إباء ُ غزة
*****
أجدبت جنة ُ الأرض ِ ، سباها يهود
أجدبت تلك البلاد ُ ، بلادي
لم يعدْ فيها سوى فقر ٍ و بؤس
لم يعد فيها سوى باق ٍ من عظام ٍ تئن ُ
لم يعد فيها سوى حرب ٍ ضروس
فباتت قطعة ً من جحيم
لم يعد فيها سوى بعض َ المقعدين
أهي غزة ؟
أين تلك َ الخميلة ؟
أين تغريد ُ البلابل ؟
أهي غزة ؟
ذات الشواطئ الجميلة
أين ذاك َ البحر ُ ؟
أين هديرُ المراكب ؟
زَرَعوا فيها القنابل !
و الدمارَ و الخراب َ في كل جانب
ها هو الطاغي يدمر ُ
ها هو "أولمرت " يقصف ُ و يعصف
ها هو "يهود "ُ يزمجر ُ
ها هم الأطفال ُ باتوا جياعا ً
ها هم الشيوخ ُ ماتوا صراعا ً
وقضوا عند الإله ِ شهداء ً
ها هي أجساد ُ الحرائر
أشلاء ً تتناثر
و طفل ٌ شاب َ رأسـُه
و فتاة ٌ تستغيث ُ !
أين منها المسلمون ؟
و تناجي ربها
يا إلهي ، أنت َ في المحنة ِ لي
أين منها المسلمون ؟
ليت أهلي يعلمون !!
أنني بت بآهاتي و رعبي
و بجوعي و بخوفي
أفترش ُ الأرض َ و ألتحف ُ السماء َ
فبيتي قد هدموه
و أبي قد قتلوه
و أخي مع الثوار ِ يناضل
شامخا ً في إباء ٍ يقاتل
عن أرضنا و أسرانا البواسل
في سبيل الله ِ لن نحني الجبين َ
لا .. لن يهون العزم ُ فينا
لا .. لن تنالوا من إبائي
لا .. لن تنالوا من عطائي
ما دام في الكون إله ٌ
ينصر المظلوم َ من ظلم ِ الطغاة
و مادام في الأرض ِ منا ، طفل ٌ يقاتل
للأديب والشاعر سعدي جودة