..ردود الفعل المصرية الغاضبة ..
قالت جريدة المقطم يوم18 يونيو1906 إن المشانق أعدت داخل القرية قبل التحقيق!
رد فعل المناضل الوطني مصطفي كامل :
سمع مصطفي كامل بالحادث وكان في باريس فكتب مقالا في جريدة الفيجارو الفرنسية تحت عنوان'إلي الأمة الإنجليزية والعالم المتمدن' ناشد فيه العالم الوقوف إلي جانب مصر
ثم سافر إلي لندن وكتب في صحفها وأعلن في كل مؤتمر واجتماع أنه حان الوقت لإعطاء مصر حريتها..وانتهي الأمر بانجلترا إلي سحب اللورد كرومر من منصبه في مايو عام1907 أي بعد أقل من عام علي حادثة دنشواي!
الشيخ علي يوسف :
في أكتوبر1906 كتب الشيخ علي يوسف رئيس تحرير جريدة المؤيد سلسلة مقالات يهاجم فيها اللورد كرومر عند عودته إلي مصر تحت عنوان' في قصر الدوبارة بعد يوم الأربعاء' والأربعاء هو يوم مأساة دنشواي!
شاعر النيل حافظ إبراهيم
قال شاعر النيل حافظ إبراهيم: قتيل الشمس أورثنا حياة.. وأيقظ هاجع القوم الرقود..فليت كرومر قد بات فينا..يطوق بالسلاسل كل جيد..لننزع هذه الأكفان عنا..ونبعث في العوالم من جديد.
قاسم أمين
وقال قاسم أمين بعد الحادث: رأيت عند كل شخص تقابلت معه قلبا مجروحا ورعشة عصبية في الأيدي وفي الأصوات..كان الحزن علي جميع الوجوه.
أحمد شوقي
قال الشاعر أحمد شوقي:يا دنشواي علي رباك سلام..ذهبت بأنس ربوعك الأيام.. يا ليت شعري في البروج حمائم..أم في البروج منية وحمام!
بلسان رجل يروى و يتكلم مع شاهدة عيان تتحدث عن المذبحة الرهيبة
صوت المؤذن من فوق مأذنة جامع القرية يؤذن لصلاة الظهر.. قال لي العمدة وهو يهم بالذهاب إلي الصلاة:هذا الجامع كان سجنا للرجال الذين أمسكوا بهم بعد حادث دنشواي!
كما اختفي فجأة يظهر فرج حسن الرسام فجأة..يميل علي كتفي هامسا في أذني:لقد عثرت لك عليها!
قلت:من
قال:الوحيدة الباقية من عائلة زهران!
قلت:نصف أبناء القرية من آل زهران!
قال: الوحيدة علي قيد الحياة التي شاهدت المأساة بعيني رأسها!
قلت:من بربك؟
قال:ابنة زهران نفسه!
قلت:غير معقول!
قال:صدقني أنا ابن القرية!
سألتني مارجريت وأنا أسحبها من يدها: ماذا جري؟
قلت:مفاجأة لم تحلمي بها!
انتزعنا محمد وسيم فور صلاة الظهر انتزاعا وذهبنا كلنا إلي شاهدة الإثبات التي مازالت حية تتنفس هواء هذه القرية الطيبة.
حسبتها في رأسي وأنا أقدم رجلا وأؤخر أخري قبل أن تقودنا حواري القرية ودروبها الضيقة إلي بيتها النحيل القصير القامة الأغبر لونه, المتداعي بنيانه من طول العمر.. المأساة وقعت في مثل هذا اليوم من81 سنة.. يعني علي الأقل عمرها لا يقل عن90 سنة..ممكن!
**ملحوظه من عندي:هكذا كان عمرها قبل19 عاما..!
قالوا وهم يقدمونها إلينا:الست سيدة زهران بنت زهران أحد أربعة شنقوا داخل جرن القرية!
كل ما يمكن أن تصنعه السنون من أحزان ومحن من أشجان وتعب من هموم الأيام وقهر الليالي.. فعلته ودونته فوق ملامح هذه الأم العجوز التي قدمت إلينا يدا معروقه تكاد تري الشعيرات الدموية فيها قبل الشرايين والأوردة تسلم مرحبة بأهل البندر!
قلت وأنا آخذ بيدها لأجلسها علي حصير فقير الحال يشكو قلة العيدان: كم عمرك يا خالة؟
لم تجب لأنها لم تسمعني!
قال أهلها وهم أكثر من عشرة يملأون الحجرة الضيقة المظلمة التي نجلس فيها:أصل سمعها لا مؤاخذة, موش قد كده!
قلت:طبعا سمعها تقيل لواحدة في التسعين من عمرها!
قالوا:لا قول ييجي مائة سنة!
قلت بصوت عال: يا أمي شفتي أبوكي زهران فوق المشنقة
وكأنني فجرت بسؤالي داخل ما تبقي من نحيل جسدها قنبلة زمنية..راحت تتكلم وتتكلم تحكي وتحكي دون توقف..
فاكرة كل حاجة زي ما تكون حصلت إمبارح بس.. أبويا كان إتجوز أربع ستات..أمي كانت واحدة منهن..كل ست قاعدة في أوضة فوق السطوح.. أبويا ما حدش قبض عليه هو اللي سلم نفسه للعمدة أبويا محمد الشاذلي..بعد ما هرب كل رجالة البلد للبلاد إللي جنبنا بعد مانزل العسكر الانجليز البلد يلموا الرجالة كلهم..
ضربوه عشان يقول إنه ضرب الضباط الإنجليز اللي كانوا بيصطادوا الحمام اللي في الأبراج..قال: أنا محمد زهران..راجل من ظهر راجل..لكن أنا ماضربتش أي إنجليزي..لأني ما كنتش في البلد ولو كنت موجود ماكانش حد قدر يضرب أم محمد بالرصاص!
قلت:ومين أم محمد يا خالتي؟
قالت:دي مرات المؤذن!
قلت:ماتت
قالت: من زمان!
قلت:لا أقصد هل ماتت برصاص الإنجليز؟
قالت:لا.. إتعورت في كل جسمها.
أسألها: حضرتي يوم ما شنقوا الرجال الأربعة؟
قالت:حضرت كل حاجة الشنق والجلد كمان.
قلت: كان عندك يومها كام سنة؟
قالت:أنا كنت فايرة وكان جوزي الله يرحمه كان يادوب مكلم أبويا علي قبل ما يشنقوه!
قلت:طيب يا خالتي فاكرة أبوكي عمل إيه ساعة ما الإنجليز طلعوه علي حبل المشنقة؟
قالت:موش سامعه يا بني!
أعدت سؤالي بصوت مرتفع..قالت وقد تسلل حزن مائة عام إلي صوتها:موش فاكرة..هو اتشنق بعد مين ولا قبل مين..بس إللي فاكراه إن حسن محفوظ ده كان راجل كبير قد بنتي فهيمة دلوقتي هو أول واحد شنقوه!
قلت:فاكرة قال إيه قبل ما يشنقوه
قالت:والنبي يا بني موش عارفه أنا إللي فاكراه إن يوسف سليم كان صغير ما دخلش دنيا لسه!
وقاطعتها:يعني إيه يا خالتي مادخلش دنيا؟
تضحك من خلال فم بلا أسنان:يعني موش عارف يا سيدنا الأفندي
قلت: فهمت يا أمي وبعدين عمل إيه يوسف سليم قبل مايتشنق؟
قالت:زعق في وش الإنجليز بصوت عالي:ربنا يلعن الظالمين!
قلت: وأبوكي قال إيه؟
قالت وعيونها ضائعة في عمق السنين: قال' أه يا ولاد. الـ.... لو كنت عارف كنت ماخليش واحد إنجليزي علي أرض مصر!'..
واسألها:لسه يا أمي زعلانه علي أبوكي زهران؟
قالت في يقظة تحسدها عليها بنت العشرين:زهران يا ابني ماماتش..كل أولاد البلد هنا أولاد زهران..حاسه زي ما يكون معانا..لسه سامعة صوته..مانستش أبدا شكله وهيبته ودخلته علينا..عاش راجل, ومات راجل لكن صورته لسه قدام عينيا زي ما يكون سابني إمبارح بس!
قلت وأنا أنظر إليها بفخر:يا أمي طلباتك إيه؟
قالت: يا بني أنا عايشة علي معاش السادات..قابلني من سنين وقاللي موش عاوزة حاجه يا خالة سيدة؟
قلت له:عاوزة اصرف وأعيش وأنا بنت البطل زهران!
قال:اصرفوا لها معاش خاص!
قلت:كم؟
قالت:سبعة جنيه يا بني!
**ملحوظة من عندي: معاش السادات الآن حسب علمي أصبح40 جنيها!
تتدخل ابنتها فهيمة وهي تبدو وكأنها أكبر من أمها:يا أمي إحنا جنبك وعايشين معاكي أنا وأولادي عادل وجمال!
ترد الأم بكبرياء: أنا يا بنتي موش عاوزة أمد إيدي لغير الله!..
ووجدت نفسي دون شعور أقول:الله يا بنت زهران!
قالت لي مارجريت بنتلي الصحفية الانجليزية الجوالة بعد ان حكيت لها كلمة كلمة- كل ماقالته ابنة زهران:هذا الشعب جدير حقا بالحياة!..
قلت:وبالحرية
قالت:انتم أكثر شعوب المنطقة إحساس بالحرية..
قلت:تقولين هذا بعد مشاهدتك لهذه الأم العجوز الشاهد الحي علي حادث دنشواي قبل مائة عام؟
قالت:صدقني لقد قرأت في عيون هذه المرأة الحديدية الإرادة القوية التي لم تهزمها الأيام ولم تطحنها المحن, التاريخ البطولي لهذا الشعب العظيم وقرأت في كل الوجوه المصرية السمراء القوية الفتية التي قابلتها داخل هذه القرية..أن ابنة زهران..هي امتداد لزهران نفسه!
قلت:إن الأبطال لا يموتون أبدا.. حتي لو اختفوا من حياتنا فإنهم في وجدان الشعوب وفي ضمير الأمم العظيمة باقون باقون!..
بعض المقالات المنشورة في الصحف عن حادث دنشواي..
لقد فضلت ان انقل اليكم هذين المقالين الهامين عن حادثة دنشواي...
وفيهها حوار مع احفاد ضحايا مذبحة دنشواي...
الجيل الرابع يتحدث
رغم مرور مائة عام علي حادثة دنشواي إلا أن التفاصيل السابقة عالقة في أذهان شباب عائلات دنشواي التي راح بعض أفرادها ضحية المذبحة، مثل عائلات محفوظ والشاذلي وزهران والسيسي..
يخبرني "مرتضي محمد زهران" أحد شباب عائلة زهران والتي ينتمي إليها أحد الشهداء الأربعة في المذبحة "محمد درويش زهران" : الجيل الحالي هو الجيل الرابع لشهداء الذين راحوا في المذبحة عام 1906، ورغم تعاقب الأجيال لا تزال عالقة في أذهان كبار العائلات، وهو ما جعل الشباب في القرية يتباهى بأنه من أبناء هذه القرية، وعن نفسي أشعر دائما بالفخر أنني أنتمي لعائلة زهران التي قدمت الشهيد محمد زهران، والذي لم يهب الموت بل أقدم عليه في شجاعة وبطولة تناقلها الكثيرون في كتاباتهم وأشعارهم..
ويسمعني مرتضي أغنية شهيرة معروفة في القرية عن بطولة "محمد زهران" تقول :
(يوم شنق زهران كان يوم صعب وقفاته.. أمه بتبكي، يا روح الكل وأخواته..).
أما شقيقه "ممدوح محمد زهران" فيقول : نحن لم ولن تنسى بطولات الأجداد ودفاعهم عن الشرف والعرض والأرض أمام جنود الاحتلال البريطاني، ولكني ألوم الإعلام والمسئولين الذين لم يتذكروا دنشواي في مئويتها ولم يحاولوا تخليد ذكرى ضحايا هذا الحادث الأليم الذي ندد به الزعيم مصطفي كامل أمام العالم كله!
عائلات السيسى ومحفوظ وزهران يجيبون عن السؤال
الشاهد الأخير: ماذا تبقى من دنشواي؟
((مقال مهم جدا لمجلة العربي ))
ظلت حادثة دنشواى التى مر عليها 100عام محفورة فى أذهان المصريين، تستدعى إلى الذاكرة مذابح ضد الأبرياء ارتكبتها قوات الاحتلال الإنجليزى تتجاوز بشاعة حادثة دنشواي، وتقف أبراج الحمام فى دنشواى شاهدا على الجريمة التى وقعت فى يوم الأربعاء 13 يونيو 1906 وأصيب خلالها بعض الفلاحين والفلاحات، وقتل سيد أحمد سعيد ومرت مائة عام على المحاكمة الهزلية فى 72 يونيو 6091 لرجال وشباب القرية وترأس المحكمة بطرس باشا غالى وإبراهيم بك الهلباوى ممثلا للادعاء وأحمد أفندى زغلول شقيق سعد باشا زغلول عضوا بالمحكمة التى قررت إعدام أربعة من أهالى دنشواى وجلد 12 وأشغالاً شاقة لآخرين. والقصة التى بدأت برحلة صيد للحمام قام بها ضباط الاحتلال البريطانى انتهت إلى مأساة
العربى ذهبت إلى دنشواى لترصد الحدث على ألسنة أحفاد ضحايا الاحتلال الإنجليزي
ويروى الحاج إبراهيم عبد الخالق السيسى ويبلغ من العمر 85 عاماً أحد أحفاد أحمد محمود السيسى والذى تم تنفيذ حكم الإعدام فيه قائلا: إن قرية دنشواى تمتلئ بالفلاحين الذين يعملون بالزراعة منذ قديم الزمان وتربية الحمام حيث إنها تشتهر بتربيته على أسطح منازلها ولا يخلو بيت فى القرية من تربية الحمام، وعلى الرغم من عدم معايشتى لهذا الحدث لكن القصة نتداوها جيل بعد جيلاً بما فيها من مآس عاشها أهل القرية وخاصة العائلات التى تضررت من الحادث ويلفت إلى أن عائلة على شعلان وعائلة محمد أحمد السيسى عاشت المأساة وصورة الأحداث مازالت عالقة فى الأذهان لروايتهم لنا عن تعذيب وجلد وقتل أمام أعين أهل القرية.
فالقصة تبدأ عندما حاول بعض جنود الجيش البريطانى ممارسة هوايتهم فى صيد الحمام وقد اعترضهم محمد زهران وطلب منهم عدم الصيد فى هذه القرية نظراً لأن الأرض فى هذه الفترة مليئة بمحصول الغلة والأجران تمتلئ بالقش وأن الصيد فى هذه المنطقة سوف يسبب حرائق كبيرة، ورغم ذلك لم يستمع هؤلاء الجنود لتحذير زهران وذهبوا يمارسون هوايتهم فى الصيد، وعندما أصيبت السيدة أم محمد بطلق نارى من الجنود واشتعلت النار فى الحقل هاج أهل القرية لمحاولة إنقاذها وقام زوجها بالدفاع عنها وحاول ضرب الجندى الذى أصاب زوجته، وفر أحد الجنود خوفا من أهل القرية الذين تجمعوا فور سماع الأعيرة النارية ونشوب الحريق فى الجرن- وهو المكان الذى يتم فيه جمع المحصول- لإطفاء النيران وإنقاذ السيدة أم محمد، ولم ندر ماذا حدث سوى أن الجندى الذى فر هارباً من جموع الناس قد مات من ضربة شمس لسيره أكثر من 4 كيلو فى الشمس خوفاً من أهالى القرية، وحاصر الجنود القرية وجمعوا الفلاحين لمحاكمتهم أمام أعين أمهاتهم وأبنائهم وزوجاتهم.
ومايزال هذا الحدث رغم مرور مائة عام عليه عالقاً فى أذهان العائلات التى راح بعض أفرادها ضحية المذبحة، لم يتبق منها سوى القليل وهى عائلات السيسى ومحفوظ وزهران وهذه العائلة قتل منها
محمد زهران وهو أول من شنق أمام أعين الناس وقال قبل أن يتم تنفيذ حكم الإعدام : لو كنت أعلم أن هذا سوف يحدث ما كنت تركت فيكم أحداً على قيد الحياة.
والمعروف عنه أيضا أنه رجل وطنى لا يرضى بالظلم وكان يرد الحقوق لأصحابها، وكان معروفاً عنه أنه رجل يحب أهل قريته بشدة، ولكن كان له أعداء، أبلغوا عنه وتم القبض على ه ومحاكمته على أنه المحرض على قتل الجنود البريطانيين وتم إعدامه أمام أعين القرية كلها والقرى المجاورة.
ويقول حاتم إسماعيل السيسى أحد شباب عائلة السيسى إن حادثة دنشواى لاتزال عالقة فى أذهان كبار العائلات، وأن الشباب من أهل قريته يتباهى بأنه من أبناء هذه القرية التى عانت من الاستعمار البريطانى وأنه يعلم عن حادثة دنشواى من أقوال أجداده عنها وأنها قصة يتم تداولها فى المناسبات الخاصة ولكنه يطالب بأن يتم نشر معلومات كافية عن الحادثة لكى يعرفها كل أبناء الوطن ويعرفوا كيف عانى أجدادنا من الاستعمار والظلم الذى وقع عليهم.
ويطالب صلاح محمد خليل السيسى - فلاح - بأن يتم تخليد هذه الذكرى بالشكل اللائق، وأن تصبح القرية - دنشواى - مزار أمام العالم كله، فالقرية صمدت أمام الاحتلال ودافعت عن شرفها ولم ترتكب جريمة، بل كانت رمزاً لهذا الصمود والتحدى للظلم الذى وقع عليها، وتحتاج إلى النظر إليها بشكل مختلف وإحياء ذكراها بالشكل الذى يليق بها.
كما يروى عبد العزيز محفوظ أحد أحفاد عائلة محفوظ أن الذاكرة لن تنسى بطولات الأجداد ودفاعهم عن الشرف والعرض والأرض أمام المغتصب البريطاني، ولن ننسى ما قدموه لنا.
ويقول الطالب محمد سالم إنه لا يعرف عن حادثة دنشواى سوى ما قرأه فى كتاب المدرسة - وهو من أبناء القرية - ولا يعرف سوى متحف دنشواى الذى يضم المشنقة التى شنق عليها فلاحون من أبناء هذه القرية، واللوحات التى تجسد أعمال العنف ضد أبنائها.
ويقول آخر رفض ذكر اسمه من أبناء قرية دنشواى إن الإعلام لم يقم بدوره فى تخليد ذكرى ضحايا هذا الحادث الأليم، وكان يجب على الحكومة أن تقدم الكثير من العون لأبناء هؤلاء الفلاحين، وإتاحة الفرصة أمام الشباب داخل القرية والقرى المجاورة التى عاشت أسود الأيام فى ظل الاحتلال وحتى يومنا هذا، وطالب بتخليد ذكرى دنشواى بالشكل الذى يليق بها، وعمل أفلام تجسد الحادث.
وتقول الحاجة فتحية زوجة الحاج عبد المجيد العفيفى صاحب آخر أبراج للحمام فى القرية والتى تعد الشاهد الأخير على وجود أبراج الحمام بها إن حادثة دنشواى لن ينساها أبناء القرية وأن منزلها يعد مزاراً لرواد القرية لمشاهدة أبراجها الستة والتى تظل الشاهد الأخير على هذا الحادث، فهذه الأبراج يصل ارتفاعها إلى أكثر من 7 أمتار ويرجع تاريخها إلى أكثر من 100عام، تمتلئ بالحمام ولايزالون يحافظون عليها بشكلها القديم تخليداً لذكرى حادثة دنشواي.
ويؤكد أحمد إبراهيم حسين ونادر السيد محمود أن حادثة دنشواى بدأت تتلاشى من ذاكرة عدد كبير من أبناء القرية وخاصة الشباب الذى لم يعد يريد أن يعرف المزيد عنها وانشغل بالكثير من هموم الحياة والبحث عن فرص عمل جيدة خارج القرية وخارج المحافظة، ولم تعد الذكرى باقية سوى فى عقول الشيوخ وكبار السن داخل العائلات التى عانت من حادثة دنشواي