلور قاعة لهدايا زواره من ساعات ومشغولات نحاسية بالاضافة الى مصباح يعود للملك فيصل الاول مختوم بختمه اضافة الى مقتنيات شخصية اخرى لمؤسس الدولة العراقية الحديثة.
ويعدّ العام 1989 نقطة تحول في تاريخ هذا المتحف ، اذ شهد عملية تطوير كبرى استحدث خلالها السوق البغدادي والمطعم البغدادي وتمت تهيئة قاعة مناسبة لاقامة الحفلات الغنائية والموسيقية والمقام العراقي.
كما صار المتحف البغدادي يضم مجموعة من اللوحات الزيتية التي ابدعت برسمها انامل الفنانين العراقيين الرواد امثال المرحوم حافظ الدروبي والمرحوم فرج عبو وسعد الطائي وماهود احمد وصلاح جياد ونعمان هادي ومحمد مهرالدين وطالب العلاق وفريد اسعد وميسر القاضلي وابراهيم الكمالي وشاكر الشاوي وجودت حسيب ووليد شيت وكنعان هادي وعقيل الالوسي وعلاء الشبلي ومحيي خليفة.
وتمثل جميع هذه اللوحات اصحاب المهن والحرف الموجودة تماثيلهم في المتحف ، وجسدت بعض العادات والتقاليد والطقوس التي يمارسها البغداديون في حياتهم اليومية حتى بلغت 76 لوحة واصبحت هذه اللوحات بمجموعها تشكل معرضا تشكيلياً دائماً يحفظ اعمال وابداعات الرسامين الرواد.
ويؤكد الفنان الشبلي ان الكوادر العراقية تقوم منذ فترة طويلة باجراء عملية تطوير المتحف البغدادي على امل استعادة زواره الذين هجروه منذ العام 2003 .

وقال ان المتحف يخضع الان الى المرحلة الثالثة من اعمال التطوير لاعادة افتتاحه مجددا ، فيما تضمنت اعمال المرحلتين اللتين انجزتا خلال العامين الماضيين اضافة قاعتين جديدتين للعرض الاولى اطلق عليها (زقاق بغدادي قديم) والثانية (سوق بغدادي) ، مضيفاً ان التطوير يتمثل باضافة مشاهد لحرفيين واصحاب مهن من سكان بغداد القديمة.




واوضح ان حملة التطوير ستشمل ادخال عدد من المشاهد التي تمثل مواضيع كان لا بد من وجودها في المتحف كالعرضحالجي وصانع الادوات المنزلية من الجريد (سعف النخيل) وصانع الادوات الفخارية ونجار الموبيليا والكبابجي والطرشجي والساعجي والتنكجي والجللجي والركاع وصباغ الملابس وغيرهم.
ولعل من المشاهد التي سيضمها المتحف ، والكلام ما زال للشبلي ، مشهد (المربع البغدادي) الذي كان يساهم الى حد كبير في احياء مناسبات الافراح التي كانت تعلن عنها العوائل البغدادية كالزواج والختان وعودة الحجاج من الاراضي المقدسة ، اضافة الى مجموعة من المشاهد الجديدة التي تمثل وسائط النقل البرية والنهرية التي كانت سائدة في بدايات القرن الماضي ك/الكاري والباص الخشبي والربل وكذلك الجلج والبلم والكفة / ومجموعة من الاطفال وهم يمارسون العابهم الشعبية التي سادت في ذلك الوقت.
وينتظر البغداديون بشغف ، وقد سئموا رائحة البارود وصور العنف واصوات الانفجارات التي استوطنت مدينتهم منذ اكثر من خمس سنوات ، ان يستنشقوا نسمات عابرات تخرج من عبق ماضيهم الزاخر بعادات وتقاليد اصيلة غرسها اجدادهم على مر العصور.


منقول






آخر مواضيعي 0 كوليكشن على ذوق منى القلب
0 امراض الاطفال حديثي الولادة
0 مجموعة 2012 للبنوتات
0 مدي بساطي واملأي أكوابي
0 احذية 2011
آخر تعديل منى القلب يوم 06-27-2008 في 07:45 PM.
رد مع اقتباس
قديم 06-29-2008, 07:11 AM رقم المشاركة : 48
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: موسوعة متكاملة عن العراق الحبيب

ماشاءالله
تاريخ وحضارة عريقة نفخر بها
الاخت الغالية
منى القلب
تسلمى على المعلومات والصور الاكثر من رائعة
لبلاد الرافدين والنخيل والعراقة
اللهم حررها من الظالمين الكفرة
واجعلها واحة الامان الخضراء
ننتظرك مع الاجمل للعراق الغالى
دمت بخير وسعادة جمعك الله باحبابك







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 07-04-2008, 11:47 AM رقم المشاركة : 49
معلومات العضو
منى القلب

الصورة الرمزية منى القلب

إحصائية العضو








منى القلب غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: موسوعة متكاملة عن العراق الحبيب



اللهم امين
تسلمي
نور

اسعدني مرورك الرائع
دعواتي لكي حبيبتي
بكل خير






آخر مواضيعي 0 كوليكشن على ذوق منى القلب
0 امراض الاطفال حديثي الولادة
0 مجموعة 2012 للبنوتات
0 مدي بساطي واملأي أكوابي
0 احذية 2011
رد مع اقتباس
قديم 07-28-2008, 02:36 AM رقم المشاركة : 50
معلومات العضو
aa-ff
إحصائية العضو







aa-ff غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: موسوعة متكاملة عن العراق الحبيب


يعطيك ربي الف مليار عافيه على الموضوع الراقي العالمي عن البلد العزيز الغالي على قلبي شكرا من القلب

اللهم حرر بلاد الرافدين وجميع بلاد المسلمين من الغاصبين

مقال عالمي معلومات في قمة الروعه عن بلد غالي علينا جميعا وصور تسحر القلب قبل العين

حتى كلمة شكرا ليست لها قيمة عن الموضووع

الله لا يحرمنا منك






آخر مواضيعي
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:14 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator