العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسريه > عالم الحياه الزوجيه

عالم الحياه الزوجيه عالم الحياة الزوجية و المعاشره - عالم الحياة الزوجية , حياة رومنسية , الثقافة الجنسية, المشاكل الاسريه, المشاكل اليوميه.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 04-23-2012, 06:08 PM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
SOHER

الصورة الرمزية SOHER

إحصائية العضو







SOHER غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فِقـه التَّعامُلِ بين الزَّوجين وقَبَسَاتٌ مِن بيتِ النبـوَّة

وامتناعُ المرأةِ مِن فِراش زوجها كبيرةٌ مِن الكبائر

وحذر النبي - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - المرأةَ من الامتناع عن فراش زوجها :

فأخرج البخاري ومسلم (1) من حديث أبي هريرة – رضيَ اللهُ عنه - عن النبي – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – قال : (( إذا دعا الرجلُ امرأتَه إلى فراشه فأبت أن تجيء لعنتها الملائكة حتى تصبح )) .
وفي روايةٍ لمسلم (2) من حديث أبي هريرة : (( والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأتَه إلى فراشه فتأبى عليه إلَّا كان الذي في السماء ساخطًا عليها حتى يرضى عنها )) .




التحذيرُ من الافتتان بالنساء

ومحبة الرجل لزوجته والزوجة لزوجها ينبغي أن لا تحملها على تحريم ما أحل اللهُ أو تحليل ما حَرَّمَ الله , أو ارتكاب المعاصي ؛ لإرضاء كل واحد منهما الآخر , فها هو نبينا محمد – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يُعاتبُه رَبُّه - سبحانه وتعالى - فيقول له : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ التحريم/1-2 .

ففي (( الصحيحين )) (3) من حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت : كان رسولُ الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يشرب عسلاً عند زينب ابنة جحش ويمكث عندها , فواطأتُ أنا وحفصة عن أيَّتنا دخل عليها فلتقل له أكلتَ مغافير ؟ إني أجدُ منكَ ريحَ مغافير ، قال : (( لا ولكنِّي كنتُ أشربُ عسلاً عند زينب ابنة جحش ، فلن أعود ، وقد حلفتُ لا تُخبري بذلك أحدًا )) .

وأخرج النسائي والحاكم (4) من حديث أنس – رضيَ اللهُ عنه - أن رسول الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - كانت له أمَةٌ يطؤها ، فلم تزل به عائشةُ وحفصةُ حتى جعلها على نفسه حرامًا فأنزل الله هذه الآية : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ ... الآية (5) .

هـذا وقد حذَّرَ اللهُ - سبحانه وتعالى - من الافتتان بالنساء ، وحذَّرَ النساء من الافتتان بالرجال كذلك .

قال اللهُ سبحانه وتعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ﴾ التغابن/14 ، وقال تعالى : ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ ﴾ آل عمران/14.
وقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( ما تركتُ بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء )) (6) , وقال عليه الصلاة والسلام : (( فاتقوا الدنيا واتقوا النساء ؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء )) (7) .

فليحذر المسلم من هذا أشد الحذر ، فمِن الناس مَن يحمله حبُّه الزائد لزوجته على عقوق والديه وقطيعة رحمه والإفساد في الأرض ، ومن ثمَّ تحل عليه اللعنة كما قال تعالى : ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ محمد/22-23 ، وقال سبحانه : ﴿ وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ﴾ الرعد/25 .


ومِن الناس مَن يحمله حُبُّه لزوجته على أن يكتسبَ المالَ مِن الحرام لإمضاء رغباتها وإشباع شهواتها .

ومِن الناس مَن يتقاتلُ مع جيرانه وأهل بلده من أجل كيد زوجته وإفسادها وتدبيرها .

فليحذر المسلمُ مِن ذلك أشد الحذر وإن وجد من زوجته خُلُقا مشينًا فليأخذ على يديها ، ولا تحمله محبَّتُه الزائدة لها على ترك إنكار المنكر عليها إن ظهر منها شيءٌ يُستنكر .


______________________________

(1) تقدم تخريجه .

(2) تقدم تخريجه .

(3) أخرجه البخاري مع (((الفتح)) 8/ 656) ، ومسلم (ص 1100) .

(4) الحاكم في ((المستدرك)) حديث (2/ 493) وصحح الحافظ ابن حجر في ((الفتح)) إسناده بعد أن عزاه إلى النسائي ، قلت : وهو عند النسائي في ((التفسير)) حديث (627) .

(5) ولا يمتنع أن تعدد أسباب النزول للآية الواحدة، فتحدث جملة أمور فتنزل الآية فيها جميعًا.

(6) أخرجه البخاري (5096)، ومسلم (2740) من حديث أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - مرفوعًا .

(7) أخرجه مسلم (2742) من حديث سعيد الخدري - رضي الله عنه - مرفوعًا .






آخر مواضيعي 0 السحلية ذات اللسان الازرق
0 عمل قلادة واسوارة ملتوية من الشريط الساتان والخرز
0 خلفيات بلاك بيري للعيد
0 33 برنامج للمحادثة لأجهزة البلاك بيري
0 ثيم البطة تويتي الجميلة للجيل الثالث
رد مع اقتباس
قديم 04-23-2012, 06:08 PM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
SOHER

الصورة الرمزية SOHER

إحصائية العضو







SOHER غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فِقـه التَّعامُلِ بين الزَّوجين وقَبَسَاتٌ مِن بيتِ النبـوَّة

تقويمُ المرأةِ إذا اعوجَّت والأخذُ على يديها إذا ظلمت

وإن صدرت منها زَلَّةٌ علَّمها وأدَّبها ، فهو قَيِّمٌ عليها كما أسلفنا ، وها هي أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - تقول لرسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - مشيرةً إلى قصر أم المؤمنين صفية بنت حُيَيّ رضي الله عنها - : حسبُك من صفية هكذا ( تعني : أنها قصيرة ) ، فماذا قال رسولُ الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - لعائشة أحب امرأةٍ (1) إليه ؟! قال عليه الصلاة والسلام : (( لقد قلتِ كلمةً لو مُزجت بماء البحر لمزجته )) (2) .

أي : ( باصطلاحنا في مصر ) إنها كلمة تُنَجِّسُ بحرًا .


فمع محبته لها - عليه الصلاة السلام - لم يتركها تخوضُ في عِرض أختها المسلمة وتغتابها وتأكل من لحم أختها الميتة .

ولمَّا رأى (3) النبيُّ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - النمرقة في بيت عائشة ورأى التصاوير فيها ، اشتد على أم المؤمنين عائشة ، وقام على الباب فلم يدخل حتى نزعتها .

ولا تمنعه محبتُه - عليه الصلاة والسلام - لعائشة من أن يكون منصفًا معها مقتصًا منها لغيرها إن احتاج الأمر إلى قِصاص .

أخرج البخاري (4) من حديث أنس – رضِيَ اللهُ عنه – قال : كان النبيُّ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - عند بعض نسائه , فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفةٍ فيها طعام فضربت التي النبي – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - في بيتها يدَ الخادم فسقطت الصحفة فانفلقت , فجمع النبيُّ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - فلق الصحفة ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة ويقول : (( غارتْ أُمُّكم )) ثم حَبَسَ الخادم حتى أتي بصحفةٍ من عند التي هو في بيتها .

فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كُسرت صحفتها، وأمسك المكسورة في بيت التي كُسرت فيه .

ونحوه عند النسائي (5) بإسناد صحيح من حديث أم سلمة - رضي الله عنها - أنها أتت بطعامٍ في صحفةٍ لها إلى رسول الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - وأصحابه فجاءت عائشةُ متزرةً بكساءٍٍ ومعها فهر (6) ففلقت به الصحفة ، فجمع النبيُّ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - بين فلقتي الصحفة ويقول : (( كُلوا غارت أُمُّكُم )) مرتين ، ثم أخذ رسولُ الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - صحفة عائشة فبعث بها إلى أم سلمة ، وأعطى صحفة أم سلمة عائشة .

وأخرج أبويعلي (7) الموصلي بإسنادٍ حسن من حديث عائشة - رضي الله عنها – قالت : أتيتُ النبيَّ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - بخزيرةٍ قد طبختُها له فقلتُ لسودة - والنبي – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - بيني وبينها - : كُلي . فأبتْ ، فقلتُ : لتأكلن أو لأُلطِخَنَّ وجهكِ ، فَأَبَتْ فوضعتُ يدي في الخزيرة فطليتُ وجهها ، فضحك النبيُّ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - فوضع بيده لها : (( الطخي وجهها )) ، فضحك النبيُّ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - فمرَّ عمر فقال : يا عبدَ الله , يا عبد الله , فظَنَّ أنَّه سَيَدخُل ، فقال : (( قوما فاغسلا وجوهَكُما )) . فقالت عائشة : فما زِلتُ أهابُ عُمر لهيبةِ رسولِ الله .



______________________________

(1) سُئل النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : مَن أحب الناس إليك يا رسول الله ؟ قال : (( عائشة .. )) .

(2) أخرج الترمذي بإسنادٍ صحيح (2502) عن عائشة قالت : ... فقلتُ : يا رسول الله إن صفية امراة ، وقالت بيدها هكذا - أنها تعني قصيرة - فقال : (( لقد مزجت بكلمة لو مزجت بها ماء البحر لمُزج )) .


(3) أخرج البخاري (مع ((الفتح)) 4/ 325) ، ومسلم (8/ 213) من حديث أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير ، فلما رآها رسول الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - قام على الباب فلم يدخل فعرفت في وجهه الكراهة فقلت : يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله ماذا أذنبت ؟ فقال رسول الله : (( ما بال هذه النمرقة ؟ )) قلت : اشتريها لك لتقعد عليها وتوسدها ، فقال رسول الله : (( إن أصحاب هذه الصور يوم القيامة يُعذَّبون فيُقال لهم : أحيوا ما خلقتم )) قال : (( إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة ... )) .

(4) أخرجه البخاري ، حديث (5225) .

(5) النسائي (7/70) .

(6) فهر أي : حجر .

(7) (( مسند أبي يعلى )) (7/449) .






آخر مواضيعي 0 السحلية ذات اللسان الازرق
0 عمل قلادة واسوارة ملتوية من الشريط الساتان والخرز
0 خلفيات بلاك بيري للعيد
0 33 برنامج للمحادثة لأجهزة البلاك بيري
0 ثيم البطة تويتي الجميلة للجيل الثالث
رد مع اقتباس
قديم 04-23-2012, 06:09 PM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
SOHER

الصورة الرمزية SOHER

إحصائية العضو







SOHER غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فِقـه التَّعامُلِ بين الزَّوجين وقَبَسَاتٌ مِن بيتِ النبـوَّة

( لإرضاءِ الزوج حُـدود )

ولا تفعل المرأة الحرام إرضاءً لزوجها وتملقًا له ، فمن أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ، ومن أرضى الله بسخط الناس رضي اللهُ عنه وأرضى عنه الناس ، فتتزين المرأةُ لزوجها بالمباح كما أسلفنا ، فالله جميلٌ يحب الجمال ، وقد قال تعالى : ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ الأعراف/32 ، ولكنها لا تتزين بالمُحَرَّم ، فلا يجوز لها أن تتنمص , ولا يجوز لها أن تستوشم , ولا يجوز لها أن تصل برأسها شعرًا , ولا يجوز لها أن تتفلج ، فإن فعلت فإنها ملعونة .

ففي (( الصحيحين )) (1) من طريق علقمة قال : لعن عبد الله ( يعني ابن مسعود ) الواشمات (2) والمتنمصات (3) والمتفلجات (4) للحُسن المُغيِّرات خلقَ الله ، فقالت أم يعقوب : ما هذا ؟ قال عبد الله : ومالي لا ألعنُ من لعن رسولُ الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - وفي كتاب الله ، قالت : واللهِ لقد قرأتُ ما بين اللوحين فما وجدتُه ، فقال : واللهِ لئن قرأتيه لقد وجدتيه : ﴿ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ الحشر/7 .

وكذلك لا تصل شعرًا بشعرها ؛ لأن النبي – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - لعن الواصلة والمستوصلة (5) ، وصَحَّ عن عائشة أن امرأةً من الأنصار زوَّجت ابنتها ، فتمعَّط شعرُ رأسها ، فجاءت إلى النبيِّ ، فذكرت ذلك له ، فقالت : إن زوجها أمرني أن أصل في شعرها فقال : (( لا إنه لعن الوصلات )) (6) .

وإذا دعاها للجماع وهي حائض فلا تُطيعه ؛ لأن الله يقول : ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ البقرة/222 .

وكذلك إذا طلب منها أن يُجامعها في دُبُرها لا تطيعه ؛ لأن النبي – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - لعن من فعل ذلك (7) .

ولا تصف له امرأةً أجنبيةً لغير علة ؛ فيُفضي ذلك إلى المكروه والمُحَرَّم ، فقد أخرج البخاري (8) من حديث عبد الله بن مسعود - رضيَ اللهُ عنه - قال : قال رسول الله : (( لا تُباشر المرأةُ المرأةَ فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها )) (9) .

وبالجُملة فلا يُطيع الزوجُ امرأتَه في معصية الله ، ولا تُطيع المرأةُ زوجَها في معصية الله ؛ وذلك حتى تدوم المودة فيما بينهما ، فالمودة نعمةٌ من الله - عز وجل - تُذهبها المعصية ، قال الله تعالى : ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ الشورى/30 .
وقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( إنما الطاعة في المعروف )) .


______________________________

(1) البخاري مع ((الفتح)) (10/377) ، ومسلم (4/836) .

(2) الواشمة : هي التي تغرز إبرةً أو مسلة أو نحوهما في ظهر الكف أو المعصم أو الشفة أو غير ذلك من بدن المرأة حتى يسيل الدم ، ثم تحشو ذلك الموضع بالكُحل أو النُّورة فيخضر ، وقد يفعل ذلك بدارات ونقوش ، وقد تكثره وقد تقلله ، وفاعلة هذا واشمة ، قاله النووي رحمه الله .

(3) أما النامصة : فهي التي تنقش الحاجب حتى تُرقه ، والمتنمصة المعمول بها . قاله أبو داود ، ومن العلماء من أطلق ذلك على عموم شعر الوجه بالنسبة للمرأة .

(4) أما المتفلجات للحسن : فهن مفلجات الأسنان ، وهن اللواتي يبردن ما بين أسنانهن بالمبرد كي يبدو للناس أنهن صغيرات حسناوات . ( أما إذا كان التفلج لعِلَّةٍ طِبِّيَة - كأن تكون الأسنان تجرحها - فلا بأس ؛ لأن الحديث فيه والمتفلجات للحسن ... ) والله أعلم .

(5) أخرجه البخاري مع ((الفتح)) حديث (10/ 374) ، ومسلم (4/ 833) من حديث أسماء - رضي الله عنها - مرفوعًا .

(6) أخرجه البخاري (5025) ، ومسلم (ص 1677) .

(7) وهذا بمجموع طرقه صحيح .

(8) البخاري مع ((الفتح)) حديث (9/ 338) .

(9) قال الحافظ ابن حجر في ((فتح الباري)) : قال القابسي : هذا أصلٌ لمالك في سد الذرائع ، فإن الحكمة في هذا النهي ؛ خشية أن يعجب الزوج الوصف المذكور فيُفضي ذلك إلى تطليق الواصفة أو الافتتان بالموصوفة .






آخر مواضيعي 0 السحلية ذات اللسان الازرق
0 عمل قلادة واسوارة ملتوية من الشريط الساتان والخرز
0 خلفيات بلاك بيري للعيد
0 33 برنامج للمحادثة لأجهزة البلاك بيري
0 ثيم البطة تويتي الجميلة للجيل الثالث
رد مع اقتباس
قديم 04-23-2012, 06:09 PM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
SOHER

الصورة الرمزية SOHER

إحصائية العضو







SOHER غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فِقـه التَّعامُلِ بين الزَّوجين وقَبَسَاتٌ مِن بيتِ النبـوَّة

أصــلٌ في الاقتصـاد

والاقتصادُ مع الزوجة ، واقتصادُ الزوجة مع الزوج أصلٌ له أدلته من سُنَّة رسول الله .
فأخرج البخاري (1) وغيره من حديث أبي جحيفة - رضيَ اللهُ عنه - قال : آخى النبي – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - بين سلمان وأبي الدرداء ، فزار سلمانُ أبا الدرداء ، فرأى أم الدرداء متبذلة (2) فقال لها : ما شأنكِ ؟ قالت : أخوك أبو الدرداء ليس له حاجةٌ في الدنيا ، فجاء أبو الدرداء فصنع له طعامًا ، فقال له : كُل ، قال : فإني صائم ، قال : ما أنا بآكلٍ حتى تأكل ، قال : فأكل ، فلمَّا كان الليلُ ذهب أبو الدرداء يقوم ، قال : نَم ، فنام ، ثم ذهب يقوم ، فقال : نَم ، فلمَّا كان من آخر الليل قال سلمان : قُم الآن . فصلَّيا ، فقال سلمان : إنَّ لرَبِّكَ عليك حقًا ، ولنفسك عليك حقًا ، ولأهلك عليك حقًا ، فأعطِ كُلَّ ذي حَقٍّ حَقَّه ، فأتي النبيَّ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - فذكر ذلك له ، فقال له النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( صدق سلمان )) .

وأخرج البخاري ومسلم (3) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال : قال لي رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( يا عبدالله ألم أُخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل ؟ )) فقلتُ : بلى يا رسولَ الله ، قال : (( فلا تفعل ، صُم وأفطِر ، وقُم ونَم ؛ فإنَّ لجسدك عليك حقًا , وإنَّ لعينك عليك حقًا , وإنَّ لزوجك عليك حقًا ، وإنَّ لزورك (4) عليك حقًا ... )) الحديث .


______________________________

(1) أخرجه البخاري (1968) .

(2) أي أنها لابسة ثياب المِهنة ، والمُراد أنها تاركة للباس الزينة وغير متزينة في نفسها .

(3) البخاري (1975) ، ومسلم (ص 817) فما قبلها .

(4) الزور : الضيف .






آخر مواضيعي 0 السحلية ذات اللسان الازرق
0 عمل قلادة واسوارة ملتوية من الشريط الساتان والخرز
0 خلفيات بلاك بيري للعيد
0 33 برنامج للمحادثة لأجهزة البلاك بيري
0 ثيم البطة تويتي الجميلة للجيل الثالث
رد مع اقتباس
قديم 04-23-2012, 06:09 PM رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
SOHER

الصورة الرمزية SOHER

إحصائية العضو







SOHER غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فِقـه التَّعامُلِ بين الزَّوجين وقَبَسَاتٌ مِن بيتِ النبـوَّة

أثـرٌ سيئ للشِّـدَّةِ والغِلظـةِ والبُخـل

وشِدَّةُ الرجل و غِلظتُه على زوجته قد تحملها على الكذب ، وبُخلُه قد يحملها على السرقة ، فإذا كانت المرأةُ كُلَّما أخطأت وجدت من زوجها عنفًا وشِدَّةً وغِلظةً فستضطرُ إلى ستر أخطائها والكذب على زوجها ، وفي هذا المقام يَسوغُ لي أن أذكر فتوى : أرسلت إليَّ إحدى النساء بها تستفتيني فيها فتقولُ : إنها أذنبت ذنبًا منذ سبعة عشر عامًا ، وكُلَّما تذكرت هذا الذنب نكَّد عليها عيشتها وتألمت أشد الألم ، وحاصِلُ قصتها مع ذنبها : أن كانت في بداية زواجها تعيش مع زوجها وحماتها ( تعني أم زوجها ) في منزلٍ واحد ، وكانت أم زوجها شديدة عليها غاية الشدة وتحاسبها على الصغير والكبير وتُؤاخذها على كل خطأٍ وتتصيد لها أخطاءها ، بل والذي لم تُخطئ فيه أيضًا وتُحصي عليها الداخل والخارج وتسألها كم أكلت ؟ كم شربت ... ؟ وفي ذات يومٍ أرسلتها إلى السُّوق تشتري لها دجاجةً ، فاشترت الدجاجةَ ، ومِن شدة حرصها على الدجاجة وضعتها تحت خمارها وغطتها به ، فماتت الدجاجةُ في الطريق من السوق إلى البيت ، فخافت خوفًا شديدًا وكربت كربًا عظيمًا , ماذا ستصنعُ مع حماتها ؟ إلَّا أن سرعان ما أفاقت من الكرب الشديد واتخذت القرارَ الخاطئ دخلت البيتَ مُسرِعةً وعمدت إلى المطبخ وذبحت الدجاجة الميتة وطبختها وقالت لحماتها : يا أم عصام تعالي إلى المطبخ - وطبعًا لم تُخبرها بأمر الدجاجة - فدخلت أم عصام ( حماتُها ) إلى المطبخ ، فإذا بالدجاجةِ قد طُبِخَت ووُضِعَ عليها الفلفل الأسود والبُهارات حتى غيَّر رِيحها ، فقالت المرأةُ لحماتِها : يا أم عصام ، واللهِ ما يذوقها غيرك ولا يشرب مرقها غيرك ، فها هي كُليها قبل أن يأتي الأطفال فأكلتها عن آخرِها وشربت مرقها عن آخره ، فتسأل المرأة هل لي من توبة ؟

فالإجابة : نعم ، فاللهُ - عز وجل - فتح للتوبةِ بابًا لا يُغلَق حتى تطلع الشمسُ من مغربها ، وهو سبحانه يبسط يدَه بالليل ليتوبَ مُسيءُ النهار , ويبسط يدَه بالنهار ليتوبَ مُسيءُ الليل ، وقد قال سُبحانه : ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ الزمر/53 .

وقصدي بإيراد هذه القصة النظر إلى ما تصنع الشدة وإلى ما تصنع الغلظة والفظاظة ، وإلى ماذا تؤدي ؟

أما كون بُخل الزوج قد يَحمل الزوجة على السرقة ، فقد أخرج البخاري ومسلم (1) من حديث عائشة - رضي الله عنها - أن هندًا بنت عتبة قالت : يا رسولَ الله , إنَّ أبا سفيان رجلٌ شحيح وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلَّا ما أخذتُ منه وهو لا يعلم ، فقال : (( خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف )) . وقد بوَّب البخاري لهذا الحديث بباب : إذا لم ينفق الرجل فللمرأة أن تأخذ بغير علمه ما يكفيها وولدها بالمعروف .

______________________________

(1) أخرجه البخاري حديث (5364) ، ومسلم (ص 1339) .






آخر مواضيعي 0 السحلية ذات اللسان الازرق
0 عمل قلادة واسوارة ملتوية من الشريط الساتان والخرز
0 خلفيات بلاك بيري للعيد
0 33 برنامج للمحادثة لأجهزة البلاك بيري
0 ثيم البطة تويتي الجميلة للجيل الثالث
رد مع اقتباس
قديم 04-23-2012, 06:10 PM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
SOHER

الصورة الرمزية SOHER

إحصائية العضو







SOHER غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فِقـه التَّعامُلِ بين الزَّوجين وقَبَسَاتٌ مِن بيتِ النبـوَّة

حُسنُ ظَنٍّ مع احتياطٍ وتَحَفُّظٍ

وينبغي أن يكون الزوجُ حَسنَ الظَّنِّ بزوجته ، وفي الوقت نفسه يتحفظ ويحتاط ويبتعد عن مُسبِّبات الفساد والمخالفات الشرعية .

أما حسن الظن بالزوجة فقد حَثَّ اللهُ - سُبحانه وتعالى - على ذلك بقوله : ﴿ لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا النور/12 .
وقال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا الحجرات/12 .

وقد قال النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( إذا أطال أحدُكم الغيبة فلا يطرق أهله ليلاً )) (1) .

أما التحفظ والاحتياط فلِمَا في (( الصحيحين )) من حديث عقبة بن عامر – رضيَ اللهُ عنه - أن رسول الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – قال : (( إياكم والدخول على النساء )) (2) , فقال رجلٌ من الأنصار : يا رسولَ الله , أفرأيت الحمو ؟ قال : (( الحَمْو الموت )) ، وأخرج البخاري ومسلم (3) من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – قال : (( لا يخلون رجلٌ بامرأةٍ إلا مع ذي محرم )) ، ويتضح هذا الظن الحَسَن والاحتياط في قصة الفاضلة المؤمنة أسماء بنت عَمَيْس ، فقد أخرج مسلم (4) في (( صحيحه )) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن نفرًا من بني هاشم دخلوا على أسماء بنت عميس ، فدخل أبو بكر الصديق (5) وهي تحته يومئذٍ فرآهم فكره ذلك ، فذكر ذلك لرسول الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - وقال : لم أرََ إلَّا خيرًا , فقال رسولُ الله : (( إن الله قد برأها من ذلك )) , ثم قام رسول الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - على المنبر فقال : (( لا يدخلن رجلٌ بعد يومي هذا على مُغيَّبةٍ إلَّا ومعه رجلٌ أو اثنان )) .

فرسولُ الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - نفى السوء عن أسماء رضي الله عنها ، ومع ذلك سَنَّ لأُمَّتِهِ ما يحتاطون به ، ولا يدع للشيطان مجالاً للوسوسة ، فالشكوكُ والوساوسُ تُدَمِّرُ الأُسَر ، وتخربُ البيوت ، وتهدمُ العوائل , فلا يكونُ الرجلُ دائمَ الشَّكِّ في امرأتِهِ ، وفي نفس الوقت لا يتركُ لها الحبلَ على الغارِب ، تُدخِلُ مَن شاءت ، وتُخرِجُ مَن شاءت ، ويخلو بها مَن يشاء .


______________________________

(1) أخرجه البخاري حديث (5244) ، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما .

(2) أخرجه البخاري (5232) ، ومسلم (1711) .

(3) البخاري (5233) ، ومسلم (978) .

(4) أخرجه مسلم (4/ 16) .

(5) وقد تزوَّجها أبوبكرٍ – رضيَ اللهُ عنه - بعد مقتل زوجها جعفر رضيَ اللهُ عنه , وتزوَّجها علي – رضيَ اللهُ عنه - بعد موت أبي بكر .
ومِن اللطائف المتعلقة بأسماء بنت عميس رضي الله عنها ، ما أخرجه ابن سعد في ((الطبقات)) (8/ 222) بإسنادٍ صحيح عن عامر الشعبي ، وصحَّحه ابن حجر عن الشعبي في ((الإصابة)) حديث (8/ 16) وعزاه إلى ابن السكن : (واللفظ من ((الطبقات))) من طريق زكريا بن أبي زائدة قال : سمعتُ عامرًا يقول : تزوَّج علي بن أبي طالب أسماء بنت عميس ؛ فتفاخر ابناها محمد بن جعفر ومحمد بن أبي بكر ، فقال كل واحدٍ منهما :
أنا أكرمُ منك وأبي خيرٌ مِن أبيك ، فقال لها علي : اقضي بينهما يا أسماء ، قالت : ما رأيتُ شابًا مِن العرب خيرًا من جعفر ، ولا رأيتُ كهلاً خيرًا من أبي بكر ، فقال علي : ما تركتِ لنا شيئًا ، ولو قلتِ غيرَ الذي قلتِ لمَقَتُّكِ ، فقالت أسماء : إن ثلاثةً أنتَ أخسّهم لخيار .
قلتُ : ( الشعبي وإن كان لم يشهد القصة فهذا محمول على أنه تلقاها إما من أسماء أو من أحد أولادها ، والله أعلم ) .






آخر مواضيعي 0 السحلية ذات اللسان الازرق
0 عمل قلادة واسوارة ملتوية من الشريط الساتان والخرز
0 خلفيات بلاك بيري للعيد
0 33 برنامج للمحادثة لأجهزة البلاك بيري
0 ثيم البطة تويتي الجميلة للجيل الثالث
رد مع اقتباس
قديم 04-23-2012, 06:10 PM رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
SOHER

الصورة الرمزية SOHER

إحصائية العضو







SOHER غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فِقـه التَّعامُلِ بين الزَّوجين وقَبَسَاتٌ مِن بيتِ النبـوَّة

الكَـذِبُ المُباحُ بين الزَّوْجَيْـن

وينبغي أن يتلطف الزوجُ مع زوجته ، ويتكلم معها بالكلام الطيب الذي يُريحها ويُطمئنها ويُهدي بالَها , ويكون سببًا في قذف مَحبَّتِه إلى قلبها , وهي الأخرى كذلك ينبغي لها أن تتكلم معه بالكلام الطيب الذي يُريحه ويُهدئه ويُطمئن بالَه ويُريح فؤاده , ويكون سببًا في جلب محبَّتِها إلى قلبه ، وإن اضطرها الأمرُ أو اضطره إلى الكذب في بعض الأحيان ، كأنْ يُبالِغَ لها في وصف محبته لها أو تُبالغ له في وصف محبتها له , أو يُبالغ في وصف جمالها وتُبالغ في وصف رجولته ونحو ذلك (1) , فقد رُخِّصَ في الكذب للإصلاح ، ورُخِّصَ في الكذب بين الزوجين ، ففي (( صحيح مسلم )) (2) من حديث أم كلثوم بنت عقبة ابن أبي معيط أنها سمعت رسولَ الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يقول : (( ليس الكذاب الذي يُصلح بين الناس ويقولُ خيرًا ويُنمي خيرًا )) .

وعند الترمذي وأحمد (3) بإسنادٍ يَصِحُّ لشواهده من حديث أسماء بنت يزيد قالت قال رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( لا يَحِلُّ الكذبُ إلَّا في ثلاث ، يُحَدِّثُ الرجلُ امرأتَه يُرضيها ، والكذب في الحرب ، والكذب ليُصلِحَ بين الناس )) . وقد قال النوويُّ (4) - رحمه الله - : وأما كذبُه لزوجته وكذبُها فالمُرادُ به في إظهار الود والوعد مما لا يلزم ونحو ذلك ، فأما المُخادعة في منع ما عليه أو عليها ، أو أخذ ما ليس له أو لها فهو حرامٌ بإجماع المسلمين ، واللهُ أعلم .

وقال ابن حزم في (( المحلى )) (5) : ولا بأس بكذب أحد الزوجين للآخر فيما يستجلبُ به المودة ... ثم ذكر الحديث .

ومَن العلماء مَن حَمَلَ الكذب في الحديث على التَّوْرِيَة .

وقال الخطابي (6) : كَذِبُ الرجل على زوجته أنْ يَعِدَها ويُمَنِّيها ويُظهِرَ لها مِن المَحَبَّةِ أكثرَ مِمَّا في نفسه ، يَستديمُ بذلك صُحبتَها ويُصلِحُ به خُلُقَها . واللهُ أعلم .


______________________________

(1) أما الكذب الذي فيه تضييعُ حُقوق وأكل مال الآخَر بالباطل فهو حرام .

(2) مسلم حديث (2605) .

(3) الترمذي (1939) ، وأحمد (6/ 454، 459، 460) .

(4) (( شرح مسلم )) حديث (5/ 465) .

(5) (( المحلى )) (10/ 75) .

(6) مع (( عون المعبود )) (13/ 263) .






آخر مواضيعي 0 السحلية ذات اللسان الازرق
0 عمل قلادة واسوارة ملتوية من الشريط الساتان والخرز
0 خلفيات بلاك بيري للعيد
0 33 برنامج للمحادثة لأجهزة البلاك بيري
0 ثيم البطة تويتي الجميلة للجيل الثالث
رد مع اقتباس
قديم 04-23-2012, 06:10 PM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
SOHER

الصورة الرمزية SOHER

إحصائية العضو







SOHER غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فِقـه التَّعامُلِ بين الزَّوجين وقَبَسَاتٌ مِن بيتِ النبـوَّة

ما جاء في ضرب النساء

وقولُ الله تعالى : ﴿ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا النساء/34 .

وقولُه تعالى : ﴿ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ ﴾ النساء/34 .

أصل النشوز : هو الارتفاع ، فالمرأة الناشز هي المرتفعة المستكبرة على زوجها وتحب معصيته وخلافَه .

وقولُه تعالى : ﴿ فَعِظُوهُن أي ذكّروهن بكتاب الله ، وبما فيه من حق الزوج على زوجته ، وبسُنَّةِ رسول الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - وما فيها من بيان حق الزوج على زوجته وإثم مخالفة الزوجة لزوجها . والله أعلم .

وقوله تعالى : ﴿ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِع ﴾ النساء/34 .

قال بعضُ أهل العلم : إن المراد بالهجر هجر الجماع بمعنى أنه يكون معها في فِراشٍ واحد ولا يُجامعها .

وقال بعضُهم : إن المراد بالهجر هجر كلامها .

وقال بعضهم : يهجر الفراش .

والجمهور على أن المراد بالهجران هنا : ترك الدخول عليهن والإقامة عندهن على ظاهر الآية (1) .
أما الأحاديث الواردة في الهجران فنذكر بعضها . وها هي ...


أخرج البخاري (2) من حديث أنسٍ – رضيَ اللهُ عنه - قال : آلَى (3) رسولُ الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - من نسائه شهرًا ، وقعد في مشربةٍ له ، فنزل لتسعٍ وعشرين فقيل : يا رسولَ الله ، إنك آلَيتَ شهرًا قال : (( إن الشهر تسعٌ وعشرون )) .

وأخرج البخاري ومسلم (4) من حديث أم سلمة - رضي الله عنها - أن النبي – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - حلف لا يدخل على بعض أهله شهرًا ، فلمَّا مضى تسعة وعشرون يومًا غدا عليهن - أو راح - فقيل له : يا نبيَّ الله , حلفت أن لا تدخل عليهن شهرًا قال : (( إن الشهر يكون تسعة وعشرين يومًا )) .

وأخرج أبو داود (5) بإسنادٍ صحيح من حديث معاوية القشيري – رضيَ اللهُ عنه - قال : قلتُ : يا رسولَ الله , ما حَقُّ زوجة أحدنا عليه ؟ قال : (( أن تُطعمها إذا طعمت ، وتكسوها إذا اكتسيت - أو إذا اكتسبت - ولا تضرب الوجه ، ولا تُقَبِّح ، ولا تهجر إلَّا في البيت )) (6) .

قولُ الله تعالى : ﴿ وَاضْرِبُوهُنّ ﴾ النساء/43 .
إذا لم ترتدع الزوجة بالموعظة والهجران في المضجع ، فللزوج أن يضربها ، هكذا قال كثيرٌ من أهل العلم ، وسياق القرآن يُفيدُ أنه يجوز للزوج أن يجمع بين الثلاثة في وقتٍ واحد ، أي بين الموعظة والهجران في المضجع والضرب .
أما صفة الضرب فكما أوضحها رسولُ الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - وهو يخطب الناس في حجة الوداع ، ففي (( صحيح مسلم )) من حديث جابر بن عبد الله في ذكر حجة النبي – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - أن رسول الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - خطب الناس ، فكان فيما قال : (( فاتقوا الله في النساء ؛ فإنكم أخذتموهن بأمان الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه ، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربًا غير مُبرح ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف )) (7) .

وقد ورد في مسألة ضرب النساء بعضُ الأحاديث ، منها ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن زمعة (8) أنه سمع رسول الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يخطب وذكر الناقة والذي عقر ، فقال رسولُ الله : (( إذ انبعث أشقاها : انبعث لها رجل عزيز عارم منيع في رهطه مثل أبي زمعة )) . وذكر النساء فقال : (( يعمد أحدكم يجلد امرأته جلد العبد فلعله يضاجعها من آخِر يومه .. )) الحديث .

ومنها ما أخرجه الترمذي (9) من حديث عمرو بن الأحوص – رضيَ اللهُ عنه - أنه شهد حجة الوداع مع رسول الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ ، فذكر في الحديث قصة ، فقال : (( ألا واستوصوا بالنساء خيرًا ؛ فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئًا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشةٍ مُبيّنة ، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربًا غير مُبرح ، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً ، ألا إن لكم على نسائكم حقًا ، ولنسائكم عليكم حقًا ، فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم مَن تكرهون ، ولا يأذنَّ في بيوتكم لمن تكرهون ، ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن )) .

وأخرج أبو داود (10) بإسنادٍ حسنٍ لغيره من حديث إياس بن عبد الله بن أبي ذباب قال : قال رسولُ الله : (( لا تضربوا إماءَ الله )) ، فجاء عمرُ رسولَ الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - فقال : ذئرن النساءُ على أزواجهن , فرخَّصَ في ضربهن ، فأطاف بآل رسول الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - نساءٌ كثيرٌ يشكون أزواجهن فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( لقد طاف بآل محمدٍ نساءٌ كثيرٌ يشكون أزواجهن ، ليس أولئك بخياركم )) .

وينبغي أن لا يُلجأ إلى الضرب إلَّا في حال الضرورة ، واستنفاذ محاولات الإصلاح والوعظ ، وعدم جدوى الهجر في المضجع ؛ وذلك لِمَا أخرجه مسلم (11) من حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت : ما ضرب رسولُ الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - شيئًا قط بيده ، ولا امرأةً ولا خادمًا إلَّا أن يُجاهِدَ في سبيل الله , وما نِيلَ منه من شيءٍ قط فينتقم مِن صاحبه إلَّا أن يُنتهك شيءٌ مِن محارم الله ، فينتقم لله عز وجل .


______________________________

(1) قال ذلك الحافظ في ((الفتح)) (9/ 301) .

(2) مع ((الفتح)) حديث (9/ 300) .

(3) آلَى .. أي : أقسم أن لا يدخل عليهن شهرًا .

(4) البخاري حديث (5202) ، ومسلم (ص 764) .

(5) أخرجه أبو داود (2142) .


(6) في الحديث السابق بيان أن النبي – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - كان يهجر خارج البيوت ، وفي هذا الحديث بيان أن الهجران في غير البيوت لا يجوز ، والجمع بينهما أن ذلك يختلف باختلاف الأحوال ، فإذا احتيج إلى الهجر خارج البيوت فعل ، وإلَّا فتكون داخل البيوت ، وقد جنح البخاري إلى حديث أنس السابق ، وذكر أنه أصح من حديث بهز ، فكأنه يذهب إلى العمل بحديث أنس وهو الهجران خارج البيوت ، والله أعلم .

(7) مسلم مع النووي (3/ 345) ، والضرب غير المبرح : هو ما ليس بشديد ولا شاق ولا مؤثر .

(8) أخرجه البخاري حديث (4942) ، ومسلم (ص 2191) .

(9) الترمذي (1163) بإسنادٍ حسنٍ لغيره .


(10) أبو داود حديث (2146) .
وقد ورد في مسألة ضرب النساء وحديث عمر بن الخطاب – رضيَ اللهُ عنه – مرفوعًا : (( لا يُسألُ الرجل فيما ضَرَبَ امرأتَه )) ، وهو حديثٌ ضعيف .

(11) أخرجه مسلم (ص 1814) .






آخر مواضيعي 0 السحلية ذات اللسان الازرق
0 عمل قلادة واسوارة ملتوية من الشريط الساتان والخرز
0 خلفيات بلاك بيري للعيد
0 33 برنامج للمحادثة لأجهزة البلاك بيري
0 ثيم البطة تويتي الجميلة للجيل الثالث
رد مع اقتباس
قديم 04-23-2012, 06:11 PM رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
SOHER

الصورة الرمزية SOHER

إحصائية العضو







SOHER غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فِقـه التَّعامُلِ بين الزَّوجين وقَبَسَاتٌ مِن بيتِ النبـوَّة

والصُّلْـحُ خَيْـر

وكما تقدَّم فيُستحَبُّ للزوجين أن يتعايشا في وفقٍ ووئام ، ويُؤدي كُلٌّ منهما ما عليه لصاحبه من الحق ، وإن دبت بينهما مشاكل فعليهما أن يدفعاها وإن تنازل أحدهما أو كلاهما عن شيءٍ من حقوقه للآخَر ، ﴿ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ﴾ النساء/128 كما قال الله سبحانه وتعالى ، الصلح خير لهما من الفرقة والطلاق ، الصلح خير للأولاد من التشتت والضياع ، الصلح خير لأسرتيهما من العداوة والشقاق , الصلح خير للمسلمين عامة لما فيه من المودة والائتلاف .

الصلح خيرٌ من الطلاق ، فالطلاق يهواه إبليس وهو من أفعال هاروت وماروت ، قال تعالى : ﴿ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ البقرة/102 .

وفي (( صحيح مسلم )) (1) من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( إن إبليس يضع عرشه على الماء ، ثم يبعث سراياه ، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة ، يجيء أحدهم فيقول : فعلتُ كذا وكذا , فيقول : ما صنعتَ شيئًا ، قال : ثم يجيء أحدهم فيقول : ما تركتُه حتى فرَّقتُ بينه وبين امرأته ، قال : فيُدنيه منه ويقول : نعْمَ (2) أنت )) .

فهذا يدل على أن الطلاق مما يُحِبُّه الشيطان .

وقد صَحَّ (3) عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه طلَّق امرأةً له ، فقالت له : هل رأيتَ مني شيئًا تكرهه ؟* قال : لا , قالت : ففيم تطلق المرأة العفيفة المسلمة ؟ فارتجعها ابن عمر رضي الله عنهما ، فالصلح خير (4) - كما قدَّمنا - وإن تنازل أحدهما عن بعض حقوقه .

وإن خيف حدوث شقاق بين الزوجين ، فليُرسِل الحكام والأمراء وولاة الأمر حَكَمَيْن : حكمًا من أهله وحكمًا من أهلها (5) للإصلاح بينهما ، فإن اصطلحا فالحمدُ لله ، وإن وصلت المسائل والمشاكل بينهما إلى طريقٍ مسدود ولم يستطيعا مع هذه المشاكل أن يقيما حدودَ الله فيما بينهما , وكانت هي لا تستطيع أن تؤدي له حقَّه المشروع (6) ، وكان هو الآخر لا يستطيع أن يؤدي إليها حقها ، وضاعت فيما بينهما حدود الله ، ولم يقيما طاعة الله فيما بينهما ، فحينئذٍ فالأمر كما قال سبحانه : ﴿ وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا النساء/130 .

وأيضًا إذا كان الزوجان أو أحدهما غير مُقيمٍ لحدود الله ، ولا مُكترثٍ لها ، ولا مُبالٍ بها ، وغير شاكر لنعم الله عليه ، والآخر قائم على حدود الله ، فحينئذٍ فالفِراقُ أولى ، فهذا الخليل إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - ينصحُ ولده إسماعيل بتغيير عتبة بابه ، لمَّا أتى إلى بيت إسماعيل ، فوجد امرأةً غير شاكرةٍ لأنعم الله عليها ، وهذا واضح فيما أخرجه البخاري (7) من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - في شأن هاجر عليها السلام ، وقصة إبراهيم عليه السلام ، ومجيئه إلى ولده إسماعيل بعدما تزوَّجَ إسماعيل ، يُطالِعُ تركته ، فلم يجد إسماعيل ، فسأل امرأتَه عنه ، فقالت : خرج يبتغي لنا ، ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم ، فقالت : نحن بشرٍّ ، نحن في ضيقٍ وشِدَّة ، فشكت إليه ، قال : فإذا جاء زوجُكِ ، فاقرئي عليه السلام ، وقولي له يُغيِّرُ عتبة بابه ، فلمَّا جاء إسماعيل كأنه آنس شيئًا ، فقال : هل جاءكم مِن أحد ؟ قالت : نعم ، جاءنا شيخ كذا وكذا ، فسألنا عنكَ ، فأخبرتُه ، وسألني : كيف عيشنا ، فأخبرتُه أنَّا في جهدٍ وشِدَّة ، قال : فهل أوصاكِ بشيء ؟ قالت : نعم ، أمرني أن أقرأ عليك السلام ، ويقول : غيِّر عتبة بابك ، قال : ذاكَ أبي ، وقد أمرني أن أُفارقَكِ ، الحقي بأهلكِ .. فطلَّقها .


______________________________

(1) مسلم (ص 2167) .

(2) أي : نِعْمَ الفعلة التي فعلتها أنت ، وهي التفريق بين المرء وزوجه .

(3) أخرجه سعيد بن منصور ((السنن)) (1099) .

(4) قال الله سبحانه وتعالى : (( وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا )) النساء/128 .
وها هي بعض أقوال أهل العلم في هذه الآية الكريمة :
أخرج البخاري - رحمه الله - حديث (5206) من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : (( وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا .... )) النساء/128 . قالت : هي المرأة تكون عند الرجل لا يستكثر منها ، فيُريدُ طلاقَها ويتزوج غيرها ، فتقول له : أمسكني ولا تطلقني ثم تزوَّج غيري ، فأنتَ في حِلِّ من النفقة عليَّ والقِسمةِ لي ، فذلك قولُه تعالى : (( فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْر )) .
أما ابن جرير الطبري - رحمه الله - فقد أورد جملة آثار تشهد لهذا المعنى الوارد عن عائشة رضي الله عنها ، وقال هناك (9/ 267) : يعني بذلك جل ثناؤه : وإن خافت امرأة من بعلها يقول : علمت من زوجها (( نشوزًا )) يعني : استعلاءً بنفسه عنها إلى غيرها أثرة عليها وارتفاعًا بها عنها إما لبغضة ، وإما لكراهة منه بعض أسبابها : إما دمامتها ، وإما سنها وكبرها أو غير ذلك من أمورها (( أو إعراضًا )) يعني : انصرافًا عنها بوجهه أو ببعض منافعه التي كانت لها منه ( فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحًا )) يقول : فلا حرج عليهما يعني : على المرأة الخائفة نشوز بعلها أو إعراضه عنها (( أن يصلحا بينهما صلحًا )) وهو أن تترك له يومها ، أو تضع عنه بعض الواجب لها من حق عليه تستعطفه بذلك ، وتستديم المقام في حباله والتمسكَ بالعقد الذي بينها وبينه من النكاح يقول : (( والصلح خير )) يعني : والصلح بترك بعض الحق استدامةً للحرمة وتمسكًا بعقد النكاح خير من طلب الفرقة والطلاق .
أما قوله تعالى : (( وأحضرت الأنفس الشح )) فالذي اختاره ابن جرير أن المعنى به هو أحضرت أنفس النساء الشح بأنصبائهن من أزواجهن في الأيام والنفقة .
ثم قال : و(( الشح )) الإفراط في الحرص على الشيء , وهو في هذا الموضع إفراط حرص المرأة على نصيبها من أيامها من زوجها ونفقتها ، فتأويل الكلام : وأحضرت أنفس النساء أهواءهن من فرط الحرص على حقوقهن من أزواجهن ، والشح بذلك على ضرائرهن ثم قال - رحمه الله - : وأما قوله : (( وإن تحسنوا وتتقوا )) فإنه يعني : وإن تحسنوا أيها الرجال في أفعالكم إلى نسائكم إذا كرهتم منهن دمامة أو خلقًا أو بعض ما تكرهون منهن بالصبر عليهن وإيفائهن حقوقهن وعشرتهن بالمعروف (( وتتقوا )) يقول : وتتقوا الله فيهن بترك الجور منكم عليهن فيما يجب لمن كرهتموه منهن عليكم من القسمة له ، والنفقة ، والعشرة بالمعروف (( فإن الله كان بما تعملون خبيرًا )) يقول : فإن الله كان بما تعملون في أمور نسائكم أيها الرجال من الإحسان إليهن والعشرة بالمعروف والجور عليهن فيما يلزمكم لهن ويجب خبيرًا ، يعني : عالمًا خابرًا ، لا يخفى عليه منه شيء ، بل هو به عالم ، وله مُحصٍ عليكم حتى يوفيكم جزاء ذلك ، المحسن منكم بإحسانه والمسيء بإساءته .
أما ابن كثير – رحمه الله – فقال : فإذا خافت المرأة من زوجها أن ينفر عنها أو يعرض عنها فلها أن تُسقط عنه حقها أو بعضه من نفقة أو كسوة أو مبيت أو غير ذلك من حقوقها عليه، وله أن يقبل ذلك منها، فلا حرج عليها في بذلها ذلك له، ولا عليه في قبوله منها، ولهذا قال تعالى: (( فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحًا )) , ثم قال : (( والصلح خير )) أي : من الفِراق ، وقوله : (( وأحضرت الأنفس الشح )) أي : الصلح عند المشاحة خير من الفراق ، وأورد ابن كثير - رحمه الله - جملة آثار ، ثم قال : ولا أعلم في ذلك خلافًا أن المراد بهذه الآية هذا . والله أعلم .
ثم قال - رحمه الله - : وقوله : (( وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعلمون خبيرًا )) وإن تتجشموا مشقة الصبر على ما تكرهون منهن وتقسموا لهن أسوةَ أمثالهن فإن الله عالم بذلك وسيجزكم على ذلك أوفر الجزاء .
وأورد القرطبي- رحمه الله - نحوًا مما تقدم ، وقال : قال علماؤنا : وفي هذا أن أنواع الصلح كلها مباحة في هذه النازلة بأن يُعطي الزوج على أن تصبر هي ، أو تعطي هي على أن يؤْثر الزوج ، أو على أن يؤْثر ويتمسك بالعصمة ، أو يقع الصلح على الصبر والأثرة من غير عطاء فهذا كله مباح .
وقال - رحمه الله - في قوله تعالى : (( وأحضرت الأنفس الشح )) , إخبار بأن الشح في كل أحد، وأن الإنسان لا بد أن يشح بحكم خلقته وجبلته حتى يحمل صاحبه على بعض ما يكره ، يقال : شَحَّ يَشِحُّ ( بكسر الشين ) قال ابن جبير : هو شح المرأة بالنفقة من زوجها وبقسمه لها أيامها ، وقال ابن زيد : الشح هنا منه ومنها , وقال ابن عطية : وهذا أحسن ؛ فإن الغالب على المرأة الشح بنصيبها من زوجها ، والغالب على الزوج الشح بنصيبه من الشابة .

(5) ذهب جمهور العلماء إلى أن المخاطب بقوله تعالى : (( فابعثوا حكمًا ... )) هم الحُكَّام ، بينما ذهب آخرون إلى أن المراد : الرجل والمرأة .

(6) وقد طُلِّقَت أم المؤمنين زينب بنت جحش - رضي الله عنها - من زوجها زيد بن حارثة ( مع فضلهما وورعهما ) قال الله تعالى : (( فلما قضى زيد منها وطرًا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم ... )) الأحزاب/37 .

(7) أخرجه البخاري (3364) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما .






آخر مواضيعي 0 السحلية ذات اللسان الازرق
0 عمل قلادة واسوارة ملتوية من الشريط الساتان والخرز
0 خلفيات بلاك بيري للعيد
0 33 برنامج للمحادثة لأجهزة البلاك بيري
0 ثيم البطة تويتي الجميلة للجيل الثالث
رد مع اقتباس
قديم 04-23-2012, 06:11 PM رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
SOHER

الصورة الرمزية SOHER

إحصائية العضو







SOHER غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فِقـه التَّعامُلِ بين الزَّوجين وقَبَسَاتٌ مِن بيتِ النبـوَّة

خِدمةُ المَرأةِ في بيتِ زَوْجِها ومُعاونةُ الزَّوْجِ لها

ويُستحَبُّ للمرأةِ أن تقومَ على خِدمةِ زَوْجِها وأولادِها في البيت قَدْرَ استطاعتِها ، فهِيَ راعيةٌ ومسئولةٌ عن رَعِيَّتِها ، وهـذا شأنُ فُضلياتِ النساءِ مِن الصحابياتِ وغيرهِنَّ .

فقد كانت أسماء بنت أبي بكر - رضيَ اللهُ عنها - تعلف فرسَ الزُّبير ، وتستقي الماءَ ، وتنقلُ النَّوَى على رأسِها (1) .

ولمَّا جاءت فاطمةُ بنت رسول الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - إلى رسول الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - تشكو إليه ما تلقى في يدها من الرَّحَى ، وبلَغَها أنه جاءه رقيقٌ (2) ، فلم تُصادفه ... الحديث ، وفيه أنَّ النبيَّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - قال لها : (( ألا أدلكما على خيرٍ مِمَّا سألتُما ؟ إذا أخذتما مضاجعكما أو أويتما إلى فراشِكما فسبِّحا ثلاثًا وثلاثين ، واحمد ثلاثًا وثلاثين ، وكَبِّرا أربعًا وثلاثين ، فهو خيرٌ لكما مِن خادم )) (3) .

ولَمَّا تَزَوَّجَ جابرُ بن عبد الله - رضي اللهُ عنهما - امرأةً ثَيِّبًا ، وقال له رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( فهلَّا جارية تُلاعِبُها وتُلاعِبُك ، وتُضاحِكُها وتُضاحِكُك ؟ )) قال فقلتُ له : إنَّ عبدَ الله ( يعني : والدَ جابر ) هلَكَ وترك بنات ، وإنِّي كرهتُ أجيئهُنَّ بمِثلِهِنَّ ، فتَزَوَّجتُ امرأةً تقومُ عليهِنَّ ، وتُصلحهُنَّ (4) .

وأثنى رسولُ الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - على نساءِ قُريشٍ بقولِهِ : (( خيرُ نِساءٍ رَكِبنَ الإبل صالِحُ نِساءِ قُريش ، أحناهُ على وَلَدٍ في صِغَرِهِ ، وأرعاهُ على زَوْجٍ في ذاتِ يدِهِ )) (5) .

وينبغي أن يُساعِدَ الرجلُ أهلَهُ في عمل البيت ، فقد تقدَّمَ أنَّ البُخاريَّ أخرج مِن طريق الأسود بن يزيد ، أنَّه سألَ عائشةَ رضي اللهُ عنها : ما كان النبيُّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يَصنعُ في البيت ؟ قالت : كان يكونُ في مِهنةِ أهلِهِ ، فإذا سَمِعَ الأذانَ خَرَج (6) .


______________________________

(1) أخرج البخاري حديث (5224) ، ومسلم (2182) من حديث أسماء - رضي الله عنها - قالت : تَزَوَّجني الزُّبيرُ وما له في الأرض من مالٍ ولا مملوكٍ ولا شيءٍ غير ناضحٍ وغير فرسِهِ ، فكنتُ أعلِفُ فرسَهُ ، وأستقي الماءَ ، وأحرزُ غَربَه ( الغَرب : هو الدَّلْو الكبير ، ومعنى أخرز غربه أي : أُخَيِّطُه إذا انقطع ) ، وأعجِنُ ولم أكن أُحسِنُ أَخبزُ ، وكان يَخبِزُ جاراتٌ لي من الأنصار ، وكُنَّ نِسوةَ صِدق .
وكنتُ أنقِلُ النَّوَى مِن أرض الزُّبَير التي أقطَعَهُ ( أيْ : أعطاه ) رسولُ الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - على رأسي ، وهي مِنِّي على ثُلُثي فَرسخ .

(2) رقيق : أي خدم .

(3) أخرجه البخاري حديث (5361) ، ومسلم (ص 2091) .

(4) أخرجه البخاري حديث (5367) ، ومسلم (ص 1087) .

(5) أخرجه البخاري حديث (5365) ، ومسلم (2527) .

(6) البخاري حديث (5363) .






آخر مواضيعي 0 السحلية ذات اللسان الازرق
0 عمل قلادة واسوارة ملتوية من الشريط الساتان والخرز
0 خلفيات بلاك بيري للعيد
0 33 برنامج للمحادثة لأجهزة البلاك بيري
0 ثيم البطة تويتي الجميلة للجيل الثالث
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:54 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator