خطوطي
كلما ازداد بي العمر أقف في محطاته أتساءل
وتراودني أحاديث كثيرة في داخلي تتضارب أحيانا وتتضح أحيانا ساكنة مستسلمة إما لفشل في سبر غورها ومعرفة ما تريد وإما لإقصائها حتى لا تزعجني فأمضي بلا تحديد لأي اتجاه وإما أني أرجئها حتى يصفو الذهن وأستطيع أن أفيد نفسي في حديثها
حديث النفس
لطالما كان مفيدا بكل المناحي وعندما يكون بصوت عال فإنه يفيد أكثر
عندما نجلس لحظة ندافع عن نفوسنا لم نلومها لم نجتر ماض قد يغيظ تقدما فيحجمه ويبعده
لم تسيطر الأوهام أحيانا علينا فلا تعين
لم ولم ولم وكم من تساؤل لا نخرج منه بأية فائدة وكم من تساؤل يضيء طرقاتنا
حديث النفس
سأحكيه بمدادي
الذي رزقني الله وسأتخيل اني أجلس إلى كل قاريء وقارئة أنظر في العيون وأستقريء المكنون بما يفتحه الله علي
سأحكي فيه ما يخطر على بالي دون أن أتكلف أرجو به الفائدة والعبرة ممن خط على جبين ورقها تجاعيد الزمن ومع كل خط كانت به مدائن بكل شموسها وكل غيومها وكل حدائقها وكل حفرها وكل هوائها وكل ثلوجها وأمطارها
خطوطي
أحاديث نفس عبرة وعظة محكية بلغة قريبة من قلب كل من سيقرأ وعقل كل من سيتدبر
خطـــــــــــــوطـــــي
أهداف
تتقد أتون في صدري تريد ان تثور على الموجود تريد أن تعلن للملأ أنكم مخطئون تريد ان تمسك دفاتر أعمار الناس وبقلمها الأحمر القاني تحدد أخطاءهم تضع تحت كل كلمة خطا
أحمرا باحمرار الأهداف
أنت مخطيء إياك أن تتعدى هذا الخط
وأنت متقاعس إياك أن تظن بك صلاحا
وتبدأ النفس تغلي ويسمع هديرها كموج طوفاني احمر واحمر واستمر يقصف القلوب وما ان هدأ
بحث عمن أثيرت عليه النيران أين هم ؟؟؟؟
لا أحد أكلتهم نيران غضبتي
فما نعمت بتواجدهم ولا أسبلت عيني خجلا من رب العباد ان مكنني من حديث رقيق معهم فاهتدوا
أهدافي كانت غاضبة
فأتت بركانا ولم تسعف من يقف حولها
فلم يا نفس تتخذين هذا الطريق
تعالي معي وتحددي
خذي اول ورقة بيضاء ناصعة كوريقة ورد في باكور الصبح أتى عليهاالنسيم فزادها شفافية واعتلاها الحب الندي فأنضرها
هذه الورقة هي ورقة هبة من الله يثبت بها خطك
اكتبي عليها اول خط
هدفك
ماذا تريدين ؟؟؟؟
أريد أ ن يكون
لي قلم أدعو به إلى الله أقابل به ربي يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
الله الله ما أجمل هذه الإيحاءة
من خلف كل الحروف تكمن نقاطا متوارية لا ترينها انت يا نفس فعندما تكتبين تبرز هذه الحروف في نفوس القراء كل حسب قوة إبصاره وبصيرته فكل ماعليك أن تحاولي بكل لون وكل حال وكل مقال أن تضعي حروفك
تقرأي حروف غيرك
تنضمي إلى قلب الحرف
قلب الحرف هو روحك منها تنبثقين فيها بصماتك فالله وضع بالبنان بصمة متفردة لكل واحد والقلم هو بنانك تضعين فيه بصمتك
من بدأ بكتابة البصمات سيظل يرسمها على الورق لأن بها قلبه فامض يا نفس و لاتستهيني بأي حرف فقلب الحرف نبض
كل يسمع دقاته ولكل دقة ترنم من شخص قد تقولي يا نفس أ كلمة واحدة وتكون
هي العز ف نعم وتكون
إيقاع على روح قارئها فلا تتواني واشحذي البنان فأول دقة
هي
أول خطوطي اليوم
هي
العزم
-1-
ما أسهلها من كلمة من ثلاثة حروف أضعها بأول سيري وأوثر أن أنمقها عبر جدب نفسي لعل بالتنميق تمطر علي غيوم من فكر تصلح به همتي
إيه كم عزمت ثم إذا بحجارة كأنها جبال من هموم تعترض عدوي
كم وكم
وماذا فعلت بالعزم لما أشبع جوفي بقولة سأهم على فعل ذاك وذاك وما اعتنيت بكيف وكيف
وثارت حماساتي على الطرقات وإذا بي كخيل فرت من صاحبها تثير الأرض وتثير فاجتمع المارون من حولي يتقافزون عبر دنياي ينتظرون وما ان هدأت غباراتي حتى طلعت شمسي الباهتة تحاول أخذ يدي الى مواطن النور فارتخت لأنها كانت تريد نفض التراب العالق الذي أثارته خيلي بلا اتزان ولا معرفة لوجهة
وبلا هدف
فغادرتني شمس الحقيقة التي كانت ربما ستدلني على مواطن الكيف فما تطلع شمس إن ثار غبار النفس
الكيف
كيف أوظف العزم وكيف أبدأ
يا رباه.... يا رباه.... ما أجمل النور لما ترينه يا نفس ينبثق من أول خط في نهارك هادئا تضعين فيه حلمك تضعين
هدفك
ترتجف أعطافي الوجلى بوقفة مخفوضة الرأس ترقب الاستجابة وفتحا فوقيا يخترق خطي الثاني ويفتح حديقة النفس المخضرة وتورق الكلمات في خطوطي
ماذا علي فعله ؟؟
انهضي يا نفس فقد سبقوك ...أنظري إلى الوراء قليلا ممن ينتظر قفزتك ..ممن يرفع يده لاهجا ممن تسامق بعزمه
ألا تحبين أن تطير بك الأيام لتري نفسك في حديقتها تشتمين عبق عملك
إذا فانهضي
سيري
وما أن بدأت وارتفعت همتي وطارت تحمل روحي التواقة
حتى رأيت نفسي تكتب ويتهادى الخط الثاني يرتسم ويتساءل ,
كيف يكون العزم الذي يهديء الخيل ويوجهها وأكون أنا ملجمة وماسكة الزمام
توضحي يا نهارات البنان على رقي وأعربي لي هذه الجملة
بفعل مستمر
آه يا نفس لا تغيبي الآن عن يقظة الخطوط وكوني نقاطا تزينين بدفعك القاني همسها ووشوشتها لكل ما سيوضع عليها
اعرفي كيف تكتبين
الآن ورقتك أمامك
أول خط فيك
العزم
نتابع معكم
باقى خطوطى