هل يصبح التبرع بالدم شيئاً من الماضي؟
هل يصبح التبرع بالدم شيئاً من الماضي؟
من المعروف أن حوالي نصف مليون إمرأة يمتن سنوياً ، في العالم بسبب النزف خلال الحمل والولادة والنفاس، وهذا يعادل تحطم أربع إلى خمس طائرات يومياً تقل كل منها 250 راكباً.
ولكن مع تقنية تصنيع دم بشري من خلايا الجنين الجذعية؛ فإنه سيصبح بالإمكان إنقاذ حياة هذا العدد الهائل من الأمهات إضافة إلى ضحايا عديدة للحوادث والكوارث الطبيعية.
إن خلايا الجنين الجذعية لها قابلية النمو في اتجاهات متعددة أي انه يمكن تحفيز نموها لانتاج أية خلايا أو أنسجة حسب الأوساط الغذائية والهرمونية والمحفزات لنموها فباستطاعتها انتاج خلايا عضلة القلب، خلايا الجلد، الجهاز العصبي، خلايا الدم، خلايا العظام والغضاريف، خلايا الكبد والأوعية الدموية وغيرها الكثير.
مما سبق نستنتج أن استخدام الخلايا الجذعية لانتاج أنسجة وخلايا مختلفة سيساهم في انقاذ وعلاج عدد لا يحصى من الأمراض (على سبيل المثال: احتشاء عضلة القلب، أمراض تلف الجهاز العصبي كباركنسون والزهايمر، فقر الدم واللويكيميا والأورام، فشل الكبد والكلى والسكري وخلل المناعة وأمراض العظام) وذلك عن طريقة تنمية أنسجة وأعضاء تعتبر كقطع غيار لجسم الإنسان إن جاز التعبير.
إن عملية تصنيع الدم البشري من خلايا الجنين الجذعية قطع شوطاً طويلاً بفضل أبحاث مخبرية في بريطانيا والولايات المتحدة واليابان ونخص بالذكر الدكتور مارك تيرنر من جامعة أدنبرا وشي جيانج لو من جامعة شيكاغو ومايو كلينيك ويستغرق تحضير الدم الاصطناعي في المختبر حوالي ثلاثة أسابيع وتمر في أربع مراحل: * استخدام خلايا جذعية جنينة (من الأجنة الزائدة في برامج الإخصاب خارج الجسم) لانتاج سلسلة من الخلايا الجذعية مبرمجة جينياً لانتاج خلايا سلبية العامل الريزوسي.
* انتاج خلايا الدم البدائية.
* انتاج كرات دم حمراء بدائية.
* الإكثار من كرات الدم الحمراء (خلايا بدون نواة).
ثم تغسل هذه الخلايا في خليط من أجسام مضادة وصبغة خلوية لعزل مولد الأجسام المضادة لفصيلة الدم والعامل الريزوسي وذلك لانتاج دم فصيلة O-ve مما يمكن نقله لكل المرضى على اختلاف فصيلة دمهم.
إن الدم الاصطناعي يحتوي على هيومجلوبين أكثر من الدم العادي وخلاياه أكبر حجماً من كرات الدم الحمراء الطبيعية ولكنها تستجيب لتغيرات حامضية الدم وتحمل أكسجين بنفس كفاءة الدم العادي.
فوائد وحسنات استخدام تقنية الدم البشري الاصطناعي: * توفير الدم بكميات غير محدودة وخاصة للفصائل النادرة O-ve التي تشكل ما نسبته 5-7 % من عامة الناس والذين يجدون صعوبات جمة في توفير الدم المطابق لهم عند الحاجة.
* لا مجال لنقل الأمراض الفيروسية عند نقل الدم الاصطناعي وخاصة فيروس التهاب الكبد الوبائي B&C، فيروس الايدز HIV, CMV والنمط البشري لجنون البقر.
* يوفر الكثير من المال والجهد بسبب استخدام كوادر بشرية ولوازم مخبرية لفحص الدم البشري العادي.
مصادر أخرى للخلايا الجذعية: * من دم البالغين أو الجلد، الغضاريف، لب الأسنان، الدماغ وغيرها.
* من الأجنة المجهضة.
* الأجنة الزائدة من برنامج الإخصاب خارج الجسم.
* خلايا السائل الرهلي حول الجنين ودم الحبل السري للجنين عند الولادة.
ومن الجدير ذكره أنه تم رفع حظر دراسة الأجنة في أمريكا مؤخراً بمرسوم رئاسي من الرئيس أوباما وهذا يتيح المجال للإسراع في انجاز هذه التقنية المتطورة والمتوقع أن تكون في متناول اليد خلال عشر سنوات يلزم خلالها الكثير من التشريعات والقوانين لضبط ممارسة هذه التقنية ومثيلاتها (الاستنساخ العلاجي والهندسة الوراثية) وخاصة في العالمين العربي والإسلامي لمواكبة هذه التطورات وخدمة المرضى المعنيين بها.
إن استخدام الأجنة قبل إعادتها إلى بطانة الرحم لانتاج خلايا جذعية يترتب عليه آثار نفسية، اجتماعية، زوجية ومادية.
و أنه ضروري جداً استحداث تعليمات وتشريعات وضوابط وفتاوى تسمح للزوجين بالتبرع بما زاد من أجنة لإغراض البحث العلمي إضافة إلى توقيع نموذج خاص للموافقة على هذا الإجراء من قنل فريق مكلف باستخدام الخلايا الجذعية الجنينية لأغراض البحث العلمي منفصل عن الفريق الذي يقدم خدمة برنامج الإخصاب خارج الجسم والمساعدة على الحمل.
ويحظر اخضاع النساء لبرنامج تحريض إباضة مكثف لانتاج أجنة زائدة أكثر بغرض التبرع للأبحاث وعدم الدفع لتلك النسوة أموالاً مقابل الحصول على هذه الأجنة. وبعد كل ما ذكر فإن الجواب على سؤالنا هو نعم ....
م0ن
07-14-2009, 02:25 PM
هل يصبح التبرع بالدم شيئاً من الماضي؟
