العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > المنتدى الاسلامى

المنتدى الاسلامى إسلام، سنة، قرآن، دروس، خطب، محاضرات، فتاوى، أناشيد، كتب، فلاشات،قع لأهل السنة والجماعة الذين ينتهجون نهج السلف الصالح في فهم الإسلام وتطبيقه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 12-09-2007, 03:16 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
همس الحب

الصورة الرمزية همس الحب

إحصائية العضو







همس الحب غير متواجد حالياً

 

افتراضي دعاء يوم الاحد وشرحه

دعاء يوم الأحد

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
بِسْمِ اللهِ [1] الذِي لا أَرْجُو إلاّ فَضْلَهُ [2]، وَلاَ أَخْشَى إلاّ عَدْلَهُ [3]، وَلا أعْتَمِدُ إلا قَوْلَه [4]، وَلا أتَمَسّكُ إلا بِحَبْلِه [5].
بِكَ أسْتَجيرُ يَا ذا العَفْوِ وَالرِّضْوانِ [6]، مِنَ الظُّلْمِ وَالعُدْوانِ [7]، وَمِنْ غِيَرِ الزَّمانِ [8]، وَتَواتُرِ الأحْزانِ [9]، وَطَوارِقِ الحَدَثَان [10]ِ، وَمِنْ انْقِضَاءِ المُدَّةِ قَبْلَ التَّأهُّبِ وَالعُدَّة [11].
وإيّاكَ أسْتَرْشِدُ لِمَا فِيهِ الصَّلاحُ والإصْلاحُ [12]، وبِكَ أسْتَعينُ فِيما يَقْتَرِنُ بِهِ النَّجَاحُ والإنْجَاحُ [13].
وإيَّاكَ أرْغَبُ فِي لِبَاسِ العَافِيَةِ وَتَمَامِها [14]، وَشُمُولِ السَّلامَةِ وَدَوَامِهَا [15].
وَأعُوذُ بِكَ يَا ربِّ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ [16]، وأحْتَرِزُ بِسُلْطَانِكَ مِنْ جَوْرِ السَّلاطِينِ [17].
فَتَقَبَّلْ مَا كَانَ مِنْ صَلاتِي وَصَوْمِي [18]، وَاجْعَلْ غَدِي وَمَا بَعْدَهُ أفْضَلَ مِنْ سَاعَتِي وَيَوْمِي [19]. وَأعِزَّنِي فِي عَشِيرَتِي وَقَوْمِي [20]، وَاحْفَظْنِي فِي يَقْظَتِي وَنَوْمِي، فَأنْتَ اللهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَأنْتَ أرْحَمُ الرَّاحِمِينَ [21].
اللهُمَّ إنِّي أبْرأُ إلَيْكَ فِي يَوْمِي هذا، وَمَا بَعْدهُ مِنَ الآحَادِ، مِنَ الشِّرْكِ وَالإلْحَادِ [22]، وَأُخْلِصُ لَكَ دُعَائِي تَعَرُّضَاً لِلإجَابَةِ [23]، وَأُقِيمُ عَلَى طَاعَتِكَ رَجَاءً لِلإثَابَةِ [24]. فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ خَيْرِ خَلْقِكَ، الدَّاعِي إلى حَقِّكَ [25]، وأعِزَّنِي بِعِزِّكَ الَّذِي لا يُضَامُ [26]، وَاحْفَظْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لا تَنَامُ [27]، وَاخْتِمْ بِالانْقِطَاعِ إلَيْكَ أمْرِي [28]، وَبِالمَغْفِرَةِ عُمُرِي [29]، إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيم [30].
بين يدي الدعاء
يؤكّد دعاء يوم الأحد على الانقطاع إلى الله سبحانه وتعالى، فلله الفضل كلّه، فلا فضل لأحدٍ في رجاء الإنسان غير الله، والله وليّ العدل، فلا يُخشى إلاّ عدله، في دقّته في الحساب، وفي استقامته في الحُكم، والله هو الحقّ، فلا يُعتمد إلا قولُه، وحبلُه المتين، فلا يُتمسّك إلا بحبله.
ثمّ يتحرّك الدعاء، في استجارة الإنسان بالله، صاحب العفو والرضوان، من الظلم والعدوان، ومن أحداث الزمان المتعاقبة، والأحزان المتواترة، ومن عدم الخوف من مجيء الأجل وهو بعد لم يستعدّ للقاء الله لمواجهة قضيّة المصير.
ثمّ ينطلق الإنسان ليطلب من الله أن يُلبسه لباس العافية التامّة، وليستعيذ به من الشياطين التي توحي إليه بالشرّ والفساد، وليحترز بسلطانه تعالى من جور السلاطين المستكبرين، ثمّ ينفتح على طلب الحفظ في جميع الحالات.
وفي الختام، يستلهم الدعاء من كلمة الأحد، كلمة التوحيد، والإعلان للبراءة من الشرك والإلحاد، ليصلّي على محمّد وآله، ليطلب من الله أن يمنحه العزّة والحفظ وحُسن العاقبة، والختام للأمور كلّها بالانقطاع إلى الله، والإخلاص إليه، للحصول على المغفرة من الذنوب في العمر كلّه.



شرح دعاء يوم الأحد
بِسْمِ اللهِ
الذي منحني هذا الإشراق النوراني في شمس هذا اليوم، في حركية وجودي الفاعل في الحياة، من أجل أن أمارس مسؤولياتي في كل أوضاعي في دائرة الضوء الذي أبصر به الأشياء كلها، فلا أخطئ في تصوّر من خلال انفتاح البصيرة، فيما يستقلّ به عقلي، وتتحرك فيه إرادتي، فإن أحسنتُ ودَّعني بحمدٍ، وإن أسأتُ فارقني بذمّ.
إنها التجربة الإنسانية، في وجودي الذي تتوالى فيه التجارب الحية التي تغني الذات وتغني الانسان؛ باعتبار أنّ التجربة هي ـ في نتائجها ـ خلاصة العقل الحركي الانساني، فيما يخوضه الناس من تجاربهم العملية في مختلف شؤون الحياة.
بسم الله أدخل في هذا اليوم، بما رزقني من امتداد الحياة، وسرّ القوة، وامتداد الوعي، في مواجهة تنوعات الحركة في مسؤوليات الإنسان.
الذِي لا أَرْجُو إلاّ فَضْلَهُ **1**
لأنه هو الذي أعطى الانسان كلّ شيء؛ فيما منحه من طاقة العقل، وقوة الاحساس، ورهافة الشعور، وأودع فيه كل الأجهزة التي تدير حياته في امتدادها، في نظام تتكامل فيه الأعضاء، وهو الذي يحفظ له حياته. كما أحاطه بكل الأشياء التي تكفل له حاجاته، وأفاض عليه الكثير من لطفه وإحسانه، فلا فضل إلا فضلُه؛ حتى أنّ ما يهبه الآخرون، مما يحتاجه منهم، إنّما هو من خلال الرزق الذي أعطاهم الله اياه، وألهمهم أن يقدّموه له. فالله هو وراء كل شيء، فله الفضلُ في ذلك كله، **ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم****2** ، **وما بكم من نعمة فمن الله****3**، **وإنْ تعدّوا نعمة الله لا تحصوها****4**.
وفي ضوء ذلك، فإن الإنسان لا يرفع حاجاته إلاّ إلى الله في أموره كلها، فيما يمثّله الشعور بالحاجة من الانقطاع والانسحاق والتذلّل.
وَلاَ أَخْشَى إلاّ عَدْلَهُ
من خلال ما قدّمتُ من سيئات، في الانحراف عن التزاماتي أمام الله، فيما كلفني فيه، من إطاعة أوامره ونواهيه. وعدله تعالى يقوم على دقّة الحساب والاستقامة في الحُكم، كما قال تعالى: **ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرةً إلا أحصاها، ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربّك أحداً****5**، الأمر الذي يجعلني أواجه عدله بكلّ خوف؛ لأنّ ذلك قد ينفتح بين على عقابك الذي توعّدتَ به المنحرفين عن خط طاعته، ولا يملك أحد التماسك أمامه. وعذابُك كما عبَّر عنه عليٌّ **ع**: "وهذا ما لا تقوم به السموات والأرض، فكيف بي وأنا عبدك الضعيف الذليل الحقير المسكين المستكين؟!"**6**.
فكيف لا أخشى عدلهُ أمام ذلك كلّه. وأمري كما ورد في لسان الدعاء: "اللهمّ إن تشأ تعفُ عنّا فتفضلك، وإن تشأ تعذّبنا فبعدلك، فسهّل لنا عفوك بمنّك، وأجرنا من عذابك بتجاوزك، فإنّه لا طاقة لنا بعدلك، ولا نجاة لأحدٍ منّا دون عفوك"**7**.
وَلا أَعْتَمِدُ إلاّ قَوْلَهُ **8**
لأن قوله هو الحق، وكل قول لا يتصل بقوله، ولا يستوحي وحيه هو باطل، كما قال تعالى: **ذلك بأن الله هو الحقُّ وأنّ ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العليّ الكبير****9**. وفي ضوء هذا، لا بد لي، في خطي الفكري وحركتي المنفتحة على المسؤولية، أن أكون تجسيداً لقولك، في وحيك الذي أنزلته في رسالاتك على رسلك.
وليس المراد من الاعتماد على قوله تعالى فقط، أن يتجمد الانسان على الجانب الحرفي الجامد من الكلمات؛ بل أن ينطلق منه ـ في جوهره الفكري ـ في الآفاق التي يفكّر فيها، وفي التجارب التي يخوضُها، وفي التحليلات التي يقوم بها؛ لأن وحي الله هو كونٌ شامل، يشمل الحياة كلها، ولذلك، فان إيحاءاته، في حركيته، تطوفُ بالانسان كلّه في كل ما يحتاجه من شؤون الفكر والحياة.
وَلا أتَمَسَّكُ إلاّ بِحَبْلِهِ **10**
وهو القرآن الذي يهدي الى الحقّ، ويمنح العقلَ الوعيَ المنفتح على الغيب فيما لا يملك الوسائل لإدراكه، وعلى الشهود فيما يسدّد به قضاياه، ليتكامل العقل في تدبُّره القرآنيّ مع التزامه في تجربته الثقافية.
وقد أراد الله في كتابه أن نعتصم بحبله، باعتبار أنه الذي هو يمثّل قاعدة الوحدة، وذلك هو قوله سبحانه: **واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا****11**. وإذا كان القرآن هو حبل الله ـ فيما جاءت به بعض الروايات ـ، فإنّ القرآن يختصر الإسلام كلّه في عقائده وشرائعه ومفاهيمه والتزاماته.
بِكَ أسْتَجِيرُ يَا ذَا العَفْوِ وَالرِّضْوَانِ **12**
يا من أرجو عفوه عني، ليقبلني في موقع رحمته، فلا يؤاخذني بذنبي فيرفضني، وأتطلّع إلى رضوانه الذي يفيضه على عباده الذين ينيبون إليه ويلجأون إلى طلب رضاه، وأستجير به من كل ما يثقل وجداني، ويضغط على مشاعري وأحاسيسي، مما لا يملك الناس أن يجيروني منه.
مِنَ الظُّلْمِ وَالعُدْوَانِ
الذي يُنزله بي الظالمون الذين يستغلّون ضعفي أمام قوتهم، ويمارسه المعتدون في عدوانهم الوحشي؛ لأنك ـ يا ربّ ـ الذي تملك القوّة كلها، وتحمي المظلومين، وترفض الظالمين. وأنا أستجير بقوّتك التي تنطلق من موقع رحمتك, أن تحمِيني من الظلم الذي يطبق عليّ, والعدوان الذي يتحدّى وجودي, مما لا أملك دفعة بما أملك من عناصر قوّتي المتواضعة.
وَمِنْ غِيَرِ الزَّمَانِ **13**
ومن تقلُّباته، وتطوّرات الأحداث والمتغيرات، التي تترك تأثيراتها علينا في أمورنا العامّة والخاصّة, بما قد يدمّر أوضاعنا, أو يربك اقتصادنا, أو يسقط أمننا.. نستجير بك ـ يا رب ـ أن تخفّف علينا المؤثّرات السلبيّة من ذلك كلّه، فلا يضغط علينا بالقوة التي يتحوّل بها الأمر الى بلاء ساحقٍ، في حياتنا العامّة والخاصّة.
وَتَوَاتُرِ الأَحْزَانِ **14**
التي تُثقل الروح والقلب، بما تثيره المصائب الشخصيّة التي تصيب الإنسان في نفسه وماله وعرضه، أو البلاء المتحرّك في قضايا الناس الكبرى، التي تمتد الى كل إنسانٍ بحسب علاقته ـ من الناحية الشعورية ـ بهذه القضية أو تلك، فتتابعُ الأحزانِ من حالة الى حالة يترك تأثيره السلبي على الإنسان، بما قد يحوّله إلى شخص يعيش الكآبة النفسية، فينفصل ـ بالتالي ـ عن الواقع المتحرّك من حوله، ويبتعد به عن مواقع الفرح في الحياة، فيتحوّل إلى ما يشبه حالة الغياب عن الموقع الفاعل، وربّما ينتهي به الأمر ـ في خطورته النفسية ـ إلى الجزع الذي يفقد معه الإنسان توازنه في النظرة إلى الأمور.
وَطَوَارِقِ الحدثَانِ **15**
وأستجير بك ـ يا ربّ ـ من أحداث الزمان المتعاقبة، التي قد تطرق حياة الناس على حين غرّة، من خلال الأوضاع المتطوّرة، في حركة الرياح القادمة من بعيد؛ على صعيدِ ما يتحرّك في خلفيات النظام الكوني، مما قد تحدثه الفيضانات، والزلازل، والبراكين؛ وفي مؤثّرات النظام الإنساني، مما قد تحدثه الحروب، والمنازعات، والإشكالات.
وَمِنِ انْقِضَاءِ المُدَّةِ قَبْلَ التَّأَهُّبِ وَالعُدَّةِ **16**
الأمر الذي نخشى منه على قضية المصير في الآخرة، عندما يؤدي بنا حلول الأجل قبل الاستعداد للوقوف بين يدي الله، **يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفّى كلّ نفس ما عملت وهم لا يُظلمون****17**. وهذا ما يعيش الانسان المشكلة الصعبة أمامه، فأجرني ـ يا رب ـ من ذلك كله.
وَإِيَّاكَ أسْتَرْشِدُ لِمَا فِيهِ الصَّلاَحُ وَالإصْلاَحُ
فأنت ـ يا ربّ ـ تمنح العقل رشده، وتعطي الإنسان الوعي لإدراك أسباب صلاح نفسه وإصلاح الواقع من حوله، في خط مسؤوليّته، وبما ألهمته الكثير من ذلك، وبما أنزلته في كتابك، وبلّغته من بلاغ رسلك. ولذلك ألجأ إليك وحدَك ـ يا ربّ ـ لتفيض عليّ من ذلك بمنّك وفضلك العميم.
وَبِكَ أَسْتَعِينُ فِيمَا يَقْتَرِنُ بِهِ النَّجَاحُ والإِنْجَاحُ **18**
لأنني ـ يا ربّ ـ قد أخطّط لعمل مشروع، في شأن دينيّ، أو ثقافيّ، أو حياتيّ، وأهيّئُ له كلّ فرص النجاح، فأصطدم ببعض الموانع، أو المعوقات، أو المضادّات، بحيث قد تسقط مع ذلك عناصرُ النجاح في ذات العمل أو المشروع، أو محاولات الإنجاح، فأسألك ـ يا ربّ ـ مستعيناً بقدرتك التي لا يعجزها شيء، وبلطفك الذي يفيض على الأشياء، فيحوّل ضعفها إلى قوّة، ويمنح الأوضاع حالة التحوّل من الفشل إلى النّجاح، أسألك أن تهيّئ لي من ذلك كلّه؛ لأن الأمور كلها بيدك، وأنت المهيمن على الواقع كلّه، في نقاط قوّته ونقاط ضعفه، فأنت المستعان ومنك الأمل.
وَإِيَّاكَ أَرْغَبُ فِي لِبَاسِ العَافِيَةِ وَتَمَامِهَا **19**
أنت ـ يا ربّ ـ وليُّ العافية مما نملك الوقاية منه باختيارنا، ومما لا نملكه من العوارض الخارجة عن قدرتنا، فنضرع إليك أن تلبسنا لبوس العافية، وأن تتمّ استمرارنا عليها.
وَشُمُولِ السَّلامَةِ وَدَوَامِهَا
أنت ـ يا ربّ ـ الذي تملك الحياة والموت، فارزقنا السلامة، في شمولها لكل أوضاعنا، وفي دوامها حتى نهاية الأجل؛ لأنك على كل شيء قدير.
وَأعُوذُ بِكَ يَا رَبِّ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ**20**
