لديك كل شئ ومناديل ورقية
لديكِ كل شيء.. ليل تقليدي ومقعد في شرفة . لديكِ سحابة تشبه سمكة صغيرة كان لابد أن تلحظي مرورها الواهن في العتمة , لديكِ صمت..
وفكرة ميتة عن القيام بانتحار مفاجئ , لديكِ جيران أغلقوا نوافذهم في وجهكِ..
كأنما يريدون التخلص من عجزهم عن فهم سر جلوسكِ هكذا كل ليلة , لديكِ كل شيء..
مسبحة تشعرين أنها لم تكن كافية للتقرب من الله وذاكرة لم تضعف عن الأيام
التي لم تكن جميلة , لديكِ موتى كانوا ذات يوم مجرد أحياء وأحياء ذات يوم سيموتون فحسب ..
وأنتِ بعين ترى الحياة
وبالأخرى التي ترى الموت , تخبئين الأمنيات الغير مستحيلة عن إغماض العينين
ثم فتحهما فتصبحين غير خائفة
وغير مصابة بالدوار ونيتكِ الحسنة
لم يرد ذكرها في قائمة الخراب .
لديكِ كل شيء ، أصابع صغيرة ومناديل ورقية . آه .. المناديل الورقية ، صديقتكِ الحميمة
منذ الطفولة الحميمة
لدرجة ألا يمكن أن تصبح ذات يوم غريبة أو خائنة ، حتى بعد أن أدركتِ أن البكاء
أصبح وسيلة مستهلكة في التعبير عن القسوة
يمكنها أن تظل مخلصة لكِ وأنت بلا دموع , يمكنك أن تمزقيها ببطء لقطع صغيرة جدا
منديل تلو الآخر , ستمنحكِ بمنتهى الوفاء
فرصة التطلع لشيء ما يتم تمزيقه ببطء وصمت .. شيء أبيض وضعيف يتحول لأشلاء ضئيلة .
لديكِ كل شيء ، ليل تقليدي ومقعد خال
في شرفة خالية سحابة تشبه
سمكة صغيرة تمر في العتمة , صمت ترك بابه
مفتوحا للهواء ..
ليعبر ويحمل قطع المناديل الورقية بعيدا
في كل اتجاه ليضمن أن تظل الشرفة الخالية
هكذا بلا وداع مختلف !
منقول
__________________