العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسريه > الصحه والتغذيه السليمه

الصحه والتغذيه السليمه صحة - طب بديل - تغذية - أعشاب طبيعية يشمل مواضيع الصحة , طب بديل , تغذية , أعشاب , رجيم , رشاقة , حمية ,انظمة و برامج الرجيم , وصفات اكلات طبية و صحية , اعشاب طبية طبيعية , مواضيع لـ مشاكل السمنة ,فوائد الخضروات و الفواكة , فوائد فيتامين الفيتامينات , حلول و نصائح طبية لـ مشاكل صحية و غيرها

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 01-21-2012, 01:14 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي المعوقات التي تحد من تقدم التعليم الخاص

المعوقات التي تحد من تقدم التعليم الخاص

عبدالرحمن العبدان





المحاضرة ((24))

المعوقات التي تحد من تقدم التعليم الخاص

ألقاها الأستاذ

عبد الرحمن العبدان

في مبنى المكتبة المركزية الناطقة

بالرياض في 27/8/1414هـ

وأدار ندوتها

الأستاذ: عبد الله التركي


الأستاذ: عبد الله التركي:
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:
فيسرني أن أرحب بكم في هذه الندوة التي يتولى دفة النقاش فيها الأستاذ (عبدالرحمن بن عبد الله العبدان)، وهو من مواليد مدينة (بريدة) في منطقة (القصيم) عام (1352هـ)، درس المرحلة الابتدائية في (بريدة)، وأكملها في الطائف، ودرس المرحلة المتوسطة والثانوية (بدار التوحيد) بالطائف، ثم التحق في مرحلة الدراسة الجامعية (بكلية الشريعة والتربية) (بمكة المكرمة) وفيها تخرج عام (1379هـ).

عمل مدرساً بمدينة الطائف، ثم مديراً للتعليم بمنطقة (جازان)، ثم مديراً عاماً لشؤون الموظفين بوزارة المعارف، ثم مديراً عاماً لبرامج التعليم الخاص بوزارة المعارف أيضاً حتى (7/11/1401هـ)، حيث عين أميناً عاماً للمجلس الأعلى للإعلام بوزارة الداخلية ولا يزال يمارس هذا العمل حتى الآن.

شارك في عدد من الندوات والمؤتمرات الإسلامية والتربوية والإدارية والثقافية والإعلامية في داخل المملكة وخارجها، كما زار عدداً من دول العالم العربية والإسلامية والغربية والشرقية في مهمات رسمية.

الأستاذ: عبد الرحمن العبدان:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، قبل كل شيء أشكر الأمانة العامة لبرامج التعليم الخاص، أن أتاحت لي هذه الفرصة، وشكري خاصة للزميل الأستاذ (عبد الرحمن الخلف) المسؤول عن هذه المكتبة، فأجدني سعيداً كل السعادة باللقاء بكم والحديث إليكم، ثم شكر خاص للزميل الأستاذ (عبد الله التركي).

وأود أن أصحح معلومة تتعلق بانتقالي لوزارة الداخلية، ويسعدني كل السعادة أن أنتقل لوزارة الداخلية، ولكنني لا أعمل في وزارة الداخلية، فأنا أعمل في (المجلس الأعلى للإعلام)، وكتصحيح للمعلومة فقط، (المجلس الأعلى للإعلام) هيئة مستقلة ترتبط برئيس مجلس الوزراء ويرأسها وزير الداخلية سمو الأمير (نايف بن عبد العزيز) بصفته الشخصية لا بصفته وزير للداخلية.

تعليم المعوقين وتأهيلهم من السمات التي تتميز بها الدول المتقدمة، والعناية بالمعوقين بصورة عامة هو من دلائل وعي المجتمع وإدراكه لدوره في الحياة، وكلنا يعلم أن برنامج التعليم الخاص أو برامج تعليم المعوقين في المملكة العربية السعودية عنيت بها وزارة المعارف منذ عام (1380هـ) ثم شاركتها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ووزارة الصحة والرئاسة العامة لرعاية الشباب والرئاسة العامة لتعليم البنات، كل جهة في مجال اختصاصها، وعلى تفاوت في بداية الخدمات في تلك الجهات، ومن القطاع الأهلي شاركت (الجمعية الخيرية السعودية لرعاية الأطفال المعوقين) وبعض الجمعيات الخيرية الأخرى في هذه الخدمات في إطار اختصاصاتها.

وبالرجوع إلى السياسة التعليمية للملكة العربية السعودية نجد أحد أهداف السياسة يقول: (طلب العلم فرض على كل فرد بحكم الإسلام، ونشره وتيسيره في المراحل المختلفة واجب على الدولة بقدر وسعها وإمكاناتها)، ثم نصت المواد التالية من السياسة التعليمية على الآتي:

مادة (188): (تعنى الدولة وفق إمكاناتها بتعليم المعوقين ذهنياً أو جسمياً وتوضع مناهج خاصة، ثقافية وتدريبية متنوعة تتفق وحالاتهم).

مادة (189): (يهدف هذا النوع من التعليم إلى رعاية المعوقين وتزيدهم بالثقافة الإسلامية والثقافة العامة اللازمة لهم، وتدريبهم على المهارات اللائقة بالوسائل المناسبة في تعليمهم، للوصول بهم إلى أفضل مستوى يوافق قدارتهم).

مادة (190): (يعنى في مناهج تعليم المكفوفين بالعلوم الدينية وعلوم اللغة العربية).

مادة (191): (تضع الجهات المختصة خطة مدروسة للنهوض بكل فرع من فروع هذا التعليم تحقق أهدافه، كما تضع لائحة تنظم سيره).

وإذا كانت السياسة التعليمية قد قررت النهوض بتعليم المعوقين وتدريبهم ووضع برامج متنوعة تتفق مع قدراتهم وأكدت استخدام الوسائل المناسبة للوصول بهم إلى أفضل مستوى، أو وضع خطة مدروسة تنهض بهذا التعليم والتدريب وتحقق أهدافه، فقد جاءت أيضاً الخدمات التنفيذية في هذا الميدان، منطلقة من أهداف السياسة، ومحققة لطموحاتها، فنهضت الأجهزة الحكومية المختصة بواجبها في ميدان تربية وتعليم المعوقين وخدمات الرعاية والتأهيل المهني والاجتماعي لهم، مستخدمة في ذلك أحدث الوسائل المعينة لهم في هذا الميدان، ومشاركة في مؤتمراته ولقاءاته المحلية والعربية والدولية في إطار الأنظمة والإمكانات المتاحة كما بذلت جهوداً متعددة في تنسيق وتبادل الخبرات مع الدول المشابهة لبيئتنا، بهدف تحسين وتطوير هذا النوع من الخدمات وزيادة فعاليتها، ورفع نسبة مردودها الإيجابي، وما جاء في أهداف السياسة التعليمية، وما نصت عليه موادها الأربع، وما تم من جهود تنفيذية، ومحاولات تطويرية كلنا يعرفها، كل ذلك مؤشرات تؤكد وجود رغبة صادقة بتوفير هذا النوع من الخدمات على أرقى مستوى من الشمولية والعصرية، ويؤكد أيضاً السعي الجاد من الأجهزة المختصة لتحقيق هذه الرغبة، ولا يشك منصف في أن هذه الجهود قطعت شوطاً بعيداً في تحقيق الخدمات من حيث الكم، ولكن مع كل ما أشرت إليه من رغبة مخلصة ومن جهود حثيثة بذلت على مدار (35) عاماً مازلنا نرى ونسمع بأن خدمات هذا الميدان يشوبها كثير من القصور من حيث النوعية، وأن مردودها مازال دون المستوى المطلوب، وسمعنا حتى في هذه القاعة في إحدى اللقاءات السابقة من يقول بصوت مرتفع (إن التعليم الخاص يحتضر).

