قصة بهلول والملك
----------------------
يحكى أن بهلول كان رجلا مجنوناً في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد ..
ومن طرائف بهلول أنه مر عليه الرشيد يوماً وهو جالس على إحدى المقابر فقال له هارون معنفاً : يا بهلول يا مجنون متى تعقل ؟
فركض بهلول وصعد إلى أعلى شجره ثم نادى على هارون بأعلى صوته : " يا هارون يا مجنون متى تعقل ؟ "
فأتى هارون تحت الشجره وهو على صهوة حصانه وقال له : أنا المجنون أم أنت الذي يجلس على المقابر !
فقال له بهلول : بل أنا عاقل !
قال هارون : وكيف ذلك ؟
قال بهلول : ﻷنى عرفت أن هذا زائل و أشار إلى قصر هارون و أن هذا باق وأشار إلى القبر ، فعمرت هذا قبل هذا ، وأما أنت فإنك قد عمرت هذا ] يقصد قصرھ [ وخربت هذا ] يعني القبر [ فتكره أن تنتقل من العمران إلى الخراب مع أنك تعلم أنه مصيرك ﻻ محال ، وأردف قائﻼً :فقل لي أينا المجنون ؟
فرجف قلب هارون الرشيد من كلمات بهلول و بكى حتى بلل لحيته و هو يقول : " والله إنك لصادق ! "..
ثم قال هارون : زدني يا بهلول
فقال بھلول : يكفيك كتاب الله فالزمه
قال هارون : " ألك حاجة فأقضيھا ؟ "
قال : بهلول : نعم ثﻼث حاجات إن قضيتها شكرتك !
قال : فاطلب ،
قال : أن تزيد فى عمري
قال : ﻻ اقدر
قال : أن تحميني من ملك الموت
قال : ﻻ أقدر
قال : أن تدخلني الجنه وتبعدني عن النار
قال : ﻻ أقدر
قال : فاعلم أنت مملوك ولست ملك وﻻحاجة لي عندك