حَدِيقَةُ الْمَحَبَّةِ
الجرح الأول 15/7/2007
لا يدخلها إلا أصحاب القلوب الصافية ..
والنقية الخالية من الأحقاد ..
حديقة جميلة ..
ذات أسوار عالية ..
وبساط من العشب الأخضر ..
تكسوها الأشجار الكثيفة ..
وحين بدأت أقترب منها ..
كانت سعادتي تزداد ..
ها أنا سأصل إلى حديقة المحبة ..
علني أجد من أحبه ويحبني هنا ..
إلا أن الصدمة الكبرى!!!
كانت وقت وصولي ..
أبواب الحديقة موصدة ..
منذ زمــــــــــــــــن ..
وقد نبت عليها الشجر ..
حتى أخفى جزءاً كبيراً من معالمهـا ..
لم أتوقع !!!
أن أجد الحديقة مغلقة أبداً ..
حاولت فتح الباب ..
ولكن!!!
دون جدوى من محاولاتي ..
ناديت بأعلى صوتي ..
هل من أحد هنا ؟؟؟
افتحوا لي ..
أريد الدخول ..
ولم يسمعني أحد ..
فالمكان كان هادئاً جداً ..
لا صوت فيه ولا حراك ..
إلا أنا فقط !!!
جلست عند باب الحديقة ..
انتظر وأرقب ..
لعل أحداً ما يمر من هنا ..
فيخبرني لم أغلقت حديقة المحبة ؟؟
انتظرت ..
جلست ..
وقفت ..
مشيت ..
وطال انتظاري ..
حتى بدأ اليأس يدب في أوصالي ..
وهممت بالمغادرة ..
وفجأة !!!
رأيت سيداً قادماً من بعيد ..
فوقفت انتظر وصولهـ ..
لأسألهـ ..
وعندما اقترب مني ..
ابتسم بتعجب ..
طمأنتني تلك الابتسامة قليلاً ..
وشجعتني على سؤالهـ ..
سيدي!!!
هل تعرف سبب إغلاق حديقة المحبة ؟؟
نظر إلي والحزن بادٍ على وجههـ نعم يا..........
قلت له : صبح يا سيدي صبح ..
فأجاب : نعم يا صبح لقد أغلقت منذ زمنٍ طويــــــــــــــل ..
قاطعتهـ قائلة : ولكن مالسبب ؟؟
رد علي : على رسلك يا آنسة ..
لم يعد يزورها أحد ..
وأهملوها ..
قد تلاشى الحب الصادق ..
وبقي حب المصالح ..
لم أحتمل وسقطت على ركبتي ..
وبدات أبكي كعادتي ..
إن واجهني خبر يصدمني ..
حاول تهدأتي مراراً ..
حتى نجح في النهاية ..
وقال لي : لم تبكين هكذا وبحرقة ؟؟؟
أجبتهـ : كنت أظن أني سأجد من أحبه ويحبني هنا ..
عاد وسألني : وهل تبحثين عنهـ ؟؟
قلت : نعم فقد تركني عند جسر الحياة ..
ورحل ..
تخلى عني بكل بساطة ..
ولم يبالي ..
قال وبتعجب : ومازلت تأملين في عودتهـ ؟؟؟
لقد ذهب ولن يعود ..
إنه لا يستحق منك كل هذا الحب والإخلاص ..
عدت للبكاء مجدداً ..
وعاد هو لتهدأتي ..
وسكتُ ..
لكن!!!
على مضض ..
فقال لي : منذ أغلقت حديقة المحبة ..
لم يزرها شخصٌ مثلك ..
حتى أنني توقعت ألا يأتي أحد إلى هنا ثانية ..
ولم يخطر ببالي أن !!!
هناك قلوباً مازالت تنبض بالمحبة الصادقة ..
ربما تستطيعين أنت إعادة فتح الحديقة ..
واساني بتلك الكلمات الرقيقة منهـ ..
وفعلاً !!!
تم فتح باب الحديقة على يدي ..
ودخلت ..
كان السكون يسود أرجاءها ..
لكني سمعت صوتاً خفيفاً ..
كأنه قرع أقدام ..
فتبعته بهدوء حتى لا يشعر بي ..
وعند اقترابي ..
تجمدت في مكاني ..
ولم أستطع الحراك ولا حتى الكلام ..
تبعني ذلك السيد ..
الذي يهتم بشؤون الحديقة ..
وبعد أن زال أثر الصدمة ..
قلت لهـ : إنه هو هو ..
إلا أني !!!
لم أستطع الحديث معهـ ..
واكتفيت بالنظر إليه من بعيد ..
إلى أن انتبه إلى وجودي ..
ذهبت إليه مسرعة ودموعي تنهمر ..
محمـــــــــــــــــــد ..
لم تركتني وذهبت لم ؟؟؟
أجبني أرجووووووووك ..
قال : لأنك لا تستحقين حبي ..
على بكائي وأنا أقول :
أ بعد كل هذاوتقول لا أستحق حبك ؟؟؟
وقف غاضباً وقال : بالفعل ..
وصمت ..
ثم طلب من ذاك السيد أن يبعدني عنهـ ..
أخذني السيد بعيداً ..
وهو يقول : أما قلت لك إنهـ لايستحق حبك ..
عليك أن تنسي هذا الشاب ..
فقلت لهـ : أن أنساه فهذا مستحيل ..
ولكني سأبتعد وأرحل عن حياتهـ ..
وأنسحب منها و إلى الأبد ..
وخرجت من تلك الحديقة ..
والحزن يعتصر قلبي المحطم ..
فبعد تلك الرحلةالطويـــــــــــــلة ..
في البحث عن أمير حبي ..
وجدتهـ قد اجتثني من ذاكرتهـ ..
أوقفت المسير فقد تهدم كل شيء أمامي ..
واستسلمت وأنا أرى نهاية أحلامي ..
إلا أن ذاك السيد !!!
جاء إلي وقال بحدة : انهضي ..
لن ينفعك هذا الذي تفعلينهـ ..
انهضي ..
وابحثي عن حب جديد ..
ولا تتركي ذلك للأيام ..
بل جدي واجتهدي ..
وستشعرين بقيمة تعبك يوماً ..
وستجدين من يحبك بإخلاص ووفاء ..
لأنك كذلك ..
كفكفت دموعي ووقفت ..
وشكرتهـ على كل ماقدمه لي ..
وغادرت المكان ..
وفي بالي أسئلة كثيرة ..
لا أجد الإجابةعليها ..
هل أستطيع أن أنساه ؟؟
هل سأجد حباً آخر في مكانٍ آخر ؟؟
هل سأنجح يوماً ؟؟
هل ......... وهل ............. وهل .............. ؟؟؟
ومع كل الذي حدث ..
سيظل قلبي ينبض بالأمل في غد جميل ..
م ن