العودة   شبكة صدفة > المنتديات الادبية > القصص والروايات

القصص والروايات قصص و روايات يختص بالقصص بشتى أنواعها : قصص حب غرامية، قصص واقعية , قصص خيالية , قصص حزينة , قصص غريبة , قصص تائبين , قصص رومانسية , قصص دينية , قصص خليجية طويلة ,روايات و حكايات شعبية, حكايا و قصص شعبية , الادب الشعبي, قصص مغامرات اكشن واقعية, قصص الانبياء, قصص قصيرة حقيقية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 12-18-2008, 06:45 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أحمد اسماعيل

الصورة الرمزية أحمد اسماعيل

إحصائية العضو







أحمد اسماعيل غير متواجد حالياً

 

Thumbs up ريَّان .. ريَّان يا فجل

قصـة قصيرة
بقلم: د.نبيــل فــاروق

صبري ! غير معقول -
رفع صبري عينيه يتطلع فى دهشة إلى ذلك الرجل الذى أطلق الصيحة باللغة العربية فى قلب نيويورك وخيِّل إليه لحظات إليه أنه يشاهد وجهاً أمريكياً، بذلك الشعر الأسود الناعم، والعينين الزرقاوين، والقامة الفارهة، ثم لم يلبث أن استوعب الوجه وصاحبه، وهتف بدوره: فوزي.. يالها من مصادفة
اندفعا يتصافحان فى حرارة، وسط الشارع المزدحم، وانطلق نفير السيارات الغاضبة ، فجذبه فوزى إلى الإفريز المقابل وهو يقول: عامان كاملان لم أرك فيهما فى مصر، ثم نلتقي هنا فى مصر! يالها من مصادفة بالفعل.. كيف حالك يارجل؟
لم يجب صبرى وهو يتطلع إليه، واكتفى بابتسامة باهتة، وعقله يسترجع فجأة تلك الذكريات، التى لم تفارق ذهنه قط طوال عامين كاملين، قضاهما هنا فى الغربة، يجتر الأحزان والنكسات والهزائم، ويقاتل بيديه وأسنانه، ليحيا وسط المجتمع الأمريكي.. في قلب نيويورك، حيث يحيا الأمريكيون أنفسهم في معركة طاحنة لا تنتهي، للحصول على لقمة العيش
*******
تذكَّر تلك المسابقة التي كانت بداية كل شىء . كان يسعى للحصول على تأشيرة السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، عندما قرأ الخبر فى صحيفة يومية واسعة الانتشار.. خبر إقامة مسابقة أدبية كبرى، للأقلام الشابة، والعقول الجديدة، مع تأكيد من أحد المسئولين الكبار بالحياد التام في التحكيم، وفى اختيار الفائزين.. ومع الخبر نسى السفر والتأشيرة.. بل ونسى أن خريطة العالم تحوي قارة اسمها أمريكا
كان هذا حلم حياته.. أن يصبح أديباً
وبكل الحماس والهمة، راح يبحث عن فكرة جديدة تصلح كقصة قصيرة، أو رواية متوسطة، يضع بها اسمه بين أسماء المتسابقين، عسى أن يفوز
بالجائزة ، ويلمع اسمه فى عالم الأدب و
لم يكتمل الحلم...
*******
فى الصباح التالي فحسب قرأ خبر آخر، يقول :إن الأديب الكبير فلانى الفلانى سيشترك فى المسابقة الأدبية
وامتلأت نفسه بالحنق، والسخط، والحقد، والمرارة.. لماذا يقحم الأديب الكبير نفسه فى مسابقة كهذه ؟! إنه لا يحتاج أو لم يعد يحتاج إلى الشهرة والثراء أو إثبات الذات.. لقد بلغ تلك المكانة، التى تؤهله للفوز بالمسابقة، اعتماداً على اسمه وسمعته فحسب.. حتى لو كانت روايته هى: ريَّان يا فجل.. إنه سيربح المسابقة حتماً.. سيضيع الفرصة عليه وعلى أمثاله من الشبان، الذين يحلمون بدخول عالم الأدب والشهرة، ولو من الأبواب الخلفية والضيقة
ومع حنقه وانفعاله، أمسك أوراقه وأقلامه، وراح يكتب قصة قصيرة عن كاتب كبير، أصر على أن
يقف دائماً حجرة عثرة، فى طريق المواهب الشابة الجديدة.. وكتب.. وكتب.. وكتب.. كل مشاعره نقلها إلى الأوراق.. كل انفعالاته تركها
تتدفق عبر قلمه، حتى فرغ
وفى الصباح الثالث، وصلته موافقة السفارة، وتأشيرة السفر، فأرسل قصته بالبريد، وأنهى إجراءاته، وقرر أن يترك مصر إلى الأبد
*******
وبعد أسبوع واحد كان فى قلب نيويورك، وهناك بدأت المتاعب الحقيقية.. نام طويلاً على الأرصفة.. أكل بقايا الأطعمة.. نخر البرد عظامه كلها عظمة عظمة.. ومرة واحدة تعرض لمحاولة سرقة، ولكن السارق لم يجد لديه ما يستحق، فمنحه دولاراً، وانصرف عنه إلى ضحية أخرى
ثم عثر على عمل.. كان يجمع القمامة من منتصف الليل إلى الصباح التالى، ثم ينام فى مخزن قديم، من الصباح إلى المساء، ليبدأ دورة البحث والعمل من جديد
وطوال عامين كاملين راح يتنقل من مهنة إلى أخرى أكثر سخافة، حتى استقر به الحال أخيراً فى محطة بنزين كبيرة حيث يعمل الآن.. كان أجره يكفيه بالكاد، ولكنه لا يستطيع التخلى عنه،
حتى يجد عملاً أفضل
وطوال العامين قطع كل صلة له بمصر، ولم يحاول حتى الاختلاط بالمصريين.. كان ينسلخ من جلده كله.. من انتمائه.. من ذكرياته
ولكن هاهو ذا فوزى صديق الجامعة يظهر فجأة، ويعيد إليه ذكرياته كلها
*********
أين أنت الآن ؟ -
انتزعه فوزي من ذكرياته بالسؤال، فالتفت إليه بنفس النظرة الخاوية، وهو يجيب
هنا.. أعمل في محطة بنزين -
هتف فوزي: محطة بنزين ؟!.. من يصدق هذا ؟!.. صبري علوان يعمل في محطة بنزين ؟!.. يالسخرية القدر

قال فى عصبية: أية سخرية؟.. أنت تعلم أن مؤهلنا غير مطلوب هنا، ولا يمكننا معادلته، ولم أكن ناجحاً فى مصر، و

قاطعه فوزي: أنت ؟!.. أنت لم تكن ناجحاً ؟!.. كيف يا رجل ؟!.. ألم تطالع صحيفة مصرية واحدة منذ عامين؟

حَّدق صبري فى وجهه بدهشة، وقال: ماذا تعني؟

هتف فوزي: لقد ظلت الصحف تكتب عنك يومياً، طوال شهر كامل، وكل صحفي فى مصر يبحث عنك، والجميع يقولون أنك موهبة خارقة

قال ذاهلاً: أنا؟ أنا يبحث عني الجميع؟

زفر فوزي فى أسف، وقال: كان هذا منذ عامين ، أما الآن فلم يعد هناك من يذكرك.. ياللخسارة!.. كانت فرصة عمرك يا صبري
سأله وهو يكاد يسقط أمامه: لماذا؟ ماذا حدث بالضبط ؟
ضرب فوزي كفاً بكف، وهو يقول: أتعني أنك حتى لم تعرف!.. ياللعجب
ثم مال نحوه، مستطرداً فى عمق: لقد فزت يارجل .. فزت فى مسابقة القصة القصيرة، وفجَّرَت قصتك: ريَّان يا فجل.. حماس النقاد والكتاب.. فزت حتى على الكاتب الكبير نفسه


وسقط فك صبري السفلى فى ذهول.. وهوى قلبه بين قدميه
إذن فقد أتت الفرصة وذهبت
ولأول مرة، منذ وصل إلى نيويورك، شعر صبرى بوحدة عجيبة، وبأن ناطحات السحاب الشهيرة تزداد ارتفاعاً، وهو يزداد بينها ضآلة وانكماشاً
وأخذ فوزي يتحدث، ويتحدث، ولكن صبري لم يعد يسمعه
لقد ابتلعته المدينة المزدحمة.. وسحقته الوحدة، وهو يصرخ فى أعماقه
" ريَّان .. ريَّان يا فجل "







آخر مواضيعي 0 مباراة الأهلي ووفاق سطيف الجزائري
0 دعاء يوم الجمعة
0 روسيا تسلم محطة تشيرنوبل النووية إلي أوكرانيا
0 دعاء آخر يوم في شعبان
0 فضل الصيام
رد مع اقتباس
قديم 12-20-2008, 07:49 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ريَّان .. ريَّان يا فجل

مااصعب الغرق دون محاولة الرجوع
ومااصعب الوحدة يصرخ لااحد يسمعه
الاخ الكريم
احمد المصرى
طرح قيم ورائع
سلمت على فكرك المميز
اسعدك الله







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 12-20-2008, 09:26 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أحمد اسماعيل

الصورة الرمزية أحمد اسماعيل

إحصائية العضو







أحمد اسماعيل غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ريَّان .. ريَّان يا فجل



نووور .... تسلمى على مرورك الطيب

وفقك الله ويسر امورك

دعواتى لكى بالصحة والعافية






آخر مواضيعي 0 مباراة الأهلي ووفاق سطيف الجزائري
0 دعاء يوم الجمعة
0 روسيا تسلم محطة تشيرنوبل النووية إلي أوكرانيا
0 دعاء آخر يوم في شعبان
0 فضل الصيام
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:18 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator