العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > سيرة الانبياء والصحابة

سيرة الانبياء والصحابة قسم السيرة النبوية لمواضيع السيرة النبوية , سيرة سير الانبياء , قصص الانبياء , قصص انبياء الله اسلامية , قصص نبوية وصف النبي , غزوات النبي , معجزات النبي مدح النبي , حياة النبي ,أخلاق النبي , حب النبي , قبر النبي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 03-28-2008, 10:29 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

Icon24 كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..


رابط الكتاب:
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=230&CID=1
سنبدء بالجزء الاول منهالحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على عبده ورسوله أفضل الرسل وخاتم النبيين..
الجزء الأول...(صفحة 55-69)


نسب النبي صلى الله عليه وسلم وأسرته

نسب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم:
اتفق كافة أهل السير والأنساب على نسب النبي صلى الله عليه وسلم الذي يبدأ منه صلى الله عليه وسلم وينتهي إلى عدنان‏.‏.واختلفوا على ما فوق ذلك..

فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ـ واسمه شَيْبَة ـ بن هاشم بن عبدمناف بن قُصَىّ بن كِلاب بن مُرَّة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فِهْر ـ وهو الملقب بقريش وإليه تنتسب القبيلة ـ بن مالك بن النَّضْر بن كِنَانة بن خُزَيْمَة بن مُدْرِكة بن إلياس بنمُضَر بن نِزَار بن مَعَدّ بن عدنان‏.‏.ولا خلاف أن "عدنان" من ولد سيدنا إسماعيل..

الأسرة النبوية:
تعرف أسرته صلى الله عليه وسلم بالأسرة الهاشمية ـ نسبة إلى جده هاشم بن عبد مناف ـ وإذن فلنذكر شيئًا من أحوال هاشم ومن بعده‏:‏

1. هاشم ‏:‏
  • هو الذي تولى السقاية والرفادة من بني عبد مناف.
  • وكان هاشم موسرًا ذا شرف كبير.
  • وهو أول من أطعم الثريد للحجاج بمكة، وما سمى هاشمًا إلا لهشمه الخبز.
  • وهو أول من سن الرحلتين لقريش، رحلة الشتاء والصيف.
  • زوجته سلمى بنت عمرو أحد بني عدى بن النجار.
  • مات بغزة من أرض فلسطين.
  • ولدت امرأته سلمى عبد المطلب سنة 497 م، وسمته شيبة؛ لشيبة كانت في رأسه، وجعلت تربيه في بيت أبيها في يثرب، ولم يشعر به أحد من أسرتـه بمكـة.

2 ـ عبـد المطلب‏:‏
  • بعد وفاة هاشم صارت السقاية والرفادة إلى أخيه المطلب بن عبد مناف.
  • كان شريفًا مطاعًا ذا فضل في قومه، كانت قريش تسميه الفياض لسخائه.
  • عندما سمع بشيبة رحل في طلبه حتى قدم به مكة مردفه على بعيره، فقال الناس‏:‏هذا عبد المطلب، فقال‏:‏ ويحكم، إنما هو ابن أخى هاشم، فأقام عنده حتى ترعرع.
  • عندما هلك المطلب بـ ‏[‏دمان‏]‏ من أرض اليمن، ولى بعده عبد المطلب، فأقام لقومه ما كان آباؤه يقيمون لقومهم،وشرف في قومه شرفًا لم يبلغه أحد من آبائه، وأحبه قومه وعظم خطره فيهم‏.‏
  • ومن أهم ما وقع لعبد المطلب من أمور البيت:
o حفر بئر زمزم: أنه أمر في المنام بحفر زمزم ووصف له موضعها، فقام يحفر، فوجد فيه الأشياء التي دفنها الجراهمة حين لجأوا إلى الجلاء، أي السيوف والدروع والغزالين من الذهب، فضرب الأسياف بابًا للكعبة، وضرب في الباب الغزالين صفائح من ذهب، وأقام سقاية زمزم للحجاج‏.‏
ولما بدت بئر زمزم نازعت قريش عبد المطلب، وقالوا له ‏:‏أشركنا‏.‏قال‏:‏ ما أنا بفاعل، هذا أمر خصصت به، فلم يتركوه حتى خرجوا به للمحاكمةإلى كاهنة بني سعد هُذَيْم، وكانت بأشراف الشام، فلما كانوا في الطريق، ونفد الماء سقى الله عبد المطلب مطرًا، فلم ينزل عليهم قطرة، فعرفوا تخصيص عبد المطلب بزمزم ورجعـوا، وحينئذ نذر عبد المطلب لئن آتاه الله عشرة أبناء، وبلغوا أن يمنعوه لينحرن أحدهم عند الكعبة‏.‏

o وقعة الفيل: وكانت هذه الوقعة في شهر محرم قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم بخمسين يومًا أو بخمسة وخمسين يومًا ـ عند الأكثر ـ وهو يطابق أواخر فبراير أو أوائل مارس سنة 571 م..
وخلاصتها‏ أن أبرهة بن الصباح الحبشى، النائب العام عن النجاشى على اليمن،لما رأي العرب يحجون الكعبة بني كنيسة كبيرة بصنعاء، وأراد أن يصرف حج العرب إليها، وسمع بذلك رجل من بني كنانة، فدخلها ليلًا فلطخ قبلتها بالعذرة‏.‏ ولما علم أبرهة بذلك ثار غيظه، وسار بجيش عرمرم ـ عدده ستون ألف جندى ـ إلى الكعبة ليهدمها..
ولكن الله حمى بيته العتيق..وأرسل عليهم طيرا أبابيل..
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ (5)الفيل




3ـ عبد الله والد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
أمـه فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يَقَظَة بـنمـرة، وكـان عبد الله أحسن أولاد عبد المطلب وأعفهم وأحبهم إليه، وهو الذبيح؛ وذلك أن عبد المطلب لمـا تم أبناؤه عشرة، وعرف أنهم يمنعونه أخبرهم بنذره فأطاعوه، فقيل‏:‏ إنه أقـرع بينهم أيهم ينـحـر ‏؟‏ فطـارت القرعــة على عـبد الله، وكــان أحـب النـاس إليه‏.‏فقال‏:‏اللهم هو أو مائة من الإبل‏.‏ ثم أقرع بينه وبين الإبل فطارت القرعة على المائة من الإبل.
وكانت الدية في قريش وفي العرب عشرًا من الإبل،فجرت بعد هذه الوقعة مائة من الإبل، وأقرها الإسلام، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏[‏أنا ابن الذبيحين‏]‏ يعنى إسماعيل، وأباه عبد الله‏.‏
مات بالمدينة ، ودفن في دار النابغة الجعدى، وله إذ ذاك خمس وعشرون سنة، وكانت وفاته قبل أن يولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبه يقول أكثر المؤرخين.
وجميع ما خلفه عبد الله خمسة أجمال، وقطعة غنم، وجارية حبشية اسمها بركة وكنيتها أم أيمن، وهي حاضنـة رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

4. آمنة بنت وهب (أمه):
تعد أفضل امرأة في قريش نسبًا وموضعًا، وأبوها سيد بني زهرة نسبًا وشرفًا.
تزوجها عبد الله وبني بها في مكة.




المولد وأربعون عامًا قبل النبوة
ولـد سيـد المرسلـين صلى الله عليه وسلم بشِـعب بني هاشـم بمكـة في صبيحـة يــوم الاثنين, الثاني عشر مـن شـهر ربيـع الأول، لأول عـام مـن حادثـة الفيـل، الموافق سنة 571 م.

إرهاصات البعثة:
روى ابــن سعــد أن أم رســول الله صلى الله عليه وسلم قالــت ‏:‏ لمــا ولـدتــه خــرج مــن فرجـى نــور أضــاءت لـه قصـور الشام‏.
وسقطت أربع عشرة شرفة من إيوان كسرى، وخمدت النار التي يعبدها المجوس، وانهدمت الكنائس حول بحيرة ساوة بعد أن غاضت، روى ذلك الطبرى والبيهقى وغيرهما‏ وليس له إسناد ثابت.‏

الرضاعة:
أول من أرضعته من المراضع ـ وذلك بعد أمه صلى الله عليه وسلم بأسبوع ـ ثُوَيْبَة مولاة أبي لهب, وكانت قد أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب.
ثم أرضعته حليمة السعدية, وقد رأت من بركته صلى الله عليه وسلم ما قضت منه العجب وقد روت ذلك في حديث حسن بطرقه.
فقد كانت تشكو الفاقة والحاجة, فما حلّ النبي صلى الله عليه وسلم في حجرها حتى فاضت الأرزاق عليها, وأصبحت تعود شارفها (الناقة المسنة) حافلاً (أي ممتلئة باللبن) بعد إعياء وضعف, وتحل البركة, وتفيض النعمة ويدر صدرها حتى يشبع الرضيعان ويرتويا..

وتقول السيدة حليمة: فلم نزل نتعرف من الله الزيادة والخير حتى مضت سنتاه وفصلته، وكان يشب شبابًا لا يشبه الغلمان، فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلامًا جفرًا (أي قويا شديدا)‏.‏ قالت‏:‏ فقدمنا به على أمه ونحن أحرص على مكثه فينا، لما كنا نرى من بركته، فكلمنا أمه، وقلت لها‏:‏ لو تركت ابني عندي حتى يغلظ، فإني أخشى عليه وباء مكة، قالت‏:‏ فلم نزل بها حتى ردته معنا‏.‏

شق الصدر:
وقع حادث شق صدره في السنة الرابعة من مولده على قول المحققين ، روى مسلم عن أنس‏:‏أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل، وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه،فشق عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال‏:‏ هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طَسْت من ذهب بماء زمزم، ثم لأَمَه ـ أي جمعه وضم بعضه إلى بعض ـ ثم أعاده في مكانه.

إلى أمه الحنون:
وخشيت عليه حليمة بعد هذه الوقعة حتى ردته إلى أمه، فكان عند أمه إلى أن بلغ ست سنين‏.‏
ثم توفيت أمه بالأبواء بين مكة والمدينة, وكانت قد قدمت به على أخواله من بني عدي بني النجار تزيره إياهم. فماتت وهي راجعة به إلى مكة.

في رعاية جده عبد المطلب:
بعد وفاة أمه أحاطه جده عبد المطلب برعايته..
قال ابن هشام‏:‏ كان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة، فكان بنوه يجلسون حول فراشه ذلك حتى يخرج إليه، لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالًا له، فكان رسول الله صلىالله عليه وسلم يأتى وهو غلام جفر حتى يجلس عليه، فيأخذه أعمامه ليؤخروه عنه، فيقول عبد المطلب إذا رأي ذلك منهم‏:‏ دعوا ابني هذا، فوالله إن له لشأنًا، ثم يجلس معه على فراشه، ويمسح ظهره بيده، ويسره ما يراه يصنع‏.

إلى عمه الشفيق:
بعد وفاة جده نهض أبو طالب بحق ابن أخيه على أكمل وجه، وضمه إلى ولده وقدمه عليهم واختصه بفضل احترام وتقدير، وظل فوق أربعين سنة يعز جانبه، ويبسط عليه حمايته، ويصادق ويخاصم من أجله.

بحيرا الراهب:
في إحدى المرات ارتحل به أبو طالب تاجرا إلى الشام حتى مروا ببحيرا الراهب, فعرف الرسول صلى الله عليه وسلم وقال‏:‏ هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين، هذا يبعثه الله رحمة للعالمين‏.‏فقال له أبو طالب و أشياخ قريش‏:‏ ‏‏و‏ما علمك ‏بذلك‏؟‏ فقال‏:‏إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق حجر ولا شجر إلا خر ساجدًا، ولا يسجدان إلا لنبى، وإنى أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة، ‏وإنا نجده فيكتبنا‏، ثم أكرمهم بالضيافة، وسأل أبا طالب أن يرده، ولا يقدم به إلى الشام؛ خوفًا عليه من الروم واليهود، فبعثه عمه مع بعض غلمانه إلى مكة‏.

حرب الفِجار:
وقعت في سوق عُكاظ بين قريش وبين قيس عيلان..
وقد حضر هذه الحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ينبل على عمومته (بنو كنانة)؛ أي يجهز لهم النبل للرمي‏.‏

حلف الفضول:
قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفًا ما أحب أن لى به حمر النعم، ولو أدعى به في الإسلام لأجبت".
وهذا الحلف روحه تنافي الحمية الجاهلية التي كانت العصبية تثيرها، فقد تعاهدوا على ألا يجدوا بمكة مظلومًا من أهلها وغيرهم من سائر الناس إلا قاموا معه، وكانواعلى من ظلمه حتى ترد عليه مظلمته.

حياة الكدح ورعيه صلى الله عليه وسلم للغنم:
قال صلى الله عليه وسلم: "ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم". فقال الصحابة: وأنت؟. فقال: "نعم. كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة".
وفي الخامسة والعشرين من عمره خرج تاجرا إلى مكة في مال خديجة رضي الله عنها. وقد استأجرته على مالها لما بلغها عنه عليه الصلاة والسلام من صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه.

زواجه بخديجة رضي الله عنها:
هي خديجة بنت خويلد..أفضل نساء قومها نسبا وثروة وعقلا يومئذ.

لما رجع الرسول صلى الله عليه وسلم ورأت خديجة في مالها من الأمانة والبركة ما لم تر قبل هذا، وأخبرها غلامها ميسرة بما رأي فيه صلى الله عليه وسلم من خلال عذبة، وشمائل كريمة، وفكر راجح، ومنطق صادق، ونهج أمين، وجدت ضالتها المنشودة ـ وكان السادات والرؤساء يحرصون على زواجها فتأبي عليهم ذلك ـ فتحدثت بما في نفسها إلى صديقتها نفيسة بنت منبه، وهذه ذهبت إليه صلى الله عليه وسلم تفاتحه أن يتزوج خديجة، فرضى بذلك.
وكانت سنها إذ ذاك أربعين سنة، وهي أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت‏.‏

وكل أولاده صلى الله عليه وسلم منها سوى إبراهيم،ولدت له‏:‏ أولًاالقاسم ـ وبه كان يكنى ـ ثم زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، وعبد الله‏.‏ وكان عبدالله يلقب بالطيب والطاهر، ومات بنوه كلهم في صغرهم، أما البنات فكلهن أدركن الإسلام فأسلمن وهاجرن،إلا أنهن أدركتهن الوفاة في حياته صلى الله عليه وسلم سوى فاطمة رضي الله عنها، فقد تأخرت بعده ستة أشهر ثم لحقت به‏.

إعادة بناء الكعبة وقضية التحكيم:
تعرضت الكعبة لأكثر من سبب أدى إلى تصدع جدرانها وأوشكت على الانهيار..فاضطرت قريش إلى تجديد بنائها حرصا على مكانتها.
وكانوا يهابون هدمها، فابتدأ بها الوليد بن المغيرة المخزومى، فأخذ المعول وقال‏:‏اللّهم لا نريد إلا الخير، ثم هدم ناحية الركنين، ولما لم يصبه شيء تبعه الناس في الهدم في اليوم الثاني.

ولما بلغ البنيان موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يمتاز بشرف وضعه في مكانه.
حتى دخل عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم فحكموه فيما شجر بينهم فحكم بأن يُوضع الحجر في رداء ويحمله رؤساء القبائل المتنازعين كلٌ من طرف حتى إذا أوصلوه إلى موضعه أخذه بيده فوضعه في مكانه.

حفظ الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم:
فقد حمى الله سبحانه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في صغره من أن يقع في الخطايا والآثام التي كان الشباب يقترفها:
  • فقد كان يوافق قومه فيما كان حقا ويخالفهم فيما عداه. مثل: صيام عاشوراء.
  • وكان لا يشرب الخمر.
  • ولا يأكل مما ذُبح على النصب.
  • ولا يحضر للأوثان عيدا ولا احتفالا.
وقد أشار عليه الصلاة والسلام إلى هذه الرعاية الإلهية بقوله: ‏(‏ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يعملون غير مرتين، كل ذلك يحول الله بيني وبينه، ثم ما هممت به حتى أكرمنى برسالته، قلت ليلة للغلام الذي يرعى معي الغنم بأعلى مكة‏:‏ لو أبصرت لي غنمي حتى أدخل مكة وأسمر بها كما يسمر الشباب، فقال‏:‏أفعل، فخرجت حتى إذا كنت عند أول دار بمكة سمعت عزفًا، فقلت‏:‏ ما هذا‏؟‏ فقالوا‏:‏عرس فلان بفلانة، فجلست أسمع، فضرب الله على أذنـى فنمت، فما أيقظني إلا حر الشمس‏.‏ فعدت إلى صاحبي فسألني، فأخبرته، ثم قلت ليلة أخرى مثل ذلك، ودخلت بمكة فأصابني مثل أول ليلة‏.‏‏.‏‏.‏ ثم ما هممت بسوء‏)‏‏.‏

وروى البخاري عن جابر بن عبد الله قال‏:‏ لما بنيت الكعبة ذهب النبي صلى الله عليه وسلم وعباس ينقلان الحجارة، فقال عباس للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏اجعل إزارك على رقبتك يقيقك من الحجارة، فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء ثم أفاق، فقال‏:‏ ‏(‏إزاري، إزاري‏)‏ فشد عليه إزاره‏.‏ وفي رواية‏:‏ فما رؤيت له عورة بعد ذلك‏.






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 03-28-2008, 10:32 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

الدروس والعبر والفوائد


1. وقعة الفيل:
كانت تقدمة قدمها الله لنبيه وبيته؛ لأنّا حين ننظر إلى بيت المقدس نرى أن المشركين من أعداء الله استولوا على هذه القبلة مرتين بينما كان أهلها مسلمين، كماوقع لبُخْتُنَصَّر سنة 587 ق‏.‏م، والرومان سنة 70 م، ولكن لم يتم استيلاء نصارى الحبشة على الكعبة وهم المسلمون إذ ذاك، وأهل الكعبة كانوا مشركين‏.‏ وقد لفتت الوقعة أنظار العالم ودلته على شرف بيت الله، وأنه هو الذي اصطفاه الله للتقديس، فإذن لو قام أحد من أهله بدعوى النبوة كان ذلك هو عين ما تقتضيه هذه الوقعة.





2. نسبٌ كريم:


فقد ولد في أشرف بيت من بيوت العرب، وقد روي عن العباس رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم من خير فرقهم، وخير الفريقين، ثم تخير القبائل، فجعلني من خير قبيلة، ثم تخير البيوت، فجعلني من خير بيوتهم، فأنا خيرهم نفسا، وخيرهم بيتا»( رواه الترمذي بسند صحيح).


ولمكانة هذا النسب الكريم في قريش لم نجدها فيما طعنت به على النبي صلى الله عليه وسلم لاتضاح نسبه بينهم، ولقد طعنت فيه بأشياء كثيرة مفتراة إلا هذا الأمر.


وهذا يدلنا على أنه كلما كان الداعية إلى الله، أو المصلح الاجتماعي في شرف من قومه، كان ذلك أدعى إلى استماع الناس له.


صحيح أن الإسلام لا يقيم وزنا لشرف الأنساب تجاه الأعمال، ولكن هذا لا يمنع أن يكون الذي يجمع بين شرف النسب وشرف الفعل، أكرم وأعلى مكانا وأقرب نجاحا..
كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: « خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا».





3. نشأته في الصحراء:


أمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم السنوات الأربع الأولى من طفولته في الصحراء في بني سعد، فنشأ قوي البنية، سليم الجسم، فصيح اللسان، جريء الجنان، يحسن ركوب الخيل على صغر سنه قد تفتحت مواهبه على صفاء الصحراء وهدوئها، وإشراق شمسها ونقاوة هوائها.





4. بركة النبوة على بني سعد:


يقول تعالى: وَلَوْأَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ (96) الأعراف
عندما آمنت الجزيرة وأسلمت فتح الله عليها بركات السماء والأرض, وها هم العرب والمسلمون اليوم يصدون عن دين الله إلا في صور قليلة تحفظ ماء الوجه, ويتدثرون بأمزاق الجاهلية, فتدفع الأجيال المتعاقبة الثمن, من جوعها وعطشها, وأمنها واستقرارها, ها هي تدفع ثمن التخلف عن الدين, بالتخلف في كل الميادين!!.





5. حادثة شق الصدر:


هي أمارة يهتدي بها المؤمنون, علامة على طريق الإيمان. أما أن يظن الناس أن الشر يمكن أن يستأصل بعمل جراحي, فالأمر في باب المعجزات ليس كذلك, إنها قصة الإيمان, لا الأبدان.





6. وفاة أمه:


لقد كان لهذا اليتم حكمة أرادها الله تعالى, إذ أنه يُعد ليكون قدوة للناس كافة, وفي الناس من الأيتام والضعفاء ما لا يحصى عددا, ممن تنساهم المؤسسات والنظم, فيدعون الأيتام نهبة لليأس والإحباط والفقر والحاجة.
ولعله من هذه الناحية كان النص النبوي العظيم: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا" وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئا..





7. رعيه للغنم: فيه أمرين:


- قال ابن حجر: قال العلماء: الحكمة في إلهام الأنبياء من رعي الغنم قبل النبوة؛ ليحصل لهم التمرن برعيها على ما يكلفونه من القيام بأمر أمتهم, ولأن في مخالطتها ما يحصل لهم الحلم والشفقة والصبر..


- إن الدعاة الصادقين الشرفاء يربؤون بأنفسهم أن يعيشوا من صدقات الناس وأعطياتهم، وأية كرامة تكون لهم في نفوس قومهم بعد أن يهينوا أنفسهم بذل السؤال والاستجداء ولو لم يكن صريحا مكشوفا. وإنما ينبغي للداعية أن يعتمد في معيشته على جهده الشخصي، أو مورد شريف لا استجداء فيه، ولا ذلة ولا مهانة.





8. الذكاء ورجاحة العقل من سمات الداعية الناجح:


فلا يتأهل لمركز الدعوة وقيادتها إلا الذكي النبيه، فالأغبياء والمتوسطون في نجابتهم أبعد الناس عن جدارة القيادة الفكرية، أو الإصلاحية، أو الروحية،وفي حادثة وضع الحجر الأسود في مكانه من الكعبة دليل واضح على هذا.