وما دامت الأهداف والجهود التنفيذية يلتقيان في الرغبة في تطوير الخدمات وتحسين مردودها، ومادامت المؤسسات المتخصصة منتشرة في معظم مناطق المملكة، إذن لا بد لهذا القصور من أسباب تتجسد في صورة معوقات تواجه تلك الجهود المبذولة لتحد من فعاليتها، وتحجم أثرها، وتؤثر على مردودها الإيجابي، هذه المعوقات هي ما سوف أتحدث عنه في هذه الليلة راجياً أن أوفق لعرض أبرزها وأن يوفق الله مؤسساتنا للتغلب عليها، فأقول وبالله التوفيق:
إن خدمات المعوقين التعليمية والتأهيلية وخدمات الرعاية فيما يسمونه بالعالم الثالث عموماً، والعالم العربي منه بصورة خاصة، ومنطقة الخليج بصورة أخص تواجه معوقات متعددة، منها ما يرتبط بعادات المجتمع وتقاليده، ومنها ما يرتبط بتصور المجتمع غير الصحيح لمدارك وقدرات المعوقين ومدى إمكان تنميتها، ومنها ما يتعلق بالنظرة في ترتيب أولويات الخدمات التأهيلية، ومنها ما يرجع لمدى تصور المجتمع لدوره في الخدمات العامة والخدمات الخيرية، فيلقي بكل تبعات ذلك على الحكومة، وهي في مجموعها ترجع إلى مستوى وعي الشعوب وثقافتها العامة، ومن أبرز المعوقات ما يلي:
1- عدم تقبل بعض الأسر لفكرة تسليم الطفل المعوق للمؤسسة المعنية برعايته، بدافع قوة العاطفة نحوه، واعتبار وجوده في رعاية والديه هو الوضع الأمثل من جهة، ومن جهة أخرى بتأثير عادة العيب في التخلص عن الطفل إذا كان معوقاً وتركه للغير، وهذا الإحجام أو التردد من الأسرة يفوت على الطفل الفترة المناسبة لعلاجه أو تعليمه أو تأهيله.

2- عدم إدراك بعض الأسر للقدرات المتبقية لدى الطفل المعوق ومدى إمكان تدريبها وتنميتها لتعويضه عن القدرات التي عطلتها الإعاقة، ونظرتها إليه على أنه عاجز في جملته، وبالتالي فإن حنان الأسرة هو المكان المناسب له.

3- عدم تصور المجتمع لمدى إمكان تدريب المعوق وتأهيله وبالتالي رفع كفاءته من مرحلة العالة إلى مرحلة الإسهام في البناء وخدمة الآخرين.

4- عدم الدقة في إدراك المجتمع لتساوي أفراده في الحقوق، والخطأ في ترتيب الأولويات، فهناك من يظن أن الاهتمام بالأفراد العاديين يأتي في المرحلة الأولى، بحكم المردود الأسرع والإنفاق الأقل.

5- عدم وعي المجتمع لدوره في تمويل وإدارة الخدمات العامة والخدمات الإنسانية والخيرية بصورة خاصة حيث يعتبر ذلك واجب الدولة وحدها.

6- عدم وجود التصور الكافي لدى بعض أصحاب القرار لطبيعة خدمات المعوقين وما تحتاجه من سخاء في المال ومرونة في الإجراءات.

وهذه الفقرة أقولها بمرارة لأنها ترتبط بالمسؤولين وليست بالمجتمع، والمسؤولون عادة هم على مستوى من الوعي جيد.

عندما كنت أسعد بالمشاركة في خدمات المعوقين في برامج التعليم الخاص في وزارة المعارف، من الأشياء الطريفة التي سمعتها من بعض المسؤولين أو بعض كبار المسؤولين، عندما توضع المواصفات الخاصة في مباني التعليم الخاص وخصوصاً في مباني الصم وحاجتها إلى عزل الفصول أو وجود مسابح في مباني التعليم الخاص، كنت أسمع كلمات غريبة للغاية، أسمع (بأن هذا نوع من الترف، ومن التفكير الخيالي) بحجة أن التعليم العام لم توفر له مثل هذه الأشياء فكيف توفر للتعليم الخاص، وكأن التعليم الخاص يأتي الاهتمام به في مرحلة أخيرة، فكنا نحاول أن نؤكد بأن هذا ليس ترفاً وإنما هو جزء من الأشياء الأساسية في رعاية هذا النوع من التعليم.

7- بعض الأسر تحتفظ بطفلها المعوق عطفاً عليه وعندما تتجاوز الفترة المناسبة للتعليم أو التأهيل ينفذ صبرها فتقذف به لأي مؤسسة لتريحها منه فقط، وهو أسلوب يتنافى مع أبسط قواعد مسؤولية الأسرة وحتى مع القيم الإسلامية (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).

8- من المعوقات في تطوير خدمات المعوقين ندرة التخصصات في هذا الميدان في الوطن العربي بصورة عامة، والتخصص في هذا الميدان من الأساسيات لتطويره.

وكان هناك بعض المراكز المحدودة في الوطن العربي للتدريب والتأهيل في هذا الميدان، ولكن إلى جانب كون إمكاناتها محدودة، أيضاً كانت الإدارة فيها متخلفة جداً.

الزملاء في برامج التعليم الخاص يعرفون أننا عندما وضعنا برنامجاً لتدريب بعض الكفاءات في بعض هذه المراكز، كانت الدفعة تذهب إلى المركز وتعود كلها ناجحة بتقدير (ممتاز)، ومن الطرائف المؤلمة التي ذكرها أننا اكتشفنا أن أحد أعضاء البعثة لم يحضر في الدورة التي ابتعث من أجلها إلا أسبوعين فقط وكانت مدتها سنة، ومع ذلك جاء ناجحاً بتقدير (ممتاز) مما أضطر الوزارة إلى إيقاف البرنامج.

9- قلة المراكز مع قلة المتخصصين في العالم العربي.

10- عدم وعي الأسرة لأهمية بل ضرورة التعامل والتكامل بين البيت وبين المؤسسة المسؤولة عن رعاية الطفل المعوق، فكثير من الأسر بعد أن تسلم طفلها المعوق إلى مدرسة مختصة تتخلى عن مسؤولياتها تجاه الطفل كلياً، وتظن خطأً أن المؤسسة حلت محلها في رعاية هذا الطفل.

هذه مجرد ملامح لبعض المعوقات الاجتماعية التي تواجه برامج تطوير خدمات المعوقين، والتي قد لا يتصورها من هو بعيد عن هذا الميدان.

أيها الإخوة، كلنا يعلم أن خدمات المعوقين بأنواعها وبمراحلها المختلفة لن نتمكن من تطويرها بالمستوى المأمول ونزيد من فعالياتها ونبرز مردودها، ما لم يتوفر لدينا جميعاً الإدراك الكافي لطبيعتها وما لم تتضافر الجهود من أصحاب القرار ومن المختصين ومن مؤسسات المجتمع وأفراده، وأؤكد هنا على مؤسسات المجتنمع الخاصة، كثير من دول العالم تعتمد خدمات المعوقين فيها بالدرجة الأولى على المؤسسات الخاصة، مع وجود المؤسسات الحكومية، وفي مجتمعنا مع الأسف لم تساهم المؤسسات الخاصة في هذا الميدان رغم توفر الإمكانات لديها.

نحن مجتمع مسلم والحمد لله، ويجب أن يقودنا إسلامنا إلى الإسهام الجاد في ميدان الخدمات الإنسانية في كل مجالاتها، صحيح أن الدولة أعزها الله لم تقصر وحملت العبء كاملاً، ولكن جهود الدولة محكومة بأنظمة وقوانين قد لا تعطي الفرصة للتفاعل أحياناً مع طبيعة هذا البرنامج وما تحتاج من مرونة في الإجراءات، بعكس المؤسسات الخاصة، كما أن جهود الدولة محاطة بتزاحم الواجبات وتعدد المسؤوليات، ثم أن عطاء الدولة لن يتوقف بل سوف يظل هو الأساس، والجهود الأخرى معينة، إلا أن العمل في هذا الميدان يحتاج إلى جهود متضافرة من الجميع، الدولة والمؤسسات الخاصة والأفراد، هذا من جهة، ثم إن تطوير البرامج التربوية والتأهيلية في هذا الميدان بمختلف أنواعها تحتاج إلى كثير من الأموال وإلى مرونة في الإجراءات من جهة أخرى.

البحوث والدراسات والمسح الميداني وإعداد المعلمين والأخصائيين ومعالجة مواقف الأسرة والأجهزة المعنية وتوفير فرص العمل للمعوقين بعد تأهيلهم، كل هذه القضايا تحتاج إلى كثير من الأموال يصعب على الدولة توفيرها في الوقت المناسب بجانب مسؤولياتها وواجباتها الأخرى، مهما كانت إمكانيات الدولة، وبخاصة ونحن نعرف أن بلادنا منذ ثلاثين سنة وهي تخوض معركة البناء والتنمية بكل أبعادها، وفي مختلف الميادين، إلى جانب مسؤولياتها الإسلامية الأخرى.

في كثير من الدول تتولى جمعيات خاصة أو هيئات وطنية متطوعة الإشراف على تطوير البرامج التربوية والتأهيلية للمعوقين لنأخذ مثلاً تجربة (جاميكا)، وهي طبعاً ليست من الدول البارزة في هذا الميدان غير أن نظري وقع عليها في أحد الكتب التي كنت أقرأها، وكان ذلك في مجال تجربتها في دمج الأطفال المعوقين في المدارس العادية، قامت بها وتابعتها (رابطة جاميكا للأطفال المعوقين) واستطاعت خلال (9) سنوات أن توفر أماكن طبيعية للأطفال المعوقين في (800) مدرسة عادية.

وكذلك تجربة الجزائر في دمج الأطفال المعوقين في المدارس العادية، قامت بها وأشرفت عليها (رابطة تعاون المجتمع المحلي) في الجزائر العاصمة.

هنا في الوطن العربي أوفي العالم الثالث بصورة عامة، وفي المملكة وهي التي تعنينا، المؤسسات الخاصة أو الأفراد لا يتصورن إطلاقاً أن عليهم واجباً تجاه الإسهام في هذا الميدان، سواء من حيث الخدمات كخدمات، أو من حيث تطوير الخدمات القائمة.

في إحدى المحاضرات في هذه القاعة سمعت سؤالاً من أحد الإخوة لا أعرف ما إذا كان هو موجود بيننا حالياً[1] أو لا، قال: (لماذا بدأنا في تعليم المكفوفين من حيث انتهى الآخرون إليها الآن؟) وذكر (إننا في البدايات كان المكفوفون بالذات يدرسون في المدارس العادية، وبعد أن تقدم الزمن عادوا إلى المدارس الخاصة أو إلى المعاهد الخاصة، بينما هم في الدول المتقدمة على العكس من ذلك بدؤوا في مدارس خاصة ثم انتهوا إلى دمجهم في المدارس العادية) السؤال لم يجب عليه لأنه يبدو أن المحاضرة لم يتطرق موضوعها إلى الإجابة عليه، وأرجع الموضوع إلى أنه في الماضي قبل أن يكون هناك أجهزة مختصة ترعى هذا الميدان، كان هناك تفكير من الأفراد يتمثل في: كيف يحلون مشكلاتهم، لذا اتجه بمبادرات خاصة كثير من المكفوفين إلى المدارس العادية وإلى الجامعات ودرسوا بطريقتهم الخاصة مستعينين بعد الله بزملائهم المبصرين، وعندما توفرت المعاهد المتخصصة تخلى الأفراد عن التفكير في الموضوع وتركوه للدولة، وفي هذه الحالة توقف الدمج أو اتجه المكفوفون أو المعوقون بصورة عامة إلى المدارس المتخصصة عندما وجدت، صحيح أن التعليم فيها أيسر، ولكن ليست هي الأمثل.

قد يسأل سائل: لماذا لم تقم الأجهزة المتخصصة بمهمة الدمج مادامت أنها مقتنعة أنه هو الوضع الأمثل وهو الذي وصلت إليه الدول المتقدمة؟... هذا صحيح، ولكن قضية الدمج يواجهها عدد المعوقات التي أشرت إلى بعضها في بداية حديثي، الدمج يتطلب اقتناع من المدرسة التي سوف يدرس فيها أولاً ثم تتطلب اقتناع من الطالب نفسه ليدرس في مدرسة عادية كما تتطلب اقتناع من أسرة الطالب، وبالتالي توفر إمكانيات تتطلبها عملية الدمج في المدرسة مثل بعض الأجهزة وبعض المدرسين المتخصصين، كل هذا يواجهه معوقات كثيرة ذكرت بعضها في بداية الحديث.

أيها الإخوة قد يظن البعض أنني في حديثي هنا أدعو للرضا بالواقع، مادامت هذه ظواهر المجتمعات فيما يسمونه بالعالم الثالث ونحن منه، لا والله لا أقصد هذا، ومعاذ الله أن أقصد هذا فحديثي هو لعرض واقع لمسته من خلال تجربتي المحدودة، ومن خلال مشاركاتي في بعض المؤتمرات التي تعالج قضية تربية وتأهيل المعوقين، وذكرته هنا لغرضين:
أحدهما: ألا يسبب تدني نتائج جهودنا في هذا الميدان اليأس في نفوسنا، والإحباط في عزائمنا، فلا بد أن نعلم جيداً أن المجتمعات الواعية لم تخلق هكذا، بل مرت بنفس المراحل التي نمر بها، وصارعت مشكلاتها وتضافرت جهودها حتى تغلبت على معوقاتها، وتجاوزت مراحل التخلف.

وثانيهما: أن يحفز هذا الحديث هممنا لنرفض التواكل وندرك أن المسؤولية مشتركة وأنه لا بد من أن يسهم كل منا بفكره وبقوله وبعمله وحتى بماله لمساندة جهود الدولة، كل في حدود قدراته وإمكاناته، لا بد أن نكون فاعلين، وأن نتخلى عن السلبية التي اعتدنا عليها من منطلق أن كل شيء يختص بالخدمة العامة وهو مسؤولية الدولة، نحن نعيش في أمن وفي استقرار وفي يسر من العيش يجب أن نحمد الله عليه، وإذا كانت الدولة قد تحملت عنا كل شيء فيجب أن ندرك أن ضريبة المواطنة تفرض علينا الإسهام الجاد والفاعل في التنمية بكل أبعادها، وبمختلف مجالاتها، وبخاصة في المجالات الإنسانية، كل في حدود قدراته، توجيه الأسرة لكيفية التعامل مع طفلها المعوق إسهام إيجابي، توعية المجتمع بالقول والفعل والقلم عمل فاعل، الاشتراك في جمعية ذات أهداف خيرية عمل فاعل، الدعوة إلى مساندة جهود الدولة في تربية وتأهيل المعوقين عمل فاعل.

من الجهود التي يجب أن تذكر فتشكر، جهود الجمعيات الخيرية التي بدأت تنتشر في مجتمعنا، وتسهم في رعاية الأطفال المعوقين، وهي وإن كانت إمكانياتها محدودة، إلا أن خطواتها في الطريق الصحيح، ومؤشرات دالة على أن المجتمع بدأ يعي دوره في هذا الميدان، والدولة أعزها الله تبارك هذه الخطوات وتدعمها بالتأييد وبالمال، وما أود أن أؤكد عليه هنا، هو أن مسؤولية تطوير الخدمات التربوية والتأهيلية للمعوقين مسؤولية مشتركة ولا أقول متساوية، ولكن لا بد أن تتضافر الجهود ليكون مردودها في المستوى الذي نريده.

كثير من الإخوة الذين عايشوا العمل في ميدان المعوقين بصورة عامة يعرفون كم تواجه مشروعات هذه البرامج من مشكلات ومن معوقات، هناك تصور خاطئ عند بعض المسؤولين عندما يظن أن خدمات المعوقين هي للرعاية فقط مع أن الرعاية أيضاً أحد الواجبات التي يجب ألا نتساهل فيها، ولكن ينسى أن خدمات المعوقين معظمها هي للتأهيل، لنحولهم من عالة على الغير إلى فاعلين ومنتجين ومساهمين في خدمات الغير.

أسأل الله العلي القدير أن يبارك في جهود كل من يعمل في هذا الميدان الإنساني النبيل، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ومنه تعالى نستمد العون والتوفيق، واعذروني إذا كنت أطلت وأترك الفرصة للحوار، فهو أكثر فائدة من الحديث وشكراً جزيلاً.

الأستاذ: عبد الرحمن الخلف:
ما دام أن الحديث يتعلق بالمعوقات، فهناك بعض المعوقات التي ترجع إلى بداية برامج التعليم الخاص في المملكة، فهو إن كان تعليمياً أو تأهيلياً حرفياً مستقى من البرامج القائمة في العالم العربي، ولم يضع في اعتباره المجتمع السعودي ومتطلبات هذا المجتمع، فالمكفوفون يدرسون البرنامج التعليمي الخاص بالمبصرين، وهناك برامج أنسب بالنسبة لهم، بودي لو نغير مسار تعليم المكفوفين، لنجعلهم يعودون إلى برامج المعاهد العلمية أو مدارس تحفيظ القرآن، حيث أن برنامجهم الذي يدرسونه في الوقت الحاضر ينتهي بإلحاقهم بكليات، غير مقنع تأهيلهم فيها بتوجيههم لمجال التدريس لدى بعض الجهات ولا أخطئ هذا الرأي كما أني لا أصوبه ولو تغيرت مناهج المكفوفين لكانت الحاجة إليهم ماسة في تدريس القرآن، وفي تدريس بعض المواد التي لا نزال نحتاج إلى المتعاقدين فيها هذا جانب.

الجانب الآخر فيما يتعلق ببرامج التأهيل، أيضاً هذه البرامج - وأعتقد أن أستاذي وصديقي الأستاذ عبد الرحمن لا يختلف معي في هذه النقطة - إنها تضع في اعتبارها أكثر الحرف التي تتوفر في المدن ولم تضع في اعتبارها ما يتناسب مع الأرياف أو القرى، ومن هنا تنشأ مشكلة بالنسبة للمتدربين بصفة عامة سواء كانوا معوقين أو أشخاص عاديين فالبرامج بصفة عامة قامت على التقليد، ولا نزال نحتاج إلى الخروج عن دائرة التقليد إلى وضع برامج تتناسب مع مجتمعنا وما يتوفر فيه من حرف ومجالات عمل، هذا ما أردت أن أطرحه.

الأستاذ: عبد الرحمن العبدان:
أولاً: أنا لا أختلف مع الأستاذ (عبد الرحمن الخلف) في الاهتمام بربط مناهج التعليم بالتشغيل أو فرص التشغيل، ولكن قضية تغير المناهج أو تعديلها، ترتبط بالجهات المختصة، وما أردت أن أقوله حول استقطاب تفكير الجميع في قضية: كيف نواجه المشكلات؟

والموضوع الذي أثاره الأخ عبد الرحمن حصل عندما قل توجيه خريجي الجامعات من المكفوفين إلى ميدان التعليم وهو الميدان الأوسع وكان يستوعبهم، وفي الوقت الحاضر أصبحوا محتاجين إلى وجود فرص عمل أخرى، ولا بد من إعادة النظر في مناهجهم الدراسية في المرحلة الثانوية وفي الجامعات أيضاً.

وقضية التشغيل أو ربط مناهج التعليم بالتنمية بصورة عامة هي مشكلة الجميع، سواء كانوا مكفوفين أو حتى غير المكفوفين فكثير من خريجي الجامعات الآن لا يجدون فرص عمل على مستوى كثير من الدول، ويرجع هذا إلى أن مناهج التعليم في الوطن العربي غير مرتبطة ببرامج التنمية، وأنا أدعو هنا إلى الإسهام الفردي من كل شخص يود أن يتعلم، أن يفكر في أفضل مجال يهيئ له فرص العمل.

ومن الأشياء التي أسعد بذكرها ولا أدري إذا كان منكم أحد يذكرها أو لا، أن هناك شاباً من الصم، تخرج من معهد الأمل المتوسط في الرياض، ولم يدرس في المرحلة الثانوية، وبذل جهداً حتى وجد فرصة لابتعاثه إلى أمريكا، ثم أكمل الدراسة الجامعية ثم الماجستير في مجال الكمبيوتر، وهو الآن يعمل في شركة أمريكية تعمل مع وزارة الدفاع، يتقاضى مرتباً يساوي راتب وكيل وزارة، وهو أصم لا يسمع ولا يتحدث أبداً.

كل إنسان يملك التفكير، بعض الزملاء في التعليم الخاص يعرفون أن أحد طلاب التعليم الخاص وهو يدرس منهج الثانوي ابتكر طريقة لتحلية المياه، وهي طريقة مبسطة أفضل من الطريقة المعتمدة على التقنية، وأخذ براءة اختراع عليها دليل على أنها طريقة صحيحة مع أنه كفيف وكان لا يزال طالباً في المرحلة الثانوية، وما نقصده هو أن كل إنسان لا بد أن يساهم بالتفكير في أفضل وسيلة يستطيع أن يكمل تعليمه من خلالها من جهة، ومن جهة أخرى تهيئ له فرص عمل أفضل تتناسب مع قدراته ومؤهله.

الأستاذ: عبد الله التركي:
كنت أنتظر من الأستاذ (عبد الرحمن العبدان) أن يتحدث عن معوقات أكثر مما ذكر إذ أن المعوقات كثيرة، منها ما يتعلق بالتأهيل، ومنها ما يتعلق بالتشغيل، ومنها ما يتعلق بمعوقات اجتماعية، وأطرح هنا اقتراحاً بودي أن أسمع رأي الأستاذ (عبد الرحمن) فيه، يتمثل في إنشاء إدارة في التعليم الخاص تهتم بجوانب التشغيل والتأهيل للمعوقين وما يرتبط بها من مشكلات.

الأستاذ: عبد الرحمن العبدان:
بالنسبة للمعوقات التي أشرت إليها هنا، ذكرت في بداية حديثي أنها رموز أو مؤشرات لمعوقات، ولم أرد أن أتحدث عن كل المعوقات، فهي كثيرة ومن الصعب حصرها هنا، ثم إني أردت أن أتكلم عن المعوقات بصورة عامة، أما المعوقات الفردية والمرتبطة مثلاً بالمنهج، فلم أتطرق إليها، على أساس أنها معوقات فردية يمكن علاجها من خلال إعادة المنهج أو إعادة الدراسات حول القضية نفسها وقد تحدثت عن المعوقات الاجتماعية بصورة عامة، التي لا تنفع فيها دراسات ما لم يتغير الوعي العام في المجتمع تجاهها.

قضية المناهج وعدم ارتباطها بالتنمية، أو عدم تيسيرها لفرص التشغيل، لا أعتقد أنها خاصة بالمعوقين فحسب، فهي تشمل المعوقين وغير المعوقين، وكثير من دول الخليج فيما أعرف من خلال مكتب التربية العربي لدول الخليج، ومن خلال مبادرات بعض الدول، حاولت أن تعيد النظر في مناهجها ولم تنجح، ومن ضمنها البحرين، فقد حاولت إعادة النظر في منهج المرحلة المتوسطة، ووضعت منهجاً يأخذ طابعاً مهنياً تبلغ نسبته (40%) من المنهج ككل، ولم تنجح، وكان هدفها أن توفر فرص العمل ثم اضطرت إلى أن تعود مرة أخرى إلى المناهج العادية، فمناهج الدراسة وربطها بالتنمية العامة في الوطن العربي، لا تزال متعثرة جداً.

والقطاع الخاص حسب علمي، هناك اتصالات به من قبل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لإقناع المؤسسات الخاصة بقبول بعض المعوقين المدربين في مراكز التدريب المهني، كما أن هناك اتصالات فيما أعلم بين معهد الأمل المتوسط وبين بعض المصانع الوطنية، ومن بينها مصنع الجلود في جدة، وبناءً على هذا الاتصال تم إرسال مجموعة من هذا المصنع إلى معهد الأمل المتوسط للتدرب هناك لمدة شهر، وكان الغرض هو التعرف على الطلبة وعلى تخصصاتهم، وبالتالي قبول من يرغب منهم في العمل في هذا الميدان، غير أن هذه الجهود لا تزال متعثرة، والمؤسسات الخاصة لا تزال تحجم عن إتاحة الفرص للعاملين الفنيين من السعوديين حتى غير المعوقين، إذ أن هدفها هدف اقتصادي بحت، والسعودي يتطلب مرتباً أكبر وميزات أكثر باعتباره مستقراً وعليه التزامات منزلية وعائلية، بينما العامل الذي يستقدمونه من خارج المملكة يتقاضى مرتباً أقل من جهة، ومن جهة أخرى التزاماته أقل، كما أن التزامه بالعمل أكثر أيضاً، ولهذه الأسباب لا تزال المؤسسات الخاصة تحجم بشكل كبير جداً عن قبول المواطن المؤهل فنياً، ويحتاج الأمر إلى ضغوط من الدول، وإلى إقناع يتمثل في لقاءات وحوارات مع المؤسسات الخاصة، وقد يكون هذا أكثر جدوى في إقناع هذه المؤسسات، حيث أنه من الصعب على الدولة الضغط على مثل هذه المؤسسات نظراً لحرية التجارة لدينا.

أما اقتراحك بإيجاد إدارة تشغيل في التعليم الخاص، فمع أني لا أدافع عن التعليم الخاص هنا، غير أني أعتقد أنه ليس من طبيعة عمل التعليم الخاص ولا وزارة المعارف كلها التشغيل، فالتشغيل مرتبط بوزارة أخرى، وهي (وزارة العمل والشؤون الاجتماعية) و(الديوان العام للخدمة المدنية)، وليس التشغيل من مهمات وزارة المعارف، ولا أختلف معك بأن تكون هناك جهود فردية وخاصة ومحاولات معينة، ولكن التشغيل كتشغيل يرتبط بوزارة أخرى أو جهة أخرى هي المسؤولة عنه ولا يستدعي الأمر أن نحمل وزارة المعارف ولا التعليم الخاص بصفة خاصة مهمة التشغيل أو إيجاد إدارة للتشغيل.

الدكتور: صالح المهنا:
بسم الله الرحمن الرحيم، إنها لفرصة سعيدة أن أحظى بلقاء الأستاذ المربي (عبدالرحمن) وأن نسمع منه، وليس لي ما أعلق به على ما قال، إلا أن أكرر له الشكر الجزيل، ولقد أجاب عن أحد ما كنت أود أن أقوله وهو أن التأهيل والتشغيل من شأن وزارة أخرى، وهذا لا يعني في رأيي تخلي وزارة المعارف بشكل كامل عن المساعدة في دراسة ما يمكن لها أن تقدمه مما يمكن تسميته (ما قبل التأهيل) أي التعليم، إذ البرامج التعليمية ينبغي أن يدخل فيها شيء من التهيئة للتأهيل، وهذا هو الاتجاه في دول العالم التي تسمى متطورة.

أما بالنسبة لتعليم فاقدي البصر في الوقت الحاضر فليس لدينا شيء يهيئ للتأهيل المهني كما هو الحال في البرنامج التعليمي للصم، حيث أن عناصر المنهج تشتمل على جزء كبير منه، والأستاذ (عبد الله التركي) ينطلق من هذا عندما يلح في ضرورة وجود جهة معينة تتابع تشغيل الخريجين بشكل أو بآخر.

والواقع أن تعليم المعوقين أو تأهيلهم، وأيضاً غير المعوقين، أمر مهم بالنسبة لجميع الطلبة.

وأود أن أعود إلى ما طرحه الأستاذ الزميل (عبد الرحمن الخلف) بالنسبة لتعليم المكفوفين، وما أريد أن أقوله هنا، هو أن المجال مفتوح لكي يدرسوا في غير معاهد النور، والوزارة نجحت ولله الحمد في أخذ موافقة لإعادة فتح المعاهد العلمية أمام المكفوفين، كما كانت مفتوحة لهم في السابق قبل ثلاثين سنة تقريباً، ولكن لا أدري لماذا لا يقدم المكفوفون على ذلك، وقد تم صدور قرار في العام الماضي[2] بأن يفتح المجال لهم من المرحلة المتوسطة من الصف الأول المتوسط، في عام (1409هـ) فتح المجال لهم بعد إكمال المرحلة المتوسطة، وفي العام الماضي تمت الموافقة على فتح المجال مرة أخرى من الأول المتوسط، هذا بالنسبة للمعاهد العلمية.

أما مدارس تحفيظ القرآن الكريم، فهي أيضاً مفتوحة، ولا أدري لماذا يحجم المكفوفون عن الانخراط بها، الشيء الذي أرجو وأعتقد أنه من واجب التعليم الخاص أن يقوم به، هو تطوير مطابعه، لكي يتمكن من طباعة بعض المناهج الخاصة بمدارس تحفيظ القرآن مثلاً، ومساعدة هذه المدارس بأي نوع من الإرشاد أو التوجيه، سواء بالخبرات الفنية أو توجيه مدرسين إليهم ممن يجيدون خط برايل، فأعتقد أن الوزارة لا تمانع في ذلك، حينما يتطلب الأمر مثل هذا.

ولكن يجب أن نتذكر أنه ليس بمقدور كل كفيف أن يسلك طريق القضاء أو الإمامة والخطابة في المساجد فهم كغيرهم من البشر منهم من هو كفء لذلك، ومنهم من هو دون ذلك.

الأستاذ: عبد الرحمن العبدان:
شكراً للدكتور (صالح المهنا) على الأفكار التي طرحها، وأتفق معه في كل ما قال، إلا إنني أود أن أعلق فقط على: (لماذا يحجم المكفوفون عن التحاقهم بالمعاهد العلمية على الرغم من قبولهم فيها؟ وكذلك إحجامهم عن الالتحاق بمدارس تحفيظ القرآن الكريم مع فتح المجال لهم فيها).

أتصور أن هذا يرجع لنفس المعوقات الاجتماعية، يرجع لأن أسر المكفوفين غير مقتنعة حتى الآن بهذه المؤسسات، كما أن للتآلف والتجانس دوره في جعل الطالب المعوق يفضل الدراسة مع أقرانه المعوقين في المؤسسات الخاصة، ومن هنا وجدوا في معاهد النور ارتياحاً أكثر، وبالتالي لا يرغبون في الاتجاه إلى معاهد أو مدارس أخرى، ويحتاج الوضع إلى توعية المجتمع قبل كل شيء، لأن هذه المشكلة يحلها وعي المجتمع وإدراكه بحجمها على المدى الطويل.

كما ذكرت سابقاً، لما كانت معاهد النور غير موجودة كان المكفوفون وأسرهم مضطرين إلى أن يتجهوا إلى مدارس التعليم العام، وأذكر أنني حينما كنت أدرس في المرحلة المتوسطة عام (1371هـ)، في دار التوحيد بالطائف، كان عدد طلاب الفصل الذي كنت أدرس فيه (62) طالباً منهم (9) مكفوفين، من بينهم الأستاذ الدكتور (محمد عبد الرحمن المفدى)[3] الذي يجلس معنا في هذه الصالة الليلة، وأعتز بزمالته، وفي الوقت الحاضر حينما أوجدت المعاهد المتخصصة أصبح الطلبة يألفون هذه المعاهد لاعتمادهم على أنفسهم بعد الله في القراءة والكتابة بطريقة برايل، ويتطلب إقناعهم بالتحاقهم بمدارس أخرى توجيه الأسر للتعاون مع الأجهزة المسؤولة عن التعليم وإشعارهم بأن الطالب يمكن أن يلتحق في المرحلة الابتدائية بعاهد النور، وعندما يجيد طريقة برايل يتجه إلى المرحلة المتوسطة سواء في المعاهد العلمية أو التعليم العام.

الأستاذ: ماضي بن جبير النومسي[4]:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على سيد المرسلين وإمام الأولين والآخرين نبينا محمد بن عبد الله الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن سار على نهجه واهتدى بهديه إلى يوم الدين، أما بعد فنحن لا شك لم نأت إلى هذا المكان إلا للاستفادة والإفادة، وهذا المكان هو متنفس من متنفساتنا، ويجب علينا أن نطرح بكل صراحة آراءنا، وأن نستفيد من آراء الذين سبقونا في ميدان العلم والتعلم.

هناك سؤال أريد أن أجيب عليه نيابة عن إخواني المكفوفين:
لماذا يحجم المكفوفون عن الالتحاق بالمعاهد العلمية كما يحجمون أيضاً عن الالتحاق بمدارس تحفيظ القرآن الكريم؟

لا شك أن الإنسان يبحث عن الأسهل، وهذه طبيعة الإنسان، يبحث عن الأيسر والأسهل، ظناً منه أن نفسه لا تستطيع الحصول على ما هو أعلى من ذلك، ولكن البعض لا يدرك النتائج التي سيواجهها فيما بعد.

فإذا كان منهج التعليم الخاص ومنهج التعليم العام الذي ندرسه، لا ينتهي بالتشغيل، فما هي الفائدة التي نجنيها من وراء دراستنا لهذا المنهج.

وأعترف أنني من الذين درسوا هذا المنهج في معاهد النور، والتحقت بكلية الشريعة وتخرجت فيها ولا أنكر فضل التعليم الخاص، كما لا أنكر فضل القائمين عليه، وأشكر الله سبحانه وتعالى أولاً، ثم أشكرهم جميعاً، وعلى رأسهم الأستاذ (عبد الرحمن العبدان) والأستاذ (عبد الرحمن الخلف) والدكتور (صالح المهنا) وهذا واجب من الواجبات علينا تجاههم، حيث أننا أسرة واحدة، يجب علينا أن نتكاتف لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».

وينبغي أن نكون صرحاء تجاه المنهج التعليمي الذي ندرسه، فإذا لم يكن هناك ثمرة يجنيها الطالب من هذا التعليم، فما هي الفائدة من التعلم؟ زملائنا يتخرجون من معاهد النور، ويقفون حائرين أمام التوظيف والعمل، فإذاً ما هي النتيجة التي حصلوا عليها من هذا التعلم؟، هذا سؤال لا بد أن نطرحه ولا بد أن نكون صرحاء، مع أنفسنا في الإجابة عليه، إذا لم تكن هناك فائدة بعد التخرج تنتهي بالتشغيل فلماذا نتعلم؟، هذا التعلم لا يخدم مصلحتنا في شيء، وإذا كان التقصير يتعلق بالمكفوفين وعدم إدراكهم لما بعد التخرج، فهذا موضوع يرجع إلى المكفوفين أنفسهم، وعليهم أن يتحملوا نتائجه، والأمر الذي أنادي به، وربما ينادي به كثير من المكفوفين هو تغيير أو تطوير مناهج معاهد النور لتساير مناهج مدارس تحفيظ القرآن الكريم، وقد لا يدرك الكثير مناهج تحفيظ القرآن ومدى الفائدة التي يحصل عليها الكفيف بعد التخرج منها، لقد عايشت مدارس تحفيظ القرآن الكريم ودرّست فيها، فالطالب في هذه المدارس يكون حافظاً للقرآن بأكمله ثلاثين جزءاً بعد نهاية الثالثة المتوسطة، وفي المرحلة الثانوية يدرس ما يتعلق بالقراءات وعلوم القرآن، وعند حصوله على ثانوية تحفيظ القرآن يكون مؤهلاً لميادين التدريس في مدارس تحفيظ القرآن ومعاهد النور ويحتاج المجتمع إلى مؤهله في كل مجالات التعليم، وهو بهذا المؤهل لا يكون عالة على الوزارة، حيث تتردد في توجيهه إلى مجال التعليم إذا كان لا يحمل مؤهلاً مناسباً لهذا المجال، وإذا تم توجيهه حلاً لمشكلة تشغيله، كأن يحمل مثلاً مؤهل علم اجتماع أو شهادة ليسانس تاريخ، ويوجه للتدريس في المرحلة الابتدائية ليدرس المواد الإسلامية أو مواد اللغة العربية، وربما يفشل بعضهم أو يعطي صورة غير صحيحة عن قدرات المكفوفين، فمثل هذا التوجيه هو خطأ من قبل المخطط الذي وضع في اعتباره حل مشكلة تشغيله فقط، ولم يضع في اعتباره مدى نجاحه في هذا العمل، بناء على قدراته ومؤهلاته العلمية، فمن الملوم عن هذا؟، هل هو الكفيف نفسه أو من وجهه إلى هذا المجال؟
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا



الأستاذ: عبد الرحمن الحواس[5]:
أستاذي الفاضل (عبد الرحمن العبدان) تحدثتم عن تجربة (جاميكا) و (الجزائر) في دمج المعوقين مع غيرهم في المدارس العامة، هل تؤيدون هذا الاتجاه وتنادون به؟، وما هي الإيجابيات والسلبيات؟، وما هي معوقات هذا الاتجاه وتطبيقه إن وُجدت؟

الأستاذ: عبد الرحمن العبدان:
قضية الدمج أؤيدها دون تحفظ، حيث أننا نسعى جميعاً إلى دمج المعوقين في المجتمع العام، ودمجهم في المدارس العادية يتيح لهم فرصاً أكثر في أماكن الدراسة، وهو أيضاً يتيح لهم فرصة الاندماج ابتداءً من الدراسة.

لا زلت أتذكر إجابة لأحد المكفوفين المشلولين الصم... متعدد العوق، وهو الدكتور (تشالرز كيني)، وأعتقد أن الذين يعملون في التعليم الخاص في عقد التسعينات يعرفونه، وقد مات، وكان يعاني من ثلاث حالات عوق ويحمل دكتوراه في الأدب، وله أربعة مؤلفات، منها ديوانان شعريان، واثنان في النثر الأدبي، زار المملكة هنا وألقى محاضرة في جامعة الملك سعود فوجه إليه سؤال:
هل يمكن الوصول بتعليم الصم إلى المرحلة الجامعية؟
ففكر قليلاً ثم قال، وهو يتحدث بلغة خاصة ولا يتكلم بلغة مفهومة، قال وهو يكتب بأنامله على يد سكرتيرة كانت معه، وقد ترجمت ما قال: (إن الله سبحانه وتعالى لم يفرق بين الإنسان والحيوان لا بالسمع ولا بالبصر، فإذا توفر العقل كل شيء ممكن).

كلنا يعرف أن تعويق فقد البصر هو أسهل المعوقات، ويمكن لهذا المعوق الاندماج في المجتمع بسهولة، إذ أن أقوى حاسة تربطه بالمجتمع هي حاسة السمع، كما أننا نعلم أن المكفوفين وصلوا إلى أعلى مراحل التعليم سواء عندنا أو عند غيرنا، وسواء في العالم العربي أو في العالم بشكل عام، وكلهم التحقوا بالجامعات، ولعل بعضكم يعرف قضية الدكتور (طه حسين) مع الأزهر ورجاله، حينما حصلت القطيعة بينه وبينهم، حيث ترك الأزهر واتجه إلى جامعة القاهرة، وحصل على أول دكتوراه في مصر عام (1914م)، ولم يكتف بهذا الحد، بل انتقل إلى فرنسا، وحصل على درجة دكتوراه أخرى عام (1918م) من جامعة (السربون)، فالقدرات لا يحدها شيء.

لكن لازلنا نعاني من تخلف المجتمع نفسه، في العالم الثالث في إحدى الدول عندما قام أحد المتطوعين بمحاولة تعليم أفراد من الصم بطريقة تطوعية أدخل المستشفى للكشف عن قواه العقلية، هذه حقيقة وقعت في (إيران) قبل سنوات، وكان هذا الشخص قد حاول قبل بداية تعليم الصم المنظم في هذه الدولة، حاول أن يبدأ باختيار ثلاثة من الصم وبدأ يعطيهم دروساً خصوصية في بيته، ووجه إليه نقد من الحي الذي يسكن فيه ثم بلغوا السلطات بعد أن اتهموه في عقله، ولذلك عرض على إحدى المستشفيات لفحص قواه العقلية، ولا أنفي ولا أثبت صحة هذه القصة، غير أن ما أجزم به، هو مشكلة تخلف بعض المجتمعات، وعدم إدراكهم للقدرات التي يتمتع بها المعوقون، وليست المشكلة مشكلة أشخاص.

الدمج ممكن في المكفوفين ولا نختلف عليه، وممكن أيضاً إلى حد ما بالنسبة للصم، نعود لإجابة (تشالرز كيني): (إذا توفر العقل)، فتوفر العقل شرط يبرر الدمج، والمتخلفون عقلياً ينقسمون إلى قسمين:
متخلفين عقلياً يعرفون (بالمرون)، وربما ينطبق عليهم تعريف (المتخلفين تعليمياً)، ويمكن دمج بعضهم، وخصوصاً الأقوياء منهم في بعض المدارس، ويحتاجون إلى تمديد السلم التعليمي لهم، لمنحهم فرصة أكبر للنجاح.

أما القسم الثاني وهم المتخلفون عقلياً بدرجة كبيرة، فهؤلاء لا يمكن دمجهم في البرنامج التعليمي، لاختلاف قدراتهم العقلية عن زملائهم العاديين، ويمكن دمجهم في مجال النشاط الاجتماعي فقط.

أما المعوقون جسمياً، وهم المشلولون فأذكر قبل (28) سنة، عندما كنت مديراً لتعليم جازان، كان هناك في إحدى المدارس، طالبان مشلولان يأتيان إلى المدرسة على حماريين، وحينما يصلان إلى المدرسة، ينزلهما الحارس، ويضعهما على مقاعدهم في المدرسة، ويربط الحمارين عند المدرسة، ليستقلاهما في عودتهما إلى المنزل، وكان أحدهما هو الأول على المدرسة حتى تخرج.

الأستاذ: عبد الله التركي:
أسأل هل ترى يا أستاذ (عبد الرحمن) بأن الإعلام والتوعية الإعلامية والانخراط في موضوع إبراز شخصيات المعوقين الناجحين أمام المجتمع، هل ترى هذا إحدى الوسائل في التغلب على المعوقات الاجتماعية التي ذكرتها؟ ثم كيف ندفع الجماعات والأفراد للمشاركة في إيجاد خدمات تعليمية وتأهيلية للمعوقين؟


الأستاذ: عبد الرحمن العبدان:
بالنسبة لدور الإعلام في توعية المجتمع وتوعية المعوقين، لا أشك إطلاقاً بأن الإعلام له دور أساسي، وقد يوجه إلي سؤال آخر يقول: ما هو دورك أنت، وأنت محسوب من رجال الإعلام؟، هذا صحيح، أنا في الإعلام، ولكني في الجهاز التخطيطي، ونحن هنا في المملكة بصورة عامة، لا أعرف ما إذا كنتم توافقونني أو تعارضونني في هذا، نلاحظ أن هناك هوة كبيرة جداً، بين التخطيط والتطبيق، أو التخطيط والتنفيذ، فدور الإعلام كما قلت أساسي في توعية المجتمع، وفي توعية المعوقين في إبراز القضايا التي يمكن أن تخدمهم في حياتهم العامة، والسياسة الإعلامية تناولت هذا الموضوع بصورة جيدة.

أما فيما يتعلق بإسهام المؤسسات الخاصة والأفراد في توفير فرص التعليم والتشغيل للمعوقين، فهذا هو ما دعوت إليه في بداية الحديث، ومازلت أدعو إليه وأتمناه، غير أنه يرتبط بوعي المجتمع ومدى إسهامه في الخدمات العامة، وظهور عدد من الجمعيات الخيرية في الوقت الحاضر، في كثير من مدن المملكة هي بوادر طيبة، تنبئ عن وعي المجتمع وإدراكه لهذه المساهمة، وأطمح إلى مساهمات أكثر، ودور أكبر، من قبل المؤسسات الخاصة.

أما إذا كان السؤال يقصد به ظهور مؤسسات تجارية خاصة تهدف إلى الربح المادي الذي تتمثل في وجود مؤسسات لتعليم وتأهيل المعوقين، فهذا يحتاج إلى وقت، إذ أن التجار أو المؤسسات الخاصة أو رأس المال بشكل عام أناني، وما يفكر فيه أولاً هو الربح والعائد المادي السريع، ومؤسسات من هذا النوع غير مربحة في البداية، ولا أختلف معك في أن المؤسسات الخاصة قد تكون مؤهلة لإيجاد برامج مطورة أكثر من المؤسسات الحكومية لعامل المرونة، وإمكان توفير المال، من أجل العائد التجاري وليس العائد المعنوي، وأثق أن المؤسسات التجارية والمؤسسات الخاصة لو دخلت مجال تعليم وتأهيل المعوقين، فسوف توفر برامج مطورة للغاية وبوقت قياسي، غير أن هذا يحتاج إلى اقتناع المؤسسات بأنه عمل مربح، وما لم تعرف أنه مربح لن تدخل فيه.

الأستاذ: محمد المشعان[6]:
أريد أن أعلق تعليقاً لا يحتاج إلى إجابة، أولاً أشكر الأستاذ (عبد الرحمن العبدان) لأنه استعمل الصحيح بالنسبة لتسمية المعوقين (العوق أو التعويق، المعوّقون أو المعوقوّن)، ولم يستعمل (الإعاقة) كثيراً، لأن هذه مبنية على الفعل المهموز (أعاق) وهو غير موجود في اللغة العربية، وأكرر الفعل الرباعي المهموز (أعاق) غير موجود في اللغة العربية، وما بني عليه فهو خطأ، ومع الأسف اعتاد المتحدثون في كثير من الندوات على استعمال الخطأ اللغوي المشتق من الفعل أعاق وهو (أعاق - يعيق - إعاقة فهو معاق أو هي إعاقة) كلها خطأ، نأخذ الفعل (عاق) أو (عوق) ونبني عليه (عاق فهو معوق أو عوق فهو معوق).

الأستاذ: خالد يوسف أحمد[7]:
ما رأي الأستاذ (عبد الرحمن العبدان) في إنشاء مؤسسة عامة توحد تحت مظلتها خدمات المعوقين التي تؤدى من خلال جهات مختلفة.

الأستاذ: عبد الرحمن العبدان:
هذا الموضوع سبق أن أثير في التعليم الخاص قبل (18) سنة، وقدم فيه مشروع لإنشاء مؤسسة لخدمات المعوقين بصورة شاملة، قبل أن تنشأ (مؤسسة التعليم الفني والتدريب المهني)، وكنا نود أن تكون على غرارها، ودرس حتى مع معهد الإدارة، ووضع له مشروع نظام، لكن إلى أين اتجه؟ أو أين وصل؟، لا أدري في الواقع، وأثني على رأيك أن الصورة المثلى هي أن تكون هناك مؤسسة معنية بخدمات المعوقين بصورة شاملة، بدلاً من توزيعها على عدة جهات.

الأستاذ: عبد الرحمن الخلف:
أريد أن أعلق تعليقاً بسيطاً على ما ذكره الأستاذ (عبد الرحمن) من خدمة الحمير لبعض المعوقين، في الغرب خدمتهم الكلاب، وفي العالم العربي أول حمار خدم المكفوفين حسب علمي، هو حمار الشيخ (حسين المرصفي)، وكان ذلك في عام (1871م)، حينما عين مدرساً في (دار العلوم) بالقاهرة، فكان حماره يذهب به إلى عمله في (دار العلوم) من غير سائق، وحينما يوصله على مقر عمله يرجع الحمار وحده إلى المنزل، وإذا اعترضه أحد رفسه، أو عضه، وعند انتهاء عمل الشيخ (المرصفي) ظهراً، يعود إليه الحمار ليرجع به إلى البيت، وقد أطلق عليه أحد الأدباء (فخر الحمير)، وقد سبقت جهود هذا الحمار في مجال خدمة المعوقين جهود الحمير التي تحدث عنها الأستاذ (عبد الرحمن العبدان).

وهناك تعليق بسيط آخر حول القرارات التي صدرت في عهد الأستاذ (عبدالرحمن)، وذكر الأستاذ (عبد الله) أن القرار (15) صدر في عهد الأستاذ (عبد الرحمن العبدان)، وهو الذي يعطي الحوافز التشجيعية للعاملين في الميدان، وفي الحقيقة إن القرار رقم (15) صدر في عهد الأستاذ (عبد الرحمن)، واسمه موجود في المحضر، ولكن هذا القرار خاص بالعلاوة التشجيعية التي مُنحت للمكفوفين الذين يلتحقون بالجامعة، ويسميها القرار (15) بدل قارئ، وتعادل المرتبة الخامسة التي كان يعين عليها، لو عين مدرساً في معاهد النور في ذلك الوقت والقرار صدر في عام (1399).

كما أن هناك قرارات أخرى صدرت في عهد الأستاذ (عبد الرحمن العبدان)، ومن بينها القرار الذي أشار إليه الأستاذ (عبد الله التركي) وهو رقم (142) وتاريخ (27/5/1399هـ)، هذا القرار يمنح العلاوة الميدانية للعاملين في الميدان وقد صدر في عهد الأستاذ (عبد الرحمن العبدان) ولا غبار في ذلك.

كما أن هناك قراراً آخر صدر في عهد الأستاذ (عبد الرحمن) وله أثر وتأثير في مجال التعليم والتأهيل بالنسبة للمكفوفين، وهو قرار (34) و(30/3/1400هـ)، هذا القرار يقضي بسلخ مسؤولية الإشراف على برامج تأهيل المكفوفين من وزارة المعارف إلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.

فهذا توضيح لبعض القرارات التوثيقية الخاصة بالمكفوفين أو المعوقين، صدرت في عهد الأستاذ (عبد الرحمن العبدان)[8].

[1] هذا الشخص هو الدكتور: (ناصر الموسى).

[2] عقدت هذه المحاضرة في (27/8/1414هـ).

[3] انظر ترجمته في المحاضرة الخاصة به.

[4] أحد المدرسين المكفوفين، حاصل على شهادة كلية الشريعة، يعمل في مجال التعليم العام.

[5] أحد العاملين في مجال التعليم الخاص، عمل فيه مدرساً ثم مديراً لمعهد الأمل المتوسط للصم بجدة، ثم موجهاً في التعليم الخاص، يحمل مؤهل بكالوريوس اجتماع عام (1404هـ)، ودبلوم عام في التربية عام (1410هـ)، أحيل على التقاعد عام (1418هـ).

[6] انظر ترجمته في المحاضرة الخاصة به.

[7] مدرس بمعهد التربية الفكرية.

[8] المحاضرة رقم (24) من كتاب لقاءات علميّة وثقافية في المكتبة الناطقة إعداد ومراجعة وتعليق الأستاذ/ عبد الرحمن بن سالم العتيبي










آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 01-21-2012, 04:35 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
رهــــف
إحصائية العضو







رهــــف غير متواجد حالياً

 

افتراضي

رهف







آخر مواضيعي
رد مع اقتباس
قديم 01-21-2012, 08:55 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي

طرح رائع

حبيبتى


تسلمى







آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 01-22-2012, 02:36 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
طارق سرور

الصورة الرمزية طارق سرور

إحصائية العضو







طارق سرور غير متواجد حالياً

 

افتراضي

طرح رائع ومعلومات قيمة ومفيدة

شكرى وتقديرى اختى نووووور







آخر مواضيعي 0 خوف
0 اسرار
0 اللهم اجعلنا من المحسنين
0 اعرف مين هى مصر
0 البقلة
رد مع اقتباس
قديم 01-25-2012, 07:35 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي

نوور...تـــــســلم الأيادى

طرح رائع

وفى إنتظار جديدك إن شاء الله

لك شكري وتقديري






آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:22 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator