ان من الشعر لحكمة ( 2 )

[Abu AdYaN]

إن مـــــــــــــــن الشعـــــــــــــر لحــــــــــــــــكمة

الرحيل

سـألت الــــــدار تـخبرنـي .................................. عـن الأحـبـاب مــا فــعلـوا

فقالـت لي : أنــاخ الـــقوم ................................... أيــامـــــــاً وقـــد رحـــلـوا

فــقـلت : فـأيـن مــطـلـبهم ................................... وأي مــــــنازل نــزلـــــوا

فـقالـت : بالقبور وقــــــد .................................... لـقـوا – والله – مــا فعلوا

زمن الصبا

دع عنك ما قد فات في زمن الصبا .................. واذكر ذنوبك ، وابكها يـــــا مـذنب

واخـش مـناقـشة الـحـسـاب فإنــــه .................. لا بــد يحصى مـــــا جنـيت ويكتب

لـم يـنـسـه الملكان حــــين نــسـيته .................. بـــــــل أثـبتاه وأنـت لاه تلـــــــعـب

والــــــــروح فيك وديعة أودعـتها .................. سـتـردها بـالـرغم مـنك وتســـــلـب

وغـرور دنياك التي تسعى لـــــها ................... دار حـقـيـقـتـهـا مــتـاع يـــــــذهـب

الصديق

ومن لم يغمض عينه عــن صديقه ................... وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتب

ومـــــــــــن يتبع جاهدا كل عثرة .................... يـجـدهـا ولا يسلم له الدهر صاحب

العفة

عفوا تعف نساؤكم في المحرم .............................. وتجنبوا مـــــــا لا يليق بمسلم

إن الـــــــــــــزنا دين إذا أقرضته ......................... كان ألوفا مــن أهل بيتك فاعلم

مــــــــن يزن يزن به ولو بجداره .......................... إن كنت يا هـــــــذا لبيبا فافهم

يـا هاتكا حـــــرم الرجال وقـاطعاً .......................... سبل المودة عشت غير مكرم

لو كنت حراً مــن سـلالة طـاهـر ........................... مـــا كنت هاتكا لحرمة مـسلم

ألزم أخاك

أخاك أخاك إن مـــــن لا أخاً لـه ........................... كساع إلى الهيجا بــغير سلاح

ألأمن والخطر

الدهر يومان : ذا أمـــن ، وذا خطر ............. والعيش عيشان : ذا صفو ، وذا كــدر

أمـــــا تـرى البحر تـعلو في جـيف .............. وتـستـقـر بــأقــصى قـاعـة الــــــــدار

وفي الـسـماء نـجوم لا عـداد لــــها .............. ولـيـس يـكسف إلا الــشمس والــقـمـر

الأيام

لعمــرك مـــــا الأيام إلا مـــــــعارة .................. فما استطعت من معــروفها فتزود

عن المــرء لا تسأل وأبـصر قـرينه ................. فـإن الـقـــرين بـالمـــقارن يـقـتـدي

سـتبدي لك الأيـام ما كانت جـاهــلاً ................. ويـأتـيـك بالأخبار مـــن لــــم تزود

أيام لا تعود

يـــــــــــــا مـــــن يعد غدا لتوبته ....................... أعلى يـقـيـن مـــــن بلوغ غــــــد

الــــــمرء فــي ذلـــل عــلى أمــل ...................... ومــــنية الإنسان بــــالـــرصــــد

أيـــــام عـــــمـرك كـــلها عــــدد ....................... ولعل يـــومـــك أخــــر الـــعــدد

قطار الموت

أتـيـت الــقـبـور فــنـاديــتـهـــا ........................ فــــــــأيــــن الـمعـظم والـمحـتـقـر

وأيـــــن الـــمـدل بــسلطانــــه ....................... وأيـــن الـعـظيم إذا مـــــــا افـتـخـر

تــفـانــوا جميعاً فــلا مـــــخبر ....................... ومـــــاتــــوا جميعاً وأضـحوا عبر

رجاء المغفرة

ولما قسا قلــــبــي وضـاقت مـذاهـبي ............. جـعلت الـرجاء مني لـعفوك سلـــــماً

تـعاظـم لـــي ذنـبـي فلـــــما قـــــرنته ............ بـعفوك ربي كـــــــــان عفوك أعظماً

فما زلت ذا عفو عن الذنب لـــم تـزل ............ تجــــــود وتعفو مــــــنه وتكرمـــــــا

فإن تـعـف عني تعف عن ذي إسـاءة ............. ظـلوم غـشـوم قـاسـي الـقلب مجـرما

وإن تـنـتـقـم مـني فـلـــــــست بآيــس ............. ولـو دخـلت روحي بجرمي جـهنـــما

الدنيا

تـبـلغ مـــــــــن الـدنـيا بـأيســـــر زاد ............... فإنك عنها راحــــل لـــــــــــــمـعاد

وغض عن الدنيا وزخـــــرف أهلـها ............... جـفـونك وأكحلها بطـــــــيب سـهـاد

وجـاهـد عن اللذات نـفـسـك جـاهــداً .............. فـإن جــهاد الـنـفـس خــــير جـــهـاد

مـــا هـــــي إلا دار لـــــــهو وفـتـنـة .............. وإن قــصـــــــارى أهلــــــها لــنفـاد

ألسن الناس

فلا أحد من ألسن الناس سـالم .......................... ولـو أنـــــــــه ذاك النبي المطـهر

فإن كان مقداماً يقــولـون أهـــــوج .................. وإن كــــان مفـضالاً يـقولون مبـذر

وإن كـــــان سكيتاً يـقـولـون أبــكم .................. وإن كــــان منطيقاً يـقولون مــهـذر

وإن كــــان صـواماً وبالليل قائــماً .................. يقـــــــــــولـون زوار يرائي ويمكر

فـلا تكترث بـالناس في الذم والثنا .................. ولا تـــخـش إلا الله و الله أكـــــــــبر

صدق الأخلاق

لا تـنـه عـن خـلق وتـأتـي مـثـله ........................ عـار عـليك غـذا فـعـلت عـظـيـم

عاقبة الظلم

لا تظلمن ما كـــــــــانت مقتدراً ............................ فالظلم مرتعه يفضي إلى الندم

تنــــــــام عينك والمظلوم منتبه ............................ يدعو عــــليك وعين الله لم تنم

عشق الأذن

ياقوم أذني لبعض الحي عــــــــاشقة ................... والأذن تعشق قبل العـــين أحـياناً

قالوا : بمن لا ترى تهذي ، فقلت لهم .................. الأذن كالعين توفي القلب ما كـانا

قضاء الحاجات

وأفضل الناس من بين الورى رجـل ................... تقضى على يده للناس حــــاجات

قـد مـات قـوم وقـد مــاتت مكارمهم ................... وعاش قوم وهم في الناس أموات

العدو الصديق

ألق عــــــــدوك بالتحية لا تــكن ....................... مـــــــنه زمانك خــــائفاً تـتـرقـب

واحـذره يوماً إن أتـى لك بـاسـماً ....................... فالليث يبدو نابه غــــذ يـغــضـب

إن الـحقود وإن تـقـادم عـــــهده ........................ فـالـحقد باق في الـصدور معــيب

وإذا الـصديـــــــق رأيته متمـلقاً ......................... فــــــــهو الـعدو وحقه يـتجــنب

لا خـيـر في ود امرئ مـتملـــق ......................... حـــــــلو الـلـسان وقـلبه يـتـلهب

أزرع الجميل

ازرع جميلاً ولو في غير موضعه ..................... فلا يضيعُ جميلٌ أينـما زرعــــــا

إن الـجميل وإن طــال إلـزمانُ بـه ..................... فـلـيس يحـصده إلا الـذي زرعــا

الرزق مقدور

لا تحرصن فالحــــرص ليـــــس بزائــدٍ ....... في الـرزق بل يشقى الحريص ويـتعبُ

ويــظــل ملهـــــوفـــــاً يـــــروم تخـــيلاً ....... والــرزق لــيـــس بـحـيلة يـســـتـجلـبُ

كـــــأم عــاجزٍ في الـناس يؤتى رزقـــهُ ....... رغـــــداً ويـحــرم كـــــيس ويخـــــيبُ

أد الأمـــــانة والـخـــيانـة فـــــا جـتـنـب ....... واعـدل ولا تـــــظـلم يـطـيب الـمكسبُ

وإذا بـلـيـت بنكبــــــةٍ فاصــــــبر لــــها ........ من ذا رأيـــــــت مــسـلماً لا يـنـــــكبُ

أحفظ ثلاثة

إذا ما المـرء لم يحفظ ثلاثة .................................... فبعهُ ولو بكف من رمــــــاد

وفاء للصديق وبـــــذل مالٍ ................................... وكـتمان الـسرائر في الـفؤاد

الحلم

يخاطبني الـسفيهُ بكل قـبحٍ ..................................... وأكره أن أكون له مـــــجيبا

يزيد سفاهـةً وأزيدُ حـــلماً ..................................... كعود زاد في الإحراق طـيبا

الاحــــتقار

لا تحقرن صغيراً في مــخاصمة ........................... إن البعوضة تدمي مقلة الأسد

الحرية

كــعصفورة بيــــد طفل يهـينها ....................... تـقاسي عذاب الموت والطفل يلعبُ

فـلا الـطفل ذا عقل يحن لحالها ...................... ولا الـطير مطلوق الجـناح فيذهــبُ

( م.ن )

[طارق سرور]

***************

الله على روعة ما تقدمه لنا أخى محمد

فائق شكرى وتقديرى أخى الفاضل

[Abu AdYaN]

تسلم أخي طارق على مرورك نورتني

[ضوء خافت]

ومن الشعر لحكمة
وكم من كلمةِ غيرت من شأنٍ
وكم من عبارات حولت قلوب من الخوفِ إلى الأمنِ
تحية لك محمد على تلك السطور الذهبية

[Abu AdYaN]

ضوء خافت تسلمي
نورتيني بمرورك الطيب