العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > سيرة الانبياء والصحابة

سيرة الانبياء والصحابة قسم السيرة النبوية لمواضيع السيرة النبوية , سيرة سير الانبياء , قصص الانبياء , قصص انبياء الله اسلامية , قصص نبوية وصف النبي , غزوات النبي , معجزات النبي مدح النبي , حياة النبي ,أخلاق النبي , حب النبي , قبر النبي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 03-28-2008, 11:24 AM رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

~~ الاستفاده و العبر ~~
الهجرة هي أحدى أنواع الجهاد ((الّذينَ ءامَتُوا وَهَاجَرُا وجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأمواَلِهِم وأَنفُسِهِم أعظَمُ دَرََجةً عِندَ اللهِ وأوُلئِك هُمُ الفائِزُونَ)) - سورة التوبه الأيه : 2) . تعتبر الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة أهم حدث في التاريخ حيث تحول في تاريخه المسلمين .حيث تكونت دولة للدعوة والإسلام ..

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
الموعظة والتربية بالقدوة العملية:
من الحقائق الثابتة أن النبي صلى الله عليه وسلم شارك أصحابه العمل والبناء، فكان يحمل الحجارة ، ويحفر الأرض بيديه كأي واحد منهم، فكان مثال الحاكم العادل الذي لا يفرق بين رئيس ومرؤوس، أو بين غني وفقير، فالكل سواسية أمام الله ، لا فرق بين مسلم وآخر إلا بالتقوى ..

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
-- بناء المسجد -- والمؤاخاة --
-يحثنا بناء المسجد على التعاون وجمع شمل المسلمين ونشر الخير والتوعية بين المسلمين وليكون مدرسة يتدارس فيه المؤمنون ومعهدا للطلاب العلم ليتفقهوا في أمور الدين ويكونون داعين إلى الله .
(( لا تَقُم فِيهِ أبَداً لَّمَسجِدٌ أُسِسَ علَى الَتقوَى مِن أَولِ يوٍم أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رجَالُُُ يُحِبُونَ أَن يَتَطَهَرُوا وَاللهُ يُحِبُ المُطهِرينَ)) سورة التوبه الآية 108 .

-ومن فضل تعليم في المسجد ,, عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( ما دخل مسجدنا هذا يتعلم خيراً أو يعلمه كان كالمجاهد في سبيل الله , ومن دخل لغير ذلك كان كالناظر إلى ما ليس له ) ..

-(أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين فنُبشت, ثم بالخرب فسوّيت وبالنخل فقطع):
أخذ العلماء من الحديث الأحكام التالية:
1. جواز التصرف في المقبرة المملوكة بالهبة والبيع.
2. جواز نبش القبور الدارسة إذا لم تكن محترمة.
3. جواز الصلاة في مقابر المشركين بعد نبشها وإخراج ما فيها.
4. جواز بناء المساجد في موضع المقبرة الدارسة.

- بذل عمار بن ياسر رضي الله عنه جهداً مميزاً, إذ كان الصحابة يحملون (لبنة لبنة وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين, فمرّ به النبي صلى الله عليه وسلم ومسح عن رأسه الغبار وقال: ويح عمّار تقتله الفئة الباغية):
استفاد العلماء من الحديث: جواز ارتكاب المشقة في عمل البر, وتوقير الرئيس والقيام عنه بما يتعاطاه العمل الصالح, وفضل بنيان المساجد, وإكرام العامل في سبيل الله والإحسان إليه بالفعل والقول.

-بنيان المسجد النبوي البسيط من اللبن والجريد إنما يدل على أن الأصل في بنيان المسجد هو القصد وترك الغلو وهذا ما فعله أيضا أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب بعد ذلك, ولكن في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنهم أجمعين زاد فيه زيادة كثيرة.
وقد رخص في ذلك أبو حنيفة إذا وقع ذلك على سبيل التعظيم للمساجد ولم يقع الصرف على ذلك من بيت المال.
وقال ابن المنير: لما شيّد الناس بيوتهم وزخرفوها ناسبَ أن يُصنع ذلك بالمساجد صوناً لها من الاستهانة.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
--الحب في الله أساس بنية المجتمع المدني--
الحث التعاون والصفح بين المسلمين .. قال الله تعالى ((إنمَا المُؤِمنون إخوَةٌ فَأصِلحُوا بَينَ أَخَويكُم واتقوا اللهَ لَعَلكم تُرحَمُون )) من سورة الحجرات الآية 10)

إن المؤاخاة على الحب في الله من أقوى الدعائم في بناء الأمة المسلمة.






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 03-28-2008, 11:25 AM رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

معاهدة مع اليهود


بعد أن أرسى رسول الله صلى الله وعليه وسلم قواعد مجتمع جديد، بإقامة الوحدة العقدية والسياسية والنظامية بين المسلمين، بدأ بتنظيم علاقاته بغير المسلمين، وكان قصده بذلك توفير الأمن للبشرية جمعاء، مع تنظيم المنطقة في وفاق واحد ‏.‏

وأقرب من كان يجاور المدينة من غير المسلمين هم اليهود ، وهم وإن كانوا يبطنون العداوة للمسلمين، لكن لم يكونوا أظهروا أية مقاومة أو خصومة بعد، فعقد معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم معاهدة، فيما يلى أهم بنودها‏:




- إن اليهود أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وأنفسهم.

- وإن على اليهود نفقتهم، وعلى المسلمين نفقتهم‏.‏

- وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة‏.‏

- وإن بينهم النصح والنصحية، والبر دون الإثم‏.‏

- وإنه لم يأثم امرؤ بحليفه‏.‏

- وإن النصر للمظلوم‏.‏

- وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين‏.‏

- وإن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة‏.‏

- وإنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مرده إلى الله عز وجل، وإلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

- وإنه لا تجار قريش ولا من نصرها‏.‏

- وإن بينهم النصر على من دَهَم يثرب‏.‏‏.‏ على كل أناس حصتهم من جابنهم الذي قبلهم‏.‏

- وإنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم‏.‏




وبإبرام هذه المعاهدة صارت المدينة وضواحيها دولة وفاقية، عاصمتها المدينة، ورئيسها ـ إن صح هذا التعبير ـ رسول الله صلى الله عليه وسلم، والكلمة النافذة والسلطان الغالب فيها للمسلمين‏.‏


إضاءات::

* الوثيقة تكشف عن فكر سياسي رفيع المستوى، و فهم عميق لأسس الدولة، و تسقط دعوى من زعم أن الإسلام دين قوامه بين الإنسان و ربه؛ ليس له مقومات الدولة و التنظيم. فالدولة الإسلامية قد قامت منذ أول بزوغ فجرها على أسس دستورية و إدارية.

* الوثيقة تمثل تطور في مفاهيم الإجتماع السياسية، فقد أقرت مفهوم الحرية الدينية و ضربت مبدأ التعصب.

* العدالة التي اتسمت بها معاملة النبي لليهود، حيث بات الكل خاضع لحكم القانون؛ ترد الأمور للدولة. و قد كان من الممكن أن تؤتي هذه المسألة العادة ثمارها لولا أن تغلبت لى اليهود طبيعتهم من حب للمكر و الغدر‏.









الكفاح الدامي



إستفزازات قريش واتصالهم بعبد الله بن أبي


زاد كفار مكة غيظاً أن فاتهم المسلمون ووجدوا مأمناً ومقراً بالمدنية، فكتبوا إلى عبد الله بن أبي سلول- بصفته رئيس الأنصار قبل الهجرة - يطلبون إخراج النبي عليه السلام من بينهم، و إلا قاتلوهم.‏ ‏


وبمجرد بلوغ هذا الكتاب قام عبد الله بن أبي ليمتثل أوامر إخوانه المشركين من أهل مكة - وقد كان يحقد على النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ لما يراه أنه استبله ملكه، فقد كاد قومه يجعلونه ملكاً على أنفسهم لولا أن هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، وآمنوا به. فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لقيهم، فقال‏:‏ ‏(‏لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ، ما كانت تكيدكم بأكثر ما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم، تريدون أن تقالوا أبناءكم وإخوانكم‏)‏، فلما سمعوا ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم تفرقوا‏.



إعلان عزيمة الصد عن المسجد الحرام


ثم أن سعد بن معاذ انطلق إلى مكة معتمراً، فاعترضه أبو جهل لدى الطواف و هدده.



قريش تهدد المهاجرين


تأكد لدى رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكائد قريش وإرادتها على الشر ما كان لأجله لا يبيت إلا ساهراً، أو في حرس من الصحابة‏، فقد روى عن عائشة قالت‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرس ليلاً حتى نزل‏:‏ ‏{‏وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ‏}‏ ‏المائدة‏ 67‏، فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من القبة، فقال‏:‏ ‏(‏يا أيها الناس، انصرفوا عني فقد عصمني الله عز وجل‏)‏‏.‏


ولم يكن الخطر مقتصراً على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل كان يحدق بالمسلمين كافة، وكانوا لا يبيتون إلا بالسلاح، ولا يصبحون إلا فيه‏.









الإيذان بالقتال


في هذه الظروف الخطيرة التي كانت تهدد كيان المسلمين بالمدينة، أنزل الله تعالى الإذن بالقتال للمسلمين ولم يفرضه عليهم، قال تعالى‏:‏


{‏أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ‏}‏ ‏الحج‏ 39‏‏‏

وكان الإذن مقتصراً على قتال قريش، ثم تطور فيما بعد مع تغير الظروف حتى وصل إلى مرحلة الوجوب، وجاوز قريشاً إلى غيرهم، ولا بأس أن نذكر تلك المراحل بإيجاز قبل أن ندخل في ذكر الأحداث‏:‏

- اعتبار مشركي قريش محاربين؛ لأنهم بدأوا بالعدوان، فحق للمسلمين أن يقاتلوهم ويصادروا أموالهم دون غيرهم من بقية مشركي العرب‏.‏

- قتال كل من تمالأ من مشركي العرب مع قريش، وكذلك كل من تفرد بالاعتداء على المسلمين من غير قريش‏.‏

- قتال من خان أو تحيز للمشركين من اليهود الذين نبذوا ميثاقهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‏

- قتال من بادأ بعداوة المسلمين من أهل الكتاب، كالنصارى، حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون‏.‏

- الكف عمن دخل في الإسلام، فلا يتعرض لنفسه وماله إلا بحق الإسلام، وحسابه على الله‏.‏


ولما نزل الإذن بالقتال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبسط سيطرته على الطريق الرئيس الذي تسلكه قريش من مكة إلى الشام في تجاراتهم، واختار لذلك خطتين‏:‏

الأولى‏‏عقد معاهدات الحلف أو عدم الاعتداء مع القبائل التي كانت مجاورة لهذا الطريق، أو كانت تقطن ما بين هذا الطريق وما بين المدينة‏.‏

الثانية‏‏ إرسال البعوث واحدة تلو الأخرى إلى هذا الطريق‏.








الغزوات والسرايا قبل بدر


لتنفيذ هاتين الخطتين بدأ بالتحركات العسكرية فعلاً بعد نزول الإذن بالقتال وكانت أشبه بالدوريات الاستطلاعية، وكان المطلوب منها ‏:‏

* الإستكشاف والتعرف على الطرق المؤدية إلى مكة‏.

* عقد المعاهدات مع القبائل التي مساكنها على هذه الطرق‏.

* إشعار مشركي يثرب ويهودها وأعراب البادية الضاربين حولها بأن المسلمين أقوياء‏.‏

* إنذار قريش عُقبَى طيشها، علها تشعر بتفاقم الخطر على اقتصادها فتجنح إلى السلم، حتى يصير المسلمون أحراراً في إبلاغ رسالة الله في ربوع الجزيرة‏.‏


فيما يلى أحوال هذه السرايا بالإيجاز‏:‏

- سرية سيف البحر

في رمضان سنة 1 هـ، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه السرية حمزة بن عبد المطلب، وبعثه في ثلاثين رجلاً من المهاجرين يعترضون عيراً لقريش جاءت من الشام، وفيها أبو جهل بن هشام في ثلاثمائة رجل، فالتقوا واصطفوا للقتال، فمشى مجدي بن عمرو الجني ـ وكان حليفاً للفريقين جميعاً ـ بين هؤلاء وهؤلاء حتى جحز بينهم فلم يقتتلوا‏.‏ وكان لواء حمزة أول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبيض‏.‏


-سرية رابغ‏

في شوال سنة 1 من الهجرة، بعث لها رسول الله صلى الله عليه وسلم عبيدة بن الحارث بن المطلب في ستين رجلاً من المهاجرين، فلقى أبا سفيان - وهو في مائتين - على بطن رابغ، وقد ترامي الفريقان بالنبل، ولم يقع قتال‏.‏ ‏


- سرية الخرار

في ذي العقدة سنة 1 هـ، بعث لها رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن أبي وقاص في عشرين رجلا يعترضون عيراً لقريش، وعهد إليه إلا يجاوز الخرار، فخرجوا مشاة يكمنون بالنهار، ويسيرون بالليل، حتى بلغوا الخرار صبيحة خمس، فوجدوا العير قد مرت بالأمس‏.


إضاءة :: كل القادة من أهل الرسول عليه الصلاة و السلام، و هذا يدل على أنه لم يوفر أهله أبداً بل إستعملهم في المواقع الخطرة.


-غزوة الأبواء أو ودان‏

في صفر سنة 2 هـ، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها بنفسه في سبعين رجلاً من المهاجرين خاصة يعترض عيراً لقريش، حتى بلغ ودان، فلم يلق كيداً.‏ وفي هذه الغزوة عقد معاهدة حلف مع بنى ضمرة‏‏.‏ و هذه أول غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم.


إضاءة :: كان المقصد من موادعة القبائل إضعاف قريش، بحيث لا تتمكن من الإستعانة بقبيلة بينها و بين الرسول عليه السلام موادعة.



- غزوة بواط‏

في شهر ربيع الأول سنة 2 هـ، خرج فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم في مائتين من أصحابه، يعترض عيراً لقريش فيها أمية بن خلف الجمحي ومائة رجل من قريش، وألفان وخمسمئة بعير، فبلغ بواطا من ناحية رضوى ولم يلق كيدا‏.‏


-غزوة سفوان

في شهر ربيع الول سنة 2 هـ، أغار كرز بن جابر الفهري في قوات خفيفة من المشركين على مراعي المدينة، ونهب بعض المواشي فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبعين رجلاً من أصحابه لمطارته، حتى بلغ وادياً يقال له‏:‏ سفوان من ناحية بدر، ولكنه لم يدرك كرزاً وأصحابه، فرجع من دون حرب، وهذه الغزوة تسمى بغزوة بدر الأولى‏.‏ ‏


- غزوة ذي العشيرة‏

في جمادى الأولى، وجمادى الآخرة سنة 2 هـ، خرج فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم في خمسين ومائة من المهاجرين، ولم يكره أحداً على الخروج، وخرجوا على ثلاثين بعيراً يعتقبونها، يعترضون عيراً لقريش، ذاهبة إلى الشام، فيها أموال لقريش فبلغ ذا العشيرة، فوجد العير قد فاتته بأيام، وهذه هي العير التي خرج في طلبها حين رجعت من الشام، فصارت سبباً لغزوة بدر الكبرى‏.‏ و في هذه الغزوة عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم معاهدة عدم اعتداء مع بنى مدلج وحلفائهم من بنى ضمرة‏.


- سرية نخلة‏

في رجب سنة 2 هـ، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب له كتاباً، وأمره ألا ينظر فيه حتى يسير يومين، ثم ينظر فيه‏.‏ فسار عبد الله ثم قرأ الكتاب بعد يومين، فإذا فيه‏:‏ ‏(‏إذا نظرت في كتابي هذا فامض حتى تنزل نخلة بين مكلة والطائف، فترصد بها عير قريش وتعلم لنا من أخبارهم‏)‏‏.‏ ‏

وسار عبد الله بن جحش حتى نزل بنخلة، فمرت عير لقريش تحمل زبيباً وأدماً وتجارة، وفيها عمرو بن الخضرمي، وعثمان ونوفل ابنا عبد الله بن المغيرة، والحكم ابن كيسان مولى بني المغيرة‏.‏ فتشاور المسلمون وقالوا‏:‏ نحن في آخر يوم من رجب الشهر الحرام، فإن قاتلناهم انتهكنا الشهر الحرام، وإن تركناهم الليلة دخلوا الحرم، ثم اجتمعوا على اللقاء، فرمى أحدهم عمرو بن الحضرمي فقتله، وأسروا عثمان والحكم وأفلت نوفل، ثم قدموا بالعير والأسيرين إلى المدينة، وقد عزلوا من ذلك الخمس، وهو أو خمس كان في الإسلام، وأول قتيل في الإسلام، وأول أسيرين في الإسلام‏.‏ أنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعلوه، وتوقف عن التصرف في العير والأسيرين‏.‏

ووجد المشركون فيما حدث فرصة لاتهام المسلمين بأنهم قد أحلوا ما حرم الله، وكثر في ذلك القيل والقال، حتى نزل الوحي حاسماً هذه الأقاويل وأن ما عليه المشروكون أكبر وأعظم مما ارتكبه المسلمون، فقد انتهكت الحرمات كلها في محاربة الإسلام، واضطهاد أهله، ألم يكن المسلمون مقيمين بالبلد الحرام حين تقرر سلب أموالهم وقتل نبيهم‏؟‏ فما الذي أعاد لهذه الحرمات قداستها فجأة؟‏ ‏

{‏يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ‏}‏ ‏البقرة‏ 217‏.‏

وبعد ذلك أطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم سراح الأسيرين, و ‏أدى دية المقتول إلى أوليائه‏.


إضاءة :: أول سرية استعمل فيها الرسول عليه السلام الكتاب المختوم، فبعض الناس يظنون أن نابليون هو أول من استعمله.





تلكم السرايا والغزوات قبل بدر، لم يجر في احد منها سلب الأموال وقتل الرجال إلا بعد ما ارتكبه المشركون في قيادة كرز بن جابر الفهري، فالبداية إنما هي من المشركين مع ما كانوا قد أتوه قبل ذلك من الأفاعيل‏.‏

وبعد وقوع ما وقع في سرية عبد الله بن جحش تحقق خوف المشركين وتجسد أمامهم الخطر الحقيقي، وشعر هؤلاء المشركون بأن تجارتهم إلى الشام أمام خطر دائم، لكنهم بدل أن يأخذوا طريق الصلاح والموادعة، ازدادوا حقداً وعيظاً، وهذا هو الطيش الذي جاء بهم إلى بدر‏.


إضاءات ::

* يتجلى الجانب العسكري من شخصية الرسول عليه الصلاة و السلام، فنرى أنه رجل حرب أول كما هو رجل سلم أول.

* مع أنه لم يخض حربا قط و لا درس في كلية حربية، و مع ذلك فإن العالمين بأمور الحرب ليعجبون من خططه العسكرية و أسلوبه في التنفيذ و القيادة و تربية الجنود..

* بدأ حياته العسكرية بعمر 54، و هو عمر عادةتسرح فيه الجيوش أفرادها.

* لقد استنفد المشركون فرص السلام، و مع ذلك لم يبدأهم الرسول عليه السلام بالحرب مباشرة.. كانت حربا دفاعية من 2 إلى آخر 5 هـ و هذا يعطي فكرة عن طبيعة الإسلام و أنه لا يلجأ إلى الحرب إلا إذا استنفد كل الوسائل المتاحة.












آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 03-28-2008, 11:27 AM رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..





أما المسلمون فقد فرض الله عليهم القتال بعد وقعة سرية عبد الله بن جحش في شهر شعبان سنة 2 هـ، وأنزل في ذلك آيات بينات‏:‏


‏{‏وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ‏}‏ ‏البقرة‏‏190‏:‏ 193‏.‏


ثم لم يلبث أن أنزل الله تعالى عليهم آيات من نوع آخر، يعلمهم فيها طريقة القتال، ويحثهم عليه، ويبين لهم بعض أحكامه‏:‏


{‏فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ‏}‏ ‏محمد‏ 4‏:‏ 7‏‏‏.‏


ثم ذم الله الذين طفقت أفئدتهم ترجف وتخفق حين سمعوا الأمر بالقتال‏:‏


‏{‏فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ‏}‏ ‏محمد‏20‏‏.‏


وإيجاب القتال والحض عليه، والأمر بالاستعداد له هو عين ما كانت تقتضيه الأحوال، فالظروف كانت تقتضى عراكاً دامياً بين الحق والباطل، وكانت وقعة سرية عبد الله بن جحش ضربة قاسية على غيرة المشركين وحميتهم.‏







وقفة مع الإيذان بالقتال



أعطى الله تعالى المسلمين إشارة الإنتصاف من ظلم الكفار , بعد أن كانوا مكفوفين عن دفعه وهم في مكة , وقيل لهم: (كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة).. وكان هذا الكف لحكمة قدرها الله ::


كان يراد أولا تطويع نفوس المؤمنين من العرب. فقد كانوا في الجاهلية شديدي الحماسة , يستجيبون لأول داع, ولا يصبرون على الضيم،. وبناء الأمة المسلمة التي تنهض بالدور العظيم الذي نيطت به هذه الأمة يقتضي ضبط هذه الصفات النفسية , وتطويعها لقيادة تقدر وتدبر.


الأمر الثاني، هو أن البيئة العربية , كانت بيئة نخوة ونجدة . وقد كان صبر المسلمين على الأذى , وفيهم من يملك رد الصاع صاعين , مما يثير النخوة ويحرك القلوب نحو الإسلام.


ومما يتعلق بهذا الجانب أن القيادة الإسلامية لم تشأ أن تثير حربا دموية داخل البيوت . فقد كان المسلمون حينذاك فروعا من البيوت. ولو أذن للمسلمين أن يدفعوا عن أنفسهم يومذاك , لكان معنى هذا الإذن أن تقوم معركة في كل بيت؛ مما كان يجعل الإسلام يبدو دعوة تفتت البيوت.. فأما بعد الهجرة فقد انعزلت الجماعة المسلمة كوحدة مستقلة، تواجه سلطة أخرى في مكة.



هذه بعض الأسباب التي تلوح للنظرة البشرية من وراء الحكمة في كف المسلمين في مكة عن دفع الفتنة والأذى . وقد يضاف إليها أن المسلمين إذ ذاك كانوا قلة , وهم محصورون في مكة , وقد يأتي القتل عليهم لو تعرضوا لقتال المشركين . فشاء الله أن يكثروا , وأن يتحيزوا في قاعدة آمنة , ثم أذن لهم بعد هذا في القتال .



طبيعة الجهاد في الإسلام


إنه الجهاد للعقيدة . لحمايتها من الحصار ; وحمايتها من الفتنة ; وإقرار رايتها في الأرض بحيث يرهبها من يهم بالاعتداء عليها قبل الاعتداء ; وبحيث يلجأ إليها كل راغب فيها لا يخشى قوة أخرى في الأرض تتعرض له أو تمنعه أو تفتنه . هذا هو الجهاد الوحيد الذي يأمر به الإسلام , ويقره ويثيب عليه .




من أحكام القتال في الإسلام


في أول آية من آيات القتال نجد التحديد الحاسم لهدف القتال :


( ‏وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ )


إنه القتال لله , لا لأي هدف آخر من الأهداف التي عرفتها البشرية في حروبها الطويلة . القتال في سبيل الله . لا في سبيل الأمجاد والاستعلاء في الأرض , ولا في سبيل المغانم والمكاسب ; ولا في سبيل الأسواق والخامات ; ولا في سبيل تسويد طبقة على طبقة أو جنس على جنس . .


و مع تحديد الهدف , تحديد المدى :


( وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ )


العدوان يكون بتجاوز المحاربين المعتدين إلى غير المحاربين من الآمنين المسالمين الذين لا يشكلون خطرا على الدعوة الإسلامية ولا على الجماعة المسلمة , كالنساء والأطفال والشيوخ والعباد المنقطعين للعبادة من أهل كل ملة ودين . . كما يكون بتجاوز آداب القتال التي شرعها الإسلام , ووضع بها حدا للشناعات التي عرفتها حروب الجاهليات الغابرة والحاضرة على السواء.


وقد كان المسلمون يعلمون أنهم لا ينصرون بعددهم - فعددهم قليل - ولا ينصرون بعدتهم وعتادهم - فما معهم منه أقل مما مع أعدائهم - إنما هم ينصرون بإيمانهم وطاعتهم وعون الله لهم . فإذا هم تخلوا عن توجيه الله لهم وتوجيه رسول الله عليه الصلاة و السلام، فقد تخلوا عن سبب النصر الوحيد الذي يرتكنون إليه..








تحويل القبلة



وفي هذه الأيام - في شعبان سنة 2 هـ - أمر الله تعالى بتحويل القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام، وأفاد ذلك أن الضعفاء والمنافقين من اليهود الذين كانوا قد دخلوا صفوف المسلمين لإثارة البلبلة، انكشفوا عن المسلمين ورجعوا إلى ما كانوا عليه، وهكذا تطهرت صفوف المسلمين عن كثير من أهل الغدر والخيانة‏.‏


ولعل في تحويل القبلة إشارة لطيفة إلى بداية دور جديد لا ينتهي إلى بعد احتلال المسلمين هذه القبلة، أو ليس من العجب أن تكون قبلة قوم بيد أعدائهم، وإن كانت بأيديهم فعلا فلابد من تخليصها يوما ما إن كانوا على الحق‏.‏


وبهده الأوامر والإشارات زاد نشاط المسلمين، واشتد شوقهم إلى الجهاد في سبيل الله، ولقاء العدو في معركة فاصلة لإعلاء كلمة الله‏.‏ ‏








وقفة مع الحكمة في تحويل القبلة



كان التوجه إلى بيت المقدس - وهو قبلة أهل الكتاب من اليهود والنصارى - سببا في اتخاذ اليهود إياهل في الإسلام , إذ أطلقوا في المدينة ألسنتهم بالقول , بأن اتجاه محمد ومن معه إلى قبلتهم في الصلاة دليل على أن دينهم هو الدين , وقبلتهم هي القبلة ; وأنهم هم الأصل , فأولى بمحمد ومن معه أن يفيئوا إلى دينهم لا أن يدعوهم إلى الدخول في الإسلام!..


وفي الوقت ذاته كان الأمر شاقا على المسلمين من العرب , الذين ألفوا في الجاهلية أن يعظموا حرمة البيت الحرام; وأن يجعلوه كعبتهم وقبلتهم.



لقد كان تحويل القبلة أولا عن الكعبة إلى المسجد الأقصى لحكمة تربوية.. فقد كان العرب يعظمون البيت الحرام في جاهليتهم.. ولما كان الإسلام يريد تخليص القلوب من كل عصبية لغير المنهج الإسلامي المرتبط بالله مباشرة. فقد نزعهم نزعا من الاتجاه إلى البيت الحرام , واختار لهم الاتجاه - فترة - إلى المسجد الأقصى , وليظهر من يتبع الرسول اتباع الطاعة الواثقة الراضية المستسلمة, ممن ينقلب على عقبيه..


حتى إذا استسلم المسلمون , واتجهوا إلى القبلة التي وجههم إليها الرسول عليه الصلاة و السلام، وفي الوقت ذاته بدأ اليهود يتخذون من هذا الوضع حجة لهم , صدر الأمر الإلهي الكريم بالاتجاه إلى المسجد الحرام الذي بناه إبراهيم وإسماعيل ، والأمة المسلمة هي الوارثة لعهد الله مع إبراهيم وإسماعيل ; فطبيعي إذن ومنطقي أن ترث بيت الله في مكة , وأن تتخذ منه قبلة . .



إن في النفس الإنسانية ميلا فطريا إلى اتخاذ أشكال ظاهرة للتعبير عن المشاعر المضمرة. على هذا الأساس الفطري أقام الإسلام شعائره التعبدية كلها..


ولم يكن بد من تمييز المكان الذي يتجه إليه المسلم بالصلاة والعبادة وتخصيصه كي يتميز هو ويتخصص بتصوره ومنهجه واتجاهه.


ومن هنا كذلك كان النهي عن التشبه بمن دون المسلمين في خصائصهم , التي هي تعبير ظاهر عن مشاعر باطنة كالنهي عن طريقتهم في الشعور والسلوك سواء . ولم يكن هذا تعصبا ولا تمسكا بمجرد شكليات . وإنما كان نظرة أعمق إلى ما وراء الشكليات . كان نظرة إلى البواعث الكامنة وراء الأشكال الظاهرة . وهذه البواعث هي التي تفرق قوما عن قوم , واتجاها في الحياة كلها عن اتجاه .


ثم هو نهى عن التلقي من غير الله ومنهجه الخاص الذي جاءت هذه الأمة لتحققه في الأرض . نهى عن الهزيمة الداخلية أمام أي قوم آخرين في الأرض . فالهزيمة الداخلية تجاه مجتمع معين هي التي تتدسس في النفس لتقلد هذا المجتمع المعين . والجماعة المسلمة قامت لتكون في مكان القيادة للبشرية ; فينبغي لها أن تستمد تقاليدها - كما تستمد عقيدتها - من المصدر الذي اختارها للقيادة . . والمسلمون هم الأعلون . وهم الأمة الوسط . وهم خير أمة أخرجت للناس . فمن أين إذن يستمدون تصورهم ومنهجهم ? ومن أين إذن يستمدون تقاليدهم ونظمهم ? إلا يستمدوها من الله فهم سيستمدونها من الأدنى الذي جاءوا ليرفعوه !










آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 03-28-2008, 11:29 AM رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

غزوة بدر الكبرى


لم يطل العهد بالعير العظيمة التي خرج لها (صلى الله علية وسلم ) ولم يدركها ويترقب رجوعها مرسلا طلائع الاستكشاف كلا من طلحه بن عبيد الله وسعيد بن زيد حتى جاءه خبر رجوعها فندب إليها أصحابه قائلا:هذه عير قريش فاخرجوا إليها لعل الله أن ينفكموها .
لم يرغم رسول الله أحدا على الخروج حتى لم ينتظر من كان ظهره غائبا. لذلك لم يعتب أو يلوم أحدا على تخلفه .
كان عدد المجاهدين 313والانصار 240 والباقي من المهاجرين . وليس معهم سوى فرسين احدهما للمقداد والأخر للزبير بن العوام .و70من البعير تعاقبوها وقد استخلف رسول الله على المدينة أبا لبابه بن المنذر . قسم رسول الله الجيش إلى كتيبة المهاجرين ورايتها مع علي وكتيبة الأنصار ورايتها مع سعد بن معاذ أما حامل اللواء فهو مصعب من عمير وقائد الميمنة الزبير والميسرة المقداد أما القيادة العامة فبقيت مع الرسول صلى الله عليه وسلم انطلق الرسول صلى الله عليه وسلم حتى بلغ بئر روما ثم أرسل ليعرف أخبار العير التي كان أبو سفيان قائدها وهو احد دهاه العرب الأربعة فكان يتحسس أخبار الرسول صلى الله علية وسلم حتى عرف انه عزم أن يوقع بالعير أرسل النذير إلى مكة .


أهل مكة :
تجهز أهل مكة جميعا ما تخلف إلا أبا لهب أرسل بدلا منه رجلا.بلغ الجيش المكي 1000 مقاتل معهم 100 من الفرس و700 من البعير .
قاد الجيش أبو جهل وقد تحالف مع قبائل بني بكر وقد تبدى إبليس لهم بصورة (سراقه بن مالك ) سيد بني هنانه وقال : إنا جار لكم فخرجوا مطمئنين يملاهم الحقد والرياء على سيد الخلق .
أما أبو سفيان فقد كان حزرا فغير الطريق وأرسل إلى مكة انه أصبح آمنا فارجعوا فأبى المشركين وأصروا على الحرب حتى تسمع العرب فلا يزالون يهابوهم أبدا .
أما بني زهرة فانسحبت وعادوا إلى مكة.


حال المسلمين :
كان المسلمين في ضيق وحرج فهم خرجوا من اجل العير ولم يكونوا قد استعدوا لمعركة كبرى فاستجار الرسول صلى الله عليه وسلم الجيش فقام أبو بكر وعمر وأحسنوا ثم المقداد ولكن رسول الله كان ينتظر رأي الأنصار فساندة سعد بن معاذ قائدهم وحامل لوائهم قائلا : (( والله لان استعرضت بنا هذا البحر فخضته فخضناه معا )) فاطمئن رسول الله فما أروع هكذا لحمة بين القائد وشعبة
وسار حتى نزل قريبا من بدر وأرسل العيون للاستطلاع.



ليلة المعركة :
في تلك الليلة نزل المطر فشرب منه المسلمون واغتسلوا ورست الأرض تحت أقدامهم فكانت رحمة من الله عليهم وابلا على المشركين فقد أوحلت الأرض حتى لم يعودوا يقدرون على الارتحال إنها نعمة من الله يؤيد بها عباده المؤمنين في كل زمان ومكان فاصدق مع الله يكن الله معك .


تحرك الرسول ليسبق المشركين إلى أدنى ماء بدر ولكن الحباب بن منذر أشار إليه ان يتقدموا الى امام البئر ليكون لهم افضليه المكان فوافق الرسول ولم يكن عنيدا متشبثا برأيه ثم أشار علية سعد بن معاذ أن يبنوا له عريشا ليشرف على المعركة ويديرها فكان له ما اراد .
في ليلتها نام المسلمين مطمئنين واثقين بالله مؤمنين وذلك في 17\رمضان 2هـ .



أما قريش فقضت ليلتها في معسكرها بالعداوة القسوى وهم في نزاع بين راغب في المعركة وزاهدا فيها ولكن بإصرار ابو جهل كان له ما اراد.



في الصباح ترى الجمعان واقبل رسول الله على تسوية الصفوف الدعاء راجيا من الله التوفيق حاثا المسلمين على الصبر قائلا إن الصبر في مواطن إلباس مما يفرج الله به الهم وينجي من الغم.


استفتح القتال ثلاث من سادات قريش مع حمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث فقتل المشركين وأصيب عبيدة فلما رأت قريش ذلك هبوا جميعا وكرو كرة رجل واحد فصد المسلمون الهجوم .



ثم حمل رسول الله حفنة من الرمل ونفخ في وجوههم وقال: (شاهت الوجوه فما بقي من المشركين احد إلا اصاب عينيه ووجهه وكانت معجزة من الله لرسوله وفي هذه الاثناء ايد الله عبادة المؤمنين بجند من الملائكة لتثبت من عزيمتهم وتشد من أزرهم ولما راى ابليس الملائكة وكان على شكل سراقة بن مالك نكص على عقيبة فتشبس به الحارث قائلا الى اين فوكزة ابليس وألقاه وقال إني أرى مالا ترون و القى بنفسه إلى اليم .



ثم أمر المسلمون بالهجوم بعد إن فتر عزم المشركين وامتص المسلمون حماستهم فاخذوا يأسرون ويقتلون حتى تمت على المشركين الهزيمة كان نشاطهم مذهلا وخاصتا ان رسول الله كان اقربهم الى المشركين فرفع ذلك من همتهم فما اجمل من القائد عندما يكون قريبا من رعيته!



اما الطاغية أبو جهل حاول أن يصد ويشد أزر الكفار ولكن هيهات هيهات فقط تصدعت صفوفهم وأراد الله أن يتم النصر للمسلمين والهزيمة للمشركين وجعل مصرع ابي جهل على يد غلامين من الانصار واجهز علية ابن مسعود ولو يعلم طغاة اليوم نهاية طغاة الامس فما نهاية الجبارين الا الهوان!





من روائع الايمان في هذة المعركة :
حيث التقى الآباء بالأبناء والأخوة بالأخوة , خالفت بينهم المبادئ ففصلت بينهم السيوف وقد ظهرت في المعركة روائع من الوفاء فقد نهى رسول الله (صلى الله علية وسلم ) عن قتل أبي البختري لمعروف كان قد صنعه يوما.
ولم ينساه رسول الله حتى بعد سنوات فأين نحن من هذا الوفاء؟
ومن الروائع ايضا تمكن بلابل بن رباح من امية بن خلف الذي عزبة مرارا وتكرارا بكة فكان جزاء صبرة ان رفع الله بلالا ومكنة من ثارة ولو بعد حين فما جزاء الصبر الا فرج من الله (اللهم فرج عن امة حبيبك محمد انك على كل شيئ قدير)





قتلى الفريقين :
قتل من المسلمين 22 رجلا أما المشركين فقد قتل 70 واسر 70 واغلب زعمائهم وصناديلهم وبعد المعركة امر رسول الله بدفنهم وخاطبهم قائلا : (لقد وجدنا ماوعدنا الله حقا فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا )
قال عمر بن الخطاب مستغربا: (اتكلم امواتا يا رسول الله)
فاجابة (ما انتم باسمع منهم ولكن لايجيبون )
فارحمنا اللهم حين مايوارينا الثراء حيث لاينفع مالا ولابنون إلا من اتى الله بقلب سليم .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 03-28-2008, 11:30 AM رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

الدروس والأحكام المستفادة من غزوة بدر


================================
اشتملت غزوة بدر على دروس وعظات وأحكام كثيرة يصعب جمعها في هذا الموضع, ونشير إلى أهمها فيما يلي:

1. جواز النكاية بالأعداء المحاربين بقتل رجالهم وأخذ أموالهم وحصارهم في الطرق التي يسلكونها..إضعافاً لمعنوياتهم واقتصادهم.
2. إرادة الله تبارك وتعالى للمسلمين نصرا مؤزرا أعظم مما كان يطمح إليه المسلمون من إرادة القافلة, كما قال سبحانه وتعالى: (وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين).

3. الشورى مبدأ إسلامي أصيل وقد حصلت الشورى في الغزوة في أربع مواضع:
  • عند الخروج لطلب القافلة.
  • مشورة الحباب بن المنذر في نزول الجيش عند أقرب العيون.
  • مشورة سعد ببناء العريش للنبي صلى الله عليه وسلم.
4. حكم الاستعانة بأهل الشرك على أهل الشرك جائزٌ عند جمهور العلماء, وهو ما ذهب إليه أحمد والشافعي؛ بشرط أن يكون من يُستعان به حسن الرأي في المسلمين, فإن كان غير مأمون عليهم لم يجز الاستعانة به.
واستدل جمهور العلماء باستعانة النبي بصفوان بن أمية قبل إسلامه, وباستعانته بعبد الله بن أريقط في الهجرة, أما الاستعانة بالمشرك على المسلم فغير جائزة.

5. التنظيم والتعبئة العسكرية في الحرب, وتزويد الجيش بالأوامر القتالية ومنها أوامر استخدام السلاح. وكانت أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم واضحة للمسلمين: (إذا أكثبوكم فارموهم واستبقوا نبلكم)..
والمعنى: أي استخدموا سلاح النبل أولا وذلك عن بُعد..وعند اقتراب المشركين من صفوف المسلمين استخدموا سلاح السيوف..

6. ينصر الله الفئة المؤمنة وإن قلّت, على الفئة الكافرة وإن كثرت..(كم من فئةٍ قليلة غلبت فئةً كثيرة






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 03-28-2008, 11:33 AM رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

النشاط العسكري بين بدر وأحد


إن معركة بدر كانت أول لقاء مسلح بين المسلمين والمشركين، وكانت معركة فاصلة أكسبت المسلمين نصراً حاسماً شهد له العرب قاطبة‏.‏ والذين كانوا أشد استياء لنتائج هذه المعركة هم أولئك الذين منوا بخسائر فادحة مباشرة؛ وهم: المشركون، و اليهود ‏{‏لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏82‏]‏، وكانت في المدينة بطانة للفريقين دخلوا في الإسلام حين لم يبق مجال لعزهم إلا في الإسلام، وهم عبد الله بن أبي وأصحابه، ولم تكن هذه الفرقة الثالثة أقل غيظاً من الأوليين‏.‏
وكانت هناك فرقة رابعة، وهم البدو الضاربون حول المدينة، حيث خافوا أن تقوم في المدينة دولة قوية تحول بينهم وبين اكتساب قوتهم عن طريق السلب والنهب، فجعلوا يحقدون على المسلمين وصاروا لهم أعداء‏.‏
وبينما كانت المدينة وما حولها تظاهر بالإسلام، وتأخذ في طريق المؤامرات والدسائس الخفية كانت فرقة من اليهود تعلن بالعداوة، وتكاشف عن الحقد والغيظ، وكانت مكة تهدد بالضرب القاصم، وتعلن بأخذ الثأر والنقمة، وتهتم بالتعبئة العامة جهاراً.

وقد لعب المسلمون دوراً هاماً للقضاء على هذه الأخطار، تظهر فيه عبقرية قيادة النبي صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه من غاية التيقظ حول هذه الأخطار، وما كان عليه من حسن التخطيط للقضاء عليها، ونذكر في السطور الآتية صورة مصغرة منها‏:‏

1. غزوة بني سُلَيم بالكُدْر

الزمان: شوال سنة 2 هـ بعد الرجوع من بدر بسبعة أيام، أوفي المحرم للنصف منه.

المكان: (الكُدر) وهو ماء من مياه بني سليم يقع في نجد على الطريق التجارية الشرقية بين مكة والشام..
السبب: وصول الاستخبارات إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأن بني سليم وبني غَطَفَان تحشد قواتها لغزو المدينة.

الوقائع: باغتهم النبي صلى الله عليه وسلم في مائتي راكب في عقر دراهم، وبلغ إلى منازلهم في موضع يقال له‏:‏ الكُدْر‏.‏ ففر بنو سليم.

الغنائم: خمسمائة بعير استولي عليها جيش المدينة، وقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد إخراج الخمس فأصاب كل رجل بعيرين، وأصاب غلاما يقال له‏:‏ ‏‏(‏يسار‏)‏ فأعتقه‏.‏
واستخلف في هذه الغزوة على المدينة سِبَاع بن عُرْفُطَة‏.‏ وقيل‏:‏ ابن أم مكتوم‏.‏


2. مؤامرة لاغتيال النبي صلى الله عليه وسلم
كان من أثر هزيمة المشركين في وقعة بدر أن استشاطوا غضباً، وجعلت مكة تغلي كالمِرْجَل ضد النبي صلى الله عليه وسلم، حتى تآمر بطلان من أبطالها أن يقضوا على مبدأ هذا الخلاف والشقاق ومثار هذا الذل والهوان في زعمهم، وهو النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏
انطلق عمير بن وهب الجمحي حتى قدم المدينة، فبينما هو على باب المسجد ينيخ راحلته رآه عمر بن الخطاب ـ وهو في نفر من المسلمين يتحدثون ما أكرمهم الله به يوم بدر ـ فقال عمر‏:‏ هذا الكلب عدو الله عمير ما جاء إلا لشر‏.‏ ثم دخل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال‏:‏ يا نبي الله، هذا عدو الله عمير قد جاء متوشحاً سيفه، قال‏:‏ ‏‏(‏فأدخله علي‏)‏، فأقبل إلى عمير فلَبَّبَهُ بحَمَالة سيفه، وقال لرجال من الأنصار‏:‏ ادخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاجلسوا عنده واحذروا عليه من هذا الخبيث، فإنه غير مأمون، ثم دخل به، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وعمر آخذ بحمالة سيفه في عنقه ـ قال‏: ‏‏(‏أرسله يا عمر، ادن يا عمير‏)‏، فدنا وقال‏:‏ أنْعِمُوا صباحاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏: ‏‏(‏قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير، بالسلام تحية أهل الجنة‏)‏‏.‏
ثم قال‏: ‏‏(‏ما جاء بك يا عمير ‏؟‏‏)‏ قال‏:‏ جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم، فأحسنوا فيه‏.‏
قال‏:
‏ ‏‏(‏فما بال السيف في عنقك‏؟‏‏)‏ قال‏:‏قبحها الله من سيوف، وهل أغنت عنا شيئاً ‏؟‏
قال‏:‏
‏‏(‏اصدقني، ما الذي جئت له ‏؟‏‏)‏ قال‏:‏ ما جئت إلا لذلك‏.‏
قال‏:
‏‏(‏بل قعدتَ أنت وصفوان بن أمية في الحِجْر، فذكرتما أصحاب القليب من قريش، ثم قلت‏:‏ لولا دين علي وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمداً، فتحمل صفوان بدينك وعيالك على أن تقتلني، والله حائل بينك وبين ذلك‏)‏‏.‏
قال عمير‏:‏ أشهد أنك رسول الله، قد كنا يا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء، وما ينزل عليك من الوحي، وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان، فوالله إني لأعلم ما أتاك به إلا الله، فالحمد لله الذي هداني للإسلام، وساقني هذا المساق، ثم تشهد شهادة الحق‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏‏(‏فقهوا أخاكم في دينه، وأقرئوه القرآن، وأطلقوا له أسيره‏)‏‏.‏
وأما صفوان فكان يقول‏:‏ أبشروا بوقعة تأتيكم الآن في أيام تنسيكم وقعة بدر‏.‏ وكان يسأل الركبان عن عمير، حتى أخبره راكب عن إسلامه فحلف صفوان ألا يكلمه أبدًا، ولا ينفعه بنفع أبدا‏.‏
ورجع عمير إلى مكة وأقام بها يدعو إلى الإسلام، فأسلم على يديه ناس كثير‏.‏



3. نموذج من مكيدة اليهود‏‏



قدمنا بنود المعاهدة التي عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع اليهود، وقد كان حريصاً كل الحرص على تنفيذ ما جاء في هذه المعاهدة، وفعلاً لم يأت من المسلمين ما يخالف حرفاً واحداً من نصوصها‏.‏ ولكن اليهود الذين ملأوا تاريخهم بالغدر والخيانة ونكث العهود، لم يلبثوا أن تمشوا مع طبائعهم القديمة، وأخذوا في طريق الدس والمؤامرة والتحريش وإثارة القلق والاضطراب في صفوف المسلمين‏.‏ وهاك مثلاً من ذلك‏:‏
قال ابن إسحاق‏:‏ مر شاس بن قيس ـ وكان شيخاً ‏[‏يهودياً‏]‏ قد عسا ، عظيم الكفر، شديد الضغن على المسلمين، شديد الحسد لهم ـ على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم، يتحدثون فيه، فغاظه ما رأي من ألفتهم وجماعتهم وصلاح ذات بينهم على الإسلام، بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية، فقال‏:‏ قد اجتمع ملأ بني قَيْلَةَ بهذه البلاد، لا والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار، فأمر فتي شاباً من يهود كان معه، فقال‏:‏ اعمد إليهم، فاجلس معهم، ثم اذكر يوم بُعَاث وما كان من قبله، وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار، ففعل، فتكلم القوم عند ذلك، وتنازعوا وتفاخروا حتى تواثب رجلان من الحيين على الركب فتقاولا، ثم قال أحدهما لصاحبه‏:‏ إن شئتم رددناها الآن جَذَعَة ـ يعني الاستعداد لإحياء الحرب الأهلية التي كانت بينهم ـ وغضب الفريقان جميعاً، وقالوا‏:‏ قد فعلنا، موعدكم الظاهرة ـ والظاهرة‏:‏ الحَرَّة ـ السلاح السلاح، فخرجوا إليها ‏[‏وكادت تنشب الحرب‏]‏‏.‏


فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج إليهم فيمن معه من أصحابه المهاجرين حتى جاءهم فقال‏:‏ ‏‏(‏يا معشر المسلمين، الله الله، أبدعوي الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله للإسلام، وأكرمكم به، وقطع به عنكم أمر الجاهلية، واستنقذكم به من الكفر وألف بين قلوبكم‏)‏
فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان، وكيد من عدوهم، فبكوا، وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضاً، ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين، قد أطفأ الله عنهم كيد عدو الله شاس بن قيس‏.‏
هذا نموذج مما كان اليهود يفعلونه ويحاولونه من إثارة القلاقل والفتن في المسلمين، وإقامة العراقيل في سبيل الدعوة الإسلامية، وقد كانت لهم خطط شتي في هذا السبيل‏.‏ فكانوا يبثون الدعايات الكاذبة، ويؤمنون وجه النهار، ثم يكفرون آخره؛ ليزرعوا بذور الشك في قلوب الضعفاء.



وكانوا يضيقون سبل المعيشة على من آمن إن كان لهم به ارتباط مإلى، فإن كان لهم عليه يتقاضونه صباح مساء، وإن كان له عليهم يأكلونـه بالباطل، ويمتنعون عن أدائه وكانوا يقولون‏:‏ إنما كان علينا قرضك حينما كنت على دين آبائك، فأما إذ صبوت فليس لك علينا من سبيل‏.‏
كانوا يفعلون كل ذلك قبل بدر على رغم المعاهدة التي عقدوها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يصبرون على كل ذلك؛ حرصاً على رشدهم، وعلى بسط الأمن والسلام في المنطقة‏.‏

4. بنو قَينُقَاع ينقضون العهد‏
لكنهم لما رأوا أن الله قد نصر المؤمنين نصراً مؤزراً في ميدان بدر، وأنهم قد صارت لهم عزة وشوكة وهيبة في قلوب القاصي والداني‏.‏ تميزت قدر غيظهم، وكاشفوا بالشر والعداوة، وجاهروا بالبغي والأذي‏.‏
وعندما تفاقم أمرهم واشتد بغيهم، جمعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوعظهم ودعاهم إلى الرشد والهدي، وحـذرهم مغـبة البغـي والـعدوان، ولكنهم ازدادوا في شرهم وغطرستهم‏.‏


روي أبو داود وغيره، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً يوم بدر، وقدم المدينة جمع اليهود في سوق بني قينقاع‏.‏ فقال‏:‏ ‏‏(‏يا معشر يهود، أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشاً‏)‏‏.‏ قالوا‏:‏يا محمد، لا يغرنك من نفسك أنك قتلت نفراً من قريش كانوا أغماراً لا يعرفون القتال، إنك لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس، وأنك لم تلق مثلنا، فأنزل الله تعالى‏:‏ ‏{‏قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ‏ قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ‏}‏ ‏[‏آل عمران 12، 13‏]‏‏.‏
كان في معني ما أجاب به بنو قينقاع هو الإعلان السافر عن الحرب، ولكن كظم النبي صلى الله عليه وسلم غيظه، وصبر المسلمون، وأخذوا ينتظرون ما تتمخض عنه الليإلى والأيام‏.‏

وازداد اليهود ـ من بني قينقاع ـ جراءة، فقلما لبثوا أن أثاروا في المدينة قلقاً واضطراباً، وسعوا إلى حتفهم بظلفهم، وسدوا على أنفسهم أبواب الحياة‏.‏

سبب الغزوة: روي ابن هشام عن أبي عون‏:‏ أن امرأة من العرب قدمت بجَلَبٍ لها، فباعته في سوق بني قينقاع، وجلست إلى صائغ، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها، فأبت، فَعَمَد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها ـ وهي غافلة ـ فلما قامت انكشفت سوأتها فضحكوا بها فصاحت، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله ـ وكان يهودياً ـ فشدت اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود، فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع‏.‏

الوقائع: وحينئذ نفذ صبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستخلف على المدينة أبا لُبَابة بن عبد المنذر، وأعطي لواء المسلمين حمزة بن عبد المطلب، وسار بجنود الله إلى بني قينقاع، ولما رأوه تحصنوا في حصونهم، فحاصرهم أشد الحصار
وقذف الله في قلوبهم الرعب ـ فهو إذا أرادوا خذلان قوم وهزيمتهم أنزله عليهم وقذفه في قلوبهم ـ فنزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في رقابهم وأموالهم ونسائهم وذريتهم، فأمر بهم فكتفوا‏.‏
وحينئذ قام عبد الله بن أبي بن سلول بدور نفاقه، فألح على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصدر عنهم العفو، ولم يزل يلح على الرسول صلى الله عليه وسلم حتى وهبهم له، وأمرهم أن يخرجوا من المدينة ولا يجاوروه بها، فخرجوا إلى أذْرُعَات الشام، فقل أن لبثوا فيها حتى هلك أكثرهم‏.‏
الغنائم: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أموالهم، فأخذ منها ثلاث قِسِي ودرعين وثلاثة أسياف وثلاثة رماح، وخمس غنائمهم، وكان الذي تولي جمع الغنائم محمد بن مسلمة‏.‏
الزمان: كان ذلك يوم السبت للنصف من شوال سنة 2 هـ، ودام الحصار خمس عشرة ليلة إلى هلال ذي القعدة.


5. غزوة السَّوِيق
السبب: كان أبو سفيان يفكر في عمل قليل المغارم ظاهر الأثر، يتعجل به؛ ليحفظ مكانة قومه، ويبرز ما لديهم من قوة، وكان قد نذر ألا يمس رأسه ماء من جنابة حتى يغزو محمداً، فخرج في مائتي راكب ليبِرَّ يمينه.
الوقائع: سار حتى نزل بصدْر قَناة إلى جبل يقال له‏:‏ ثَيبٌ، من المدينة على بَرِيد أو نحوه، ولكنه لم يجرؤ على مهاجمة المدينة جهاراً، فقام بعمل هو أشبه بأعمال القرصنة، فإنه دخل في ضواحي المدينة في الليل مستخفياً تحت جنح الظلام، فأتي حيي بن أخطب، فاستفتح بابه، فأبي وخاف، فانصرف إلى سَلاَّم بن مِشْكَم سيد بنِي النضير، وصاحب كنزهم إذ ذاك، فاستأذن عليه فأذن، فَقَرَاه وسقاه الخمر، وبَطَن له من خبر الناس، ثم خرج أبو سفيان في عقب ليلته حتى أتي أصحابه، فبعث مفرزة منهم، فأغارت على ناحية من المدينة يقال لها‏:‏ ‏[‏العُرَيض‏]‏، فقطعوا وأحرقوا هناك أصْْوَارًا من النخل، ووجدوا رجلاً من الأنصار وحليفاً له في حرث لهما فقتلوهما، وفروا راجعين إلى مكة‏.‏
وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر، فسارع لمطاردة أبي سفيان وأصحابه، ولكنهم فروا ببالغ السرعة، وطرحوا سويقاً كثيراً، يتخففون به، فتمكنوا من الإفلات، وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قَرْقَرَةِِ الكُدْر، ثم انصرف راجعاً‏.‏
الغنائم:حمل المسلمون ما طرحه الكفار من سويقهم من أزوادهم وتمويناتهم ، وسموا هذه المناوشة بغزوة السويق‏.‏
الزمان: وقعت في ذي الحجة سنة 2 هـ بعد بدر بشهرين، واستعمل على المدينة في هذه الغزوة أبا لبابة بن عبد المنذر‏.‏

6. غزوة ذي أمر

وهي أكبر حملة عسكرية قادها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل معركة أحد.
زماننها: قادها في المحرم سنة 3 هـ‏.‏
وسببها: أن استخبارات المدينة نقلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جمعاً كبيراً من بني ثعلبة ومحارب تجمعوا، يريدون الإغارة على أطراف المدينة.
الوقائع: ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين، وخرج في أربعمائة وخمسين مقاتلاً ما بين راكب وراجل، واستخلف على المدينة عثمان بن عفان‏.‏
وفي أثناء الطريق قبضوا على رجل يقال له‏:‏ جُبَار من بني ثعلبة، فأدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعاه إلى الإسلام فأسلم، فضمه إلى بلال، وصار دليلاً لجيش المسلمين إلى أرض العدو‏.‏

وتفرق الأعداء في رءوس الجبال حين سمعوا بقدوم جيش المدينة‏.‏ أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد وصل بجيشه إلى مكان تجمعهم، وهو الماء المسمي ‏[‏بذي أمر‏]‏ فأقام هناك صفراً كله ـ من سنة 3 هـ ـ أو قريباً من ذلك، ليشعر الأعراب بقوة المسلمين، ويستولي عليهم الرعب والرهبة، ثم رجح إلى المدينة‏.‏


7. قتل كعب بن الأشرف
كان كعب بن الأشرف من أشد اليهود حنقاً على الإسلام والمسلمين، وإيذاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتظاهرا بالدعـوة إلى حربه‏.‏
كان من قبيلة طيئ ـ من بني نَبْهان ـ وأمه من بني النضير، وكان غنياً مترفاً معروفاً بجماله في العرب، شاعراً من شعرائها‏.‏ وكان حصنه في شرق جنوب المدينة خلف ديار بني النضير‏.‏
ولما بلغه أول خبر عن انتصار المسلمين، وقتل صناديد قريش في بدر قال‏:‏ أحق هذا ‏؟‏ هؤلاء أشراف العرب، وملوك الناس، والله إن كان محمد أصاب هؤلاء القوم لبطن الأرض خير من ظهرها‏.‏
ولما تأكد لديه الخبر، انبعث عدو الله يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين، ويمدح عدوهم ويحرضهم عليهم، ولم يرض بهذا القدر حتى ركب إلى قريش، فنزل على المطلب بن أبي وَدَاعة السهمي، وجعل ينشد الأشعار يبكي فيها على أصحاب القَلِيب من قتلى المشركين، يثير بذلك حفائظهم، ويذكي حقدهم على النبي صلى الله عليه وسلم، ويدعوهم إلى حربه.
وعندما كان بمكة سأله أبو سفيان والمشركون‏:‏ أديننا أحب إليك أم دين محمد وأصحابه‏؟‏ وأي الفريقين أهدي سبيلاً‏؟‏ فقال‏:‏ أنتم أهدي منهم سبيلا، وأفضل، وفي ذلك أنزل الله تعالى‏:‏ ‏{‏أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً‏}‏ ‏[‏ النساء‏:‏ 51‏]‏‏.‏
ثم رجع كعب إلى المدينة على تلك الحال، وأخذ يشبب في أشعاره بنساء الصحابة، ويؤذيهم بسلاطة لسانه أشد الإيذاء‏.‏
وحينئذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏‏(‏من لكعب بن الأشرف ‏؟‏ فإنه آذى الله ورسوله‏)‏، فانتدب له محمد بن مسلمة، وعَبَّاد بن بشر، وأبو نائلة ـ واسمه سِلْكَان بن سلامة، وهو أخو كعب من الرضاعة ـ والحارث بن أوس، وأبو عَبْس بن جبر، وكان قائد هذه المفرزة محمد بن مسلمة‏.‏
وقد اتفق هؤلاء الأبطال على خطة حتى يخرجوه من حصنه وهو مطمئنٌ لهم..
وفي ليلة مُقْمِرَة ـ ليلة الرابع عشر من شهر ربيع الأول سنة 3 هـ ـ اجتمعت هذه المفرزة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشيعهم إلى بَقِيع الغَرْقَد، ثم وجههم قائلاً‏:‏ ‏‏(‏انطلقوا على اسم الله، اللهم أعنهم‏)‏، ثم رجع إلى بيته، وطفق يصلى ويناجي ربه‏.‏
وانتهت المفرزة إلى حصن كعب بن الأشرف، فهتف به أبو نائلة، فقام لينزل إليهم، فقالت له امرأته ـ وكان حديث العهد بها‏:‏ أين تخرج هذه الساعة ‏؟‏ أسمع صوتاً كأنه يقطر منه الدم‏.‏
قال كعب‏:‏ إنما هو أخي محمد بن مسلمة، ورضيعي أبو نائلة، إن الكريم لو دعي إلى طعنة أجاب، ثم خرج إليهم وهو متطيب ينفح رأسه‏.‏
وقد كان أبو نائلة قال لأصحـابـه‏:‏ إذا ما جاء فإني آخذ بشعره فأشمه، فإذا رأيتموني استمكنت من رأسه فدونكم فاضربوه، فلما نزل كعب إليهم تحدث معهم ساعة، ثم قال أبو نائلة‏:‏ هل لك يا بن الاشرف أن نتماشى إلى شِعْب العجوز فنتحدث بقية ليلتنا ‏؟‏ قال‏:‏ إن شئتم، فخرجوا يتماشون، فقال أبو نائلة وهو في الطريق ‏:‏ ما رأيت كالليلة طيباً أعطر ، وزهي كعب بما سمع ، فقال‏:‏ عندي أعطر نساء العرب ، قال أبو نائلة ‏:‏ أتأذن لي أن أشم رأسك ‏؟‏ قال‏:‏ نعم ، فأدخل يده في رأسه فشمه وأشم أصحابه ‏.‏
ثم مشى ساعـة ثم قال ‏:‏ أعود ‏؟‏ قال كعب‏:‏ نعم ، فعاد لمثلها ‏.‏ حتى اطمأن ‏.‏
ثم مشى ساعة ثم قال‏:‏ أعود ‏؟‏ قال‏:‏ نعم ، فأدخل يده في رأسه، فلما استمكن منه قال‏:‏ دونكم عدو الله ، فاختلفت عليه أسيافهم، لكنها لم تغن شيئاً، فأخذ محمد بن مسلمة مِغْوَلاً فوضعه في ثُنَّتِهِ، ثم تحامل عليه حتي بلغ عانته، فوقع عدو الله قتيلاً، وكان قد صاح صيحة شديدة أفزعت من حوله، فلم يبق حصن إلا أوقدت عليه النيران‏.‏
ورجعت المفرزة وقد أصيب الحارث بن أوس بذُبَاب بعض سيوف أصحابه فجرح ونزف الدم، فلما بلغت المفرزة حَرَّة العُرَيْض رأت أن الحارث ليس معهم، فوقفت ساعة حتي أتاهم يتبع آثارهم، فاحتملوه، حتي إذا بلغوا بَقِيع الغَرْقَد كبروا، وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم تكبيرهم، فعرف أنهم قد قتلوه، فكبر، فلما انتهوا إليه قال‏:‏ ‏‏(‏أفلحت الوجوه‏)‏، قالوا‏:‏ ووجهك يا رسول الله، ورموا برأس الطاغية بين يديه، فحمد الله على قتله، وتفل علي جرح الحارث فبرأ، ولم يؤذ بعده‏.‏
ولما علمت اليهود بمصرع طاغيتها كعب بن الأشرف دب الرعب في قلوبهم العنيدة، وعلموا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لن يتوانى في استخدام القوة حين يري أن النصح لا يجدي نفعاً لمن يريد العبث بالأمن وإثارة الاضطرابات وعدم احترام المواثيق، فلم يحركوا ساكناً لقتل طاغيتهم، بل لزموا الهدوء، وتظاهروا بإيفاء العهود، واستكانوا، وأسرعت الأفاعي إلى جحورها تختبئ فيها ‏.‏

وهكذا تفرغ الرسول صلى الله عليه وسلم ـ إلي حين ـ لمواجهة الأخطار التي كان يتوقع حدوثها من خارج المدينة، وأصبح المسلمون وقد تخفف عنهم كثير من المتاعب الداخلية التي كانوا يتوجسونها، ويشمون رائحتها بين آونة وأخري ‏.‏


8. غزوة بُحْران

وهي دورية قتال كبيرة، قوامها ثلاثمائة مقاتل، قادها الرسول صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الآخر سنة 3 هـ إلى أرض يقال لها‏:‏ بحران ـ وهي مَعْدِن بالحجاز من ناحية الفُرْع ـ فأقام بها شهر ربيع الآخر ثم جمادى الأولى ـ من السنة الثالثة من الهجرة ـ ثم رجع إلى المدينة، ولم يلق حرباً‏.‏


9. سرية زيد بن حارثة
وهي آخر وأنجح دورية للقتال قام بها المسلمون قبل أحد.
الزمان: وقعت في جمادي الآخرة سنة 3 هـ‏.‏

وتفصيلها‏:‏ أن قريشاً بقيت بعد بدر يساورها القلق والاضطراب، وجاء الصيف، واقترب موسم رحلتها إلى الشام، فأخذها هَمٌّ آخر‏.‏

ودارت المناقشة حول هذا الموضوع، فقال الأسود بن عبد المطلب لصفوان لقريش ـ وهو الذي نخبته قريش في هذا العام لقيادة تجارتها إلى الشام ‏:‏ تنكب الطريق على الساحل وخذ طريق العراق ـ وهي طريق طويلة جداً تخترق نجداً إلى الشام، وتمر في شرقي المدينة على بعد كبير منها، وكانت قريش تجهل هذه الطريق كل الجهل ـ فأشار الأسود بن عبد المطلب على صفوان أن يتخذ فُرَات بن حَيَّان ـ من بني بكر بن وائل ـ دليلاً له، ويكون رائده في هذه الرحلة‏.‏

وخرجت عير قريش يقودها صفوان بن أمية، آخذة الطريق الجديدة، إلا أن أنباء هذه القافلة وخطة سيرها طارت إلى المدينة‏.‏
وجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم لوقته حملة قوامها مائة راكب في قيادة زيد بن حارثة الكلبي، وأسرع زيد حتى دهم القافلة بغتة ـ على حين غرة ـ وهي تنزل على ماء في أرض نجد يقال له‏:‏ قَرْدَة ـ بالفتح فالسكون ـ فاستولي عليها كلها، ولم يكن من صفوان ومن معه من حرس القافلة إلا الفرار بدون أي مقاومة‏.‏

الغنائم: أسر المسلمون دليل القافلة ـ فرات بن حيان، وقيل‏:‏ ورجلين غيره ـ وحملوا غنيمة كبيرة من الأواني والفضة كانت تحملها القافلة، قدرت قيمتها بمائة ألف، وقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الغنيمة على أفراد السرية بعد أخذ الخمس، وأسلم فرات بن حيان على يديه صلى الله عليه وسلم‏.‏

وكانت مأساة شديدة ونكبة كبيرة أصابت قريشاً بعد بدر، اشتد لها قلق قريش وزادتها هما وحزناً‏.‏ ولم يبق أمامها إلا طريقان،إما أن تمتنع عن غطرستها وكبريائها، وتأخذ طريق الموادعة والمصالحة مع المسلمين، أو تقوم بحرب شاملة تعيد لها مجدها التليد، وعزها القديم، وتقضي على قوات المسلمين بحيث لا يبقي لهم سيطرة على هذا ولا ذاك، وقد اختارت مكة الطريق الثانية، فازداد إصرارها على المطالبة بالثأر، والتهيؤ للقاء المسلمين في تعبئة كاملة، وتصميمها على الغزو في ديارهم، فكان ذلك وما سبق من أحداث التمهيد القوي لمعركة أحد‏.






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 03-28-2008, 11:35 AM رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين.

غزوة أحد



استعداد قريش لمعركة ناقمة

على اثر الهزيمة الساحقة التي منيت بها في معركة بدر و التي قتل فيها الصناديد و الأشراف، اتفقت قريش على أن تقوم بحرب شاملة ضد المسلمين تشفي غيظها و تروي غلة حقدها، و أخذت في الاستعداد للخوض في مثل هذه المعركة.
و كان عكرمة بن أبي جهل ، و صفوان بن أمية و أبو سفيان بن حرب و عبد الله بن أبي ربيعة أكثر زعماء قريش نشاطا و تحمسا لخوض المعركة
و أول ما فعلوه بهذا الصدد أنهم احتجزوا العير التي كان قد نجا بها أبو سفيان، و التي كانت سببا لمعركة بدر، و قالوا للذين كانت فيها أموالهم : يا معشر قريش ، إن محمدا قد وتركم ( ظلمكم) و قتل خياركم، فأعينونا بهذا المال على حربه، لعلنا أم ندرك منه ثأرا، فأجابوا لذلك، فباعوها و كانت ألف بعير ، و المال خمسين ألف دينار ، و في ذلك أنزل الله تعالى: ( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون).
ثم فتحوا باب التطوع لكل من أحب المساهمة في غزو المسلمين.


قوام جيش قريش و قيادته:

لما استدارت السنة، كانت مكة قد استكملت عدتها و اجتمع إليها من المشركين ثلاثة آلاف مقاتل من قريش و الأحابيش، إضافة إلى النساء اللواتي بلغ عددهن خمسة عشر امرأة.
و كان سلاح النقليات في هذا الجيش ثلاثة آلاف بعير ، و من سلاح الفرسان مائتا فرس ، جنبوها طول الطريق، و كان سلاح الوقاية سبعمائة درع. و كانت القيادة العامة إلى أبي سفيان بن حرب ، و قيادة الفرسان إلى خالد بن الوليد يعاونه عكرمة بن أبي جهل.أما اللواء فكان إلى بني عبد الدار.


جيش مكة يتحرك:

تحرك الجيش المكي بعد هذا الإعداد التام نحو المدينة، و كانت الثارات القديمة و الغيظ الكامن يشعل البغضاء في القلوب، و يشف عما سوف يقع من قتال مرير.


الاستخبارات النبوية تكشف حركة العدو:

أسرع العباس بن عبد المطلب الذي كان يرقب حركات قريش و استعداداتها العسكرية بإرسال رسول الى النبي صلى الله عليه و سلم ، بعد تحرك جيش قريش، ضمنها جميع تفاصيل الجيش.
قرأ الرسالة على النبي صلى الله عليه و سلم، و هو في مسجد قباء، أبي بن كعب، فأمره بالكتمان ، و عاد مسرعا الى المدينة ليتبادل الرأي مع قادة المهاجرين و الأنصار.


استعداد المسلمين للطوارى:

ظلت المدينة في حالة استنفار عام لا يفارق رجالها السلاح حتى و هم في الصلاة، استعدادا للطوارى.
و قام الصحابة بحراسة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و قامت على مداخل المدينة و أنقابها حراسة مشددة خوفا من أن يؤخذوا على غرة، كما قامت دوريات من المسلمين برصد تحركات العدو.


الجيش المكي الى أسوار المدينة:

و تابع جيش مكة سيره على الطريق الغربية الرئيسية المعتادة.
ثم واصل سيره حتى اقترب من من المدينة، فسلك وادي العقيق، ثم انحرف منه الى ذات اليمين حتى نزل قريبا بجبل أحد، في مكان يقال له: عينين، في بطن السبخة من قناة على شفير الوادي-الذي يقع شمالي المدينة بجنب أحد، فعسكر هناك يوم الجمعة السادس من شهر شوال سنة ثلاث من الهجرة.


المجلس الاستشاري لأخذ خطة الدفاع:

نقلت استخبارات المدينة أخبار جيش مكة خبرا بعد خبر حتى الخبر الأخير عن معسكره، و حينئذ عقد رسول الله صلى الله عليه و سلم مجلسا استشاريا عسكريا أعلى، تبادل فيه الرأي لاختبار الموقف، و أخبرهم عن رؤيا رآها، قال: " إني قد رأيت و الله خيرا، رأيت بقرا يذبح، و رأيت في ذباب سيفي ثلما، و رأيت أني أدخلت يدي في درع حصينة"، و تأول البقر بنفر من أصحابه يقتلون، و تأول الثلمة في سيفه برجل يصاب من أهل بيته، و تأول الدرع بالمدينة.
ثم قدم رأيه الى صحابته ألا يخرجوا من الكدينة و أن يتحصنوا بها، فان أقام المشركون بمعسكرهم أقاموا بشر مقام و بغير جدوى، و أن دخلوا المدينة قاتلهم المسلمون على أفواه الأزقة، و النساء من فوق البيوت، و كان هذا هو الرأي. ووافقه على هذا الرأي عبد الله بن أبي بن سلول- رأس المنافقين- و كان قد حضر المجلس بصفته أحد زعماء الخزرج.
غير أن جماعة من فضلاء الصحابة ممن فاتهم الخروج يوم بدر و غيرهم أشاروا على الرسول صلى الله عليه و سلم بالخروج و كان في مقدمتهم عمه حمزة بن عبد المطلب.
و أمام حماسة الصحابة و الحاحهم ، نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم عند رغبتهم و استقر الرأي على الخروج من المدينة و اللقاء في الميدان السافر.


تكتيب الجيش الاسلامي و خروجه الى ساحة القتال:

صلى النبي صلى الله عليه و سلم يوم الجمعة، فوعظهم و أمرهم بالجد و الاجتهاد، و أخبر أن لهم النصر بما صبروا، و أمرهم بالتهيؤ لعدوهم، ففرح الناس بذلك.
و قسم النبي صلى الله عليه و سلم جيشه الى ثلاث كتائب:
كتيبة المهاجرين، و أعطى لواءها مصعب بن عمير العبدري
كتيبة الأوس من الأنصار، أعطى لواءها أسيد بن حضير.
كتيبة الخزرج من الأنصار ، و أعطى لواءها الحباب بن المنذر.

و كان الجيش متألفا من ألف مقاتل فيهم مائة دارع، و لم يكن فيهم من الفرسان أحد.


استعراض الجيش:

عندما وصل الى مقام يقال له: " الشيخان" استعرض رسول الله صلى الله عليه و سلم جيشه، فرد من استصغره و لم يره مطيقا للقتال و كان منهم عبد الله بن عمر بن الخطاب و أسامة بن زيد و غيرهم.


المبيت بين أحد و المدينة:

و في هذا المكان أدركهم المساء، فصلى المهرب و العشاء ، و بات هنالك، و اختار خمسين رجلا لحراسة المعسكر يتجولون حوله، و كان قائدهم محمد بن مسلمة الأنصاري ، بطل سرية كعب بن الأشر ف، و تولى ذكوان بن عبد قيس حراسة النبي صلى الله عليه و سلم خاصة.


تمرد عبد الله بن أبي و أصحابه:

قبل طلوع الفجر بقليل أدلج، حتى إذا كان بالشوط صلى الفجر، و كان بمقربة جدا من العدو ، فقد كان يراهم و يرونه، و هناك تمرد عبد الله بن أبي المنافق، فانسحب بنحو ثلث العسكر- ثلاثمائة مقاتل- قائلا: ما ندري علام نقتل أنفسنا ؟ و متظاهرا بالاحتجاج بأن رسول الله صلى الله عليه و سلم ترك رأيه و أطاع غيره.
و لكن هدفه من وراء ما فعل هو إحداث البلبلة و الاضطراب في جيش المسلمين، في ذلك الظرف الدقيق، على مسمع و مرأى عدوهم، حتى ينحاز عامة الجيش عن النبي صلى الله عليه و سلم، و تنهار معنويات من يبقى معه و بذلك يتشجع العدو.
و كاد المنافق أن ينجح في تحقيق بعض ما كان يهدف إليه، فقد همت طائفتان- بنو حارثة من الأوس، و بنو سلمة من الخزرج- أن تفشلا ، و لكن الله تولاهما، فثبتتا، و عنهما يقول الله عز و جل:
( إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا و الله وليهما و على الله فليتوكل المؤمنون 122)
آل عمران.


بقية الجيش الإسلامي الى أحد:

بعد هذا التمرد و الانسحاب، قام النبي صلى الله عليه و سلم ببقية الجيش- و هم سبعمائة مقاتل- ليواصل سيره نحو العدو، و كان معسكر المشركين يحول بينه و بين أحد في مناطق كثيرة، فقال: " من رجل يخرج بنا على القوم من كثب من طريق لا يمر بنا عليهم". فقال أبو خثيمة: أنا يا رسول الله، ثم اختار طريقا قصيرا الى أحد يمر بحرة بني حارثة و بمزارعهم، تاركا جيش المشركين الى الغرب.
و نفذ رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى نزل الشعب من جبل أحد في عدوة الوادي، فعسكر بجيشه مستقبلا المدينة، و جاعلا ظهره الى هضاب جبل أحد، و على هذا صار جيش العدو فاصلا بين المسلمين و بين المدينة.


خطة الدفاع:

عبأ رسول الله صلى الله عليه و سلم جيشه، و هيأهم صفوفا للقتال، فاختار منهم فصيلة من الرماة الماهرين ، قوامها خمسون مقاتلا، و أعطى قيادتها لعبد الله بن جبير بن النعمان الأنصاري الأوسي البدري، و أمرهم بالتمركز على جبل يقع على الضفة الشمالية من وادي قناة- و عرف فيما بعد بجبل الرماة- جنوب شرق معسكر المسلمين، على بعد حوالي مائة و خمسين مترا من مقر الجيش الإسلامي.
و الهدف من ذلك هو ما أبداه رسول الله صلى الله عليه و سلم في كلماته التي ألقاها الى هؤلاء الرماة، فقد قال لقائدهم:" انضح الخيل عنا بالنبل، لا يأتونا من خلفنا، إن كانت لنا أو علينا فاثبت مكانك، لا نؤتين من قبلك" و قال للرماة: " احموا ظهورنا، فان رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا، و إن رأيتمونا قد غنمنا فلا تشركونا"، و في رواية البخاري أنه قال: " إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم، و إن رأيتمونا هزمنا القوم ووطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم"..
أما بقية الجيش فجعل على الميمنة المنذر بن عمرو، و جعل على الميسرة الزبير بن العوام، يسانده المقداد بن الأسود، و كان الى الزبير مهمة الصمود في وجه فرسان خالد بن الوليد، و جعل في مقدمة الصفوف نخبة ممتازة من شجعان المسلمين و رجالاتهم المشهورين بالنجدة و البسالة، الذين يوزنون بالآلاف.تتجلى عبقرية قيادة الرسول صلى الله عليه و سلم العسكرية في هاته الخطة الحكيمة و الدقيقة جدا التي وضعها. و لا يمكن لأي قائد مهما تقدمت كفاءته أن يضع خطة أدق و أحكم من هذه.
و هكذا تمت تعبئة الجيش النبوي صباح يوم السبت السابع من شهر شوال سنة ثلاثة هجرية.


الرسول ينفث روح البسالة في الجيش:

نهى الرسول صلى الله عليه و سلم الناس عن الأخذ في القتال حتى يأمرهم، و ظاهر بين درعين ( أي لبس درعين)، و حرض أصحابه على القتال و حضهم على المصابرة و الجلاد عند اللقاء، و أخذ ينفث روح الحماسة و البسالة في أصحابه.


تعبئة الجيش المكي:

أما المشركون فعبأوا جيشهم حسب نظام الصفوف، فكانت القيادة العامة الى أبي سفيان صخر بن حرب الذي تمركز في قلب الجيش، و جعل على الميمنة خالد بن الوليد- و كان إذ ذاك مشركا- و على الميسرة عكرمة بن أبي جهل، و على المشاة صفوان بن أمية، و على رماة النبل عبد الله بن أبي ربيعة.أما اللواء فكان الى مفرزة من بني عبد الدار.


مناورات سياسية من قبل قريش:

حاولت قريش قبيل نشوب المعركة إيقاع الفرقة و النزاع داخل صفوف المسلمين. فقد أرسل أبو سفيان الى الأنصار يقول لهم: خلوا بيننا و بين أبن عمنا فننصرف عنكم، فلا حاجة لنا الى قتالكم.و لكن أين هذه المحاولة أمام الإيمان الذي لا تقوم له الجبال، فقد رد عليه الأنصار ردا عنيفا، و أسمعوه ما يكره.
و اقتربت ساعة الصفر،/ و تدانت الفئتان، فقامت قريش بمحاولة أخرى لنفس الغرض عن طريق عميل خائن يسمى أبا عامر الفاسق- و اسمه عبد عمرو بن صيفي، و كان يسمى الراهب، فسماه رسول الله صلى الله عليه و سلم الفاسق، و كان على رأس الأوس في الجاهلية، خرج الى الأنصار لينفث سمه و يحضهم على أن ينفضوا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم لكن إيمانهم القوي حال دون وصول هذا الخائن الى غرضه.
و هكذا باءت كل محاولات قريش الرامية الى إحداث الفرقة بين المسلمين بالفشل.


جهود نسوة قريش في التحميس:

قامت نسوة قريش بنصيبهن من المشاركة في المعركة، تقودهن هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان، فكن يتجولن في الصفوف، و يضربن بالدفوف، يستنهضن الرجال و يحرضن على القتال، و يثرن حفائظ الأبطال، و يحركن مشاعر أهل الطعان و الضراب و النضال، فتارة يخاطبن أهل اللواء فيقلن:


وبها بني عبد الدار
وبها حماة الأدبار
ضربا بكل بتار

و تارة يأززن قومهن على القتال و ينشدن:


إن تقبلوا نعانق
و نفرش النمارق
أو تدبروا نفارق
فراق غير وامق.


أول وقود المعركة:

تقارب الجمعان و تدانت الفئتان، و آنت مرحلة القتال، و كان أول وقود المعركة حامل لواء المشركين طلحة بن أبي طلحة العبدري، و كان من أشجع فرسان قريش، يسميه المسلمون كبش الكتيبة. خرج و هو راكب على جمل يدعو الى المبارزة، فأحجم عنه الناس لفرط شجاعته، و لكن تقدم إليه الزبير و لم يمهله ، بل وثب إليه وثبة الليث حتى صار معه على جمله، ثم اقتحم به الأرض فألقاه عنه و ذبحه بسيفه.
و رأى النبي صلى الله عليه و سلم هذا الصراع الرائع فكبر، و كبر المسلمون و أثنى على الزبير، و قال في حقه:" إن لكل نبي حواريا، و حواري الزبير".


ثقل المعركة حول اللواء و ابادة حملته:

ثم اندلعت نيران المعركة، و اشتد القتال بين الفريقين في كل نقطة من نقاط الميدان، و كان ثقل المعركة يدور حول لواء المشركين، فقد تعاقب بنو عبد الدار لحمل اللواء بعد قتل قائدهم طلحة بن أبي طلحة.
و بعد ابادة عشرة من بني عبد الدار ممن تعاقبوا على حمل اللواء، تقدم غلام لهم حبشي- اسمه صؤاب- فحمل اللواء و قاتل ببسالة فاق بها مواليه حتى تقطعت يداه فبرك على اللواء بصدره حتى قتل و هو يقول: اللهم هل أعززت؟ يعني هل أعذرت؟
و بعد قتل هذا الغلام، سقط اللواء على الأرض و لم يحمله أحد.


القتال في بقية النقاط:

و بينما كان ثقل المعركة يدور حول لواء المشركين، كان القتال المرير يجري في سائر نقاط المعركة، و كانت روح الإيمان قد سادت صفوف المسلمين ، فانطلقوا خلال جنود الشرك انطلاق الفيضان تتقطع أمامه السدود، و هم يقولون: "أمت، أمت" كان ذلك شعارا لهم يوم أحد.
أقبل أبو دجانة معلما بعصابته الحمراء، آخذا بسيف رسول الله صلى الله عليه و سلم، مصمما على أداء حقه، فقاتل حتى أمعن في الناس، و جعل لا يلقى مشركا إلا قتله، و أخذ يهد صفوف المشركين هدا.
و قاتل حمزة بن عبد المطلب قتال الليوث المهتاجة، فبالإضافة الى مشاركته الفعالة في ابادة حاملي لواء المشركين، فعل الأفاعيل بأبطالهم الآخرين، حتى صرع و هو في مقدمة المبرزين، و لكن لا كما تصرع الأبطال و جها لوجه في ميدان القتال، و إنما كما يغتال الكرام في حلك الظلام.


مصرع أسد الله حمزة بن عبد المطلب:

يقول قاتل حمزة وحشي بن حرب: كنت غلاما لجبير بن مطعم، و كان عمه طعيمة بن عدي قد أصيب يوم بدر، فلما سارت قريش الى أحد قال لي جبير: انك ان قتلت حمزة عم محمد بعمي فأنت عتيق. قال: فخرجت مع الناس – و كنت حبشيا أقذف بالحربة قذف الحبشة، قلما أخطى بها شيئا- فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة و أتبصره، حتى رأيته في عرض الناس مثل الجمل الأورق، يهد الناس هدا ما يقوم له شيء. فو الله إني لأتهيأ له أريده، فأستتر منه بشجرة أو حجر ليدنو مني اذ تقدمني إليه سباع بن عبد العرى فلما رآه حمزة قال له: هلم إلي يا بن مقطعة البظور- و كانت أمه ختانة- قال فضربه ضربة كأنما أخطأ رأسه.
قال و هززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها إليه، فوقعت في ثنته- أحشائه- حتى خرجت من بين رجليه، و ذهب لينوء نحوي فغلب، و تركته و إياها حتى مات، ثم أتيته فأخذت حربتي، ثم رجعت الى العسكر فقعدت فيه، و لم يكن لي بغيره حاجة، و إنما قتلته لأعتق، فلما قدمت مكة عتقت.


السيطرة على الموقف:

برغم هذه الخسارة الفادحة التي لحقت المسلمين بقتل أسد الله و أسد رسوله حمزة بن عبد المطلب، ظل المسلمون مسيطرين على الوقف كله. فقد قاتل الأبطال من الصحابة أمثال أبو بكر و عمر بن الخطاب و علي بن أبي طالب و غيرهم قتالا فل عزائم المشركين ، و فت في اعضادهم.


من أحضان المرأة الى مقارعة السيوف و الدرقة:

و كان من الأبطال المغامرين يومئذ حنظلة الغسيل- و هو حنظلة بن أبي عامر، و أبو عامر هو الراهب الذي سمي بالفاسق، و الذي مضى ذكره قريبا- كان حنظلة حديث عهد بالعرس، فلما سمع هواتف الحرب و هو على امرأته انخلع من أحضانها، و قام من فوره إلى الجهاد، فلما التقى بجيش المشركين في ساحة القتال أخذ يشق الصفوف حتى خلص إلى قائد المشركين أبي سفيان، و كاد يقضي عليه لولا أن أتاح الله له الشهادة، فقد شد على أبي سفيان ، فلما استعلاه و تمكن منه رآه شداد بن الأسود فضربه حتى قتله.


نصيب فصيل الرماة في المعركة:

و كانت للفصيلة التي عينها الرسول صلى الله عليه و سلم على جبل الرماة يد بيضاء في إدارة دفة القتال لصالح الجيش الاسلامي، فقد هجم فرسان مكة بقيادة خالد بن الوليد يسانده أبو عامر الفاسق ثلاث مرات ليحطموا جناح الجيش الإسلامي الأيسر، حتى يتسربوا إلى ظهور المسلمين فيحدثوا البلبلة و الارتباك في صفوفهم و ينزلوا عليهم هزيمة ساحقة، و لكن هؤلاء الرماة رشقوهم بالنبل حتى فشلت هجماتهم الثلاث.


الهزيمة تنزل بالمشركين:

هكذا دارت رحى الحرب الزبون، و ظل الجيش الإسلامي الصغير مسيطرا على الموقف كله حتى خارت عزائم المشركين، و أخذت صفوفهم تتبدد عن اليمين و الشمال و الأمام و الخلف، كأن ثلاثة آلاف مشرك يواجهون ثلاثين ألف مسلم لا بضع مئات قلائل، و ظهر المسلمون في أعلى صور الشجاعة و اليقين.
و أخذت قريش في الانسحاب، و لجأت إلى الفرار و نسيت ما كانت تتحدث به في نفسها من أخذ الثأر و الوتر و الانتقام، و إعادة العز و المجد و الوقار.


غلطة الرماة الفظيعة:

بينما كان الجيش الإسلامي الصغير يسجل مرة أخرى نصرا ساحقا على أهل مكة لم يكن اقل روعة من نصر بدر، و قعت من أغلبية فصيلة الرماة غلطة فظيعة قلبت الوضع تماما ، و أدت إلى خسائر فادحة في ، و كادت تكون سببا في مقتل النبي صلى الله عليه و سلم.
فعلى الرغم من الأوامر التي وجهها الرسول صلى الله عليه و سلم إلى هاته الفرقة، لما رأى هؤلاء الرماة أن المسلمين ينتهبون غنائم العدو غلبت عليهم أثارة من حب الدنيا، فقال بعضهم لبعض: الغنيمة الغنيمة، ظهر أصحابكم، فما تنتظرون؟
أما قائدهم عبد الله بن جبير، فقد ذكرهم بأوامر الرسول صلى الله عليه و سلم، و قال: أنسيتم ما قال لكم رسول الله صلى الله عليه و سلم؟
و لكن الأغلبية الساحقة لم تلق لهذا التذكير بالا، و قالت: و الله لتأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة. ثم غادر أربعون رجلا أو أكثر من هؤلاء الرماة مواقعهم من الجبل، و التحقوا بسواد الجيش ليشاركوه في جمع الغنائم. و هكذا خلت ظهر المسلمين، و لم يبق فيها الا ابن جبير و تسعة أو أقل من أصحابه و التزموا مواقفهم مصممين على البقاء حتى يؤذن لهم أو يبادوا.


خالد بن الوليد يقوم بخطة تطويق الجيش الإسلامي:

انتهز خالد بن الوليد هذه الفرصة الذهبية، فكر بسرعة إلى جبل الرماة ليدور من خلفه إلى مؤخرة الجيش الإسلامي ، فلم يلبث أن أباد عبد الله بن جبير و أصحابه إلا البعض الذين لحقوا بالمسلمين، ثم انقض على المسلمين من الخلف، وصاح فرسانه صيحة عرف بها المشركون المنهزمون بالتطور الجديد فانقلبوا على المسلمين، و أسرعت امرأة منهم و هي عمرة بنت علقمة الحارثية- فرفعت لواء المشركين المطروح على التراب، فالتف حوله المشركون و لاثوا به، و تنادى بعضهم بعضا، حتى اجتمعوا على المسلمين، و ثبتوا للقتال، و أحيط المسلمون من الأمام و الخلف، ووقعوا بين شقي الرحى.


موقف الرسول الباسل إزاء عمل التطويق:

و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم حينئذ في مفرزة صغيرة- تسعة نفر من أصحابه- في مؤخرة المسلمين، كان يراقب المسلمين و مطاردتهم المشركين، إذ بوغت بفرسان خالد بن الوليد مباغتة كاملة، فكان أمامه طريقان: إما أن ينجو- بالسرعة- بنفسه و بأصحابه التسعة إلى ملجأ مأمون، و يترك جيشه المطوق إلى مصيره المقدور، و إما أن يخاطر بنفسه فيدعو أصحابه ليجمعهم حوله، و يتخذ بهم جبهة قوية يشق بها الطريق لجيشه المطوق إلى هضاب أحد.
و هناك تجلت عبقرية رسول الله صلى الله عليه و سلم و شجاعته المنقطعة النظير، فقد رفع صوته ينادي أصحابه: "إلي عباد الله " ، و هو يعرف أن المشركين سوف يسمعون صوته قبل أن يسمعه المسلمون، و لكنه ناداهم و دعاهم مخاطرا بنفسه في هذا الظرف الدقيق.
و فعلا فقد علم المشركون فخلصوا إليه، قبل أن يصل إليه المسلمون.


تبدد المسلمون في الموقف:

أما المسلمون فلما وقعوا في التطويق طار صواب طائفة منهم، فلم تكن تهمها إلا أنفسها، فقد أخذت طريق الفرار، و تركت ساحة القتال، و هي لا تدري ماذا وراءها؟ وفر من هذه الطائفة بعضهم إلى المدينة حتى دخلها، و انطلق بعضهم إلى ما فوق الجبل.
و رجعت طائفة أخرى فاختلطت بالمشركين، و التبس العسكران فلم يتميزا، فوقع القتل في المسلمين بعضهم من بعض.
و بينما الناس في هاته الفوضى و الارتباك، إذ سمعوا صائحا يصيح : إن محمدا قد قتل، فطارت بقية صوابهم، و انهارت الروح المعنوية أو كادت تنهار في نفوس كثير من الأفراد، فتوقف من توقف منهم عن القتال، و ألقى بأسلحته مستكينا، و فكر آخرون بالاتصال بعبد الله بن أبي- رأس المنافقين- ليأخذ لهم الأمان من أبي سفيان. و مر بهؤلاء أنس بن النضر، و قد ألقوا ما بأيديهم فقال: ما تنتظرون؟ فقالوا: قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما تصنعون بالحياة بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم..(بقية الحديث في صحيح البخاري).
و بمثل هذا الاستبسال و التشجيع عادت إلى جنود المسلمين روحهم المعنوية، و رجع إليهم رشدهم و صوابهم، فعدوا عن فكرة الاستسلام أو الاتصال بابن أبي.


احتدام القتال حول رسول الله صلى الله عليه و سلم:

و بينما كانت تلك الطوائف تتلقى أواصر التطويق، و تطحن بين شقي رحى المشركين، كان العراك محتدما حول رسول الله صلى الله عليه و سلم، و قد ذكرنا أن المشركين لما بدأوا عمل التطويق لم يكن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا تسعة نفر، فلما نادى المسلمين:" هلموا إلي، أنا رسول الله" ، سمع صوته المشركون فعرفوه ، فكروا إليه و هاجموه، و مالوا عليه بثقلهم قبل أن يرجع اليه أحد من المسلمين، فجرى بين المشركين و بين النفر التسعة من الصحابة عرك عنيف ظهرت فيه نوادر الحب و التفاني و البسالة.





نسأل الله أن يتقبل منا ان شاء الله و أن يجمعنا مع الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم.






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 03-28-2008, 11:51 AM رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

احرج ساعه فى حياة الرسول


احتدام القتال حول رسول الله


لما بدأ المشركين بالتطويق لم يكن مع الرسول الا تسعه نفرفلما نادى المسلمين سمع صوته المشركون فهاجموه قبل ان يرجع اليه احد من من جيش المسلمين فجرى بينخم عراك عنيف ظهرت فيه نوادر الحب والبساله.


لم يبق مع الرسول غير طلحه ابن عبيد الله وسعد بن ابى الوقاص كانت احرج ساعه للرسول وفرصه ذهبيه للمشركين للقضاء على الرسول ورماه عتبه بن ابى وقاص بالحجاره فوقع لشقه واصيبت رباعيته اليمنى ،وضربه عبد الله بن قمئهعلى عاتقه بالسيف ثم ضرب على وجنتيه صلى الله عليه وسلم ضربه اخرى عنيفه وهنا ظهرت بطوله وبساله طلحه بن عبيد الله الذى تقطعت اصابعه .
وفى هذاالظرف الحرج انزل الله نصره بالغيب . عن سعد قال رايت رسول الله يوم احد ومعه رجلان يقاتلان عنه عليهما ثياب بيض كأسد القتال وما رأيتهما من قبل يعنى جبريل وميكائيل.


*بدايه تجمع الصحابه حول الرسول
لم يكادوا المسلمون الذين كانوا فى الصفوف الاولى يرون تغير الموقف او يسمعوا صوت الرسول حتى اسرعوا اليه لئلا يصل النبى مكروها الا انهم وصلوا وقد لقى الرسول ما لقى من جراحات .فأقاموا حوله سياجا من اجسادهم وسلاحهم وبالغوا فى وقايته من ضربات العدو وكان اول من رجع اليه ابو بكر الصديق.
تضاعف ضغط المشركين بتضاعف عددهم وبالطبع قد اشتدت حملاتهم على المسلمين


*قام المسلمون ببطولات نادره وتضحيات رائعه ومنها كان ابو طلحه يسور نفسه بين يدى الرسول ليقيه من سهام العدو ،وام عماره التى قاتلت بن قمئه وضربته عده ضربات بسيفهاوقاتل مصعب بن عمير بضراوه بالغه فكان اللواء بيده فضربه ابن قمئه فقطع يده اليمنى فأخذ اللواء بيده اليسرى فقطع يده اليسرى وقتله فظنه ابن قمئه رسول الله لما بينهما من شبه فانصرف الى المشركين وصاح أن محمد قتل وعندما شاع الخبر خارت عزائم الكثير من الصحابه.


*اشاعه مقتل رسول الله ادى الى انهيار معنويات المسلمين وارتباك صفوفهم الا ان هذا الخبر خفف من هجمات المشركين الذين اشتغلوا بتمثيل قتلى المسلمين


*الرسول يواصل المعركه وينقذ الموقف
قامت الصحابه ببطولات نادره وحينئذ استطاع الرسول ان يشق طريقه الى جيشه المطوق فعرفه كعب بن مالك فنادى ابشروا هذا رسول الله فأشار اليه ان اصمت حتى لا يعرف موضعه المشركين وتجمع حوله المسلمون ثم اخذ الرسول فى الانسحاب المنظم الى شعب الجبل وهو يشق طريقه بين المشركين الذين اشتد هجماتهم لعرقله الانسحاب الا ان عبقؤيه خالد فشلت امام عبقريه الرسول.


*مقتل ابى بن خلف
ادرك ابى بن خلف رسول الله فى الشعب وهو يقول اين محمد؟ لانجوت ان نجا فلما دنا منه تناول الرسول حربه وابصر ترقوته فطعنه طعنه فى عنقه فلما رجع الى قريش وقد احتقن الدم قال قتلنى محمد قالوا له والله ان بك بأٍ قال ان محمد بمكه قال (انا اقتلك) فوالله لو بصق على لقتلنى فمات عدو الله.


*كان اخر هجوم للمشركين بقياده ابوسفيان وخالد بن الوليد للنيل من المسلمين فقال الرسول (اللهم ينبغى لهم ان يعلونا) فقاتل عمر بن الخطاب و رهط من المهاجرين حتى اهبطوهم من الجبل .


*رجع المشركون الى مقرهم بعد ان كانوا على شبه اليقين من مقتل الرسول واشتغلوا بتمثيل المسلمين فبقرت هند بنت عتبه كبد حمزه فلاكتها واتخذت من الاذان والانوف خلاخيل.


*كان ابو دجانه يضرب الكافر ضربه تبلغ وركه وتفرقه فرقتين وهذا يدل على مدى استعداد المسلمين للقتال حتى نهايه المعركه وكذلك موقف السيده عائشه حيث جاءت ومعها نسوة من المومنين لتسقى المسلمين


* لما استقر رسول الله فى مقره من الشعب خرج على بن ابى طالب حتى ملا درقته ماء من المهراس فجاء به الى الرسول ليشرب منه فوجد له ريحا فعافه فلم يشرب منه وغسل من وجهه الدم فلما رأت فاطمه ان الدم يزيد اخذت من الحصير فأحرقتها فألصقتها فأستمسك الدم وجاء محمد بن سلمه بماء عذب فشرب منه الرسول وصلى الظهر قاعدا وصلى خلفه المسلمون قعود.


*لما تهيأ المشركين للانصراف اشرف ابى سفيان على الجبل ليشتم المسلمين فأجابه عمر قائلا قتلانا فى الجنه وقتلاكم فى النار.


*كان موعد التلاقى فى بدر فى العام التالى بعد ان امتطوا المشركين الابل متوجهين الى مكه وبعده فرغ المسلموين لتفقد القتلى والجرحى وقد بعت رسول الله زيد بن ثلبت يطلب سعد بن الربيع فوجده وهو بأخر رمق وبلغه ان الرسول يسلم عليه وبلغه سعد ان يقول للرسول انه يجد ريح الجنه. وكذلك الاصيرم وهو فى رمقه الاخير بعد ان اصيب وكان آمن وقاتل فى أحد فقال رسول الله هو من اهل الجنه قال ابو هريره ولم يصل لله صلاه قط. ووجدوا فى الجرحى فزمان ولما اشتد به الجرح نحر نفسه فقال رسول اللله هو من اهل النار وعلى العكس رجل من يهود بن ثعلبه قاتل لنصرة الرسول فقتل فقال الرسول محيرق خير يهود.


*جمع الشهداء ودفنهم
اشرف الرسول على الشهداء فقال ( أنا شهيد على هؤلاء انه ما من جريح يجرح فى الله الا والله يبعثه يوم القيامه يدمى جرحه, اللون لون الدم والريح ريح المسك ) . امر الرسول الصاحابه ان ردوا قتلاهم بعد ان نقلوهم الى المدينه فيدفنوهم فى مضجعهم وآلا يغسلوا ويدفنوا بثيابهم وكان يدفن الاثنين والثلاثه فى قبر واحد ودفن عبدالله بن عمر و عمرو بن الجموح فى قبر واحد لما كان بينهم من المحبه. ووجدوا نعش حنظله فوق الارض يقطر منه الماء فأخبرهم الرسول أن اللملائكه تغسله. اشتد حزن الرسول لما رآى ما بعمه واخيه فى الرضاعه حمزه وجاءت عمته صفيه تريد ان تنظر اخاها حمزه فأمر الرسول ابنها الزبير ان يصرفها ولكنها قالت لاحتسبن وأصبرن ان شاء الله . وقال ابن مسعود ما رايت الرسول باكيا قط أشد من بكائه على حمزه وضعه فى البله ثم وقف على جنازته وانتحب حتى شهق من البكاء. ولم يوجد لحمزه كفن وكذلك مصعب بن عمير الا برده ملحاه تغطى الرأس وعلى الاقدام الاّذخر فكان منظر الشهداء مريعا يفتت الاكباد. *الرسول يثنى على ربه عز وجل ويدعوه


روي الإمام أحمد‏:‏ لما كان يوم أحد وانكفأ المشركون، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏استووا حتى أثني على ربي عز وجل).
فقال ( اللهم لك الحمد كله اللهم لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضب ،ولا هادى لمن اضللت ، ولا مضل لمن هديت ، و معطى لما منعت ولا مانع لما عطيت ولا مقرب لما باعدت ولا مبعد لمل قربت اللهم ابسط علينا بركاتك ورجمتك وفضلك ورزقك ).


*الرجوع الى المدينه ونوادر الحب والتفانى
من احدى هذه النوادر لقيته فى الطريق خمته بنت جحش منعى اليها أخاها عبدالله بن جحش فأستغفرت له ثم نعى خالها حمزه بن عبد المطلب فأستغفرت له ثم نعى زوجها مصعب بن عمير فصاحت وولوت . فقال رسول الله: أن زوج المرآه منها لبمكان.


*الرسول صلى الله عليه وسلم فى المدينه
انتهى رسول الله مساء يوم السبت السابع منة شوال سنه 3 هجريه الى المدينه وناول سيفه ابنته فاطمه فقال ( أغسلى عن هذا دمه ،فوالله قد صدقنى) وناولها على بن ابى طالب سيفه فقال هذا ايضا فأغسلى عنه دمه والله لقد صدقنى اليوم فقال رسول الله (لئن صدقت القتال لقد صدقه معك سهل بن حنيف وابو دجانه).


* قتلى الفريقين
قتلى المسلمين كانوا 70 والغالبيه من الانصار فقتل منهم 65 و41 من الخزرج و24 منالاوس وقتل رجل من اليهود اما شهداء المهاجرين فكانوا اربعه. اما قتلى المشركين ذكر ابن اسحاق انهم 22 قتيلا ولكن تلاحصاء الدقيق يقيد ان عددهم 37 والله اعلم.


*حاله الطوارى فى المدينه
بات المسلمون فى المدينه ليله الاحد 8 من شوال سنه 3 من الهجره بعد الرجوع من المعركه فى حاله طوارى وقد انهكهم التعب يحرسون انقاب المدينه ومداخلها ويحرسون قائدهم رسول الله.


* غزوة حمراء الاسد
بات الرسول يفكر فى الموقف وخاف ان المشركين أن فكروا فى أنهم لم يستفيدوا من النصر الذى كسبوه فى ساحه القتال يرجعوا من الطريق لغزو المدينه فصمم على ان يقوم بعمليه مطاردة الجيش المكى فناد رسول الله الناس الى لقاء العدو وقال ( لا يخرج معنا الا من شهد القتال ) فساروا المسلمون حتى بلغوا حمراء الاسد وعسكروا هناك فقدم هناك معبد بن معبد الخزاعى فأسلم ويقال أنه كان على شرك ولكنه كان ناصحا لرسول الله فقال يا محمد والله قد عز علينا ما اصابك فى اصحابك فآمره رسول الله ان يلحق بأبى سفيان فيخذله . وقبل ان يتحرك اى سفيان بجيشه لحقه معبد ابن ابى معبد الخزاعى وقد شن عليه حرب اعصاب دعائيه عنيفه واخبره ان محمد قد خرج فى اصحابه يطلبكم فى جمع لم ارى مثله قط وقد اجتمع معه من كان تخلف عنه فى يومكم وحينئذ انهارت عزائم الجيش المكى وأخذه الرعب فلم ير العافيه الا فى مواصله الانسحاب بيد ان أن ابى سفيان قام بحرب اعصاب دعائيه ضد جيش المسلمين فقد مر به زكب من عبد القيس يريد المدينه فقال ابلغو محمد أنا قد جمعنا الكره لنستأصله واصحابه فمر الركب على الرسول واخبروه بما قال فقال المسلمون ( إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمه من الله وفضل ولم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم ) أل عمران .
اقام الرسول اربعه ايام بحمراء الاسد ثم رجع الى المدينه وقد أخذ أبا غزه الجمحى الذى عذر وحرض الناس بشعره بعد ان من عليه الرسول بفقره وكثره بناته فآمر الزبير او عاصم بن ثابت فضرب عنقه وكذلك معاويه ابن المغيره الجاسوس آمر رسول الله زيد بن حارثه وعمار بن ياسر فتعقباه فقتلاه . وتعتبر غزوة حمرة الاسد جزء من غزوة أحد وتتمه لها .


تلك هى غزوة أحد التفوق العسكرى كان للمشركين وخسارة الارواح كانت فى جانب المسلمين . ولكنالجيش المكى لم يستطيع احتلال معسكر المسلمين الذين قاوموا ببساله ولم يقع احدهم فى آسر المشركين .
كل ذلك يؤكد ان المشركين نجحوا فى الحاق الخسائر بالمسلمين مع الفشل فى هدفهم وهو ابادة جيش المسلمين بعد عمل التطويق بل يؤكد تعجيل ابى سفيان فى الانسحاب انه خاف على جيشه فى غزوة حمراء الاسد. فالفريقين متماثلين كل غير غالب .


* القرآن يتحدث حول المعركه
صرح القرآن بلاسباب التى ادت الى الخساره وابدى النواحى الضعيفه التى لم تزل موجوده فى طوائف اهل الايمان بالنسبه لواجبهم. وتحدث ايضا عن موقف المنافقين وما كان فى باطنهم من العداوة والدس والمؤامره هم واخوانهم اليهود. قال تعالى (ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبى من رسله من يشاء فأمنوا بالله ورسله وأن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم )


*الحكم والغايات المحمودة فى هذه الغزوة
1- تعريف المسلمين سوء عاقبه المعصيه وشؤم ارتكاب النهى وذلك لما ترك الرماه موقفهم الذى آمرهم الرسول الا يبرحوا منه.
2- عادة الرسل الابتلاء وتكون لهم العاقبه والحكمه ، انهم لو انتصروا لدخل فى المؤمنين من ليس منهم ولم يتميز الصادق من المنافق فعرف المسلمين ان لهم عدوا فتحرزوا منهم
3-ان الله هيأ لعباده المؤمنين منازل فى دار كرامته لا تبلغها اعمالهم ، ومحق الكافرين بطغيانهم.






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 03-28-2008, 11:56 AM رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

السرايا والبعوث بين أحدوالأحزاب
كان لمأساة أحد أثر سيئ على سمعة المؤمنين، فقد ذهبت ريحهم، وزالت هيبتهم عن النفوس، وزادت المتاعب الداخلية والخارجية على المؤمنين وأحاطت الأخطار بالمدينة من كل جانب، وكاشف اليهود والمنافقون والأعراب بالعداء السافر، وهمت كل طائفة منهم أن تنال من المؤمنين، بل طمعت في أن تقضي عليهم وتستأصل شأفتهم‏.‏

موجز لبعض مظاهر المتاعب الداخلية والخارجية على المؤمنين:
* لم يمض على معركة أحد شهران حتى تهيأت بنو أسد للإغارة على المدينة‏.‏
* ثم قامت قبائل عَضَل وقَارَة في شهر صفر سنة 4هـ بمكيدة تسببت في قتل عشرة من الصحابة.
* وفي نفس الشهر نفسه قام عامر بن الطُّفَيل العامري بتحريض بعض القبائل حتى قتلوا سبعين من الصحابة، وتعرف هذه الوقعة بوقعة بئر مَعُونَة.
* ولم تزل بنو نضير خلال هذه المدة تجاهر بالعداوة حتى قامت في ربيع الأول سنة 4 هـ بمكيدة تهدف إلى قتل النبي صلى الله عليه وسلم، وتجرأت بنو غَطَفَان حتى همت بالغزو على المدينة في جمادي الأولي سنة 4 هـ‏.‏



وفيما يلي شيء مما جري بين المسلمين والأطراف الأخرى:
سرية أبي سلمة‏
السبب: عندما نقلت استخبارات المدينة أن طلحة وسلمة ابني خويلد قد سارا في قومهما ومن أطاعهما يدعون بني أسد بن خزيمة إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛‏سارع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بعث سرية قوامها مائة وخمسون مقاتلاً من المهاجرين والأنصار، وأمر عليهم أبا سلمة، وعقد له لواء‏.‏

الوقائع: وباغت أبو سلمة بني أسد بن خزيمة في ديارهم قبل أن يقوموا بغارتهم، فتشتتوا في الأمر،وأصاب المسلمون إبلا وشاء لهم فاستاقوها، وعادوا إلى المدينة سالمين غانمين لميلقوا حرباً‏.‏

الزمان: محرم سنة 4 هـ‏.‏
وعاد أبوسلمة وقد نفر عليه جرح كان قد أصابه في أحد، فلم يلبث حتى مات‏.‏



بعث عبد الله بن أُنَيس‏‏
الزمان: الخامس من شهر محرم سنة 4 هـ.
السبب: نقلت الاستخبارات أن خالد بن سفيان الهذلي يحشد الجموع لحرب المسلمين.

الوقائع: أرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله ابن أنيس ليقضي عليه‏.‏
وظل عبد الله بن أنيس غائباً عن المدينة ثماني عشرة ليلة، ثم قدم وقد قتل خالداً وجاء برأسه، فوضعه بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاه عصا وقال‏:‏ ‏(‏هذه آية بيني وبينك يوم القيامة‏)‏، فلما حضرته الوفاة أوصي أن تجعل معه في أكفانه‏.‏



بعث الرَّجِيع‏
الزمان: شهر صفر من نفس السنة - 4هـ ـ .
قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم قوم من عَضَل وقَارَة، وذكروا أن فيهم إسلاماً، وسألوا أن يبعث معهم من يعلمهم الدين، ويقرئهم القرآن، فبعث معهم عشرة وأمر عليهم عاصم بن ثابت جد عاصم بن عمر بن الخطاب ـفذهبوا معهم، فلما كانوا بالرجيع ـ وهو ماء لهُذَيلِ بناحية الحجاز بين رَابِغ وجُدَّة ـ استصرخوا عليهم حياً من هذيل يقال لهم‏:‏ بنو لَحْيَان، فتبعوهم بقريب من مائة رام، واقتصوا آثارهم حتى لحقوهم، فأحاطوا بهم ـ وكانوا قد لجأوا إلى فَدْفَد ـوقالوا ‏:‏ لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا ألا نقتل منكم رجلاً‏.‏ فأما عاصم فأبي من النزول وقاتلهم في أصحابه، فقتل منهم سبعة بالنبل، وبقي خُبَيب وزيد بن الدَّثِنَّةِ ورجل آخر، فأعطوهم العهد والميثاق مرة أخري، فنزلوا إليهم ولكنهم غدروا بهم وربطوهم بأوتار قِسِيهم فرفض الرجل الثالث أن يصحبهم فقتلوه، وانطلقوا بخبيب وزيد فباعوهما بمكة، وكانا قتلا من رءوسهم يوم بدر، فأما خبيب فمكث عندهم مسجوناً فلما أجمعوا على صلبه قال ‏:‏دعوني حتى أركع ركعتين، فتركوه فصلاهما، فلما سلم قال‏:‏ والله لولا أن تقولوا‏:‏إن ما بي جزع لزدت، ثم قال‏:‏ اللّهم أحْصِهِمْ عَدَدًا، واقتلهم بَدَدًا ، ولا تُبْقِ منهم أحدا.
ثم قال‏ له أبو سفيان‏:‏ أيسرك أن محمدا عندنا نضرب عنقه،وأنك في أهلك‏؟‏ فقال‏:‏ لا والله، ما يسرني أني في أهلي وأن محمداً في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه‏.‏ ثم صلبوه ووكلوا به من يحرس جثته، فجاء عمرو بن أميةالضمري، فاحتمله بخدعة ليلاً، فذهب به فدفنه، وكان الذي تولي قتل خبيب هو عقبة بن الحارث، وكان خبيب قد قتل أباه حارثاً يوم بدر‏.‏
وفي الصحيح أن خبيباً أول من سن الركعتين عند القتل، وأنه رئي وهو أسير يأكل قِطْفًا من العنب، وما بمكة ثمرة‏.‏
وأما زيد بن الدَّثِنَّة فابتاعه صفوان بن أمية فقتله بأبيه‏.‏
وبعثت قريش إلى عاصم ليؤتوا بشيء من جسده يعرفونه ـ وكان عاصم قتل عظيماً من عظمائهم يوم بدر ـ فبعث الله عليه مثل الظُّلَّة من الدَّبْر ـ الزنابيرـ فحمته من رسلهم، فلم يقدروا منه على شيء‏.‏ وكان عاصم أعطي الله عهداً ألا يمسه مشرك ولا يمس مشركاً‏.‏ وكان عمر لما بلغه خبره يقول‏:‏ يحفظ الله العبد المؤمن بعد وفاته كما يحفظه في حياته ‏.‏



مأساة بئر مَعُونة‏
وفي الشهر نفسه الذي وقعت فيه مأساة الرَّجِيع وقعت مأساة أخري أشد وأفظع من الأولي، وهي التي تعرف بوقعة بئر معونة‏.‏
وملخصها‏:‏ أن أبا براء عامر بن مالك المدعو بمُلاَعِب الأسِنَّة قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فدعاه إلى الإسلام فلم يسلم ولم يبعد، ولكنه طلب من رسول الله أن يبعث معه جماعة من أصحابه إلى أهل نَجْد يدعونهم إلى الإسلام، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقبل إلا بعد أجارهم أبو براء, فبعث معه سبعين رجلا، وأمّر عليهم المنذر بن عمرو أحد بني ساعدة الملقب بالمُعْنِقَ لِيمُوت ، وكانوا من خيار المسلمين وفضلائهم وساداتهم وقرائهم.
فساروا يحتطبون بالنهار، يشترون به الطعام لأهل الصفة، ويتدارسون القرآن ويصلون بالليل،حتى نزلوا بئر معونة ـ وهي أرض بين بني عامر وحَرَّة بني سُلَيْم ـ فنزلوا هناك، ثمبعثوا حرام بن مِلْحَان أخا أم سليم بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عدو الله عامر بن الطُّفَيْل، فلم ينظر فيه، وأمر رجلاً فطعنه بالحربة من خلفه، فلما أنفذها فيه ورأى الدم، قال حرام ‏:‏ الله أكبر، فُزْتُ ورب الكعبة‏.‏
ثم استنفر عدو الله لفوره بني عامر إلى قتال الباقين، فلم يجيبوه لأجل جوار أبي براء، فاستنفر بني سليم، فأجابته عُصَيَّة ورِعْل وذَكَوان، فجاءوا حتى أحاطوا بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

النتيجة: قتل سبعين رجل من خيرة رجال المسلمين إلاكعب بن زيد بن النجار، فإنه عاش حتى قتل يوم الخندق‏.‏
وكان عمرو بن أمية الضمري والمنذر بن عقبة بن عامر في سرح المسلمين فرأيا الطير تحوم على موضع الوقعة، فنزل المنذر، فقاتل المشركين حتى قتل مع أصحابه، وأسر عمرو بن أمية الضمري، فلما أخبر أنه من مُضَر جَزَّ عامر ناصيته، وأعتقه عن رقبة كانت على أمه‏.‏

وقد تألم النبي صلى الله عليه وسلم لأجل هذه المأساة، ولأجل مأساةالرجيع اللتين وقعتا خلال أيام معدودة ، تألما شديداً، وتغلب عليه الحزن والقلق ،حتى دعا على هؤلاء الأقوام والقبائل التي قامت بالغدر والفتك في أصحابه‏.‏ ففي الصحيح عن أنس قال ‏:‏ دعا النبي صلى الله عليه وسلم على الذين قتلوا أصحابه ببئر معونة ثلاثين صباحاً، يدعو في صلاة الفجر على رِعْل وذَكْوَان ولَحْيَان وعُصَية، ويقول‏: ‏‏(‏عُصَية عَصَتْ الله ورسوله‏)‏، فأنزل الله تعالى على نبيه قرآناً قرأناه حتى نسخ بعد‏:‏ ‏(‏بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه‏)‏ فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم قُنُوتَه ‏.‏



غزوة بني النضير‏
قد أسلفنا أن اليهود كانوا يتحرقون على الإسلام والمسلمين إلا أنهم لم يكونوا أصحاب حرب وضرب، بل كانوا أصحاب دس ومؤامرة، فكانوا يجاهرون بالحقد والعداوة، ويختارون أنواعاً من الحيل ؛ لإيقاع الإيذاء بالمسلمين دون أن يقوموا للقتال مع ما كان بينهم وبين المسلمين من عهود ومواثيق، ولكنهم بعد وقعة أحد تجرأوا، فكاشفوا بالعداوة والغدر، وأخذوا يتصلون بالمنافقين وبالمشركين من أهل مكة سراً، ويعملون لصالحهم ضد المسلمين ‏.‏

سبب الغزوة: بعد مأساة بئر معونة رجع عمرو بن أمية الضمري إلى النبي صلى الله عليه وسلم حاملاً معه أنباء المصاب الفادح، ولما كان عمرو في الطريق ، نزل في ظل شجرة، وجاء رجلان من بني كلاب فنزلا معه، فلما ناما فتك بهما عمرو، وهو يري أنه قد أصاب ثأر أصحابه، وإذا معهما عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشعر به، فلما قدم أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما فعل، فقال ‏: ‏‏(‏لقد قتلت قتيلين لأدِيَنَّهما‏)‏.
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني النضير في نفر من أصحابه،وكلمهم أن يعينوه في دية الكلابيين ـ وكانذلك يجب عليهم حسب بنود المعاهدة ـ فقالوا ‏:‏ نفعل يا أبا القاسم، اجلس ها هنا حتى نقضي حاجتك‏.‏ فجلس إلى جنب جدار من بيوتهم ينتظر وفاءهم بما وعدوا، وجلس معه أبو بكر وعمر وعلى وطائفة من أصحابه‏.‏
وبينما هو ينتظر تآمر اليهود على قتله بيد أشقاهم عمرو بن جحاش..ولكن جبريل نزل من عند رب العالمين على رسوله صلى الله عليه وسلم يعلمه بما هموا به، فنهض مسرعاً وتوجه إلى المدينة، ولحقه أصحابه فقالوا ‏:‏ نهضت ولم نشعر بك، فأخبرهم بما هَمَّتْ به يهود‏.‏

الأمر بالجلاء: وما لبث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بعث محمد بن مسلمة إلى بني النضير يقول لهم ‏:‏ ‏(‏اخرجوا من المدينة ولا تساكنوني بها، وقد أجلتكم عشراً، فمن وجدت بعد ذلك بها ضربت عنقه‏)‏‏.‏ ولم يجد يهود مناصاً من الخروج، فأقاموا أياماً يتجهزون للرحيل، بيد أن رئيس المنافقين ـ عبد الله بن أبي ـ بعث إليهم أن اثبتوا وتَمَنَّعُوا، ولا تخرجوا من دياركم، فإن معي ألفين يدخلون معكم حصنكم، فيموتون دونكم (‏لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ)[‏الحشر‏:‏11‏]‏ وتنصركم قريظةوحلفاؤكم من غطفان‏.‏
فطمع رئيسهم حيي بن أخطب فيما قاله رأس المنافقين، فبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ إنا لا نخرج من ديارنا، فاصنع ما بدا لك‏.‏

الحصار: فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم جواب حيي بن أخطب كبر وكبرأصحابه، ثم نهض لمناجزة القوم، فاستعمل على المدينة ابن أم مكتوم، وسار إليهم، وعلىبن أبي طالب يحمل اللواء، فلما انتهي إليهم فرض عليهم الحصار‏.‏
والتجأ بنو النضير إلى حصونهم، فأقاموا عليها يرمون بالنبل والحجارة، وكانت نخيلهم وبساتينهم عوناً لهم في ذلك، فأمر بقطعها وتحريقها, وفي ذلك أنزل الله تعالى‏:‏‏(‏مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ‏)‏[‏الحشر‏:‏ 5‏]‏‏.‏
واعتزلتهم قريظة، وخانهم عبد الله بن أبي وحلفاؤهم من غطفان، فلم يحاول أحد أن يسوق لهم خيراً، أو يدفع عنهم شراً، ولهذا شبه سبحانه وتعالى قصتهم، وجعل مثلهم‏: ‏‏(‏كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ) ‏[‏الحشر‏:‏ 16‏]‏
ولم يطل الحصار ـ فقد دام ست ليال فقط، وقيل ‏:‏ خمس عشرة ليلة ـ حتى قذف الله في قلوبهم الرعب, فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ نحن نخرج عن المدينة‏.‏ فأنزلهم على أن يخرجوا عنها بنفوسهم وذراريهم، وأن لهم ما حملت الإبل إلا السلاح‏.‏

نهاية الحصار: نزلوا على حكم رسول الله، وخربوا بيوتهم بأيديهم، ليحملوا الأبواب والشبابيك، بل حتى حمل بعضهم الأوتاد وجذوع السقف، ثم حملوا النساء والصبيان، وتحملوا على ستمائة بعير، فترحل أكثرهم وأكابرهم كحيي بن أخطب وسلاَّم بن أبي الحُقَيق إلى خيبر، وذهبت طائفة منهم إلى الشام، وأسلم منهم رجلان فقط ‏:‏ يامِينُ بن عمرو وأبو سعد بن وهب، فأحرزا أموالهما‏.‏

الغنائم: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم سلاح بني النضير، واستولي على أرضهم وديارهم وأموالهم، فوجد من السلاح خمسين درعاً وخمسين بيضة، وثلاثمائة وأربعين سيفاً‏.‏
وكانت أموال بني النضير وأرضهم وديارهم خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ يضعها حيث يشاء، ولم يخَمِّسْها لأن الله أفاءها عليه، ولم يوجِف المسلمون عليها بِخَيلٍ ولا رِكاب، فقسمها بين المهاجرين الأولين خاصة، إلا أنهأعطي أبا دُجَانة وسهل بن حُنَيف الأنصاريين لفقرهما‏.‏ وكان ينفق منها على أهله نفقة سنة، ثم يجعل ما بقي في السلاح والكُرَاع عدة في سبيل الله‏.‏

وبهذا النصر الذي أحرزه دون قتال وتضحية توطد سلطانهم في المدينة، وتخاذل المنافقون عن الجهر بكيدهم، وأمكن للرسول صلى الله عليه وسلم أن يتفرغ لقمع الأعراب الذين آذوا المسلمين بعد أحد، وتواثبوا على بعوث الدعاة يقتلون رجالها في نذالة وكفران، وبلغت بهم الجرأة إلى أن أرادواالقيام بجر غزوة على المدينة‏.‏
زمانها: كانت غزوة بني النضير في ربيع الأول سنة 4 من الهجرة، أغسطس 625م.
وأنزل الله في هذه الغزوة سورة الحشر بأكملها, وكان ابن عباس يقول عن سورة الحشر ‏:‏ قل ‏:‏ سورة النضير ‏.‏



غزوة نجد ‏
نقلت إليه استخبارات المدينة بتحشد جموع البدو والأعراب من بني مُحَارِب وبني ثعلبة من غَطَفَان، فسارع النبي صلى الله عليه وسلم إلى الخروج، يجوس فيافي نجد، ويلقي بذور الخوف في أفئدة أولئك البدو القساة؛ حتى لا يعاودوا مناكرهم التي ارتكبها إخوانهم مع المسلمين‏.‏
وأضحي الأعراب الذين مردوا على النهب والسطو لا يسمعون بمقدم المسلمين إلا حذروا وتمنعوا في رءوس الجبال، وهكذا أرهب المسلمون هذه القبائل المغيرة، وخلطوا بمشاعرهم الرعب، ثم رجعوا إلى المدينة آمنين‏.‏



غزوة بدر الثانية‏‏
استدار العام وحضر الموعد المضروب مع قريش ـ في غزوة أحدـ وحق لمحمد صلى الله عليه وسلم وصحبه أن يخرجوا ؛ ليواجهوا أبا سفيان وقومه.
ففي شعبان سنة 4هـ يناير سنة 626م خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لموعده في ألف وخمسمائة، وكانت الخيل عشرة أفراس، وحمل لواءه على بن أبي طالب، واستخلف على المدينة عبد الله بن رواحة، وانتهي إلى بدر، فأقام بها ينتظر المشركين‏.‏

وأما أبو سفيان فخرج في ألفين من مشركي مكة، ومعهم خمسون فرساً، حتى انتهي إلى مَرِّ الظَّهْرَان على بعد مرحلة من مكة فنزل بمَجَنَّة ـ ماء في تلك الناحية‏.‏
خرج أبو سفيان من مكة متثاقلاً يفكر في عقبي القتال مع المسلمين،وقد أخذه الرعب، واستولت على مشاعره الهيبة، فلما نزل بمر الظهران خار عزمه، فاحتال للرجوع، وخطب في قومه وأخبرهم بنيته بالرجوع. ويبدو أن الخوف والهيبة كانت مستولية على مشاعر الجيش أيضاً، فقدرجع الناس ولم يبدوا أي معارضة لهذا الرأي، ولا أي إصرار وإلحاح على مواصلة السير للقاء المسلمين‏.‏

وأما المسلمون فأقاموا ببدر ثمانية أيام ينتظرون العدو، وباعوا ما معهم من التجارة فربحوا بدرهم درهمين، ثم رجعوا إلى المدينة وقد انتقل زمام المفاجأة إلى أيديهم، وتوطدت هيبتهم في النفوس، وسادوا على الموقف‏.‏
وتعرف هذه الغزوة ببدر الموعد، وبدر الثانية، وبدر الآخرة، وبدرالصغرى‏.‏



غزوة دُوَمة الجندل‏
مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد بدر الصغري في المدينة ستة أشهر، ثم جاءت إليه الأخبار بأنالقبائل حول دومة الجندل ـ قريباً من الشام ـ تقطع الطريق هناك، وتنهب ما يمر بهاوأنها قد حشدت جمعاً كبيرا تريد أن تهاجم المدينة، فاستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة سِبَاع ابن عُرْفُطَة الغفاري، وخرج في ألف من المسلمين لخمس ليال بقين من ربيع الأول سنة 5هـ، وأخذ رجلاً من بني عُذْرَة دليلاً للطريق يقال له‏:‏مذكور‏.‏
خرج يسير الليل ويكمن النهار حتى يفاجئ أعداءهم وهم غارون، فلما دنا منهم إذا هم مغربون، فهجم على ماشيتهم ورعائهم، فأصاب من أصاب، وهرب من هرب‏.‏

وأما أهل دومة الجندل ففروا في كل وجه، فلما نزل المسلمون بساحتهم لم يجدوا أحداً، وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم أياماً، وبث السرايا وفرق الجيوش، فلم يصب منهم أحداً، ثم رجع إلى المدينة، ووادع في تلك الغزوة عيينة بن حصن.



بهذه الإجراءات السريعة الحاسمة، وبهذه الخطط الحكيمة الحازمة نجح النبي صلى الله عليه وسلم في بسط الأمن، وتنفيذ السلام في المنطقة، والسيطرة على الموقف، وتحويل مجري الأيام لصالح المسلمين، وتخفيف المتاعب الداخلية والخارجية التي كانت قد توالت عليهم وأحاطت بهم من كل جانب، فقد سكت المنافقون واستكانوا، وتم إجلاء قبيلة من اليهود، وبقيت الأخري تظاهر بإيفاء حق الجوار، وبإيفاء العهود والمواثيق، واستكانت البدو والأعراب، وحادت قريش عن مهاجمة المسلمين، ووجد المسلمون فرصة لنشر الإسلام وتبليغ رسالات رب العالمين‏.‏






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 03-28-2008, 12:10 PM رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

غزوة الخندق :
كانت غزوة الخندق سنة 5 هجري __ بداية الحصار كانت في شوال __ ونهايته في ذي القعدة .

اليكم القصة :

لم يتعظ اليهود بعد ان نفوا الى خيبر عقاباً لهم ..بل بدؤا يتآمرون على المسلمين _ خرج 20 رجلاً من زعمائهم وسادات بني النضير الى قريش بمكة . ليحرضهم على قتال النبي صلى الله عليه وسلم ووعدوهم بمناصرتهم .
فاستجابت قريش .
وهكذا ..فعلوا مع غطفان التي استجابت لهم __ وبدأو يدعون قبائل العرب فاستجاب لهم من استجاب .

نجحت خطة اليهود ...حيث خرج :
من الجنوب :- قريش _كنانة _وحلفائهم من تهامة

يقودهم ابو سفيان وكانوا 4000 آلاف مقاتل
من الظهران بنو سليم
ومن الشرق :- قبائل غطفان

اتجهت هذه الجيوش نحو المدينة على الموعد الذي تعاقدت عليه .

كان جيش الكفار يصل الى 10000 آلاف مقاتل .
_إستشار الرسول صلى الله عليه وسلم صحابته فقال سلمان الفارسي رضي الله عنه : يارسول الله إنا كنا بارض فارس اذا حوصرنا خندقنا علينا ، ولقد كانت خطة حكيمة لم تكن تعرفها العرب من قبل .

__فبدأ الصحابة بالتنفيذ يقودهم نبينا صلوات ربي وسلامه عليه
كل 10 رجال _______يحفرون 40 ذراعاً .

_كانت الحرات والجبال وبساتين النخيل تحيط بالمدينة من كل جانب عدا الشمـــــــــــال ،وكان النبي صلى الله عليه وسلم كخبير عسكري يعلم ان زحف مثل هذا الجيش الكبير ومهاجمة المدينة لايمكن ان يكون الا من الشمال لذلك جعل الخندق في الشمال .

_ استمر المسلمين في الحفر حتى انهكهم التعب والجوع ...قال ابو طلحة رضي الله عنه : شكونا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع فرفعنا عن بطوننا عن حجر ، فرفع رسول الله عليه الصلاة والسلام عن حجرين .

وقد حصلت بهذه الغزوة المعجزات ولآيات للنبي صلى الله عيه وسلم .
__ كان المسلمون يحفرون بالنهار ويرجعون الى اهلهم في المساء .

__اكتمل الخندق قبل وصول جيش الاحزاب ..... وصلت قريش ونزلت بمجتمع الاسيال من رومة بين الجرف وزعابة واقبلت غطفان ومن تبعها ونزلت بذنب نقمي بجوار أحد .

__كانت هذه الغزوة المحك لبعض المؤمنين فقد كشفت عن المنافقين وضعفاء النفوس الذين تخاذلوا عندما رأوا جيش الكفار قال تعالى : (( ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ماوعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله ومازادهم إلا إيمانهم وتسليماً ))

وقال تعالى : (( وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ماوعدنا الله ورسوله إلا غرورا ))

__ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بجيش به 3000 آلاف مقاتل جعلوا جبل سلع من خلفهم والخندق بينهم وبين الكفار واستخلف على المدينة ابن ام مكتوم وامر النساء والذراري فجعلوا في آطام المدينة .

_فوجئ المشركين بالخندق ..ففرضوا الحصار على المسلمين مع انهم لم يكونوا مستعدين له عندما خرجوا من ديارهم لان الخندق مكيدة لم تعرفها العرب من قبل .

__كان المسلمون يرشقون الكفار بالنبال حتى لايقتربوا من الخندق او يهيلوا عليه التراب .

__ومع ذلك وفي ظل هذه الظروف الحالكة لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة ..ففي الصحيحين ان عمر بن الخطاب جاء يوم الخندق فجعل يسب كفار قريش فقال : يارسول الله ما كدت ان اصلي حتى كادت الشمس ان تغرب ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وان والله ماصليتها ، فنزلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بطحان ، فتوضأ للصلاة وتوضأنا لها ، فصلى العصر بعدما غربت الشمس ثم صلى بعدها المغرب .
وقد استاء رسول الله لفوات هذه الصلاة حتى دعا على المشركين .

__في هذه المراماة قتل 6 من المسلمين و 10 من المشركين وقتل واحد او اثنين منهم بالسيف ورمي سعد بن معاذ رضي الله عنه بسهم .

__وفي هذه الاثناء قطعت بني قريظة عهدها مع الرسول صلى الله عليه وسلم وبدأوا يتعرضون للحصن الذي تحصنت به نساء المسلمين وصبيانهم . لكن الصحابية صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها تصدت لاحد اليهود وقتلته عندما حاول ان يقتحم الحصن فظن اليهود ان النبي صلى الله عليه وسلم ترك رجالا ً في الحصن .

___ ويشاء الله سبحانه وتعالى ان يخذل العدو ويهزمهم ويهيأ لذلك الاسباب :

*** حيث اسلم رجل من غطفان وهونعيم بن مسعود الاشجعي فجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم واخبره بانه قد اسلم فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم الا ان وضع خطة عسكرية وهي ان يفرق بين جيوش الكفار وذلك بان يذهب هذا الصحابي الجليل الى كل حزب ويوقع بين تلك الاحزاب .

*** كما ارسل الله سبحانه وتعالى على المشركين جندا ً من الريح اقتلعت خيامهم وأكفأت قدورهم .

*** كما ارسل سبحانه وتعالى جندا من الملائكة يزلزلونهم ويلقون الرعب والخوف في قلوبهم .

وهكذا تفرقت هذه الاحزاب وارتحلت واستجاب الله لدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:05 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator