العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسريه > عالم الحياه الزوجيه

عالم الحياه الزوجيه عالم الحياة الزوجية و المعاشره - عالم الحياة الزوجية , حياة رومنسية , الثقافة الجنسية, المشاكل الاسريه, المشاكل اليوميه.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 04-23-2012, 06:12 PM رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
SOHER

الصورة الرمزية SOHER

إحصائية العضو







SOHER غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فِقـه التَّعامُلِ بين الزَّوجين وقَبَسَاتٌ مِن بيتِ النبـوَّة

مثالٌ يُحتَـذَى بِـه

صحابيةٌ فاضِلةٌ ، وامرأةٌ رشيدةٌ عاقِلةٌ ، اجتمعت فيها جُملَةٌ مِن خِصال الخير .

امرأةٌ مِن أهل الجنة ، داعِيةٌ إلى اللهِ ، مُجاهِدةٌ في سبيل الله ، صابِرةٌ على المصائب ، سائلةٌ عن دينها ، كريمةٌ في بيتها ، مُوفيةٌ لِمَا عاهَدَت عليه اللهَ ورسولَه .

هِيَ أمُّ سُلَيْم رَضِيَ الله عنها ، وهي الغُميصاء بنت ملحان ، أم أنس بن مالك رضيَ اللهُ عنه ، وزوجة أبي طلحة .

قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( أُريتُ الجنةَ ، فرأيتُ امرأةَ أبي طلحة )) (1) .

وفي روايةِ : (( دخلتُ الجنةَ ، فسَمِعتُ خشفةً ، فقلتُ : مَن هـذا ؟ قالوا : هـذه الغُميصاء بنت ملحان أُم أنس بن مالك )) (2) .

أما دعوتُها إلى الله ، فتظهرُ جليةً في قصة زواجِها .

أخرج النسائي (3) بإسنادٍ صحيحٍ مِن حديث أنس بن مالك – رضيَ اللهُ عنه - قال : خطب أبو طلحة أُمَّ سُلَيْم ، فقالت : واللهِ ما مِثلُكَ يا أبا طلحةَ يُرَدُّ ، ولكنَّك رجلٌ كافِر ، وأنا امرأةٌ مسلمة , ولا يَحِلُّ لي أنْ أتزوَّجَكَ ، فإنْ تُسلِم فذاك مَهري وما أسألُكَ غيرَه ، فأَسلَمَ ، فكان ذلك مَهرَها .

قال ثابت : فما سَمِعتُ بامرأةٍ قط كانت أكرمَ مهرًا مِن أُمِّ سُلَيْم : الإسلام . فدخل بها فولَدت له .

وأخرج ابن سعد (4) في (( الطبقات )) (8/ 312) بإسنادٍ صحيحٍ عن أنس أيضًا ، قال : جاء أبو طلحة يَخطِب أُمَّ سُلَيْم ، فقالت : إنَّه لا ينبغي لي أنْ أتزوَّجَ مُشرِكًا ، أمَا تعلمُ يا أبا طلحة أنَّ آلِهَتَكم التي تعبدون يَنحِتُها عبد آل فلان النَّجَّار ، وأنَّكم لو أشعلتم فيها نارًا لاحترقت ؟! قال : فانصرف عنها وقد وقع في قلبِهِ مِن ذلك موقِعًا ، قال : وجعل لا يَجيئُها يومًا إلَّا قالت له ذلك ، قال : فأتاها يومًا فقال : الذي عرضتِ عليَّ قـد قبِلتُ ، قال : فما كان لها مَهرٌ إلًَّا إسلام أبي طلحة .

أما جِهَادُها في سبيل الله ، فإنَّها قـد خرجت في عِـدَّةِ غزواتٍ مع رسول الله .

فأخرج مسلم (5) في (( صحيحه )) من حديث أنس – رضيَ اللهُ عنه – قال : كان رسولُ الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يغزو بأُمِّ سُلَيْم ونِسوةٍ مِن الأنصار معه إذا غزا ، فيَسقين الماءَ ويُداوين الجَرحى .

وفي (( صحيح مسلم )) (6) أيضًا من حديث أنس – رضيَ اللهُ عنه - أنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ اتخذت يومَ حُنَيْن خِنجرًا ، فكان معها ، فرآها أبو طلحة ، فقال : يا رسولَ الله ، هـذه أُمُّ سُلَيْم معها خِنجرًا ، فقال لها رسولُ الله : (( ما هـذا الخِنجر ؟ )) قالت : اتخذتُه إنْ دَنَا مِنِّي أحدٌ مِن المُشركين بَقَرتُ به بطنَه فجعل رسولُ الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يضحك ، قالت : يا رسولَ الله , اقتُل مِن بعدنا الطُّلَقاء (7) انهزموا بك (8) , فقال رسولُ الله : (( يا أمَّ سُليم ، إنَّ اللهَ قـد كَفى وأحسن )) .

أما صبرُها على المصائب ، فيظهرُ جليًّا لَمَّا مات ولدُها مِن أبي طلحة .

فأخرج البخاريُّ ومُسلم (9) من حديث أنس بن مالك – رضيَ اللهُ عنه – قال : كان ابنٌ لأبي طلحة يشتكي ، فخرج أبو طلحة فقُبض الصَّبِيُّ ، فلَمَّا رَجَعَ أبو طلحة ، قال : ما فعل ابني ؟ قالت أم سُليم : هو أسكن ما كان ، فقرَّبَت إليه العَشاءَ ، فتَعَشَّى ، ثُمَّ أصابَ مِنها ، فلَمَّا فَرَغَ قالت : وَار الصَّبِيّ . فلَمَّا أصبحَ أبو طلحة أتى رسولَ الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - فأخبره ، فقال : (( أعرستُم الليلة ؟ )) (10) قال : نعم . قال : (( اللهم بارِك لهما في ليلتِهما )) ، فولَدَت غُلامًا . قال لي أبو طلحة : احفظه حتى تأتيَ به النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فأتى به النبيَّ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - وأرسلتُ معه بتمراتٍ ، فأخذه النبيُّ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - فقال : (( أمعه شيء ؟ )) قالوا : نعم ، تمرات , فأخذها النبيُّ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - فمضغها ، ثُمَّ أخذ مِن فِيه ، فجعلها في الصَّبِيِّ ، وحَنَّكَه به ، وسَمَّاه عبد الله .

أما سؤالُها عن دينِها ، فقد أخرج البخاري ومسلم (11) من حديث أم سلمة أم المؤمنين - رضي الله عنها - أنَّها قالت : جاءت أُمُّ سُلَيم امرأة أبي طلحة إلى رسول الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - فقالت : يا رسولَ الله , إنَّ اللهَ لا يَستحيي مِن الحَقِّ , هل على المرأةِ مِن غُسلٍ إذا هي احتلمت ؟ (12) فقال رسولُ الله : (( نعم ، إذا رأت الماء )) .

وفي رواية لمسلم (13) من حديث أم سليم أنها سألت النبيَّ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل ، فقال رسول الله : (( إذا رأت ذلك المرأةُ فلتغتسل )) , فقالت أم سليم : واستحييتُ مِن ذلك ، قالت : وهل يكونُ هـذا ؟ فقال نبيُّ الله : (( نعم ، فمِن أين يكونُ الشَّبَه ، إن ماء الرجل غليظٌ أبيض ، وماء المرأةِ رقيقٌ أصفر (14) ، فمِن أيّهما علا أو سَبَقَ يكونُ منه الشَّبه )) .

أما كَرَمُها في بيتها ومعرفتُها أن الله - عز وجل - يُخلِفُ على المُنفِقِ ، فيتضحُ جليَّا من قصة مجيء رسول الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - مع أصحابه إلى بيتها ، ففي (( صحيح البخاري ومسلم )) (15) من حديث أنس - رضي الله عنه - قال : قال أبو طلحة لأم سُليم : لقد سمعتُ صوتَ رسول الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - ضعيفًا أعرف فيه الجوع ، فهل عندكِ من شيء ؟ قالت : نعم . فأخرجت أقراصًا من شعير ، ثم أخرجت خِمارًا لها فلَفَّت الخُبز ببعضِه ، ثم دسَّته تحت يدي ولاثتني ببعضه ، ثم أرسلتني إلى رسول الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - قال : فذهبتُ به ، فوجدتُ رسولَ الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - في المسجد ومعه الناس ، فقُمتُ عليهم ، فقال لي رسولُ الله : (( آرسلَك أبو طلحة ؟ )) فقلتُ : نعم ، قال : (( بطعام ؟ )) قلتُ : نعم . فقال رسولُ الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - لمَن معه : (( قُوموا )) . فانطلق وانطلقتُ بين أيديهم ، حتى جئتُ أبا طلحة فأخبرتُه ، فقال أبو طلحة : يا أُمَّ سُلَيم قـد جاء رسولَ الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – بالناس ، وليس عندنا ما نُطعِمُهم . فقالت : اللهُ ورسولُهُ أعلم . فانطلق أبو طلحة حتى لَقِيَ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فأقبل رسولُ الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - وأبو طلحة معه ، فقال رسول الله : (( هَلُمِّي يا أُمَّ سُلَيْم ما عندكِ )) . فأتت بذلك الخبز ، فأمر به رسول الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - فَفُتَّ ، وعَصَرَت أُمُّ سُلَيْم عكة فأدمته ، ثم قال رسولُ الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - فيه ما شاء اللهُ أن يقول ، ثم قال : (( ائذن لعشرة )) . فأَذِنَ لهم ، فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ، ثم قال : (( ائذن لعشرة )) ، فأَذِنَ لهم ، فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ، ثم قال : (( ائذن لعشرة )) ، فأَذِنَ لهم ، فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ، ثم قال : (( ائذن لعشرة )) ، فأكل القوم كلهم حتى شبعوا ، والقومُ سبعون أو ثمانون رجلاً .

فانظر إلى ثباتِها ، وثِقَتِها باللهِ ، وبأنَّ اللهَ - سُبحانه - سيُبارِكُ في الطعام ، ولن يفضحها ، ولن يُخزيها في الأضياف ، وهي تقول : اللهُ ورسولُه أعلم . ألَا فليَذكُـر ذلك النساء !!

أمَّا وفاؤها بما عاهَدَت اللهَ عليه ، فقد أخرج البخاري ومسلم (16) من حديث أم عطية - رضي الله عنها - قالت : بايعنا النبيَّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - فقرأ علينا : ﴿ أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا الممتحنة/12 . ونهانا عن النِّيَاحَةِ ، فقبضتْ امرأةٌ مِنَّا يدَها ، فقالت : فُلانة أسعدتني ، وأنا أريدُ أن أجزيها ، فلم يقل شيئًا ، فذهبت ثم رجعت ، فما وَفَّت امرأةٌ إلَّا أم سليم وأم العلاء وابنة أبي سبرة امرأة معاذ _ أو ابنة أبي سبرة وامرأة معاذ _ .


______________________________

(1) أخرجه مسلم (2457) من حديث جابر بن عبد الله .

(2) أخرجه مسلم (2456) من حديث أنس بن مالك .

(3) النسائي حديث (6/ 114) .

(4) ابن سعد في ((الطبقات)) حديث (8/ 312) .

(5) مسلم حديث (1810) .

(6) مسلم حديث (1809) .

(7) هم الذين أسلموا من مكة يوم الفتح سُمُّوا بذلك ؛ لأن النبي – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - منَّ عليهم وأطلقهم ، وكان في إسلامهم ضعفٌ ، فاعتقدت أم سُليم أنَّهم مُنافقون ، وأنهم استحقوا القتلَ بانهزامِهم وغيره .

(8) انهزموا بك : الباء في ( بك ) بمعنى : عن ، أي انهزموا عنك على حد قوله تعالى : (( فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا )) الفرقان/59 ، أي : عنه . وربما تكون للسببية ؛ أي انهزموا بسببك لنِفاقهم ( التعليق على مسلم ) .

(9) البخاري حديث (5470) ومسلم (ص 1690) .

(10) يعني : هل جامعت أهلَك الليلة .
وفي بعض الروايات أن أم سليم قالت : يا أبا طلحة أرأيتَ أهل بيت أعاروا أهل بيت عارية ، فطلبها أصحابُها ، أيرُدونها أو يَحبسونها ؟ فقال : بل يَردونها عليهم ، قالت : فاحتسب أبا عمير .
وفي روايةٍ أخرى ، وإسنادُها صحيح أيضًا : أن أم سليم قالت : لا تُخبِروا أبا طلحة بموتِ ابنِهِ ، فرجع من المسجد وقد يَسَّرَت له عشاءَه كما كانت تفعل ، فقال : ما فعل الغلام - أو الصَّبِيّ - ؟ قالت : خير ما كان ، فقرَّبَت له عشاءَه ، فتَعَشَّى هو وأصحابُه الذين معه ، ثم قامت إلى ما تقومُ له المرأةُ فأصابَ مِن أهله ، فلَمَّا كان مِن آخِر الليل قالت : يا أبا طلحة , ألم ترَ إلى آل فلانٍ استعاروا عاريةً فتمتَّعوا بها ، فلما طلبت إليهم شَقَّ عليهم ؟ قال : ما أنصفوا . قالت : فإنَّ ابنَكَ فلانًا كان عاريةً مِن الله ، فقبضه إليه ، قال : فاسترجَعَ وحَمِدَ الله ... الحديث .
وفي رواية أخرى صحيحة أيضًا أنها قالت: يا أبا طلحة إن آل فلان استعاروا من آل فلان عارية فبعثوا إليهم: أن ابعثوا إلينا بعاريتنا فأبوا أن يردوها فقال أبو طلحة: ليس لهم ذلك إن العارية مؤداة إلى أهلها قالت: فإن ابنك كان عارية من الله وإن الله قد قبضه، فاسترجع.
وفي روايةٍ أخرى : أنه قال لها : ما فعل ابني ؟ قالت : صالِحٌ ، فأتته بتُحفتها التي كانت تتحفه بها ، فأصابَ منها ، ثم طلبت منه ما تطلبُ المرأةُ من زوجها ، فأصاب منها ، ثم قالت : ما رأيتَ ما صنع ناسٌ مِن جيرتنا كانت عندهم جاريةٌ فطلبوها ، فأبوا أن يَرُدُّوها ، فقال : ( بئس ما صنعوا ) ، فقالت : هـذا أنتَ ، ابنُكَ عاريةٌ من الله ، وإنَّ الله قد قبضه إليه ، فقال لها : واللهِ لا تغلبيني الليلةَ على الصبر ...
وكُلُّ هـذه الروايات عند ابن سعد في (( الطبقات )) وغيره ، وبمجموعِها ، بل وبمُفرداتِها تَصِحُّ بِلا شَكٍّ ولا رَيْب .

(11) أخرجه البخاري (282) ، ومسلم (1/ 608) .

(12) أي : رأت أنَّها تُجامَع .

(13) أخرجه مسلم (311) .

(14) قال النووي - رحمه الله - : وأما مَنِيُّ المرأةِ فهو أصفر رقيق ، وقد يبيض لفضل قوتها .
وله خاصيتان يُعرَفُ بواحدةٍ منهما ؛ إحداهما : أن رائحتَه كرائحةِ مَنِيِّ الرجل ، والثاني : التذاذٌ بخُروجِهِ وفُتورُ ش___ِها عَقِبَ خُروجه .

(15) أخرجه البخاري (3578) ، ومسلم (2040) .

(16) البخاري حديث (7215) ، ومسلم (ص 645، 646) .






آخر مواضيعي 0 السحلية ذات اللسان الازرق
0 عمل قلادة واسوارة ملتوية من الشريط الساتان والخرز
0 خلفيات بلاك بيري للعيد
0 33 برنامج للمحادثة لأجهزة البلاك بيري
0 ثيم البطة تويتي الجميلة للجيل الثالث
رد مع اقتباس
قديم 04-23-2012, 06:12 PM رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
SOHER

الصورة الرمزية SOHER

إحصائية العضو







SOHER غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فِقـه التَّعامُلِ بين الزَّوجين وقَبَسَاتٌ مِن بيتِ النبـوَّة

بين الصَّبْـرِ والشُّكْــر

وعلى الزوجين أن يَعتصما بالله ، ويَلزما الصبرَ والشُّكرَ ، ويكون أمرُهما دائرًا بين هذين ، إمَّا صابِرَيْن ، وإمَّا شاكِرَيْن ، وقـد قال النبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلَّم : (( عجبًا لأمرِ المُؤمن ، إنَّ كُلَّه خير ، وليس ذلك إلَّا للمُؤمن ، إنْ أصابته ضرَّاءَ صَبَرَ فكان خيرًا له ، وإنْ أصابته سَرَّاءَ شَكَرَ فكان خيرًا له )) .

فعلى الزوجين أن يَعلما أنَّ الإنجابَ والعُقمَ مِن الله سُبحانه وتعالى ، فقد يَبتلي اللهُ - عز وجل - بعضَ الناس بالعُقم , وقـد يَبتلي آخرين بإنجابِ البنات ، وآخرين بإنجابِ البنين ، ويُزَوِّجُ آخرين ذُكرانًا وإناثًا ، وكُلُّ ذلك ابتلاءٌ مِن الله عز وجل ، ولا يَسَعُ المُؤمنَ إلَّا الرِّضَا بقَضاءِ الله في كُلِّ الأحوال ، فهو سُبحانه قـد قال عن نفسه : ﴿ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ الشورى/49-50 .

فليس الإنجابُ باجتهادِ شخصٍ ، ولا مهارتِهِ ، ولا فُحولَتِهِ ، ولا قُوَّتِهِ ، ولا ذكائِهِ ، فكم مِن قَوِيٍّ لم يرزقه اللهُ ذُرِّيَّة ، وكم مِن ذَكِيٍّ حُرِمَها كذلك .

وها هُنَّ أزواجُ نبيِّنا محمدٍ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - ورَضِيَ اللهُ عنهُنَّ ، لم يرزقهُنَّ اللهُ الولدَ مِن رسول الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - اللهم إلَّا زوجته خديجة ، وسَرِيَّته مارية .

وسُليمان عليه السلام - كما قدَّمنا - يقولُ : لأطوفن الليلةَ على سبعين امرأة ، تَلِدُ كُلُّ امرأةٍ مِنهُنَّ ولدًا يُجاهِدُ في سبيل الله ، فلم تلد امرأةٌ إلَّا امرأةٌ وَلَدَت نِصفَ إنسان (1) .

ورَبُّ العِزَّةِ يَرْزُقُ زكريا الولدَ رغم كِبَرِهِ ، وبعد أنْ وَهنَ العَظمُ منه ، واشتعل رأسُهُ شيبًا ، وكانت امرأتُه عاقِرًا .

وإبراهيم الخليل كذلك يرزقه اللهُ الولدَ ، وبعد الكِبر ، وكانت امرأتُه عاقِرًا كذلك ، وقد قالت لَمَّا بُشِّرَت بالولد : ﴿ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ هود/72 .

ومريم تُرْزَقُ الوَلدَ بدُون زوجٍ ، آيةً مِن الله - عز وجل - للعالَمين .

فأمـرُ الإنجابِ والعُقمِ مَرَدُّهُ إلى اللهِ سُبحانه وتعالى .

فإذا ابتلَى اللهُ - سُبحانه وتعالى - الزوجين بالعُقم ، فعليهما الرِّضَا بقضاءِ الله , فكم مِن ولدٍ أرهَقَ أَبَوَيْه طُغيانًا وكُفرًا ، والغُلامُ الذي قتله الخضر طُبِعَ كافرًا ، كما قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، وقال الخضرُ في شأنه : ﴿ وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ... الكهف/ 80 .

وكم مِن غُلامٍ كُتِبَت له الشَّقَاوةُ وهو في بطن أمه .

وقـد قال اللهُ سُبحانه وتعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ التغابن/14 .

وقال تعالى : ﴿ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا ... النساء/11 .

وقـد كان يَحي بن زكريا - عليهما السلام - سَيِّدًا وحَصورًا .

فالإنجابُ ليس خيرًا في كل الأوقات ، والأولادُ لا يُسعِدون آباءهم وأمهاتهم في كل الأحوال ، قال نُوحٌ لولده : ﴿ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ هود/42-43 ، إلى أن قال نوح : ﴿ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ هود/45-46 ، فإذا قُدِّرَ على زوجين بعدم الإنجاب ، فعليهما الصبر مع دعاء الله -عز وجل - وتوطين النفس على الرضا بقضاء اللهِ سُبحانه .

وإذا رَزَقَ اللهُ الزوجين بالبنات ، فهو سُبحانه يَخلقُ ما يشاء ويختار ﴿ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ ... الشورى/49 . فعلى الزوجين أيضًا الرضا والشكر ، ولا يكونا كأهل الجاهلية الذين ذكر الله حالهم بقوله : ﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ النحل/58-59 .

وقـد ورد عن رسول الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - بيانُ عظيم الأجر لِمَن أحسن إلى البنات ، ففي (( صحيح مسلم )) (2) من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( مَن عَالَ (3) جاريتين حتى تبلُغا ، جاء يومَ القيامةِ أنا وهو )) وضمَّ أصابَعَه .

وأخرج البخاري ومسلم (4) من حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت : جاءتني امرأةٌ معها ابنتان تسألُني ، فلم تجد عندي غيرَ تمرةٍ واحدةٍ ، فأعطيتُها ، فقَسمتها بين ابنتيها ، ثم قامت فخرجت ، فدخل النبيُّ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - فحَدَّثتُه ، فقال : (( مَن بُلِيَ مِنَ هذه البناتِ شيئًا ، فأَحسنَ إليهِنَّ ، كُنَّ له سترًا مِن النار )) .

وفي روايةٍ لمُسلم (5) من حديث عائشة ، قالت : جاءتني مِسكينةٌ تَحمِلُ ابنتين لها ، فأطعمتُها ثلاثَ تمراتٍ ، فأعطت كُلَّ واحدةٍ منهما تمرة , ورفعت إلى فِيها تمرةً لتأكلها ، فاستطعمتها ابنتاها فشَقَّت التمرةَ التي كانت تُريدُ أنْ تأكُلَها بينهما ، فأعجبني شأنُها ، فذكرتُ الذي صنعت لرسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فقال : (( إنَّ اللهَ قد أوجبَ لها بها الجنةَ ، أو أعتقها بها من النار )) .


______________________________

(1) تقدَّم ، وانظر أيضًا البخاري (5242) .

(2) أخرجه مسلم (5/ 486) .

(3) عالَهُمَا : أي قام عليهما بالإنفاق والمؤنة والتربية ونحوها .

(4) أخرجه البخاري مع ((الفتح)) (10/ 426) ، ومسلم (ص 2027) .

(5) مسلم (ص 2027) .






آخر مواضيعي 0 السحلية ذات اللسان الازرق
0 عمل قلادة واسوارة ملتوية من الشريط الساتان والخرز
0 خلفيات بلاك بيري للعيد
0 33 برنامج للمحادثة لأجهزة البلاك بيري
0 ثيم البطة تويتي الجميلة للجيل الثالث
رد مع اقتباس
قديم 04-23-2012, 06:12 PM رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
SOHER

الصورة الرمزية SOHER

إحصائية العضو







SOHER غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فِقـه التَّعامُلِ بين الزَّوجين وقَبَسَاتٌ مِن بيتِ النبـوَّة

نصائِحُ غاليةٌ مِن فضائل العَمل والخُلُقِ الحَسَن

ويُستَحَبُّ للرجل إذا دخل بيتَه أنْ يَذكُرَ اللهَ - عزَّ وجلَّ - حتى لا يَدخلَ الشيطان ؛ وذلك لِمَا أخرجه مسلمٌ (1) مِن حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أنه سمع النبيَّ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – يقول : (( إذا دخل الرجلُ بيتَه ، فذكر اللهَ عند دخوله وعند طعامه ، قال الشيطان : لا مبيتَ لكم ولا عَشَاء ، وإذا دخل فلم يذكر اللهَ عند دخوله ، قال الشيطان : أدركتُم المَبيتَ ، وإذا لم يَذكر اللهَ عند طعامِهِ ، قال : أدركتم المَبيتَ والعَشَاء )) .

ويُشرَعُ له ويُستَحَبُّ أنْ يُسلِّمَ على أهلِهِ ويُقابِلَهم بوجهٍ مُبتسمٍ طَلْق ، وهذا لا يُكَلِّفه شيئًا ، بل يَجلِبُ له الأجرَ والمثوبةَ مِنَ الله عزَّ وجلَّ ، فإنَّه إذا تبسَّمَ في وجه أهلِهِ كانت له صدقة ، وقد قال عليه الصلاةُ والسلام : (( لا تَحقِرَنَّ مِنَ المعروفِ شيئًا ، ولو أنْ تَلْقَ أخاكَ بوجهٍ طَلْقٍ )) (2) .
وقال اللهُ سُبحانه : ﴿ فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ﴾ النور/61 .

وصَحَّ عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أنَّه قال : إذا دخلتَ على أهلِكَ ، فسَلِّم عليهم تحيةً مِن عند الله مُباركةً طيبة (3) .

أمَّا أنْ تدخلَ وأنتَ مقطب الجبين ، عابِسَ الوجه ، مُنتفخ الأوداج ، تَرمي عيناكَ بالشر ، ويَعلو وجهَكَ الرغبةُ في البَطش ، وتكون مع الناس مَرِحًا مُنبسِطًا ضاحِكًا ومُبتسمًا ، ولَمَّا تدخل البيتَ يَظهرُ التَّبَرُّمُ والضِّيقُ ، وتَخْتَلِقُ الانفعالَ ، وإذا نظرتَ إلى نَفْسِكَ في المِرآةِ رأيتَ وَجهًا مُزعِجًا يَفِرُّ منه مَن رآه ، ويتعوَّذُ باللهِ منه مَن شاهَدَه ، فلا أخالُكَ إلَّا مَحرومًا مِنَ الخير ، قد حِيلَ بينكَ وبين الثَّواب ، وقد قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : (( خيرُكم خيرُكم لأهلِهِ )) .


______________________________

(1) أخرجه مسلم حديث (2018) .

(2) أخرجه مسلم (2626) من حديث أبي ذر – رضيَ اللهُ عنه – مرفوعًا .
(3) أخرجه البخاري في ((الأدب المفرد)) (أثر 1095) .






آخر مواضيعي 0 السحلية ذات اللسان الازرق
0 عمل قلادة واسوارة ملتوية من الشريط الساتان والخرز
0 خلفيات بلاك بيري للعيد
0 33 برنامج للمحادثة لأجهزة البلاك بيري
0 ثيم البطة تويتي الجميلة للجيل الثالث
رد مع اقتباس
قديم 04-23-2012, 06:13 PM رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
SOHER

الصورة الرمزية SOHER

إحصائية العضو







SOHER غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فِقـه التَّعامُلِ بين الزَّوجين وقَبَسَاتٌ مِن بيتِ النبـوَّة

أيُّها الزَّوْج

ماذا تُكلِّفُكَ يا عبد الله البَسمةُ في وجهِ زَوْجِكَ عند دخولك على زوجتِكَ كي تنال الأجرَ مِنَ الله ؟!

ماذا تُكَلِّفُكَ طلاقةُ الوجهِ عند رؤيتك أهلَكَ وأولادَك ؟!!

هل يَضِيرُكَ ويُرهِقُكَ يا عبد الله أنْ تُقبِلَ على زوجتِكَ تُقبِّلُها وتُلاعِبُها وأنتَ داخلٌ عليها ؟!!

هل يَشُقُّ عليكَ أنْ تَرفعَ لُقمةً ، وتضعَها في فِيِّ امرأتِكَ ؛ حتى تنالَ الثواب ؟!!

هل مِن العسير أنْ تَدخُلَ البيتَ ، فتُلقي السلامَ تامًّا كاملاً : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؛ حتى تنالَ ثلاثين حسنة (1) ؟!!

ماذا عليكَ إذا تكلَّمتَ كلمةً طيبةً تُرضِي بها زوجتكَ ، ولو تكلَّفتَ فيها ، وإنْ كان فيها شيءٌ مِن الكَذِبِ المُباح ؟!!

سَلْ عن زَوجتِكَ عند دخولِكَ عليها ، وسَلْ عن أحوالِها .

لا أَظُنُّ أنْ تَرهَقَ وتَتعَب إذا قُلتَ لزوجتِكَ عند دخولك : يا حبيبتي منذ خروجي مِن عندك صباحًا إلى الآن وكأنه قد مرَّ عليَّ عام !!

إنَّكَ إذا احتسبت - وإنْ كنتَ مُتعبًا - وأقبلتَ على أهلِكَ تُجامِعُها ، فلَكَ الأجرُ والثَّوابُ مِنَ الله ؛ لقول النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( وفي بُضع أحدِكم صدقة )) .

هل ستَرهَقُ يا عبد الله إذا دعوتَ وقُلتَ : اللهم أصلح لي زوجي ، وبارِك لي فيها ؟!!

كلمةٌ طَيِّبةٌ صَدَقَة .

طلاقةُ وجهٍ وتَبَسُّمٍ في وجهِها صَدَقَة .

إلقاءُ سَلامٍ فيه حسنات .

مُصافحةٌ فيها وَضْعٌ للخطايا .

جِمَاعٌ فيه أجر .


______________________________

(1) أخرج أبو داود من حديث عمران بن حصين (5/ 379) قال : جاء رجل إلى النبي - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - فقال : ( السلام عليكم ) ، فرَدَّ عليه السلام ، ثم جلس فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( عَشْر )) ، ثم جاء آخَر فقال : ( السلام عليكم ورحمة الله ) ، فرَدَّ عليه السلام ، فقال : (( عِشرون )) ، ثم جاء آخَر فقال : ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) ، فرَدَّ عليه ، فجلس ، فقال : (( ثلاثون )) وإسناده صحيح .






آخر مواضيعي 0 السحلية ذات اللسان الازرق
0 عمل قلادة واسوارة ملتوية من الشريط الساتان والخرز
0 خلفيات بلاك بيري للعيد
0 33 برنامج للمحادثة لأجهزة البلاك بيري
0 ثيم البطة تويتي الجميلة للجيل الثالث
رد مع اقتباس
قديم 04-23-2012, 06:13 PM رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
SOHER

الصورة الرمزية SOHER

إحصائية العضو







SOHER غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فِقـه التَّعامُلِ بين الزَّوجين وقَبَسَاتٌ مِن بيتِ النبـوَّة

وأنتِ أيَّتُها الزَّوْجَــة

هل يُضيركِ أنْ تُقابلي زوجَكِ عند دخوله بوجهٍ طَلقٍ مُبتسِم ؟!!

هل يَشُقُّ عليكِ أنْ تَمسحي الغُبارَ عن وجهِهِ ورأسِهِ وثَوبِهِ ، وتُقبِّلِيه ؟!!

أظُنُّكِ لن ترهقي إذا انتظرتِ عند دخوله ، فلم تجلسي حتى يجلس !!

ما أخاله عسيرًا عليك أن تقولي له : حمدًا لله على سلامَتِكَ ، نحنُ في شوقٍ إلى قُدومِك ، مرحبًا بِكَ وأهلاً .

تجمَّلِي لزوجِكِ ، واحتسبي ذلك عند الله ؛ فإنَّ اللهَ جميلٌ يُحِبُّ الجمالَ , تطيَّبي , اكتحلي , البسي أحسنَ ثِيابِكِ لاستقبال زوجك .

إيَّاكِ ثُمَّ إيَّاكِ مِن البُؤس والتباؤس .

لا تُصغي ولا تستمعي إلى مُخببٍ مُفسدِ يُخببكِ ويُفسِدُكِ على زوجِك .

لا تكوني دائمًا مهمومةً حزينةً ، بل تعوَّذي بالله من الهم والحزن والعجز والكسل .

لا تَخضعي لرجلٍ بالقول ، فيطمع فيكِ الذي في قلبه مَرض ، ويَظُنُّ بكِ السّوء .

كُوني مُنشرحةَ الصدر ، هادئة البال ، ذاكرةً للهِ على كل حال .

هوِّني على زوجِكِ ما يَحِلُّ به من متاعب وآلام ومصائب وأحزان .

مُريه بِبِرِّ أُمِّه وأبيه .

أحسني تربيةَ أولادِكِ ، واملئي البيتَ تسبيحًا وتهليلاً وتمجيدًا وتكبيرًا وتحميدًا ، وأكثري من تلاوة القرآن ، وخاصةً سورة البقرة ؛ فإنها تطردُ الشيطان .

انزعي من بيتكِ التصاويرَ وآلاتِ اللهو والطرب والفساد .

أيقظي زوجَكِ لصلاةِ الليل ، وحُثِّيه على صيام التطوع ، وذكِّريه بفضلِ الإنفاق ، ولا تمنعيه من صلة الأرحام .

أكثري من الاستغفار لنفسك ، وله ولوالديك ولعموم المسلمين، وادْعي اللهَ بصلاح الذُّرِّيَّة وصلاح النِّيَّةِ ، وخيري الدنيا والآخرة ، واعلمي أنَّ رَبَّكِ سميعُ الدعاء ، يُحِبُّ المُلِحِّين فيه ، ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ غافر/60 .






آخر مواضيعي 0 السحلية ذات اللسان الازرق
0 عمل قلادة واسوارة ملتوية من الشريط الساتان والخرز
0 خلفيات بلاك بيري للعيد
0 33 برنامج للمحادثة لأجهزة البلاك بيري
0 ثيم البطة تويتي الجميلة للجيل الثالث
رد مع اقتباس
قديم 04-23-2012, 06:13 PM رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
SOHER

الصورة الرمزية SOHER

إحصائية العضو







SOHER غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فِقـه التَّعامُلِ بين الزَّوجين وقَبَسَاتٌ مِن بيتِ النبـوَّة

ولِلزَّوْجَيـنِ معـًا

إنَّ المحرومَ مَن حُرِمَ الثَّواب .

يا حبَّذا لو ارتقيتما معًا مُرتقًى عاليًا في القُربَى إلى الله .

يا حبَّذا لو جلستما معًا تتلوان كتابَ اللهِ - عز وجل - وتتدارسان سُنَّةَ نبِّيه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم .

يا له مِن خيرٍ إذا عكفتما على الفِقهِ في الدين !

صلاةً وسلامًا عليكما إذا صلَّيتُما على النبيِّ الأمين وسلَّمتًما .

أبشرا بالمغفرة والأجر العظيم إذا كنتما من الذاكرين اللهَ كثيرًا والذاكرات .

هنيئًا لكما ، ثُمَّ هنيئًا ، إذا كنتما من الصابرين والصادقين والقانتين والمستغفرين بالأسحار .

خُذا هديةً لأبويكما ، واحرصا على بِرِّهِما ، وكذلك العشيرة والخِلَّان .

عجبًا لصنيعكما إذا أكرمتُما الأضياف ، وأهديتُما للجيران ، ووصلتُما الأرحام ، وصلَّيتُما بالليل والناسُ نِيام .

اسلكا سبيلَ المُحسنينَ ؛ بأنْ تكونا من الكاظمين الغيظ ، والعافين عن الناس .

يا له من أجرٍ إذا تعاونتُما على البِرِّ والتَّقوَى ، وتركتما التعاونَ على الإثم والعُدوان !

جَنَّبَكُما اللهُ الخُسرانَ إذا تواصيتُما بالحَقِّ ، وتواصيتُما بالصَّبْر .

أورثكما اللهُ الجِنانَ إذا أقمتُما الأركانَ ، وراقبتُما الرَّحمَن .

أليس لكما أُسْوَةٌ فيمَن قال اللهُ فيهم : ﴿ ... وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ﴾ الحشر/9 ؟!!

ألَا تَتَّبِعَان سبيلَ مَن أنابَ إلى اللهِ ، واتَّبَعَ هُداه ؟!!

ألَا تَقتديان بهدى اللهِ الذي جاءت به رُسُلُ الله ؟!!

سل اللهَ - أيُّها الزوجُ - وسلي اللهَ - أيَّتُها الزوجةُ - أنْ يَنصُرَ الإسلامَ وأهلَهُ ، وأنْ يَحفظكما وذَراريكما والمُسلمين والمُسلمات ، وأنْ يُسكنكما الفِردوس ، ويَجمعكما معًا فيها مع الذين أنعمَ اللهُ عليهم مِنَ النَّبِيِّين والصِّدِّيقين والشُّهَداءِ والصَّالِحِينَ ، وحَسُنَ أُولئك رفيقًا .






آخر مواضيعي 0 السحلية ذات اللسان الازرق
0 عمل قلادة واسوارة ملتوية من الشريط الساتان والخرز
0 خلفيات بلاك بيري للعيد
0 33 برنامج للمحادثة لأجهزة البلاك بيري
0 ثيم البطة تويتي الجميلة للجيل الثالث
رد مع اقتباس
قديم 04-23-2012, 06:14 PM رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
SOHER

الصورة الرمزية SOHER

إحصائية العضو







SOHER غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فِقـه التَّعامُلِ بين الزَّوجين وقَبَسَاتٌ مِن بيتِ النبـوَّة

ومـع الأبنـاءِ وَقـفــة

وعلى الوالدين أن يُحسنا تربيةَ أبنائهما ، ويقوما برعايتهم خيرَ قِيام ، ويُعَلِّمانهم التوحيدَ وأصولَ الدِّين وأركانَ الإسلام والإيمان والإحسان , ويُحدِّثانهم عن الجنة ووصفها ، ويُرَغِّبَانهم فيها ، وفي العمل المُقَرِّبِ إليها المُسَبِّب لدخولها ، ويُخَوِّفانهم بالنار ، ويُحذِّرانهم من العمل المُوَرِّط فيها .

يُذكِّران الأولادَ بتِلكَ الوَصِيَّةِ الجَامعةِ والمَوعظةِ النافعة ، موعظة لُقمان ووَصِيَّتُه لولده ، كما ذكرها اللهُ في كتابه بقوله : ﴿ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ لقمان/13 .

فيُحَذِّران الأولادَ مِن الشِّرك ، ويُوضِّحَان لهم الشِّرك ، ويكشفان لهم عن أنواعِهِ ، وأنَّ منه دُعاءُ غير الله ﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ الأحقاف/5-6 .

ومَن دَعَا ميتًا مِن المَيِّتين ورجاه ، فقد أشرك بالله ، قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( الدُّعاءُ هو العِبادة )) (1) .

يُبَيِّنان للأولادِ أنَّ طلبَ المَدَدِ والعَونِ لا يكونُ مِن الأمواتِ بحالٍ مِن الأحوال ، إنَّما يكونُ مِن الله سُبحانه وتعالى .

يُفَهِّمان الأولادَ أنَّ الأصنامَ والأوثانَ والأحجارَ والأشجارَ لا تنفعُ ولا تَضُرّ ، والمَوتَى لا يملكون لأنفسِهِم شيئًا ، فضلاً عن غيرهم .

يُبَيِّنان للأولادِ أنَّ النَّذْرَ لا يكونُ إلَّا لله ، والذَّبْحَ والنَّحْرَ لا يكونان إلَّا له سُبحانه وتعالى ، والطَّواف لا يكونُ إلَّا ببيتِهِ ، والركوعَ والسجودَ لا يكونان إلَّا له عز وجل ، والحَلِف لا يكونُ إلَّا بِهِ سُبحانه وتعالى ، والعَمل إنَّما يُرجَى به وَجهُه عز وجل ، وطَلب النَّفع وكَشف الضُّرِّ مِنَ اللهِ وَحدَه .

يُعَلِّمانِ الأولادَ أنَّ الحُكمَ لله ، وأنَّ الأمرَ أمرُه سُبحانه ، والمُلْكَ مُلكُه عز وجل ، والشَّرعَ ما شرعه سُبحانه ، وأنَّ كُلَّ مَنْ عليها فَان ، ويبقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الجَلالِ والإِكرام .

يُحَذِّرانِ الأولادَ مِنَ الرِّيَاءِ ؛ ذلك الشِّرك الخَفِيّ .

﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ لقمان/14 .

وليعلم الإنسانُ أنَّ رَبَّهُ - عز وجل - أوصاه بوالِدَيْه ، وخَصَّ بالذِّكْرِ أُمَّهُ التي حملته وَهنًا على وَهْنٍ وأرضعته ، فليُحسِن إليهما ، وليَشكُر للهِ ثُمَّ لهما ، ولا يَقُل لهما : أُفٍّ ولا ينهرهما ، بل لِيَقُل لهما قولاً كريمًا ، ويَخفِض لهما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحمة ، وليَدعُ لهما بقولِهِ : رَبِّ ارحمهما كما رَبَّيَانِي صغيرًا ، فليَقُم الولَدُ على خِدمةِ والِدَيْه خَاصَّةً عند كِبَرِهِما ، وقـد يَبْلُغُ الكِبَرُ بأحدِهِما أو بكِلاهُما إلى حَدِّ يَبولُ الإنسانُ فيه على نَفْسِهِ ، ويَتَغَوَّطُ عليها ، فليُقبِلُ الوَلَدُ على خِدمتِهِما ، ولا يتأَفَّف ، فإنْ قُـدِّر وتأفَّفَ لِكَوْنِهِ بَشَرٌ يَعتريه ما يَعتري البَشَر ، فليستدرك وليُقلِع ، قال تعالى : ﴿ رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا الإسراء/25 ، أي للرَّجَّاعين عن ذُنُوبِهم المُقلِعِين عن خطاياهم ، وليس مِن معاني بِرِّ الوَالِدَيْنِ أنْ يُطاعا إذا دَعَيا إلى الشِّرك ، بل تَجِبُ مُخالفتُهما في ذلك ، فالطاعةُ إنَّما هِيَ في المعروفِ كما قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، وقد قال تعالى : ﴿ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا الكهف/28 . وإنَّما الذي يُطاعُ ويُتَّبَعُ مَن أنابَ إلى الله ، وسَلَكَ طريقَهُ سُبحانه وتعالى ، فالمَرجِعُ والمَآبُ إليه وَحدَه عز وجل .

ولكِنْ مع شِركِ الوالدين ، يُصاحبان في الدنيا بالمعروف ، كما قال سُبحانه : ﴿ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا لقمان/15 .

فعلى العَبدِ أن يَحرِصَ على أن يَموتَ على التوحيد هو وزوجُه وبَنوهُ وأُمُّهُ وأبوه .

أَلَا ترى إلى يعقوبَ - عليه الصلاةُ والسلام - لَمَّا حضرته الوفاةُ ، فَجَمَعَ بنيه ..
تُرَى ماذا قال لهم ؟!!
قال تعالى : ﴿ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ البقرة/133 .

وقَبْلَهُ جَدُّهُ إبراهيمُ الخليل عليه الصلاة والسلام ، الحنيف الحليم الأوَّاه المُنيب خليل الرحمن ، الذي اصطفاه اللهُ في الدنيا وإنَّه في الآخرة لَمِنَ الصالحين ، قال له رَبُّه : أسلِم ، قال : أسلمتُ لِرَبِّ العالمين ﴿ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ البقرة/132 .

ثُمَّ اتَّجَه لقمانُ - عليه السلام - إلى تعريفِ وَلَدِهِ بِرَبِّه - عز وجل - مُبيِّنًا له أنَّ اللهَ - عز وجل - لا تَخفَى عليه خافيةٌ ، ولا يضيعُ عنده عمل ، فقال : ﴿ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ لقمان/16 .

ثُمَّ حَثَّهُ على الصلاةِ ، والأمرِ بالمعروفِ ، والنَّهْي عن المُنكَرِ ، بقوله : ﴿ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ لقمان/17 .

يا لها مِن وَصَايَا جامِعـة ! :
حَثٌّ على الصلاةِ عِمادِ الدِّين ؛ التي بإقامتِها يُقامُ الدِّين ، وبهدمِها يُهدَمُ الدِّين .
حَثٌّ على الصلاةِ ؛ التي هي الرُّكنُ الثاني مِن أركان الإسلام ، ولم يَسبِقها إلَّا الشهادتان .
حَثٌّ على الصلاةِ ؛ التي بها تُنَاُل الجِنَان .
حَثٌّ على الصلاةِ ؛ التي هي نور .
حَثٌّ على الصلاةِ ، فهذا أمرُ اللهِ ، قال سُبحانه : ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى طه/132 .
حَثٌّ على الصلاةِ ، فهذا أمرُ رُسُلِ الله ... ﴿ وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا مريم/55 .
وقال عليه الصلاةُ والسلام : ((عَلِّمُوا أولادَكم الصلاةَ لِسَبْعٍ ، واضرِبُوهم عليها لِعَشْر )) (2) .
حَثٌّ على الصلاةِ ؛ لِلنَّجَاةِ مِنَ النَّار ، فقد قال تعالى : ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ
* الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الماعون/4-5 ، وقال تعالى : ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ... مريم/59-60 .
حَثٌّ على الصلاةِ ؛ لِمَا فيها مِن عَوْنٍ على المَصائب ، ونهي عن الفَحشاءِ والمُنكَر .
حَثٌّ على الصلاةِ ؛ لِمَا فيها مِنَ الفَضلِ العَميمِ والخَيرِ الجَسيمِ والأجرِ العظيمِ والثَّوابِ الجَزيل ، وكذلك تعليمٍ للأولادِ ، وحَثٍّ لهم على الأمرِ بالمعروفِ ، والنهي عن المُنكَر ، والصَّبْرِ على الأذى الذي يَلحقُهُم ، فغالبًا ما يَلْحَقُ الآمِرَ بالمعروفِ ، والنَّاهِي عن المُنكَرِ نَوْعٌ مِن أذى ، فيَلْزَمُ حِينئذٍ الصَّبْر , كما قال تعالى : ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ العصر/1-3 .

ثُمَّ اتَّجَهَ لُقمانُ إلى حَثِّ وَلَدِهِ على التَّخَلُّقِ بالخُلُقِ الحَسَنِ في تَعامُلِهِ مع الناسِ ، بقولِهِ : ﴿ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ لقمان/18 .
أيْ : أَقبِل يا ولدي على الناس بوجهِكَ أثناءَ حديثِكَ معهم ، ولا تُعرِض عنهم ، ولا تلوي رَقبتكَ وتبتعِـد بوجهِكَ عنهم ، بل استبشِر في وجوهِهِم ، ولا تختال في مِشيتك ؛ فإنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُختالٍ فَخور : ﴿ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ لقمان/19 .

فَعَلِّم وَلَدَكَ هـذه الوَصَايا الفاذَّة الجامعة لِخَيْرَي الدُّنيا والآخِرة .

ينبغي أن يُعلِّمَ الوالِدان أولادَهما هـذه الكلماتِ الطيبةَ النافعةَ التي علَّمها النبيُّ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - لابن عَمِّه عبد الله بن عباس رَضِيَ اللهُ عنهما ، إذْ قال له : (( يا غُلام : إنِّي أُعَلِّمُكَ كلمات : احفظ اللهَ يَحفظك ، احفظ اللهَ تجده تُجاهَك ، إذا سألتَ فاسأل الله ، وإذا استعنتَ فاستعِن بالله ، واعلم أنَّ الأُمَّةَ لو اجتمعت على أن ينفعوكَ بشيءٍ لم ينفعوك إلَّا بشيءٍ قـد كَتَبَهُ اللهُ لَك ، ولو اجتمعوا على أن يَضُرُّوكَ بشيءٍ لم يَضُرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قـد كَتَبَهُ اللهُ عليك ، رُفِعَت الأقلامُ ، وَجَفَّت الصُّحُف )) (3) .


______________________________

(1) أخرجه الترمذيُّ (5/ 374) بإسنادٍ صحيحٍ من حديث النُّعمان بن بَشير – رضيَ اللهُ عنه – مَرفوعًا .

(2) أخرجه أبو داود وغيرُه بإسنادٍ حسن ، ولَفظُ أبي داود (495) : (( مُروا أولادَكم بالصلاةِ وهم أبناءُ سَبع سِنين ، واضرِبُوهُم عليها وهم أبناءُ عَشر سِنين ، وفَرِّقوا بينهم في المَضاجِع )) .

(3) أخرجه الترمذيُّ ، حديث (2516) بإسنادٍ صحيحٍ لشواهده .






آخر مواضيعي 0 السحلية ذات اللسان الازرق
0 عمل قلادة واسوارة ملتوية من الشريط الساتان والخرز
0 خلفيات بلاك بيري للعيد
0 33 برنامج للمحادثة لأجهزة البلاك بيري
0 ثيم البطة تويتي الجميلة للجيل الثالث
رد مع اقتباس
قديم 04-23-2012, 06:14 PM رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
SOHER

الصورة الرمزية SOHER

إحصائية العضو







SOHER غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فِقـه التَّعامُلِ بين الزَّوجين وقَبَسَاتٌ مِن بيتِ النبـوَّة

على الوالدين أن يُمرِّنا الأولادَ على الطاعاتِ مِنَ الصِّغَر ، ويَعَرِّفانهم بالحَلال والحرام شيئًا فشيئًا ، فكما قال القائل :
وينشأُ ناشِئُ الفِتيانِ فِينا .. على ما كان عوَّدهُ أبوهُ

فيصطحب الوالدُ ولدَه إلى المسجد ، ويُعلِّمُه كتابَ الله وسُنَّةَ رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، ويُعلِّمُه الصلاةَ ، كما قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( علِّمُوا أولادَكم الصلاةَ لِسَبعٍ ، واضرِبُوهم عليها لعَشر ... )) (1) .

ويُعوِّدانهم على الصيام ، كما كان السَّلَفُ الصالحُ يصنعون ، قالت الرُّبَيِّع بنت مُعوِّذ : كُنَّا نصومُ عاشوراء ، ونُصَوِّمُه صِبياننا ، ونجعلُ لهم الُّلعبةَ مِن العِهن ، فإذا بكى أحدُهم على الطعامِ أعطيناه ذلك ، حتى يكون عند الإفطار (2) .

ويُجَنِّبانهم الحَرامَ ، فقد أخرج البخاريُّ ومُسلِمٌ (3) من حديث أبي هريرة – رضيَ اللهُ عنه - قال : أخذ الحَسَنُ بنُ عَلِىٍّ - رضي الله عنهما - تَمرةً مِن تَمر الصدقةِ ، فجعلها في فِيه ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( كخ كخ )) ليَطرحها ، ثم قال : (( أَمَا شَعرتَ أَنَّا (4) لا نأكلُ الصَّدَقَة )) .

ويُعلِّمانهم آدابَ الطعامِ والشَّرابِ والحديث :
أخرج البخاريُّ ومُسلِمٌ (5) من حديث عُمر بن أبي سلمة - رضيَ اللهُ عنه - قال : كنتُ غُلامًا في حِجر رسول الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - وكانت يدي تطيشُ في الصَّحْفَة ، فقال لي رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( يا غُلام ، سَمِّ الله ، وكُلْ بيَمِينِكَ ، وكُلْ مِمَّا يَليك )) .

وأخرج مُسلِمٌ (6) من حديث حُذيفة – رضيَ اللهُ عنه – قال : كُنَّا إذا حضرنا مع النبيِّ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - طعامًا ، لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسولُ الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - فيَضعُ يدَه ، وإنَّا حضرنا معه مَرةً طعامًا ، فجاءت جاريةٌ كأنَّها تُدفَع ، فذهبت لتضعَ يدَها في الطعام ، فأخذ رسولُ الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - بيدِها ، ثم جاءَ أعرابِيٌّ كأنَّما يُدفَع ، فأخذه بيدِه ، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( إنَّ الشيطانَ يَستحِلُّ الطعامَ أنْ لا يُذكَرَ اسمُ اللهِ عليه ، وإنَّه جاء بهذه الجاريةِ لِيَستحِلَّ بها ، فأخذتُ بيدِها ، فجاء بهذا الأعرابيِّ لِيَستحِلَّ به ، فأخذتُ بيدِه ، والذي نفسي بيدِهِ إنَّ يدَهُ في يَدي مع يدِها )) .

وجاء اثنان إلى رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فذهب أحدهما يتكلَّمُ ، وكان أصغرَهما ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( كَبِّر )) (7) .

فليُعَلِّم الوالِدُ وَلَدَهُ توقيرَ الكبير ، والحُنُوَّ على الصغير ، وليُعَرِّفه حَقَّ الجارِ ، وحَقَّ الرَّحِم .

ويَدعُوان لأولادِهما بالهِدايةِ والصَّلاح :
كما كان يفعلُ أهلُ الصلاح ، يقولُ قائلهم : ﴿ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي الأحقاف/15 ، ويقول : ﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ الفرقان/74 .

والنبيُّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - قد قال : (( اللهم أهلَ بيتي ، أذهِب عنهم الرِّجْسَ ، وطَهِّرهُم تطهيرًا )) (8) .

ويُعوِّذُ الوالِدان أولادَهما وبناتِهما ، كما كان النبيُّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يفعل ، ففي (( صحيح البخاري )) (9) من حديث ابن عباسٍ - رضي الله عنهما - قال : كان النبيُّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يُعوِّذُ الحَسَنَ والحُسَيْنَ ، ويقول : (( إنَّ أباكما إبراهيم كان يُعوِّذُ بها إسماعيلَ وإسحاق : أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامَّةِ ، مِن كُلِّ شيطانٍ وهَامَّة ، ومِن كُلِّ عَيْنٍ لامَّة )) .

ولنُنَبِّه على سُنَّةٍ تَركَ الكثيرُ مِنَ الناسِ العَملَ بها ، وهي ما أخرجه البخاريُّ ومُسلِمٌ (10) مِن حديثِ جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( إذا كان جُنْحُ الليل - أو أمسيتم - فكُفُّوا صِبيانَكم ؛ فإنَّ الشياطينَ تنتشِرُ حينئذٍ ، فإذا ذَهَبَ ساعةٌ مِن الليل فخَلُّوهم فأغلِقوا الأبوابَ ، واذكروا اسمَ الله ؛ فإنَّ الشيطانَ لا يفتحُ بابًا مُغلَقًا , وأوكُوا قربَكم ، واذكروا اسمَ الله ، وخمِّروا آنيتَكم ، واذكروا اسمَ الله ، ولو أنْ تَعرِضُوا عليها شيئًا ، وأطفئوا مصابيحَكم )) .

والولَدُ قد تراه نحيفًا ضارعًا ، وتكشِفُ عليه عند الأطباءِ ، فلا يذكرون مرضًا ، ولكنْ المرضُ مِن نَوعٍ آخَر ، قـد تكونُ امتدت إليه عينُ حاسِد ، فأحيانًا تسبّبُ عينُ الحاسِد في نحافةِ الطفل ، كما ورد عن رسول الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - لَمَّا زار آلَ جعفر ، فرأى أجسامَ بني جعفر ضارعة ، فسأل أُمَّهم أسماءَ بنت عميس : (( مالي أرى أجسامَ بني أخي ضارِعَةً ، تُصيبُهم الحاجة ؟ )) قالت : لا أدري ، ولكن العين تُسرِعُ إليهم ، قال : (( ارقِيهم )) ، قالت : فعَرضتُ عليه ، فقال : (( ارقيهم )) (11) .

وينبغي أن يَعدِلا بين الأولادِ في العطيات ؛ حتى لا يُسَبِّبَا الضغائنَ بين أولادِهما ، ويُوَلِّدا الأحقادَ بينهم .

وقد أخرج مُسلِمٌ (12) من حديث النُّعمان بن بشيرٍ - رضي الله عنهما - قال : أعطاني أبي عَطيةً ، فقالت عَمْرَةُ بنتُ رواحة : لا أرضى حتى تُشهدَ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فأَتَى رسولَ الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – فقال : إنِّي أَعطيتُ ابني مِن عَمْرَة بنت رواحة عَطِيةً ، فأمرتني أن أُشهِدَكَ يا رسولَ الله ، قال : (( أعطيتَ سائِرَ ولدِكَ مِثلَ هذا ؟ )) ، قال : لا , قال : (( فاتَّقُوا اللهَ ، واعدِلُوا بين أولادِكم )) . قال : فرجع فَرَدَّ هَدِيَّتَه .

صَحِيحٌ أنَّ المَحَبَّةَ لا يَملِكُها إلَّا اللهُ سُبحانه وتعالى ، فقد يُحِبُّ الشخصُ بعضَ ولدِهِ أكثرَ مِن الآخَر ، وقـد قال إخوةُ يُوسُف : ﴿ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ ... يوسف/ 8 .

ولكنْ ينبغي أن يُسَدِّدَ العَبدُ ويُقارِبَ ، ولا يُظهِر ما يُضايقُ الأبناءَ ، ويُسَبِّبُ الشحناء .

وثَمَّ أدبٌ جليلٌ على الأبوين أن يُلاحظانه ويُقيمانه في الأسرة ؛ ألَا وهو ما أمر اللهُ به ، حيثُ قال : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ النور/58-59 ، فأرشد اللهُ - سُبحانه وتعالى - الأبوين إلى أدبٍ رفيعٍ ؛ وهو تعليم أبنائِهما المُمَيِّزين الذين لم يبلغوا الحُلُمَ أن يستأذِنوا عليهما في هذه الأوقاتِ الثلاثة التي هي مظنة انكشافِ العَورات وخلع الثياب ، وهي :
مِن قبل صلاة الفجر .
حين تضعون ثيابكم من الظهيرة .
مِن بعد صلاة العشاء .

فالغالِبُ أنَّ الرجلَ وزوجتَه يتكشفان في هذه الأوقات ، وهي أوقات مظنة للجِماع ، فأمر الأبوان أن يُعلِّما الأطفال المُمَيِّزين الذين لم يبلغوا الحُلُمَ الاستئذانَ عليهما في هذه الأوقات الثلاثة ، فقد يدخلُ الولدُ أو تدخلُ البنتُ على أبويهما في هذه الأوقاتِ ، فيَجِدُ الوالدين على حالٍ يكرها أن يُريا عليها من التَّكَشُّفِ أو الجِماع أو نحو ذلك ، فيخرجُ الولدُ وتخرجُ البنت ، وقـد ارتسمت في أذهانِهما المناظرُ التي رأوها مِن أُمِّهِما وأبيهما ، فيتلَوَّثُ فِكرُهما ، ويَخرجُ الطفلُ يبحثُ عن طريقةٍ لتطبيق ذلك الذي رآه مِن أُمِّه وأبيه ، فيُطَبِّقُ ذلك مع جارتِهِ ومع زميلتِهِ , بل ومع أختِهِ في بيوت الذين لا يتحفظون ولا يُفرِّقون بين الأبناءِ في المضاجع , طفلٌ ينامُ بجِوار أُختِهِ ، ويرى مِن أُمِّهِ وأبيه منظرًا مُثيرًا ، فكيف يصنعُ مع أخته ؟ إنَّ الشيطانَ حَريصٌ على الفَسادِ ، فقد يقودُهُ الفسادُ والرذيلةُ مع أُختِهِ .

فدينُنا دينٌ نظيفٌ ، يحفظُ تصوراتِ الأطفال نظيفةً ، ويحفظُ عقولَهم نظيفةً ، ويحفظُ أفئدتَهم وألسنَتهم كذلك نظيفةً ، ألَا فليمتثِل المسلمُ والمسلمةُ لأوامر الله - عز وجل - وأوامر نَبِيِّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، ولتتحفَّظ الأم في سيرها في البيتِ أمام أولادِها المُراهقين ، فلا تتبرَّجُ تَبَرُّجًا زائدًا أمام بنيها ، فالشيطانُ يُزَيِّنُ لهم الحرام ، وكذلك فليتحفَّظ الوالِدُ ولا يمشي في البيتِ بثِيابٍ تُثيرُ بناتِهِ ، كهذا الذي يمشي بالسِّروال القصير في البيتِ ، أو يمشي في الكلوت ( الشورت القصير جدًا ) داخل البيت فَيُحدِّد هذا الشورت وهذا السروال عورتَهَ أما بناتِهِ ، ويقودُهُنَّ ذلك إلى طريقةٍ لا تُحمَدث عُقباها .

والاستئذانُ شُرِعَ مِن أجل البصر كما قال (13) النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( إنَّما جُعل الإذنُ مِن أجل البصر )) ، فإذا كان الأمرُ كذلك ، فجديرٌ بالأبوين أن يحفظا أولادَهما - والحفيظُ هو اللهُ سُبحانه - مِن مُشاهدةِ الأفلام السيئةِ التي تَبُثُّ الفِسْقَ والرذيلةَ ، بل وتنشرُ الفحشاءَ والمُنكَر ، وتُهَيِّجُ على الدعارة والفساد ، فكيف بالولد المُراهِق إذا رأى منظرَ رجلٍ فوق امرأةٍ يَحتضِنُها ويُقَبِّلُها ؟ ألَا يُهَيِّجُه ذلك ويدفعه إلى الفساد ويَقودُه إليه ؟!

كيف بالبنتِ البِكر المُراهقة إذا رأت شابًا مُمتلِئًا فُحولةً يَحتضِنُ فتاةً ويُقبِّلُها ويَعلوها ، ألَا تتوقُ نفسُها إلى أن تكون مِثلَ هذه الفتاة ، وتُهيِّجُ فيها الشهوةَ ، بما يدفعُها إلى الوقوعِ في المَكروه والمُحَرِّمِ ، والعِياذُ بالله ؟

إنَّ بعضَ العُلَماءِ يذكرون أنَّ المرأةَ إذا رأت فَرسًا ينزو على أُنثَى مِن الفرسان ، أو قِطًّا يَعلو قِطَّةً ونحو ذلك ، تَهيجُ وتَشتاقُ إلى الجِماع هي الأخرى ، فجديرٌ بِكُلِّ أَبٍ وكُلِّ أُمٍّ أن يَحفظا ويُحافِظا على أولادِهما وبناتِهما مِن هذا الفسادِ العريض والشر المستطير .

نَهيبُ بِكُلِّ أَبٍ وبِكُلِّ أُمٍّ أن يَحمِلا رسالتَيهِما ، ويُؤدِّيَا الأمانةَ التي أخذها اللهُ عليهما في حِفظِ أولادِهما وبناتِهما ، فالوَلَدُ الصالِحُ ينفعُ اللهُ به أبويه في الحياةِ وبعد الممات ، قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( إنَّ الرجلَ لتُرفَعُ درجتُه يوم القيامة ، فيقول : يا رَبِّ أَنَّى لي هـذا ؟ فيُقالُ : باستغفار وَلَدِكَ لَك )) .

نَهيبُ بِكُلِّ رجلٍ غَيورٍ أن يكونَ قَوَّامًا خيِّرًا على أهل بيته ، ولا يكن دَيُّوثًا راضيًا بالفحشة مقرًا للخبث في بيته .

اصطحِب وَلَدَكَ إلى مَواطن الصلاحِ يا عبدَ الله ، واصرفه عن مَواطن الفساد .

هل ترضى أن ينجحَ ابنُكَ في الثانويةِ بتَفَوُّقٍ ، ويكونَ مِن حَطَبِ جَهنَّم ؛ بتركِهِ للصلاةِ وخَوضِهِ مع الخائضين ، وفسادِهِ مع المُفسدين ؟!

ذكِّر وَلَدَكَ - يا عبدَ اللهِ - بقولِ اللهِ تعالى : ﴿ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ الأنعام/94 .


______________________________

(1) تقدم قريبًا .

(2) أخرجه البخاري حديث (1960) .

(3) أخرجه البخاري (1491) ، ومسلم (1069) .

(4) يعني : آل محمد .

(5) أخرجه البخاري مع ((الفتح)) حديث (9/ 521) ، ومسلم (13/ 192) .

(6) مسلم (13/ 187) .

(7) أخرجه البخاري (6142، 6143) ، ومسلم (ص 1294) .

(8) أخرجه أحمد في ((المسند)) حديث (6/ 298) بإسنادٍ صحيحٍ لشواهده .

(9) البخاري مع ((الفتح)) حديث (6/ 408) .

(10) البخاري مع ((الفتح)) حديث (10/ 88) ، ومسلم (13/ 183) .

(11) أخرجه مسلم مع ((النووي)) حديث (14/ 185) .

(12) البخاري حديث (2587) ، ومسلم (ص 148، 149) .

(13) أخرجه البخاري مع ((الفتح)) حديث (12/ 243) ، ومسلم حديث (2156) من حديث سهل بن سعد الساعدي .






آخر مواضيعي 0 السحلية ذات اللسان الازرق
0 عمل قلادة واسوارة ملتوية من الشريط الساتان والخرز
0 خلفيات بلاك بيري للعيد
0 33 برنامج للمحادثة لأجهزة البلاك بيري
0 ثيم البطة تويتي الجميلة للجيل الثالث
رد مع اقتباس
قديم 04-23-2012, 06:15 PM رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
SOHER

الصورة الرمزية SOHER

إحصائية العضو







SOHER غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فِقـه التَّعامُلِ بين الزَّوجين وقَبَسَاتٌ مِن بيتِ النبـوَّة

وإلى الأبناء

حفظكم اللهُ جميعًا بحِفظه :

راقِبوا اللهَ في الوالدين ، فقد أوصاكم اللهُ بذلك ، قال تعالى : ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا الإسراء/23-24 .

وقال سُبحانه : ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا النساء/36 .

وقال تعالى : ﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا الأنعام/151 .

وقال سُبحانه : ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ لقمان/14 .

وقال تعالى : ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ... الأحقاف/15 .

وسُئِلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أيُّ العمل أفضل (1) ؟ قال : (( الصلاةُ على وقتِها )) ، قال : ثُمَّ أيّ ؟ قال : (( ثُمَّ بِرُّ الوالدين )) .

وسُئِلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : مَن أَحَقُّ الناس بحُسنِ صَحابتي ؟ قال : (( أُمُّك )) ، قال : ثُمَّ مَن ؟ قال : (( أُمُّك )) ، قال : ثُمَّ مَن ؟ قال : (( أُمُّك )) ، قال : ثُمَّ مَن ؟ قال : (( ثُمَّ أبُوك )) (2) .

والطاعةُ - مَعشرَ الأبناء - في المعروفِ ليست في معصيةِ الله عز وجل ، ولا في الشِّركِ به ، قال تعالى : ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا لقمان/15 .

واستغفِرُوا لوالديكم ، وارفقوا بهما ، وصِلُوا مَن كان أبوكم يَصِلُهُ .


______________________________

(1) البخاري مع ((الفتح)) حديث (10/ 400)، ومسلم (85) .

(2) أخرجه البخاري (10/ 401) ، ومسلم (5/ 410) .






آخر مواضيعي 0 السحلية ذات اللسان الازرق
0 عمل قلادة واسوارة ملتوية من الشريط الساتان والخرز
0 خلفيات بلاك بيري للعيد
0 33 برنامج للمحادثة لأجهزة البلاك بيري
0 ثيم البطة تويتي الجميلة للجيل الثالث
رد مع اقتباس
قديم 04-23-2012, 06:15 PM رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
SOHER

الصورة الرمزية SOHER

إحصائية العضو







SOHER غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فِقـه التَّعامُلِ بين الزَّوجين وقَبَسَاتٌ مِن بيتِ النبـوَّة

وللأُسْــرةِ جميعـًا

اعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا .

تحابُّوا في الله ، واجتمعوا عليه ، وافترقوا عليه .

تعاونوا جميعًا - مَعشر الأسرةِ - على البِرِّ والتَّقْوَى ، ولا تَعَاونوا على الإثم والعُدوان .

طَيِّبُوا طعامَكم وشرابَكم ومَلْبَسَكم ؛ حتى تُتَقَبَّلَ دعواتُكم .

املئوا البيتَ بتلاوةِ القُرآن ، والذِّكْـرِ ، والتهليل ، والتحميد ، والتسبيح ، والتكبير .

لينصر كُلٌّ منكم أخاه ظالِمًا أو مظلومًا ، ظالمًا يَمنعه مِنَ الظُّلم ، ومظلومًا بالسعي لِرَدِّ مَظلمتِهِ إليه .

مَن مات منكم قبل أخيه ، فليستغفر له أخوه ، وليزره في قبره ؛ فإنَّ زيارتَهُ في قبره تُذكِّرُ بالآخِرة ، واعلموا أنَّ كُلَّ مَن عليها فان ، ويَبقى وجهُ رَبِّكَ ذو الجلالِ والإكرام .

سَلُوا اللهَ كما جمعكم في الدنيا في بيتٍ واحدٍ على طاعته ، أن يجمعكم في الفردوس في مقعدِ صِدقٍ عند مَليكٍ مُقتدِر .

واستغفروا رَبَّكُم إنَّه كان غَفَّارًا .

وصَلُّوا وسَلِّمُوا على نَبِيِّكُم مُحمدٍ ، يُصَلِّي عليكم رَبُّكُم عَزَّ وَجَلَّ .







آخر مواضيعي 0 السحلية ذات اللسان الازرق
0 عمل قلادة واسوارة ملتوية من الشريط الساتان والخرز
0 خلفيات بلاك بيري للعيد
0 33 برنامج للمحادثة لأجهزة البلاك بيري
0 ثيم البطة تويتي الجميلة للجيل الثالث
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:53 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator