ولكنك لم تَخُن

[جلال داود]

وهكذا ...
تمضي بعيداً وكأن شيئا لم يكن
لَم تعتذر .. وكأني لم أكُن
ولِمَ تعتذر ؟لا تعتذر ..
فكل ذنبك مُغتفر ..
ما الفرق بينك وبين مَن قضى وِطْره
وكما عصفور بلله المطر ..
نفض عن جناحيه الماء مرتعشا .. ثم استكان وسَكَن ؟
لستُ بأضغاث أحلامك ..
تهرب أطيافي إن فارقَك بعد الصحوِ الوَسَن ..
أنا حقيقتك الوحيدة ..
أنا سيرتك الحميدة ..
لا تعتذر ..
فكل ذنبك مغتفر ..
أوَ تزعُم جاحداً ..
بأن الدنيا التي بنيناها ..
كانت وَمْضة حُلمٍ .. بل أصلاً لم تكن ..؟
أتنْكُر بعد لقائي ... ووعدك المعسول.. وأنك لا... وأنك لن؟
أتُنْكِر انبلاج الضوء في وضح النهار ؟
أتنكر أن ذاك اللؤلؤَ المكنون قد جافى المحار ..؟
وأن المد والجزر ليس من شِيَم البحار؟
أدْميتَ قلبي..
أهْدرتَ عشقي ..
وتقول أنك لم تخُنْ ..؟
أو تذكر ؟
يوم كنتُ ..
ويوم كنتَ ...
ويوم كنا .. أوَلَمْ نكن ..؟
أولم أكُن ؟
أُطرز لك النجمات في ليل سُهْدي .. وشاحا من وفاء ..
ألم أفرش لك غرف القلب سكناً ..
وكنت أصوغ طوعا تباريح الوجد لحنا ...
لا تكابر ....
فأنا عن طِيِب خاطر ..
بذلتُ في محرابك الروحَ طائعة ً.. نَذْرَ فداء
ظللتُ فوقك تعريشة أهدابي .. غيماً وسماء ..
نثرتُ على بيادري بذور طيفك زنبقا..
وكسوته خِصباً وسقيته فيْضَ رَواء ..
رقدتُ على ضفافِك العطْشى .. طَمْيَ فيضٍ ونماء ..
أتذْكُر؟
هتفتُك نجوى ... في تراتيل الخشوع
حمدتُ الله في سري .. وختمْتُكَ بوْحَ دعاء ..
لم تخُن ؟
ولم أكن ؟
ألم تكن طفلي المخبوء بين الحنايا ؟
أُرْضِعُك من ثدى الحلم الجميل .. بلسماً ودواء
أيا ناكر العشق النبيل ..
أذهب ..
عتقْتك اليوم من ربقة روحي ..
أذهب
فإنك لم تَخُنْ ..
وكأن حبك لم يكن ..
بل أنت الذي يوماً لم تكن ..

***
جلال داود

[نور]

يالرووووعة
لها الف حق وحق
فماله سوى نكران وجوده فى حياتها
فهو مجرد ومضة حلم مر سريعا
واصبح كأنه لم يكن
فمن ينكر هذا الوفاء والسهر
سوى جاحد ناكرا للعشق النبيل
فهو لم يستطيع ان يغرد فى الحلم الا قليلا
ليكون بلا تاثير وكأنه عابر سبيل
رائع انت شاعرنا واديبنا المميز
جلال دواد
استمتعت بالحرف هنا وارتبك النبض
حقا انبهار بكتلة المشاعر الفياضة
التى تنهمر وجعا بكل ملامح الذكريات
فى كل لفظ أتذكر , أتنكر ,ألم
وتكرارها فى كل عبارة
اجادة لوصف الاحاسيس هنا
ليس بغريب عليك شاعرنا القدير
مزج هذا الوجع بالكبرياء الجميل
دمت رائع كما انت
لااملك الا ان اسجل اعجابى الشديد
فى انتظار المزيد من نبضكم الراقى العذب
خالص التقدير لكم والاحترام

[همس الحب]

دقات قلب موجع ويتوجع ثائراً بصمت الهدوءيخطف الأبصار
هذا ماشعرته يتغلغل بين أضلعي
فالحرف يصرخ متأثراً متألما
نبضاتك في كل مرة تعبث ثائرةجاذبة متحدية ومتحدقة تخطف مشاعرنا
تقدير وتحية شكر أديبنا الفاضل جلال

[جلال داود]

تحياتي نور

شكرا للقراءة المتأنية العميقة كعادتك دائما.

سؤال يا نور :

هل بالفعل الأنثى إن أحبت بصدق ثم تلقّتْ طعنة غدر وخيانة ، هل بالفعل ينقلب ذلك الحب الطاهر النقي إلى ثورة عارمة لا تُبقي ولا تذر وأن إنتقامها يعادل نفس زخم إخلاصها ؟؟؟

دمتم

[جلال داود]

تحياتي همس الحب

أشكر لك القراءة وأشكرك على التعليق البهي.

سؤال يا همس الحب :

هل يجعل الإعتذار والندم الأنثى تعود لسيرة حبها من حبيب سدّد لها طعنة خيانة وغدر ؟
هل تعتبري الصفح عنه شيئا محبذا أم أن العمل بمقولة لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين هو مثل ينطبق على هذه الحالة ؟

دمتم

[نور]

سؤال يا نور :

هل بالفعل الأنثى إن أحبت بصدق ثم تلقّتْ طعنة غدر وخيانة ، هل بالفعل ينقلب ذلك الحب الطاهر النقي إلى ثورة عارمة لا تُبقي ولا تذر وأن إنتقامها يعادل نفس زخم إخلاصها ؟؟؟

ساحاول الاجابة فى حدود خبرتى البسيطة
وفى حدود الاخلاق التى تعلمتها
واتساءل معكم واحاور نفسى
لما الخيانة والخداع
وهل يستحق من يخلص ويحمل الوفاء
ان يكون ثمن تضحياته الغدر والخيانة
وهل نثق فى من خان وباع بلا ضمير يؤنبه
وهل نثق فيه لو عاد وابدى الندم
وهل لو قدمت الانثى العفو والمغفرة
لان الله عفو غفور فمابال الانسان قاسى القلب!!
هل يشفع هذا للخائن خيانته وهل من ميثاق للشرف
يمنعه ان يخون مرات ومرات
وماهو الضامن له
وهل لن تعيش الانثى بعد عفوها
وغفرانها فى حالة من الشك والقلق
والالتفات حول نفسها ومراقبة الامر
لتحول حياتها لحالة من الاضطراب والفكر وانشغال البال فى كل لحظة خوفا
من عودة المعاناة والالم والحزن والريبة ليتجددمرة اخرى
اسئلة مؤكد ستراود فكر الانثى
فمن يلومها ان لم تغفر وتسامح
لكن اعتقد لن تنتقم
ففكرة الانتقام لايعرفها القلب المحب
لا يعرفها اصحاب القلوب الطيبة النقية
المخلصة الوفية هى بعيدة تماما عن فكرة الانتقام
بكل معانيه وايضا غريبة عنها
وكيف تنتقم وبائ وسيلة!!
هى الرقيقة الشفافة الواضحة المخلصة لاتعرف سوى ثورة على نفسها وثقتها الكبيرة فى حلم طال انتظاره وثقتها بلا حدود لهذا الحلم
لكن يكفى ان تبتعد تلملم شتات نفسها
وتداوى جراحها وتحاول ان تنسى
وتبعد كل ذكرى جميلة او سيئة فى زاوية النسيان بكل الالم والحزن والدموع
بكل بساطة هذا مافكرت فيه واتخيله حال تلك الانثى
التى استشعرت الخيانة والخداع ونكران كل جميل ونبض بالقلب
لكم منى كل المودة والتقدير
شاعرنا واديبنا الرائع
كل التحايا لك

[طارق سرور]

الغدر والخيانة صفة مكبوتة داخل الرجل والمرأة

روعة الطرح والقلم المعبر لأفكار تنتابنا

فائق شكرى وتقديرى أخى الديب جلال داود

[جلال داود]

تحياتي أختي الفاضلة نور

هنا كانت إجابتك بلسما شافيا عبر هذه الأمثلة :

وهل لن تعيش الانثى بعد عفوها
وغفرانها فى حالة من الشك والقلق
والالتفات حول نفسها ومراقبة الامر
لتحول حياتها لحالة من الاضطراب والفكر وانشغال البال فى كل لحظة خوفا
من عودة المعاناة والالم والحزن والريبةليتجدد مرة أخرى

***

دمتم

[جلال داود]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق سرور

الغدر والخيانة صفة مكبوتة داخل الرجل والمرأة

روعة الطرح والقلم المعبر لأفكار تنتابنا

فائق شكرى وتقديرى أخى الديب جلال داود

تحياتي أستاذنا طارق سرور

متى يطفو هذا الشعور المكبوت للسطح ؟
أعتقد أن العلاقة غير المتينة هي أرض خصبة للخيانة والغدر
لا يمكن للحب النقي الصادق أن تنمو في باحاته هذه النماذج من الغدر والخيانة.

دمتم

[نور]

لا يمكن للحب النقي الصادق أن تنمو في باحاته هذه النماذج من الغدر والخيانة.

شكرا لك اديبنا الرائع
الذى دوما فكره يواكبنا بكل مشاعرنا
وحقا صدقت لايمكن للحب النقى الصادق
ان تنمو فى باحاته مساحات الغدر والخيانة
ولكن احيانا مثل قصيدتكم المؤثرة هنا
يقابل العطاء والوفاء عن طيب خاطر
بكل الجحود والنكران والغدر
دوما نتعلم منك الكثير مما يفيد فى دروب الحياة
ننتظرك دوما وكل نبض وهمس
من وحى قلبك ومشاعرك قبل قلمك المميز
دمت بكل الخير