تراتيلٌ من جَسدِ الأُفول
إنّ العلياء لسمةٌ جلية تترادف و صبوة الخلود لدى الكبار كنهاً من النفوس..؛ صبحٌ مترقرق الندى يصدح فينا الانتعاش لما له من جلاء الملأ حولنا و الحضور..، و هي بذلك توغر فينا علناً و بعثاً خطيئة التمادي و الارتحال من بدءٍ نحو بدء دونما أدنى تولٍ أو بعض رجوع.
زمناً تلو زمن..، تكتسي منّا وهجاً ترتديه قواماً، و نحن في ذاته ملامح البريق الغائر و المعتلي على هامة الأقطاب، و الكلّ يتدفق من أوردتنا دماً حيّاً أو دمعاً زلالاً كماء الحياة يسقي الغراس للوجود؛ هيئته هيكلٌ في حجم البصيرة يتشكل في غالبه من هدم و اندثارٍ ظاهران..، بينما عمقه هو صقلُ الصّفو بحياة الصّلد للعمار.. . فنرتقي..، و نسمو وفق طريق الصعود اعتلاءً و دفء الفرح يغمر فينا الأخاديد ارتواءً.. . لذلك، فنحن مع كل اعتلاء، لا نبالي بأنين الجسد المرهق و لا بتأوّهات العضد الحامل فينا؛ غادين كفيضٍ لا يأبه إلاّ بالمدد و جذوةٌ تعتصر فينا كلّ الأشياء من أجل استجداء الحطب..، لأنّنا نحن الحطب و نحن ذات اللّهب..، و قدر الذهب ألاّ يصفو نقاؤه إلاّ بمجابهة اللّهب ..، الذي مهما اشتد و التهب يخبو لا محالة نهايةً، تاركاً إرث التلألؤ و البريق لمن ذاب و اصطلى حيناً ثمّ تجلّد فتصلّب .. .