9. إن استقامة الداعية في شبابه وحسن سيرته أدعى إلى نجاحه في دعوته إلى الله:


إذ لا يجد في الناس من يغمزه في سلوكه الشخصي قبل قيامه بالدعوة، وكثيرا ما رأينا أناسا قاموا بدعوة الإصلاح، وبخاصة إصلاح الأخلاق، وكان من أكبر العوامل في إعراض الناس عنهم ما يذكرونه لهم من ماض ملوث، وخلق غير مستقيم، بل إن الماضي السيء يكون مدعاة للشك في صدق هؤلاء الدعاة، بحيث يتهمون بالتستر وراء دعوة الإصلاح لمآرب خاصة، أو يتهمون أنهم ما بدؤوا بالدعوة إلى الإصلاح إلا بعد أن قضوا حاجتهم من ملذات الحياة وشهواتها، وأصبحوا في وضع أو عمر لا أمل لهم فيه بالاستمرار فيما كانوا يبلغون فيه من عرض أو مال أو شهرة أو جاه.


نعم إن الله يقبل توبة التائب المقبل عليه بصدق وإخلاص، ويمحو بحسناته الحاضرة سيئاته المنصرمة، ولكن هذا شيء غير الداعية الذي ينتظر لدعوته النجاح إذا استقامت سيرته وحسنت سمعته.






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 03-28-2008, 10:38 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على عبده ورسوله أفضل الرسل وخاتم النبيين..
الجزء الثاني (73-82)...
في ظلال النبوة والرسالة
تنقسم حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن شرفه الله بالنبوة والرسالة إلى عهدين يمتاز أحدهما عن الآخـر تمـام الامتياز، وهما‏:‏
1 ـ العهد المكي، ثلاث عشرة سنة تقريبًا‏.‏
2 ـ العهد المدني، عشر سنوات كاملة‏.‏

ويمكن تقسيم العهد المكي إلى ثلاث مراحل‏:‏
1 ـ مرحلة الدعوة السرية، ثلاث سنوات‏.‏
2 ـ مرحلة إعلان الدعوة في أهل مكة، من بداية السنة الرابعة من النبوة إلى هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة‏.‏
3 ـ مرحلة الدعوة خارج مكة وفشوها فيهم، من أواخر السنة العاشرة من النبوة‏.‏ وقد شملت العهد المدني وامتدت إلى آخر حياته صلى الله عليه وسلم‏.


في غار حراء:
ولما تقاربت سنه صلى الله عليه وسلم الاربعين, حبب إليه الخلاء , فكان يأخذ السويق والماء ويذهب إلى غار حراء في جبل النور, فيقيم فيه شهر رمضان , ويقضي وقته في العبادة والتفكير وهو غير مطمئن لما عليه قومه من عقائد الشرك المهلهلة, دبر الله له هذه العزلة قبل تكليفه بالرسالة بثلاث سنوات.
جبريل ينزل بالوحي :
ولما تكامل له اربعون سنة بدأت اثار النبوة تتلوح وتتلمع, فمن ذلك أن حجرا بمكة كان يسلم عليه, ومنها أنه كان لايرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح, حتى مضت على ذلك ستة أشهر_ ومدة النبوة ثلاث وعشرون سنة_ فلما كان شهر رمضان من السنة الثالثة من عزلته صلى الله عليه وسلم بحراء أنزل إليه جبريل بايات من القران.
قالت عائشة رضي الله عنها: أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم, فكان لايرى رؤيا إلا جاءت مثل فبق الصبح , ثم حبب إليه الخلاء, وكان يخلو بغار حراء, قيتحنث فيه_ وهو التعبد_ الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله, ويتزود لذلك , ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها, حتى جاءه الحق وهو في غار حراء, فجاءه الملك فقال : اقرأ : فقلت: ماأنا بقارئ, فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد , ثم أرسلني فقال: اقرأ , فقلت : ما أنا بقارئ, فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد, ثم أرسلني , فقال: اقرأ, فقلت: ما أنا بقارئ. فأخذني فغطني الثالثة, ثم أرسلني فقال: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3)....فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده, فدخل على خديجة بنت خويلد فقال : زملوني زملوني , فزملوه حتى ذهب عنه الروع , فقال لخديجة , مالي, وأخبرها الخبر , لقد خشيت على نفسي, فقالت خديجة: كلا , والله! مايخزيك الله أبدا, إنك لتصل الرحم, وتحمل الكل, وتكسب المعدوم وتقري الضيف , وتعين على نوائب الحق , فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة_ وكان امرءا تنصر في الجاهلية, وكان يكتب الكتاب العبراني, فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاءالله أن يكتب , وكان شيخا كبيرا قد عمي _ فقالت له خديجة : يا ابن عم! اسمع من ابن أخيك, فقال له ورقة: يا ابن أخي! ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى , فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزله الله على موسى , يا ليتني فيها جذعا, ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو مخرجي هم؟ قال : نعم , لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي ,وإن يدركني يومك أنصرنكنصرا مؤززا, ثم لو ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي..
فترة الوحي:
روى البخاري: وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي صلى الله عليه ةسلم فيما بلغنا حزنا عدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال , فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي نفسه منه تبدى له جبريل فقال : يا محمد ! إنك رسول الله حقا, فيسكن لذلك جأشه, وتقر نفسه, فيرجع, فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك , فإذا أوفى بذروة الجبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك.
جبريل ينزل بالوحي مرة ثانية:
روى البخاري عن جابر بن عبد الله أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث عن فترة الوحي, فقال :
فبينما أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء , فرفعت بصري قبل السماء, فإذا الملك الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السماء والآرض , فجئت منه حتى هويت إلى الآرض , فجئت أهلي فقلت: زملوني زملوني ’ فزملوني , فأنزل الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) إلى قوله (فَاهْجُرْ) , ثم حمى الوحي وتتابع....
وهذه الايات هي مبدأ رسالته صلى الله عليه وسلم, وهي متأخرة عن النبوة بمقدار فترة الوحي . وتشتمل على نوعين من التكليف ,
النوع الأول : تكليفه صلى الله عليه وسلم بالبلاغ والتحذير.
النوع الثاني : تكليفه صلى الله عليه وسلم بتطبيق أوامر الله سبحانه وتعالى على ذاته, والالتزام بها في نفسه, وذلك في بقية الايات. فقوله (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) معناه خصه بالتعظيم , ولاتشرك به في ذلك أحد.
وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم , فظل قائما بعدها أكثر من عشرين عاما! لم يسترح ولم يسكن, ولم يعش لنفسه ولا لأهله....
استطراد في بيان أقسام الوحي
أقسام ومراتب الوحي :-
1- الرؤيا الصادقة , وكانت مبدأ وحيه صلى الله عليه وسلم.
2- ما كان يلقيه الملك في روعه وقلبه من غير أن يراه.
3- أنه صلى الله عليه وسلم كان يتمثل له الملك رجلا فيخاطبه حتى يعي عنه مايقول له, وفي هذه المرتبة كان يراه الصحابة أحيانا .
4- أنه كان يأتيه في مثل صلصلة الجرس.
5- أنه يرى الملك في صورته التى خلق عليها.
6- ما أوحاه الله إليه , وهو فوق السماوات ليلة المعراج من فرض الصلاة وغيرها.
7- كلام الله له منه إليه بلا واسطة ملك.
وقد زاد بعضهم مرتبة ثامنة وهي تكليم الله له كفاحا من غير حجاب , وهي مسألة خلاف بين السلف والخلف.
المرحلة الأولى
من جهاد الدعوة إلى الله
ثلاث سنوات من الدعوة السرية :
كان من الحكمة أن تكون الدعوة في بدء أمرها سرية , لئلا يفاجأ أهل مكة بما يهيجهم.
الرعيل الآول:
وكان من الطبيعي أن يعرض الرسول صلى الله عليه وسلم الإسلام أولا على ألصق الناس به وال بيته, وفي مقدمتهم زوجته أم المؤمنين خديجة بنت خويلد , ومولاه زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي وابن عمه علي بن أبي طالب-وكان صبيا يعيش في كفالة الرسول- وصديقه الحميم أبو بكر الصديق . وأسلم هؤلاء في أول يوم الدعوة.
ثم نشط أبو بكر في الدعوة إلى الإسلام, فجعل يدعو من يثق به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه , فأسلم بدعائه عثمان بن عفانا لأموي , والزبير بن العوام الأسدي, وعبد الرحمن بن عوف , وسعد بن أبي وقاص الزهريان, وطلحة بن عبيد الله التميمي. فكان هؤلاء النفر الثمانية الذين سبقوا الناس هم الرعيل الأول وطليعة الإسلام.
ومن أوائل المسلمين بلال بن رباح الحبشي , وأبو عبيدة عامر بن الجراح من بني الحارث بن فهر, وأبو سلمة بن عبد الأسد, والأرقم بن أبي الأرقم المخزوميان , وعثمان بن مظعون وأخواه قدامة وعبد الله , وعبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف , وسعيد بن زيد العدوي , وامرأته فاطمة بنت الخطاب العدوية أخت عمر بن الخطاب , وخباب من الأرت وعبد الله بن مسعود الهذلي وخلق سواهم , وأولئك هم السابقون الأولون , وهم من جميع بطون قريش و أكثر من أربعين نفرا..
أسلم هؤلاء سرًا ,وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يجتمع بهم ويرشدهم إلى الدين متخفيًا, لأن الدعوة كانت لاتزال فردية وسرية.
الصلاة:
وكان في أوائل ما أنزل الأمر بالصلاة,
وقد ذكر ابن هشام أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا إذا حضرت الصلاة ّهبوا في الشعاب فاستخفوا بصلاتهم من قومهم , وقد رأى أبو طالب النبي صلى الله عليه وسلم وعليًًّا يصليان مرة , فكلمهما في ذلك , فلما عرف جلية الأمر أمرهما بالثبات .
الخبر يبلغ إلى قريش إجماًلا :
وهكذا مرت ثلاثة أعوام، والدعوة لم تزل مقصورة على الأفراد، ولم يجهر بها النبي صلى الله عليه وسلم في المجامع والنوادى،إلا أنها عرفت لدى قريش، وفشا ذكر الإسلام بمكة، وتحدث به الناس، وقد تنكر له بعضهم أحيانًا، واعتدوا على بعض المؤمنين، إلا أنهم لم يهتموا به كثيرًا حيث لم يتعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم لدينهم، ولم يتكلم في آلهتهم‏.‏..
الدروس والعبر والفوائد
1- لم يكن الرسول عليه الصلاة والسلام مرتاحا لديانة قومه من قبل بعتثه .
2- هيئه الله للنبوة فحبب إليه العزلة والإنفراد.
3- كانت بداية نبوته بالرؤيا الصادقة.
4- بداية نزول الوحي عليه في غار حرء عندما بلغ الأربعين من العمر في ليله 27 من شهر رمضان.
5- فتور الوحي عنه لكي يطلب المزيد منه .
6- بداية الدعوة سرا في أهله والمقربين منه.
7- الأمر بالصلاة.
8- بعد ثلاث سنوات من الدعوة السرية أمره الله بالجهر بدعوته.






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
آخر تعديل نور يوم 03-28-2008 في 10:40 AM.
رد مع اقتباس
قديم 03-28-2008, 10:44 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..




الجزء الثاني
في ظلال النبوة والرسالة
بعض الدروس المستفادة:
1. اعتزاله في غار حراء:
-إن الله إذا أراد لعبد أن يوجهه لدعوة الخير والإصلاح، ألقى في قلبه كره ما عليه مجتمعه من ضلال وفساد.
-يجب على الداعية إلى الله أن تكون له بين الفينة والفينة أوقات يخلو فيها بنفسه، تتصل فيها روحه بالله جل شأنه، وتصفو فيها نفسه من كدورات الأخلاق الذميمة، والحياة المضطربة من حوله، ومثل هذه الخلوات تدعوه إلى محاسبة نفسه إن قصرت في خير، أو زلت في اتجاه.
ولذلك كان التهجد وقيام الليل فرضاً في حق النبي صلى الله عليه وسلم، مستحباً في حق غيره، وأحق الناس بالحرص على هذه النافلة هم الدعاة إلى الله وشريعته وجنته، وللخلوة والتهجد والقيام لله بالعبودية في أعقاب الليل لذة لا يدركها إلا من أكرمه الله بها، وقد كان إبراهيم بن أدهم رحمه الله يقول في أعقاب تهجده وعبادته: نحن في لذة لو عرفها الملوك لقاتلونا عليها.



2. فَتْرَة الوحى
يقول الكاتب:
وقد ظهر لى شىء غريب بعد إدارة النظر في الروايات وفي أقوال أهل العلم‏.‏ وهو أن هذه الأقوال والروايات تفيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجاور بحراء شهرًا واحدًا، وهو شهر رمضان من كل سنة، وذلك من ثلاث سنوات قبل النبوة،وأن سنة النبوة كانت هي آخر تلك السنوات الثلاث، وأنه كان يتم جواره بتمام شهر رمضان، فكان ينزل بعده من حراء صباحًا ـ أي لأول يوم من شهر شوال ـ ويعود إلى البيت‏.‏

وقد ورد التنصيص في رواية الصحيحين على أن الوحى الذي نزل عليه صلى الله عليه وسلم بعد الفترة إنما نزل وهو صلى الله عليه وسلم راجع إلى بيته بعد إتمام جواره بتمام الشهر‏.


أقول‏:‏ فإذا ثبت أن أول نزول الوحى كان في ليلة الاثنين الحادية عشرة من شهر رمضان فإن هذا يعنى أن فترة الوحى كانت لعشرة أيام فقط‏.‏ وأن الوحى نزل بعدها صبيحة يوم الخميس لأول شوال من السنة الأولى من النبوة‏.‏ ولعل هذا هو السر في تخصيص العشر الأواخر من رمضان بالمجاورة والاعتكاف، وفي تخصيص أول شهر شوال بالعيد السعيد، والله أعلم‏.

3. الكتمان والسرية حاجة دعوية وسياسة نبوية:
إن دعوة الإصلاح إذا كانت غريبة على معتقدات الجمهور وعقليته، ينبغي ألا يجهر بها الداعية حتى يؤمن بها عدد يضحون في سبيلها بالغالي والرخيص، حتى إذا نال صاحب الدعوة أذى، قام أتباعه المؤمنون بدعوته بواجب الدعوة، فيضمن بذلك استمرارها.

4. فضل الأوائل:
لقد أجهد أهل العلم أنفسهم , وهم يتابعون أول من أسلم ويحصون الرعيل الأول,
فما بال الأول, وما بال الآخر, وقد آمن كلٌ وحسن إسلامه؟!
يقول تعالى:
(لا يستوي منكم من أنفق قبلَ الفتحِ وقاتلَ أولئك أعظمُ درجةً من الذين أنفقوا من بعدُ وقاتلوا
وكلاً وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير) الحديد 10
أولئك منارات هدى, يرى الناس من خلالهم الطريق, فيمضون على خطى مسبوقة,
قد مهدها الصابرون, وسلكها السابقون الأولون..
(والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم ثلةٌ من الأولين
وقليلٌ من الآخرين على سررٍ موضونة) الواقعة 10-15
فكوني أخيتي من السباقين, كوني رائدة وقائدة في أول الركب,
كوني من حملة الراية وسيري مع القافلة ولا تتأخري فيفوتك الكثير..


5.الخلوة شأن الصالحين:
والسر في الخلاء فراغ القلب وقد عدّ النبي صلى الله عليه وسلم مَنْ "ذكر الله خالياً ففاضت عيناه" مِن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظلّ إلا ظله..فالعزلة تعين على التفكر, وبها ينقطع عن مألوفات البشر, ويخشع قلبه.

6.أيهما أولى؛ الخلوة أم المخالطة:
يجوز للمسلم أن يخلو عن الناس, ويترك المخالطة, فقد يأتي على الناس زمان لا يصلح فيها المسلم إلا أن يأوي إلى شعف الجبال يتبع مواقع القِطر يفر بدينه من الفتن..(روى البخاري بهذا المعنى حديثا).
وللعلماء مذهبان في العزلة:
الأول: الاختلاط أولى لما فيه من اكتساب الفوائد الدينية, للقيام بالشعائر الإسلامية وتكثير سواد المسلمين, وإيصال أنواع الخير إليهم.
الثاني: العزلة أولى لتحقق السلامة.

7.صفات المستشار المؤتمن الذي يؤخذ برأيه:
-كاتب في وقت يعزُّ فيه القرطاس والقلم, في أمة أمية..
-صاحب دين في زمن الجاهلية.
-محنك مجرب.






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 03-28-2008, 10:46 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..


المرحلـة الثانية: الدعــوة جهــارًا
.
.
أول أمـر بإظهار الدعـوة
وأول ما نزل بهذا الصدد قوله تعالى‏:‏"وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ"‏ كانت هذه الآية في سورة الشعراء وهي سورة ذكرت فيها قصة موسى عليه ‏السلام وقد اشتملت هذه القصه على جميع المراحل التي مر بها موسى عليه السلام خلال دعوة فرعون وقومه إلى الله.
ومن ناحية أخرى تشتمل هذه السورة على ذكر مآل المكذبين للرسل ليعلم الذين سيقومون بالتكذيب عاقبة أمرهم وما سيلقونه من مؤاخذة الله إن استمروا عليه، وليعرف المؤمنون أن حسن العاقبة لهم وليس للمكذبين‏.‏
الدعـوة في الأقربين
ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عشيرته بني هاشم بعد نزول هذه الآية، فجاءوا ومعهم نفر من بني المطلب بن عبد مناف، فكانوا نحو خمسة وأربعين رجلًا‏.‏ فلما أراد أن يتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بادره أبو لهب وقال‏:‏هؤلاء عمومتك وبنو عمك فتكلم، ودع الصباة، واعلم أنه ليس لقومك بالعرب قاطبة طاقة،وأنا أحق من أخذك، فحسبك بنو أبيك، وإن أقمت على ما أنت عليه فهو أيسر عليهم من أن يثب بك بطون قريش، وتمدهم العرب، فما رأيت أحدًا جاء على بني أبيه بشر مما جئت به،فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يتكلم في ذلك المجلس‏.‏
ثم دعاهم ثانية وقال‏:‏ ‏(‏الحمد لله، أحمده وأستعينه، وأومن به،وأتوكل عليه‏.‏ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له‏)‏‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏(‏إن الرائد لا يكذب أهله، والله الذي لا إله إلا هو، إنى رسول الله إليكم خاصة وإلى الناس عامة، والله لتموتن كما تنامون، ولتبعثن كما تستيقظون، ولتحاسبن بما تعملون،وإنها الجنة أبدًا أو النار أبدًا‏)‏‏.‏
فقال أبو طالب‏:‏ ما أحب إلينا معاونتك، وأقبلنا لنصيحتك، وأشد تصديقًا لحديثك‏.‏ وهؤلاء بنو أبيك مجتمعون، وإنما أنا أحدهم، غير أني أسرعهم إلى ما تحب، فامض لما أمرت به‏.‏ فوالله، لا أزال أحوطك وأمنعك، غير أن نفسى لا تطاوعنى على فراق دين عبد المطلب‏.‏
فقال أبو لهب‏:‏ هذه والله السوأة، خذوا على يديه قبل أن يأخذ غيركم، فقال أبو طالب‏:‏ والله لنمنعه ما بقينا‏.‏

على جبل الصفا
وبعد تأكد النبي صلى الله عليه وسلم من تعهد أبي طالب بحمايته وهو يبلغ عن ربه، صعد النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم على الصفا، فعلا أعلاها حجرًا،ثم هتف‏:‏ ‏(‏يا صباحاه‏)‏وكانت كلمة إنذار تخبر عن هجوم جيش أو وقوع أمر عظيم‏.‏
ثم جعل ينادى بطون قريش، ويدعوهم قبائل قبائل‏:‏ ‏(‏يا بني فهر، يابني عدى، يا بني فلان، يا بني فلان، يا بني عبد مناف، يا بني عبد المطلب‏)‏‏.‏
فلما سمعوا قالوا‏:‏ من هذا الذي يهتف‏؟‏ قالوا‏:‏ محمد‏.‏ فأسرع الناس إليه، حتى إن الرجل إذا لم يستطع أن يخرج إليه أرسل رسولًا لينظر ما هو، فجاءأبو لهب وقريش‏.‏
فلما اجتمعوا قال‏:‏ ‏(‏أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلًا بالوادى بسَفْح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم أكنتم مُصَدِّقِىَّ‏؟‏‏)‏‏.‏
قالوا‏:‏ نعم، ما جربنا عليك كذبًا، ما جربنا عليك إلا صدقًا‏.‏
قال‏:‏ ‏(‏إنى نذير لكم بين يدى عذاب شدي)، فقال أبو لهب: تبا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا؟ فنزلت:"تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ".
‏كانت هذه الصيحـة العالية هي غاية البلاغ، فقد أوضح الرسول صلى الله عليه وسلم لأقرب الناس إليه أن التصديق بهذه الرسالة هو حياة الصلات بينه وبينهم،وأن عصبة القرابة التي يقوم عليها العرب ذابت في حرارة هذا الإنذار الآتى من عند الله‏.‏
الصدع بالحق وردود فعل المشركين:
ولم يزل هذا الصوت يرتج دويه في أرجاء مكة حتى نزل قوله تعالى‏:‏‏"‏فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ‏"‏، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر بالدعوة إلى الإسلام في مجامع المشركين ونواديهم، يتلو عليهم كتاب الله، ويقول لهم ما قالته الرسل لأقوامهم‏:‏ ‏"‏يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ‏"‏ ‏،وبدء يعبد الله تعالى أمام أعينهم، فكان يصلى بفناء الكعبة نهارًا جهارًا وعلى رءوس الأشهاد‏.‏
انفجرت مكة بمشاعر الغضب، وماجت بالغرابة والإستنكار، حين سمعت صوتا يجهر بتضليل المشركين وعبادة الاصنام فرعدت وبرقت وقامت قريش تستعد لحسم هذه الثورة التي اندلعت بغتة ويخشى أن تأتي على تقاليدها وموروثها.


المجلس الاستشاري لكف الحجاج عن استماع الدعوة
وخلال هذه الأيام أهم قريشًا أمر آخر،وذلك أن الجهر بالدعوة لم يمض عليه إلا أيام أو أشهر معدودة حتى قرب موسم الحج، وعرفت قريش أن وفود العرب ستقدم عليهم، فرأت أنه لابد من كلمة يقولونها للعرب، في شأن محمد صلى الله عليه وسلم حتى لا يكون لدعوته أثر في نفوس العرب، فاجتمعوا إلى الوليد بن المغيرة يتداولون في تلك الكلمة، فقال لهم الوليد‏:‏ أجمعوا فيه رأيـًا واحدًا،ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضًا، ويرد قولكم بعضه بعضًا، قالوا‏:‏ فأنت فقل، وأقم لنا رأيًا نقول به‏.‏قال‏:‏ بل أنتم فقولوا أسمع‏.‏ قالوا‏:‏ نقول‏:‏ كاهن‏.‏ قال‏:‏ لا والله ما هو بكاهن، لقد رأينا الكهان فما هو بزَمْزَمَة الكاهن ولا سجعه‏.‏ قالوا‏:‏ فنقول‏:‏مجنون، قال‏:‏ ما هو بمجنون، لقد رأينا الجنون وعرفناه، ما هو بخَنْقِه ولاتَخَالُجِه ولا وسوسته‏.‏ قالوا‏:‏ فنقول‏:‏ شاعر‏.‏ قال‏:‏ ما هو بشاعر، لقد عرفنا الشعر كله رَجَزَه وهَزَجَه وقَرِيضَه ومَقْبُوضه ومَبْسُوطه، فما هو بالشعر،قالوا‏:‏ فنقول‏:‏ ساحر‏.‏ قال‏:‏ ما هو بساحر، لقد رأينا السحار وسحرهم، فما هو بنَفْثِهِم ولا عقْدِهِم‏.‏ قالوا‏:‏ فما نقول‏؟‏ قال‏:‏ والله إن لقوله لحلاوة،‏[‏وإن عليه لطلاوة‏]‏ وإن أصله لعَذَق، وإن فَرْعَه لجَنَاة، وما أنتم بقائلين من هذا شيئًا إلا عرف أنه باطل، وإن أقرب القول فيه لأن تقولوا‏:‏ ساحر‏.‏ جاء بقول هوسحر، يفرق به بين المرء وأبيه، وبين المرء وأخيه، وبين المرء وزوجته، وبين المرءوعشيرته، فتفرقوا عنه بذلك‏.‏
وفي الوليد أنزل الله تعالى ست عشرة آية من سورة المدثر‏: إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ نَظَرَ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ثُمَّ أَدْبَرَوَاسْتَكْبَرَ فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ‏"..‏ ‏[‏من 11 إلى 26‏]‏
وبعد أن اتفق المجلس على هذا القرار أخذوا في تنفيذه، فجلسوا بسبل الناس حين قدموا للموسم، لا يمر بهم أحد إلا حذروه إياه وذكروا لهم أمره‏.‏
أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج يتبع الناس في منازلهم وفي عُكَاظ ومَجَنَّة وذى المَجَاز، يدعوهم إلى الله، وأبو لهب وراءه يقول‏:‏ لا تطيعوه فإنه صابئ كذاب‏.‏
وأدى ذلك إلى أن صدرت العرب من ذلك الموسم بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتشر ذكره في بلاد العرب كلها‏.‏






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 03-28-2008, 10:51 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

أساليب شتى لمجابهة الدعوة
ولما فرغت قريش من الحج فكرت في أساليب تقضى بها على هذه الدعوة فيمهدها‏.‏ وتتلخص هذه الأساليب فيما يلي‏:‏


1ـ السخرية والتحقير، والاستهزاء والتكذيب والتضحيك‏:‏
قصدوا بها تخذيل المسلمين، وتوهين قواهم المعنوية، فرموا النبي صلىالله عليه وسلم بتهم هازلة، وشتائم سفيهة، فكانوا ينادونه بالمجنون ‏{‏وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ‏}‏[‏الحجر‏:‏6‏]‏، ويصمونه بالسحر والكذب ‏{‏وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ‏}‏[‏ص‏:‏4]‏،وكانوا يشيعونه ويستقبلونه بنظرات ملتهمة ناقمة، وعواطف منفعلة هائجة{‏وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ‏}‏ ‏[‏القلم‏:‏51]‏،وكان إذا جلس وحوله المستضعفون من أصحابه استهزأوا بهم وقالوا‏:‏ هؤلاء جلساؤه ‏{‏مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 53‏]‏، قال تعالى‏:‏ ‏{‏أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏53]‏،وكانوا كما قص الله علينا ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وَإِذَامَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاء لَضَالُّونَ وَمَا أُرْسِلُواعَلَيْهِمْ حَافِظِينَ‏}‏ ‏[‏المطففين‏:‏ 29‏:‏ 33]‏‏.‏



2ـ إثارة الشبهات وتكثيف الدعايات الكاذبة‏:‏
وقد أكثروا من ذلك وتفننوا فيه بحيث لا يبقى لعامة الناس مجال للتدبر في دعوته والتفكير فيها، فكانوا يقولون عن القرآن‏:‏‏"‏أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ‏"‏ ‏يراها محمد بالليل ويتلوها بالنهار،ويقولون‏:‏‏"‏بَلِ افْتَرَاهُ‏"‏من عند نفسه ويقولون‏:‏ ‏"‏إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ‏"‏ وقالوا‏:‏ ‏"‏إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ‏"‏ أي اشترك هو وزملاؤه في اختلاقه‏.‏ ‏"‏وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا‏"‏.


وأحيانا قالوا‏:‏ إن له جنًا أو شيطانًا يتنزل عليه كما ينزل الجن والشياطين على الكهان‏.‏ قال تعالى ردًا عليهم‏:‏ "‏‏هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ‏"‏ ، أي إنها تنزل على الكذاب الفاجرالمتلطخ بالذنوب، وما جرّبتم علىّ كذبًا، وما وجدتم في فسقًا، فكيف تجعلون القرآن من تنزيل الشيطان‏؟‏


وأحيانًا قالوا عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ إنه مصاب بنوع من الجنون، فهو يتخيل المعانى، ثم يصوغها في كلمات بديعة رائعة كما يصوغ الشعراء، فهو شاعر وكلامه شعر‏.‏ قال تعالى ردًا عليهم‏:‏ ‏"‏وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ‏"‏ وقالوا‏:‏‏"‏مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ‏".‏ ‏


3 ـ الحيلولة بين الناس وبين سماعهم القرآن، ومعارضته بأساطيرالأولين‏:‏


كان المشركون بجنب إثارة هذه الشبهات يحولون بين الناس وبين سماعهم القرآن ودعوة الإسلام بكل طريق يمكن، فكانوا يطردون الناس ويثيرون الشغب والضوضاء ويتغنون ويلعبون، إذا رأوا أن النبي صلى الله عليه وسلم يتهيأ للدعوة، أو إذا رأوه يصلى ويتلو القرآن‏.‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ‏}‏ ‏[‏فصلت‏:‏26‏]‏ حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم لميتمكن من تلاوة القرآن عليهم في مجامعهم ونواديهم إلا في أواخر السنة الخامسة من النبوة، وذلك أيضًا عن طريق المفاجأة، دون أن يشعروا بقصده قبل بداية التلاوة‏.‏


وكان النضر بن الحارث، أحد شياطين قريش قد قدم الحيرة، وتعلم بهاأحاديث ملوك الفرس، وأحاديث رستم واسفنديار، فكان إذا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسًا للتذكير بالله والتحذير من نقمته خلفه النضر ويقول‏:‏ أنا و الله يامعشر قريش أحسن حديثًا منه، ثم يحدثهم عن ملوك فارس ورستم واسفنديار، ثم يقول‏:‏بماذا محمد أحسن حديثًا مني‏.‏
وفي رواية عن ابن عباس أن النضر كان قد اشترى قَيْنَةً، فكان لايسمع بأحد يريد الإسلام إلا انطلق به إلى قينته، فيقول‏:‏ أطعميه واسقيه وغنيه، هذا خير مما يدعوك إليه محمد، وفيه نزل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ‏}‏[‏لقمان‏:‏ 6‏]‏‏.‏



الاضطهادات
أعمل المشركون الأساليب التي ذكرناها شيئًا فشيئًا لإحباط الدعوة بعد ظهورها في بداية السنة الرابعة من النبوة، ومضت على ذلك أسابيع وشهور وهم مقتصرون على هذه الأساليب لا يتجاوزونها إلى طريق الاضطهاد والتعذيب، ولكنهم لمارأوا أن هذه الأساليب لم تجد نفعًا في إحباط الدعوة الإسلامية استشاروا فيما بينهم، فقرروا القيام بتعذيب المسلمين وفتنتهم عن دينهم، فأخذ كل رئيس يعذب من دان من قبيلته بالإسلام، وانقض كل سيد على من اختار من عبيده طريق الإيمان‏.‏
كان أبو جهل إذا سمع برجل قد أسلم له شرف ومنعة أنبه وأخزاه، وأوعده بإبلاغ الخسارة الفادحة في المال، والجاه، وإن كان ضعيفًا ضربه وأغرى به‏، وكان عم عثمان بن عفان يلفه في حصير من ورق النخيل ثم يدخنه من تحته‏، ولما علمت أم مصعب بن عمير بإسلامه منعته الطعام والشراب، وأخرجته من بيته، وكان من أنعم الناس عيشًا، فتَخَشَّفَ جلده تخشف الحية‏.‏
واشترى أبوبكر رضي الله عنه هؤلاء الإماء والعبيد رضي الله عنهم وعنهن أجمعين، فأعتقهم جميعًا‏.‏ وقد عاتبه في ذلك أبوه أبو قحافة وقال‏:‏ أراك تعتق رقابًا ضعافًا، فلو أعتقت رجالًا جلدًا لمنعوك‏.‏ قال‏:‏ إني أريد وجه الله‏.‏فأنزل الله قرآنًا مدح فيه أبا بكر، وذم أعداءه‏.‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى‏}‏ ‏[‏الليل‏:‏14‏:‏ 16]‏ وهو أمية بن خلف، ومن كان على شاكلته ‏{‏وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى‏}‏ ‏[‏الليـل‏:‏17‏:‏ 21]‏ وهـو أبـوبـكـر الصديـق رضي الله عنه‏.‏





وفد قريش إلى أبي طالب
قال ابن إسحاق‏:‏ مشى رجال من أشراف قريش إلى أبي طالب، فقالوا‏:‏يا أبا طالب، إن ابن أخيك قد سب آلهتنا، وعاب ديننا، وسَفَّه أحلامنا، وضلل آباءنا،فإما أن تكفه عنا، وإما أن تخلى بيننا وبينه، فإنك على مثل ما نحن عليه من خلافه،فنكفيكه، فقال لهم أبو طالب قولًا رقيقًا وردهم ردًا جميلًا، فانصرفوا عنه، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما هو عليه، يظهر دين الله ويدعو إليه‏.‏ ولكن لم تصبر قريش طويلًا حين رأته صلى الله عليه وسلم ماضيًا في عمله ودعوته إلى الله، بل أكثرت ذكره وتذامرت فيه، حتى قررت مراجعة أبي طالب بأسلوب أغلظ وأقسى من السابق‏.‏


قريش يهددون أبا طالب
وجاءت سادات قريش إلى أبي طالب فقالوا له‏:‏ يا أبا طالب، إن لك سنًا وشرفًا ومنزلة فينا، وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا، وإنا والله لا نصبر على هذا من شتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وعيب آلهتنا، حتى تكفه عنا، أوننازله وإياك في ذلك، حتى يهلك أحد الفريقين‏.‏
عَظُم على أبي طالب هذا الوعيد والتهديد الشديد، فبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له‏:‏ يا بن أخي، إن قومك قد جاءونى فقالوا لي كذا وكذا، فأبق عليَّ وعلى نفسك، ولا تحملنى من الأمر ما لا أطيق، فظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عمه خاذله، وأنه ضعُف عن نصرته، فقال‏:‏ ‏(‏يا عم، والله لو وضعواالشمس في يمينى والقمر في يسارى على أن أترك هذا الأمر ـ حتى يظهره الله أو أهلك فيه ـ ما تركته‏)‏، ثم استعبر وبكى، وقام، فلما ولى ناداه أبو طالب، فلما أقبل قالله‏:‏ اذهب يا بن أخي، فقل ما أحببت، فو الله لا أُسْلِمُك لشىء أبدًا.


قريش بين يدى أبي طالب مرة أخرى
ولما رأت قريش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ماض في عمله عرفت أنأبا طالب قد أبي خذلان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه مجمع لفراقهم وعداوته مفي ذلك، فذهبوا إليه بعمارة ابن الوليد بن المغيرة وقالوا له‏:‏ يا أبا طالب، إنهذا الفتى أنْهَدَ فتى في قريش وأجمله، فخذه فلك عقله ونصره، واتخذه ولدًا فهو لك،وأسْلِمْ إلينا ابن أخيك هذا الذي خالف دينك ودين آبائك، وفرق جماعة قومك، وسفه أحلامهم، فنقتله، فإنما هو رجل برجل، فقال‏:‏ والله لبئس ما تسومونني، أتعطوني ابنكم أغذوه لكم، وأعطيكم ابني تقتلونه‏؟‏ هذا والله ما لا يكون أبدًا‏.‏ فقال المطعم بن عدى بن نوفل ابن عبد مناف‏:‏ والله يا أبا طالب لقد أنصفك قومك، وجهدواعلى التخلص مما تكره، فما أراك تريد أن تقبل منهم شيئًا، فقال‏:‏ والله ماأنصفتموني، ولكنك قد أجمعت خذلاني ومظاهرة القوم علىّ، فاصنع ما بدا لك‏.‏
ولما فشلت قريش في هذه المفاوضات، ولم توفق في إقناع أبي طالب بمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفه عن الدعوة إلى الله، قررت أن يختار سبيلا قد حاولت تجنبه والابتعاد منه مخافة مغبته وما يؤول إليه، وهو سبيل الاعتداء على ذات الرسول صلى الله عليه وسلم‏.‏





اعتداءات على رسول الله صلى الله عليه وسلم
واخترقت قريش ما كانت تتعاظمه وتحترمه منذ ظهرت الدعوة على الساحة،فقد صعب على غطرستها وكبريائها أن تصبر طويلًا، فمدت يد الاعتداء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع ما كانت تأتيه من السخرية والاستهزاء والتشوية والتلبيس والتشويش وغير ذلك‏.‏ وكان من الطبيعى أن يكون أبو لهب في مقدمتهم وعلى رأسهم، كان قد زوج ولديه عتبة وعتيبة ببنتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية وأم كلثوم قبل البعثة، فلما كانت البعثة أمرهما بتطليقهما بعنف وشدة حتى طلقاهما‏.‏
ولما مات عبد الله ـ الابن الثاني لرسول الله صلى الله عليه وسلم ـاستبشر أبو لهب وذهب إلى المشركين يبشرهم بأن محمدًا صار أبتر‏.‏
وقد روى البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه‏:‏أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلى عند البيت،وأبو جهل وأصحاب له جلوس؛ إذ قال بعضهم لبعض‏:‏ أيكم يجىء بسَلاَ جَزُور بني فلان فيضعه على ظهر محمد إذا سجد، فانبعث أشقى القوم ‏[‏وهو عقبة بن أبي معيط‏]‏ فجاء بهفنظر، حتى إذا سجد النبي وضع على ظهره بين كتفيه، وأنا أنظر، لا أغنى شيئًا، لوكانت لي منعة، قال‏:‏ فجعلوا يضحكون، ويحيل بعضهم على بعضهم ‏[‏أي يتمايل بعضهم على بعض مرحًا وبطرًا‏]‏ ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد، لا يرفع رأسه، حتى جاءته فاطمة، فطرحته عن ظهره، فرفع رأسه، ثم قال‏:‏ ‏[‏اللهم عليك بقريش‏]‏ ثلاث مرات،فشق ذلك عليهم إذ دعا عليهم، قال‏:‏ وكانوا يرون أن الدعوة في ذلك البلد مستجابة،ثم سمى‏:‏ ‏(‏اللّهم عليك بأبي جهل، وعليك بعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليدبن عتبة، وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط‏)‏ ـ وعد السابع فلم نحفظه ـ فوالذي نفسى بيده لقد رأيت الذين عدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صرعى في القَلِيب، قليب بدر‏.‏
هذه صورة مصغرة جدًا لما كان يتلقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون من الظلم والخسف والجور على أيدى طغاة المشركين، الذين كانوا يزعمون أنهم أهل الله وسكان حرمه‏.‏
وكان من مقتضيات هذه الظروف المتأزمة أن يختار رسول الله صلى الله عليه وسلم موقفًا حازمًا ينقذ به المسلمين عما دهمهم من البلاء، ويخفف وطأته بقدرالمستطاع، وقد اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خطوتين حكيمتين كان لهما أثرهما في تسيير الدعوة وتحقيق الهدف، وهما‏:‏


1 ـ اختيار دار الأرقم بن أبي الأرقم المخزومى مركزا للدعوة ومقرًا للتربية‏.‏
2ـ أمر المسلمين بالهجرة إلى الحبشة‏.‏





دار الأرقم
كانت هذه الدار في أصل الصفا، بعيدة عن أعين الطغاة ومجالسهم،فاختارها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليجتمع فيها بالمسلمين سرًا، فيتلو عليهم آيات الله ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة؛ وليؤدى المسلمون عبادتهم وأعمالهم، ويتلقوا ما أنزل الله على رسوله وهم في أمن وسلام، وليدخل من يدخل في الإسلام ولا يعلم به الطغاة من أصحاب السطوة والنقمة‏.‏
ومما لم يكن يشك فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو اجتمع بالمسلمين علنا لحاول المشركون بكل ما عندهم من القسوة والغلظة أن يحولوا بينه وبينما يريد من تزكية نفوسهم ومن تعليمهم الكتاب والحكمة، وربما أفضى ذلك إلى مصادمة الفريقين، بل قد وقع ذلك فعلًا‏.‏ فقد ذكر ابن إسحاق أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يجتمعون في الشعاب، فيصلون فيها سرًا، فرآهم نفر من كفار قريش،فسبوهم وقاتلوهم، فضرب سعد بن أبي وقاص رجلًا فسال دمه، وكان أول دم هريق في الإسلام‏.‏
ومعلوم أن المصادمة لو تعددت وطالت لأفضت إلى تدمير المسلمين وإبادتهم، فكان من الحكمة السريةُ والاختفاء، فكان عامة الصحابة يُخْفُون إسلامهم وعبادتهم واجتماعهم، أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يجهر بالدعوة والعبادة بين ظهراني المشركين، لا يصرفه عن ذلك شىء، ولكن كان يجتمع مع المسلمين سرًا؛ نظرًا لصالحهم وصالح الإسلام‏.‏
.






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 03-28-2008, 10:55 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

المرحلـة الثانية: الدعــوة جهــارًا


فوائد ولطائف:


1. دعوة الأهل والعشيرة:

هذه البداية الطبيعية للداعية المسلم , أن يبدأ بآله وعشيرته, فالأقربون أولى بالمعروف.





2. أعلى المنابر لدين الله تعالى:

"فعلا أعلاها حجرا"..إنه أعلى المنابر في تلك البلد, فيجب تسخير أعلى المنابر لدين الله تعالى, ولا يحسن الزهد فيها متعللا بورع أو شبهة, فنترك منابر الصدارة السياسية والاجتماعية ونحوها للفسقة وأقلام الردة والضلال.





3. استعمال مصطلح القوم: "يا صباحاه":

إنها رعاية الله لنبيه صلى الله عليه وسلم, أن يحسن نداء القوم بما ألفوا وعرفوا, ليسير المؤمنون على هديه صلى الله عليه وسلم فيصبروا, حتى يصعد بلال سطح الكعبة مكبرا ..فالساعة آتية ولكنكم تستعجلون.





4. "ألهذا جمعتنا؟"

نعم؛ لهذا الأمر يكون الجمع. ولكن الجاهلية الأولى ووليدتها المعاصرة لا ترى أن هذا الأمر يدعى له, أو يُجتمع عليه, أما أن تجمع الملايين على لعب الكرة أو المسارح, فهذا أمرٌ معتبر مستجاب له!!





5.(أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِمِن رَّبِّكُمْ)

للمحنة فقهٌ آخر..وقد فقه ذلك أبو بكر رضي الله عنه, وهو يحاول أن يذود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, فيعمد إلى كلمات لا تزيد اللهب اشتعالا, فكلمة "ربي الله" ليست مثل "لا إله إلا الله", فالجاهلية تقر بالربوبية لكنهم كانوا ينكرون توحيد الآلهة وجعلهم إلهاً واحداً.

فعمله رضي الله عنه أصل في المحافظة على الطاقات, وعدم الانجرار للمعارك الجانبية المفتعلة, مع المحافظة على العقيدة والدين..





6. ليس على الضعفاء حرج:

فها هو ابن مسعود يقول: "فأنا أرهب منهم" –أي أخاف- فلم يستطع أن يدافع عن نبيه صلى الله عليه وسلم..

فهذا عذر للذين لا يقدرون على مجابهة الباطل ومدافعته , فإن لم يكن كأبي بكر رضي الله عنه, ولم يستطع ما استطاع. فإن له في قول علي رضي الله عنه "فو الله ما دنا منا أحد إلا أبو بكر" عزاء وسعة, والناس منازل, ولكل ٍ فضله وجهاده وأجره..




7. الابتلاء سنة في الدعوات:

(أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)





8. دار الأرقم:

إن على الداعية أن يجتمع بأنصاره على فترات في كل نهار أو أسبوع, ليتزودوا بالعلم والإيمان,

وليعلمهم طرق الدعوة وأساليبها, وإذا خشي على نفسه وجماعته وجب عليه أن يكون اجتماعه سرا..






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 03-28-2008, 10:57 AM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

الهجرة الأولى إلى الحبشة
_______________________________

كانت بداية الاعتداءات في أواسط أو أواخر السنة الرابعة من النبوة، بدأت ضعيفة،
ثم لم تزل تشتد يومًا فيومًا وشهرًا فشهرا، حتى تفاقمت في أواسط السنة الخامسة،
ونبا بهم المقام في مكة، وأخذوا يفكرون في حيلة تنجيهم من هذا العذاب الأليم،
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد علم أن أصْحَمَة النجاشى ملك الحبشة ملك عادل،
لا يظلم عنده أحد، فأمر المسلمين أن يهاجروا إلى الحبشة فرارًا بدينهم من الفتن‏.‏
وفي رجب سنة خمس من النبوة هاجر أول فوج من الصحابة إلى الحبشة‏.‏ كان مكونًا من اثنى عشر رجلًا
وأربع نسوة، رئيسهم عثمان بن عفان، ومعه زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهما‏:‏(‏إنهما أول بيت هاجر في سبيل الله بعد إبراهيم ولوط عليهما السلام‏)‏
كان رحيل هؤلاء تسللًا في ظلمة الليل ـ حتى لا تفطن لهم قريش
وفي رمضان من نفس السنة خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحرم، وفيه جمع كبير من قريش،
فيهم ساداتهم وكبراؤهم، فقام فيهم، وفاجأهم بتلاوة سورة النجم،
ولم يكن أولئك الكفار سمعوا كلام الله من قبل؛ لأنهم كانوا مستمرين على ما تواصى به بعضهم بعضًا،
من قولهم‏: ‏{‏لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ‏}‏ ‏[‏فصلت‏:‏26]‏ فلما باغتهم بتلاوة هذه السورة،
وقرع آذانهم كلام إلهي خلاب، وكان أروع كلام سمعوه قط، أخذ مشاعرهم،
ونسوا ما كانوا فيه فما من أحد إلا وهو مصغ إليه، لا يخطر بباله شىء سواه،
حتى إذا تلا في خواتيم هذه السورة قوارع تطير لها القلوب، ثم قرأ‏:‏ ‏{‏فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا‏}‏ ‏[‏النجم‏:‏62‏]‏ ثم سجد،
لم يتمالك أحد نفسه حتى خر ساجدًا‏.‏ وفي الحقيقة كانت روعة الحق قد صدعت العناد في نفوس المستكبرين والمستهزئين،
فما تمالكوا أن يخروا لله ساجدين‏.‏
وسَقَطَ في أيديهم لما أحسوا أن جلال كلام الله لَوَّى زمامهم، فارتكبوا عين ما كانوا يبذلون قصارى جهدهم في محوه وإفنائه،
وقد توالى عليهم اللوم والعتاب من كل جانب، ممن لم يحضر هذا المشهد من المشركين،
وعند ذلك كذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وافتروا عليه أنه عطف على أصنامهم بكلمة تقدير،
وأنه قال عنها ما كانوا يرددونه هم دائما من قولهم‏:‏ ‏(‏تلك الغرانيـق العلى، وإن شفاعتهم لترتجى‏)‏،
جاءوا بهذا الإفك المبـين ليعـتذروا عـن سجودهم مع النبي صلى الله عليه وسلم،
وليس يستغـــرب هـذا مـن قـوم كانوا يألفون الكذب، ويطيلون الدس والافتراء‏.‏
وبلغ هذا الخبر إلى مهاجري الحبشة، ولكن في صورة تختلف تمامًا عن صورته الحقيقية،
بلغهم أن قريشًا أسلمت، فرجعوا إلى مكة في شوال من نفس السنة،
فلما كانوا دون مكة ساعة من نهار وعرفوا جلية الأمر رجع منهم من رجع إلى الحبشة،
ولم يدخل في مكة من سائرهم أحد إلا مستخفيًا، أو في جوار رجل من قريش‏.‏
ثم اشتد عليهم وعلى المسلمين البلاء والعذاب من قريش، وسطت بهم عشائرهم،
فقد كان صعب على قريش ما بلغها عن النجاشي من حسن الجوار،
ولم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم بدا من أن يشير على أصحابه بالهجرة إلى الحبشة مرة أخرى‏
.واستعد المسلمون للهجرة مرة أخرى، وعلى نطاق أوسع، ولكن كانت هذه الهجرة الثانية أشق من سابقتها،
فقد تيقظت لها قريش وقررت إحباطها، بيد أن المسلمين كانوا أسرع، ويسر الله لهم السفر،
فانحازوا إلى نجاشي الحبشة قبل أن يدركوا‏.‏
وفي هذه المرة هاجر من الرجال ثلاثة وثمانون رجلًا إن كان فيهم عمار،
فإنه يشك فيه، وثماني عشرة أوتسع عشرة امرأة‏.‏



مكيدة قريش بمهاجري الحبشة
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

عز على المشركين أن يجد المهاجرون مأمنا لأنفسهم ودينهم، فاختاروا رجلين جلدين لبيبين،
وهما‏:‏ عمرو بن العاص، وعبد الله بن أبي ربيعة ـ قبل أن يسلما ـ
وأرسلوا معهما الهدايا المستطرفة للنجاشي ولبطارقته، وبعد أن ساق الرجلان تلك الهدايا إلى البطارقة،
وزوداهم بالحجج التي يطرد بها أولئك المسلمون، وبعد أن اتفقت البطارقة أن يشيروا على النجاشي بإقصائهم،
حضرا إلى النجاشي، وقدما له الهديا ثم كلماه فقالا له‏:‏
أيها الملك، إنه قد ضَوَى إلى بلدك غلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم، ولم يدخلوا في دينك،
وجاءوا بدين ابتدعوه، لا نعرفه نحن ولا أنت، وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم؛
لتردهم إليهم، فهم أعلى بهم عينًا، وأعلم بما عابوا عليهم، وعاتبوهم فيه‏.‏
وقالت البطارقة‏:‏ صدقا أيها الملك، فأسلمهم إليهما، فليرداهم إلى قومهم وبلادهم‏.‏
ولكن رأي النجاشي أنه لا بد من تمحيص القضية، وسماع أطرافها جميعًا‏.‏
فأرسل إلى المسلمين، ودعاهم، فحضروا، وكانوا قد أجمعوا على الصدق كائنًا ما كان‏.‏
فقال لهم النجاشي‏:‏ ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم،
ولم تدخلوا به في دينى ولا دين أحد من هذه الملل ‏؟‏
قال جعفر بن أبي طالب ـ وكان هو المتكلم عن المسلمين‏:‏ أيها الملك كنا قومًا أهل جاهلية؛
نعبد الأصنام ونأكل الميتة، ونأتى الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسىء الجوار، ويأكل منا القوى الضعيف،
فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولًا منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده،
ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث،
وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور،
وأكل مال اليتيم،وقذف المحصنات،وأمرنا أن نعبد الله وحده،لا نشرك به شيئًا،وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام ـ
فعدد عليه أمور الإسلام ـ فصدقناه، وآمنا به، واتبعناه على ما جاءنا به من دين الله، فعبدنا الله وحده،
فلم نشرك به شيئًا، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا،
فعذبونا وفتنونا عن ديننا؛ ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله تعالى، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث،
فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلادك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك،
ورجونا ألا نظلم عندك أيها الملك‏.‏
فقال له النجاشي‏:‏ هل معك مما جاء به عن الله من شيء‏؟‏ فقال له جعفر‏:‏ نعم‏.‏ فقال له النجاشي‏:‏ فاقرأه على،
فقرأ عليه صدرًا من‏:‏ ‏{‏كهيعص‏}‏ فبكى والله النجاشي حتى اخضلت لحيته، وبكت أساقفته حتى أخْضَلُوا
مصاحفهم حين سمعوا ما تلا عليهم، ثم قال لهم النجاشي‏:‏ إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة،
انطلقا، فلا والله لا أسلمهم إليكما، ولا يكادون ـ يخاطب عمرو بن العاص وصاحبه ـ فخرجا، فلما خرجا
قال عمرو بن العاص لعبد الله بن أبي ربيعة‏:‏ والله لآتينه غدًا عنهم بما أستأصل به خضراءهم‏.‏
فقال له عبد الله بن أبي ربيعة‏:‏ لا تفعل، فإن لهم أرحامًا وإن كانوا قد خالفونا، ولكن أصر عمرو على رأيه‏.‏
فلما كان الغد قال للنجاشي‏:‏ أيها الملك، إنهم يقولون في عيسى ابن مريم قولًا عظيمًا،
فأرسل إليهم النجاشي يسألهم عن قولهم في المسيح ففزعوا، ولكن أجمعوا على الصدق، كائنًا ما كان،
فلما دخلوا عليه وسألهم، قال له جعفر‏:‏ نقول فيه الذي جاءنا به نبينا صلى الله عليه وسلم‏:‏
هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البَتُول‏.‏



محاولة القضاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ

ولما أخفق المشركون في مكيدتهم، وفشلوا في استرداد المهاجرين استشاطوا غضبًا، وكادوا يتميزون غيظًا،
فاشتدت ضراوتهم وانقضوا على بقية المسلمين، ومدوا أيديهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسوء،
وظهرت منهم تصرفات تدل على أنهم أرادوا القضاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛
ليستأصلوا جذور الفتنة التي أقضت مضاجعهم، حسب زعمهم‏.‏
ومما روت لنا كتب السنة والسيرة من الأحداث التي تشهد القرائن بأنها وقعت في هذه الفترة‏:‏
أن عتيبة بن أبي لهب أتى يومًا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ أنا أكفر بـ{‏وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى‏}‏ ‏[‏النجم‏:‏1]‏
وبالذي ‏{‏ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى‏}‏ ‏[‏النجم‏:‏8‏]‏ ثم تسلط عليه بالأذى، وشق قميصه، وتفل في وجهه صلى الله عليه وسلم،
إلا أن البزاق لم يقع عليه، وحينئذ دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم
وقال‏:‏ ‏(‏اللهم سلط عليه كلبًا من كلابك‏)‏، وقد استجيب دعاؤه صلى الله عليه وسلم،
فقد خرج عتيبة إثر ذلك في نفر من قريش، فلما نزلوا بالزرقاء من الشام طاف بهم الأسد تلك الليلة،
فجعل عتيبة يقول‏:‏ يا ويل أخي هو والله آكلى كما دعا محمد علىّ، قتلنى وهو بمكة، وأنا بالشام، ثم جعلوه بينهم،
وناموا من حوله، ولكن جاء الأسد وتخطاهم إليه، فضغم رأسه‏.‏
ومنها‏:‏ ما ذكر أن عقبة بن أبي مُعَيْط وطئ على رقبته الشريفة وهو ساجد حتى كادت عيناه تبرزان‏.‏
ومما يدل على أن طغاتهم كانوا يريدون قتله صلى الله عليه وسلم ما رواه ابن إسحاق عن عبد الله ابن عمرو بن العاص
قال‏:‏ حضرتهم وقد اجتمعوا في الحجر، فذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقالوا‏:‏ ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من أمر هذا الرجل، لقد صبرنا منه على أمر عظيم،
فبينا هم كذلك إذ طلع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل يمشى حتى استلم الركن،
ثم مر بهم طائفًا بالبيت فغمزوه ببعض القول، فعرفت ذلك في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فلما مر بهم الثانية غمزوه بمثلها، فعرفت ذلك في وجهه، ثم مر بهم الثالثة فغمزوه بمثلها‏.‏
فوقف ثم قال‏:‏(‏أتسمعون يا معشر قريش، أما والذي نفسى بيده، لقد جئتكم بالذبح‏)‏،
فأخذت القوم كلمته، حتى ما منهم رجل إلا كأنما على رأسه طائر واقع،
حتى إن أشدهم فيه ليرفؤه بأحسن ما يجد، ويقول‏:‏ انصرف يا أبا القاسم، فو الله ما كنت جهولًا‏.‏
فلما كان الغد اجتمعوا كذلك يذكرون أمره إذ طلع عليهم،
فوثبوا إليه وثبة رجل واحد وأحاطوا به، فلقد رأيت رجلًا منهم أخذ بمجمع ردائه،
وقام أبو بكر دونه، وهو يبكى ويقول‏:‏ أتقتلون رجلًا أن يقول ربي الله‏؟‏ ثم انصرفوا عنه.






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 03-28-2008, 10:59 AM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

إسلام حمزة رضي الله عنه
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

وسبب إسلامه‏:‏ أن أبا جهل مر برسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا عند الصفا فآذاه ونال منه،
ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساكت لا يكلمه، ثم ضربه أبو جهل بحجر في رأسه فَشَجَّهُ
حتى نزف منه الدم، ثم انصرف عنه إلى نادى قريش عند الكعبة، فجلس معهم،
وكانت مولاة لعبد الله بن جُدْعَان في مسكن لها على الصفا ترى ذلك، وأقبل حمزة
من القَنَص مُتَوَشِّحًا قوسه، فأخبرته المولاة بما رأت من أبي جهل، فغضب حمزة ـ
وكان أعز فتى في قريش وأشده شكيمة ـ فخرج يسعى، لم يقف لأحد؛
معدًا لأبي جهل إذا لقيه أن يوقع به، فلما دخل المسجد قام على رأسه،
وقال له‏:‏ يا مُصَفِّرَ اسْتَه، تشتم ابن أخي وأنا على دينه ‏؟‏ ثم ضربه بالقوس فشجه شجة منكرة،
فثار رجال من بني مخزوم ـ حى أبي جهل ـ وثار بنو هاشم ـ
حي حمزة ـ فقال أبو جهل‏:‏ دعوا أبا عمارة، فإني سببت ابن أخيه سبًا قبيحًا‏.‏
وكان إسلام حمزة أول الأمر أنفة رجل، أبي أن يهان مولاه، ثم شرح الله صدره
فاستمسك بالعروة الوثقى، واعتز به المسلمون أيما اعتزاز‏



إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ

فقد أخرج الترمذى عن ابن عمر، وصححه، وأخرج الطبراني
عن ابن مسعود وأنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏
‏(‏اللّهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك‏:‏ بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام‏)‏
فكان أحبهما إلى الله عمر رضي الله عنه‏.‏
وخلاصة الروايات ـ مع الجمع بينها ـ
في إسلامه رضي الله عنه‏:‏ أنه التجأ ليلة إلى المبيت خارج بيته،
فجاء إلى الحرم، ودخل في ستر الكعبة، والنبي صلى الله عليه وسلم قائم يصلي،
وقد استفتح سورة {‏الْحَاقَّةُ‏}، فجعل عمر يستمع إلى القرآن، ويعجب من تأليفه، قال‏:‏
فقلت ـ أي في نفسي‏:‏ هذا والله شاعر، كما قالت قريش، قال‏:‏ فقرأ
{‏إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ‏}‏ ‏[‏الحاقة‏:‏40، 41‏]‏
قال‏:‏ قلت‏:‏ كاهن‏.‏ قال‏: {‏ وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ‏}‏
إلى آخر السورة ‏[‏الحاقة‏:42، 43‏]‏ قال‏:‏ فوقع الإسلام في قلبي‏.‏
روى مجاهد عن ابن عباس قال‏:‏ سألت عمر بن الخطاب‏:‏
لأي شيء سميت الفاروق‏؟‏ قال‏:‏ أسلم حمزة قبلى بثلاثة أيام ـ ثم قص عليه قصة إسلامه‏.
‏ وقال في آخره‏:‏ قلت ـ أي حين أسلمت‏:‏ يا رسول الله، ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا‏؟‏
قال‏:‏ ‏(‏بلى، والذي نفسي بيده، إنكم على الحق وإن متم وإن حييتم‏)‏،
قال‏:‏ قلت‏:‏ ففيم الاختفاء‏؟‏ والذي بعثك بالحق لنخرجن، فأخرجناه في صفين،
حمزة في أحدهما، وأنا في الآخر، له كديد ككديد الطحين، حتى دخلنا المسجد،
قال‏:‏ فنظرت إلىّ قريش وإلى حمزة، فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها،
فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏(‏الفاروق‏)‏ يومئذ‏.‏



ممثل قريش بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ

وبعد إسلام هذين البطلين الجليلين ـ حمزة بن عبد المطلب وعمـر بن الخطاب رضي الله عنهما
أخذت السحائب تتقشع، وأفاق المشركون عن سكرهم في تنكيلهم بالمسلمين،
قال ابن إسحاق‏:‏ حدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظى قال‏:‏ حدثت أن عتبة بن ربيعة،
وكان سيدًا، قال يومًا ـ وهو في نادى قريش، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد وحده‏:‏
يا معشر قريش، ألا أقوم إلى محمد فأكلمه وأعرض عليه أمورًا لعله يقبل بعضها، فنعطيه أيها شاء ويكف عنا‏؟‏
وذلك حين أسلم حمزة رضي الله عنه ورأوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثرون ويزيدون،
فقالوا‏:‏ بلى، يا أبا الوليد، قم إليه، فكلمه، فقام إليه عتبة،حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقال‏:‏ يابن أخي، إنك منا حيث قد علمت من السِّطَةِ في العشيرة، والمكان في النسب،
وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم، فرقت به جماعتهم، وسفهت به أحلامهم، وعبت به آلهتهم ودينهم،
وكفرت به من مضى من آبائهم، فاسمع منى أعرض عليك أمورًا تنظر فيها لعلك تقبل منها بعضها‏.‏
قال‏:‏ فقال رسول صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏قل يا أبا الوليد أسمع‏)‏‏.‏
قال‏:‏ يابن أخي، إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالًا جمعنا لك من أموالنا
حتى تكون أكثرنا مالًا، وإن كنت تريد به شرفًا سودناك علينا حتى لا نقطع أمرًا دونك،
وإن كنت تريد به ملكًا ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئيًا تراه لا تستطيع رده
عن نفسك طلبنا لك الطب، وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه،
فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه ـ أو كما قال له ـ
حتى إذا فرغ عتبة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع منه
قال‏:‏ ‏(‏أقد فرغت يا أبا الوليد‏؟‏‏)‏ قال‏:‏ نعم، قال‏:‏ ‏(‏فاسمع منى‏)‏، قال‏:‏أفعل،
فقال‏: {‏ بسم الله الرحمن الرحيم حم تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ
قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ وَقَالُوا
قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ‏}‏ ‏[‏فصلت‏:‏1‏:‏ 5‏] ثم مضى رسول الله فيها،
يقرؤها عليه‏.‏ فلما سمعها منه عتبة أنصت له، وألقى يديه خلف ظهره
معتمدًا عليهما، يسمع منه، ثم انتهي رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى السجدة منها فسجد ثم قال‏:‏ ‏(‏قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت، فأنت وذاك‏)‏‏.‏
فقام عتبة إلى أصحابه، فقال بعضهم لبعض‏:‏ نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد
بغير الوجه الذي ذهب به‏.‏ فلما جلس إليهم قالوا‏:‏ ما وراءك يا أبا الوليد‏؟‏
قال‏:‏ ورائي أني سمعت قولًا والله ما سمعت مثله قط، والله ما هو بالشعر
ولا بالسحر، ولا بالكهانة، يا معشر قريش، أطيعونى واجعلوها بي،
وخلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه،
فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم،
فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم،
وإن يظهر على العرب فملكه ملككم، وعزه عزكم،
وكنتم أسعد الناس به، قالوا‏:‏ سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه،
قال‏:‏ هذا رأيي فيه، فاصنعوا ما بدا لكم‏.‏



موقف أبي طالب وعشيرته
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ

أما أبو طالب فإنه لما واجه مطالبة قريش بتسليم النبي صلى الله عليه وسلم لهم ليقتلوه،
ثم رأي في تحركاتهم وتصرفاتهم ما يؤكد أنهم يريدون قتله وإخفار ذمته ـ
مثل ما فعله عقبة بن أبي معيط، وأبو جهل بن هشام وعمر بن الخطاب ـ
جمع بني هاشم وبني المطلب، ودعاهم إلى القيام بحفظ النبي صلى الله عليه وسلم،
فأجابوه إلى ذلك كلهم ـ مسلمهم وكافرهم ـ حَمِيَّةً للجوار العربي،
وتعاقدوا وتعاهدوا عليه عند الكعبة‏.‏ إلا ما كان من أخيه أبي لهب، فإنه فارقهم،
وكان مع قريش‏.‏






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 03-28-2008, 11:00 AM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

السيرة النبوية دروس وعبر

لـِ مصطفى السباعي


ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ


* إن في أمر الرسول أصحابه أولا وثانيا بالهجرة إلى الحبشة، ما يدل على أن رابطة الدين بين المتدينين

ولو اختلفت دياناتهم هي أقوى وأوثق من رابطتهم مع الوثنيين والملحدين.- إن ثبات المؤمنين على عقيدتهم بعد أن ينزل بهم الأشرار والضالون أنواع العذاب والاضطهاد،

دليل على صدق إيمانهم وإخلاصهم في معتقداتهم، وسمو نفوسهم وأرواحهم،
بحيث يرون ما هم عليه من راحة الضمير واطمئنان النفس والعقل،
وما يأملونه من رضا الله جل شأنه أعظم بكثير مما ينال أجسادهم من تعذيب وحرمان واضطهاد. - إن المبطلين لا يستسلمون أمام أهل الحق بسهولة ويسر، فهم كلما أخفقت لهم وسيلة

من وسائل المقاومة والقضاء على دعوة الحق، ابتكروا وسائل أخرى وهكذا
حتى ينتصر الحق انتصاره النهائي ويلفظ الباطل أنفاسه الأخيرة.

* إن المؤمن إذا كان واثقا من قوته لا يستخفي في عمله، بل يجاهر فيه، ولا يبالي بأعداء دعوته

ما دام واثقا من التغلب عليهم، كما فعل عمر رضي الله عنه حين هاجر،
وفي ذلك دليل أيضا على أن موقف القوة يرهب أعداء الله.- حين ييأس المبطلون من إيقاف دعوة الحق والإصلاح، وحين يفلت المؤمنون

من أيديهم ويصبحون في منجى من عدوانهم، يلجؤون آخر الأمر إلى قتل الداعية المصلح،
ظنا منهم أنهم إن قتلوه تخلصوا منه، وقضوا على دعوته.

* إن الجندي الصادق المخلص لدعوة الإصلاح، يفدي قائده بحياته،

ففي سلامة القائد سلامة للدعوة، وفي هلاكه خذلانها ووهنها، فما فعله
علي رضي الله عنه ليلة الهجرة من بياته على فراش الرسول صلى الله عليه وسلم
تضحية بحياته في سبيل الإبقاء على حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

* وفي إيداع المشركين ودائعهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم

مع محاربتهم له وتصميمهم على قتله، دليل على أن أعداء الإصلاح
يوقنون في قرارة نفوسهم باستقامة الداعية وأمانته ونزاهته.

* إن تفكير قائد الدعوة، أو رئيس الدولة، أو زعيم حركة الإصلاح في النجاة

من تآمر المتربصين والمغتالين، وعمله لنجاح خطة النجاة ليستأنف
حركته أشد قوة ومراسا في ميدان آخر.



تعـليــق:
إن سيرة الحبيب محمد صلى الله علية وسلم طاقة ووقود


إن قلمي صغير في وصف ذالكـ الشعور الذي ينتابني وأنا أقرأ السيرة العطرة


كيف لا وأنا أعيش مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابة رضي الله عنهم


ومابالكم بمن يعيش معهم في حلهم وترحالهم هل يمل؟


ومن يظن اني أبالغ في ذلكـ فليجرب !


لقد تعلمت منها كيف أدعو..بل وكيف اتعلم وكيف أعيش...



أسأل الله لكـِ الخير كلة وان يصرف عنكـِ الشر كله


أتمنى أن اكون قد أحسنت الإختصار


إن أصبت فمن الله وإن اخطأت فمن نفسي والشيطان


اللهم زدنا علما وانفعنا بما علمنا .


هذا وصلى الله على سيدنا ونبينامحمد وعلى آله وصحبه اجمعين.








آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:42 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator