واخيرا نطق هيكل هیکل عدة صفعات لمذيعي الجزيرة : ما يحدث في سورية ليس ثورة حقيقية و ما حدث في ليبيا ليس ثورة وإنما احتلال غربي والوضع الحالي ليس ربيعا عربيا بل “سايكس بيكو” جديد
كاد المشاهد يزعل على المذيع محمد كريشان وهو يستجدي محمد حسنين هيكل في لقاء الجمعة على قناة الجزيرة للقول ولو كلمة واحدة إن ما يحدث في سورية “ثورة”. لكن هيكل بيّن أن ما يحدث في سورية ليس ثورة حقيقية والسبب هو الهدوء الذي تشهده كل من مدينتي دمشق وحلب . طبعاً كريشان الذي اعتاد أن يكون بوقاً في الجزيرة كما غيره من المذيعين حاول مرات عدة أن يجعل من هيكل نسخة عن الجزيرة، لكنه كان في كل مرة يتلقى الصفعة تلو الأخرى. !
الصفعة الأولى كانت قول هيكل: إن ما حدث في ليبيا ليس ثورة وإنما احتلال غربي بطلب عربي راح ضحيته أكثر من ستين ألف قتيل وأكثر من سبعين ألف جريح، إضافة إلى تدمير مرافق ومنشآت وإن هذا سيبقى عاراً على الدول العربية التي شرعت للأطلسي فعلته وعلى أعضاء المجلس الانتقالي الذين كانوا حتى بداية هذا العام مع القذافي، منبهاً إلى أن ما حدث للقذافي أمر بشع وأن التدخل الغربي أفسد للثورة نقاءها .
أما الصفعة الثانية فكانت عندما قال هيكل لكريشان : إن الجزيرة تمارس تحريضاً واضحاً ضد سورية وأن التحريض لا يصنع ثورات منبها إلى المحاولات التركية والغربية المستميتة لتكرار السيناريو الليبي أي إيجاد بنغازي جديدة في سورية وهو ما حاولوا فعله في كل من تلكلخ ودير الزور وجسر الشغور ودرعا منبها إلى دور كل من المخابرات الأردنية والإسرائيلية في تلك المحافظة !
أما الصفعة الثالثة فكانت أن دول الخليج ليست بمنأى عما يجري في العالم العربي خصوصا الدول التي تحاول أن تشتري لنفسها دورا في المنطقة حتى أن هيكل نبه إلى أن رياح التغيير قد تأتي إلى هؤلاء ربما من باكستان قائلا لكريشان أنت تعيش في قطر وتراقب ما يحدث في الخليج .
وهنا لا بد من التذكير بحوار هيكل مع صحيفة الأهرام المصرية حيث رأى أن ما يشهده العالم العربي هذه الأيام ليس ربيعا عربيا وإنما ( سايكس بيكو ) جديدة لتقسيم العالم العربي وتقاسم موارده ومواقعه ضمن مشروع غربي أوربي أمريكي وآخر تركي بالإضافة إلى المشروع الإسرائيلي الواضح لإجهاض القضية الفلسطينية , منوها بأن الثورات لا تُصنع ! ويستحيل أن تنجح بهذا الأسلوب باعتبارها فعل لا يتم بطريقة تسليم المفتاح من قوى خارجية تطلب السيطرة ولا تريد إلا مصالحها فقط ولا يصح أن يتصور أحد أن هذه الدول تريد تحرير الشعوب العربية , مشيرا إلى أن كل ما يحدث في المنطقة إنما هو تمهيد لفصل في شرق أوسط جديد يعاد الآن تخطيطه وترتيبه وتأمينه !
وهنا يصح التذكير بما قاله الكاتب الفرنسي تيري ميسان عندما كشف أن قناة الجزيرة القطرية أسسها أخوان فرنسيان يحملان الجنسية الإسرائيلية هما ديفيد وجان فريدمان. والهدف كان خلق مجال يستطيع أن يتحاور عبره الإسرائيليون والعرب ويتبادلون النقاشات ويتعرفون على بعضهم الآخر .
اللافت أن الجزيرة التي كانت تدعي الرأي والرأي الآخر تحوّلت إلى بروباغندا لحلف شمال الأطلسي ضد سورية وأدواته في المنطقة في وقت تدعي فيه الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان , ولنا أن نسأل سؤالاً بريئاً للأخوة في قطر .. ما هي مظاهر الديمقراطية عندكم ؟ وما هي حقوق الإنسان التي تتشدقون بها على الجزيرة ؟! وهل تتمتعون بنظام برلماني كالكويت مثلاً وهي الدولة الخليجية ؟! إلى أخر ذلك من الأسئلة التي لن تجد لها جوابا لأن البيت من زجاج وزجاج هش جداً