في حركاتهم الخفيّة، ووساوسهم، التي تنفذ الى الذهن والإحساس والشعور، وفي خطواتهم التي تعبث بالأمن، وبالسلام، وبالحركة، وبالوحدة الانسانية، والعلاقات العامة بين الناس، وتوحي إليهم زخرف القول الذي يبتعد بالانسان عن خط الاستقامة.
امنحنا ـ يا ربّ ـ القدرة على وعي ما يخطّطُون له، وما يتحرّكون فيه، واجعلنا ممن يرتفعون إلى مستوى الانفتاح على توحيدك، في الإخلاص لك، والإقبال عليك، والعبادة الخالصة لك، بعيداً عن عبادة الشيطان وأوليائه؛ فإنه لا معبود سواك ولا إله غيرك.
وَأحْتَرِزُ بِسُلْطَانِكَ مِنْ جَوْرِ السَّلاطِينِ**21**
إنّ سلطانك ـ يا ربّ ـ فوق كل سلطان؛ لأن أي صاحب سلطان يكتسب سلطانه مما رزقته من القوة، وأعطيته من وسائل السلطة، فقد علا سلطانُك على كل شيء، فاجعلني في حماية سلطانك من جور السلاطين الظالمين المستغلّين بالقدرة وبالكبرياء، فلا أسقط أمام تهديدهم، ووعيدهم، وضغوطهم النفسيّة والخارجيّة عليّ لإضعاف إرادتي عن المواجهة، وحركتي عن الدفاع، وذلك من خلال استمداد القوّة من قوّتك، والاحتراز بسلطانك من سلطانهم.
وَتَقَبَّلْ مَا كَانَ مِنْ صَلاتِي وَصَوْمِي
فقد تقرّبتُ إليك بهما تعبّداً لك، وخضوعاً لربوبيتك، وقياماً بفرائض عبادتك، وما فرضته عليّ من طاعتك، وإخلاصاً لك، بقدر جهدي الذي قد يخطئ طريقه، وقد ينحرف عن قصده، بوحي الغفلة المطبقة، والغياب الروحي الطارئ، لأعرج إليك بروحي في صلاتي، وأنفتح على عمق مشاعر التقوى في صومي.. فأسألك أن تتقبّلها مني، وتعفو عمّا قصّرت فيه، وتزيد فيه من فضلك، إنك أنت ـ يا ربّ ـ المنان بالعطيّات على عبادك، وأنت الجواد الكريم.
وَاجْعَلْ غَدِي وَمَا بَعْدَهُ أفْضَلَ مِنْ سَاعَتِي وَيَوْمِي
لأنّي ـ يا رب ـ قد خطّطتُ لحياتي أن تسير في خطٍّ تصاعديٍّ ـ في الكمية والنوعية ـ من الخير، والعمل الصالح، والتقدم الروحيّ والثقافيّ والحركيّ، بحيث يكون المستقبل أفضل من الحاضر الذي أردتُه ـ أيضاً ـ أن يكون أفضل من الماضي، حتى أنني لا أريده أن يكون مساوياً لما قبله، على هدى الحديث المأثور: "من استوى يوماه فهو مغبون"**22**؛ فإن الطاقة الجديدة التي يمنحها اليوم اللاحق للإنسان، تفرض عليه أن يستفيد من عناصرها الحية في تحسين عمله ومشاريعه بشكل أفضل مما كان عليه في التجربة السابقة. وهذا هو ما نرفع أيدينا به إلى الله، في الدعاء المأثور: "اللهم اجعل مستقبل أمري خيراً من ماضيه، وخير أعمالي خواتيهما، وخير أيّامي يوم القاك فيه"**23**.
فأسألك ـ يا ربّ ـ أن توفّقني للاستزادة من حسابات الزمن، في رصيد النموّ الروحيّ والثقافيّ والحركيّ، فيما أستقبله من أيّام.
وَأَعِزَّنِي فِي عَشِيرَتِي وَقَوْمِي**24**
فإنك ـ يا ربّ ـ أردت العزّة للمؤمنين، وذلك هو قولُك في كتابك العزيز: **ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين****25**، وأردت للمؤمن أن لا يذلّ نفسه، كما ورد في حديث الإمام جعفر الصادق **ع**: "إنّ الله فوّض إلى المؤمن أموره كلّها، ولم يفوض اليه أن يكون ذليلاً"**26**؛ لأنّ العزّة تمثّل الأصالة الإنسانيّة للإنسان، باعتبار أنّه يملك ذاته في عناصرها الخاصّة، ولا يملكها غيره من البشر، ليستعيرها من غيره.
وإذا كان المطلوب ـ كما ورد في الدعاء ـ هو العزّة في العشيرة والقوم، فلأن هاتين الدائرتين هما اللتان تؤصلان له موقفه في الدائرة الاجتماعية, باعتبارها الخلية الأولى في الساحة العامة؛ وذلك من خلال ما يقدّمه من نفسه لها, وما يتحرك في داخلها في عناصرها الخاصة؛ وإلاّ فمسألة العزّة للإنسان تعمّ كلّ مجالٍ اجتماعيّ يعيش فيه، ولا تقتصر على ذانك العنوانين.
اجعل ـ يا ربّ ـ عشيرتي التي أنتمي اليها, وقومي الذين أنتسب إليهم, تلتفّان حولي, وتحضنان موقعي, وتحميان عنفواني, باعتباري الإنسان الذي يعتزُّون به في إمكاناته الحيوية المتنوعة، كأيّة جماعة تعتزُّ بزعامتها الخاصّة. والعزَّة، في كلّ ذلك، لا تمثّل انتفاخ الشخصية في حالة الكبرياء الذاتية، بل هي حالة الأصالة النفسية التي يملكها الشخص لنفسه في نظرته إلى نفسه في المجتمع.
وَاحْفَظْنِي فِي يَقْظَتِي وَنَوْمِي؛ فَأَنْتَ اللهُ خَيْرٌ حَافِظَاً وَأنْتَ أرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
إنني ـ يا ربّ ـ قد أكون معرّضاً للمخاطر، في السر والعلن، في حالة اليقظة عندما أعيش بين الناس، وفي حالة النوم التي أغيب فيها عن الإحساس بالواقع من حولي، فلا أشعر بمن يتحدّاني ويكيد لي، فأسألك ـ وأنت الحافظ لكل عبادك بوسائلك الخفية، منذ كانوا أجنّةً إلى نهاية الأجل، حتى ورد في بعض الكلمات المأثورة: "كفى بالأجل حارساً"**27** و"إنّ مع كلّ إنسانٍ ملكين يحفظانه، فإذا جاء القدر خلّيا بينه وبينه، وإنّ الأجل جُنّة حصينة"**28** ـ فأسألك أن تحفظني من بين يديَّ، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن جميع النواحي، من كل ما قد يصيبني من الأسواء المادية، وكذلك من الأسواء المعنوية، بأن يكون حفظك لي "حفظاً عاصماً من معصيتك، هادياً إلى طاعتك، مستعملاً لمحبتك"**29** يا أرحم الراحمين.
اللهُمَّ إنِّي أبْرَأُ إلَيْكَ فِي يَوْمِي هَذَا وَفِيمَا بَعْدَهُ مِنَ الآحَادِ مِنَ الشِّرْكِ وَالإلْحَادِ**30**
فأنا أستوحي من كلمة "الأحد" مدلولَها الأحادي، لأؤكّد براءتي من كل المفردات التي تنافي إيماني. فأنا، في خطّي الإيماني، أؤمن بتوحيد الله في كل شيءٍ، كقاعدة للعقيدة الاسلامية، وأؤمن بالله وحده، إله الوجود، الذي أعطى الكون وجوده، وفي حاجاته إلى الخالق المطلق في قدرته وحكمته. ولذلك، فإني أبرأ من الشرك بالله أيّاً كانت صفة الشريك؛ حجراً كان، أو بشراً، أو شمساً، أو قمراً. كما أبرأ من الإلحاد الذي يُنكر وجود الله، في غباءٍ مُطبِقٍ في النظرة إلى الكون كله.
وَأخْلِصُ لَكَ دُعَائِي تَعَرُّضَاً للإجَابَة**31**

لأنك قلت، وقولك الحق، ووعدت، ووعدُك الصدق: **ادعوني أستجب لكم****32**. وأنا ـ يا ربّ ـ سأبقى في ابتهالات الدعاء، لأستشفع بك إلى نفسك، فأقدم إليك كل حاجاتي، من خلال طلباتي في كلّ أموري، الخاصّة والعامّة، في الدنيا والآخرة.
وَأقِيمُ عَلَى طَاعَتِكَ رَجَاءً للإثَابَةِ**33**
لأنك قد وعدت خلقك أن تجزي من أحسن عملاً بثوابك، وقلت في محكم كتابك: **فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره** **34**. كما أنّ طاعتك ـ يا ربّ ـ تمثل التزامي بايماني بتوحيدك المنفتح عن كل الطاعة والعبادة والعبودية لك وحدك، لا شريك لك.
فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ خَيْرِ خَلْقِكَ الدَّاعِي إلَى حَقِّكَ
فهو خير خلقك لأنّك أكرمته بما تعرفه من فضله. وقد تحمّل حقّك الذي أنزلته إليه، وانطلق ليبلغ رسالتك كأعظم ما يكون البلاغ، وقد أخلص لك كأفضل ما يكون الإخلاص. وها أنذا ـ يا ربّ ـ أدعوك بأن ترفع درجته عندك، اعترافاً له بالفضل الذي جعلته له.
وَأعِزَّنِي بِعِزِّكَ الذِي لا يُضَامُ**35**
فان العزّة لك جميعاً، من خلال أنّ القوّة لك جميعاً، وبذلك، فإنّ عزّك هو الثابت في معناه ومضمونه لمن أعطيته ذلك.
وَاحْفَظْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لا تَنَامُ
فأنت الحافظ للحياة كلها بقدرتك ورحمتك، وأنت الحنّان الذي تنظُر لعبادك بعين الرأفة والرحمة.
وَاخْتِمْ بِالانْقِطَاعِ إلَيْكَ أمْرِي
لتكون حياتي كلَّها في خدمتك، كما ورد في الدعاء: "أسألك بحقّك وقُدسك، وأعظم صفاتك وأسمائك، أن تجعل أوقاتي، في الليل والنهار، بذكرك معمورة، وبخدمتك موصولة، حتى تكون أعمالي وأورادي كلُّها ورداً واحداً، وحالي في خدمتك سرمداً"**36**، وفي السير على صراطك المستقيم، صراطِ **الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين** **37**
وَبِالمَغْفِرَةِ عُمرِي
لأنّ اختتام عمري بمغفرتك ـ يا ربّ ـ دليل على حُسن عاقبتي في آخرتي، وهذا ما يمثّل مصيري الأبدي لديك، وأنت الغفور الرحيم، الذي لا يضرّه أن يغفر لمن أساء واجترح.
إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ
فرحمتك هي الرحمة التي لا حدّ لها؛ لأنها وسعت كل شيء، فإن لم أكن أهلاً أن أبلغ رحمتك، فرحمتُك أهلٌ أن تبلغني وتسعني، بفضلك وجودك يا ربّ العالمين.








آخر مواضيعي 0 عن مرض السكر
0 ٩٥- صحة المرآة.. كل مايهمك لتعرفيه حول اسرار جسمك وصحتك/حلقة المليون
0 القرع العسلي
0 دكتور كريم علي - الضعط العالي
0 دكتور جودة محمد عواد والمنظومة العلاجية
رد مع اقتباس
قديم 12-09-2007, 03:37 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عاشق الاهلى
زائر
إحصائية العضو






 

افتراضي

همس الحب

جزاكى الله خيرا اختى الكريمه

على الطرح الطيب







آخر مواضيعي 0 زود معلوماتك عن البطاريات
0 ارشادات مهمة تجعل سيارتك جديدة تماما
0 اعترافات جديدة من اشخاص مهمة ستستكمل تخص بيع الآثار
0 ###قانون جديد يلزم المقبلين علي الزواج اجراء فحوصات طبية ###ايه العمل
0 ###ده جزاء اللى يبيع الاهلى###اشرب ياهارب###
رد مع اقتباس
قديم 12-09-2007, 04:07 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
بسمه أمل

الصورة الرمزية بسمه أمل

إحصائية العضو








بسمه أمل غير متواجد حالياً

 

افتراضي

جزاكِ الله خيرآ اختاه همس الحب على اختيارك الجميل






آخر مواضيعي 0 الهزيمة النفسية
0 في رحاب الحبّ النبويّ
0 عرض نبينا ينتهك ؟!!.
0 أطيــاف ملونــة
0 عش مع القرآن تعش سعيدًا
رد مع اقتباس
قديم 12-10-2007, 07:46 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أحمد اسماعيل

الصورة الرمزية أحمد اسماعيل

إحصائية العضو







أحمد اسماعيل غير متواجد حالياً

 

افتراضي




همس الحب ....... الاخت الغالية



كم هو رائع جدا أن تأخذينا عبر الايام وتقدمى لنا أجمل الادعية

جعلها الله فى ميزان حسناتك ويسر لكى أمورك ومتعك بالصحة والعافية

دعواتى لكى بكل خير وننتظر البقية







آخر مواضيعي 0 أوقات استجابة الدعاء
0 الكابينت اتخذ قرارا بالرد على هجوم إيران
0 مباراة الأهلي ووفاق سطيف الجزائري
0 دعاء يوم الجمعة
0 روسيا تسلم محطة تشيرنوبل النووية إلي أوكرانيا
رد مع اقتباس
قديم 12-22-2007, 08:03 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي

الاخت الغالية
همس الحب
رائع واجمل ماقرءت حين نذكر الله
ننال كل الثواب والخير نضرع للمولى
بارك الله لك وجعله بميزان حسناتك
تقبلى خالص الشكر والاحترام







آخر مواضيعي 0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
0 اللهم فرج هم كل مهموم
0 أتركنى أسكن عينيك
0 ﻣﺎﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:20 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator