العودة   شبكة صدفة > المنتديات العامة > منتدى صدفة العام

منتدى صدفة العام مواضيع عامة, مقتطفات, مواضيع جديدة، معلومات عامه.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 06-20-2010, 10:34 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عادل الريس

الصورة الرمزية عادل الريس

إحصائية العضو








عادل الريس غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى عادل الريس

افتراضي أشهر الخونة في تاريخ مصر

أشهر الخونة في تاريخ مصر


: السلطان..وفرط الرمان












أنجبت الحملة الفرنسية على مصر الكثير من الشخصيات المشوهة

ومصر – طوال تاريخها تقريباً، وبحكم موقعها وظروفها – بلد متعدّد الأعراق والأديان، تحكم عناصَره، دائماً، علاقات المودّة والتّعاون والوئام، إلاّ أن يتدخّل عنصر أجنبيّ في إفساد هذه العلاقات

وفي تلك المراحل من الضعف العام والمناخ الفاسد، يظهر الخونة ويعلو شأنهم

ومن هنا برزت شخصية بارثلميو يني الرومي الذي قاد فيلقاً من الأروام لدعم الاحتلال الفرنسي لمصر، واشتهر لدى العامة بـ"فرط الرمان" لشدة احمرار وجهه- والذي لم يملك المؤرخ الفرنسي بريجون إلا أن يصفه بأنه وحشٌ آدمي، في حين وصفه الجبرتي بأنه من أسافل الأروام المقيمين في مصر

كان بارثلميو يني –وكان البعض يلفظ اسمه على هيئة: برطلمين- يقطن بمصر ويعمل عند محمد بك الألفي، وله حانوت بخط الموسكي كان يبيع فيه القوارير الزجاجية أيام البطالة

ولما جاءت الحملة وضع نفسه في خدمة الفرنسيين ليقوم بما يصفه مؤرخ الحملة الفرنسية كريستوفر هيرولد - بالأعمال القذرة التي يستنكف الفرنسيون من القيام بها. ولما شهدوا إخلاصه عينوه كتخدا مستحفظان للقاهرة، أي وكيل المحافظ
ويحكي الجبرتي في كتابه "مظهر التّقديس بزوال دولة الفرنسيس" كيف تعامل الرجل مع الموقف، إذ يقول إنه خرج، في أُبّهةٍ وزينة، إلى البيت الّذي اغتصبه، "وسكن اللّعين المذكور ببيت يحيى كاشف الكبير بحارة عابدين، واحتوى -أي استولى- عليه بما فيه من الفرش والمتع والجواري وغير ذلك"

ونترك هيرولد يفسر سبب صعود نجم بارثلميو، إذ يقول: "وكانت هناك مهام حكومية بغيضة كره الاضطلاع بها الفرنسيون والمسلمون من الأهالي على السواء، وهي جمع الضرائب والبوليس. وكان المماليك يستخدمون الصيارفة الأقباط في جمع الضرائب قبل وصول نابليون، وكان مما يؤهل الأقباط لهذا العمل تعليمهم وطاعتهم وخبرتهم بشؤون المال. واضطر نابليون للمضي في استخدامهم لأداء هذه المهمة كما كانوا يؤدونها من قبل، وإن قدر أن جانباً كبيراً من الأموال التي يجبونها من الفلاحين يحتجزونها لأنفسهم، فوضع نظاماً يشمل على مراتب ودرجات من الجباة الأقباط وقيدوا بذلك الصيارفة من القبط ونزلوا في البلاد مثل الحكام يحبسون ويضربون ويشددون في الطلب"




ثم يضيف هيرولد مؤلف كتاب "بونابرت في مصر" قائلاً: "ومن أبرز هؤلاء وألفتهم للنظر مغامر رومي مسيحي يسمى بارتلمي أو بارثلميو، عينه بونابرت كتخدا مستحفظان القاهرة، وكان هذا الضابط الزاهي المظهر والمسلك يقود سريةً قوامها مائة من الأروام والجزائريين والمغاربة المتوحشين. وكان فارع القامة لا ينسى الناظر منظره وهو يخرج على رأس أتباعه من الأوغاد في عمامةٍ بيضاء ضخمة تظهر بشرته البرونزية وعيناه تلمعان وعلى شفتيه ابتسامةٌ يجمد لها الدم في العروق وقد ارتدى ثوبه اليوناني الموشى بالقصب وحزاماً أحمر وسراويل ضخمة ومعطفاً تعلوه رمانتان مما يضعهما الكولونيل على كتفه. وكانت زوجته العملاقة الرهيبة تركب أحياناً إلى جواره. وكان بارتلمي يحب العراك لأنه يتيح له إظهار شجاعته والتباهي بثيابه، ولكن أحب الأشياء إلى قلبه قطع الرقاب"

وعن هذه الشخصية يقول هيرولد إنه "إذا لم يجد من البدو المتجردين من يحمل رؤوسهم إلى القاهرة تذكاراً كان يعزي نفسه برؤوس بعض الفلاحين عاثري الحظ الذين يصادفهم في عودتهم للمدينة. وقد قدم للجنرال ديبوي مرةً زكيبة (أي جوالاً) بأكملها مملوءة برؤوس البدو بينما كان هو وضيوفه يتناولون طعام الغذاء، وقد آلمه أنه نغص عليهم طعامهم"

هكذا كان يستمتع بقطع رؤوس الفلاحين البسطاء الذين يلقيهم حظهم العاثر في طريقه أو رؤوس المواطنين الذين يقاومون الاحتلال، لكي يقدم تلك الرؤوس هدية للقوات الغازية

وكان بارثلميو يني سادياً يستمتع بتعذيب وإيذاء مواطنيه تزلفاً للفرنسيين الذين قربوه ووسدوه مكانةً بينهم. ونترك نابليون وهو يصفه بأدق وصفٍ، فيقول: "كان في منظره وهو يسير إلى القلعة وقد جرد سيفه في يده ومن خلفه ضحاياه المكبلين ما يكفي لإخماد كل النوبات الشريرة في قلوب الكثيرين

وفي زمن الاحتلال بدأت "مواهبه" في الظهور، خاصةً عقب ثورتي القاهرة الأولى والثانية والتي أشاع الفرنسيون في أعقابها جواً شديداً من العنف والقسوة، ما بين قتل ثم إعدام أكثر من ألفي رجل بعد ثورة القاهرة الأولى وسلب للأموال وهتك للأعراض وإذلال للناس بشتى صور الإذلال.. إذ وجد بارثلميو في هذا الجو مرتعاً لمواهبه تلك، حيث يصفه هيرولد قائلاً: "وكان هناك رجل يرتع في هذا الجو الذي يناسب طبيعته في الأيام التالية للثورة، وذلك هو بارتلمي ضابط البوليس المنتفخ الأوداج الزاهي الثياب"




ويصف الجبرتي في "عجائب الآثار في التراجم والأخبار" بعض ما فعله بارثلميو فيقول: "وانتدب برطلمين للعسس ممن حمل السلاح أو اختلس وبث أعوانه في الجهات يتجسسون في الطرقات، فيقبضون على الناس بحسب أغراضه. وما ينهبه النصارى من أغراضهم فيحكم فيهم بمراده ويعمل برأيه واجتهاده ويأخذ منهم الكثير، ويركب في موكبه ويسير وهم موثقون بين يديه بالحبال، ويسومهم الأعوان القهر والنكال فيودعونهم السجونات ويطالبونهم بالمنهوبات ويقهرونهم بالعقاب والضرب ويسألونهم عن السلاح وآلات الحرب ويدل بعضهم على بعض فيطلعون على المدلول عليهم أيضا وكذلك فعل مثل ما فعله اللعين الأغا في أفعاله وطغى.. وكثير من الناس ذبحوهم وفي النيل قذفوهم ومات في هذين اليومين وما بعدهما أممٌ كثيرة لا يحصى عددهم إلا الله"

وعت ذاكرة المصريين جيداً أعداء هذا الوطن، فيقول الجبرتي إنه في ثورة القاهرة الثانية أخذ الأطفال يهتفون ضد هذا المحتسب قائلين: "الله ينصر السلطان، ويهلك فرط الرمان"

وتبلغ وحشية بارتلمي الذروة في تنفيذه حكم المحكمة العسكرية الثقيلة التي أقيمت لسليمان الحلبي وزملائه في قضية اغتيال الجنرال كليبر ساري عسكر الفرنسيين. ونترك هيرولد يصف هذا المشهد البشع مختصرين منه بعضاً من المشاهد التي يصعب على القلب تحملها

يقول هيرولد: "ولابد أن هذا اليوم كان أروع يوم في حياة الرومي بارتلمي فقد بدأ يقطع رؤوس الشيوخ الثلاثة الذين أدينوا بتهمة عَلِمَ ولم يُبلغْ.. وكان الفحم أثناء ذلك يحمى في الجمرة، وكان قد حكم عليه بان تحرق يمينه قبل أن يقتل على الخازوق.. حيث لم يشك سليمان ويده تشوى على الجمر، ولكن حين انزلقت جمرةٌ إلى مرفقه نبه بارتلمي إلى أن الحكم عليه لم يذكر المرفق بل اليد فقط. وراعى بارتلمي في هذا مماحكة من سليمان، فقال سليمان إن بارتلمي نصراني كلبٌ وأصر على حقوقه حتى أزيحت عن مرفقه الجمرة. وقد سجل الجاويش فرانسوا التفاصيل قائلاً: "ولما أتم بارتلمي القسم التمهيدي، يعني حرق يمين سليمان، رفع الخازوق قائماً وعليه سليمان ثم غرس في الأرض. ورجا سليمان جندياً فرنسياً واقفاً بقربه أن يعطيه شربة ماء، وكان على وشك أن يناوله زمزميته، لولا أن منعه بارتلمي، فإن أقل شربة ماءٍ كفيلةٌ بقتله فوراً فيتعطل بذلك مجرى العدالة"

لكن بارثلميو لم يكن البطل الوحيد في مسلسل الخيانة

فقد ازدحمت الساحة في مصر أيام الحملة الفرنسية بنماذج من الخونة من كل صنفٍ ولون

ومن هذه النماذج بيقولا باباز وغلو، الذي كان في عهد المماليك خادماً عند مراد بك ورئيساً للترسانة التي أنشأها بالجيزة، وظل في خدمه المماليك حتى انهزموا في موقعة إمبابة، فنقل الخدمة إلى السادة الجدد. ولم يشفع له ما كان يضفيه على سادته القدامى من أبهةٍ وتفخيم حيث ألبسوه الملابس الفاخرة وسيّروا أمامه وخلفه جندهم حتى صار على هيئة الأمراء، كما يصف الجبرتي.. ولكن الطبيعة الخائنة لا تعرف الولاء ولا الانتماء، وإنما تعرف المصالح والمصالح فقط. وهكذا سار على نهج المعلم يعقوب وأنشأ كتيبة من الأقباط منذ الأيام الأولى للحملة على مصر وصل عددها إلى 1500 قبطي في خدمة الحملة، حتى تمت ترقيته بعد ثورة القاهرة الثانية كما جرت ترقية يعقوب إلى جنرال

ومثله أيضاً نموذج لا يُنسى: شكر الله

ففي الفترة بين 22 أغسطس آب و19 سبتمبر أيلول من عام 1800، اشتدت أحكام الفرنسيين في المطالبة بالأموال، وعُينَ لذلك رجل يدعى شكر الله فنزل بالناس منه ما لا يوصف كما يقول الجبرتي, إذ كان يدخل إلى دار أي شخصٍ كان لطلب المال الذي عليه ومعه عسكر الفرنسيين والفعلة وبأيديهم القرم، فيأمرهم بهدم البيت وقت تاريخه إن لم يدفعوا المقرر عليهم, وكان يحبس الرجال مع النساء ويدخن عليهم بالقطن

واشتهر شكر الله كثيراً بأعماله الإجرامية، خاصةً ما فعله بحي بولاق، معقل الثورة على الحملة الفرنسية

وبعد انتهاء الحملة الفرنسية على مصر، بدأت مرحلة أفول نجم هؤلاء الخونة

لكن الأهم من ذلك أن نتذكر ما كان.. حتى نفهم ما هو كائنٌ






آخر مواضيعي 0 تاريخ كسوة الكعبة في مصر
0 وحشتوني
0 كيف تتلذذ بالصلاة
0 مشهد سيسجله التاريخ ؟؟؟؟؟؟؟
0 إسرائيل" وتهديد الأمن المائي المصري
رد مع اقتباس
قديم 06-20-2010, 10:37 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عادل الريس

الصورة الرمزية عادل الريس

إحصائية العضو








عادل الريس غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى عادل الريس

افتراضي رد: أشهر الخونة في تاريخ مصر

أشهر الخونة في تاريخ مصر

: المعلم يعقوب..صديق الجنرالات




إنها الرصاصة التي لم نكن نتوقعها: الخيانة
وللخيانة السياسية في تاريخ مصر دورٌ كبير عن حقٍ وعن باطل، فحوادث هذا التاريخ حافلةٌ بحكايات الخيانة واتهامات, العمالة، وهي وقائع حقيقية أحياناً ومتخيلة في أحيانٍ أخرى..فالخيانة هي أسرع اتهام نوجهه إلى خصومنا السياسيين عندما نختلف معهم، وهي المشجب الذي يمكن أن نعلق عليه هزائمنا

وعندما نطالع كتابات مؤرخي مصر في تاريخها الحديث والمعاصر، سنجدهم يقررون أن الخيانة كانت السبب الرئيسي للاحتلال العثماني لمصر، فهزيمة قانصوه الغوري في مرج دابق ثم هزيمة طومان باي في الريدانية مردهما عندهم إلى الخيانة في صفوف المماليك..خيانة خاير بك نائب حلب وخيانة الأمير جان بردي الغزالي..كذلك كان نجاح سليم العثماني في إلقاء القبض على طومان باي ثم إعدامه نتيجةً لخيانة عرب البحيرة، الذين لجأ إليهم طومان باي فغدروا به وسلموه ليشنق على باب زويلة




وبالطبع لايمكن أن ننكر أن خاير بك كان خائناً لسلطانه الغوري وأنه انسحب من ميدان المعركة ليُمكِنَ القوات العثمانية من اختراق صفوف الجيش المملوكي. وقد قبض خاير بك ثمن خيانته فأصبح والياً على مصر من قبل العثمانيين، ونال "مكافأته" من الشعب المصري عندما سماه الناس من يومها "خاين بك". كذلك لا يمكن إنكار خيانة خنفس لأحمد عرابي عندما فتح ثغرة في صفوف الجيش المصري في التل الكبير هجم منها الإنجليز..لكن ما لا يمكن الإقرار به هو أن الخيانة وحدها كانت سبب الهزيمة في الحالتين. لقد كانت فقط عاملاً مساعداً، أما الأسباب الأساسية للهزيمة في الحالتين فهي تكمن في الفارق بين القوة العسكرية لطرفي المعركة، والفارق بين قدرات القادة على الجانبين



لقد كان جيش المماليك في مرج دابق والريدانية أضعف في تسليحه من أن يصمد أمام الغزاة العثمانيين إلا بمعجزة، فهو جيشٌ يعتمد على الفرسان والسيوف والرماح، أمام جيشٍ مسلحٍ بالمدافع والبنادق



أما جيش عرابي فبالرغم من تسليحه الحديث نسبياً، فإن قيادته التي أدارت المعركة بالذِكر والأوراد واطمأنت إلى وعد فرديناند ديليسبس بعدم السماح للقوات البريطانية بالمرور من القناة فركزت التحصينات في دمياط وكفر الدوار، وتركت المنطقة الشرقية بتحصيناتٍ ضعيفة هي التي كانت مسؤولة بالدرجة الأولى عن الهزيمة قبل خيانة الخونة..وهذا ما نقصده بأن الخيانة في كثير من الأحيان تكون المشجب الذي نعلق عليه هزائمنا، ونغفل بذلك الأسباب الأخرى التي قادت إلى هذه الهزائم




أحد أشهر الخونة الذين يمكن رصدهم أثناء الحملة الفرنسية على مصر هو المعلم يعقوب








والمعلم يعقوب موضعُ نزاع على وطنيته كما يرى المؤرخ الدكتور محمد عفيفي، وسط تأكيد على طائفيته كما يجزم القبطي الإنجيلي رفيق حبيب، وعلى خيانته عند القبطي الأرثوذكسي جمال أسعد عبد الملاك، وهو محرومٌ بقرار من بطريرك الأقباط في عصره. وهو خائنٌ لبلده ووطنه عند الدكتور أحمد حسين الصاوي ("المعلم يعقوب بين الأسطورة والحقيقة"، دار الفكر للنشر والتوزيع، طبعة 1986). في المقابل، تجد دفاعاً عنه وعن وطنيته، لدى د‏.‏ أنور لوقا في كتابه "هذا هو المعلم يعقوب"، وكذلك د. لويس عوض في "تاريخ الفكر المصري الحديث" و"أوراق العمر"، والقمص متياس نصر منقريوس "الجيش الوطني القبطي: 1800-1814"








ولد يعقوب يوحنا في ملوي حوالي عام 1745 والتحق في عهد علي بك الكبير بخدمة سليمان آغا رئيس الانكشارية واستطاع عبر إشرافه على إدارة أملاك رئيس الانكشارية أن ينمي ثروته الخاصة. وهو حارب في صفوف المماليك ضد قوات حسن باشا التي نزلت في مصر لتثبيت الحكم العثماني قبل الحملة الفرنسية على مصر بفترةٍ قصيرة. وكان في الثالثة والخمسين من عمره عندما غزت الحملة الفرنسية مصر بقيادة نابليون بونابرت عام 1798


وعندما طلب الجيش الفرنسي من المعلم جرجس جوهري – رئيس "المباشرين" وعميد الأقباط- أن يرشح له بعض المتخصصين فى الإدارة حتى تسير الأمور كما كانت من قبل, رشح له خمسة من الأقباط ومعهم يعقوب يوحنا, فقام نابليون بونابرت بتعيين الخمسة، واختار يعقوب يوحنا ليصبح مديراً عاماً لتموين وإمداد الحملة الفرنسية في مصر وهو عملٌ كبيرٌ وضخم يقتضي إطعام 30 ألف جندي فرنسي ينتشرون في مدن مصر وقراها, وخاصة على شاطيء النهر. وقد تعددت مواهب هذا الرجل، فقد أسندت إليه مهمة توزيع الضرائب على أهل الوجه القبلي وجبايتها من قبل الجنرال ديزيه، فنفذ الأعمال الموكلة إليه بكل دقةٍ ومهارة




وحين أرسل نابليون حملة إلى الصعيد يقودها الجنرال ديزيه، رافق المعلم يعقوب الجنرال الفرنسي في حملته التي كانت تهدف إلى مطاردة جيش مراد بك –الذي عمل يعقوب لديه سابقاً- والمماليك الذين فروا إلى الصعيد، وإخضاع المصريين للسيطرة الفرنسية


خرج المعلم يعقوب في هذه الحملة مرافقاً للجنرال ديزيه لغرضٍ واحد يحدده المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي في كتابه "مظهر التقديس بذهاب دولة الفرنسيس"، حيث يقول: "وفي خامس عشر سافر عدةٌ من الإفرنج إلى جهة الصعيد وعليهم صاري عسكر المتولي على الصعيد اسمه "دزة" وبصحبتهم يعقوب القبطي ليدبر لهم الأمر ويعمل لهم أنواع المكر والخداع ويطلعهم على الخبايا ويصنع لهم الحيل، فمنهم أنه كان يرسل الجماعة من الإفرنج لقبض الأموال وطلب الكلف، ويلبس البعض لبس العثمنلي ويكتب لهم التحذير من المخالفة، ويذكر لهم أن هذا أمرٌ سلطاني، فيروج ذلك على كثيرٍ من أهل البلاد، ويمتثلون الأوامر"


كان يعقوب خبيراً في طرق الصعيد وأوضاعه المالية والإدارية والاجتماعية، وكان عليه أن يمهد الطريق أمام الفرنسيين للحصول بسهولة على أموال المصريين..لكن ما حدث أن مهمة يعقوب تجاوزت ذلك كله، فتحول سريعاً إلى مستشار خاص لـلجنرال ديزيه. ولأنه كان يعمل لدى المماليك طوال حياته، فقد كان ملماً بطرق تفكيرهم ويمكن أن يخمن خططهم في القتال، وطرق الهجوم والدفاع، بل إن يعقوب نظم شبكة من الجواسيس والعملاء للاستطلاع وجمع المعلومات عن تحركات مراد بك وتقديمها للفرنسيين




شارك المعلم يعقوب في القتال الميداني بالصعيد، حيث قاد فصيلة من الجيش الفرنسي ضد قوة مملوكية في أسيوط واستطاع أن يحقق الانتصار ويهزم المماليك، مما دفع ديزيه إلى أن يقدم له تذكاراً عبارة عن سيفٍ منقوش على مقبضه: معركة عين القوصية - 24 ديسمبر كانون أول عام 1798





وتدل الوثائق على أن المعلم يعقوب قد نشأت بينه وبين الجنرال ديزيه صداقةٌ متينة وعميقة. وحين جاءت الأنباء إلى القاهرة بموت ديزيه في معركة مارنجو (التي دارت عند إحدى القرى الإيطالية أثناء حربه مع النمساويين) افتتح اكتتابٌ بين جنود الجيش الفرنسي في مصر لإقامة نصب تذكاري تخليداًً لذكرى ديزيه، فكتب المعلم يعقوب إلى القائد العام قائلاً إنه متبرع وحده بثلث المبلغ المطلوب لإقامة هذا النصب التذكاري لهذا الرجل الذي يقول يعقوب إنه "وهبه قلبه"


وقد تجلت معالم العلاقة بين يعقوب وديزيه فى قصيدة شعرية كتب معناها الأول، ونظمها الأب روفائيل. كان يعقوب فى القصيدة يرثي صديقه ديزيه الذي قُتل وهو في الثانية والثلاثين من عمره. ومما جاء في القصيدة المتواضعة المستوى:





أذرفنا على ذكر الحبيب دموعاً.. سكرنا بها ليوم البعث والحشر


حبيب وقد ذاع صيته أبداً.. بطل وقد عرف في سائر القطر


فآهاً على ناصري داسه.. ووا أسفي على أصحابي به لو قدر القدر


فكنت أرغب وجودي بميداني مارنجوا.. كما رافقته قبلاً بصعيدنا المصري


فموتي عنه فداءٌ كان يغنيه.. عن فقد حياة مفيدة ذكرها دهر


ولم يزل بفكري مخلدا أبداً.. حتى إلى خروج الروح من صدري


ومحبتنا للفرنسيين فلابد عنها.. لأنهم اعتقونا من الأضرار والشر



نعود إلى مهمة المعلم يعقوب في خدمة الاحتلال الفرنسي




فقد تولى جمع الضرائب من أهالي الصعيد واستعمل أبشع وأعنف الوسائل في الجباية، وكان أهل الصعيد يسمون حملة الجنرال ديزيه (جيش المعلم يعقوب). عاد يعقوب إلى القاهرة بعد حملة الصعيد، وكانت ثورة القاهرة الأولى قد وقعت، ويبدو أنه قد عرف حقيقة موقفه وموقف الأهالي منه ولذا حول داره إلى ما يشبه القلعة العسكرية، وجعل لها بوابةً محصنة يقف عليها الحرس المسلحون ليلاً ونهاراً، وتوافق ذلك مع شروع نابليون في بناء عدة قلاعٍ حول القاهرة، بحيث تحيط مدافعه بالقاهرة كلها. واعتبرت قلعة المعلم يعقوب واحدةً من قلاع الفرنسيين في القاهرة


ثم قامت ثورة القاهرة الثانية، وبالطبع انحاز فيها يعقوب إلى الفرنسيين، بل وتروي المصادر الفرنسية أن يعقوب قاتل ببسالة وحماس أثارت تقدير كليبر شخصياً


وبعد أن انتهت الثورة وبدأ كليبر يعاقب الثوار ويكافيء الذين تعاونوا مع الفرنسيين، كان أول الذين كوفئوا المعلم يعقوب. وأخذت المكافأة عدة أشكال، فقد فرض كليبر غرامةً كبيرة على الأهالي، وجعل يعقوب مسؤولاً عن جمع هذه الأموال "وبالوسائل التي يراها مناسبة"


ويستشهد المؤرخ شفيق غربال على دور المعلم يعقوب برسالةٍ كتبها الجنرال "عبد الله" جاك مينو إلى بونابرت يقول فيها‏:‏ ‏"إني وجدت رجلاً ذا دراية ومعرفةٍ واسعة اسمه المعلم يعقوب وهو الذي يؤدي لنا خدماتٍ باهرة منها تعزيز قوة الجيش الفرنسي بجنود إضافية من القبط لمساعدتنا"


والحال أنه بوصول يعقوب إلى منصب "آغا" الملة القبطية أي كبير الأقباط، فقد بدأ في تكوين فيلق قبطي في خدمة الفرنسيين يتألف طبقا لبعض التقديرات من 896 جندياً وضابطاً –وقيل في مصادر أخرى إن عددهم بلغ ألفي جندي وضابط- تولى تجنيدهم من أهل الصعيد، في حين تكفل الفرنسيون بتدريبهم على حمل السلاح والقتال، وتعلم يعقوب نفسه الخطط العسكرية وترأس الفيلق. ويشير د. لويس عوض في كتابه "تاريخ الفكر المصري الحديث" إلى أنه منذ ذلك التاريخ ارتبط مصير المعلم يعقوب ومصير الفيلق القبطي بمصير الجيش الفرنسي



ويقول المؤرخ الفرنسي البارز والمتخصص في تاريخ حملة بونابرت على مصر هنري لورنس في كتابه "المغامر والمستشرق" (المجلس الأعلى للثقافة في مصر، ترجمة: بشير السباعي، 2003) إنه بعد أن قتل سليمان الحلبي الجنرال كليبر قائد الحملة بعد عودة بونابرت إلى فرنسا، قدم الفارس المالطي تيودور دو لاسكاريس (1774– 1817) اقتراحاً بأنه من المهم ترك حزب قوي ليستمر في الحفاظ على النفوذ السياسي والتجاري في مصر، ولذلك يجب تعزيز الفيلق القبطي الذي يقوده المعلم يعقوب. وهكذا تمت ترقية يعقوب إلى رتبة جنرال في جيش الجمهورية، وهو أول أجنبي ينال هذه الرتبة، في حين نال ابن أخيه لقب كولونيل


وجعله القائد العام "عبد الله" جاك مينو مساعداً للجنرال بليار في مارس آذار عام 1801 للدفاع عن القاهرة، فأنشأ شبكة تجسس لمواجهة ثورات القاهرة التي اندلعت ضد الاحتلال. والشاهد أن القوات الفرنسية تمكنت بمعاونة المعلم يعقوب من قمع ثورة القاهرة الأولى سنة 1213 هـ، وثورة القاهرة الثانية سنة 1214هـ


لكن الدنيا دارت دورة كاملة، بهزيمة القوات الفرنسية أمام الجيش الإنجليزي


وعند تسليم القاهرة، دخل "الجنرال" يعقوب في اتفاقية التسليم


ففي مشهد الانسحاب الأخير‏,‏ كان ضمن شروط معاهدة التسليم‏,‏ التي أبرمها الجنرال الفرنسي بليار مع قائد الجيش الإنجليزي‏,‏ وممثلي الدولة العثمانية في ‏27‏ يونيو حزيران عام ‏1801,‏ أنه يحق لأي من سكان مصر على اختلاف أجناسهم‏,‏ إذا رغب في اللحاق بالجيش الفرنسي في رحيله أن يرحل معه‏,‏ ولا يجوز بعد رحيله أن تؤذى عائلته أو تصادر أملاكه‏.‏ وهكذا غادر المعلم يعقوب مصر ليبحر إلى فرنسا مع الجيش الفرنسي بعد ثلاث سنواتٍ قضاها في التعاون مع الاحتلال الفرنسي


تقول المؤرخة إيريس حبيب المصري في كتابها "قصة الكنيسة القبطية" (مكتبة كنيسة مار جرجس، سبورتنج – الإسكندرية، الكتاب الرابع ص 224): إنه لما انتهى أمر الحملة الفرنسية بالصلح مع العثمانيين والإنجليز بشرط انسحابهم من مصر، عزم الجنرال يعقوب على السفر إلى فرنسا, فخرج بمتاعه وعبر إلى الروضة (حيث خرج الفرنسيون من القاهرة استعداداً للرحيل) ومعه عساكر القبط وهرب الكثير من الباقين واختفوا, واجتمعت نساؤهم وأهلهم وذهبوا إلى قائمقام وبكوا وولولوا وترجوه فى إبقائهم عند عيالهم وأولادهم فإنهم فقراء وأصحاب صنائع فهم ما بين نجار وبناء وصانع وغير ذلك فوعدهم أن يرسل إلى يعقوب أن لا يقهر (يغصب) منهم من لا يريد السفر والذهاب معه"


وركب يعقوب وأتباعه- رافقه أخوه حنين وأمه ماري غزالة وزوجته مريم نعمة وابنته منٌه وابن أخيه إلياس صاحب القاموس الشهير، ونفر من الأقارب والخدم وعساكر القبط- البارجة الإنجليزية "بالاس" للخروج من مصر‏‏ في 10 أغسطس آب عام 1801، واختار أن يكون على السفينة نفسها مع صديقه الفارس المالطي لاسكاريس. ثم اكتملت مأساته بإصابته بالحمى بعد يومين فقط من تلك الرحلة ثم موته إثر إسهال حاد في منتصف الساعة السابعة من صباح اليوم السادس لها‏ (16‏ أغسطس‏1801)‏ وكانت آخر وصيةٍ له همس بها في أذن بليار وهو يحتضر هو رجاؤه أن يدفن إلى جانب الجنرال ديزيه، وبالفعل نفذ الفرنسيون وصيته


ويقال إنهم احتفظوا بجثمانه فى برميلٍ من الخمر حتى يصلوا إلى فرنسا ودفن هناك. وقد حاول د‏.‏ أنور لوقا في كتابه "هذا هو المعلم يعقوب" أن يثبت رواية تقول إن‏ يعقوب مات بفعل قدح قهوة تركية ضيفه بها حسين باشا القبطان قبيل سفره‏.‏ وقد ووري الثري في جبانة سان مارتان في مرسيليا بعد تشييع جنازته في احتفالٍ مهيب‏‏


لكن الرجل ظل يثير معارك حتى بعد وفاته



الدكتور لويس عوض حدثنا عما أسماه "مشروع الاستقلال الأول" الذى وضعه المعلم يعقوب في أعقاب الحملة الفرنسية على مصر، إذ يقول في كتابه "تاريخ الفكر المصري الحديث" إن يعقوب كان يسعى إلى إقناع الفرنسيين والإنجليز بمشروعٍ خاص لاستقلال مصر قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة على ظهر البارجة "بالاس" التي كان قومندانها الكابتن جوزيف إدموندز، الذي نقل إلى قائد البحرية الإنجليزية اللورد سانت فنسنت تفاصيل "مشروع" المعلم يعقوب الذي أفضى به له قبل وفاته مباشرةً. ويرى جاستون حمصي –الذي يمت بصلة قرابة للمعلم يعقوب- يرى أن يعقوب تشرب أفكار الثورة الفرنسية، في حين يقول د. أنور لوقا إن يعقوب ذهب إلى فرنسا وهو يحمل بذرة الوطنية المصرية فكان أول مصري يضع مشروعاً لاستقلال مصر عن الدولة العلية وعن حكم المماليك


ودفاعاً عن المعلم يعقوب، يقول المؤرخ شفيق غربال: "أول ما في تأييد يعقوب للتدخل الغربي هو تخليص وطنه من حكم لا هو عثماني ولا هو مملوكي, وإنما مزيج من الفوضى والعنف والإسراف, ولا خير للمحكومين فيه ولا للحاكمين إذا إعتبرناهم دولة قائمة مستمرة..وثاني ما في تأييده هو إنشاء قوة حربية مصرية (قبطية في ذلك الوقت) مدربة على النظم العسكرية الحديثة الغربية"


وفي المقابل، يقول د. وليم سليمان قلادة نقلاً عن المؤرخ يعقوب نخلة روفيلة في كتابه المهم "تاريخ الأمة القبطية" (الصادر عام 1898): "وتسجل كتب التاريخ القبطي تبرؤ الكنيسة المصرية من الشخص الذى ينحرف عن هذا التقليد العريق – يعني الولاء للوطن– ممثلاً بالجنرال يعقوب الذي عاش أيام الحملة الفرنسية وسار في خطة تخالف أبناء جنسه.. فإنه فضلاً عن مخالفتهم في الزي والحركات اتخذ له امرأةً من غير جنسه بطريقة غير شرعية، كما أن رجال الدين لا سيما البطريرك لم يكونوا راضين عن تصرفاته وأحواله. وسمعت من بعض شيوخ الأقباط المسنين أن البطريرك نصحه لمرات عديدة بالعدول عن هذه الخطة فلم يقبل، وعاوده النصيحة مرة أخرى، فجاوبه جواباً عنيفاً فسخط عليه. وسمعت من آخر أن ما كان بينه وبين البطريرك من المنازعة والمشاحنة دفعه إلى التجرؤ على الدخول في الكنيسة مرة راكباً جواده شاهراً سيفه"


وقد اشتكاه الأقباط آنذاك للبابا الذي كان على خلافٍ معه يعزوه المؤرخون المسيحيون إلى زيه وحركاته وسلوكه المخالف لما اعتادوا عليه، وكذا لزواجه الثاني بعد وفاة زوجته من مسيحية سورية من ملة أخرى، وهو الزواج الذي لم تعترف به الكنيسة


ويفسر د. جاك تاجر في كتابه "أقباط ومسلمون من الفتح إلى عام 1922" (كراسات التاريخ المصري، 1951) حالة المعلم يعقوب بقوله‏:‏ إذا أردنا أن نفهم نفسية هذا الرجل يجب أن ننظر إلى أعماله قبل الاحتلال الفرنسي‏. كان يعقوب ذكياً,‏ وقد اشتهر بمهارته في ركوب الخيل‏,‏ كان يشغل كسائر أبناء طائفته وظيفة المباشر‏,‏ ولكنه لم يكن مسالماً مثلهم‏,‏ إذ أنه انضم قبل وصول الفرنسيين بزمنٍ طويل إلى صفوف إبراهيم بك ومراد بك‏‏


وفي معركة تغيير الولاءات، ظل الرجل يمارس دور الجباية مرة لصالح المماليك وأخرى لتصب في جيوب الفرنسيين فأخذ يتولى تحصيل الأموال من الأهالي. وحين اندلعت ثورة القاهرة الثانية حول بيته إلى قلعة ووضع فيه أسلحة‏,‏ وأقام فيه عددٌ من الجنود الفرنسيين، ما مكنه من القتال ضد المصريين شهراً كاملا‏ً.‏ واختصاراً، فإن جاك تاجر يرى أن مسألة المعلم يعقوب لا تحتمل أية مناقشة‏,‏ فقد أسهم في إذلال الشعب المصري‏,‏ وأنكر وطنه‏,‏ وكان يعتبر نفسه جندياً من جنود بونابرت


لكن هذا لا يعني مطلقاً أن الانتماء الديني هو سبب وقوع المعلم يعقوب في الخيانة، فلم يدخل بونابرت وقواته مصر غازياً بوصفه مسيحياً* كما هو معروف* بل إنه ادعى أنه جاء للدفاع عن الإسلام، وشارك المصريين في احتفالاتهم الدينية ولم يتورع عن الاشتراك في حلقات الذكر أثناء المناسبات الدينية المختلفة. ومثلما نتحفظ على استخدام المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي وصف "يعقوب القبطي" الذي كان يحل مكانه أحياناً لقب "يعقوب اللعين"، لأن الاستناد إلى الطائفية نوعٌ من العمى الفكري، فإننا نربأ بآخرين أن يدافعوا عن يعقوب لا لشيءٍ سوى لانتمائه الديني



ويرى رجاء النقاش في كتابه "لويس عوض في الميزان" الصادر عن دار الشروق في مصر، أن يعقوب كان مثل المارشال بيتان في فرنسا إبان الغزو النازي، وأنه حمل السلاح ضد أبناء وطنه، رافضاً ما ذهب إليه الكاتب نسيم مجلي من أن يعقوب كان يطمح الى أن تكون مصر دولة مستقلة بمساعدة فرنسا أو إنجلترا. وحتى يخرج النقاش بالمسألة من الطائفية استشهد بأحمد حسين الصاوي في كتابه "المعلم يعقوب بين الأسطورة والحقيقة " من أن مراد بك (وهو مسلم) انتهى أمره ايضاً إلى التحالف مع الفرنسيين


ولكن، ما هي حكاية خيانة مراد بك؟







آخر مواضيعي 0 تاريخ كسوة الكعبة في مصر
0 وحشتوني
0 كيف تتلذذ بالصلاة
0 مشهد سيسجله التاريخ ؟؟؟؟؟؟؟
0 إسرائيل" وتهديد الأمن المائي المصري
رد مع اقتباس
قديم 06-20-2010, 10:39 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عادل الريس

الصورة الرمزية عادل الريس

إحصائية العضو








عادل الريس غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى عادل الريس

افتراضي رد: أشهر الخونة في تاريخ مصر

أشهر الخونة في تاريخ مصر

: مراد بك..الطاعون يقتل الطاعون





"كان يغلب على طبع مراد الخوف والجبن مع التهور والطيش والتورط في الإقدام مع عدم الشجاعة.. وكان من أعظم الأسباب في خراب الأقاليم المصرية"
عبد الرحمن الجبرتي



حياةٌ غريبة عاشها مراد بك الذي قال عنه الجبرتي في نعيه في وفيات أبريل نيسان عام 1801 "أنه كان من الأسباب في خراب الإقليم المصري بما تجدد منه ومن مماليكه وأتباعه من الجور والقصور، ومسامحته لهم فلعل الهم يزول بزواله"


حياة هذا الرجل سلسلةٌ لا تنتهي من الخيانات، لم يخلص أبداً طوال عمره لوطنٍ أو دين أو مبدأ.. انتماؤه الوحيد كان لمصلحته هو وحسب


بدأ مراد حياته كأحد مماليك علي بك الكبير، وكان من قادة جيوش علي بك التي ذهبت إلى الشام لضمها إلى الدولة المصرية، ولكنه خان سيده، وقاتل علي بك الكبير إلى أن مات على يد قوات محمد بك أبو الدهب، الذي أصبح الحاكم لمصر وسعى لتثبيت الحكم العثماني واسترضاء السلطان العثماني ولكنه لم يمكث إلا ثلاثة أعوام مات بعدها فجأة, ثم تولى إبراهيم بك الحكم وتقاسم بعض سلطاته مع مراد بك (1790-1798) دون الدخول تحت طاعة الباشا الذي عينه السلطان العثماني


ويحكي عبد الرحمن الجبرتي ("عجائب الآثار في التراجم والأخبار"، الجزء الثاني) عن واقع الحكم المشترك فيقول: "وعكف مراد بك على لذاته وشهواته وقضى أكثر زمانه خارج المدينة مرة بقصره الذي أنشأه بالروضة وأخرى بجزيرة الذهب وأخرى بقصر قايماز جهة العادلية كل ذلك مع مشاركته لإبراهيم بك في الأحكام والنقض والإبرام والإيراد والإصدار ومقاسمة الأموال والدواوين وتقليد مماليكه وأتباعه الولايات والمناصب وأخذ في بذل الأموال وإنفاقها على أمرائه وأتباعه فانضم إليه بعض أمراء علي بك وغيره ممن مات أسيادهم كعلي بك المعروف بالملط وسليمان بك الشابوري وعبد الرحمن بك عثمان فأكرمهم وواساهم ورخص لمماليكه في هفواتهم وسامحهم في زلاتهم وحظي عنده كل جريء غشوم عسوف ذميم ظلوم فانقلبت أوضاعهم وتبدلت طباعهم وشرهت نفوسهم وعلت رؤوسهم فتناظروا وتفاخروا وطمعوا في أستاذهم وشمخت آنافهم عليه وأغاروا حتى على ما في يده واشتهر بالكرم والعطاء فقصده الراغبون وامتدحه الشعراء والغاوون وأخذا الشيء من غير حقه وأعطاه لغير مستحقه‏"


إلا أن شريكي الحكم فوجئا بحملةٍ عسكرية أرسلها عبد الحميد الأول بقيادة حسن باشا الجزايرلى فقاوما هذه الحملة، غير أن حسن باشا انتصر عليهما, وحتى يكسبهما إلى جانبه أعطاهما حكم المنطقة الواقعة ما بين برديس - قرب سوهاج- حتى شلال أسوان


غير أن المماليك حشدوا صفوفهم وهيأوا الفرصة لإبراهيم بك ومراد بك للعودة إلى القاهرة والسيطرة على البلاد مرة أخرى. وآل بعدها إلى مراد بك وإبراهيم بك منصب شيخ البلد، وكان شيخ البلد حينها هو الحاكم الفعلي لمصر

فتحت السلطة شهية مراد بك لكي يبدأ عهد المظالم ضد المصريين


ويروي الجبرتي في يومياته بأن أمراء مماليك اعتدوا على بعض فلاحي مدينة بلبيس فحضر وفد منهم إلى الشيخ عبد الله الشرقاوي وكان شيخاً للأزهر وقتها، وقدموا شكواهم له ليرفع عنهم الظلم. غضب الشرقاوي وتوجه إلى الأزهر, وجمع المشايخ، وأغلقوا أبواب الجامع، وأمروا الناس بترك الأسواق والمتاجر. واحتشدت الجموع الغاضبة من الشعب. فأرسل إبراهيم بك شيخ البلد لهم أيوب بك الدفتردار، فسألهم عن أمرهم. فقالوا: نريد العدل ورفع الظلم والجور وإقامة الشرع وإبطال الحوادث والمكوسات (الضرائب). وخشي زعيم الأمراء مغبة الثورة فأرسل إلى علماء الأزهر يبريء نفسه من تبعة الظلم، ويلقيها على كاهل شريكه مراد بك. وأرسل في الوقت نفسه إلى مراد يحذره عاقبة الثورة، فاستسلم مراد بك ورد ما اغتصبه من أموال، وأرضى نفوس المظلومين. لكن العلماء طالبوا بوضع نظام يمنع الظلم ويرد العدوان


واجتمع الأمراء مع العلماء، وكان من بينهم الشيخ السادات وعمر مكرم والشيخ الشرقاوي والشيخ البكري والشيخ الأمير. وأعلن الظالمون أنهم تابوا والتزموا بما اشترطه عليهم العلماء. وأعلنوا أنهم سيبطلون المظالم والضرائب والكف عن سلب أموال الناس والإلتزام بإرسال صرة مال أوقاف الحرمين الشريفين والعوائد المقررة إليهم وكانوا ينهبونها. وكان قاضي القضاة حاضراً، فكتب على الأمراء وثيقة أمضاها الوالي العثماني وإبراهيم بك ومراد بك شيخا البلد


وعندما وصل جنود الحملة الفرنسية غرب مدينة الإسكندرية في 2 يوليو تموز عام 1798 زحفوا على المدينة واحتلوها بعد مقاومة من جانب أهلها وحاكمها محمد كريم دامت ساعات. وبعد ذلك أخذ نابليون يزحف على القاهرة بطريق دمنهور، حيث استطاع الفرنسيون احتلال مدينة رشيد في 6 يوليو تموز ووصلوا إلى الرحمانية وهي قرية على النيل



وفي تلك الأثناء، كان المماليك يعدون جيشاً لمقاومة الجيوش الفرنسية بقيادة مراد بك حيث التقى الجيشان بالقرب من شبراخيت في 13 يوليو تموز، إلا أن الجيوش المملوكية هُزِمَت واضطرت إلى التقهقر فرجع مراد بك إلى القاهرة



وعن هذه الموقعة يقول الجبرتي في كتابه "عجائب الآثار فى التراجم والأخبار": "التقى العسكر المصري مع الفرنسيس فلم تكن إلا ساعة وانهزم مراد بك ومن معه ولم يقع قتال صحيح وإنما هي مناوشة من طلائع العسكرين بحيث لم يقتل إلا القليل من الفريقين واحترقت مراكب مراد بك بما فيها من الجبخانة والآلات الحربية واحترق بها رئيس الطبجية خليل الكردلي"

ثم بدأ الإعداد لجولةٍ ثانية وحاسمة بين الجيشين





كانت قوات مراد بك تمتد من بشتيل وإمبابة إلى الأهرامات وكان جيشه يتألف من نحو خمسين ألفاً من المماليك وممن انضم إليهم من الانكشارية وغيرهم، هذا عدا العربان الذين تألفت منهم إلى حد كبير ميسرة الجيش الممتدة من الأهرامات (د. محمد فؤاد شكري، الحملة الفرنسية وظهور محمد علي، مطبعة المعارف ومكتبتها بمصر، ص 138). غير أن جيش مراد بك كان يعاني من سوء التدبير وإهمال أمر العدو‏، فضلاً عن الجفاء الواضح بين مراد بك وإبراهيم بك بسبب التنافس القديم على السلطة (عبد الرحمن الرافعي، تاريخ الحركة القومية، ج 1، ص 421

التقى كلٌ من الجيش الفرنسي والجيش المملوكي مرة أخرى في موقعة إمبابة أو موقعة الأهرام، حيث هُزِمَ جيش مراد بك مرة أخرى في هذه المعركة الفاصلة في 21 يوليو تموز، وفر مراد بك وبقايا جيشه إلى الجيزة، فصعد إلى قصره وقضى بعض أشغاله في نحو ربع ساعة، ثم توجه إلى الصعيد. وأما إبراهيم بك الذي كان مرابطاً بالبر الشرقي من النيل فحين رأى الهزيمة حلت بجيوش مراد بك أخذ من تبعه من مماليك ومصريين والوالي التركي وانسحبوا جميعاً قاصدين بلبيس

وبذلك خلت القاهرة من قوة الدفاع، فاستطاع نابليون بونابرت احتلالها ودخل القاهرة في 24 يوليو تموز عام 1798 مصحوباً بضباطه وأركان حربه ونزل بقصر محمد بك الألفي في الأزبكية

أرسل نابليون بونابرت حملة إلى الصعيد لمطاردة مراد وإخضاع الصعيد بقيادة الجنرال ديزيه، ثم أرسل إليه أيضاً قنصل النمسا في الإسكندرية شارل روزنتي برسالةٍ مضمونها أن يقدم مراد الطاعة إلى الفرنسيين، مقابل ذلك يجعله الفرنسيون حاكماً على الصعيد. رفض مراد هذا العرض بحسم، وقال لـ"روزنتي": "ارجع وقل لـ"نابليون" أن يجمع عساكره ويرجع إلى الإسكندرية ويأخذ منا مصروف عسكره، ويحمي نفسه وجنوده منا"!

كان مستغرباً أن يتحدث مراد بك بهذه الثقة الزائدة التي تعكس استخفافاً بالغاً بالخصم الذي هزم مراد شر هزيمةٍ في إمبابة وجعله يفر بجيشه إلى الصعيد. وبطبيعة الحال كان الرد المستفز بداية لحملة مطاردة طويلة بين ديزيه ومراد. انطلق مراد يجوب الصعيد وخلفه ديزيه يتبعه، كان مراد يسبق ديزيه بيومٍ أو ليلة. ويبدو أن مراد كان متيقناً من أنه لن يتمكن من مواجهة قوات الفرنسيين، خاصة أنهم يملكون المدافع ويفتقدها هو، لذا اتبع معهم خطة الفرار، والتي تؤدي إلى إنهاك خصمه في مطاردته عبر صحراء شاسعة وبلدان لا يعرف ديزيه عنها شيئاً، وفي المطاردة يفقد الفرنسيون الزاد والمئونة والسلاح أيضاً

حققت هذه الخطة بعض أهدافها، لكن الذي تحمل ثمن وتكلفة تلك الخطة هم المصريون أبناء الصعيد، فلم يكن مراد ينزل بمدينة حتى يلزم أهلها بدفع "الميري"أي الضرائب التي كان يحصلها من الأهالي بعنف، ولا يهم إن كان الأهالي قد دفعوا الضريبة نفسها من قبل للدولة، ثم ما يكاد يتركها، حتى يتبعه ديزيه لينهب هو الآخر، فقد كان بحاجة إلى المال والطعام، فكان جنوده يأخذون الحبوب التي لدى الفلاحين ويذبحون حيواناتهم وطيورهم كطعام لهم، ثم يخلعون أسقف البيوت وأبوابها ونوافذها للتدفئة بها في ليل الشتاء، ويفرضون الضرائب الباهظة من جديد على الأهالي







لم يكن مراد معتاداً على هذا النوع من المعيشة، بعيداً عن قصوره وجواريه، وحياة الرفاهية التي يعيشها، فبدأت المراسلات بين كليبر ومراد بك، وانتهت باجتماعهما في الفيوم حيث اتفقا على أن يحكم مراد بك الصعيد باسم الجمهورية الفرنسية. وتعهد كليبر بحمايته إذا تعرض لهجوم أعدائه عليه، وتعهد مراد بك من جانبه بتقديم النجدة اللازمة لمعاونة القوات الفرنسية إذا تعرضت لهجوم عدائي أيًا كان نوعه، وأن يمنع أي قوات أو مقاتلين من أن يأتوا إلى القاهرة من الصعيد لمحاربة الفرنسيين، وأن يدفع مراد لفرنسا الخراج الذي كان يدفعه من قبل للدولة العثمانية، ثم ينتفع هو بدخل هذه الأقاليم

وكانت قمة خيانة مراد بك بحق أثناء ثورة القاهرة الثانية، حيث شارك في عمليات القتال ضد المصريين، ومنع عن القاهرة الإمدادات الغذائية التي كانت ترد إليها من الصعيد ومن الجيزة، فيُذكر أنه قد صادر شحنة من الأغذية والخراف تقدر بأربعة آلاف رأس كانت آتية من الصعيد لنجدة أهل القاهرة، وقدمها هديةً إلى كليبر والجيش الفرنسي، وكادت القاهرة تسقط في مجاعةٍ حقيقية



لم يكتفِ مراد بذلك، بل سارع أيضاً بإرسال الهدايا والإمدادات إلى جيش كليبر الذي يحاصر القاهرة، وقدم للفرنسيين المؤن والذخائر، وسلمهم العثمانيين اللاجئين إليه، وسعى إلى سحب الماليك الشرفاء الذين يقاتلون الفرنسيين داخل القاهرة إلى جواره لينضموا إليه في معاهدته وينهي بذلك ثورة القاهرة. ولما فشل في ذلك، كان هو الذي أسدى كليبر النصح بأن يحرق القاهرة على من فيها، وهو الذي أمد الفرنسيين بالبارود والمواد الحارقة التي استخدمت بالفعل في تدمير أحياء القاهرة. وكان مراد قد اشترى هذا البارود من قبل بأموال المصريين التي جمعها منهم للدفاع عن مصر ضد أي خطرٍ يمكن أن تتعرض له

وبالفعل أشعل الجنود الفرنسيون الحرائق في البيوت والمتاجر والوكالات، فاندلعت النيران في حي بولاق –مصدر الثورة- وسقطت البيوت على من فيها، وتناثرت جثث القتلى، واستمر الضرب بالمدافع حتى دمر الحي بأكمله. ثم تتابع هجوم الفرنسيين على سائر أحياء القاهرة، حياً حياً، واستمرت هذه الأهوال ثمانية أيام جرت في أثنائها الدماء أنهاراً في الشوارع، وأصبحت أحياء القاهرة خراباً

نسخةٌ محلية من نيرون

هكذا بدا مراد بك في تلك اللحظة من التاريخ

ويذهب الجبرتي إلى أنه لولا انضمام مراد بك إلى كليبر لما انتهت ثورة القاهرة الثانية بهذه الهزيمة الساحقة للمصريين وتدمير القاهرة

انطلق مراد بعد ذلك إلى الصعيد، واستقر في جرجا، وكانت رسائل قادة الحملة إلى مينو -الذي تولى قيادة الحملة الفرنسية بعد اغتيال كليبر على يد سليمان الحلبي في 14 يونيو تموز عام 1800- تؤكد إخلاص مراد وولاءه الشديد للفرنسيين

ومن مكانه في الصعيد، أخذ مراد بك يتابع الموقف في القاهرة والإسكندرية بدقة شديدة، وبدأ يرى بعينيه نهاية الحملة، واقتنع بضعف الفرنسيين أمام الإنجليز. ولأنه لا يستطيع أن يعيش بلا خيانة، فقد اتصل مراد بالإنجليز، ونجحت مفاوضاته معهم بالفعل، وأعلن الإنجليز أنهم سيصفحون عن كل ما ارتكبه مراد إذا ما انضم إلى الإنجليز في المعركة الأخيرة التي كان يجري التحضير لها لإنهاء وجود الحملة في مصر. وهكذا أبدى مراد استعداده التام للانضمام إلى الإنجليز ومحاربة الفرنسييين.وبدا أن مراد بك يغير انتماءه في سرعة كما يغير الواحد منا قميصه في يوم صيفي حار. وكانت انتماءات مراد كلها لمصلحته ولم تقترب قط من مصلحة المصريين

وفي ذروة سعادته بأنه نجح في أن يلعب على الجانبين الفرنسي والإنجليزي بنجاح، كان المرض القاتل ينتظره

فقبل نشوب المعركة الأخيرة بين الإنجليز والفرنسيين، أصاب الطاعون مراد، ومات به في 22 أبريل نيسان عام 1801 ودفن في سوهاج

موتٌ طوى صفحات حياة طويلة مليئة بالانقلابات والتحولات والخيانات






آخر مواضيعي 0 تاريخ كسوة الكعبة في مصر
0 وحشتوني
0 كيف تتلذذ بالصلاة
0 مشهد سيسجله التاريخ ؟؟؟؟؟؟؟
0 إسرائيل" وتهديد الأمن المائي المصري
رد مع اقتباس
قديم 06-20-2010, 10:40 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عادل الريس

الصورة الرمزية عادل الريس

إحصائية العضو








عادل الريس غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى عادل الريس

افتراضي رد: أشهر الخونة في تاريخ مصر

أشهر الخونة في تاريخ مصر

: خنفس.. وراء هزيمة عرابي










عن خيانة الثورة العرابية حدث ولا حرج

فقد تصدى الزعيم الوطني أحمد عرابي لأقوى جيشٍ في العالم آنذاك لمدة خمسة أسابيع كاملة وهزمه وأجبره على الانسحاب من المعركة، ولو كان طريق كفر الدوار هو الطريق الوحيد لدخول مصر لواجهت انجلترا عقبات أكبر في احتلالها؛ لاستبسال وصمود جيش عرابي

لكن الخيانة كانت حاضرة، لتوجه الضربة القاضية إلى هذا الجيش، ممهدةً الطريق إلى احتلال مصر

وبعد أن تنادى المصريون دفاعاً عن وطنهم في مواجهة القوات الغازية، أخذ كل مواطنٍ يستغني عن شيء يملكه، فانهالت على الجيش بقيادة عرابي الأقمشة والمواشي والحبوب، الأغنياء والفقراء يجودون بما عندهم، والنسوة في المنازل يجهزن الأقمشة ويوزعن الحبوب، والفلاحون القادرون يتطوعون للقتال أو المشاركة في حفر الخنادق وإقامة الاستحكامات من الطين والرمل تحت إشراف محمود فهمي باشا

ولم تضعف الهزائم الأولى عزم المصريين، فالجيش يتحصن الآن في التل الكبير، وقد جاء عرابي مسرعاً من كفر الدوار واستدعى جميع الفرق العسكرية المتفرقة هنا وهناك. غير أن جيش عرابي والفلاحين الآمنين في قراهم، لم يعرفوا أن إخواناً في صفوفهم يبيعونهم بسعر التراب، لعسكر الانجليز

فقد كان من مشايخ وأبناء القبائل العربية من هو مستعدٌ للخيانة، حتى أن الكابتن جيل أحد ضباط الجيش البريطاني قدم قائمةً مكتوبةً بخط يده عن أشهر مشايخ "العربان" الذين يمكن شراؤهم، وذكر منهم اثنين هما مسعود الطحاوي في الصالحية -الذي كان مرشداً لعرابي، وجاسوساً عليه، وكان يقبض من الجانبين- ومحمد البقلي في وادي الطميلات. وذكر محافظ السويس –الذي انضم إلى الخديو توفيق- أنه يمكن شراء البدوي الواحد بجنيهين أو ثلاثة على الأكثر، في حين ذكر إدوارد هنري بالمر - الذي عرف باسم "عبد الله أفندي"- أنه يستطيع شراء 50 ألف بدوي بمبلغ 25 ألف جنيه

وطبقاً لأرشيف البحرية الإنجليزية - مذكرات اللورد نورثبروك من 24 يونيو حزيران إلى 7 أغسطس آب 1882- فإن خيانة مسعود الطحاوي شيخ مشايخ "عربان" المنطقة والذي كلفه عرابي مهمة الاستطلاع والرصد هو وأعوانه، هي السبب الرئيسي لانكسار الجيش المصري في معركة "التل الكبير"

وكان الطحاوي هو الوحيد كما يقول ولفرد سكاون بلنت في كتابه "التاريخ السري لاحتلال انجلترا لمصر" الذي ثبت على خيانته أو نجح فيها. وقد تقاضى مسعود خمسة آلاف كرون نمساوي ثمناً لخيانته، كما أنه كان دائباً على الخيانة منذ انتقال الجيش من كفر الدوار إلى التل الكبير. ويذكر بلنت الذي قابل مسعود فيما بعد أن لديه ما يشبه الإقرار من الطحاوي بأنه كان جاسوساً للإنجليز على جيش عرابي. وقد أثرَّت خيانته في الجيش المصري؛ لأن عرابي كان قد كلفه بالقيام بالاستطلاع للجيش المصري، مما أعطى رجاله ميزة الوجود في معسكرات الجيش ومكنهم من نقل أدق المعلومات إلى الجيش الإنجليزي


ففي 13 سبتمبر أيلول عام 1882 (الموافق 29 شوال 1299هـ) وقبل حلول الفجر، وقعت معركة "التل الكبير" التي استغرقت أقل من 30 دقيقة. فقد فاجأ الإنجليز القوات المصرية المتمركزة في مواقعها منذ أيام والتي كانت نائمةً وقت الهجوم. وجدت القوات الإنجليزية الفرصة السانحة لمداهمة قوات عرابي تحت جنح الظلام بعد أن نام الجنود من شدة الإجهاد والتعب‏،‏ فزحف 11 ألفاً من المشاة و 2000 من الفرسان البريطانيين ومعهم 60 مدفعاً،‏ وكان جيش العرابيين النائم بثيابه الداخلية يفوقه في العتاد والعدد فهو مؤلفٌ من 20 ألف جندي‏،‏ و2500 من السواري،‏ وستة آلاف من العربان و70 مدفعاً


وكان الزحف الإنجليزي قد بدأ من القصاصين فسار الإنجليز دون أن يشعر بهم محمود باشا سامي البارودي قائد فرقة الصالحية فلم يلقوا أية مقاومة لا من جانبه ولا من جانب مقدمة العرابيين التي يقودها علي بك يوسف "خنفس" –أميرالاي الثالث "بيارة"- الذي كلفه عرابي بموافاته بالأخبار يوما بيوم عن حركات الإنجليز فلم يصدق معه، وبعث إليه في ‏12‏ سبتمبر أيلول يقول‏:‏ كله تمام

اطمأن عرابي إلى أقوال "خنفس" وأصدر أوامره إلى جيشه بالراحة والترويح، فانصرف الجنود إلى حلقات الذِكر تحت إشراف الشيخ عبد الجواد المشهور بالورع والتقوى


ويقول أحمد شفيق باشا في مذكراته:‏ ومن المضحكات المبكيات‏،‏ أن صديقي المرحوم البمباشي حسن رضوان، قومندان الطوبجية في استحكامات التل الكبير‏،‏ أخبرني بأنه في مساء ‏12‏ سبتمبر دخل عليه في الطابية أحد أرباب الطرق الصوفية وبيده ثلاثة أعلام‏، وتقدم إلى أحد المدافع فرفع عليه أحدها وقال‏:‏ هذا مدفع السيد البدوي‏،‏ ثم انتقل إلى مدفع آخر فوضع عليه علماً ثانياً وقال‏:‏ إنه لسيدي إبراهيم الدسوقي،‏ ثم إلى مدفع ثالث وقال‏:‏ إنه سيدي عبد العال‏..‏ وقال صديقي معقبا‏ً:‏ ولكن لم يمر على ذلك بضع ساعات حتى صارت الأعلام والمدافع المصرية في حيازة الجنرال غارنيت ولسلي‏

ووسط الاستعدادات للمواجهة، يجيء الطحاوي إلى عرابي في خيمته يقسم له أن الإنجليز لن يهجموا قبل أسبوع ثم يتسلل خارجاً إلى صفوف الإنجليز ليرشد طلائعهم في صباح اليوم التالي، ويطمئن القائد الانجليزي ولسلي إلى أن المصريين سينامون ليلتهم نوم الأبرار. ويطفيء الجيش الغازي أنواره ويخيم الظلام الدامس ويزحف الغزاة، والطحاوي في المقدمة يرشدهم إلى الطريق. ولم يكن يؤدي هذه المهمة وحده، بل كان يعاونه لفيفٌ من ضباط أركان حرب المصريين من الشراكسة الذين خانوا واجبهم

ويتقدم الجيش الزاحف في الظلام خمسة عشر كيلومتراً دون أن يشعر به أحد وقد ترك خلفه ناراً ليوهم المصريين أنه لم يتحرك، ويتقدم حتى يصل إلى طلائع الخطوط المصرية. وكان المفروض أن تكون في المواجهة فرقة السواري، لكن عبد الرحمن حسن قائدها كان يعلم بنبأ الهجوم، وعلى اتصالٍ دائم بالإنجليز، فتحرك بجنوده تحت جنح الليل إلى الشمال، بعيداً عن أرض المعركة، ليمر الجيش الإنجليزي في سلام

ويتقدم الجيش الزاحف، ويلمح عن بعدٍ مصابيح تنير الطريق. إنه علي يوسف "خنفس" قد أرسل جنوده للراحة، ثم خاف أن يضل الإنجليز، فوضع لهم المصابيح التي ترشدهم إلى الطريق الذي يسلكونه

وعند الساعة الرابعة والدقيقة الخامسة والأربعين، وقد تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، أعطيت إشارة الهجوم وانطلق ستون مدفعاً وأحد عشر ألف بندقية، وألفان من الحراب، تقذف الهول والموت على الجند النائمين، الذين قاموا على صرخة واحدة، وتفرقوا باحثين عن مهرب في الصحراء الواسعة، تاركين أسلحتهم وذخائرهم والسبعين مدفعاً رابضة في أماكنها لم تنبس ماسورة أي منها ببنت شفة

وكان عرابي يصلي الفجر على ربوةٍ قريبة حين باغته الهجوم وسقطت قذيفة مباشرة على خيمته، فتركها طعمة للنيران، وأسرع وامتطي جواده، ونزل في ساحة المعركة فأذهله أن رأى جنوده يفرون ووقف يحاول جمعهم ولكن التيار كان جارفاً، وقد ضاع صوته في انفجارات القنابل وطلقات الرصاص، وكادت المدافع تصيبه، ولكن خادمه لوى عنان فرسه قهراً عنه فأنقذ حياته، وانطلق يعدو بجواده إلى بلبيس ليحاول عبثاً أن يقيم خطاً ثانياً للدفاع عن القاهرة

‏ويذكر أحمد شفيق باشا في مذكراته من تفصيلات ما حدث والتي وردت إلى السراي أن عرابي قد استيقظ على قصف المدافع‏،‏ فخرج من خيمته مستطلعاً،‏ ولما شهد الهزيمة التي حلت بجيشه،‏ حاول أن يستوقف الفارين وهم بالملابس الداخلية، ولكن الذعر كان قد دب في قلوبهم فعندئذٍ أخذ خادمه محمد إبراهيم يرجوه أن يفر وينجو بروحه،‏ فامتثل عرابي للنصيحة


‏وبذلك لاذ عرابي بالفرار وكان هدفه أن يصل محطة التل الكبير ليأخذ القطار إلى القاهرة قبل الإنجليز،‏ فعجز عن ذلك، ولكنه نجح وخادمه في عبور الجسر المقام على القناة‏. وعلى الضفة الأخرى وجدا نفسيهما في وادي الطميلات،‏ فركضا بعزم طاقتهما إلى بلبيس يسابقان الريح‏. وفي بلبيس وجد عرابي علي باشا الروبي قد سبقه إليها،‏ ويقول عرابي‏:‏ سألته عما حدث؟ فلم يزد على قوله‏:‏ إنه الخذلان‏!‏ وكان على إثرنا فرقة من خيالة العدو،‏ فهجموا علينا فأرخينا للخيل أعنتها حتى وصلنا محطة أنشاص،‏ فوجدنا هناك قطاراً فركبناه،‏ وذهبنا إلى القاهرة

وفي نهاية الأمر، سلم عرابي سيفه إلى ولسلي على أبواب القاهرة، وأرجع البعض استسلامه لوجود اتفاق خاص سابق وأكدت جريدة "الأهرام" ذلك‏. وفي رسالة وجهها عددٌ من كبار المشايخ إلى السلطان أعربوا فيها عن دهشتهم لاستسلام عرابي وشكوكهم إزاء إعلان الحكومة الإنجليزية قبل بدء المحاكمة أنها لن تسمح بإعدام عرابي أياً كانت الأحوال‏، وربط الناس بين هذا كله وعدم استمرار موقعة "التل الكبير" أكثر من نصف ساعة

أما القوات البريطانية فقد واصلت بعد تلك المعركة تقدمها السريع إلى الزقازيق حيث أعادت تجمعها ظهر ذلك اليوم، ثم استقلت القطار (سكك حديد مصر) إلى القاهرة التي استسلمت حاميتها بالقلعة عصر اليوم نفسه. وكان ذلك بداية الاحتلال البريطاني لمصر الذي دام 72 عاماً

وقد احتُجِزَ عرابي في ثكنات العباسية مع نائبه طلبة باشا عصمت حتى انعقدت محاكمته في 3 ديسمبر كانون أول عام 1882 والتي قضت بإعدامه. تم تخفيف الحكم بعد ذلك مباشرة - بناءً على اتفاق مسبق بين سلطة الاحتلال البريطاني والقضاة المصريين- إلى النفي مدى الحياة إلى سرنديب (سيلان أو سريلانكا الآن). وقد انتقل السفير البريطاني لدى الباب العالي، لورد دوفرن، إلى القاهرة ليصبح المندوب السامي الأول، حيث أشرف على محاكمة أحمد عرابي وعلى عدم إعدامه. وجرى تجريد عرابى رفاقه من رتبهم العسكرية تمهيداً لنفيهم. "أورطة" الجنود الذين اصطفوا أمام مراسم التجريد لم يتمالكوا أنفسهم انخرطوا فى البكاء

ويتساءل المؤرخون كيف عبر الجيش البريطاني المسافة من القصاصين إلى التل الكبير دون أن يكتشفهم العرابيون، ويتخذون ذلك دليلاً على غفلة العرابيين، ويتناسون دور الخائن عبد الرحمن بك حسن الذي كان مكلفاً حراسة الطريق بقواته وإنذار المصريين عند اقتراب البريطانيين، لكنه تحرك بعيداً وترك البريطانيين يمرون دون أن ينذر المصريين

ونأتي إلى دور الخائن الأكبر الضابط علي بك يوسف خنفس -وحصل على الباشوية بعد دخول الإنجليز مصر- الذي أرسل خطة المعركة إلى القوات البريطانية حيث كان قائداً لقلب الجيش المصري، وانسحب أيضاً بقواته ليعطى الجيش البريطاني الفرصة ليحاصر جناحي الجيش المصري. وقد كتب خنفس إلى الإنجليز يتظلم لأنه تقاضى ثمناً للخيانة ألفين فقط من الجنيهات الذهبية، ولم يأخذ عشرة آلاف مثل رئيس مجلس الأعيان محمد سلطان باشا

لكن المؤرخين يختصرون كل ذلك بكلمة واحدة هي الخيانة، وكأنها كانت أحد الأسباب وليست هي السبب الرئيسي للهزيمة.. ولولاها لتغير وجه التاريخ كله ولكانت تماثيل أحمد عرابي وضباطه تملأ كل شوارع مصر إلى الآن ..غير أن المصريين بضميرهم النقي مازالوا يقولون في أمثالهم "الولس (أي الخيانة) هزم عرابي"، وهي مقولة تحمل في طياتها تورية بليغة، فالولس هو الموالسة مع العدو أو الخيانة، وهو في هذه المناسبة هو القائد الإنجليزي ولسلي الذي قاد قوات الاحتلال البريطاني

الخيانة إذاً كانت صانعة الحدث وعنوانه الأبرز

وهكذا نقرأ في كتب الباحثين والمؤرخين "إن العامل الجوهري في الهزيمة كان الخيانة" ("أحمد عرابي الزعيم المفترى عليهمحمود الخفيف، ص 21-22)، وإنه "كان للخيانة أثر كبير في إحداث هذه الهزيمة" ("تاريخ العرب الحديثزاهية قدورة، ص 365) وإن "الرشوة اللعينة كانت تنساب في الظلام فتقتل بسمومها بعض الضباط؛ أمثال الخائن علي يوسف الذي أخلى الطريق للإنجليز عند التل الكبير" ("موسوعة التاريخ الإسلاميد. أحمد شلبي ، 5/474)

كما نطالع من يقرر ما يلي: "وقد لعبت الخيانة أقذر أدوارها في هذه الفترة من الحرب: فإن الأميرالاي علي يوسف خنفس أثرت الرشاوي الإنجليزية في نفسه الضعيفة، فجعل من نفسه جاسوساً للإنجليز داخل صفوف الجيش المصري الباسل" ("الثورة العرابيةمحمد المرشدي، ص 83)



ونجد أيضاً التالي: "ويذكر بلنت أن وزارتي الحرب والبحرية في انجلترا قد عقدتا النية منذ أوائل السنة أن يكون الهجوم على مصر من ناحية قناة السويس، وأنه تقرر في أواسط يوليو أن تمهد السبل لذلك بالرشوة بين بدو الشرق" ("الثورة العرابيةصلاح عيسى، ص 427)



ومن الصعب إصدار حكمٍ نهائي على بعض الأشخاص الذين شاركوا في الثورة العرابية، غير أن ثمة هواجس ملأت قلوب الذين أرخوا للثورة أو عاصروها أو شاركوا فيها. إن بلنت مثلاً - وهو صديق مقرب إلى عرابي- يضع علامات استفهام حول البعض، ومنهم الشاعر والسياسي محمود سامي البارودي "رب السيف والقلم" الذي لم يتقدم من موقعه في الصالحية بحيث ينضم إلى قوات علي باشا فهمي للدفاع عن القصاصين ولكنه وصل متأخراً. وهناك مبررات متناقضة لذلك، منها أن رجال مسعود الطحاوي قد ضللوه في الطريق عن عمدٍ، تنفيذاً لتعليمات أخذوها من الإنجليز..ومنها أيضاً أنه - كما يرى بلنت- كان يحسد عرابي، وقد أضاع الفرصة في القصاصين لأنه لم يكن قائد الجيش بدلاً من عرابي




وقد كتب محمود سامي البارودي عدة قصائد في هجاء عرابي، إذ جاء في مخطوطةٍ له لم تنشر من قبل‏:‏




أستغفر الله إلا من عداوته.. فــــإنهـا لجـلال الـلـه إعـظام



دع السلام لقوم يصبرون له.. واسكت فخلفك عند الفخر قدام


كذلك فإن بلنت يتساءل عن الصلة غير الواضحة التي أبقت عبد العال باشا حلمي في دمياط بعيداً عن ميدان القتال الحقيقي في "التل الكبير"، ويذكر أن لديه وثائق تدل على أن يعقوب سامي وكيل وزارة الحربية ورئيس المجلس العرفي كان يظهر كأنه ساعد عرابي الأيمن، فإذا به يثبت أنه رجل الخديو الذي يعتمد عليه




ومن الواضح أن ظروف هزيمة الثورة العرابية -أو "هوجة عرابي" كما تسميها بعض المصادر- تجعل دائرة الشكوك تتسع بصورةٍ مرضية. وإذا كان من الصعب الاعتماد على هذه الشكوك، فإن عوامل الشك تطل برأسها كأحد أسباب انهيار الثورة العرابية




غير أن الخيانة كانت أيضاً على مستويات أعلى من مجرد قادة الجيش ومشايخ القبائل



كانت الخيانة في قاعات القصور..وتحت قبة البرلمان


وهذه حكايةٌ أخرى







آخر مواضيعي 0 تاريخ كسوة الكعبة في مصر
0 وحشتوني
0 كيف تتلذذ بالصلاة
0 مشهد سيسجله التاريخ ؟؟؟؟؟؟؟
0 إسرائيل" وتهديد الأمن المائي المصري
رد مع اقتباس
قديم 06-20-2010, 10:44 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أحمد اسماعيل

الصورة الرمزية أحمد اسماعيل

إحصائية العضو







أحمد اسماعيل غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: أشهر الخونة في تاريخ مصر

ابو احمد ... رائع الطرح



تسلم على الموضوع التاريخى


كتب الله لك السلامة والخير

دعواتى لك بالصحة والعافية






آخر مواضيعي 0 مباراة الأهلي ووفاق سطيف الجزائري
0 دعاء يوم الجمعة
0 روسيا تسلم محطة تشيرنوبل النووية إلي أوكرانيا
0 دعاء آخر يوم في شعبان
0 فضل الصيام
رد مع اقتباس
قديم 09-20-2010, 12:45 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عادل الريس

الصورة الرمزية عادل الريس

إحصائية العضو








عادل الريس غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى عادل الريس

افتراضي رد: أشهر الخونة في تاريخ مصر

اشكرك اخي احمد علي مرورك الذي اسعدني






آخر مواضيعي 0 تاريخ كسوة الكعبة في مصر
0 وحشتوني
0 كيف تتلذذ بالصلاة
0 مشهد سيسجله التاريخ ؟؟؟؟؟؟؟
0 إسرائيل" وتهديد الأمن المائي المصري
رد مع اقتباس
قديم 09-20-2010, 01:36 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: أشهر الخونة في تاريخ مصر

: مراد بك..الطاعون يقتل الطاعون

عجبتنى اوى الجملة دى



تسلم ابو احمد

لطرحك







آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 09-23-2010, 10:56 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عادل الريس

الصورة الرمزية عادل الريس

إحصائية العضو








عادل الريس غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى عادل الريس

افتراضي رد: أشهر الخونة في تاريخ مصر


مرمر
اشكرك
نورتي متصفحي
لك السلامة







آخر مواضيعي 0 تاريخ كسوة الكعبة في مصر
0 وحشتوني
0 كيف تتلذذ بالصلاة
0 مشهد سيسجله التاريخ ؟؟؟؟؟؟؟
0 إسرائيل" وتهديد الأمن المائي المصري
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:07 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator