العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > سيرة الانبياء والصحابة

سيرة الانبياء والصحابة قسم السيرة النبوية لمواضيع السيرة النبوية , سيرة سير الانبياء , قصص الانبياء , قصص انبياء الله اسلامية , قصص نبوية وصف النبي , غزوات النبي , معجزات النبي مدح النبي , حياة النبي ,أخلاق النبي , حب النبي , قبر النبي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 07-26-2011, 11:10 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

Lightbulb رسول الله وحقوق المرأة .

رسول الله وحقوق المرأة





د. راغب السرجاني









أحاط الإسلام المرأة بسياج من الرعاية والعناية، وارتفع بها وقدَّرها، وخصَّها بالتكريم وحُسْن المعاملة ابنةً وزوجةً وأختًا وأمًّا، فقرَّر الإسلام أوَّلاً أنَّ المرأة والرجل خُلِقَا من أصل واحد؛ ولهذا فالنساء والرجال في الإنسانيَّة سَوَاء، قال تعالى : { يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً ... } [النساء: 1]. وهناك آيات أخرى كثيرة تُبَيِّن قضاء الإسلام على مبدأ التَّفْرِقَة بين الرجل والمرأة في القيمة الإنسانيَّة المشترَكة.




دفاع رسول الله عن المرأة
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ




وانطلاقًا من هذه المبادئ، وإنكارًا لعادات الجاهليَّة والأمم السابقة فيما يخصُّ وضع المرأة، قام رسول الله يدافع عن المرأة ويُنزلها المكانة التي لم تبلغها في حضارة ماضية، ولم تُدْرِكْها في أُمَّة تالية؛ حيث سنَّ للمرأة - كأمٍّ وأخت وزوجة وابنة - من الحقوق منذ أربعةَ عَشَرَ قرنًا ما تزال المرأة الغربيَّة تُصارِع الآن للحصول عليه، ولكن هيهات!




ففي جملة بلاغيَّة رائعة أصَّل رسول الله لقاعدة مهمَّة؛ وهي أن النساء يُماثِلن الرجال في القَدْر والمكانة، ولا ينتقص منهن أبدًا كونُهنَّ نساء، فقال : " إِنَّ النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ " [1]. أي : نظراؤهم وأمثالهم، وقد ثبت عن رسول الله أنه كان دائم الوصيَّة بالنساء، وكان يقول لأصحابه : " ... اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا "
[2]. وتكرَّرت منه هذه النصيحة في حجة الوداع وهو يخاطب الآلاف من أُمَّته.




حقوق المرأة فى الإسلام
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ





وإذا ما أردنا أن نتبيَّن ما أرساه رسول الله من حقوق ودعائم رِفْعَة للمرأة وتكريمًا لها، فيهمُّنا أن ندرك أوَّلاً مقدار حقوق المرأة ووضعها في الجاهليَّات القديمة والمعاصرة, لنرى الظلام الحقيقي الذي عانته المرأة، والذي ما زالت تعانيه، ومن ثَمَّ يتبيَّن لنا حقيقة وضع ومكانة المرأة في ظلِّ تعاليم رسول الإسلام.




حق المرأة في الحياة
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ




لمَّا كانت عادة العرب في الجاهلية وَأْد البنات؛ إذا برسول الله يُجَرِّم ويُحَرِّم قتل البنات وإهانة المرأة، وذلك انطلاقًا من تشنيع القرآن الكريم على أهل الجاهليَّة بسبب وَأْدِهم البنات ومهانة المرأة عندهم؛ حيث قال الله : { وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ } [التكوير: 8، 9]. بل وجعله رسول الله من أعظم الذنوب؛ فعن ابن مسعود أنه قال : سألتُ رسول الله : أيُّ الذَّنب أعظم؟ قال : " أَنْ تَجْعَلَ للهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ ". قلتُ: ثم أيُّ؟ قال : " أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَكَ ". قال : ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ : " أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ" [3].




الإحسان إلى المرأة وتعليمها
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ








ولم يَقِفْ رسول الله في الحفاظ على حقِّها في الحياة عند هذا الحدِّ، وإنما رغَّب في الإحسان إلي المرأة صغيرة؛ فقال : " مَنْ يَلِي مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ شَيْئًا فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ؛ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ " [4].




ثم أمر الرسول بتعليم المرأة فقال : " أَيُّمَا رَجُلٍ كَانَتْ عِنْدَهُ وَلِيدَةٌ فَعَلَّمَهَا فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَهَا، وَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا ... فَلَهُ أَجْرَانِ "
[5]. وكان رسول الله يجعل للنساء يومًا ليعظَهُنَّ، ويذكِّرَهُنَّ، ويأمرَهُنَّ بطاعة الله تعالى.




حق اختيار الزوج
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ




وما أن تشبَّ البنت وتصير فتاة بالغة؛ حتى يعطِيَها الرسول الحقَّ في اختيار زوجها والموافقة على الخاطب أو رفضه، ولا يجوِّز إجبارها على الاقتران برجل لا تريده، وقد قال في ذلك رسول الله : " الأَيِّمُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالْبِكْرُ تُسْتَأْذَنُ فِي نَفْسِهَا، وَإِذْنُهَا صُمَاتُهَا " [6]. وقال رسول الله : " لا تُنْكَحُ الأَيِّمُ حَتَّى تُسْتَأْمَرَ، وَلا تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ ". قالوا : يا رسول الله، وكيف إذنها؟ قال : " أَنْ تَسْكُتَ "[7].




حق المرأة كزوجة
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ




ولمَّا تصير المرأة زوجة يحثُّ رسول الله على حُسْن معاملتها وعشرتها؛ مبيِّنًا أن حُسْن عِشْرَة النساء دليل على نُبْل نفس الرجل وكريم طباعه، فيقول - مثلاً - مرغِّبًا : " إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا سَقَى امْرَأَتَهُ مِنَ الْمَاءِ أُجِرَ " [8]. ويقول مرهبًا : " اللَّهُمَّ، إِنِّي أُحَرِّجُ [9] حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ : الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ " [10].




حق المرأة في مفارقة زوجها
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ




وإذا ما كرهت المرأة كزوجة من زوجها شيء، ولم تُطِق الحياة معه، فقد سنَّ لها رسول الله حقَّ مفارَقة الزوج، وذلك عن طريق الخُلْعِ؛ فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : جاءت امرأة ثابت بن قيس إلى النبي فقالت : يا رسول الله، ما أَنْقِم على ثابت في دِينٍ ولا خُلُق، إلاَّ أنِّي أخاف الكفر. فقال رسول الله : " فَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ؟ " فقالت : نعم. فردَّتْ عليه حديقته، وأمره ففارقها [11].




حق المرأة في الذمة المالية والإجارة
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ




في حين أن رسول الله أثبت للمرأة ذِمَّة ماليَّة مستقلَّة تمامًا كالرجل؛ فلها أن تبيع وتشتري، وتستأجر وتؤجِّر، وتوكل وتهب، ولا حِجْر عليها في ذلك ما دامت عاقلة رشيدة، وذلك انطلاقًا من قوله تعالى : { فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ } [النساء: 6].




ولما أَجَارَتْ أمُّ هانى بنت أبى طالب رجلين من المشركين، وأبى أخوها علىُّ إلاَّ أنْ يقتلهما، كان قضاء الرسول في هذه الحادثة قوله : " أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ " [12]. فأعطاها الحقَّ في أن تُعْطِيَ الأمان والجوار في الحرب أو السلم لغير المسلمين.




وهكذا تعيش المرأة المسلمة عزيزة أبيَّة كريمة في ظلِّ تعاليم رسول الله.




د. راغب السرجاني



ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ



[1] الترمذي عن عائشة : أبواب الطهارة، باب ما جاء فيمن يستيقظ فيرى بللاً... (113)، وأبو داود (236)، وأحمد (26238)، وأبو يعلى (4694)، وصححه الألباني، انظر : صحيح الجامع (1983).

[2] البخاري عن أبي هريرة : كتاب النكاح، باب الوصاة بالنساء (4890)، ومسلم : كتاب الرضاع، باب الوصية بالنساء (1468).

[3] البخاري : كتاب الأدب، باب قتل الولد خشية أن يأكل معه (5655)، والترمذي (3182)، وأحمد (4131).

[4] البخاري عن عائشة : كتاب الأدب، باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته (5649)، ومسلم : كتاب البر والصلة والآداب، باب فضل الإحسان إلى البنات (2629).

[5] البخاري عن أبي موسى الأشعري : كتاب النكاح، باب اتخاذ السراري ومن أعتق جاريته ثم تزوجها (4795).

[6] مسلم عن عبد الله بن عباس : كتاب النكاح، باب استئذان الثيب في النكاح بالنطق والبكر بالسكوت (1421).

[7] البخاري عن أبي هريرة : كتاب النكاح، باب لا ينكح الأب وغيره البكر والثيب إلا برضاها (4843).

[8] أحمد عن العرباض بن سارية (17195) وقال شعيب الأرناءوط : صحيح بشواهده..، والطبراني : المعجم الكبير (15356)، وقال الألباني : حسن لغيره. انظر : صحيح الترغيب والترهيب (1963).

[9] أحرِّج : أي ألحق الحرج والإثم بمن ضيعهما، فأحذره من ذلك تحذيرًا بليغًا، وأزجره زجرًا أكيدًا، انظر: المناوي: فيض القدير 3/27.

[10] ابن ماجه عن أبي هريرة (3678)، وأحمد (9664) وقال شعيب الأرناءوط : إسناده قوي، والحاكم (211) وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، والبيهقي (20239)، وقال الألباني : صحيح. انظر : السلسلة الصحيحة (1015).

[11] البخاري : كتاب الطلاق، باب الخلع وكيفية الطلاق فيه (4973).

[12] البخاري عن أم هانئ بنت أبي طالب : أبواب الجزية والموادعة، باب أمان النساء وجوارهن (3000)، ومسلم : كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب صلاة الضحى (336).






آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 07-27-2011, 10:17 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عروبه
طاقم الاشـراف

الصورة الرمزية عروبه

إحصائية العضو







عروبه غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: رسول الله وحقوق المرأة .

ملكة باحساسي


جزاك الله خيرا ع الطرح القيم والمفيد
بارك الله فيك وفي قلمك المعطاء

لاحرمنا جديدك

كوني بخير


,,






آخر مواضيعي 0 مدينة تطوان :: الحمامة البيضاء
0 كلمات ليست كالكلمات
0 هيا لنستعد لرمضان
0 الطبخ المغربي اصالة ومعاصرة : متجدد
0 الفرق بين الزيتون الاخضر والاسود وفوائدهما::
رد مع اقتباس
قديم 07-27-2011, 07:10 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: رسول الله وحقوق المرأة .

طرح رائع وقيم
بارك الله فيك ملكة
واثابك كل الخير
وفقك ربى بكل امورك
دمت برضى المولى







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 07-28-2011, 01:32 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
طارق سرور

الصورة الرمزية طارق سرور

إحصائية العضو







طارق سرور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: رسول الله وحقوق المرأة .

طرح رائع وقيم ونافع بإذن لله

جزاك الله خيرا عنه اختى أمـــــــل







آخر مواضيعي 0 خوف
0 اسرار
0 اللهم اجعلنا من المحسنين
0 اعرف مين هى مصر
0 البقلة
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:01 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator