العودة   شبكة صدفة > المنتديات العامة > ابحاث علميه و دراسات

ابحاث علميه و دراسات Research , analysis, funding and data for the academic research and policy community , ابحاث , مواضيع للطلبة والطالبات،أبحاث عامة ،بحوث تربوية جاهزة ،مكتبة دراسية، مناهج تعليم متوسط ثانوي ابتدائي ، أبحاث طبية ،اختبارات، مواد دراسيه , عروض بوربوينت

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 05-26-2012, 02:32 PM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وحش الجزيرة الخضراء

<LI class="postbitlegacy postbitim postcontainer" id=post_343177>

التحق خيري بمعسكر تدريب المدفعيه المضاده للطائرات فورا بعد يومين فقط من عودته من الاجازة ، وهناك كان الحال مختلفا تماما عن معسكر التدريب المبدئي ، ففي معسكر تدريب المدفعيه كانت المشقه بعينها ، فالحياه داخل المعسكر عباره عن تدريبات بدنيه وتدريبات عسكريه طوال اليوم ، وفي الليل تدريبات نظريه ومحاضرات توعيه .
انبهر خيري بساحه التدريبات حيث تراصت المدافع المضاده للطائرات وحولها الرجال يتدربون بسرعه فائقه ، فالوقت عامل حاسم في المعركه
وكان اول ما عرفه في هذا المعسكر هو شئ مهم جدا ، هو ان امامه ستون يوما فقط لكي يخرج الي الجبهه ، ستون يوما يجب ان يعرف فيها كل ما يحتاجه ان يعرف عن سلاحه الجديد وكيفيه صيانته وتكتيكات استخدامه فكان يجب ان يدرس ويتدرب ويجيد ويتفوق ويستوعب جيدا كل ذلك .
منذ ان خطا اول خطوه داخل هذا المعسكر وجد ان السباق قد بدأ منذ فترة بين قواتنا المسلحه وبين العدو ويجب ان نسبق العدو باي حال من الاحوال والا فأن مصير الامه كله سيكون في خطر ، فقواتنا المسلحه تبني نفسها من الصفر والعدو يحاول بشتي الطرق ان يعيدنا الي نقطه الصفر مرة اخري ، وكان يستخدم سلاحه الجوي والذي يعتبرة ذراعه الطويله في تدمير اي تجهيزات تقوم بها قواتنا المسلحه للوقوف علي قدميها مرة اخري، وكان لابد من وجود دفاع جوي فعال ضد الطيران الاسرائيلي لكي يحمي قواتنا البريه ،
لذلك كان معسكر تدريب المدفعيه المضاده للطائرات كخليه نحل بكل ما تحمله الكلمه من معاني فلا هدوء ولا راحه ويجب ان يتم تكثيف التدريبات لاختصار ما يمكن اختصار لتخريج دفعات مؤهله للعمل علي الجبهه فورا
ومن خلال المحاضرات النظريه اليوميه ومن خلال دروس التوعيه تعلم خيري درسا مهما جدا في حياته ، فمن خلال الدرسات عرف ان مصر لم تهزم ولن تهزم مهما كانت الصعاب ،فقد هُزمنا في معركه وهو شئ وارد جدا لاي جيش، لكن الفرد المصري لم يهزم ولن يستطيع احد هزيمته مهما كان، فالعزيمه موجوده والانتقام ورد الشرف هو القاسم المشترك الوحيد بينهم وعرف ان الهزيمه تحدث عندما يفقد الفرد ايمانه بالله وبقضيته وبالنصر ، وطالما ان الجندي المصري لم يفقد ايمانه بالله بل ازدار تمسكا بذلك فأن الهزيمه كانت ابعد ما يكون عن مصر وكانت تلك حقيقه علمها خيري قبل ان يعلمها الشعب الذي نخرت الهزيمه عظامه ،فالشعب لم يدرك بعد ان الجيش صامد ويقاتل بكل عزيمه لكي يصمد هو الاخر .
وفي محاضرات التوعيه طار خيري مع طيارونا الذين دكوا دفعات العدو شرق القناه في 14 و 15 يوليو 1967 وأبحر مع لنشات الصواريخ في ضربها للمدمرة ايلات فخر البحريه الاسرائيليه في 21 اكتوبر 1967 ودق قلبه مع ضربات المدفعيه علي تحصينات العدو طوال الفترة الماضيه ، عبر مع دوريات العبور المقاتله التي عبرت إما لجمع شتات القوات المشتته في سيناء او لضرب مخازن الذخيرة المكدسه في العراء .
احس فعلا بانه ترس صغير جدا في منظومه هائله تحاول ان تقف علي قدميها وان عليه ان يضاعف مجهوده عشرات المرات لكي يساعد تلك المنظومه في النهوض ، انها مصر تناديكم ان ترفعوا العار عنها فهل انتم لها ؟؟ جمله قالها احد المحاضرين فسرت علي الفور قشعريرة في بدن خيري وصاحت جوارحه بكل عزم وكبرياء نعم نحن لها





رد مع اقتباس
<LI class="postbitlegacy postbitim postcontainer" id=post_343178>
27-04-2009 04:30 PM #13

vondeyaz


An Oasis Citizen
الحالة :
رقم العضوية : 7979
تاريخ التسجيل : Mar 2009
الإقامة : EGYPT
العمل : Financial Analyst
المشاركات : 991
أرسل شكراً / أعجبني الاتصال :





لم يمض وقت طويل حتي لمع نجم خيري في ارجاء المعسكر ، فبخلاف الطاعه العمياء والانضباط الشديد ودقته في تنفيذ الاوامر ، كانت حماسته واصرارة وتفوقه في التدريب الفني ملفته لانظار جميع الضباط
حتي ان احد ضباط الصف المسئولين عن سريته كتب في تقرير سري يرفع للقائد
(( خيري لا يتدرب انما يقاتل ، وان عزيمته في التدريب وراءها هدف خفي لا اعرفه ، فهو نموذج للريفي البدوي الاصيل الذي يرد في ادب ويؤدي اي عمل يطلب منه في إتقان وسرعه ))
واستمر خيري في معسكر التدريب يتدرب ثماني عشر ساعه يوميا ، وبعد انتهاء التدريب كان يجلس فوق سريرة محتضنا الراديو الصغير وينظر الي صورة محمد من ان لاخر ثم يهيم من خلال نافذه العنبر الي السماء صامتا شاردا مفكرا حتي ينام .
ورغم تكرار محاولات عدد من الزملاء في مصداقته الا انه قد اخذ عهدا علي نفسه الا يصادق احدا بعد محمد وكان في ذلك العهد راحه كبيرة لنفسه .
مع مرور ايام التدريبات الشاق والمجهده برز تفوق خيري ولمع اسمه واقترن بمهام الفرد رقم 2 علي المدفع المتوسط من عيار 85 مليمتر المضاد للطائرات وهي مهام فرد التنشين والضرب علي المدفع ، وتوالت التدريبات وخيري يتقدم ويجيد
وكانت التدريبات تشمل اطلاق انذار مفاجئ وعلي جميع الافراد التوجه الي امكانهم علي المدافع اينما كانوا ، وكان الجميع يتسابق للوصول الي مدفعه واعطاء تمام الاستعداد في اسرع وقت ممكن .

وبعد فترة من التدريب الشاق ، خرجت سريه خيري الي ميدان ضرب النار لعمل بيان عملي لضرب ذخيرة حيه علي اهداف جويه هيكليه ، وكان ذلك معتاد قرب نهايه فترة التدريب للوقوف علي مستوي الجنود .
وعلي غير المعتاد حضر التدريب رئيس اركان القوات المسلحه الفريق عبد المنعم رياض ويرافقه قائد قوات المدفعيه وجمع من قاده القوات المسلحه وهو يعكس مدي اهتمام القياده العليا بمستوي الجنود الجدد في القوات المسلحه
وأتمت سريه خيري انتشارها في ميدان ضرب النار ، وأطمأن خيري علي تجهيز مدفعه ووجود ذخيرة كافيه ، ووضع قائد السريه مدفع خيري في منتصف تشكيل البطاريه لكي يستطيع ان ينسق العمل بين المدافع الاخري .
وبعد دقائق ظهر الهدف الاول وهو عبارة عن طائرة نقل عسكري تجر خلفها بمسافه طائرة هيكليه يتم الضرب عليها
سار الهدف امام خيري لكنه كان بعيدا عن مدي مدفعه فلم يضرب عليه ، وبعد دقائق عاد الهدف لكنه عاد من اتجاه يجعل الشمس في ظهر الهدف وفي اعين اطقم المدفعيه وهو اسلوب قتال جوي استحدثه البريطانيين في معركه الدفاع عن بريطانيا عام 1942 وهو يعمد الي ان الشمس تقوم بحجب الهدف عن المدفعيه الارضيه في حين تكون الاهداف الارضيه واضحه تماما .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 05-26-2012, 02:32 PM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وحش الجزيرة الخضراء

اصابت الشمس عيني خيري وهو يحاول تحديد مدي الهدف لكنه وبصعوبه كبيرة استطاع ان يبدأ الضرب علي الهدف بدفعات مركزة وقصيرة من مدفعه ولحقه بقيه المدافع في الضرب ايضا ، لكن خيري كان له السبق في تدمير الهدف بدفعه مركزة ، واثناء الاشتباك ظهر هدف اخر في اتجاه اخر قريب جدا من احد المدافع الاخري والذي دمرة ايضا


وتواصل الاشتباك مع الاهداف التي تظهر علي فترات طوال فترة التدريب الحي


وفي نهايه التدريب كان خيري قد استطاع تدمير ثلاث اهداف من اجمالي خمس اهداف تم تدميرها ، وكانت نتيجه جيده جدا لذلك طلب رئيس الاركان مقابله اطقم المدافع واثني علي عملهم وأمر بصرف خمسين جنيها لكل جندي منهم تقديرا لجهودها ، ودار حوار بين الرجل وجنوده وعما يحتاجونه فأندفع خيري طالبا سرعه توجههم الي الجبهه فتبسم رئيس الاركان واخبرة بأن الموعد قد قرب جدا وان المهم في هذه المرحله هو التدريب الشاق لان هذا التدريب يوفر الدم خلال المعركه .


وبعد مغادرة رئيس الاركان ومرافقيه لارض التدريب ، انزوي خيري بقائد سريته وطلب منه تحويل مبلغ المكافأه الي اهله أسوة بمرتبه كما تعود ، فربت قائد السريه علي كتف خيري واخبرة بأن ذلك لن يكون عسيرا .



مرت ايام التدريب مشحونه بالتدريب والعمل الجاد لكن بالنسبه لخيري فقد كانت بطيئه وممله ، فهو في شوق للجبهه بمثل شوقه للنظر الي محبوبته ، فقد كان يحصي الساعات والدقائق التي تقربه من الخروج لمقابله العدو وجها لوجه لكي يبدأ في اخراج البركان الكامن داخله .


وازداد غضب خيري عندما علم من الراديو بأن الجبهه مشتعله ، فالاشتباكات صارت اكثر شراسه وحده ، والطيران الاسرائيلي يضرب قواتنا بطول الجبهه ، وجعلت تلك الاخبار خيري غير متمالك نفسه وظهر ذلك جليا عندما استدعاه قائده عصر احد الايام في شهر مارس عام 1968 عندما قاربت فترة التدريب علي الانتهاء


دخل خيري بكل انضباط الي مكتب قائده وادي التحيه العسكريه لقائده والذي بادله اياها ، تحدث القائد بأن الدفاع الجوي اصبح قوة مستقله عن الاسلحه الاخري ثم اردف القائد بأن خيري مرشح لدوره تدريب علي الصواريخ ارض-جو التي بدأت تصل مصر بكثافه لتعمل جنبا الي جنب مع المدفعيه المضاده للطائرات وان هذه الدوره لا يحصل عليها الا افراد أكفاء ومؤهلين جيدا ، وان خيري مرشح لهذه الدورة والتي تستمر حوالي ثلاث اشهر .


ففزع خيري وصاح في سرعه (( لا – انا مش عاوز دورات ))


فوجئ القائد برد فعل خيري الغير هادئ والغير متوافق مع شخصيته الهادئه والمعروفه علي مستوي المعسكر ، فظهرت علامات التعجب والحيرة علي وجهه القائد ، الا ان خيري تمالك نفسه سريعا واستكمل


(( انا اسف يا فندم ، بس انا كنت بأعد الايام اللي اخلص فيها التدريب عشان اروح الجبهه ، ومش هقدر استحمل دورة لمده تلات اشهر تانيه ، انا نفسي اروح الجبهه النهارده قبل بكرة ، ارجو سامحني يا فندم ))

تبسم القائد أبتسامه لم يفهم خيري معناها وقتها ورد القائد بعدها (( طيب ، أظن انك كمان مش هترفض اجازة 72 ساعه ولا هتوافق ؟))






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 05-26-2012, 02:33 PM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وحش الجزيرة الخضراء

فرد خيري بالموافقه ، وكان ذلك ايذانا بانتهاء خيري من مرحله التدريب التخصصي في معسكر تدريب المدفعيه المضاده للطائرات .
هم خيري بأن ينصرف الا انه توقف وعادت ملامحه للجديه الشديده وسأل قائده (( ممكن اطلب منك خدمه يا فندم ؟؟))
ظن القائد ان خيري سيطلب منه اي طلب من الطلبات التي يطلبها الجنود من قادتهم مثل مد فترة الاجازة.
فأوما الرجل برأسه موافقا ، وساله خيري (( ممكن اتنقل لاكتر موقع متقدم علي الجبهه ))
حدق القائد في وجه خيري الخالي من التعبيرات ، وفكر في معدن هذا الرجل الواقف امامه والذي يطلب ان يُزج به الي النار بملئ ارادته ، لكنه تذكر ما قرأه في ملف خيري وعن ملاحظات قادته عنه وعن تقارير المتابعه الوارده اليه ، ففكر قليلا ثم اجابه بأنه سيقوم بما يمكن وان خيري فور عودته سيعرف وحدته الجديده .
انصرف خيري من مكتب القائد ومشاعرة متباينه جدا ، فتارة هو في شوق الي الجبهه وفي شوق الي القتال وتارة اخري هو في شوق الي عيون محبوبته والي العوده الي المنزل .
واستمر تفكيرة حتي وهو في القطار متجهه نحو قريته ، ولفت نظرة مناظر الزراعات علي جانبي القطار والحياه الريفيه التي تعج بها الحياه في الدلتا ، وسرح مع مشهد مر من امامه سريعا مشهد فلاح يزرع ارضه وبجوارة صبيه صغيرة ترعي الغنم ، فبينما لم يسمع او يري او يفكر طوال الثلاث وسبعين يوما الماضيه في شئ غير الحرب والقتل والدمار ومدفعه ، فأن الحياه مازالت تنبض في هذا البلد الصامد ، فالحياه يجب ان تستمر ولا بد ان تستمر ، فكيف يتوقف الفلاح عن الزراعه وكيف يتوقف العامل في مصنعه
فأذا توقف كل هؤلاء لتوقفت الحياه ولوجد الجيش نفسه جائعا عاريا اما عدو لا يتواني عن اي عمل مهما كان دنيئا او حتي غير انسانيا لكي يحقق اهدافه .
احس بتفكيرة قد تغير ، فهو يلاحظ الان اشياء لم يكن يلاحظها من قبل ، اشياء كانت غائبه عن تفكيرة مثل الحياه وما فيها من امور مسلم بها لا يفكر فيها لا من يفتقدها .
لمست قدماه ارض رصيف القطار وقد اصبح انسانا اخرا بكل ما تحمله الكلمه من معاني ، فقد غادر نفس المكان منذ ثلاث وسبعين يوما شخصا مدنيا تائها باحثا عن هدف ، وهو الان يعود لنفس المكان اكثر ثباتا وتركيزا ، اكثر معرفه بهدفه واكثر ثقه في نفسه وفي امكانياته لتحقيق هذا الهدف .
اول ما احس به خيري هو الغربه في قريته ، فهذه الطرقات والمزارع سار بها اكثر من الاف المرات خلال عمرة وهو الان يحث بالغربه فيها ، الهذه الدرجه تعود علي الحياه العسكريه في تلك الفترة القصيرة لدرجه انه أستغرب الحياه المدنيه التي شب عليها ؟.
سار خطوات قصيرة ليقابل عمه مصادفه في الطريق ، سعد عمه جدا بلقاء خيري المفاجئ ودعاه الي منزله للعشاء لانه يريده في أمر هام جدا ، لم يهتم خيري كثيرا بالموضوع الهام بقدر اهتمامه بأنه سيري محبوبته في المساء ، واستقبلته والدته وشقيقاته استقبالا كبيرا كما اسقبلته في المرة الماضيه واعدت له وليمه كبيرة أحس بعدها خيري بالامتلاء التام وهو احساس غاب عنه كثيرا في الجيش ، ثم امضي بقيه النهار بصحبه شقيقتيه يحكي لهما احواله في معسكر التدريب،
وفي المساء صلي العشاء في جامع القريه وتحدث قليلا مع الشيخ عبد الله وبعض الرجال ، ثم استأذنهم متجها لمنزل عمه






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 05-26-2012, 02:33 PM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وحش الجزيرة الخضراء

أدخله رجب الي غرفه الضيوف كما اعتاد ، و فوجئ خيري بصورة محمد معلقه علي الحائط و متشحه بقطعه سوداء من القماش ، هام للحظات بمفرده في صورة محمد ، وتحدث معها (( خلاص يا محمد ، هانت ، كلها كام يوم بأذن الله وابدأ اخذ بتارك من ولاد الكلب اليهود اللي موتوك وموتوا زملائك في الصحراء ، صدقني يا محمد طيارات اليهود كلها مش هتشفي غليلي بس كده احسن ما اقعد حاطط ايدي علي خدي واندب حظي )) قطع دخول العم حديث خيري الصامت مع صورة محمد، بدأ العم في الترحيب بخيري وسؤاله عن احواله ، واستمر الحوار لمده دقائق وخيري منتظر دخول العم في لب الحديث ، وسرعان ما تطرق العم الي المهم قائلا (( مش ان الاوان يا خيري عشان ننفذ وصيه محمد ؟))
بهت خيري من المفاجأه وتساءل عما يتحدث عمه ، فلاول مرة يعرف خيري ان محمد ترك وصيه وظهرت الحيرة علي وجهه
فأستطرد العم (( من كام يوم وصل جواب كان محمد باعته لنا قبل النكسه ، والجواب وصل لنا بعد الفترة دي كلها ، وفي الجواب محمد كاتب الموضوع اللي قلته له عند محطه القطر قبل سفرة ، وانه بيبارك وموافق علي جوازك من بنت عمك ، وطبعا انا مش هلاقي احسن منك لبنتي ))
شلت المفاجأه لسان خيري ، فنظر الي صورة محمد المعلقه علي الحائط وطفت دموع قليله علي عينيه فأستكمل عمه
(( الجواب ده بالنسبه لي ولك زي الوصيه تمام وانا لازم انفذها بالحرف))
أستمر خيري صامتا مركزا نظرة في صورة محمد ولم يستطع ان يتفوة بكلمه فتسأل العم عن سبب صمت خيري والذي اجاب بصعوبه وبدون تركيز فيما يقوله
(( والله يا عمي ...... الموضوع ده ......... انا مش عارف اقول ايه ؟...... وصيه محمد بالنسبه لي .......))
فأدرك العم مدي ارتباك خيري فأنهي الموضوع وهو يمد يده لخيري (( نقرأ الفاتحه ))
مد خيري يده بعفويه سريعه وقرأ الفاتحه مرتين فهو يكاد يطير فرحا مما يحدث له هذه الايام لكنه أوقف فرحته سريعا فلا يجب ان ينسي تلك النار التي تأكل صدرة بأستمرار ولا يجب للفرحه ان تحل محل تلك النار فلا يجب ان ينسي ثأر مصر وثأر محمد ، لذلك قرأ الفاتحه في المرة الثانيه ترحما علي روح محمد والذي كان بجانبه حيا وشهيدا
عم السرور ارجاء المنزل بعد ان اعلن العم انه قد قرأ الفاتحه مع خيري وإن كانت فرحه مبتورة ، فخيري اعلن انه لا يمكن له اتمام الزواج قبل الحصول علي موافقه القوات المسلحه وهو اجراء متبع ومعروف ، مما جعل فرحه محبوبته مبتورة وإن كانت عينيها تنطق بكل الوان الفرح الموجوده في الدنيا .
ومرت اجازة خيري سريعا بأسرع مما يتخيل ، فعاده اوقات الفرح تمر بسرعه واوقات الحزن تمر كئيبه بطيئه جدا
وبعد ساعات وجد خيري نفسه في عربه خاله التي يجرها الحصان تشق الطريق تجاه محطه القطار ، هذه المرة كانت محبوبته بجوارة في نفس العربه لا يفصل بينها غير اخواتها التوأم والذين كانوا مثل حائط منيع بين الاثنين ، لكن خيري لم يعدم حيله ، فأستمرت النظرات كما كانت في السنوات الماضيه ، وإن كانت نظرات صريحه مستقيمه لا تخشي ان يلاحظها احد .
ودع خيري محبوبته علي باب القطار ، وبدأ القطار يتحرك ببطء وعيناهما متشابكه تأبي ان تنفصل عن بعضهما البعض ، ومع تزايد سرعه القطار بدأ التباعد يزداد شيئا فشيئا حتي تلاشت محبوبته ومحطه القطار من امامه تماما .
جلس علي مقعد خالي في القطار وهام في حاله الحب والعشق التي يعيشها حاليا مع محبوبته ، وفكر انه متجهه للجبهه وأستشهاده وارد جدا فما سيكون حال اهله ومحبوبته بعد وفاته ، لكن فجأه دق جرس الانذار في عقله ، وجاءت صيحات التحذير مدويه ، فما حدث في تلك الاجازه لا يجب ان يثنيه عما هيأ نفسه له ويجب الا ينسي هدفه الاساسي والوحيد في هذه الدنيا الا وهو الثأر ، فكيف يعيش سعيدا وهو لم يأخذ بالثأر بعد ، وكيف يواجه نفسه والبركان يغلي داخله ولم يخرج بعد ، وهام في هذا التفكير قليلا حتي توصل الي انه يجب ان يفصل تماما بما يحس به ويحدث له في قريته وخاصه مشاعرة تجاه محبوبته وبين ما وضعه لنفسه من اهداف ، حتي لا يتعارض تنفيذ اهدافه مع مشاعرة الشخصيه والتي لا بد وان تكون في ذيل اولوياته في الوقت الراهن .
وعاد بتفكيرة الي اخر لقاء له مع قائده ، وتذكر وعد قائده له بأنه سيرسله لاقرب موقع علي الجبهه وفكر قليلا في اي موقع سيرسله له قائده ، وعاهد نفسه مره اخري انه يجب ان يكون متفوقا علي نفسه والا يترك طائرة اسرائيليه تنعم بالهدوء في سماء موقعه ايا كان .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 05-26-2012, 02:34 PM رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وحش الجزيرة الخضراء

وصل خيري لمعسكر تدريب المدفعيه فوجد حشدا من الجنود يستعدون لركوب سيارات النقل ، كان حشدا كبيرا تسوده حاله من عدم الانضباط والهرج ، ولمح قائد سريته فأسرع الي ركضا متسائلا عما يحدث ، وفور ان رأه قائد السريه حتي نظر في ورقه يحملها قائلا (( خيري ...... وحدتك في الجزيرة الخضراء ، شد حيلك يا وحش ، اركب اللوري رقم 9 ))
ادي خيري التحيه العسكريه وصافح قائده واتجه ناحيه سيارات النقل باحثا عن السيارة رقم 9 ثم ركب الصندوق بجوار عدد اخر من الجنود من ابناء دفعته المتجهين الي الجبهه .
وتابع ببصرة عدد السيارات المنطلقه الي الجبهه تحمل جنود مدفعيه مضاده للطائرات ، عشرات الجنود في طريقه الي مواقعهم الجديده لكي يساهموا مع خيري ورفاقهم القدامي في الجبهه في تحويل سماء الجبهه الي جحيم ونار تلهب وتحرق المقاتلات الاسرائيليه ، فتمني في نفسه السلامه لكل واحد منهم .
وفور تحرك السيارة شرد خيري فيما قاله له قائده (( الجزيرة الخضراء )) فما هي ؟؟ واين تكون ؟؟ اهي قريبه ام بعيده من الجبهه ؟؟ هل قائده يكافأه ؟؟ ام يعاقبه ؟؟ فلو كانت بعيده عن الجبهه فهو عقاب له وربما يظن القائد انه يخدمه بهذه الطريقه .
فيضان عارم من الافكار والامال والامنيات طاف بعقل خيري طوال الطريق والذي كان مزدحما بسيارات عسكريه تتجهه من والي جبهه القناه حيث القتال الحقيقي .
في بدايه الطريق كان الهرج هو سمه صندوق السيارة ، فالجنود يتكلمون في مواضيع مختلفه وبصوت عال ينافس صوت الرياح التي تلفح وجوههم في الطريق وصوت محرك السيارة، وكعادته كان خيري صامتا هائما وغير قادرا علي سماع صوت الراديو ، وفي لحظه صمت الجميع ليستمعوا الي ما يبثه راديو خيري .
فقد كان بيانا عسكريا عن غارة اسرائيليه جويه علي قواتنا في القطاع الجنوبي للجبهه خلفت اصابات بين المدنيين ، وهو بيان عسكري معتاد في مثل هذه الايام .
وكتم خيري غيظه وغلي الدم مرة اخري في عروقه ، فمن سيوقف الطيران الاسرائيلي عن استباحه سماءنا ، ما ذنب المدنيين في ان يقتلوا في الحرب ، فما نوع هذا العدو الذي سيواجهه ، اهم من بني ادم ام من ابناء جنس اخر لا يرحم
ولا يراعي مواثيق او اعراف .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 05-26-2012, 02:34 PM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وحش الجزيرة الخضراء

الفصل الثالث
الجــــــــــــزيــــــــ ــرة الخضـــــــــــــــــــــ راء
الجزيرة الخضراء هي واحده من الجزر الهامه التي تقع في خليج السويس ، وهي تقع في اقصي الشمال من خليج السويس ولها اهميه استراتيجيه وعسكريه كبيرة جدا حيث انها تشرف وتتحكم في المدخل الجنوبي لقناه السويس تحكما كاملا ، وهي لا تبعد عن شاطئ مدينه السويس سوي خمسه كيلومترات وعن شاطئ بورتوفيق وسيناء سوي سبعه كيلومترات .
وتاريخيا اكتشف البريطانيين اهميه هذه الجزيرة فوضعت فيها قوة مسلحه دائمه لتأمين الملاحه في المدخل الجنوبي لقناه السويس وبعد انتهاء الاحتلال البريطاني لمصر ، وضعت مصر بها قوة مسلحه خفيفه زادتها بعد النكسه خوفا من استثمار العدو لنجاحه وقيامه باحتلا ل تلك الجزيرة الهامه ، مما يمكنه من تهديد جنوب السويس وطريق البحر الاحمر وميناء الادبيه .
ورغم صغر حجم هذه الجزيرة التي لا يزيد عن كيلومتر واحد ، فقد تمسكت بها مصر بضراوه وحاول الطيران الاسرائيلي كسر مقاومه الجزيرة اخضاعها لكنه فشل في ذلك ، وكانت من اكثر المواقع تعرضا للغارات الجويه .
وصل خيري الي مدينه السويس في مارس 1968 ، وكان الدخان الاسود يغلف سماء المدينه بصورة رهيبه جدا ، وكان صوت ضرب المدفعيه مسموع من بعيد ، وتحولت حاله الهرج والضحك في صندوق السيارة الي حاله صمت وترقب ووجوم ، فقد دخلوا الي الجبهه بكل ما تحمله من قتال وضحايا واصابات ومعاناه كل يوم ، كانت رائحه البارود تملئ الجو بصورة مكثفه من جراء القصف المدفعي الاسرائيلي علي المدينه ، وبينما السيارة تسير ببطء في طرق السويس ، تطلع خيري ورفاقه الي حجم الدمار الهائل الذي حل بالمدنيه ، فالمباني شبه مهدمه ومن النادر ان تجد منزلا غير مصاب بطلقات او شظايا عديده ، او تجد طريقا ممهد فكل الطرق بها فجوات ناتجه من القصف المعادي .
كان خيري مجبرا ان يقارن بما يراه في السويس وبين مشاهد الحقول الممتده حول مسار القطار ، او بين قريته التي تنعم بالهدوء التام والسلام بينما السويس تعاني من الحرب والخراب، كان الاحساس الذي لازمه في تلك اللحظه انه خرج من عالم الي عالم اخر مختلف تماما عما يعرفه .
كانت الحرب تطل بوجهها القبيح علي السويس وتعلن انها مدينه اشباح فالعدو علي بعد امتار قليله منه الان ، لا يفصل بينهم سوي قناه السويس ، فها هو المسرح قد ُاعد والمواجهه مع العدو ستحدث لا محاله ، ومع السير البطئ الاجباري لسيارة الجنود تطلع خيري الي مظاهر الحياه في السويس ، فرغم هذا الدمار الهائل ورغم التهجير الاجباري لاهل السويس الا ان عددا كبيرا منهم رفض مغادرة منزله واثر التمسك ببيته ولو حتي معرضا حياته للموت ، فها هي سيده تقف تشتري حاجيات منزلها من منفذ التموين ، وهذا اخر يقف في محله ليبيع الخردوات ، مظاهر تظهر علي استحياء لحياه تحت القصف المعادي المتقطع .
دلفت السيارة الي جوار احد المباني ، وتوقفت وُطُلب منهم النزول ، فنزل الجنود من السيارة وهم واجمون مما هم فيه
وتم تقسيم الجنود بواسطه احد العرفاء ، فجزء سينطلق الي منطقه الشط ، وجزء اخر سيتجه مع السيارة الي قياده الجيش الثالث وجزء اخر سيتحرك سيرا الي احد مواقع المدفعيه المضاده للطائرات والمخصصه للدفاع عن مدينه السويس نفسها وتبقي خيري وثلاثه أخرين ، واخبرهم العريف بأنهم سينتظرون في شقه صغيره مهجورة في نفس المكان حتي هبوط الظلام ثم يتحركوا تجاه شاطئ البحر حيث سينقلون بحرا الي الجزيرة .
دلف خيري الي تلك الشقه المهجورة داخل المبني الخالي من السكان، والتي اتخذها العريف نقطه للراحه حتي التحرك ليلا ، وضع خيري المخله التي تحتوي علي حاجياته الشخصيه والعسكريه ، ومدد جسده علي الارض واضعا رأسه علي المخله وتسلل النوم الي عينيه رغما عنه .
وقرب المغرب أستيقظ خيري مرعوبا مفزوعا وهو يسمع دوي انفجار رهيب قريبا منه اهتز علي اثرة المبني بشده ، وتطاير من النوافذ ما تبقي بها من زجاج و عم الفرغ ارجاء الشقه ، وبدأ الذعر علي خيري وعلي زملائه الثلاثه ، أما العريف فكان هادئا يحتسي كوبا من الشاي ويجلس في احد اركان الغرفه باسما وهو يقول (( اهلا بيكم علي الجبهه )) فأنفعل احد الجنود غاضبا من هدوء العريف فانفجار القنبله كان قريبا جدا وكاد يودي بحياتهم ، فأرتشف العريف بعضا من الشاي بلا اكتراث بغضب الجندي واستكمل باسما
(( من الحاجات اللي هتتعلموها في الحرب ، ان القنبله اللي هتموتك مش هتلحق تسمع صوتها ، وطالما انك سمعت صوت الانفجار يبقي انت عايش ، وانا واحد بعرف ربنا وعارف ان لكل اجل كتاب ، فبلاش قلق وكلها كام يوم وتتعودوا علي الضرب واعصابكم تهدأ ))
لم يستطع خيري ورفاقه ان يستوعبوا الكلام الباسم المطمئن من العريف ، فالانفجار كان قريبا كبيرا ومدويا .
خرج خيري مع رفاقه بعد ثوان من الانفجار يتابعون تبعاته ، فوجدوا ان الانفجار اصاب الطريق العام وبدأ الدخان في التلاشي تاركا فجوة عملاقه في وسط الطريق .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 05-26-2012, 02:34 PM رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وحش الجزيرة الخضراء

وقف خيري ورفاقه ينظرون الي رد فعل اهالي السويس بعد الانفجار ، فوجدوا ان احدا لم يهتم بالتجمع قرب الانفجار كعادته المصريين في التجمع والتجمهر عند اي حادث ، لكن احدا من اهل السويس لم يبالي .
فقط سيارة دفاع مدني جاءت مسرعه تشق الطريق شقا ومن خلفها سيارة اسعاف وتوقفتا قليلا قرب الانفجار ، وعندما تأكد من فيها بأن الانفجار لم يخلف ضحايا او حرائق ، عادتا مسرعتين من نفس الطريق.
مالت الشمس خلف جبل عتاقه وبدأ الظلام يحل تدريجيا علي السويس وبدأت معالم المدينه تختفي امام عيني خيري وهو يقف يتأمل في شرود ويحاول ان يستوعب الواقع الجديد الذي اصبح فيه
نادي العريف علي خيري ورفاقه بان يستعدوا للرحيل، فقد اوشك الظلام ان يملئ ارجاء المكان تاركا ستارا يمكن للرجال التحرك في ستارة بهدوء ، وبعد دقائق كان الرجال يتحركون سيرا حاملين المخالي متجهين تجاه شاطئ خليج السويس
سار الرجال خلف العريف في صمت يتابعون ما يستطيعون متابعته من مباني المدينه المهدمه ، وقرب الشاطئ أشار العريف تجاه الشرق قائلا (( الصبحيه تقدروا تشوفوا العلم الاسرائيلي علي الناحيه التانيه من هنا )) أحس خيري علي الفور بالدم يندفع في عروقه حارا حارقا ، فالكلاب لا يبعدون عنه الان سوي امتار ، لابد وانهم الان يضحكون ويمرحون ومستمتعون في مواقعهم علي ارضنا المحتله ، ياله من شعور قاسي بالعار والخزي والمهانه وقله الحيله والذي يجتاح كل مصري يري العلم الاسرائيلي امامه يوميا بدون ان يستطيع ان يحرقه او ينكسه ويضع علم مصر محله .
وصل خيري الي شاطئ الخليج علي بعد عده مئات من الامتار فقط من عدوة ، وامرهم العريف ان يتجهوا معه تجاه احد لنشات الصيد الراسيه علي احد المراسي ، وجد خيري لنشا قديما متهالكا يعلوه صاري وعلي الصاري علم صغير لمصر مقطع الاوصال ، وبعد لحظات كان الرجال يتخذون مواقعهم علي سطح اللنش في انتظار الابحار .
لكن الانتظار طال وبدأ الرفاق في الاحساس بالملل خاصه وان الجو أصبح باردا جدا، لكن خيري كان معهم جسدا فقط وروحه هائمه فوق ذلك الموقع الاسرائيلي الغارق في الظلام فوق ضفه القناه ، تمني لو معه سلاحا يستطيع ان يمحو ذلك الموقع من الوجود محوا ولا يترك مكانه حجرا فوق حجر .
مر الوقت والرجال مازالوا في انتظار ابحار اللنش وتعالت الاعترضات من الجنود بسبب بروده الطقس ، لكن العريف اخبرهم بأنه تم رصد دوريه مدرعه اسرائيليه عند بورتوفيق ، ومن الممكن ان تقوم برصد اللنش و فتح نيرانها عليه في اي وقت لذلك هم في انتظار ابتعاد الدوريه عن شاطئ الخليج.
وبعد فترة صعد رجل الي سطح اللنش يلبس ملابس رجال الصيد ، ومع صعوده بدأت الحركه تدب علي اللنش ، وظهر من الظلام جنود يحملون صناديق لتحميلها علي اللنش استطاع خيري تمييز صناديق ذخيرة المدفعيه المضاده للطائرات بسهوله ، وصناديق التعينات والمهمات وصناديق اخري مختلفه الاحجام لكافه متطلبات الموقع .
عاد الرجل بكل خفه ونشاط من قاع اللنش وبدأ في اعطاء اوامرة يمينا ويسارا للرجال والجنود علي السواء والكل ينفذ في طاعه وسرعه فقد كان الجميع يستعد للابحار ، وفي إنعكاس لضوء احد المصابيح الخافته علي وجه الرجل استطاع خيري ان يري ملامح العجز وتقدم السن علي وجه الرجل والذي قدر خيري عمرة بأنه اكبر من سبعون عاما علي اقل تقدير ، ورغم ذلك فأن الرجل يتمتع بحيويه ونشاط شاب في العشرين من عمرة .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 05-26-2012, 02:35 PM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وحش الجزيرة الخضراء

وبعد قليل دار محرك اللنش بصوت عال جدا معلنا عن محرك يعاني من تقدم العمر وقله الصيانه ، وبدأ اللنش يتحرك رويدا رويدا مغادرا الشاطئ وتاركا قلوب الرجال تودع اضواء السويس الخاقته في خوف وترقب مما يمكن ان يقابلونه في المستقبل علي تلك الجزيرة .
ومع مغادره اللنش الشاطئ تحرك خيري الي المقدمه حيث كان شوقه الي موقعه والي سلاحه ، ودار عقله برفاقه الثلاث الجالسين في صمت يدخنون السجائر وفكر أيعقل ان يكون احدهم صديقا له او قريبا من نفسه كمحمد ، لكنه رد علي نفسه بسرعه تلقائيه رافضا تلك الفكرة رفضا باتا ، وتساءل مرة اخري في نفسه عن حال هؤلاء الثلاثه والذي لا يختلف عن حاله كثيرا .
فمن المؤكد ان كل منهم كان يخطط للمستقبل بشكل مختلف تماما ولم يكن يضع في حساباته او توقعاته ان يكون مستقبله في الحرب والقتال ومواجهه الموت من كل جانب .
مستقبلهم اصبح بين عشيه وضحاها قاتما اسودا لا امل فيه في القريب ، فتمتم خيري من اعماق قلبه وهو ينظر تجاه نقطه العدو (( الله يخرب بيوتكم بيت – وييتم عيالكم قادر يا كريم ))
ووسط ظلام حالك سواء من السماء الملبده بالغيوم الكثيفه او من البحر الساكن بلا حركه كالسجاده الثقيله، تحرك اللنش مسرعا تجاه الجنوب وخيري يقف علي مقدمته هائما في الماضي متحفزا للمستقبل ، ومع تعالي صوت اللنش في ارجاء البحر جاءته من خلفه يد ممدوه بسيجارة مشتعله ، فرفض بأدب وسار بعينيه ليري وجه صاحب هذه اليد ، فوجده الريس غريب صاحب اللنش وربانه ، والذي قال وهو يشعل لنفسه سيجارة (( سمعتك بتلعن ابو اليهود ، فقلت اجي معاك العن ابوهم )) وسحب الرجل نفسا من سيجارته بينما لم يتجاوب خيري مع الحوار
فأردف الرجل سائلا ((انما انت منين يا دفعه ؟؟))
فرد خيري (( منيا القمح – شرقيه )) فتهلل وجه الريس غريب (( أجدع ناس واهل الكرم والجود كله )) فتبسم خيري علي مجامله الريس غريب ، في نفس الوقت تعالي صوت الحديث بين الجنود الثلاثه المرافقين لخيري علي سطح المركب ،فألتفت اليهم الريس غريب معاتبا وطالب منهم عدم رفع صوتهم خشيه ان يسمع صداه في البحر ويسمعه اليهود من الناحيه الاخري ، فرد احد الجنود مداعبا (( ياريس انت صوت مركبك بيتسمع في اسوان )) وضحك الجميع وتبسم الريس غريب من مداعبه الجندي له ثم تحولت نظرته المبتسمه الي جديه (( انتم اصلكم لسه صغيرين ومتعرفوش اليهود كويس ، احنا بقه السوايسه عارفنهم كويس جدا ، انا حاربتهم في 48 وكنت مع الشهيد احمد عبد العزيز ، الله يرحمه كان مجننهم بجد، وفي سنه 56 كنا شايفنهم علي البر التاني وشفنا عملوا ايه في العمال الغلابه اللي ملهمش في الطور ولا الطحين ، ياولداه العمال ادفنوا عايشين ،وطبعا اللي حصل في يونيو اللي فات ده ملوش وصف،دول ناس ميعرفوش دين او اخلاق ))
اصطدمت كلمات الرجل الحاده بعقل كل منهم بقوة جعلت العقول تعمل في تصوير ما يقوله ، لكن الرجل أستطرد بدون ان يترك لهم فرصص للحوار (( بس علي فكرة الحرب لسه مخلتصش ، انا كل يوم بشوف رجاله زي الورد ، زيكم كده بالضبط ، الرجاله دول بيعدوا الكنال للناحيه التانيه بالقوارب وساعات عوم كمان ، بيموتوا منهم كتير وبيضربوا دباباتهم ، ومن كام اليوم الولد الرفاعي رجع وهو معاه اسير من ولاد الكلب، وبعد ساعه كانت السويس كلها عرفت ان الرفاعي جاب اسير )) تساءل خيري في عقله سريعا عمن يكون هذا الرفاعي الذي تعرف السويس عملياته وتتابع اخبارة ، التقط الرجل انفاسه ثم استطرد ((الرفاعي ده ولد مجبتوش ولاده ، ومعاه رجاله ياكلوا الظلط ، ربنا يكرمه ويكرمنا معاه ، لكن انا بقه واللي في سني ..... خلاص راحت علينا البركه فيكم بقه ، لو كل واحد فيكم عمل اللي عليه ، صدقوني هنرجع الارض ))
جاء صوت احد مساعدي الريس غريب ليقطع استرسال الريس غريب في الحوار.
وتحرك الريس بسرعه واستلم دفه القياده ، وانتبه الجميع لما يحدث ويبدأ اللنش في الانعطاف في اتجاه اخر ، حاول خيري ان يفهم مغزي هذه التحركات البحريه ، فاللنش يسير وسط ظلام تام سواء في السماء او البحر علي السواء ، وبعد لحظات صعد الريس غريب الي مقدمه اللنش مرة اخري وفي يده مصباح ، وبدأ يعطي اشارات ضوئيه متقطعه وتعجب خيري عندما شاهد اشارات رد تلك الاشارات من وسط الظلام وتساءل بتعجب عن كيفيه اهتداء الريس غريب الي مكان الجزيرة في سط هذا الظلام .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 05-26-2012, 02:36 PM رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وحش الجزيرة الخضراء

وبعد قليل صاح الريس غريب في الرجال (( لما نربط ، كل واحد منكم يشيل صندوق وينزل بيه بسرعه ، انا مقدرش اقف في الجزيرة كتير والا هيسمعونا وهننضرب علي طول ، لكن قبل ما نربط انا عايز اقولكم حاجه واحده بس تحطوها حلقه في ودانكم من واحد شاف اللي مستحيل واحد منكم يشوفوه من اليهود ، الجزيرة دي أمانه في رقبتكم واوعوا تخلوا رجل كلب يهودي تلمس ارضها الطاهرة ، الجزيرة دي حته من مصر ومتخلوش حد ياخذ مصر منكم الا علي جثثكم ))
أحس خيري برجفه مع كلمات الريس غريب ، فكلمات الرجل المشجعه لمست وجدانه تماما .
أقترب الضوء المتقطع من الجزيرة ومن خلفه بدأت معالم الجزيرة تظهر شيئا فشيئا وسط الظلام الحالك ، فرغم الظلام الحالك الا ان داخل هذا الظلام يقبع رجال ساهري الاعين ، متقدي الحماس ،شديدي الايمان برغبتهم في الصمود ومنع العدو من النيل من جزيرتهم الصغيرة .
رسي اللنش علي الشاطئ وسرعان ما حمل كل جندي صندوقا كما قال لهم الريس غريب ونزل به بسرعه بينما صعد جنودا اخرين ليقوموا بعمليه التفريغ لبقيه الصناديق، لم يري خيري من اين ظهر هؤلاء الجنود الا انه وجدهم فجأه علي حافه اللنش خارجين من وسط الظلام في خفه وسرعه .
وما هي الا لحظات الا وغادر اللنش شاطئ الجزيرة تاركا خيري وسط رفاقه الجدد في وسط ظلام الجزيرة .
ومع بدء صوت محرك اللنش في الاندثار ، صاح صوت اجش يحمل نبرة أمرة لا تجعل من الممكن تجاهلها
(( أقف انتباه يا عسكري منك له )) فوقف خيري ورفاقه في وضع الانتباه بسرعه .
وضع الرجل ذو الصوت الاجش الضوء في اعين الجنود وخاطبهم (( حمد الله علي السلامه يا رجاله ، انا اسمي الشاويش عباس انا حكمدار الموقع ، اللي محتاج حاجه يجيلي وانا اعملهاله واللي هيعمل حاجه غلط ومش هيمشي معايا زي الساعه هطين عيشه اللي خلفوة )) حاول خيري ان يتعرف علي ملامح الرجل ذو اللهجه الحاده ، لكنه فشل فقد اعماه ضوء المصباح المسلط علي اعينهم ، وبعدها أستكمل الشاويش عباس حديثه بنبرة هادئه لا تخلو من صيغه الامر
(( دلوقت الرائد منعم قائد الموقع هيقابلكم )) واستدار الشاويش وسار ومن خلفه الجنود الي قلب الموقع
تعثر احد الجنود وقاوم خيري الا يتعثر ، فهم يسيرون فوق صخور حاده بارزة في الظلام خلف ضوء الشاويش والذي مثل لهم الدليل، وبعد عده خطوات احس الشاويش بتعثر الرجال فقال لهم (( خلاص وصلنا )) فتمتم احد الجنود غاضبا في هدوء بينما تساءل خيري في نفسه (( وصلنا ازي ؟؟!ّ!!!!!)
أشار ضوء الشاويش الي ضوء اخر يبرز خافتا بين الصخور وامرهم بالنزول ، نزل الجنود ومن بعدهم خيري وفي النهايه الشاويش عباس
كان الضوء يقترب بينما خيري يهبط درجات صناعيه مصنوعه من شكائر الرمل الصلبه بينما جانبي الدرج من صخور الجزيرة ناريه اللون ، ومع نزوله عده درجات زاد الضوء جدا ووجد امامه خليه نحل لا تهدأ فعلي يمينه وجد رجلا يجلس امام جهاز لاسلكي وهو يضع السماعات علي اذنيه ويدون ما يسمعه ، وعلي يسارة رجلا اخرا يجلس امام جهاز مختلف ويحرك بيده مؤشره في صمت ويستمع بالسماعات بحثا عن اشارة ما ، سار خيري خلف رفاقه عده خطوات ليجد نفسه وسط قاعه كبيرة تتوسطها طاوله موضوع عليها خريطه كبيرة وبجانبها خرائط اخري للجزء الجنوبي من قناه السويس ، ومعلق علي الحائط علم كبير لمصر وصورة الرئيس عبد الناصر ، أيقن خيري انه يقف في غرفه عمليات الموقع، وتلي تلك القاعه ممر مظلم لم يستطع خيري أن يستنتج الي أين يؤدي .
وقف الجنود انتباه بينا دخل الشاويش عباس متأخرا ، وتحت الاضواء البراقه استطاع خيري ان يميز صاحب هذا الصوت الاجش ، فوجد رجلا متوسط القامه في الاربعينيات من عمرة يخط الشعر الابيض في جزء من شعرة بقوة بينما تكفل الصلع بباقي أجزاء رأسه ، بدين وغير متناسق الجسد بشكل ملفت للنظر ، يخط شارب سميك وجهه ويغطي فمه تماما
دلت هيئه الشاويش عباس انه امضي ردحا من الزمان في الاعمال المكتبيه ومثله مثل عشرات اخرين فقد تم سحبهم من مكاتبهم للخدمه علي الجبهه مباشرة بدون اعاده تأهيل بدني .
تفحص خيري الرجل حتي سمع وقع اقدام علي الارضيه الاسمنتيه ، تأتي من داخل الممر، ونادي الشاويش عباس بصوته الاجش (( أأأأنتبــــــااه )) فوقف الجميع انتباه بمن فيهم الشاويش عباس نفسه ،






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 05-26-2012, 02:36 PM رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وحش الجزيرة الخضراء

ودخل القاعه رجل في اوائل الثلاثينيات من عمرة مهندم الملابس حليق الزقن ، جسده متناسق مع طوله المتوسط ، ، حذائه لامع ، وشعره قصير مهندم ، وعينيه تحمل قدرا كبيرا من الثقه تظهر رغم معالم الاجهاد والهالات السوداء حولها من فرط الارهاق وقله النوم ، ويحمل علي كتفيه رتبه الرائد .


تفحصه خيري جيدا فهو الرائد منعم قائد الموقع واول قائد ميداني له ، قام الرائد منعم بقراءه ورقه موضوعه علي خريطه العمليات وقام بمكالمه تليفونيه مع احد الضباط وبصوت لا يكاد يكون مسموعا ، ثم انتصب ناظرا بعيون حاده كعيون الصقر في وجوه الجنود الجدد ، وبعد ثوان من الفحص قال الرائد (( أحب ارحب بيكم علي الجزيرة ، انا الرائد عبد المنعم قائد الموقع ، والجزيرة هنا فيها تحت قيادتي برضه سريه مشاه بقياده النقيب مصطفي ابو سديره)) ثم تحولت لهجته للشده والحزم قائلا (( الجزيرة هنا تعتبر اقرب موقع لقواتنا من قلب مواقع العدو في سينا ، والارض قدامنا مفتوحه عشان كده بنقدر نلقط اتصالاتهم بسهوله اكبر من باقي الجبهه ، واليهود عارفين كده كويس عشان كده موقعنا حيوي جدا وكمان بنحمي ميناء الادبيه وشاطئ السويس ، يعني بالمختصر احنا لقمه في زور اليهود ، وعشان كده احنا بننضرب ليل نهار ))


وازدادت لهجته حزم (( العساكر اللي بيشتغلوا معايا مش مجرد عساكر وبس لا – دول وحوش ، عارفين يعني ايه وحوش ؟؟، يعني مفيش نوم او اكل كفايه وفيه قتال كل يوم تقريبا ، ولو مفيش قتال لازم نكون جاهزين لاي قتال ،لان اليهود اولاد الكلاب مش هيعدوموا حيله الا وعايزين يفجئونا بأي شكل ، وهما عارفين اننا في كل مرة بنكون صاحيين لهم تمام وعشان كل ده انا متوقع كل واحد فيكم يكون وحش زي زملائه القدام اللي هنا ويكون قد المسئوليه زيهم ))


وأستكمل (( في كل غارة لازم علي الاقل نصيب لهم طيارة او اتنين ، وعلي فكرة انا قريت ملف كل واحد منكم وعارف قدراتكم )) ثم تقدم متفحصا وجوه الجنود عن قرب بنظرات فاحصه قويه ثم استطرد


(( التعليمات اللي عندي اني ادافع عن موقعي لاخر طلقه واخر راجل ، وانا معنديش استعداد رجل يهودي تنزل علي الجزيرة الا علي جثتي فاهمين ؟؟ ))


ثم وقف امام خيري متفحصا عينيه واردف سائلا (( ولا ايه يا خيري ؟؟))


فوجئ خيري بأن القائد يعرف اسمه بالتحديد ، لكنه رد بكل حزم وقوة (( تمام يا فندم ، لاخر طلقه ولاخر راجل ))


ظهرت ابتسامه خفيفه علي شفتي القائد الذي عاد لطاوله العمليات ودعا الجنود للاقتراب منها ايضا وبدأ في الشرح عليها


(( زي ما قلت لكم الجزيرة قوتها الاساسيه عبارة عن سريه مشاه تحت قياده النقيب مصطفي وملحق عليها سريه مدفعيه مضاده للطائرات (م-ط) السريه دي فيها مدفعين تقيل 14.5 بوصه متمركيز في القلب ، وعلي الاطراف ست مدافع عيار 85 مليمتر ، العبء الرئيسي حاليا في الدفاع عن الجزيرة بيكون علي قوات الدفاع الجوي لان كل الهجمات دلوقت بتكون من الجو بس احتمال الانزال البحري وارد جدا في اي وقت، وده معناه يقظه تامه 24 ساعه علي مدار ايام السنه )) ثم اختلفت نظرته وكسا الحزن صوته (( من يومين خسرنا مدفع وخمس شهداء ، واتعطل مدفع تاني ورحلنا 3 جرحي للسويس )) ثم تحولت نبرته للحده مرة اخري (( عارفين ده معناه ايه ؟؟ معناه ان القياده مستعده تقبل اي حجم من الخسائر في الموقع بس ميقعش في ايد اليهود )) ثم استدار للشاويش عباس (( عباس .... خذ الرجاله علي ملجاءهم ، يلحقوا يريحوا شويه عشان ورانا شغل كتير بكرة )) ادي الشاويش عباس التحيه لقائده وامر الجنود بالانصراف بالخطوة السريعه .


وبعد دقائق كان الشاويش عباس يصطحب خيري عبر الظلام الي ملجأة وتساءل خيري عن مدفعه وموقعه


(( مدفعك رقم سبعه يا خيري ، ده في وش اليهود علطول )) واشار الي هيكل معدني غارق في الظلام


(( اهوة مدفعك يا وحش ورينا الهمه يا بطل )) هام خيري مع منظر مدفعه القابع في الظلام كالسيف في غمده منتظرا ضوء النهار او هجوم العدو لكي يخرج من غمده ويذيق طائرات العدو من نارة .


لمح خيري رجلا يقف علي المدفع في ورديه حراسه وهم ان يتقدم تجاهه الا ان عباس قطع تفكيرة مشيرا الي ملجأ تحت الارض قائلا (( ده ملجأك يا خيري هتلاقي تحت جنب سريرك الشده والبندقيه بتاعتك ، بكرة الصبح تبقي تيجي لي تمضي علي استلام الشده والسلاح ))

ترك الشاويش عباس- خيري بمفرده يتأمل ذلك الشبح الحديدي الغارق في ظلام الجزيرة ،أراد ان يلمسه ويتحسسه ويناجيه ، اراد ان يعتليه فورا لكن بروده الجو وتعب ومشقه السفر طوال اليوم حالت دون ذلك فاثر ان يستريح قليلا ويستيقظ مبكرا لكي يناجي مدفعه طوال اليوم كيفما شاء ،






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:34 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator